Skip to main content

Full text of "تفسير كتاب الله العزيز"

See other formats




نا ىا ل 0 3 
27 سمس الحم 





0 عو سر م 7 
الشيّع هود بن حكياهوارئ 
من عُلْماءِ الّرْنِ اثالث الجر 


أحاج يدري 











بت و ه 95 هر م 07 7 
للشيام هود ن ممكباهوارى 
من عُلمَاءٍ الصّرّن الشَّالِثِ الِجرَى 


عقوأ 
عاج يدر 


الخبر الشان 


سابعو جشوط م 
110 


ولر(فرك (لإنوى 
وم 14 





الجزء الثاني الأعراف: 1 -4 





0 
وهي مكية كلها إلا آية واحدةفة 


ا« يسم اللّه ل الرحيم » قوله : نص » كان 57 يقول: لا 
أدري ما تفسير (الَمُْصضّ) و (الج) و(الر) غير أن قوم من السلف كانوا 3 : أسماء 
السور ومفاتيحها. وقد فسرنا ما بلغنا في هذا في غير هذا الموضع©) 

قوله : « كتنب أَنزْلِنَه إِليِك » أي القران: < فلا يكُنْ في صَذْرُِ حَرَجٌ 
منْهُ 4 أي : شك منه بأنه من عند الله في تفسير الحسن ومجاهد وغيرهما. « لتنذر 
به 4 أي من النار 8« وَذْكترى لِلْمُوْمِنِينَ 4 يذكرون به الآخرة. 


قوله : ف انبعُوا ما أنزِلَ ليم من َبْكُم» أي القران < ولا تبعُوا مِنْ دُونه 
َوْليَاَ 4 يعني الأوثان. ٠‏ قليلا ما تذْكُرُونَ © أي أقلكم المتذكر: 6 ) وما أكثرٌ 
الناس ولو خرصت بِمُوْمِنِينَ ) [يوسف: .]٠١#‏ 

قوله : ( وكم من قري : أملَكتهًا 4 يعني ما أهلك من الأمم السالفة حين كذّيوا 
رسلهم. « فَجَاءَهًا بَأْسُنَا © أي عذابنا ط بَيِا © أي ليلا « أو هُمْ قَائلُونَ © أي عند 


للإأحام في تسحة جء مخطوطة الشيخ سالم بن يعقوب في أول ورقة منها ما يلي : ويسم اللّه 
الرحمن الرجيم » صلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم . الربع الثاني من تفسير كتاب الله 
العزيز ليود سن محكم الهواري رحمةه الله تفسير سورة الأعراف. وهي مكية كلها إله آية 


واحدة . 
(2) انظر ذلك فيما مضى ج 1 ص: 78. 


الأعراف: 5 - 6 تفسير كتاب الله العزيز 





القائلة بالنهار. وهو كقوله : ( قل أريتم نْ أتتيكم عَذَانهُ يننا أو نهارا 6 نونس : .]6٠‏ 

قال: « فَمَا كَانَ دَعْوْيمُمُ» أي : [قولهم]" إذ جاءهم بأسناء أي عذابنا ل إلا 
أنْ َانُوا ناكا طَلِمِينَ #. قال بعضهم: لم يكن لهم هبجيرى © حين جاءهم العذاب 
1د كئارا إن يا ملدلمين» كقوله في سورة الأنبياء : ( وَكُمْ قصَمْنا مِنْ قري كانت 
ظَلِمَة) أي مشركة, يعني أهلهاء إلى قوله. . ا 
تلك دَعْوَايهُمْ ) [سورة الأنبياء : 0 - 15] أي لم يكن لهم هسجيري ( إلا أن قَالُوا: يا 
وَيلنا إنَا كنا ظَللِمِينَ ). قال: الهجيرى: الذي يلزمه الرجل يردده. 


ذكروا عن الحسن انه كانت هجيراه سبحلن الله العظيم» » سبحلن الله وبحمده. 
وكانت هجيرى بعضهم : أل إلى الله مصِيرُ الامُورٌ) . يعني بهجيراهم أنه لم يكن 
لهم قول حين جاءهم العذاب ( إل أَنْ فَانُوا إنا كنا ظَلِمِينَ ). 

قال الحسن : قَمَا كان دَعْوَايهُمُ. أي ما دعوا به حين جاءهم العذاب إلا أن 
قالوا: يا ويلنا إنا كنا ظلمين . فاقرّوا بالظلم على أنفسهم ونادوا بالتوبة حين لم تنفعهم 
التوبة. قال: فهي مثل قوله: ( قَنَادوا وَآتَ جِينَ ناص ) [سورة ضٌ: 3] أي ليس 
حين نزو" ولا افرار. وكقوله : ( وَقَالُوا َامنا به وأ لَهُمْ التتاوش من مَكَانٍ بَعِيدٍ وقد 
فووا ب من قبل ) [سورة سما : 2]53-52 ود و 0 


56 8 بالإيمان وقل ا العذاب. 


قوله: « فَلَنَسْئََنَ الذينَ أَرْسِل إِلَيْهِمْ ولَنسَئلن الْمَرْسَلِينَ 4. كقوله: ( يوم 


(1) زيادة من زء ورقة: 104. 

(2) كذا في ج وفي ق وع: «هجيري» »2 وهو الصواب. وفي د: «لم يكن لهم مخبرء وهو تصحيف. 
وفي اللسان: هجيراه وإهجيراهء أي دأبه وديدنه وشأنه وعادته. انظر اللسان: (هجر). 
(3)وردت هذه الكلمة في قى وع هكذا : «برد». وفي ج ود: «فروأ». وهي في كلها مصحفة صوابها 
ما أثبته : «نزو». وهو ضرب من العدو. وهكذا وردت الكلمة في تفسير ابن كثيرء ج 26 ص : 

5. وفي تفسير القرطبي ج 15. ص 145.» ونسب القول فيهما إلى ابن عباس . 


6 


الجزء الثاني الأعراف: 7 - 9 





ع ها مي م وا عرب م رام 4# و#ه 
يجمُمْ اللَهُ الرسلٌ فيقول مَاذَا اجبتم ) [المائدة: 109] أي ماذا أجابكم قومكم. 
« فَلْتَمصَنٌ عَلَيْهِمٍ 4 أي أعمالهم « بعلم 4 بها « وَمَا كنا غائِبِينَ » أي عن 
أعمالهم . 
قوله: + والورن تقل انق 0 فرق تقلت مزنقة تأرقتك ع اتلك 
قوله: « وَالوزْنَ يو فمن ثقلت موزينه فاوللئك هم المفلحرن » 
أي: السعداء.ء وهم أهل الجنة. « ومَنْ خفت مَوازِينهُ فأُولِئكَ الذينَ خسروا 
أنفسَهِمْ 4 فصاروا إلى النار. 8 بمَا كانوا بثايتنا يَظَلِمُونَ © أي يظلمون أنفسهم. وهو 
ظلم فوق ظلم وظلم دون ظلم. 
وبلغنا أن المومن توزن حسناته وسيئاته. و فمنهم من نة تفضل حسناته على سيئاته . 
وإن لم تفضل إلا حسنة واحدة يضاعفها الله له فيدخله الجنة: وهو قوله: ( وَإِنْ نَكُْ 
4 حسنة يضاعفها وَيؤّْت من لدنه أجرا عظيما ) [النساء : 0 ومنهم من تستوي 
حسناته وشكائف وهم أصحاب الأعراف» ومنهم من تفضل سيئاته على حسناته . قال 
الله : ( وَمَنْ حَيت موازينة َأُولَئِكَ الذين خسروا نهم في جهنم مم خللدون تلفخ 
وجوههم الثاز وَهُمُ فيها ككلحون ألم نكن َاينتي كَل عَلَيْكُمُ كنت بها تَكَذْبُونَ) 
[المؤمنون: 103 - 105]. 
وقوله : بما كانوا باياتنا يظلمون. أي : أنفسهم . وهو ظلم فوق ظلم. وظلم دون 
ظلم. فالآية محتملة لظلم الشرك وظلم النفاق© . 
() لم تذكر المخطوطات الأربع تفسيراً لقوله تعالى : ( وَالوَرْنْ يَوْمَئِذٍ الحَىُ ). وجاء في زء ورقة: 
4 بعد قوله : ( والوَرْنْ يَوْمَئِذٍ الحَقُ ) ما يلي : ويحيى عن حماد عن ثابت البناني عن أبي 
عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال : يوصع الميزان يوم القيامة ‏ ولو وصع في كفته 
السماوات والأرض لوسعتهماء فتقول الملاثكة: ربنا ما هذا؟ فيقول: أزن به لمن شئت من 
خحلقي , فتقول الملائكة : ربنا ما عبدناك حق عبادتك» . وفي تفسير مجاهد. ص : 231: وعن 
عبيد بن عمير الليثي في قوله تعالى : ( والوزن يومئذٍ الحق ) قال: يؤتى بالرجل العظيم الطويل 
الأكول الشروب. فلا يزن عند الله جناح بعوضة . ومثله نص حديث أخرجه البخاري في كتاب 
التفسير من آخخر سورة الكهف عن أبي هريرة عن رسول الله يك قال: إنه ليأتي الرجل العظيم 
السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة . 
)2( هذه الجملة من زيادات الشيخ هود الهواري ولا شك. 


7 


الأعراف: 10 - 12 تفسير كتاب الله العزيز 





قوله: « وَلَقَد مَكُنَكُمْ في الأض ». قال الحسن: يعني المشركين بعد 
الداشيري: كناكم خلانت بعد ف وَجَعَلنَا لَكُمْ فيا معنيش قَلِيلا ما تَْكُرُونَ » 
أي : أقلكم الشاكرون». يعني أقلكم المؤمنون. أي أقلكم من يؤمن. 

قوله : « وَلَقَدْ حَلَقْتَكُمْ ثم صَوّرْنَكُمْ #4 أي الخلق الأول: آدم من طين. ونسله 
بعده من نطفة ظ ثُمْ قَلْنا لِلْمَلَتْكَة » أي : بعد خلق آدم. قبل خلقكم من النطف 
١‏ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إلا إبليس لَمْ يكن مُنَ السَجدينَ ©. 
ظ قال بعضهم: خلق الله آدم من طين» ثم صورناكم في بطون أمهاتكم. وقال 
مجاهد: ثم صورناكم في ظهر آدم . 

وقال الكلبي : خلقناكم من نطفة. ثم علقة ثم مضغة ثم عظما ثم لحمأء ثم 
صورناكم . أي العينين والأنف والأذنين واليدين والرجلين صورا نحوا من هذا. ثم 
جعا حسنا وقبيحأء وجسيماً وقصيراً وأشباه ذلك. ثم رجع إلى قصة ادم عليه السلام 
فقال: ثم قلنا للمللئكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من السلجدين . قال 
بعضهم: كانت. الطاعة لله والسجود لآدم . 

قوله : ( إلا | إبْلِيس لم يكن من السجِدِينَ . وقال في اية أخرى : ( فَسَجَدُوا إلا 
إبلِيسٌ كان مِنّ الجن ) [الكهف: 0 . ذكروا عن ابن عباس أنه قال: لولم يكن من 
. المللتكة لم يؤمر بالسجود. وقال بعضهم عابي يي 
لهم الجن .. وقال بعضهم: جن عن طاعة ريّه . 

وقال الحسن: إن إبليس ليس من الملائكة وإنه من نار السّموم» وإن الملائكة 
خلقوا من نور الله وإن الله أمر الملائكة بالسجود لآدم وأمر إبليس أيضا بالسجود له 
فجمع المأمورين جميعاً. 0 

قوله : « قَألَ : نا متك ألا ةا" إل أترثق قال آنا ير م حَلفتِي بن ث 


(1) جاء في 5 ا 104 ما يلي : «قال محمد: آلا تسجد) معناه: أن تسجدء ولا مؤكدة . وقال أبو 
عبيدة في مجاز القران ج 1 ص : 211: «مجازه: ما منعك أن تسجدء والعرب تضع لا في 
موضع الإإيجاب. وهي من حروف الزوائد. . 


1 


الجزء الثاني ظ الأعراف: 12 - 17 





ولس نْكَ مِنَ الصلغِرين. َال انزني > و ني ىا يوم ينععُونَ قال إِنّكَ 
من المُنظَرِينَ © وقال في آية أخرى: ( إِلَى دم الوَقْتِ المَعْلُوم ) [سورة ض: 81] 

اي إلى النفخة الأولى . وأما قوله ها هنا: : ( إِنْكَ مِنّ المُنظَرينَ ) ففيها إضمار: إلى يوم 
الوفت المعلوم . 

« قال فبمَا أَعْوَيتتي » أي: فبما أضللتني. وقال الحسن: فبما لعنتني 
9 لأفْعْدَن لَهُمْ صراطك المُسْتَقيمَ 4 أي : فأصدّهم عنه. 

ذكروا عن الحسن قال: ليس من هذا الخلق شيء إلا وقد توجه حيث وجه. 
ولولا أن ابن ادم قعد له على الطريق, أي الشيطان. فيخبل له حتى عدله, مضى 
كما مضى سائر الخلق. يعني أن بني آدم ابتلوا بما لم يُبتل به غيرهم من الخلق . 

قوله : ثُ ا من بين أَيْدِيْهِمْ وَمِنْ خَلَفهمُ وَعَنَ يْمَنهمْ وَعَنْ شمَائلهمْ 
من حيث لا يشعرون 9« وَلا تَجِدُ أَكتْرَهُمُ شكرينٌ 4 أي مؤمنين . 

أما قوله : ( مِنْ بين أيديهم ) فمن قبل الآخرة فأخبرهم آنه لا بعك يعن اهرت 
ولا جنة ولا نار. وأما قوله: ( ومن خَلّفهمٌ ) فمن أمر دنياهم [فازينها في أعينهم 
وأخبرهم]2) أنه لا حساب عليهم في الآخرة فيما صنعوا في الدنيا» لأنهم إدا 
كانوا و فى الآخرة كانت الدنيا خلفهم . كقوله : ( يعلم ما , يْنَ دِيم ) من أمر الآخرة 
ْنا لهم ) [لبرة. 5 وس 5000 وقوله : (َْن ينتوم ) 
قبل الخير فتشبطوننا عنه. 1 90 شمَائلهم ) عق د المعاصي . ار 
(1) في ج ود: «فيحمل لدو وفي ف وع: «فيخبل له» ولمبةة قطمفا للعنارت فعا وأثبت الأخيرة 

إذا كانت تعني أن الشيطان يصيب ابن ادم بخبال» أي بمسء يقال خبّله وخبّله واختبله. إذا 

)2( زيادة من زء ورقة 104. 


الأعراف: 18 - 20 تفسير كتاب الله العزيز 





الأمر على ما ظن. كقوله: (وَلَقَدُ صَدَقَ عَلَيهِمْ إبليس ظنهُ فاتبعُوه إلا فريقا من 
المَؤْمنِينَ ) [سبا: 40] أي إلا الفريق الذين امنوا. 

قوله : ط قَالَ اخرّج منها مَذُهُوماً 4 قال الحين :هتوم :..ؤقال متحاهة :لفيا 
بعضهم: مقصيا. وقال بعضهم: ( اخرج منهَا لوا مدخُورا ) أي : ل 
*ى # # رةس م#«ي ىم 9 

قوله : ديعم نكن أل روك الجن فكلا بن حي دنم و1 تقربا هلذه 
الره فتَكونًا ه مِنَ الظللمينَ 4 أي لأنفسكما بخطيئتكما. 

دذكروا عن ابن عباس أنه قال : الشجرة التي نهى عنها أدم وحواء طي السنيلة 
التي فيها رزق ابن ادم. وقال بعضهم: هي التين. 

قوله : « فوسوس لهم الشيْطنٌ دي لَهِمَا ما ووريٌ عَنْهُمًا من سوءْتهما» 
وكانا كسيا الظفر. فلما أكلا الشجرة بدت لهما سوءاتهما. 

ذكروا عن الحسن عن أبي بن كعب قال قال رسول الله كَل : كان آدم طوالاً كأنه 
نخلة سحوق. كثير شعو الراسن + فلما وقع فيما وقع فيه بدت له عورته. وكان لايراها 

قبل ذلك فانطلق هاربا فى الجنةء فأخذت شجرة من شجر الجنة برأسهء فقال لها: 

أرسليني . فقالت: لست بمرسلتك . فناداه ريه . عن تفذ؟ قال : يأ رب إنى 

| تحييتا؛ 0 

قوله : « وَقَالَ ما نَهَنيكمَا رَبُكُمَا عَنْ هذه الشجَرَة إلا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيّْن 4 أي من 
الملائكة « أو تكونا منّ الخللدينَ » أي من الذين لا يموتون. أي إنكما إذا أكلتما من 

الشجرة كنتما مُلكين من ملائكة الله . 

(1) أخرجه يحيى بن سلام عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن أبي كبن رفوه : وأخرجه ابن 
جرير الطبري في تفسيره ج 12 و 4 موقوفاً ومرفوعاً. وأخرجه ابن كثير كذلك وقال: 
الموقوف أصح إسنادا . 

10 


الجزء الثاني الأعراف: 21 - 24 





« وَقَاسَمَهمَا 4 بالل ١ه‏ إني كما لَمِنّ التصحَين 4. قال: [بعضهم]220: حلف 
لهما بالله وقال لهما: خلِقتٌ قبلكماء وأنا أعلم منكماء فاتبعاني أرشدكما. قال: إنما 
يخدع© المؤمن بالله. قال الله: « فَدَليِهُمَا بعْرُورٍ فْلّمًا ذاقَا الشَجَرَة بَدَتْ لَهُمَا 
سَوْدْتَهُمَاع وقد فسّرناه قبل هذا الموضع . 

قوله: « وَطفِقًا يَحْصِمَانٍ عَلَيْهمَا مِن وَرَقِ الجنة » ذكروا أن مجاهدا قال: 
يرفُعان كهيئة الثوب . « وَنَادَايهُمَا رَبْهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تلْكُمَا الشّجَرَة وأقُل لّكُمَا إن 
الشيْطلنَ لَكُمَا عَدُوْ مُبِينٌ 4 أي بين العداوة. 

ظ قَالَ ا مبطوا بَعْضَكُمْ لبَعْض عَدُِوْ 4 آدم معه حواء وإبليس والحية التي دخل 
فيها إبليس فكلمهما فيهاء فهي لا تقدر على ابن أدم في موضع إلا لدغتهء ولا يقدر 
عليها في موضع إلا شدخها. 

ذكر بعضهم قال: من قتل حية أو عقرباً فقد قتل كافراً. وذكر بعضهم أن 
رسول الله كك قال في الحيات: ما سالمناهن منذ حاربناهن©. 

ذكر عن عبد الله بن عمر قال: الحيات مما مسخ من ذرية إبليسء وما 
سالمناهن منذ حاربناهن» فمن تركهن تقية منهن قال في ذلك قولاً عظيماً. 

ذكروا عن عائشة أنها قالت: من ترك حية خشية ثأرها فعليه لعنة الله والملائكة 
والناس أجمعين . 


(1) زيادة يقتضيها السياق». والقول لقتادة. 

(2) في المخطوطات الأربع: «يروع» وهو خطأ صوابه ما أثبته: «يخدع». والتصحيح من تفسير 
الطبري ج 2 ص 351. 

:(3) أخرجه الربيع بن حبيب في مسنده ج 3 ص 2» (رقم: 744) عن جابر بن زيد مرسلاً ولفظه : 
اقتلوا الحيات صغارها وكبارهاء فإنا ما سالمناهن منذ حاربناهن, فمن تركهن خشية الثار فقد 
كفرء وأخرجه الحميدي مرفوعا عن أبي هريرة» وفي آخره: «من ترك منهن شيئاً خيفة فليس 
منى». 


11 


الأعراف: 24 - 27 0 تفسير كتاب الله العزيز 





ظ يحرج عليه ثلاث إن ور عله ولت تالفاة. عزن كاردا ظ 


قوله: ط وَلَكُمْ ني الأزض مُسْتَفَرٌ 4 أي تكونون فيها ( وَمَََمُ 4 يعني متاع 
الدنيا تستمتعون به « إلى جين » أي : إلى الموت. 

» قال فيها تحيون » أي في الأرض تولدون «وفيهًا موتو ن مها تَحْرَجُونَ‎ ١ 
. أي 0 القيامة‎ 
: ا يعني . المال والمتاع في تفسير الحسن. وقال تجاه المال© . قال‎ 
وَلِبَاسٌ التَقَوَى ذُلِكَ خَيْرٌ 4 (ِذَلِكَ خَيْن كلام مستقل. ومن قرأها بالنصب يقول:‎ ١ 
أنزلنا عليكم لباس التقوى. أي العفاف. إن العفيف لا تبدو له فيه عورة وإن كان‎ 
ذلك من عَاينت الله لَعَلْكُمُ‎ . ٠ عارياًء وإلن الفاجر بادي العورة وإن كان كاسياً. قال‎ 


د تو م 


تذكرون #©. ظ قح ار ل 2 2 
قوله : © يْبَنِي ءَادَمْ لا يفتننكم الشيطلن » أي : لا يضلنكم الشيطان. « كما 
أخرج أَبوَيكُم من الجنة ينْزِح عَنْهُمَا لِبَاسَهُمًا لِيْيَهُمَا سَوْدْتِهِمَاء» إنه لما أمرهما بالاكل 
من الشجرة فأكلا اوعد بيسن 

000 7 ذكروا أن د قال : قبيله الجن ا وقال , بعضهم : 


(1) أخرجه مسلم في كتاب السلام. باب قتل الحيات وغيزهاء رقم 2236. وفيه قصة رواها أبو 
السايب عن أبي سعيذد الخدري. وأخرجه الترمذي في أبواب الصيد. باب في قتل الحيات. 
ولفظه في مسلم : “«إن لهذه البيوت عوامر فإذا رأيتم شيئاً منها فحرجوا عليها ثلاثاً. فإن ذهب 
وإلا فاقتلوه فإنه كافره. والتحريج كما في شرح الترمذي أن يقال لها: «أنت في حرج أي ضيق 
إن عدت إلينا فلا تلومينا أن نضيق عليك بالتتبع والطرد والقتل . كذا في النهاية وفي شرح مسلم 
للنووي». 

(2) قال أبو عبيدة في معاني القران ج 1 ص 212: «[الرياش والريش واحدع. وهوما ظهر من اللباس 
والشارة. . . والرياس نا الخصب والمعاش». 


12 


الجزء الثاني الأعراف: 28 - 30 


إن عدوا يراك من حيث لا تراه لشديد المؤونة إلا من عصمه الله. وقال الحسن: 
قبيله . الجن وهم ولذه . وقال الكلبى : قبيله جنئوده . 
قوله: ظ وإذا فعَلوا ففحشة » أي من الكفر والشرك « قالوا وَجَدّنا عَليها 

َابَاءَنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بها قل إِنْ الله لآ يَأمُرُ بِالْمَحْشَاءِ أتَقولُونَ عَلَى الله مَا لآ تَعْلمُونَ». 

وهذا على الاستفهام. يقول: نعم. قد قلتم على الله ما لا تعلمون. 

0 ا ل :يه و كلن الاة ل و ل ‏ # اه 
قوله: ط قل أمر ربي بالقسط » أي بالعدل « وأقيموا وجوهكم عند كل مُسجدٍ 

وَادْعُوهُ مُخلِصِينَ لَهُ الدَّينَ 4 كقوله: ( وَأَن المَسَاجِدَ لله قلا تَدُعُوا مَعْ الله أحدا ) 

[الجن: 18] أي : إن كل قوم سوى المسلمين إذا صلوا في مساجدهم أشركوا بالله. 

وقال مجاهد: ( وأقيموا وجوهكم عند كل مُسْجِدٍ ) أي إلى الكعبة حيث صليتم في 

كنيسة أوغوره ”7 

قوله: 8 كما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ » ذكروا أن رسول الله كلِهِ قال: ( كمًا بَدَأَكم 
تَعُْودُونَ ) أي عراة كما خلقوا©. 
حفاة عراة غدل" ., 

قال: « فريقا هَدَى وفريقا حَقّ عَلَيْهِمم الضلللة » ذكروا أن مجاهدا قال: يعني 

(1) هذا المعنى الذي ذهب إليه المؤلف هنا حين استشهد باية سورة الجن من إخلاص السجود لله 
دون ما سواه من الآلهة والأنداد هو قول الربيع بن أنس» وهو ما رجحه الطبري في تفسيره ج 12 
ص 51 وهو فيما يبدو لي أولى وأقرب ال الصواب مما ذهب إليه مجاهد . 

(2) حديث متفق على صحته. أخرجه البخاري في أبواب منها في كتاب التفسير في آخخر سورة 
المائدة.» وأخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمهاء باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة 
(رقم 2860) كلاهما يرويه مرفوعا من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس؛ وأوله: أنكم 
محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا. . . والأغرل هو الأقلف الذي لم يختن. 

(3) ورد هذا الحديث في ز هكذا: ويحيى عن همام عن القاسم بن عبد الواحد عن عبد الله بن 
محمد عن جابر بن عبد الله عن عبد الله بن إياس قال قال رسول الله يكل : يحشر الله العباد أو قال 
الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً بُهماء قال: قلت: ما بُهما؟ قال: ليس معهم شيء. 


13 


الأعراف: 30 - 32 تفسير كتاب الله العزيز 


قال: إِنَهُمُ الحدوا الشيّلطينَ أوليَاءَ من من دون | الله وَيَحَسبُونَ أنْهُم مُهْتَدُونَ » 
قال مجاهد: يعني قريشاً لتركهم الثياب في الطواف 

قوله: © يبنى ادم خَذرا يتك عند كل مسجل »© . قال الحسن: كان أهل 
اللعافلنة «يطوفوقبالنيف عزراء :الال والياةفامر اله المسلمين تال رجدو 

ِينَتكُمْ عِنْدَ كل مَسْجِدِء أمرهم أن يلبسوا الثياب. 

قال: « وكلوا وَآسْرَبُوا # أي الحلال في الإضمار « ولا تسرفوا » أي : 
فتحرموا مأ أحل الله لكم كما حرم أهل 0 : من البحيرة والسائبة والوصيلة 

ب وما حرمو من 0 ف إن لا يحب المسرفِينَ * أي المشركين . وقال 

قوله : « قل مَنْ حَرُمْ زينة الله اه لني أخر لعباده 4. يعني الثياب» لأنهم كانوا 

يطوفون بالبيت غراة ل والطببلت :ين الرزق » أي بها حرموا من انعامهم وحروثهم ©. 

ط قل مي للذِينَ 0 في التحيوة 0_0 عاكم 0-0-7 ل 

قال بعضهم: من عمل بالإيمان في الدنيا خلصت له كرامة الله يوم القيامة. 
قال: « كَذْلِكَ فصل الت » أي نبين الآيات بالحلال والحرام والأمر 
والنهي: 8 لقوم يعْلْمُونَ © وهم المؤمنون الذين قبلوا ذلك عن الله. فأما المشركون 
فصدوا عنه وجحدوهء والمنافقون فرّطوا وضيّعواء ولم يوفوا بما أقرّوا به من العمل 

الذي انتقصوه . 

(1) في النسخ اضطراب وتقديم وتأخير في تفسير بعض الآية فأئبت صحتها مما جاء في تفسير 
مجاهد, ص : 5 . 

(2) يبدو أن تأويل الآية أعم من أن يحصر في أسباب نزولها وفيما كان يقوم به المشركون في 
الجاهلية. فمظاهر الإسراف في كل زمان ومكان متنوعة متجددة,. والطيبات من الرزق كذلك . 
والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. وأوامر الله ونواهيه باقية موجهة إلى الناس على مر 
الأيام والدذهور. وحكم تشريع الله وأحكامه صالحة لكل زمان ومكان. 


14 


الجزء الثاني ظ الأعراف: 33 - 37 


ذكر بعضهم قال: كان هذا الحي من كندة يطوفون بالبيت وهم عراة» إلا أن 
يستعير أحدهم مثزراً من أهل مكة فيطوف فيه. فأنزل الله ما تسمعون حتى انتهى إلى 
قوله : قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبئت من الرزق» وهوما حرم أهل 
الجاهلية من أموالهم من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام". 

قوله: ظ قل إِنْمَا حَرّمَ رَبِي الفَوجِش ما ظَهْرَ مِنْهَا وَمَا بَطنَ # ما ظهر منها 
العلانية» وما بطن منها: السّرّ. وقال بعضهم: الزناء ره وعلانيته . < وَالإئم 4 
المعاصي كلها ف وَالبَعيَ عير الحَقّ © [يعني الظلم] « وأَنْ : تشركوا بالل مالم ين به 
سُلْطئاً 4 أي حجة. يعني أوثانهم التي عبدوا من دون الله « وأن 7 تقولُوا عَلَى اللَّهمًا ل 
تعلمون » زعموا أن الله أمرهم يعبادتها بغير علم جاءهم من الله . 

قوله : < وَلِكلُ مه أَجَلٌ فإِذَا جَاء أَجَلْهُمْ لآ يَسْتَاخِرُونَ سَاعَةَ وَل يَسْتَقَدِمُونَ # 
يعني أن القوم إذا كذبوا رسلهم فجاء الوقت الذي يأتيهم فيه 'العذاب, فإنهم لا 
يستأخرون ساعة عن العذاب ولا يستقدمون. 

قوله : يبي عَادَمَ ما يَأتِكُمْ رُسَل منكم ية قَه فُصُونَ عَلَيكُم ءَايتي فمن اتقى 
وَأصلَحَ قلا حَوْفٌ لهم ولا هُمْ يَحْرَُونَ . في مل قوله: (امبطوا منها جَمِيعاً فَإِما 
نكم مني هدّى). والهدى ها هنا الرسول (فَمَن انب هُدَايَ فلا خوف عَلَيْهِم ولا 
هُمْ يَحْرَنُونَ ). [البقرة: 38] أي في الآخرة©. 

ذكر بعضهم أنه ذكر هذه الآية فقال: ماكان الله ليخلي الأرض لإبليس حتى 
لا يجعل له فيها من يعمل بطاعته . 

قوله : « والذِينَ كَذَّبُوا باينا وَاسْدَكْيَرُوا عَنْهَا أُولّكَ أَصْحَْبُ الثار هُمُ فيها 
دون » أي لا يموتون ولا يخرجون منها. 

قوله: « فْمَنَ أظْلَمْ مِمْنِ افتَرى عَلَى الله كبا أو كَذْب بَِايتِهِ 4 أي لا أحد 
اا بوك الو اه ال 
(2) انظر ما سلف من هذا التفسيرء ج 1 صص: 100. 


15 


الأعراف: 37 - 40 تفسير كتاب الله العزيز 


أظلم منه « أُولْيِكَ يَنالهُمْ نَصِيبّهُم من الكتتب » قال بعضهم : ما كتب لهم من 
أعمالهم التي عملوا. وقال بعضهم : ما كتب في أم الكتاب من أعمالهم التي هم لها 
نصيبهم من الكتلب أي أن الله قضى أنه من افترى عليه سود وجهه. قال: ( ويوم 
القيَامَةِ ترّى الذين كَذَبُوا عَلَى الله وجوهُهُم مُسْوَدْة ) [الزمر: 60]. 

قوله : ف حَتى إِذَا جَاءنهُم ُسُلَنا 4 أي الملائكة « يَوَفَُْهُمْ 4 قال الحسن : 
هذه وفاة إلى النار. ( الوا أينَ ما كنم َدُْونَ مِنْ دُونِ الله 4 يعني أوثانهم « فَالُوا 
ضَلُوا عا وَضَهِدُوا عَلَى أنْفسِهمْ أَنْهُمْ كَانُوا > : في الدنيا « كلفرين ©. 

واس أي الا ا ا الام 
لفن خشاك تفضا( السكررت 5]. م يل 

« ختى إِذَا ذاركُوا فيهَا جَمبعاً 6 أي إذا صاروا فيها جميعاً « فَالّت أَحْرَيهُم 
لويم رَيّْنامنؤْلاءٍ ضَنُونا > كل أمة تقوله أخراها لأولاها. ف فَاتِهمْ عَذَاباً ضِعفا من 
النار قال لكل ضِعْف ولكن ١‏ تَعْلَمُونَ ». ذكروا أن مجاهدا قال: لكل ضعف 
مضاعف لأوْلَآَهُم ولاخراهم . [وقوله : ولكن لا تعلمون أي أيها المخاطبون ما لكل 
فريق منكم]7". 

قوله : 9 دالت أُولَيهُمْ لآخْرَيُمْ قمَا كان لَكُمْ عَلَيْنَامِنْ فضل, 4 أي في تخفيف 
العذاب قال الله : « فَذُوقوا العَذَابَ » أي: جميعا بما كم تَكسبُونَ » أي 
تعملون. 

قوله : إن الذينَ كَذْبُوا اك السمَاء » 
أي : لأعمالهم ولأرواحهم إذا ماتوا 


(1) زيادة من زء ورقة 106. 


16 


الجزء الثاني الأعراف: 40 





[ذكر بعضهم قال]7" إن المؤمن إذا مات صعد بروحه ملائكة. فإذا بلغوا 
السماء الدنيا شيعتهم منها ملائكة إلى السماء الثانية» وكذلك كل سماء حتى ينتهى به [ إلى 
الله فيؤمر بالسجود فتسجد الملائكة قبله. ثم يسجد(©2., ويقوم الملائكة المقربون 
فيصلون عليه كما تصلون أنتم على موتاكم وأنتم ها هنا. ثم يقول: ردوه فإني قضيت 
أني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى. وأما الكافر فينتهي بروحه 
إلى السماء الدنيا فيقال: ردوه إلى برهوت أسفل الثرى من الأرض السفلى© . 

قوله: « وَلا يَدُحَلونَ الجنة حَتَى يَلِجَ الججمَل في سَمّْ الخياطٍ » وهي تقرأ على 
وجه آخر: حتى يلج الجَمل في سم الخياط. ذكروا عن الحسن قال: هو الذي يقوم 
في المربد على أربع. ذكروا عن ابن مسعود أنه قال: هو الجمل زوج الناقة. وقال 
مجاهد: هو حبل السفيئنة0 . 


وقوله : في سم الخياط. أي : حتى يلج الجمل. في القراءتين جميعاء في سم 
الخياط. أي في ثقب الإبرة.» ولا يدخل في ثقب الإبرة أبدا. 


قال: « وكلّك نجزي المُجْرمِينَ 4 أي المشركين والمنافقين جميعاًء وهو جرم 
فوق جرم. وجرم دون جرم . 


0 وقد أورد ابن 0 هلا الخبر بسند عن أبي موسى الأشعري بألفاظ مختلفة . وفي 
خره: «قال ابن عباس : :> فيرد إلى واد يقال له برهوت أسفل الثرى من الأرضين السبع . من 
مالع فهل يفهم من هذا أن في تفسير يحيى بن سلام زيادات من 
حفيده يحيى بن محمد؟ انظر تفسير ابن أبي زمنين» ورقة 106. 

(2) برهوت., اسم لواد به بئر عميقة بحضرموت. وهي من الأعاجيب. انظر تفاصيل أخبارها في 
معجم ياقوت ج 1 ص 405. وقد ذكر الداودي في طبقات المفسرين ج 2 ص 7١"‏ أن مجاهدا 
ذهب إلى حضرموت ليرى بئر برهوت. 

(3) قراءة الجمهور في لفظ الجمل هي التي بفتح الجيم والميم المخففة, أما قراءتها بضم الحبم 
وتشديد الميم فهي قراءة ابن عباس وسعيد بن جبيرء وهي بمعنى الحبال المجموعة التي تكون 
الحبل الغليظ من حبال السفينة» ويسمى القلس . انظر تفصيل هذا في المحتسب لابن جني ج 
1 ص 249. وفي تفسير الطبري. ج 12 ص 488 فما بعدهاء. وفي اللسان : (جمل). 


17 


الأعراف: 41 - 43 تفسير كتاب الله العزيز 





لَهُم مْنْ جَهَنْمَ مِهَادٌ وَمِنْ فوقهم غواشٍ 4 يعني بالمهاد الفرائن» ومن فوقهم 
وين ما يغشاهم من النار. بعركوة : < لَهُم منْ فوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النارِوَمنْ تَْتهِم 
ظلل ) [الزمر: 6]. « وَكَذلك نجزي الظللمينَ 4 أي المشركين والمنافقين 
جميعا وهو ظلم فوق ظلم وظلم دون ظلم. 

قوله : « وَالذينَ َامَنُوا وَعَمِلُوا المّلِحَنت لآ نُكَلْفُ نفْساً إلا وُسْعَهَا © أي إلا 
طاقتها « أُولَئِكَ أَصْحَبٌ الجَنةَ هُمْ فيهًا حَْلِدُونَ © أي لا يموتون ولا يخرجون منها . 

2 سكي 18 ماه وو 5ه م 

قوله : © ونزعنا ما في صدورهم من غل # [ يعني العداوة والحسد]497 . 

ذكروا أن رسول الله ككلٍ قال: يحبس أهل الجنة على باب الجنة» أو قال: على 
قنطرة باب الجنة.» حتى تذهب عنهم ضغائن كانت في الدنيا©'. 

وقال بعضهم: قال رسول الله يلِِ: يحبس أهل الجنة كلهم دون الجنة حتى 
يقضي لبعضهم من بعض ويفاضل بينهم كمثل كوكب بالمشرق وكوكب بالمغرب”" . 

ذكروا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: إذا توجه أهل الجنة 
ماد اواو ا باود وو اي 1ق 
وبعضهم ا يرج ما في 95 من 3 وقذى انفل ١‏ وغش . 

: 1 2 ع ا ا اق 2 , 

ذكر بعضهم عن علي في قوله: ( ونزعنا ما ففي صدورهم من غل ) قال: منهم 
عثمان بن مظعون وطلحة والزبير. 
(1) زيادة من زء ورقة: 106. 
(2) أخرجه ابن أبي حاتم عن الحسن مرسلا بألفاظ قريبة مما هي هنا. 
(3) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ج 12 ص 439 بزيادة ونقصان عن أبي نضرة مرسلا. 
(4) كذا ه فى المخطوطات الأربع : ف.2. ع الت : و«عثمان بن مظعون» وهو خطأ ولاا شك صوابه 


عثمان بن عفان ؛ فإن عثمان بن مظعون الصحابي الجليل توفي بعد غزوة بدر بإجماع الرواة. 
وقبل رسول الله و بين عينيه بعد أن غسل وكفن». فلما دفن قال: نعم السلف هو لنا عثمان بن - . 





18 


الجزء الثاني الأعراف : 43 - 46 


قال : ١‏ نَجْري مِنْ تَحْتهمُ الأنْهرُ 4 وقد فسرنا الأنهار من قبل هذا الموضع 

وَقَالُوا الحَمْدُ لِلَّهِ الذي هَدَيْنَا لهذا 4 أي للإيمان « وَمَا كنا لِنَهْمَدِيَ لَْلا أن 
هَدَيْنَا اللّهُ 4 أي لم نكن لنهتدي له لولا أن هدانا الله. « لَقَدْ جَاءَت رَسُل رَيْنا 
بِالحَقّ © أي في الدنيا. « ونودُوا أَنْ تَلْكُمْ الجنة أورنتُمُوهَا بمَا كنم تَعْمَلُونَ 4. أي 
على قدر أعمالكم. . 

ذكروا أن رسول الله ككليهِ قال: الدرجة في الجنة فوق الدرجة كما بين السماء 
والأرض. وإن العبد من أهل الجنة ليرفع بصره فيلمع له برق يكاد يخطف بصره 
فيقول: ما هذا؟ فيقال: هذا نور أخيك فلان. فيقول أخى فلان! كنا نعمل فى الدنيا 
وقد فضل على هكذا. فيقال له: إنه كان أحبين يلك عون . ْ 

0-0 و وَناتَى أَصْحَنبٌ الجنة اميك النار أن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنا زاحنا 
نيل تخد ا وَعَدَ ركم حَقَاًفَلُوا َعَم فَأَذْنَ مدن يَنَهُمْ 4 . هذا من قول الله وانقطع 
كلام الفريقين. < أن لغنه الله على الْلِمِينَ 4 أي المشركين والمنافقين, وهو ظلم 
لوق لم »رطم درن طلم 

قوله: « الذينَ يَصّدُونَ عَنْ سَبيل الله 4 هذا الآن في الدنياء وانقطعت القصة 
الأولى من قول أهل الجنة وقول أهل النار. قال: « وَيبْغونَهًا عوجاً # أي ويبغون 
سبيل اللهء أي طريق الهدى. عوجاً. ظ وَهُمْ بالآخرّة كلفْرُونَ». 

قوله : ف وَبَينهما حبَابٌ » أي بين التحنة بوالنار سججاب: .ل وغلن الاغرافك 
ِجَالٌ يَعْرفُونَ كلا بسِيميَهُمْ 4 والحجاب هو الأعراف . اغراف عو لان الحجرت 
المرتفع فيما ذكروا عن ابن عباس. وذكروا أن مجاهداً قال: الأعراف حجاب بين 
- مظعون؛ فلم يشترك إذن عثمان بن مظعون : في الفتنة وإنما المقصود من قول علي هنا بعض جلة 

الصحابة الذين أدركتهم الفتن. واستظهرت 55000 الطبري في تفسيره ج 12 ص 438 
عن قتادة قال: «قال علي رضي الله عنه: إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير من 


الذين قال الله تعالى دكره فيهم: ( وَنرَعْنا ما في توي بن غلم رصي الله عنهم». 
)1( أنظر ما سلف ج 1 ص 329. 


19 


الأعراف: 46 ظ تفسير كتاب الله العزيز 


الجنة والنار. وقال بعضهم: الحجاب حائط بين الجنة والنار. 

قوله: ( وَعَلَى الأعرَافٍ رجال يَعْرفُونَ كُلا بِسيمَيهِمْ ) قال بعضهم: السيما 
الأعلام. فهم يعرفون أهل الجنة ببياض الوجوه. ويعرفون أهل النار بسواد الوجوه. 
وقال مجاهد: بسواد وجوههم وزرقة عيونهه”) 
2 ذكروا عن ابن عباس قال: أصحاب الأعراف قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم. 
فلم تفضل حسناتهم على سيئاتهم ولا سيثاتهم على حسناتهم. فحبسوا هنالك. وقال 
بعضهم: وقد باكم الله بمكانهم من الطمع إذ قال: ( لَمْ يَدْخَلُوهَا وَهُمْ يَطمَعُونَ ). 

قوله تعاليي : ( قَضْربَ ينهُمُ بسورٍ ) [الحديد: 13]. ذكروا أن رسول الله كل 
قال: ذا دا عر دنا ولتعيف وإنه يمثل يوم القيامة بين الجنة والنار» يحشر عليه 
أقوام يعرفون كلا بسيماهم. هم إن شاء الله من أهل الجنة©. 

وقال بعضهم عن حذيفة بن اليمان قال: أصحاب رت رجال تجاوزت بهم 
حسناتهم عن النار» وقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة ( إذا صرفت أبصرهم تلْقَاءَ 
أضحَنب النار قَانُوا رَبْنَا لا تَجْعَلْنا مَعَ القَؤُم الظللمينَ ). فبينما هم كذلك إذ قال الله 
لهم: ادخلوا الجنة© . 

قوله : « وَنَادَوا أَصْحَْبَ الجن أَنْ سَلَمْ عَلَيكُمْ # أي سلموا عليهم. وقال 
بعضهم: يميل بهم الصراط مرة إلى الجنة ومرة إلى النارء ثم يدخلون الجنة. 


(1) وقع اضطراب في ذكر هذه الأقوال. وقد أثبت صحتها تبعاً لما يناسبها معتمداً على بعض ما جاء 
منها في تفسير ابن أبي زمنين ورقة: 106. 

(2) رواه يحيى بن سلام عن أبي أمية عن المتلمس السدوسي عن إسحق بن عبد الله بن الحارث 
قال قال رسول الله كله وأخرجه البخاري في المغازي. باب غزوة أحد. باب أحد جبل يحبنا 
ونحه. وأخرجه مسلم في كتاب الحج. باب : * ديل كينا ونكحية: عن الم وليس فيما 
أخ رجاه : «وإنه يمثل يوم القيامة بين الجنة والنار. . .» الخ. 

(3) أورد ابن 5 زمنين في ورقة 106 هنا حديثاً رواه (يحيى عن إبراهيم بن محمد عن محمد بن 
المنكدر قال قال رسول الله يه أصحاب الأعراف هم قوم غزوا بغير إذن ابائهم اوامجهدر 
فحبسوا عن الجنة لمعصيتهم أباءهم وعن النار بشهادتهم». 


20 


الجزء الثاني [ الأعراف: 46 - 51 


قال الله: « لَمْ يَدُخْلُوهَا 4 ب يعني أصحاب الأعراف « وَهُمُْ يَطمَعُوْنَ » أي: في 
دخولها. قال الحسن : هذا طمع اليقين كقول إبراهيم عليه السلام : رذالني أعْمم أن 
يُعْفْرَ لي خطيئتي يوم الدّين ) . [الشعراء: 82]. 

قال: ل وَإِذَا صُرِْتْ انْصنرُمْ لقا 4 أي نحو« أَصْحَب الرٍ قَنُوا ْنَا ل 

مَعٌ القوم ال شرك وين ظالم منافق .: وو ظلم: قوق 
00 دون ظلم. وهم أهل النار جميعا 

قوله: « وَنَادَى أَصْحَْبُ الأعْرَاف » وهؤلاء ملثكة نادوا ١‏ رجالا َعْرفُونهُمُ 
بسيميهم » أي بسواد وجوههم وزرقة أعينهم , يعنى أهل النار « قَانُوا 4 لهم « ما 
أن عنقا شك 4 في الدج ف وكا كت تنك رون 4 أي جين اطيادة الله . 

د أَمَؤْلَاء 4 على الاستفهام. يعنون أهل الجنة ل ل بالف 
الله برحمةٍ ة ادخلوا الجئة لآ خوف عَلَيكُم ولا نتم رون ب يعنى أصحاب الأعراف 
في تفسير مجاهد. وفي تفسير الحسن يعنون أهل الجنة كلهم فدات 
الأعراف من أهل الجنةء كقوله : ( وَقَانُوا ما لَنَا ل نَرَى رجالا كنا نعدُهُمْ ) في الدنيا 
(منَ الأشْرَارِ) [سورة صّ: 62]» وكقوله هنا: أَمَْوْلآءٍ الذينَ قْسَمْتمْ ل يُنانهُمُ الله 
بِرَحْمَةٍ ) ثم انقطع كلام الملائكة, وقال لهم الله : ( ادْخْلُوا الجَنة لآ حَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَل 
نتم نَحْزنُونَ ). وهذا كلام مقطوع من كلام الملئكة يعرفه الراسخون في العلم. وهذا 
من نحو حديث حذيفة إذ قال: فبينما هم كذلك إذ قال الله لهم: ادخلوا الجنة. 

قوله : « وَنَادَى أَضْحَنبُ الثار أَصْحَحبَ الجَنْة أن افيضوا عَلَينَا من المَاءِ أَوْ مما 
َزْفَكُمُ لله 6 أي الطعام. قال بعض التابعين: الخبز». « قَانُوا 4 أي قال أهل 
الجنة : : « إن الله حَرمَهمًا عَلى الكنفرينَ 4 أي الكافرين جميعاً من كافر مشرك أو 
كافر منافق. 

الذينَ اتَحَذُوا دينَهُمْ 4 أي في الدنيا « لَهُواً 4 أي ملهاة يتلاهون به 


(1) كذا هي ى و ع: «الخبز». وفي ج و د: «الخير». 
21 


الأعراف: 51 تفسير كتاب الله العزيز 
« وَلَعباً 4 أي من جهة اللعب والباطل « وَعَرَتَهُمْ الْحَيوة الدّنيًا 4 بزخرفها 
وغرورها ظفَاليَوم نهم أي نتركهم في النار ©كمًا نسوا» أي كما تركوا «لقاءَ يوْمِهِم 
هذا » أي كما تركوا العمل للقاء هذا اليوم. وإنما نسوا من الخير ولم ينسوا من 
الشر: أي : تركوا من الخير ولم يتركوا من الشر. قال: 

« وما كانوا بَِايبَنَا يَجْحَدُونَ 4 يعني أنه ليس أصحاب النار كلهم جاحدين. 
يقول: وما كانواء أي ولم يكونوا. أي : أهل النار جميعا بأيانا يجحدون. أي : إن من 
أهل النار الجاحد بآياتنا وغير الجاحد. وهذا حقيقة التأويل؛ لأنه قد دخلت النار بغير 
الجحود؛ دخلها أكلة الرباء وراكبو الزناء وقاتلو الأنفس, واكلو أموال اليتامى 
وأمواال الناس بالباطل. وغير ذلك من الكبائر الموبقة. والآية جامعة لجميع الكفار من 
كافر مشرك وكافر منافق على المعنى الذي فسرنا. فمن قال إن أهل النار كلهم 
جاحدون أكذبه الوجود. فقد دخلها بغير جحود من وصفنا. ومن قال إنهم جميعاً غير 
جاحدين لقول الله وما كانوا بآياتنا يجحدون, أي : إنهم جميعاً لم يكونوا جاحدين. 
أكذبه الوجود أَنْ أهل الجحد والإنكار من أهل النار9©. قال الله: وما كانوا بأياتنا 


(1) هذا الاحتجاج الذي جاء هنا استطراداً في هذه الفقرة غير موجود في ممخطوطة ز. وأكاد أجزم أنه 
للشيخ هود الهواري . فهو إلى فكره أقرب وبأسلويه أشبه . وسواء أكان له أو لغيره فإن صاحبه قد 
نزع في 'تأويل الآية منزعاً تعيد ا وتكاف من الأعراب ما لا تحتمله الجملة. إذ جعل «ما» في 
قوله تعالى ( وما كانوا بأَيَاَنَا يَجْحَدُونَ ) نافية. وهي لا تعرب كذلك إلا بتكلف شديد وإغراب 
في الإعراب. ولم أجد فيما بحثت ‏ من أعربها نافية. والمفسّرون الذين تعرّضوا للآية جعلوا 
«ما» معطوفة على «ما» التي قبلها في قوله: ( كما نسوا لقاءً يُومهم هذا )؛ فيكون المعنى. 
فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذاء وكما كانوا بآياتنا يجحدون. 

فتكون على هذا الإعراب كالأولى مصدرية فى محل جر. قال ابن الأنباري في كتابه : 
البيان في غريب إعراب القران ج 1 ص 364: «(ما) الأولى و(ما) التي بعدها في تأويل 
المصدر. وهي في محل جر بالكاف. وتقديره: فاليوم ننساهم كنسيانهم لقاء يومهم هذا. وما 
الثانية في موضع جر بالعطف على ما الأولى). وإلى هذا الإعراب ذهب أيضا الشيخ محمد 
الطاهر ابن عاشور في تفسير التحرير والتنوير» ج 8 ص 1511. وهذا في نظري هو التأويل 
الصحيح الأليق بكلام الله في يسره ووضوحه . وانظر تفصير الطبري ج 32 ص 476: وتفسير أبن - 


22 


الجزء الثانى الأعراف: 52 - 53 


يجحدون. فانقطعت قصة أهل الجنة وأهل النار ها هنا. 


ثم ابتدأ الكلام فقال: « وَلَقَدُ جِتتهُمٌ 4 يعني المشركين « بكتلب »© يعني 
القران ومعنى جئناهم أي : جاءتهم به الرسل » إنه حادم ب أي فجعل ما جاءتهم به 
الرسل أنه جاءهم به أي بالرسل والكتاب07) «فصلته» أي 54 فيه الحلال 
والحرام؛ والأمر والنهي. والوعد والوعيد والأحكام ظ عَلَى عِلّمٍ هُدَّى وَرَحْمَة لقم 
2 1 5 
يؤمنون ., أي هدى يهتدون به طريق الجنة. 


ثم قال : « هَل ينظرُونَ إلا ُويلَهُ 4 أي ثوابه في تة تفسير الحسن وغيره. وقال 
555 جزاءه. وهو واحد. قال: 8« يوم يأتي تأُويلهُ 4 أي ثوابه والجزاء به [في 
الآخرة]© ط يَقُولُ الذينَ نَسُوهُ 4 أي الذين تركوه ط مِنْ قَبْل 4 أي في الدنيا. أي : 
اعرضوا عنه. والإعراض من وجهين: أحدهما لم يؤمنوا به. والآخر لم يعملوا 
بفرائضه وأحكامه. وهذا إعراض المنافقين. كقوله: ( وَيَقَولُونَ ءَامَنَا باللّه وَبالرسُولٍ 
وَأطعْا نّم وى ريق مُنْهُمْ ) أي عن العمل بما أقروا به والاستكمال لما عاهدوا عليه 
( وهم مُعْرِضونَ ) [النور: 48 و549© أي عن استكمال الفرائض التي أقروا بها. 
ل قَدْ جَاءت رُسَلَ رَبْنا بالحَقّ 4 إذ نحن في الدنيا فآمنوا حيث لا ينفعهم 
الإيمان. < فَهَل نا مِنْ شَمَعَاء فَيَشْمَعُوا لَنَا » أن لا نعذب « أَو نرَدُ # إلى الدنيا 
--2 


« فنغمل غيْرَ ر الذي كن تعمل » سألوا الله أن يردهم إلى الدنيا فيعملوا بالإيمان 
ويكملوا الفرائض 


الجوزي: زاد المسيرء» ج 3» ص 209. 
(1) كذا جاءت هذه الجمل مقطعة مضطربة». ومعناها أوضح من أن يحتاج إلى هذا الشرح الذي لا 
طائل تحته . 
(2) زيادة من زء ورفة 107. 
(3) ليست هذه أية متصلة» بل هما ايتان: هما قوله تعالى : : (وَيَقُولُونَ ءامنا بالل وبالرسُول, وَأَطعُنا 
م يتوأ فريق مهم من بعد ذَلَكَ وَمَا أُولَيكَ ِالمُؤْمِنِينَ . َإِذّا دُُوا إلَى الله وَرَسُولِهِ لِيَحَكُمَ 
ينهم إذا فريقٌ مُنهم مُعْرضونَ ) . 


23 


الأعراف: 53 - 57 تفسير كتاب الله العزيز 





قال الله : « قل خسروأ أَنْفْسَهُمْ 4 فصاروا ذ فى الثار « وَضَلٌّ . عَنْهُم م كانوا 
يَفْتَرونَ #4 أي أوثانهم التي عبدوها فلم تغن عنهم شيئاً. 

قوله: « إِنْ رَبُكُمْ الله الذي حَلَّقٌ السَمَوت وَالارض في :ستة 4 ونه 
إضمارء وإضمارها: الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما. وهذا موضصع 
الإضمار. كقوله: ( وَلَمَدُ خلقنا السَّمَوَاتِ والارزض وما بَيْنَهُمَا في ستة أيام ) [سورة 
ق: 38]. 

قوله: « ثُمْ آسْتَوَى عَلَى الْعَرش يُعْشِي الْبْلَّ النْهَارَ 4 [أي أن الليل يأنتي على 

0 "كوم ل وء#ي ايه انها رو ١‏ ع #البون و و ا 0 

النهار]'* ويغطيه ويذهيه فويطابه حثينا» وح يوالم الجر مر 
بأمْره ألا له لْهُ الخلقٌ َالامرُ تََارَكُ اللّهُ 4 من البركة. وهو تفاعل « رَبٌ العَْلَمِينَ 4. 

قوله : « اذعوا 3-4 تضرعاً »# أي من الضراعة والخضوع « وَحْفْيَةَ 4 أي : 
وسرًا « إِنهُ لآ يُحِبٌ المُعَْدِينَ 4. 
النبي عليه السلام ادب له راع عر 5 آي 8 منةهة وطيع في 
رحمته . « إن رَحْمَتَ الله قَريبٌ مِنَّ المُحْسِنِينَ 4 أي إنها للمحسنين دون سواهم . 

قوله: « وَهُوَ الذي يُرْسِلُ الرياح نشراً بيْنَ يَدَيْ رَحْمْتهِ 4 قال بعضهم: أي 
يبسطها بين يدي المطر. وتفسير الحسن في قوله نشراء أي : تلفح السحاب . 

قال : « حتى إِذا أَكَلْتْ مانا ثقالا > قال بعضهم: الثقال: التي فيها الماء 
«سقئه لِبَلَدِ مْيْتِ » أي: إلى بلد ليس به نبات « فَآنزْلنَا به المَاءَ #4 أي: بذلك 
البلد. قال الحسن : إ0 الله يتنر العاء من النبعاء » فيسكنه السحاب ثم يصرفه حيث 

ء. « فَأَخْرَجْنا به 4 أي أنبتنا بالماء « مِنْ كل المت ». 


قال: « كَذْلك» أي هكذا « نخْرجُ الموتى » يعني البعث. 


24 


الجزء الثاني ظ الأعراف: 57 - 58 





ذكروا عن عبد الله بن مسعود أنه قال: يرسل الله مطرأ مني كمني الرجال» فتنبت 
م وجسمانهم كما تنبت تنبت الأرض الثرئ . ا" الآية: ( الله الذي 
أَرْسَلَ الوْيَاحَ ا كا إلى بِلَدٍ ميت فَأَحيِينَا به الاْض بَعْدَ موْتهَا َذَِكَ 
النشُورٌ ) [فاطر: 9] أي كذلك البعث. وقال مجاهد: ( كَذُلِكَ الْنشورٌ ), أي : بمطر 


و ظ -. 


السماء حتى تنشق عنهم الأرض . 
قوله : « لَعَلْكُمْ تَذُكُرُونَ 4 قال الحسن : يقوله للمشركين. يقول: فالذي أنزل 
الماء فأخرج به هذا النبات من هذه الأرض الميتة قادر على أن يحيي الموتى . 
قوله : « وَالبَلَدُ الطيبٌ يَحْرْجُ نَبَاتهُ بإِذْنِ رَبْهِ الذي حَبْتٌ لآ يُحْرُحُ إلا تكد 4. 
قال الحسن : هذا مثل صضربه الله للمؤمن والكافر: إن عمل المؤمن مقبول. وعمل 
الكافر ليس بمقبول؛ مثل الأرض التي ليست بطيبة والتي لا يخرج نباتها إلا نكداً. 
وقال الكلبي : هذا مثل المؤمن والمنافق. أما البلد الطيب فمثل المؤمن يعمل 
ما عمل من شيء ابتغاء وجه الله. وأما الذي خبث فالمنافق لا يفعل شيئاً. ولا يعمله 
إلا رياء وسمعة. إلا نكداء لسدت له فيه حسية 17 , 
وقال مجاهد: كل هذا من الأرض» الخيث وغيره . مثل ادم وذريته. كلهم 
منه؛ منهم طيب وخبيث . 
وقال بعضهم: ( البَلَدُ الطيْبٌُ يَحْرْجٌ نَبَائهُ بن رَْهِ )» هذا مثل المؤمن» سمع 
كتاب الله فأقر. فانتفع به وعقله. كمثل هذه الأرض الطيبة أصابها الغيث فأنتت 
وأمرعت . ( والذي حَبتٌ لآ يَخْرُحٌ إلا تكدأ ) أي إلا عسرأ©». هذا مثل الكافرء سمع 
كتاب الله فلم يعقله ولم ينتفع به» كمثل هذه الأرض الخبيثة أصابها الغيث فلم تنبت 
ل كا قي فونه وف ج ود : «ليست له فيه خخشية» . 
(2) في مجاز أبي عبيدة» ج 1 ص 217: «( نكدأ ) أي : : قليلا عسراً في شدة»» وقال ابن قتيبة في 
تفسير غريب القران. ص 169: ولا يخرج إلا نكدأ) أئ:: إلا قليلاً يقال: عطاء منكود: 
منرور». 





25 


الأعراف: 58 - 66 تفسير كتاب الله العزيز 





قال: « كَذَّلكَ نَصَرَفٌ الآت» أي نبين الآيات . وقال بعضهم : أي نكرر 
الآيات ونأتي بها من الوجوه التي فيها البيان الخوي. « لقوم, يُشْكُرُونَ » أي لقوم 
يؤمنول . 

قوله : ل لَقدَ أرْسَلَن نوحا إِلَى قومه فقال يلقو اعبدوا الل مَالَكُم من لَه غيره! 
إني أَحَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يوم عظيمٍ َل الملا من قوْمه تنك في صلل مين » 
أي في ضلال بينء أي فيما تدعونا إليه . ف قال يوم ليس بي : صَدلَة ولكني رَسُول 


بر 


من رَبُّ العْلّمِينَ أَبلْفْكُمْ رِسَلّت رَبِي وَأَنْصَحٌ لَكُمْ وََعْلّمُ مِنَ الله مَا لآ تَعْلَمُونَ 4. 
قال الحسن 0 أعلم من الله أنه مهلككم ومعذبكم إن لم تؤمنوا. 


قال : « أو عجبتم تم أَنْ جاءكم ذكر 2# أي وحي من رَبَكُمْ عَلَى رَجُل 
يك زاج على لبان رجل منكم](1) وذلك أنهم عجبوا من ذلك « لِينْذِرَكُمْ » أي 
لكي ينذركم العذاب في الدنيا والآخرة. م ولتق 6<ظ ترحمون 4 أي لكي 


ترحموا | إن اتقيتم قيتم (2) . ولعل من الله واجبة للمؤمنين 
م م كه رهى- 


( نَكَدبُوُ فَنْجيْتَهُ وَالذينَ مَعَهُ في الفَلْك وََعْرَكنَا الذينَ كبوا بكايتنا إِنْهُمْ كانوا 
قوما عَمِينَ © أي عن الهدى. 

قوله: # إلى عَادِ د أَحاهُم هُوداً # يقول: وأرسلنا أخاهم هوداًء تبعا للكلام 
الأول: ( لَقَدَ أَرسَلْنَا نوحاً ). هو أخوهم في النسب وليس بأخيهم في الدين. « قال 
َقَوْم اعْبّدُوا الله مَالكمْ مُنْ إلهِ عَيرَهُ أفلا تَتقُونَ» . 

قَالَ الملا مِنْ قومِه 4 [يعني الرؤساء]”7 « إنا لَنْرِيكَ في سَفَامَةٍ 4 أي من 


(1) زيادة من زء ورقة 107. 

(2) كذا في ع واق: «إن اتقيتم 6 وهو أنسب» وفي ج ود: (إن أيقنتم » وهو تصحيف . 

(3) كلمة «للمؤمنين» وردت في كل المخطوطات إلا في زء وهي من زيادة الشيخ هود ولا شك . 

(4) كذا في المخطوطات: عمين عن الهدى. وفي زء ورقة 107. وفي تفسير مجاهد ص 239: 
ليد عن الحق». وهو واحد. 


26 


الجزء الثاني الأعراف: 66 - 72 


الرأي» سفّهوه وسفّهوا دينه وزعموا أنه مجنون. « وَإِنا لَنظنك مِنَّ الْكَنذِبِينَ4 كان 
تكذيبهم إياه بالظن . 

١‏ قال : يلقوم َيْسَ بي سَفَاهَةَ وَللكني رَسُولٌ مّن رب العَالمِينَ أبَلْهكُمُ رسكت 
رَبي وَأنا كم ناصح » أي ادعوكم إلى الله وإلى ما ينفعكم في الدنيا والآخرة 
ذ أمِينْ 4 على ما جئتكم به من عند الله . 

قوله: ف أَوَعَحِبتمُ أن جَاءكُمْ ذكر من رُيكُمْ 4 أي بيان من ربكم « عَلَى رَجُلٍ 
مَنَكُم لِيُنْذْرَكُمْ © عذاب الله في الدنيا والآخرة. ولم يبعث الله نبياً إلا وهو يحذر أمته 
عذاب الله في الدنيا وعذابه في الآخرة إن لم يؤمنوا. 

« وَأَذْكرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ حْلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْم نوح » أي استخلفكم في الأرض 
بعدهم. « وَزَادَكُمْ في الحَلّق بَضْطَةٌ 4 يعني الأجسام والقوة التي أعطاكم . قال الله : 
( التي لَمْ يُحْلَقْ مثْلها في البلاد ) [الفجر: 8]. 

قوله: « فَادْكُرُوا َالآءَ الله » أي نعماء الله. وقال بعضهم: نعمة الله 
لَعَلَكُمْ تَْلِحُونَ 4 أي لكي تفلحوا. 

« قَالُوا جتنا لنعيدٌ الله وَحدّه » دعاهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة 
الأصنام قا وتذر قا كان بللة باوث أصنامهم لفَابنَا بم تَعدُنَا إن كُنْتَ مِنّ 
الصَلدِقِينَ 4 . 

١‏ فَالَ فد وَقَمْ عَلَيكُم من رُبُكُمْ رجْسٌ » أي قد وجب عليكم من ربكم رجس. 
والرجسن: العذات: ١‏ وَعضت التدلوتى فى سما سرتموها انتب بكم 4 يعني 
أصنامهم ط ما نَل الل بها مِنْ سلْطنٍ» أي من حجة تأمركم بعبادتها ١ط‏ فَانَْظِرُوا إي 
مَعَكُم من المُنْتَظرِينَ © أي فارتقبوا إني معكم من المرتقبين» فإن عذاب الله نازل 
بكم. 

ِنَنْجَيْنَهُ وَالذينَ مَعَهُ 4 يعني من امن معه ط بِرَّحْمَةٍ مناه أي: بمنّ منا. 
وَقَطَعْنا دَاِرَ الذينَ كَذّبُوا باينا أي أصلهم 9 وما كانوا مُوْمِنِينَ 4. 


27 


الأعراف: 73 - 78 تفسير كتاب الله العزيز 





قوله: « وَإِلَى نَمُود أَحَاهُمْ صَلِحاً» أي وأرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحاء تبعا 
للكلام الأول : ( لَقَدَ أَرسَلْنا ونا إلى قومه ) هو أخوهم في السس ولببتن بأخيهم في 
الدين. « قال يلقوم عبدُوا الل مَلكُم من لو يذ جاءدكم يمن ربكُمْ 4 يعني 
النبوة التي جاءهم بها « هذه نَاقَةٌ الله لحم ءَايَةَ فَذَرُوهَا تاك في أَرْض الله ولا 
َمَسُومًا بِسُوءٍ 4 أي لا تعقروها ط فََأَحَذَّكُمْ عَذَّابٌ أَلِيمْ 4 أي موجع . 

« وَاذْكرُوا جَعَلكُمْ لَفَاء مِنَ بَعْدِ عَادٍ 4 أي استخلفكم في الأرض من بعد 
عاد ربوك في الازض 4 أي واسكنكم في الأرض طتَتَحِذُوْنَ مِنْ سَهُولِها قُصُوراً 
وتنحتونَ الجبال بو فَاذْكرٌ وا الا الله 4 أي : نعم الله « ولا تعثوا ة في الأزض 
ا قال بعضهم : لا تسيروا في الأرض مفسدين . ل ولا تكونوا 

في الأرض مفسدين”". 


« قال الْمَلُ انين استكبروا من قومه » أي عن عبادة الله « للذين 
اسْتضْعِفُوا 4 وهم المؤمنون «لمن امَنَّ نهم أَتعَلْمُونَ أن صَلِحا هسل من رَيْه قَالُو 
إنَا بمَا أَرْسِلَ به مُؤْمِئُونَ » أي مصدقون . قَالَ الذينَ اسْتَكبَرُوا نا بالذي َامَتَمْ به #4 
أي صدقتم به «كفرٌون». 

( فعقروا الناقة وَعَتَوا عَنَ أمْر رَبْهِمْ » والعتو لاستكبار ف( وفوا ينَصَلِحُ أئبنا 
بما تعدّنا إن كنت من المرسَلينَ ». 

( فأخذتهم الرَجْفَةَ » قال الحسن: تحركت بهم الأرض فكان موتهم في 
ذلك. وقال في ءاية أخرى: ( فَأَحَدَّتَهُمُ الصَّيّحَةَ ) [الحجر: 73]. والصيحة اسم 
موت إلا أنه على وجوه. « فأصبحوا في دارهم جلثمين 4 أي موتى (2) 


(1) وقال أبو عبيدة في مجاز القران ج 1 ص 41: «( ولا تعثوا ) أي : لا تفسدواء من عثيت» تعثى. 
عثواء وعثا: يعثو عثوا وهو أشد الفساد». 
(2) وقال أبو عبيدة في مجاز القران ج 1 ص 218 (( جائمين ) أي بعضهم على بعض جثومء وله 


28 


الجزء الثاني الأعر اف: 79 - 85 





« نول عَنْهُمْ وََالَ يَقَوْم . لَقَذ أبلغتكم رِسَالَة ري وَنَصَحْتُ لَكُمْ ولكن لأ 
ون التنصحينَ » وهذا بعل ما هلكوا. 

قوله : « وَلُوطًا إِذ قَالَ لقَوْمهِ 4 أي : وارلا لوطا نما لكام الأول في قصة 
نوح وهود وصالح « أَتَأتونَ الفَاحِسّةَ ما سَبَقَكُم بها من أَحَدٍ مُنّ العَللمينَ »4 أي إن هذا 
لم يكن فيما خلا من الأمم قبلكم أن ينكح الرجال بعضهم بعضاً. 

إِنْكُمْ لنَانُونَ الرْجَالَ شَهْوَةَ مُنْ دُونٍ النْسَاءِ بَلَ نَم قَوْمٌ مُسْرفُونَ 4 أي : 
مشركون. قال الحسن : كانوا لا يفعلون ذلك إلا بالغرباء. ولا يفعله بعضهم ببعض  .‏ 

ذكروا أن رسول الله ككلِْ قال: إن أخوف ما أخافه على أمتي عمل قوم لوط(©. 

قال: ط وَمَا كانَ جَوَابَ قَوْمِه إلا أن قَالُوا أخرجُوهُم مُنْ فيكم إِنْهُم أنَاسٌ ' 
يتطهرون » أي يتنزهون عن إتيان الرجال في الأدبار. وقال مجاهد: يتطهرون من 
أدبار الرجال وأدبار النساء. وقال الحسن: يتطهرون من أعمالكم. فلا يعملون ما 
تعملون. وهذا وقول مجاهد واحد في إتيان الرجال في أدبارهم إلا أن مجاهدا ذكر 
النساء . 

قال: طِفَانْجَيْتَهُ وَأمْلَهُ إلا امْرأَتَهُ كَانَتْ من العَْبرِينَ 4 أي في عذاب 
الهالكين© . « وَأمْطْرَنَا عَلَيْهم مُطرأ »4 أي الحجارة التي رموا بهاء رمى بها من كان 
خارجا من | املد في وم 3 لح 06 0 0 الخسف . قال: 
دول جرم. وقال بعضهم : عاقبتهم أن دمر الله عليهم ثم صيرهم إلى النار. 

قوله : ظ وَإِلَى مَذْيْنَ أَحَاهُمْ شَعَيْباً 4 أي وأرسلنا إلى مدين أخاهم شعيباء تبعا 


(1) حديث صحيح رواه ابن ماجه عن جابر بن عبد الله مرفوعاً في كتاب الحدودء باب من عنمل 
عمل قوم لوط (رقم: 2563). 

(2) هذا قول قتادة. وأصل معنى الغابرين أي الباقين» وانظر في تفسير الطبري ج 12 ص 552 - 553 
معنى آخر لكلمة الغابرين. 


29 


الأعراف: 85 - 88 ظ تفسير كتاب الله العزيز 





للكلام الأول. هو أخوهم في النسب وليس بأخيهم في الدين. 

قال يْمَوْم اعْبدُوا لله ملم من إن بره ف افك بينم ربح لي 
النبوة التي أتاهم بها. « فأوفوا الكيل وَالمِيرَانَ © وكانوا يطففون في المكيال 
وينقصون الميزان. و ولا خسوا الئاس أَشْيَاءَهُمْ أي : لا تنقصوا الناس أشياءهم 
« ولا تَفْسدُوا في الأزض, بَعْدَ إِصَلحهًا». قال بعضهم : : هذا بعدما بعث إليكم 
النبي عليه السلام واستجيب له. َِلِكُمْ حير لم إن كنم مؤينين » يقول: ولا 
ينفعكم أن توفوا المكيال والميزان في الآخرة إن لم تكونوا ل 00 

قوله: ط وَل تَفعدُوا كل صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُونَ عَنْ سَبيل الله من ءامَنَ 
به # قال: توعدون من أتى * شعيبا وغشيه وأراد الإإسلام. من امن به : أي تصدون 
المؤمنين عن سبيل الله. 8 تونق وجا 4 أي تبغون طريق الهدى عوجاً؛ وهو 
قعودهم على الطريق يتهددون المؤمنين الذين يأتون شعيباً بالقتل» ويصدونهم عنه. 
وقال مجاهد : .وتبغونها عوجا. أي تلتمسون لها الزيغ . 

قال: « وادْكُرُوا إِذْ كنم قَليلا فكَثْرَكُمْ 4 يذكرهم نعمته. « وَانظرُوا كييفت 
كَانَّ عَلقِبَةُ المُمْسدِينَ 4 يعني من أهلك من الأمم السالفة حين كذّبوا رسلهم؛ كانت 
ماهم اند مره علبي ات سيره إن النار. 

قال : ل وَإِنْ كَانَ طائقة قَة منكُمُ َامَنوا بالذي أَرْسِلْتٌ به وَطَائقَة َم يُؤمنوا فاضْبروا 
حَتَى يَحَْكُمَ الله بَيْنَا وَهُوَ حَيْرٌ الحَنكمِينَ 4. كقول هود: ( فَانْتظِرُوا إني مَعَكم ص 
المنتظرينَ ) [الأعراف: 71], وكقول الله للنبيى عليه السلام : ( فارتقب إنهم 
مُرْتَقيُونَ ) [الدخان: 59]. 


اس 1 000 ةدر م6-هع عار ة. قم 
قوله: ‏ قال الملا الذين استكبروا من قومه » أي : عن عبادة الله + لنخرجنك 





(1) كذاذ في المخطوطات ق وج ود. وسقطت هذه الجلمة من ع. ويبدو أن هذا تأويل بعيد عن 
ظاهر مدلول الآية» والمعنى أبسط وأظهر من أن يتكلف له هذا التأويل. ولم أر هذا التأويل في 
كتب التفسير التي بين يدي. على أن هذه الجملة غير واردة في ز. 


30 


الجزء الثاني الأعراف: 88 - 92 





ا ل 0 الاستفهام . 
قوله: ظ قد افتَرينا عَلَى الله كذباً إن عُدْنَا في مِلَْكُمْ بَعْدَ إِذْ نجسنا اللَّهُ مها وما 

يكُونْ لَنا أن نَعُودَ فيها إلا أن يِسَاءَ الله رَبْنَا وَسِمْ رَبْنَا كُلَّ شَيْءِ عِلْماً 4 قال بعضهم : 

ملأ ربنا كل شيء علما 8 عَلَى الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبَيْنَ قومنا 4 أي اقض, 

بيننا(© وبين قومنا « بالحَقّ وَأَنْتَ خيْرٌ المُْتَحِينَم أي خير القاضين. وقال في الآية 

الأخرى: ( وأنت خير الحَاكمِينَ ) [الأعراف: 87]. وهذا واحد؛ احكم بينناء وافتح 

بينناء واقض بيننا واحد. وإذا دعا النبي ربه أن يحكم بينه وبين قومه جاءهم العذاب. 

أمره الله بالدعاء عليهم . ثم استجاب له فأهلكهم . 

1 ا لين ب لم ه 2ه 0 . 2 ور ى 4 ى 
قوله: « وقال الملا الذين كفروا من قومه# يقوله بعضهم لبعض « لبن اتبعتم 

شعيبا إنكم إذا لخلسرون» قال الله: « فأخذتهم الرجُفة »# أي الصيحة. قال: 

فَأْصبَحُوا في دَارهمُ جَْثْمِينَ © أي قد هلكوا. 

قال : « الذين كذبُوا عيبا كان لَمْ يَعْنَا فيهًا 4 أي : كأن لَْمْ يَعيشوا فيهًا») 

« الذين كَذَّبوا شعيباً كانوا 6 هم الخسرينَ». 

(1) كذا في ق وع ود: «اقض بينناءء وفي زء ورقة 108: «أي احكم». وفي مجاز أبي عبيدة ج 1 
ص 220: «أي : احكم بيننا. قال: والقاضي يقال له الفتاح». وقال الفراء في معاني القران ج 1 
ص 385: «يريد: اقض بينناء وأهل عمان يسمون القاضي الفاتح والفتاح». 

(2) هذا قول لقتادة كما في زء ورقة 108. 

)3( كذا في فق و عودء «الصيحةي. والرجفة غير الصيحة. ففي مجاز أبي عبيدة ج 1 ص 1 : 
الرجفة «من رجفت بهم الأرض أي : تحركت - وفي معاني الفراء ج ص 384: «والرجفة هي 
الزلزلة.» والصاعقة هي النارء يقال: أحرقتهم». 

(4) في ق وع: «يعيشوا فيها». وهو صحيح المعنى . وفي ج ود: «يغشواع». وفيه تصحيف. وهو 
خط وفي زء ورقه 196 : «يقيموا فيها» . وهو صحيح المعنى أيضاً. وفي مجاز أبي عبيدة» ج 1 
فن 1221 «( كأنَ لْمْ يَعْنََا فيهًا) أي : كأن لم ينزلوا فيها ولم يعيشوا فيها». 


31 


الأعراف: 93 - 100 تفسير كتاب الله العزيز 





فوله : « فَنوْلّى عَنّْهُمْ وكَالَ يَقَوْم لَقَد أبلَفدَكُمْ رسكت رَبِي وَنْصَحْتُ لَكُمْ » 
وهذا بعدما هلكوا « فَكَيْفَ ءَاسَىْ » أي فكيف أحزن. « عَلَى قوم ككفرينَ» أي لا 
أحزن عليهم . 

قوله : < وما أَرْسَلْنَا في قَرِيَةِ من نبيء إلا أَحَذْنَا أَهْلَهَا بالْبَسَاءِ وَالضرّاء » 
البأساء: البؤس والجوع وقحط المطرء. والضراء: اللأواء من الأمراض والشدائد. 
١‏ لَعَلْهُمْ يَصُرّعُونَ 4. 

قال : مم بَدَلْنَا مَكَانَ السيئّة # أي مكان البأساء والضراءء وهي الشدة 
« الحَسَةَ # والحسنة ها هناء الرخاء والعافية . حتى عَنَوَا 4 أي حتى كثروا. قال 
الحسن : سمئوا بعك الجوع. فهو من الكثرة « وَقَالُوا قَدْ مس ءَابَاءَنا الْضرَاءً وَالسَرَاءٌ » 
أي الشدة والرخعاء فلم يكن شيء؛ يعنون ما كان يعد النبي به قومه من العذاب إن لم 
يؤمنوا . 

قال الله : «اعلني وي فحأة وساي بلسي 
ع و 0 بومحبيو افيه 0 

قوله : « أَفَأمنَ أهل القَرّى أن نيهم بسنا # أي عذابنا «بيتا» أي : ليلا 
وَهُمْ َائِمُونَ أو من أَهل القرَى أن ينهم بسنا ضحّى » أي نهاراً. ؛ مثل قوله : (والضححى 
وَالليلِ إذا سَجَىْ ) [الضحى : 1 - 2]. قال: « وَهُمْ يَلْعَبُونَ © أي ليسوا بآمنين من 
ذلك. وقد كان 0 يقولون للنبي عليه -- إيتنا بعذاب الله . 

ظ ا و م وهو قوله : 0 
السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس اباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا 
يشعرون هكذا مكره بهم 

قوله : ا يَهدِ للذينَ يَرنُونَ الأزْض > وهي تقرأ على وجهين: ( يهد) 

32 


الجزء الثاني الأعراف: 100 - 107 





و(نهد ). فمن قرأها ( نَهُدِ ) فيقول نبين. ومن قرأها ( يَهُد ) فيقول: يبيّن الله للذين 
يرثون الآرض . « من بَعْد أَمْلِهًا 4 أي الذين هلكوا من الأمم السالفة « أن لَوْ نا 
الات بذنُوبِهمْ » فأهلكناهم بالعذاب كما أهلكنا من كان قبلهم حين كذّبوا 
رسلهم. « وَنَطْبَعُ عَلَى فُلوبِهمْ فَهُمْ لآ يَسْمَعُونَ 4 أي لو شئنا أصبناهم بذلك. 

ثم قال: « تلك القَرّى تمص عَلَيْكَ من أَنْبَائَهًا © أي : من أخبارهاء يعنى ما 
قص في هذه السورة من أخبار الأمم ورسلها وكيف أهلكهم . قال: « وَلَقَدُ جَاءَتَهُمُ 
ُسْلَّهُمْ الت هَمَا كَانُوا لِيُؤْمُوا بمَا كَذْبُوا مِنْ قبْلُ 4 أي بما كفروا به من قبل 
كََلِكَ يطبعُ الله عَلَى فُلُوب الكلفرِينَ4 وهي مثل قوله : ( وَلَقَد أَهْلَكُنا القرُونَ من 
بْلَكُمُ لما ظَلْمُوا وَجَاءَتَهُمُ رسلهُم بالبينت وما كانوا لِيُؤمنوا ) [يونس: 13]. 

قوله : : ف وما وَجَذْنَا لأكْرهم مّنْ عهْدٍ 4 يعني الميثاق الذي أخذ عليهم في 

صلب ءادم. « وإِن وجدّنا أَكْرَهُمٌ لفلسقين » . 

قوله : ط ثُمْ عن من بَعْدِهِم مُوسَئ إلى فرعو وملا أي : العصا واليد 
١‏ فَظَلْمُوا بها 4 أي : : فظلموا أنفسهم بها بتكذيبهم بالآيات « فانظر كيف كان عَْقبَهُ 
المفُسدينَ ». فكان عاقبتهم إن دمر الله عليهم ثم صيّرهم إلى النار. 

قوله : ١‏ وَقَالَ مُوسَئ يا فِرْعَوْنٌ إني رَسُولُ مّن رب العالَمِينَ حَقِيقٌ عَلَيَّ أن لآ 
أقولَ عَلَى الله إلا الح كذ جَِْكمْ بين من رَبكُمْ 4 يعني الوحى والنبوءة التي جاء بها 
« فأَرْسِلُ مَعِي يَنِي إِسْرَاِيلَ 4 وكان بنو إسراءيل في أيديهم كمثل أهل الجزية فينا في 
ذل. 

لقال فرعون «إِن كنت جنْتَ بِعَاةٍ فَاتِ بها إنْ كُنْتَ مِنَ الصَّدِقِينَ . فَالقَى 
عَصَاهُ فَإِذَا هي تُعْبَانَ مُبِينُ 4 أي بيّن إنها حيّة . 

قال بعضهم: فإذا هي أشعر(") ذكرء تكاد تبلع وتسترط فرعون. 
(1) الحيّة اسم يطلق على الذكر والأنثى من الأفاعي. ولذا جاء الوصف هنا بلفظ أشعرء لا شعراء. 

ثم وصفت بأنها ذكر. ويقال: فلان حية ذكر؛ يعنون شجاعته وشدته. 


33 


الأعراف: 108 - 114 تفسير كتاب الله العزيز 
م اك 1 0 

وَبَرَعَ يَدَهُ ذا هي يَيْضَاءُ للنظِرِينَ4, أي أخرج يده من جيب قميصه. 
ذكروا عن مجاهد أنه قال: من جيبه: أي : من جيب قميصه. قال الحسن: أخرجها 
والله كأنها مصباح . 

وقال الكلبي : بلغنا أن موسى عليه السلام قال: يا فرعون, ما هذه بيدي؟ قال : 
هي عصا. فألقاها موسى ., فإذا هي ثعبان مبين قد ملآت الدار من عظمهاء ثم أهوت 
إلى فرعون لتبتلعه فنادى: يا موسى يا موسى . فأخذ موسى بذنبها فإذا هي عصا بيده . 
فقال فرعون: يا موسى. هل من آية غير هذه؟ قال: نعم. قال: ما هي . فأخرج 
موسى يده فقال: ما هذه يا فرعون؟ قال هذه يدك. فأدخلها موسى في جيبه ثم 
أخرجها فإذا هي بيضاء للناظرين تعشى البصر من بياضها. وبلغنا عن ابن عباس أنه 
قال: غرزت ذنبها في الأرض ورفعت صدرها ورأسها وأهوت إلى فرعون لتأخذه 
فجعل يميل ويقول: يا موسى. خذها يا موسى خذهاء فأخذها موسى 

قال لملا مِنْ قوم فرَعَونَ إن بدا لقعم للبم لي بالسحر 9« يُرِيدٌ أن 
يُحْرجَكُم من أَرْضْكُمْ فَمَاذا تأمُرونَ 4 أي إنه إذا اخرع على إعرائال محم فد 
أخرجكم من أرضكم. وهو كقوله: ( وَيَذْهَبَا بطريفَبكُمُْ المُثلى ) [طة: 63] أي 
بعيشكم الأمثل؛ يعني بني إسرائيل . 

قوله : « الور أزجة وَأَخَاهُ 4 أي احبسه وأخاه© « وَأَرْسِلُ في المَدَائنٍ 
خحشرين 4 يَأنُولهَ بكُلُ سجر عَلِيم *. قال له أصحابه: لا تقتله. نانم واه 
وليس سحره بالذي يغلب سحر سحرتك؛ فإنك إن قتلته أدخلت على الناس في أمره 
شبهة. ولكن أرجه وأخاه واجمع له السحرة. 

قوله : ط وَبجَاء السّحَرَة فرْعَوْنَ قَانُوا إن لََا لأجراً 4 يعنون العطية « إِنْ كنا نحن 
العْلِبِينَ. قَالَ نَعَمْ وَإِنكُمْ لِمَنّ المَقَرِّينَ 4 أي في المنزلة والقربة . 
(1) كذا فى المخطوطات الأربع : «واحبسه وأخاه». وفي زء ورقة 108 شاه . وفي مجاز أبي 


غينة لاضن 1275 ( أرجه وأنخاه ) . محازه : أخره» . وفى معاني الفراء ج 1 ص 388: وجاء 
في التفسير: احبسهما. عندك ولا تقتلهماء والإرجاء تأخير الأمر» . 


34 


الجزء الثاني الأعراف: 115 - 123 





« قَالوا يَا مُوسَئ إِما أَنْ تلقي وَإِمًا أن نَكُونَ نَحْنُ المُلْقِينَ . قَالَ أَلْقُوا فَلَمّا أَلْمَرا 
سَحَروا أَعَينَ الناس وَاسترهَبوهُمٌ 4 أي من الرهب والمخافة" « وَجَاءُوا بسخر 
عظيم ». فخيل إلى موسى أن حبالهم وعصيهم حيات كما كانت عصا موسى . 
فألقى موسى عصاه فإذا هي ثعبان مبين» أعظم من حياتهم . ثم رموا فازدادت حبالهم 
وعصيهم عظما في أعين الناس. وجعلت عصا موسى تعظم ‏ وهم يرمون حتى أنفدوا 
سحرهم. ٠‏ فلم يبق منه شيء. وعظمت عصا موسى حتى سدّت الأفق» ثم فتحت فاها 
فابتلعت ما ألقوا. ثم أخذ موسى عصاه بيذه فإذا حبالهم وعصيهم قد ذهبت 

قال: « وَأوْحَيْنا إلى مُوسَئ أن ألق عَصَاك فَإِذَا هي تَلَقَفُ ما يَأفَكُونَ 4 قال 
الحسن : فإذا هي تسترط حبالهم وعصيهم . أي تلقفه بفيها. قوله : ( ما يَأفْكُونَ ) قال 
مجاهد : ما يكذبون. سرت حبالهم وعصيهم . 

8 وعدي عد عار كا و سفاد عن بن : 7 

قوله: « فوقع الحى وبطل ما كانوا يعملون # قال بعضهم: فظهر الحق. وهو 
تفسير مجاهد وبطل ما كانوا يعملون©. 

قال : « فَْلبُوا ُنالِكَ وَنقَلبُوا صَغِرِينَ4 . قال الكلبي الل جم 
لبعض : لو أكان :هذا بعر ا لقيف خالنا وفضيئاً. 

« وَلقِيَ الّحَرَهُ سْجِدِينَ َانُوا امنا رب العلَمِينَ رب مُوسَئ وَمَرُونَ» 
فبهت فرعون وألقى بيده وخلى سبيل موسى. ولم يعرض له. 

< قَالَ فِرْعَوْنْ 4 لهم (ءَامنتَمْ به قبلَ أن ادن لَكُمْ4 على الاستفهام. أي إنكم 


فعلتم « إن هنذا لَمَكر مكرتموة : فى المدينة 4 أي 0 يا موسى اذهب 
فاصنع شيئاً فنا معت للك غانا فرعون فصدّقنا مقالتك 8 لتخرجُوا منها أَهْلَهَا »4 


(1) كذا في المخطوطات. وفي زء ورقة 108: «أي أخافوهم. وفي مجاز أبي عبيدة ج 1 ص 225 : 
وخوفوهم» . 

(2) في معاني الفراء ج 1 ص 391 ما يلي : «( فَوَقَمَ الحَق ) معناه : : أن السحرة قالوا : لوكان ما صنع 
موسى سحراً لعادت حبالنا وعصينا إلى حالها الأولى. ولكنها فقدت. فذلك قوله: ( فَوَقَمَ 
الحَقُ ) فتبين الحق من السحر. 


35 


الأعراف: 123 - 128 تفسير كتاب الله العزيز 





أي لتخرجوني وقومي بسحركم وسحر موسى. « فسَوفٌ تعلمُون لاقطعنٌ أيدِيكُم 
00 خلف » اليد اليمنى والرجل اليسرى 9م لَأصَلدكُم أَمعِينَ 4. ظ 

قَانُوا: إنا إلى رَبْنا مُنقَلبُونَ» فامنوا. «ومًا تنقمُ ما إل أن دَامَنا نايت ربنا لَمَا 
جَاءَدنَا 4 وهو كقوله في أصحاب الأخدود ( وَمَا تَقَمُوا مِنْهُمْ إلا أن يُؤْمِنوا باللّه العزيز 
الحميد ) [البروج : 8] ل رَبَنا أمْرعٌ عَلَيْنَا صَبْرا وتوفنا مُسْلِمِينَ ©. قال بعضهم : كانوا 
أول النهار سحرة وآخره شهداء. ظ 

قوله: ظ وَقَالَ الملا مِنْ قَم فِرْعَوْنَ أَنَْرُ مُوسَئْ وَقَوْمَهُ ليُفْسِدُوا في الأزض » 
أي أرض مصر فيخرجوا منها بني إسرائيل. وقال بعضهم: ليقتلوا أبناء أهل مصرء 
كقول فرعون: ( وأن يظهرٌ : في الأزض, الفْسَادَ ) [غافر: 26]. أي يقتل أبناءكم كما 
قتلتم أبناءهم. وإنما عيشكم من بني إسرائيل . 

قال: « وَيَدَرَكَ وَءَالِمََكَ» أي فلا يعبد ما تعبد. قال الحسن : وكان فرعون يعبد 
الأوثان. وكان بعضهم يقرأها: ويذرك وإلاهتك. أي : وعبادتك0). ومن قرأها بهذا 
المقرأ قال: ألا قراة: تقول :ان ربكم الأعلى ) [النازعات: 24].. ظ 

7 و ا 
قتهرون» أي إنا قاهرون لهم . 

قَالَ مُوسَئْ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بالل وَاضْيِرُوا إِنَّ الارْض لِلَّهِ يُورنّهَا مَن يُشَاءُ مِنْ 
عباده» وكان الله قد أعلم موسى أنه مهلك فرعون وقومه وأن الله سيورث بني إسرائيل 
الأرض من بعدهم وقال في آية أخرى : ( كَذَّلِك وَأَوْرَناهَا بَنِي إِسُْرَائيل ) [الشعراء : 
59]. قوله: طوَالعَقبَةٌ للْمُتَقِينَ # العاقبة هي الجنةء وهي للمتقين ليست 
لمن سواهم . 
(1) هذه قراءة ابن عباس ومجاهد. روى الطبري في تفسيره ج 3 ص 39: وعن ابن عباس أنه قرأ : 


(وَيَذَرَكَ وإلامتك ) قال: وعبادتك. ويقول: إنه كان يُعبّد ولا يَعبَدُ». والإلاهة. والألوهة, 
والألوهية كلها تأتى بمعنى العبادة. انظر اللسان: (أله). 


36 


الجزء الثاني الأعراف: 129 - 132 





قوله: < فَالُوا أُوذِينا مِنْ قبل أَنْ تَأينَاوَمِن بَعْدِ مَا ْنا 4 يقوله بنو إسرائيل 
لموسى عليه السلام ؛ يعنون ما كان يصنع بهم فرعون وقومه. قال مجاهد: من قبل 
إرسال الله إياك ومن بعده. 
وقال الكلبي : إنه لما ألقى السحرة ساجدين فبهت فرعون فألقى بيده وخلى 
سبيل موسى . قال الملا من قوم فرعون لفرعون: أتذر موسى وقومه ليفسدوا في 
الأرض ويذرك والهتك.. قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون . 
فأمر فرعون ببني إسرائيل أن يكلفوا من العمل ما لا يطيقون. لبرعرني لبو 21 
فقالوا: أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جتتنا(" . 
ه قَالَ 4 لهم موسى 9« عَسى رَبْكُمْ أن يهْلِكَ عَدُوَكمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ في الازض, 
فََنْظرَ كيت تَعْمَلُونَ 4 فأخذ الله ال فرعون بالسنين ا 80 
قال: «وَلقد اخذنا بعال فَرَعَونَ بِالسنِينَ وَنقصٍ من الثمَرت لعَلهُمْ يذْكرُونَ 4 
فأجدبت أرضهم وهلكت مواشيهم ونقصت ثمارهم فقالوا: هذا مما سحرنا به هذا 
الرجل . ظ 
قوله: « فَإِذّا جَاَنْهُمُ الحَسَنَةُ قَانُوا لَنَا هذه © قال الحسن: أي نحن أولى ' 
بالحسنة ومنا جاءت. قال مجاهد: الحسنة في هذا الموضع العافية والشبع والرخحاء 
والمطر والخير والخصب . « وَإِن جيم سَيْئَةَ 4 أي جدوبة أو شدة « يَطيرٌوا بموسى 
وَمَن معَهُ » ويقولوا: إنما أصابنا هذا من شؤْم موسى ومن معه. 
قال الله: « ألا إِنمَا طَيِرُهُمْ عند اللّه 4 أي محفوظ . عليهم حتى يجازيهم به 
يوم القيامة©. « ولْكِنٌ أَكتْرَهُمْ لا يَعْلْمُونَ 4. [ 
ِوَثَالُواِ4 له يا موسى طِمَهُمَا تَاننَا به من ءاةِ لُتَسْحَرَنَا يهاه أي ما تأتنا به. 
(1) فى هذه الصفحة وال تليها اضطراب وخلط بين الآيات في المخطوطات» وفيها تكرار أحياناً 
جعلت كل آية وتفسيرها حسب الترتيب الذي جاءت عليه في المصحف. 
(2) في مجاز أبي بد اعم «( ألا إِنْمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ الله ) مجازه إنما طائرهم عند الله 
وتزاد ( ألا ) للتنبيه والتوكيد. ومجاز طائرهم: حظهم ونصيبهم». 


37 


الأعراف: 132 - 134 تفسير كتاب الله العزيز 





وهي كلمة عربية : ما تأتنا به» ومهما تأتنا به» وهو واحدء لتسحرنا بها « فمَا نْحَنُ لَك 
بِمؤْمِنِينَ # أي بمصدقين. 

قال الله: « فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهُم الطوفَانَ والجَرَادَ وَالقٌمُلَ وَالضَفَادح وَالدّمَّ ءَايَاتِ 
مُفَصَّلَتٍ فَاسْتَكبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً مُجْرمِيْنَ 4. 

قال بعضهم : فمطروا الليل والنهار ثمانية أيام ولياليهن لا يرون فيها شمساً ولا 
قمرأأء فصرخ الناس إلى فرعون» وخافوا الغرق. فأرسل فرعون إلى موسى فأتاه فقال 
له: يا موسى اكشف عنا فنؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل. فدعا موسى ربه 
فأقلعت السماء ونشفت”0©7 الأرض ماءهاء وأنبتت من الكلا والزرع ما لم يروا مثله قط 
في مصر. فقالوا: لا والله. لا نؤمن لك ولا نرسل معك بني إسرائيل . ولقد جزعنا من 
أمر كان خيراً لنا فنكثوا وعصوا . فأرسل الله عليهم الجراد فأكل ما أنبتت ت الأرض وبقي 
الجراد عليهم ثمانية أيام ولياليها لا يرون الأرض. وركب الجراد بعضه فقا ذزاعا: 
وفي تفسير مجاهد, إن الجراد أكل مسامير أبوابهم وبنيانهم . قال الله: « وَلْمَا وَقَمَ 
عَلَيْهمْ الرَجِرُ قالوا يَا مُوسَى ». . . الآية. 

فال الحلى + تضرع اهل عضر إلى ترعون افارصل: إلى موسي فقال :. ايها 
الساحرء ٠ ٠‏ ادع لنَا رَبك بمَا عَهدَ عِندَكَ لبِنْ كَشَفْتَ عَنا الجر نوم أ لك وَلَنْرسلنٌ 
مَعَكُ بَنِي إِسْرَائيل # فدعا موسى ربه فأرسل الله ريحاً شديدة فاحتملت الجراد فألقته 
في البحر. فلم تبق منه جرادة واحدة. فنظر أهل مصر فإذا قد بقيت لهم بقية من 
زروعهم وكلاهم ما يكفيهم عامّهم ذلك. فقالوا له: والله لقد بقي لنا ما يكفينا هذه 
السنة, فلا فلا والله لا نؤمن لك ولا نرسل معك بني إسرائيل . فأرسل الله عليهم القمل. وهو 
الدبى© فلم يُبّقَ في أرضهم عوداً أخضر إلا أكله. فصرخوا إلى فرعون. فأرسل إلى 


(1) في 0 «انشقت الأرض»» ولم ترد الكلمة في المعاجم إلا مجردة في هذا المعنى. 
يقال: نشفت الأرض ماءها تنشفه ويقال أيضاً : نشفتء بالتضعيف . أما أنشفه. فهو بمعنى 
أعطاه النْشّافة وهي الرغوة التي تعلو اللبن إذا حُلِب. انظر اللسان: (نشف). 

(2) الدبى : جمع دباة» وهي صغار الجراد قبل أن يطير. 


38 


الجزء الثاني الأعراف: 135 - 136 





موسى فأتاه.ء فقال: يا موسى اكشف عنا هذا الدبى فنؤمن لك ونرسل معك بني 
إسرائيل. فدعا موسى ربه فأمات الدبى حتى لم تبق منه واحدة. فلما نظر القوم أنه لم 
يبق لهم شيء يعيشون به قالوا: يا موسى. هل تستطيع أن تفعل بنا أسوأ مما فعلت. 
فوالله لا نؤمن لك. ولا نرسل معك بني إسرائيل. فأرسل الله عليهم الضفادع. فدبت 
في أرضهم وبيوتهم ومخادعهم وظهور بيوتهم. حتى جعل الرجل منهم يستيقظ وعليه 
منهم ما لاا يحصى . فصرخوا إلى فرعون. فأرسل إلى موسى فأتاه فقال: ادع لنا ربك 
فليهلك هذه الضفادع من أرضنا ونؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل. فدعا موسى 
ربه فأذهب الضفادع من أرضهمء فأماتها. ثم أرسل مطراً فآحتملها فألقاها في البحر. 
فقالوا: لا والله لا نؤمن لك ولا نرسل معك بني إسرائيل. فأرسل عليهم الدم فجرت 
أنهارهم دما ودكا" ماؤهم. فلم يكونوا يقدرون على الماءء وأنهار بني إسرائيل 
تجري ماء عذبأ طيباً. فإذا دخل الرجل من آل فرعون في أنهار بني إسرائيل صار ما 
دخل فيه دماء والماء من بين يديه ومن خلفه صافٍ عذب لا يقدر منه على شيء. 
فمكثوا ثمانية أيام ولياليهن. لا يذوقون الماء حتى بلغهم الجهد. فصرخ أهل مصر 
إلى فرعون: إنا قد هلكنا وهلكت دوابنا ومواشينا من الظمء فأرسل فرعون إلى موسى 
فدعاه. فأتاه فقال: يا موسى ادع لنا ربك يكشف عنا هذا الرجز ونعطيك ميثاقنا لئن 
كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل . 
قال الله :الما كسَفنا عَنهُمُ الرَجرّ [أي 5 إِلَى أجل هم بلغو ه إذا هم 

يدَكُُونَفَانتَقمنا مِهُمْ فَاْرَفتَهُمْ في اليَمْ 4 أي الود كدر را علي 


وقال بعضهم في قوله : ولقد أخذنا ال فرعون بالستين ونقص من الثمرات. 


)1( كذا في فى وفي د: «دكاء. وفي ع «ذكاء؛ ولم أوفق إلى تصحيح ما به من تصحيف إن كان. 
اللهم إلا أن تكون الكلمة دك بمعنى قل الماء. ففي اللسان: «مطر دك : قليل ضعيف. . . وكل 
شيء قليل دقيق من ماء ونبت وعلم. فهو دكيك» أو لعل الكلمة: «ركد» كما ذكر في بعض 
الروايات . 


39 


الأعراف: 137 ظ تفسير كتاب الله العزيز 





. قال: جهدهم الله بالجوع عاما فعاماً. وفي قوله: ( فََرْسَلْنا عَلَيْهم الطوفان ولد اذ 
وَالقَمَلَ والضفلاعٍ والدم. . . ) إلى آخر الآية: أما الطوفان فالماء أرسله الله عليهم 
حتى قاموا فيه قياما . فدعوا موسى . فدعا ربه. فكشفه عنهم . ؛ ثم عادوا لسوء ء ما يخطر 
لهم ؛ فأرسل الله عليهم الجرادء فأكل عامة حروثهم . فدعا موسى ربهء فكشفه عنهم . 
ثم عادوا لسوء ما يخطر لهم. فأرسل الله عليهم القمل. وهو الدبى» فأكل ما أبقى 
الجراد من حروثهم ولحسه. فدعوا موسى فدعا ربهء فكشفه عنهم . ثم عادوا لسوء ما 
3 فأرسل عليهم الضفادع حتى ملأت فرشهم وأفنيتهم . فدعوا موسى . فدعا 

وام ثم عادوا لسوء ما يخطر لهمء فأرسل عليهم الدم فجعلوا لا 
يغترفون إلا دمأ أحمرء حتى لقد ذكر لنا أن فرعون جمع رجلين أحدهما إسرائيلي 
والآخر قبطي على إناء واحد. فكان الذي يلي الإسرائيلي ماء. والذي يلي القبطي 
1 فدعوا موسى فدعا ربه فكشفه عنهم . ١‏ 

قال لله : ( فَاسْتَكَبْرُوا )» أي : عن عبادة الله» ( وكانوا مَجَرمِينَ ). وهذا جرم 
شرك, وهو جرم فوق جرم وجرم دون جرم . 

قوله 4 ) وَلَما وق عَلَيْهِم الرَجِزٌ ). أي العذاب. في فصيو عافد والعامة . 
قوله : ( فَانْتقمنا مِهُمْ فَأعرَكتَهُمْ في اليم بنَهُمْ كذّبُوا َتنا وَكانُوا عَنْها عَفْلِينَ) . أي : 
تاركين لها معرضين عنها . 

قوله: « وَأَوْرَثنَ اوم الذينَ كانوا يُسْتَضْعَفُونَ > وهم بنو إسرائيل «مُشلرق 
الأض, وَمَعريَها التي برَكنا فيها » قال الحسن وغيره: أرض الشام . وقال الكلبي : 
مقدس فلسطين والأردن . وإنما سكنها أبناء من كان مع موسىء لم يبقّ منهم يومئذ إلا 
يوشع بن نون معهء -00 اها 


(1) أثبت 0 من مخطوطة زء ورقة 109. وهو الصواب. وفي الخطوطات الأربع الأخرى : (١‏ وَنَمْتَ 
كَلِمَةٌ رَبك الحشنى ) أي : «وعد ربك بالجنة» . وهذا غير مرتضىً . ولعله سهو من النساخ. - 


40 


الجزء الثاني - الأعراف: 137 - 139 





تفسير مجاهد ( عَلَى بَنِي إِسْرَاءِيل بِمَا صَبّروا # أي على دين الله. 

قوله : ظ وَدَمَرنَا ما كَانَ يَصَنَمُ فرَعَوْنَ وَقَوْمُهُ وَمَا كانوا يَعْرشُونَ 4. قال بعضهم : 
وما كانوا يبنون. وقال مجاهد: وما كانوا يبنون [من البيوت والمساكن ما بلغت]20). 
قال: وكان عنبهم غير معروش . 

قوله : «وجنوزنا بيني إِسْرَائيل لحر نوا عَلَى قوم يَعْكفُونَ عَلَى أَضنام لَهُمْ 
قالرا تموسكو لجل لا للها كما لَهُمْ اله قال نحم قوم تَجِهَنُونَ إن هؤلاء مُتبْر ما 
هُمْ فيه وَبنطل ما كانوا يَعْمَلُونَ ©. قال بعضهم : إن هؤلاء مفسد ما هم فيه. قال 
بعضهم : بلغنا إنها نزلت بالسريانية©. 
شراب ولا بناء. فظلل الله عليهم الغمام وأنزل الله عليهم المن والسلوى. وقال 

قال الحسن : فبينما هم كذلك نجاهم الله من البحر ومن ال فرعون. وأغرق 
فرعون وقومه. وأنزل عليهم المن والسلوى وظلل عليهم الغمام. وفيهم نبيهم. 


5 الهم الات كوت التقدير, وعد ربك بالجنة ءاذا اتبعوا موسى وأطاعوه عندما ينبأ ويرسل إليهم . 
0 تأويل ظاهر بعذه كلف والصحيح ما ذهب إليه جمهور المفسرينمن أن قوله : وَوَتَمت 
كلِمَة ربك الحشنى ) يعني وفاء الله بوعده لبني إسرائيل أن ينجيهم من قهر فرعون ويمكن لهم 

في الأرض. د ل الحسنى هي قوله في سورة القصص: 5 -6: وليك دُ أن ع عَلَى 
الذين اسْتَضعِفوا في الانض, ونجعَلهُم يم وَنجِعَلَهُمْ الوارثين وَنمَكُنَ لْهُمُ في الأزض. َْريَ 
فرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجَنودَهُمَا منهم ما كَانوا يَحْذْرُونَ ) [القصص: 5 - 6]. وانظر تة تفسير الطبري ج 
3 ص 77 -78. 

(1) زيادة من مجاهد. ص : 245. 

(2) كذا في المخطوطات : «بلغنا أنها نزلت بالسريانية» ولم أفهم ما يعنيه المؤلف بهذه الجملة؛ فإ 
كان يعني أن هذا الحوار الذي جرى بين موسى وقومه كان بالسريانية فنعم. لأن الله يقول: وا 
أَرْسَلْنَا من رُسُولٍ إلا بلِسَانِ فَوْمِهِ لِيُبيْنَ لَهُمْ). وإن كان يعني شيئاً أخر قيل له: إن كل ما ورد في 
القران إنما أنزل بلسان عربي مبين. 


41 


الأعراف: 140 - 142 تفسير كتاب الله العزيز 





وحجرهم معهم. فيه اية عظيمة» إذا استسقوا ضربه موسى بعصاه فانفجرت منه اثنتا 
عشرة عيناً. لكل سبط عين» قد علم كل أناس مشربهم. لا يخالط بعضهم بعضاًء إذ 
أتوا على قوم عندهم أوثان يعكفون على أصنام لهم. 8 قالوا يلموسئ اجعل لنا إللها 
كما لَهُم الهّة ). فارتدوا كفارا. 

قوله : « قَالَ أَغَيْرَ الله أبغيكم إِلنها وَهُوْ فضَلكمُ عَلَى العَلّمِينَ 4 يعني عالمي 

قوله : 9وَإِذْ أَنْجَيَْكُمْ مِنَ ال فَرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ العَذَّاب » قال الحسن : 
يذيقونكم سوء العذاب. « يتلُونَ أَبناءكمُ وَيَسْتَحُيُونَ نِسَاءَكُمْ » أي فلا يقتلونهن 
« وَفِي ذُلكمْ بَلاءُ مُن رُبُكُمْ عَظيمْ © أي نعمة عظيمة من ربكم إذ نجاكم منهم©. 

8 اليا دم هج ر # سه 50 دو 2 و-56- 16رء 14 م 0 ارمع وهس 7 

قوله : #ووعدنا موسى لين ليلة و أتممنئها بعشر فتم ميقلت ربه أربعين ليلة # 
الثلائون: ذو القعدة.» وعشر من ذي الحجة. 

قال الكلبي : إن موسى لما قطع البحر ببني إسرائيل». وأغرق الله آل فرعون 
قالت بنو إسرائيل لموسى : يا موسى ٠»‏ أيتنا بكتاب من عند ربنا كما وعدتنا وزعمت 
وقال الحسن : كانت أربعين من أول ؟ يقول : وواعدنا موسى ثلانين ليله وبعدها 
عشرء مثل قوله: ( فْصِيَّامُ نَلانّة يام في الج وَسَبْعَةِ إِذَا رَجَعْتَمْ بلك عَشْرَةَ كَامِلَةٌ ) 
[البقرة: 191]. 

قال الكلبي : فلما خرج موسى بالسبعين» أمرهم أن ينتظروه في أسفل الجبل . 
وصعد موسى عليه السلام الجبل؛ فكلمه الله أربعين يوما وأربعين ليلة وكتب له فيها 
بالألواح . ثم إن بني إسرائيل عدوا عشرين يوما وعشرين ليلة فقالوا: قد أخلفنا موسى 


(1) انظر ما سلف من هذا التفسيرء ج 1 ص 104. 


42 


الجزء الثاني الأعراف: 142 - 143 





الوعد. وجعل لهم السامري العجلء فقال: ( هَنذًا إِلْهُكُمُ وَإِلَْهُ مُوسَىْ ) [طه: 88] 
فعبدوه. وقد فسرنا ذلك في سورة البقرة0) 

قوله: ظ وَقَالَ مُوسَىْ لآأخيه هَرُونَ حلفي في قَوْمِي وَأَضْلح وَل تتبِعْ سَبِيلَ 
المُفْسدينَ 4. هذا حيث انطلق موسى للميعاد. 

قوله : >" جَاءَ موسئ لميقلتنا وَكَلْمَهُ رَبَهُ 4. قال الحسن: لما كلمه ربه 
دخل قلبّ موسى من السرور من كلام الله ما لم يصل إلى قلبه مثله قط. فدعت موسى 
نفسه إلى أن يسأل ربّه أن يريّه نفسّه. ولو كان فيما عهد إليه قبل ذلك أنه لا يُرى لم 
يسأل ربه ما يعلم أنه لا يعطيه إياه. 

قَالَ رَبٌ أرني أنظر إِلَيِكَ قَالَ لَنْ ترَئنِي وَلكن انظرٌ إِلَى الجَبّل فَإن اسْتَمَرٌ 
مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَننِي » أي إن الجبل لا يستقرٌ مكانه. وكذلك لا ترانى لأنى لا تدركنى 
الأبصار وأنا أدرك الأبصار. 0 ا 

١‏ فََما نَل رَبْهُ للجبل, يس لانو ينس ايند لديل فبيدة 
دكا ور زوفي نيعا : قوله : جَعَلَهُ دكا. قال بعضهم : جعل بعضه على بعض © . 
وبعضهم يقرأها: دكاء. ممدودة. وسمعت بعضهم يقول: إن الدكاء الأرض 
المسكوية 

قال: « وَخْرٌ مُوسَىْ صَعقَاً»ه. غشيته الصاعقة©. « فَلَمَا أَفَاقَ »4 قال 
بعضهم : فلما رذ الله إليه نفسه9». وقال بعضهم : فلما أفاق من غشيته. أي أنه غعشى 
عليه . وكانت صعقة موسى أن غشى عليه» ولم تكن صعقة موت, ألا تراه يقول: فلما 


(1) انظر ما سلف من هذا التفسير ج 1. ص 1014 - 107. 

(2) كذا في المخطوطات؛, وفي ز ورقة 110: «فعفر الجبل بعضه على بعض . 

(3) كذا و في المخطوطات, وفي زء ورقة ظ 

(4) كذا فى لمعت وفي ز: وفلما رد الله إليه حياته». ويبدو من ملاحظة محمد ابن أبي زمنين 
أن المؤلف ذهب إنى أن الصعق هنا هو الموت. وفي التعليق التالي بيان ذلك . 


43 


الأعراف: 143 - 145 تفسير كتاب الله العزيز 





أفاق. أي من غشيتهء والإفاقة لا كود من الموت . وكاد الى ع صعفة ان صعقة 
موت ؟ دل على ذلك قوله : < وَإِذ فلت يا موسى أن نؤْمِنَ لَك حَقَى نرى الله ير ةم 
قال : ( فََحَذَكُم الصَاعِفَة وَأنْتم َنَظرُونَ ) قال: ( ثم ثم بَعثَاكُم من بَعْد مَوتَكُمْ لَعَلَكُمْ 
تشْكرُونَ )2 [البقرة: 55. 56]. 

قال: فلما أفاق « قال سُبْحَنَكَ» ينزه الله « تُبْتَ إِلَيْكَ # أي مما تقدمت بين 
يديك من المسألة©. « وَأَنا أَوْلُ المُؤْمنِينَ 4. قال مجاهد: وأنا أول قومي إيماناً. 
وقال بعضهم: وأنا أول المؤمنين بأنك لا ترىء وهو أيقاً أول قومه إيماناً بهذاء وقد 
امن الناس قبله© , 


طش 0 م ه 2 عى#ا ل رعس يبس ََ 5 هو 
عليك . 


8 متجوس وهال ؟هر و 5 َه نه 6 - سه عم # سم ى 
قوله : وكتبنا له في الالواح من كل شيءٍ موعظة وتفصيلا لكل شيءٍ # قال 





(1) كأنَ في عبارة المؤلف شيئاً من التكرار والتعقيد. ولكن المعنى واضح كل الوضوح؛ فهو يريد أن 
يبِيّن أن من الصعق ما يكون موتاء ومنه ما يكون غشية كالإاغماء. فصعق موسى عندما اندك 
الجبل صعق غشية. وصعق قومه عندما طلبوا رؤية الله جهرة صعق موت. لأن الله ذكر عنهم أنه 
بعثهم من بعد موتهم حين أخذتهم الصاعقة. وفي هذا من بديع الأسلوب القراني ودقة تعبيره ما 
يدل على إعجازه. فتأمله فإنه نفيس . وتأمل كيف نسب الفعل في موسى إليه نفسه فقال الله : 
دفلمًا أفاق». أما قوم موسى فإن الله هو الذي بعثهم ونسب الفعل إلى ذاته العلية فقال: ل 
َعَنَاكُم من بَعْد مَوْتَكُمْ ). وتلك هي بلاغة النص القرآني. وصدق من قال: ما فسّر القرآن مثل 
القران. 

(2) كذا في المخطوطات الأربع» وفي زء ورقة 110: «أي من قولي انظر إليك» . 

(3) جاء في مسند الربيع بن حبيب» ج ١3‏ 007 رقم 870) ما يلي في تفسير الآية «( سُبْحَانكَ نُبْتَ 
إِلَيِكَ (: أي من مسألتي أني أنظر إليك انا اول المؤمنِينَ ) المصدّقين بأنك لا يراك أحد. 
وقال مجاهد مثل ذلك. وقال الحسن: لن تراني ولا ينبغي لبشر أن يراني. قال الربيع بن 
حبيب: لن حرف من حروف الإياس عند النحويين وأهل اللغة؛ أي لن يراه أحد في الدنيا ولا 
في الآخرة». ١‏ 


الجزء الثاني الأعراف: 145 - 147 





الحسن : تفصيلاً من الحلال والحرام والأحكام والهدى والضلالة. وقال مجاهد: ما 
أمروا به وما نهوا عنه. وهو واحد. 

قال: « فَحَدّمًا بِقَوّةٍ 4 أي بجد. قال بعض العلماء: إن الله يحب أن يؤخذ 
أمره بقوة». والقوة: الجد.. 9 وَآمرْ قَوْمَكَ يَاخذوا بأَحْسَنِهَا 4 وأحسنها أن يأخذوا بما 

أمرهم الله به وأن ينتهوا عما نهاهم الله عنه. 

سَأُورِيكُمُ دَارَ الفنسقينَ 2# » يعني دار فرعون وقومهء» يريد مصرء يعني 
منازلهم في الدنيا في تفسير بعضهم"". قال: فأراهم الله إياها . كقوله : ( كَذَّلِكَ 

وأو رثناها : بني إِسْرَائيل ) [الشعراء: 59]. وقال مجاهد: اوري دَارَ الفاسقينٌ ) 

أي مصيرهم في الآخرة. ٠‏ 

قوله : « سَأَضْرفُ عَنَ ءَايتيَ الذينَ يتكبرون في الأزض. بغَيْر الحَقّ © قال 
الحسن : باضرفهم عنها بفعلين حك لا يؤمتوا بها : قال : ١‏ نَإن يُرَوَا كل ءاي لآ 
يُؤْمُِوا بها » يخبر بعلمه فيهم . + وإن يُرَوْا سَبِيلَ الرَشْدٍ لآ يَتَحِدُوهُ سَبيلا وَإن يرو 
سَبِيل الغي يتُحْذُوهُ سَبِيلاًٌ © أخبرأنهم لا يؤمنون أبداً. ثم أخبر لم ذلك وبم هو 

فقال: 

« ذلك نهم كَذَّبُوا بثايتنا وَكَانُوا عَنْهَا لفلينَ» أي معرضين جاحدين. 

قوله : « والذينَ كَذّيُوا بكايتنا وَلقَاء الآخرة حي خبطت أَعْملَهُمْ» أي اي" 
الآخرةء أي امترزرها لق الا طافل زه ِل ما كَانُ يَعْمَلُونَ #. كقوله: ( مَنْ 
كَانَ يُرِيدُ الحيّاة لديا وَزِينتها نُوفُ إِليِهمُ أعْمَالهُمْ فيها وَهُمْ فيها لا ينَحْسُون) أي لا 
ينقصون ( أُولَئكَ الذينَ لَيْسَ لَهُمْ في الآخرّة إلا د صَنَعُوا فيهًا وَبَاطل ما 

كَانوا يَعْمَّلُون ) [هود: 15 - 16]. 

11011 وقد أشار الطبري إلى هذا القول ولكنه لم يُذُكر قائله لوجود بياض في 
الأصل. انظر تفسير الطبري ج 3 ص 111. وانظر علوم الحديث لابن الصلاح» وتعليق 
المحقق الدكتور نور الدين عتر» ص 254. ونسب ابن الجوزي في زاد المسيرء ج 3 ص 260 
هذا القول إلى عطية العوفي . 

45 


الأعراف: 148 -.149 تفسير كتاب الله العزيز 


قوله: ( وَانحَذَ َم مُوسَئْ من بَعْدِهِ 4 أي من بعد موسى حين ذهب للميعاد. 
« من خليهمُ عِجلا جَسَّدا لَه خوارٌ 4. قال بعضهم: جعل يخور خوار البقرة. وقال 
مجاهد : خوار فيه الريح . 

وقال الحسن: إن موسى عليه السلام لما مضى للميعاد عمد السامري فألقى ما 
كان معه من الحليٌء وألقى بنو إسرائيل ما كان معهم من الحليْ أيضا. وكانت معهم 
تلك الحلي عوارى استعاروها من ال فرعون ليوم الزينة. يوم العيد الذي وعدهم 
موسى حيث يقول: ( مَوْعِدُكم يوم الزينة ) [طه: 59]. وهو قول بني إسرائيل : 
وخملنا أورَارا أي اثاماء من زينة القوم فقذفناهًا فكذّلك ألقى السمري ( [طه : 
7 أي ما معه كما ألقيّنا ما معنا. وكان الله أمر موسى أن يسير بهم ليلاء فكره القوم 
أن يردوا العواري على ال فرعونء فيفطن بهم ال فرعون. فساروا من الليل والعواري 
معهم. فعمد السامري فصاغ عجلاً من ذلك الحليّ ؛ قال: وكان صائغاً"». قال: وقد 
كان أخذ تراباً من أثر فرس جبريل يوم قطعوا البحر فكان معهء فقذف ذلك التراب في 
ذلك العجل. فتحول لحماً ودماً له خوار للبلا ©. ( فَقَانُوا هنذا إِلَهُكُمُ وَإِلْهُ مُوسَى 
فنسيّ ) [طه: 88] أي ولكن نسى موسى إلهه فأضله فذهب في طلبهء وهو عندكم . 

قال الله : « ألم يرَوا أنه لا يُكَلمُهُمْ 4 يعني العجل « ولا يَهْدِيهِمْ سَبيلا 4 أي 

طريقا. « آتخذوه » إلها « وكانوا ظَلِمِينَ © لأنفسهم باتخاذهم إياه. 

قوله: « وَلّمَا سقط في أَيْدِيهِمْ [أي ندموا]© وَرَأُوا أَنْهُمْ قد لوا قَانُوا لَئْن لم 
(1) كذا في ق وع وج: «وكان صائغاء. وفي د: «وما كان صائغا». ولم أجد فيما بين يدي من 

المصادر من أشار إلى هذا حتى أثبت كونه صائغاً أو أنفيه. 

(2) كذا وردت هذه الكلمة: «للبلا»» منقوطة أحيانا وغير منقوطة في المخطوطات» ولم اهتد 
لمعناها. 

(3) زيادة من زء ورقة 110. وقال الطبري في تفسيره ج 3 ص 118: «وكذلك تقول العرب لكل نادم 
على أمر فات مئه أو سلف. وعاجز عن شيء: «قد سقط في يديه» و «أسقط» لغتان فصيحتان. 
وأصله من الاستئسار. وذلك أن يضرب الرجل الرجل أو يصرعه . فيرمي به من يديه إلى الأرض 
لياسره. فيكتفه ‏ فالمرمي به مسقوط في يدي الساقط به, فقيل لكل عاجز عن شي ء. وضارع 
لعجزه. متندم على ما قاله: «سقط في يديه» و«أسقط». 


416 


الجزء الثاني الأعراف: 149 - 153 





يرْحَمْنا رَبْنَا وَيَعْفْرُ لنَا 4 أي: لثن لم يفعل ذلك بنا ط لَنَكُونَن مِنَ الحْسِرِينَ» . 
وهي تقرأ على وجه آخر: لين لَمْ ترْحَمَنا ْنا 4 أي لثن لم ترحمنا يا ربناء صراخ 
منسوب. ١‏ لَنْكُوننَ مِنَ الحَاسِرينَ ). قالوا ذلك لما صنع موسى بالعجل ما صنع . 
فطلبوا التوبة» فأبى الله أن يقبل منهم إلا أن يقتلوا أنفسهم. فََلِ عليهم في المتاب . 
وهو قوله : ( وَإِذ قَالَ موسى لقومه يا قوم إنَكُمْ ظلَمتم نمكم بانَحَاذِكُمُ العجلّ فَتُوبُوا 
إلى بَارئَكُمْ ). أي إلى خالقكم ( فَاقتلُوا أَنْفْسَكُمْ. . . ) إلى آخر الآية. [البقرة: 


4 


قوله : « ولما رجع موسق إلى قومه عَُضْبَانَ أسفاً 4 أي حزينا9. وقال 
الع لج وو ا سايم سبل و 


ورزار م 


يقتلونني فلا نشْمِتْ بي ادا سان القزم 0 قال 528 + مع 


أصحاب العجل . 
« قال رت اغْفرْ لي ولخي وَأَدْخِلْنَا في رَحْمَتِكَ 4 يعني الجنة « وَأَنتَ أرحم 
الرحمينّ# . 


قوله: « إِنَّ الذينَ انَحَدُوا العجلَ سَيَنالهُمْ عَضْبٌ مُن رُبْهِمْ وَذلَةَ في الحيوة 

دنا 4 يعني بالذلة الجزية. « وَكَذَّلِكَ نَجْرِي المُفْترينَ © أي لعبادتهم العجل . 
افتروا على الله إذ زعموا أن العجل إلههم. 

قوله : ط وَالذِينَ عَمِلُوا السَيئَات ثم تَابُوا من بَعْدِها © أي من بعد تلك السيئات 
وَءَامَنوا إن رَبك من بَعْدَها لَفورٌ رحيم ». 

(1) هذا قول ابن عباس والسدي والحسن في تفسير أسفا. كما جاء في الطبري ج 13 ص 121» 

وفيه عن ابن عباس : «وقال في الزخرف: آية : : 55 ( فَلَما ءَاسَفُونَا) يقول : أغضبونا . والأسفه 

على وجهين : الغضب والحزت». وقال الطبري قبل ذلك في ص 0: و«والأسف شدة 


الغضب». وروى بسند عن أبي الذرداء قال: «قول الله : : (عُضْبَانَ أسفاً ) قال: «أسف منزلة 
وراء الغعضب». 


47 


الأعراف: 154 تفير كتاب الله العزيز 





قوله: ط وَلَمُاسَكْتَ عَن موسّى العَضَبٌ 4 أي سكن أذ الواح وَفِي 
نسحيهَا 4 يعني الكتاب الذي نسخت منه التوراة ف هدى 71 لْلْذِينَ هُمْ لِرَبهِمُ 
يَرَهَبُونَ 4 والرهب الخوف. وقال بعضهم: ( وَفِي نسْحَبَهَا هُدىٌّ ) قال: 

إن موسى لما أخذ الألواح قال: يا ربء إني أجد في الألواح أمة خير أمة 
أخرجت للناس, يأمرون بالمعروف. وينهون عن المنكر. ويسارعون في طاعة الله. 
رب فاجعلهم من أمتي . قال: تلك أمة أحمد. قال رب أني أجد في الألواح أمة هم 
الآخرون والسابقون يوم القيامة, أي الآخرون والسابقون في دخول الجنة» فاجعلهم 
اتن قال: تلك أمة أحمد. قال: رب إني أجد في الألواح أمة أناجيلهم في 
صدورهم يقرأونهاء وأجد قوماً يقرأون كتابهم نظراًء إذا رفعوه لم يحفظوا منه شيئاً ولم 
يعوه؛ فإن الله أعطى هذه الأمة من الحفظ شيئاً لم يعطه أحدأً من الآدميين» قال: رب 
اجعلهم أمتي . قال: تلك أمة أحمد. قال رب إني أجد في الألواح أمة يؤمنون 
بالكتاب الأول وبالكتاب الآخر.ء ويقتلون فضول الضلالة حتى يقاتلوا الأعور 
الكذاب, رب فاجعلهم أمتي. قال: تلك أمة أحمد. قال: رب إني أجد في الألواح 
أمة يأكلون صدقاتهم في بطونهم ويؤجرون عليهاء وإن الله أخذ صدقاتكم من غنيكم 
لفقيركم. وكان من قبلكم إذا تصدق أحدهم بصدقة أنزلت عليها نار من السماء 
فأكلتها. فاجعلها اللهم أمتي . قال: تلك أمة أحمد. [قال: رب إني أجد في الألواح 
أمة إذا هم أحدهم بحسنة ثم لم يعملها كتبت له حسنة. فإن عملها كتبت له عشر 
أمثالها إلى سبعماثة.» رب اجعلهم أمتيى. قال: تلك أمة أحمد]9 . قال: رب إني 
أجد في الألواح أمة إذا هم أحدهم بسيئة لم تكتب عليه: وإن عملها كتبت عليه سيئة 
واحدة. رب فاجعلهم أمتي . قال تلك أمة أحمد. 

وذكر لنا أنه نبذ الآلواح. وقال: رب اجعلني من أمة أحمد. فأعطى اثنتين لم 
(1) زيادة من تفسير الطبري ج 13 ص 123 رأيت من المناسب إثباتها هناء وكأني بها سقطت من 


الناسخ الأول. وقد جاءت هله الرواية في 3 تفسير الطبري أتم وأوفى ع بعض اختلااف في 
ألفاظها. وجاءت فيه ممسمو نه ة إلى قتادة . 


48 


الجزء الثاني الأعراف: 155 





يعطوهما. قال: ( أني اصْطَفَيكَ على الناس, برِسَالتِي ويكلايي ) فرضي . ثم أعطى 
الثانية: ( وَمِنْ قَوْم مُوسَئ أمة يَهدُونَ بالحقُ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) [الأعراف: 159] فرضى 
موسى كل الرضى . 

قوله: 8 واختار موسئ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجَلدُ معنا ما أَحَدَتْهُم ارجف قَالَ رَبٌ 

و شدء شئت أَهْلكتهُم مُنْ قبل وَإَِاي أنهْلكُنا بمَا فَعَلَ السْمَهَاُ م منا إن هي إل فَتننْكَ » أي 

يد ا اي رصي ا 
مهتدياً إلا بعد الأمر والنيهي ٠‏ فمن فعل ما أمر به كان مهتدياً. ومن فعل ما هي عنه كان 
ضالاً . « أنت ولينا » في المنّ والتوفيق والعصمة « فاغفر لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ 
العف رينَ 4 . 

قال الكلبي : إن السبعين قالوا لموسى عليه السلام حين كلمه ربه: يا موسى. 
إن لنا عليك حقاً؛ كنا أصحابكء لم نختلف ولم نصنع الذي صنع قومناء فأرنا الله 
جهرة كما رأيته . فقال موسى : لا والله ما رأيته . [ولقد أردته على ذلك فأبى]70, ولا 
ا ولقد أبدى الله بعض اياته للجبل فكان دكأء وهو أشد مني . ولوورري فنعا : 
فلما أفقت سألت الله تعالى واعترفت بالخطيئة التي كانت مني إذ تقدمت بين يدي 
الله ماقرا لان تلزن الت ست راق السوارة. فأخذتهم الا 0 
أخرهم . فظن موسى أنهم إنما احترقوا ب< يخلنة اسبحات السجل. فقال: لربه: ( رَبٌ 
وسنت أهلتهُم من لوي ْنا بمَافَلَالشقها منا )» يعني أصحاب العجل . 
(إن هي إلا فتنتك . ..) إلى آخر الآية. ثم بعثهم اللّهُ من بعد موتهم فقال: ا 
بعَثتاكم من بَعْد مَوْتَكُمْ لَعَلُكُمْ تَشْكُرُونَ ) [البقرة : 56]. وقد فسرنا ذلك فى سورة 
البقرة©. 

قال بعضهم: ذكر لنا أن ابن عباس قال: إنما تناولت الرجفة السبعين لأنهم لم 


(1) زيادة من ز. ورقة 111. 
(2) انظر ما سلف. ج 1 صص: 106 - 107. 


49 


الأعراف: 156 - 157 تفسير كتاب الله العزيز 


يزايلوا القوم حين نصبوا العجل. وقد كرهوا أن يجامعوهم عليه. وذكر لنا أن أوللئك 
السبعين كانوا يلبسون الثياب الطاهرة ثم يبرزون صبيحة!" شاتية إلى البرية فيدعون 
الله فيهاء فوالله ما سأل القوم يومئذٍ شيئاً إلا أعطاه الله هذه الأمة. 

. رن #قهمس 8 6 ه اروم 

ذكر بعضهم في قول الله : ( وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ) [القصص: 46] 
قال: نودي بأمة محمد: أجبتكم قبل أن تدعوني. وأعطيتكم قبل أن تسألوني . 

قوله : ط وَاكْتْبٌ لَنا في هذه الدنيًا حَسَنَةَ وَفِي الآخرّة إِنا هُدْنا إِلَيِكَ 4. قال 
مجاهد: إنا تبنا إليك. « قَالَ عَذَّابِي أُصِيبٌ به من أَشَاءُ © يعني النار. 

قال: « وَرَحْمْتي 4 يعني الجنة « وَسِعَثْ كل شَيْءٍ » يعني أهلها. وهذا 
الحرف من خفي القران. 

قال بعضهم : لما نزلت هذه الآية تطاول لها إبليس والأبالسة وقالوا: إنا من ذلك 
الشيء» وطمع فيها أهل الكتابين والمنافقون, فقال الله : « فَسَأَكتَبُهَا # أي فساجعلها 
« للذينَ يتقون © قال بعضهم: يتقون الشرك. وقال بعضهم... © « ويؤتون 
الزْكوةه. قال بعضهم: الزكاة في هذا الموضع التوحيد؛ كقوله: ( وَوَيل لَلْمشْركِينَ 
الذينَ لا يؤتون الزكاة ) [فصلت: 6- 7] أي لا يوحَدون الله ولا يُقرّون به. « وَالذِينَ 
هم بثايتنا يؤمنون © أي يصدّقون. 

« الذينَ تبعُونٌ الرْسُولٌ النبي الام الذي يَجِدُونة مَكتوباً عِنَدَهُمْ في التورَاية 
والإنجيل » يعني أهل الكتاب. « يَأمُرُهُمْ بالمَعْرُوفٍ » أي ما يعرف العباد عدله 

00 اا 1 رو # دوو اع 

«وينهيهم عن المنكر » أي ما ينكر العباد عدله. ظ« ويجل لهم الطينت» أي 
الحلال منه والشحوم وكل ذي ظفر « وَيحَرُم لهم احَُائِتَ 4 أي الحرام ”ا 


(1) كذا في المخطوطات ق وع ود: «ثم يبرزون صبيحة شاتية» لعل صوابها في «الصبيحة الشاتية». 

(2) وردت هذه الجملة في ج و دء وسقطت من ق و ع. وورد هذا البياض في ج ود بدون ذكر لما 
قاله بعضهم . 

(3) مثل الخنزير والرباء كما ذكره بعض المفسرين القدامى. وحكم التحريم هذا يتناول كثيراً من - 


530 


الجزء الثاني الأعراف: 157 - 158 





« وَيضع عَنْهِم إِصَرَهُمْ 4 وهي تقرأ على وجهين: إصرهم وآصارهم. فمن قرأها 

إصرهم فيقول عهدهم. ومن قرأها اصارهم فيعني عهودهم فيما كان حرم عليهم 

ببغيهم ١‏ أي بكفرهم . « وَالأعْللَ التي كانت عَلَيْهُمْ 4 يعني ما كان شدد عليهم فيه ؛ 

فأمرهم الله أن يؤمنواأ بمحمد عليه السلام ويتبعوا ما حاء به. 

وقال بعضهم في قوله: ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتَ كل شَيْءٍ © فقال إبليس: أنا من 
ذلك لني اراد الله : 0 لين يتقونَ ديؤتوذ لكو َالِينَ 0 باينا 

التي الأ . ال أخر الآية. 

وقال: ظه لين امنا به وَعَزْرُوه # [أي عظموه]0© « وَنْصَرُوهِ » وهو كلام 

مدن واتعدا النورٌ الذي نل مَعَهُ » وهو القرآن. فأحلوا حلاله» وحرّموا غرامة. 

وعصاوا 0 وانتهوا عن 3 د م أي -- هذه 0 0 هم 

وجميع حجنوده. وجميع الكفار ( كما يس 5 أصححاب 0 [الممتحنة : 

.]3 

0 وه طق م ابر # د الم عم" ىدس - 
قوله: « قل ينأيهًا لناس إني رسُول الله يكم بجويعا 4 ذكروا عن الحَسَن 
قال: قال رسول لله يك : بعئت إلى كل أحمر وأسود©». وفي تفسير عمرو عن الحسن 

0 بعثت إلى الناس كافة, ولم يعط هذه المنزلة نبي قطى قال : إني رسُوَل الله 

9 2 الخبائث التي جدّت,ء أفعالاً كانت؛ أو مآاكل ومشارب» مما تجره ويلات المدينة الفاجرة 
في هذا العصر. 

(1) زيادة من زء ورقة: 111. 

(2) أخرجه أحمد في مسنده عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ : «بعثت إلى الناس كافة الأحمر والأسود. 
وأخرجه البخاري . وأخرجه مسلم في أول كتاب المساحد ومواضع الصلاة من حديث جابر بن 
عبد الله الأنصاري (521) وأوله: أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي ؛ كان كل نبي يبعث إلى 
قومه خاصة. وبعثت إلى كل أحمر وأسود. 





31 


الأعراف: 158 - 160 تفسير كتاب الله العزيز 





الذي أ لَهُ ملك السْموْتِ َالأْض, لا إِلنه إلا هُو يُحبِي وَيُمِيتٌ قنَامنوا بالله 
وَرَسوله الي الام الذي يؤْمنْ بالله ه وكلمنته » وهي تقرأ على وجهين : : ( وكلماته ) 
وكَلمَته ). وكان الحسن يقرأها: ( وَكلمّاته ) قال: كلمات الله وحيه الذي أنزل على 
محمد عليه السلام. ومن قرأها: ( وَكلِمَتِه ) فهو يعني عيسى روح الله وكلمته. وقال 
بعضهم : ( وكلمّاته ) أي : واياته . قال: « وَاتبعُوه لَعَلْكُمْ نهْتَدُونَ 4 أي لكي تهتدوا . 
ولعل من الله واجبة. 

قوله : « ومن قوم مُوسَئ َم 4 أي عصابة وجماعة . « يَهْدُونَ بالحَى » أي 
يهتدون بالحق 8 وبه يَعْدلُونَ ». هيت كمون : وقال بعضهم : يهدون بالحق أي : 
يدعون بالحق ؛ كقوله : ( وَجَعَلْنَاهُم أَئمَة يَهَدُونَ بأمْرنا ) [الأنبياء: 73] أي يدعون بأمر 
الله. وقد فسرناه في الأية الأولى. قال فرضي موسى كل الرضا. 

قوله : «وَقَطعْتهُم آنْنتَيْ عَشْرَة أَسْبَاطا أَمَمَا) يعني بني إسرائيل . ف وَأوْحَينا إلى 
مُوسَىْ إذ اسْتَسْقَِيهُ قَوْمَهُ أن آضْربٌ بُعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتَ منه ْنَا عَشْرَةَ عَيْنا © . 
قال بعضهم : كان موسى تفل ينه من الجيل. جبل الطورء حجراً؛ فإذا نزلوا ضربه 
نوسي فالفحرت 4 ائنتا عشرة عيئاًء لكل قبط عبن :عات نازها و( تداك كل 
ناس مُْرَبَهُمْ © وذلك في تيههم . 

قوله : « وَظَلْلنا عَلَيْهمْ العَمَام وَأْرَْنَا عَلَيْهِمْ المَنْ وَالسّلْوى . قال بعضهم: 
كان الم جزل علبيع من السعاء فى محاويم من طلر الفختر إلى اطلون الخمين» 
وكان أشد بياضا من الثلج وأحلى من العسل. والسلوى السمان. وهو هذا الطائر 
الذي يقال له السمّان. كانت تحشرها عليهم الجنوب. وقد فسرنا أمرهم في سورة 
البقرة؟». وقال الحسن : السلوى السمان . 

قوله: « كُلُوا مِنْ طَيْبتِ مَا رَزْفتَكُمْ» يعني المنّ والسلوى. وقال الحسن : 
هذا حين خرجوا من البحر. أعطاهم الله ذلك لأنهم خرجوا إلى أرض بيضاء ليس فيها 


)1( انظر ما سلف. ج 1 ص: 8 - 109. 


352 


الجزء الثاني الأعراف: 160 - 163 


262 ر بره 


نبات ولا بناء. وليس معهم طعام ولا شراب . قال: ف وما ظَلَمُونا وَلكنْ كانوا أَنفْسَهُمْ 
يَظلمُونَ ©. 

قوله : اذ قبل َي اسكنوا هذه القَرَيّة 4 قال بعضهم: بيت المقدس 
« وَكلوا منهًا حيث شت شِدُتَم وَقولُوا - حطة وَادْحَلُوا البَابَ سَجْداً تَغفْرُ لَكُمْ خطيئتكم سَنزِيدُ 
المحَسِنِينَ » قد فسّرناه في سورة 0 

قال : ف قَبَدّلَ الذينَ ظَلَمُوا م مِنْهُمْ قَولاً غَيْرَ الذي قِيلَ لَهُمْ فََرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رجزا 
من السماء بما كانوا يَظْلِمُونَ ©. وقل فسرنأه في سورة البقرة10 , 

قوله « واسألهم ء تمن القَرَيّة التي كانت حَاضرَّة البَحْر » ذكر بعضهم قال: ذكر 
لنا أنها كانت قرية على انهل البحر يقال لها أيلة9©». فكان إذا كان السبت أقبلت 
الحيتان فتنبطح على سواحلهم وأفنيتهم لما بلغها من أمن " الله في الماء. فإذا كان 
غير يوم السبت بعدت في الماء حتى يطلبها طالبهم. فخدعهم الشيطان فقال: إنما 
لهيتم عن أكله ولم تنهوا عن صيذه . فاصطادوها يوم البيت» ثم أكلوها بعد ذلك . 

وقال الكلبي : هي أيلة وهو مكان من البحر تجتمع فيه الحيتان في شهر من 
السنة كهيئة العيد. تأتيهم متها [حتى لايروا الماء وتأتيهم في غير ذلك الشهر كل يوم 
سبت]) كما تأتيهم في ذلك الشهر. قال: وذلك بلاء من الله ليعلم من يطيعه 
يعصيه. وذلك في زمان داود عليه السلام . 

وقال الكلبي : فإذا جاء السبت لم يمسوا منها شيئاً. فعمد رجال من سفهاء تلك 


(1) انظر ما سلف. ج 1. ص : 109 - 111. 

(2) هي مدينة مشهورة على ساحل بحر القلزم (البحر الأحمر). لا تزال موجودة إلى يومنا هذا قيل : 
(هي آخر الحجاز وأول الشام» . إقرأ وصف موقعها وشيعاً من تاريخها في معجم البلدان 
للحموي. ج خخ 1 ص 292. 

(3) كذا ١‏ فى المخطوطات الأربع . وفي تفسير الطبري ج 13 ص 0 من أمر الله وهو الصحيح . 
والقول لقتادة . 

(4) زيادة من زء ورقة 2111 وقد سقطت من المخطوطات الأربع . وسياق الكلام يقتضيها . 


53 


الأعراف: 163 تفسير كتاب الله العزيز 





المدينة فأخذوا الحيتان ليلة السبت ويوم السبتء فأكثروا منهاء وملّحوا وباعوا؛ ولم 
تنزل بهم عقوبة فاستبشروا وقالوا: إنا نرى السبت قد حل وذهبت حرمته؛ إنما كان 
يعاقب به أباؤنا في زمن موسى» ثم استنٌ الأبناء سنة الآباء» وكانوا يخافون العقوبة» 
ولو كانوا فعلوا لم يضرهم شيء. فعملوا بذلك سنين. حتى أثروا منه. وتزوجوا 
النساء.ء واتخذوا الأموال. 

فمشى إليهم طوائف من صالحيهم فقالوا: يا قوم. إنكم قد انتهكتم حرمة 
سبتكم. وعصيتم ربكمء وخالفتم سننة نبيكم, فانتهوا عن هذا العمل الرديء قبل أن 
ينزل بكم العذاب, فإنا قد علمنا أن الله منزل بكم عذابه عاجلا ونقمته. قالوا: فلم 
تعظوننا إذ علمتم أن الله مهلكناء والله لقد عملنا هذا العمل منذ سنين» فما زادنا الله 
به إلا خيراً؛ وإن أطعتمونا لتفعلن مثل الذي فعلنا؛ فإنما حرم هذا على من قبلناء 
وهم الذين نهوا عنه. قالوا: ويلكم لا تغتروا ولا تأمنوا بأس الله. فإنه كآن قد نزل 
بكم . قالوا: ف (ِلِمَ تعظونّ قوماً اللَّهُ مُهلِكُهُمْ أو مُعَذَبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً) . قالوا: معذرة 
إلى ربكم ؛ إما أن تنتهوا فيكون لنا أجر. أو تهلكوا فننجو من معصيتكم . فأنزل الله : 
( فَلَمًا نَسوا مَا دكرُوا به أَنْجَينا الذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُوء وَأَحَذْنَا الذينَ ظَلَمُوا بعَذَابٍ 
بيس »ء أي شديد» ما كَانُوا يَفْسُقونَ ). فأصبح الذين استحلوا السبت قردة مقن : 

وقال بعضهم: إنهم صاروا ثلاث فرق: فرقة اجترأت على المعصية. وفرقة 
ع وفرقة كفت فلم تصنع ما صنعوا ولم تنههم ؛ فقالوا للذين نهوا : لم تعظون قوماً 
الله مهلكهم أو معذبهم عذاباً شديداء قالوا معذرة إلى ربكم. ولعلهم يتقون. 

قوله : « إِذ يَعْدُونَ ني السّبْت » أي يعتدون في السبتء. وهو من الاعتداء « إِذ 
أيهم حِيتانهُمْ يَوْم سَبْتهمْ شُرّعاً 4 قال الحسن: إن الله حرم عليهم أخذ الحيتان يوم 
السبت بخطيئة كانت منهم. وأحل لهم الأيام كلها إلا يوم السبت. فإذا كان يوم 
السبت أنتهم على أبوابهم فتبطح وتشرع©. 9وَيومَ لآ يَْبتونَ 4 أي في غير يوم 


(1) أي تظهر على الماء. قيل رافعة رؤوسهاء وقيل خافضة لها للشرب, انظر اللسان (شرع). 


54 


الجزء الثاني الأعراف: 163 - 166 





السبت «الآ تأتِيهمْ 4. قال الله: « كَذَلِكَ نبْلوَهُمْ #4 أي نبتليهم « بمَا كانوا 
يَفْسّقُونَ 4. أي بما تعدوا وأخذوا في السبت. 

« وَإِدْ قالت أُمهُ مُنْهُمْ لم تَعظُوْنَ قوماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أو مُعَذَبُهُمَ عَذَاباً شَديداً 
قَانُوا مَعْذرَة إِلَى ربكم وَلَعَلْهُمْ يتَقُونَ 4. 

قوله : « فَلَمَا نَسُوا مَا ذُكُرُوا به * أي ما وعظوا به. أي ما نهاهم عنه المؤمنون 
الذين نهوهم عما يصنعون, أي ذكروهم الله « أَنْجَيْنا الذِينَ يَنْهَوْنَ عن السَوْءِ 4. قال 
الحسن: نجت فرقتان وهلكت فرقة. وهم الذين أخذوا الحيتان. « وَأَحَذْنَا الذِينَ 
ظَلّمُوا بِعَذَاب بيس 4 قال مجاهد: بعذاب أليم شديد ط بمَا كانوا يَفُسّقَونَ 4. 

قوله : « فَلْمًا عَبَوَا عَمَا نهُوا عَنْهُ قُلْنا لّهُمْ كونوا قَرَدَةَ حَاسِئِينَ 4 قال مجاهد: إلا 
طائفة منهم لم يفعلوا. 

قال الحسن: ( حَاسِئِينَ ): صاغرين. قال: وهي كقوله: ( أخْسَأُوا فِيهًا) أي 
اصغروا فيهاء أي في النار ( وَل تُكَلْمُونِ ) [المؤمنون: 108]. قال بعضهم: فصاروا 
كرد تعاؤئ لها أذنافيه بهد أن كانوا رجالا ونساه: 

ذكروا أنه دخل على ابن عباس» وبين يديه المصحف. وهو يبكي., وقد أتى 
على هذه الآية: ( فَلَما نَسُوا مَا ذُكُرُوا به أَنْجَينَا الذينَ يَنْهوْنَ عن السوء وَأَحَذْنَا الذِينَ 
ظَلّمُوا بِعَذَّاب بيس بمًا كانوا يَفْسُقُونَ ) فقال: قد علمت أن الله أهلك الذين أخذوا 
الحيتان» رد الذين نْهَوْهُمء ولا أدري ما صنع بالذين لم ينهوا ولم يواقعوا 
المعصية© , 


وقال الحسن : وأي نهى اسك من أنهم أثبتوا لهم الوعيد. وخوفوهم العذاب 


(1) كذا في المخطوطات الأربع . وفي زء ورقة 112: «أي مبعدين». وقال أبو عبيدة في مجاز القران 
ج 1 ص 231: «أي قاصين مبعدين. يقال خسأته عني وخسأ هو عني». 

(2) إقرأ هذا الخبر الذي رواه عكرمة عن ابن عباس بتفصيل أكثر في تفسير الطبري؛ ج 13» ص 
8 - 190. وفي الدر المنثورء ج 3. ص 137 - 138. 


55 


الأعراف: 167 - 168 تفسير كتاب الله العزيز 


فقالوا: ( لم تَعِظُوْنَ كَوماً الله مهْلِكُهُمْ أو مُعَذَّيْهُمْ عَذَابَاً شَديداً ). 
قوله: « وَإِذْ تَأَدْنَ رَبْكَ » قال مجاهد: وإذ قال ربك. وقال الحسن: أعلم 


ربك" « ليِعَئنْ عَليهِم إلى يوم القِيَمَةِ مَن يُسومُهم سُوءَ العذاب » أي يذيقهم© 
سوء العذاب. أي شلته. 


وقال بعضهم : بعث الله عليهم هذا الحي من العرب فهم منهم في عذاب إلى 
يوم القيامة يعني بالجزية والذل. يعني أهل الكتاب 07 

إن رَبَّ لسَرِيعُ العقَابٍ 4 قال الحسن : إذا أراد الله أن يعذْب قوماً كان عذابه 
إياهم أسرع من الطرف . « وَإِنَهُ لور رَحِيم م 4 أي لمن تاب وامن وحمل الها . 


قوله : لوَفَطعْتَهُمْ في الأزض > [أي فرّقناهم]”) ١‏ أمَما » مختلفين. قال 
الحسن: بني إسرائيل. وقال مجاهد: يعني اليهود. « منهم الصلحون» يعني 
المؤمنين « وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلكُ » يعني المنافقين. ومنهم مشركون©. وَبَلَوْتَهُمْ» 
أي ابتليناهم, أي اختبرناهم بحسنت والسَّيّكَات » أي بالشدة والرخاء. « لَعَلْهُم 
يَرَجِعُونَ » أي لكي يرجعوا إلى الإيمان. 


(1) في المخطوطات الأربع : «شعر». وصوابها: أشعر. وأثبت ما جاء في زء ورقة 112: «اعلم». 
ومعناهما واحد. 

(2) كذا في المخطوطات. «يذيقهم» . وفي زورقة 112: «يولونهم» . 

(3) ذلك 57 كان المسلمون مؤمئين حقا. . ويوم كان الإسلام في عز ومنعة من أهله. أما اليوم فقد 
تغيرت الأوضاع. وأصبح بعض العرب في ذل من اليهود يُسامون سوءً الهوان. ويُخرجون من 
ديارهم بغير حق. وسيبقون كذلك إلى أن يعودوا إلى دينهم الحق. وينبذوا ما بينهم من عداوة 
وبغضاء ويجتمعون كلهم حول كلمة لا إلله إلا الله محمد رسول الله ٠‏ ( إن الله لا يُغيْرٌمَا قوم 
حتى يُغيْرُوا ما بأنفْسِهِمْ ) [الرعد: 11]. 

(4) زيادة من زء ورقة 112. 

(5) كذا في ق: «يعني المنافقين ومنهم مشركون». وفي ع: «يعني المنافقين وهم المشركون», وفي 
اج ود هب يعني المنافقين وهم مشركون». وفي زء ورقة 112: ويعني كفارا» . وهذا نموذج من 
الخلط أو الزيادة التي تأتي من قبل النساخ غالياً عن قصد أو غير قصد. 


36 


الجزء الثاني الأعراف: 169 - 171 


قال: ط فَحَلّفَ من بَعْدِهِمْ © أي من بعد الماضين ظ خَلْفٌ » والخلف هو 
الخلف السوء. والخلف الصالم21. قال بعضهم : الخلف: اليهود. وقال مجاهد: 
النصارى بعد اليهودء وقال بعضهم: الخلف من كلء وهو الخلف السوء من جميع 
الخلق . 

قال: « وَرنُوا الكتاب يَأذُونَ عَرَض هَذَا الاذنئ ويَقُولُونَ يعفر نا ون يأتهم 
مثْلّهُ يَأَخَذُوهُ . [قال مجاهد: يعني ما أشرف لهم في اليوم من حلال أو حرام أخذوه 
ويتمنون المغفرةء وإن يجدوا الغد غيره يأخذوه]©. وقال الحسن: لو عرضت لهم 
الدنيا ومثلها معها لاصطلموها© ولتمنوا المغفرة بعد ذلك. 

قوله: أَلْمْ يُوْحَذْ عَلَيْهم مُينَقُ الكتاب آلا يَقُولُوا عَلَى الله إلا الح وَمَرَسُوا ما 
فيه © أي وقرأوا ما فيه أي ما في هذا الكتاب بخلاف ما يقولون وما يعملون. 
ه والدّارٌ الآخرّةٌ © يعني الجنة ظ خَيْرٌ للّذِينَ يتَقُونَ 4 والتقوى اسم جامع لخصال 
الإيمان. < أفا تَعْقَلُونَ 4 يقول: أفلا تعقلون ماتدرسون؛ ينبههم لكي ينتبهوا . 

قوله: ط وَالذِينَ يُمَسّكُون بالكتتب وَأَقَامُوا الصَّلُوةَ إنا لآ نضِيعُ أجرَ 
المصَلحينَ » قال الحسن: هؤلاء أهل الإيمان منهم. وقال مجاهد: من امن من 
اليهود والنصارى . 

قوله: « وَإِدْ نَتَقَنَا الجَبَلَ فَوقَهُمْ 6د ظلة وطن اله وَاقَعٌ بهم دوا مَاءَانِينَكُمْ 
بِقَوَةِ 4 أي بجدّ. « وَاذْكُرُوا مَا فيه لََلَكُمْ تَنَقُونَ 4. أي واحفظوا ما فيه أي: من 
الأمر والنهي فاعملوا به. 


(1) انظر الخطابي. غريب الحديث. ج 1 ص: 54. 

(2) زيادة من زء ورقة 2112 ومن تفسير مجاهد.ء ص 249. 

(3) وردت هذه الكلمة في ق وع بلفظ: «لاصطلحوهاء؛ وفي ج ود: «لاصطلموها» ولست مطمئناً 
للكلمتين معا اللهم إلا أن تكون الكلمة الثانية: لاصطلموها هي الصحيحة, بمعنى لقضوا 
عليها عن آخرهاء لأن معنى اصطلم. قطعه واستأصله. ويبدو أن في الكلمة تصحيفاً لم أهتد 
إليهء ولم أجد من روى هذا الخبر عن الحسن فيما بين يدي من المصادر. 


57 


الأعراف: 172 - 175 تفسير كتاب الله العزيز 





قال بعضهم : اقتلع الجبل من أصله. فأشرف به عليهم فقال: لتأخذنٌ أمري أو 
لأرمينكم يه( , 

قوله: «وإذ لخد ولت يون الت انه وذ فووه: دلق رأخولف عل 
نفُسهم أَلَسْت بِرَبْكُمْ الوا شَهِدْنَاع . 

ذكروا عن عطاء بن السايب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أهبط الله 
أدم بالهند بأرض يقال لها بجنا : ضح على الهره تأخرح ينه كل لسمة قو خبالتها 
إلى يوم القيامة. ثم قال: (الْسْتُ بربكم قَالُوا 9 شهذّنا) . . ثم أعادهم في صلب 
أدم . 

وقال الكلبي : مسح ظهر ادم فأخرج منه كل خلق هو خالقه إلى يوم القيامة ثم 
قال: ألست بربكم 7 بلىء فقال للملائكة اشهدوا فقالوا شهدنا. 

قوله : أن تقولُوا © أي لثلا تقولوا : « يَوْمَ القيلمَة إِنَا كنا عَنْ هَنذًا غَْفْلِينَ © . 
قال: 8 أو تقولوا إِنمَا أَشْرَكَ اونا مِنْ قبل وَكنا دري من بَعْدِِمْ 4 [وجدناهم على 
ملة فاتبعناهم] © « أَقْتهْلِكنَا بمَا فَعَلّ المُبِطْلونَ ». 

قال الله: « وَكَذَّلِكُ نَفَصَلُ الآيت» أي هكذا نبين الآيات « وَلَعَلَّهُم 
يُرَجعون » أي إلى الإيمان. 

قوله : « وَائل عَلَيْهُمْ نبا الذي انيه ءايبنا فانسَلْخَْ منها 4 أي كفر « فَأَتَبَعَهُ 
الشيْظنُ فَكَانَ منّ الغاوينَ #4 أي الضالين. 


ذكروا عن مجاهد قال: هو بلعام بن بعران©). وقال بعضهم هو بلعم اتاه الله 

(1) انظر ما سلف. ج 1 ص 106 و 112. 

(2) كذا وردت هذه الكلمة «بجنا» في ق وع. وفي د وج «لحاء» هكذا بدون نقط. والظر تحقيقا 
مفصلاً لهذا العلم في فبر الطرى ج13 ص 225 - 226 حيث يرجح المحقق أنها دجناء 
وهي تعريب ل: «دهنج» التي في فىى أرض الهند. والله أعلم . 

(8 زنافة من رورقة 113 

(4) كذا فى المخطوطات الأريع . وفي تفسير الطبري ج 13 ص 253. بلعم , بن أبرء وبلعم بن باعر. 
وفي تفسير مجاهد ص 250: بلعام بن باعر. 


56 


الجزء الثاني الأعراف: 176 





علماً فتركه وكفر. وبعضهم يقول: هو أمية بن أبي الصلت. ذكروا أن رسول الله كَل 
قال في أمية بن أبي الصلت: امن شعره وكفر قلبه('©. 

قوله : < وَلَوْ شنا لرَفعْنَهُ بهَا 4 أي بآياتنا « وَلكنْهُ لد إَِى الأزض » أي 
اختار الدنيا©©, وقال مجاهد: سكن. أي آطْمَانَ إلى الدنيا. وقد قال في آية أخرى : 
( إن اين لآ يَرَجَونَ لقاءَنا م بالحيواة الدنيًا وَاظْمَانُوا بها ) [يونس : 7] قال: 
١‏ وَاتبَعَ هُوَيهُ » قال بعضهم: أبى أن يفتحت لبد فضرب الله مثلا فقال: 


فَمَئلهُ كَمَتّل الكَلْب إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْه يَلْهَتْ أو تترْكهُ يَلْهَثْ 4 قال: فمثله في 
العلم الذي آتاه الله فتركه كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث. رفك 
كل حال يلهثه أي فلم ينتفع بالعلم: الذي عدم . 

وقال مجاهد: إن تحمل عليه أي: أن تطرده بدابتك أو برجلك؛» وهو مثل 
الكافر بالكتاب. وقال بعضهم: فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه 
يلهث, وأذل ما يكون الكلب إذا لهث. يقول: فكذلك مثل هذا الذي يعلم ولا يعمل 
بما يعلم هو كالكلب الذليل. 

ذكروا أن رسول الله كلِِ قال: أشد الناس عذاباً يوم القيامة عالم لم ينفعه الله 
نعانيه 1[ . 


(1) أورد هذا الخبر بعض المفسرين في سبب نزول الآية مثل الطبري والقرطبي» ورواه مسلم في 
كتاس الشعر عن الشريد بن سويد الثقفي (رقم 2255) وفي بعض ألفاظه : «فلقد كاد يسلم في 
شعره»» ورواه ابن الأنباري وابن عساكر في تاريخيهما عن ابن عباس. وانظر الشعر والشعراء 
لابن قتيبة ج 1 ص 459. 

(2) كذا فى المخطوطات الأربع» وفي ز ورقة 112: «ركن إلى الدنيا. 

(3) في ع بياض قرر كلمة» وفي ق بداية (كذا) وسقطت الجملة من د. والتصحيح من القرطبي في 
تفسيره ج 7 ص 323. 

(4) أخرجه البيهقي من حديث ابن عباس جاء فيه: «إن أشد الناس عذابا يوم القيامة من قتل نبي أو 
قتله نبي , أو قتز أحد والديهء وعالم لم ينتفع بعلمه. انظر الدر المنثور ج 14 ص 174. 


59 


الأعراف: 176 - 180 تفسير كتاب الله العزيز 


وقال الكلبي : ( إِنْ تحمل عَلَيْه يُلهثْ أو تتركة يَلْهَتْ ) يقول: هو ضال على كل 
حال» ا 
الي د امياسايه ا ارم و 0م 
0 ِ اس 
ثم قال: « ساءَ مُثلا » أي: بئس المثل مثل: « القوم الذينَ كذبوا بثايتنا 
نَفسَهُمْ كانوا يَظَلمُونَ ». ظ 
قوله : ا و و ا ل 
خسروا أنفسهم فصاروا في النار وخسروا الجنة . 


قوله : :9 وقد دنا لِجَهنم كثيرا * من اجن والإنس, » ذرأناء أى لقنا لجهنم 
في تفسير الحسن وغيره «لَهُمْ قُلُوبَ لآ يفقهُونَ بهَا» الهدى «مَلَهُمْ عن لأ 
ببصرود بها 4 الهدى <١‏ لهم ءَاذَانٌ لا يُسمَعُون بها 1 الهدى < ويك كالأنعم بل 
هُمُ أَصْلُ > من الأنعام فيما تُعُبّدوا به « أُولَِئِكَ هُمْ العَفْلُونَ»م عن الآخرة. 
قوله : ووَلله الأسْمَاءُ الحشتى فَآذْعُوْه بهَا . ذكر بعضهم قال: قال رسول الله كل : 
إن لله تسعة وتسعين عنما مائة غير واحد. من أحصاها دخل الجنة0©. قال الحسن : 
منها الله ومنها الرَحْمَن قال: « وَذْوُوا الذينَ يُلْحِدُونَ في أسْمَائه 4 أي الذين يكذبون 
في أسمائه . ظ 
قال الكلبي: من أسمائه الله والرحمن والرحيم والعزيز وأشباه هذا؛ قال: 
( فَادْعُوه بها وَدْرُوا الذينَ يُلْحِدُونَ في أَسْمَائهِ )» أي يميلون في أسمائه. فسموا مكان 
الله اللات. ومكان العزيز العرّىء يعبدون اللات والعرّى. كل ذلك نهى الله عنه. 
نهاهم أن يسموا الهتهم بشيء من أسمائه . 
دك ملز على صحته. أخرجه البخاري في كتاب الدعوات. باب : لله مائة اسم غير واحد. 
وأخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفارء وأخرجه الترمذي كذلك. كلهم 
يرويه عن أبي هريرة . ْ 


الجزء الثاني الأعراف: 180 - 185 


قال: « سَيُجْروْنَ ما كانوا يَعْمَلُونَ 4. وذروا في هذا الموضع منسوخ نسخه 
القتال" . 

قوله: « وَممُنْ حَلَقَنَا أمّةَ 4 أي عصابة, أي جماعة « يَهُدُون بِالحَنّ 4: أي 
يهتدون بالحق « وَبه يَعْدُِونَ 4 أي بالحق يعدلون. أي يحكمون. قال الكلبي : 
يعني الذين أسلموا مع النبي كك من أهل الكتاب . 

يد ير وواني اننيد قال : 00 وقد أععلى 
د ( لأعرافة 8 


6 ده 


( حتى إِذَا يا ل ا ب قا شرن لاس : 44]. 2 
( وَيَمْكُرُونَ ويَمْكُرٌ الله وَاللهُ خَيْرٌ المَاكرينَ) [الأنفال: 30]. وقد فسّرناه في غير هذا 
الموضع في هذه السورة وفي سورهة : الأنعام ' 0 
قوله: « وَأَْلِي لَهُمُ 4 أي [وأطيل لهم] « إن كيدي مَتِينّ 4 أي عذابي 
قوله : د أَوَلَمْ يتفَكْرُوا ما بصَاحِبهِم مّنْ جنةٍ 4 وهذا جواب من الله للمشركين 
لغرلهم للتى عليه السام لمجو . يقول: لو تفكووا لعلهوا آله لين تمحتوت ف إن 
هُوَ إلا نَذيرٌ » ينذر عذاب الله 8« مبِينٌ © يبين عن الله . 


دمى روثممو ا م #2 ل عه 45 
قوله : دِأوَلمْ يُنظرُوا في مَلْكُوت السّموت والازض » أي ما أراهم الله من اياته 


(1) انظر في تفسير الطبري؛ ج 13 ص 285: كيف يرد الطبري رداً محكماً على من قال بالنسخ 
هنا. 

(2) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ج 13 ص 286 عن قتادة مرسلا. وكذلك أورده يحيى بن 
سلام عن قتادة قري حسيما أورده ابن أبي زمنين في مخطوطة زء. ورقة 113. 

(3) انظر ما مضى من هذا التفسير ج 525 526. 

(4) زيادة من زء ورقة: 113. 


61 


الأعراف: 185 - 187 تفسير كتاب الله العزيز 





فيهما «وَمًا خَلَّقَ اللَهُ مِنْ شَيْءٍ © مما يرونه. فيتفكروا فيعلموا أن الذي خلق 
السماوات والأرض قادر على أن يحيي الموتى. قال: « وَأَنْ عَسَىْ أن يُكُونَ قد 
اقَْرَبَ أَجَلْهُمْ 4 فيبادروا للتوبة قبل الموت. « فَبأَيّ حَدِيثِ يَعْدَهُ 4 أي بعد القرآن 
« يُؤْمنونَ » أي يصدقون. [ 

قوله: ط من يُضَلل اللَّهُ فلا هَادِيَ لَه وَنذَرْهُمْ في طَعْينِهِمْ يَعْمَهُونَ 4. قال 
الحسن : في ضلالتهم يتمادون. وقال غيره: في ضلالتهم يلعبون. 

قوله : « يَسْأَلُونَكَ عَن السّاعَة أَيّانَ مُرْسَياهَا © أي متى قيامها في قول الكلبي . 
وقال الحسن: متى تعدينها: 

قال: « قل إنمَا عِلْمُهَا عند ري 4 أي إنما علم مجيثها عند ربي « لآ يُجَْيهَ 
وها 4 أي [لا يظهرها في وقتها]" الذي وقت « إل هو 4 قال مجاهد: لا يأتي بها 
إل هو. 

قال: 8 نَقْلَتْ في السَمَاوَاتٍ وَالأزْض 4 ذكروا عن عبد الله بن القاسم بن 
يسار مولى أبي بكر الصديق. رضي الله عنه قال: إن الوحى إذا نزل سمع أهل 
السماوات. قال بعضهم مثل جر السلاسل على الصخور قال: فيفزعون ويخافون أن 
تكون الساعة. فإذا انجلى الخوف عن قلوبهم قال أهل كل سماء لأهل السماء الذين 
فوقهم: ماذا قال ربكم؟ فيقولون الحق. يعنون الوحي . وهو العلي الكبير. فلا يزال 
وللكامن ب شعاء بي سماء حتى ينتهي إلى السماء الدنيا. رعو قزل الى صورة امبر 
[الاية : 3] ( حَتى إذا فرُع عَنْ قُلُوبِهِمْ ) أي انجلى عن قلوبهم ( قَالُوا مَاذًا قال ربكم 
قَالوَا اسن وَهُوَ و الععلىي الكبيرٌ ) وقد قال في اية أخرى: ( وَالذينَ َامَنوا م مُشْفقو نَ منهًا 
وَيَعْلَمُونَ أَنْهَا الحَقُ ) [الشورى: 18]. 


(1) زيادة من زء ورقة: 113. 
(2) هو عبد الله بن القاسم بن يسار المدني» وردت الرواية عنه في حروف القرآن. ذكره ابن 
الجزري في غاية النهاية في طبقات القراء. ج 1 ص 441. 


62 


الجزء الثاني الأعراف: 187 





وقال الحسن : ثقلت على أهل السماوات حتى تشققت لها السماوات» وانتثرت 


بحارها . 
قوله : لآ تانيكم إل بَغْنَةَ 4 أي فجأة . ذكر بعضهم قال : قضى الله لا تأتيكم 
إلا بغتة . 


ذكروا أن رسول الله يِكِ قال: تقوم الساعة والرجلان قد نشرا ثوبهما يتبايعانه. 
فما يطويانه حتى تقوم الساعة. وتقوم الساعة والرجل يخفض ميزانه ويرفعه. وتقوم 
الساعة والرجل يليط) حوضه ليسقي ماشيته فما يسقيها حتى تقوم الساعة. وتقوم 
الساعة والرجل قد رفع أكلته إلى فيهء فما تصل إلى فيه حتى تقوم الساعة" . 

قوله: « يَسْأَنُونَكَ كنك حَفيّ عَنْهَا 4. فيها تقديم. يسألونك عنهاء يعني 
الساعة متى قيامهاء كأنك حفي بهم. وقال الكلبي : كأنك بينك وبينهم صداقة. وهو 
واحد. 

وذكر بعضهم عن مجاهد أنه قال: كأنك استحفيت عنها السؤال حتى علمتها. 
ومن قال بهذا فليس فيها على هذا التفسير تقديم. قال الحسن: يعني قريشا؛ يقول: 
تعلمّهم ما لا تعلّم غيرهم, أي : لقرابتهم منك. قال الكليي : كأنك عالم بها؛ وهي 
عنده مقدمة , 


وقال بعضهم : قالت قريش: يا محمدء أَسرٌ إلينا أمر الساعة لما بيئنا وبينك من 


(1) لاط حوضه يليطه ويلوطه. أي طينه وأصلحه لسقي ماشيته؛ انظر اللسان: (لوط). 

(2) أخرجه البخاري في كتاب الرقاق» باب طلوع الشمس من مغربهاء من حديث أبي هريرة وأوله : 
لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها. وفيه. . . ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان 
ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانهء ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلين لقحته فلا 
يطعمه, ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه» ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه 
فلا يطعمها. وأخرجه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة» باب قرب الساعة (2954) عن أبي 
هريرة وفي ألفاظه : «والرجل يلط في حوضه فما يصدر حتى تقوم». 


603 


الأعراف: 187 - 189 تفسير كتاب الله العزيز 





قرابة . فقال الله : ( يَسْأَلُونَكَ كَأَنَكَ حَفِيٌ عَنْهَا )» أي كأنك حفي يهم . قال: وهي في 
هذا التفسير مقدمة؛ ( يَسْأَلُونَكَ عَنَهَا كأَنكَ حَفِي بهم )2. 

قال: ١‏ فل إِنمَا عِلْمُهَا عند الل كن أكثر الس لا يَعْلَمُونَ ©». ذكروا أن 
رسول الله يَكلِبهٍ قال: حمس 3 يلمي إلا الله: ( إن لله عِنْدَهُ علْم السَاعَة ويُتَول 
الث ربعلم 6 في الأنْحَام وما تذري نفس مَاذًا تَكُسِبُ غدا وما تذري نفس بأي 
أَرْضٍ تَمُوتَ إن اللَّهَ عَلِيم خبيرٌ ) . [لقمان: 0]34. 

قوله: « قَلَ لآ أَمْلِكُ لنَفْسي نَفْعا وَل ضَرًا إل ما شَاءَ اللّهُ 4 أي إنما ذلك بما 
شاء الله « وَلَوْ كنت أَعْلّمُ الَيْبَ لآسْتَكُثْرتُ مِنَ الحَيْر 4 أي : لو اطلعني الله على أكثر 
مما أطلعني عليه من الغيب لكان أكثر لخيري عنده)؛ ولم يطلعني الله على علم 
الساعة متى قيامها. 

قوله : #8 ومَا مس مسق الضرة © هذا جواب لقول المشركين إنه مجنون؛ فقال الله 
له: قل : ( وْمَا مُسنِي اموق أ الجنون. كقولهم لنوح عليه السلام: إن نقول إلا 
اعتراك بعض الهتنا بعر اعرد 54 أي بجنون . ه إن أنَا إلا نديد ا اهن 
العذاب 8 وَبَشِير »© بالجنة د لقو يؤمنونَ 4 وهذا تبع للكلام الأول: ( أو لم 
تفَكُرُوا ما بصَاجبهم مّنْ جنةٍ إن هو ِل نَِيرٌ مين ). 

| قوله: « هُوَ الذي خلقكم من نفس وجِدَة» أي: آدم « وَجَعْلَ مِنْهَا رَوْجَهَا 4 
يعني حواء من ضلعه القصيري اليسرى وهو نائم « لِيَسْكنَ إِلَيْهَا ©. 
(1) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القران» ص 175 : «( حَفي عَنْهَا ) أي : معني بطلب علمهاء ومنه 


يقال : تحفى فلان بالقوم» . 

,2( أخرجه أحمد عن بريدة مرفوعاً بهذا اللفظ : وأخرجه البخاري في كتاب الاستسقاء. باب: لا 
يدري متى يجيء المطر إلا الله. وقال أبو هريرة عن النبي يَ: خمس لا يعلمهن إلا الله. وفي 
الباب عن ابن عمر قال: قال رسول الله يكن : مفاتح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله . 

(3) هذا وجه من وجوه التأويل ؛ وقال الفراء في تفسير الآية في معاني القران ج 1 ص 400: 0 

00 أعلم الغيب لأعددت للسنة المجدبة من السنة المخصبة., ولعرفت الغلاء فاستعددت له 

في الرخص. هذا قول محمد كل». وانظر تفسير الطبري ج 13 ص 302. 





64 


الجزء الثاني الأعراف: 189 - 190 


قال: « فَلَمًا نَعْشْيِهَا حَمَلَتَ حَمْلا حفيفاً فَمَرْثْ به 4 أي [استمر بها الحمل 
فأتمته]0©. « فَلَما أَنْقَلَتَ » قال بعضهم : :اسعان عملياء أي فاشتهر بها الحمل . 
ل دَعَوا الله رَبْهُمَا # أي : آدم وحواء « لَيْنَّ عَانَيَنَا صَالِحاً 4 أي غلامً”© لنكونن 

مِنّ الشكرينَ» أي لأنعمك . 

قال الله : « فَلَمًا ءَاتَيْهُمَا أي أعطاهما «صللحاً» أي غلاماً « جَعَلا لَه 
شركاً فيمًا عَانَبْهُمَا» . قال لهما إبليس: سمّياه عبد الحارث» فسمُّيّا عبد الحارث؛ 
فكان شركا فى طاعة إبليس في تسميتهما إياه عبد الحارث . وم يكن اقركا في عبافة».. 
في تفسير بعضهم. انقضت قصة آدم وحواء من هذا الموضع 

قال: طِفتَعْلَىَ اللَّهُ 4 أي ارتفع الله وعلاء من قبل سروم 4 

وقال الكلبي : ( حَمَلَتْ حَمْلا خفيفا ). يعني حواء . ( فَمَرْتَ به ) أي قأمت به 
وقعدت . ثم أتاها الشيطان في غير صورته فقال: يا حواء. ما هذا في بطنك؟ فقالت : 
لا أدري. قال: لعله بهيمة من هذه البهائم . قالت: لا أدري. فأعرض عنها. حتى إذا 
أثقلت أتاهاء فقال لها: كيف تجدين نفسك يا حواء؟ قالت: إني أخاف أن يكون في 
بطني الذي خوفتني ؛ ما أستطيع القيام إذا قعدت . فقال: أفرأيت إن دعوت الله فجعله 
إنساناً مثلك. أو مثل آدم. أتسمينه بي؟ قالت نعم؛ فانصرف عنها. فقالت لآدم: إن 
الذي في بطني بهيمة من هذه البهائم. وإني لأجد له ثقلا. ولقد خفت أن يكون كما 
قال [فلم يكن لآدم ولا لحواء هم غيره]© حتى وضعت. فذلك قوله : ( َعَوَا الله 
رَبْهُمَا ين َاتيَْنَا صَالِحأَء أي إنسانء لَدَكُوننَ مِنَّ الشاكرينَ ). 

كان هذا دعاءهما قبل أن تلد. فلما ولدت أتاها إبليس فقال: ألا تسمّينه بى كما 
وعدتني . قالت: وما أَسْمُك؟ قال: أسمي عبد الحارث. فسمته ع جارف 
(1) زيادة من مجاز القرآن لأبي عبيدة» ج 1 ص 236. 
(2) قال ابن سلام في كتاب التصاريف ص 280: في تفسير معنى الصلاح: «لئن أعطيتنا ولدأ سَوِي 

الخلق في صورة البشر. 
(3) زيادة من زء. ورقة 114. لا بد من إثباتها حتى يستقيم المعنى . 
65 


الأعراف: 191 - 195 تفسير كتاب الله العزيز 





فمات. يقول الله : ( كلما أتيَاهُمًا صَالحاً جَعَلا لَّهُ شركاً فيمًا داتيهما ). ثم انقضت 
قصة آدم وحواء ها هنا. ثم قال الله : ( فَتَعَالَى اللَهُ عَمَا يُشْرِكُونَ ) يعني المشركين من 
بني آدم . 

قوله : و التركرن ااي : أيشركون بالله. على الالنتعهام ,أ قد فعلرا م 
لا يخ شَيْئَاً 4 يعني الاوثان . ١‏ وَهُمْ يُحْلَّقَونَ 4 كقوله: ( أَنَعْبُدُونَ مَا تَنْحَتُونَ وَاللَهُ 
خَلَقَكُمْ وما تَعْمَلُونَ »4 [الصافات: 95 - 96] أي بأيديكم. يعني أصنامهم. قال: 
ورلا يَسْتَطيعُونَ لَهُمْ نضرأ » أي ولا تستطيع الأوثان أن تنصر من عبدها. « وَل 
أنْفسَهُمْ ينصَرونَ 4 أي اود تقر الاأوتاك أنفسها. قال في اية أخرى : ( وَإِنْ يسَلَبهُم 
الذَيَاتٌ شَيْعا ل يُستنقذوه منهُ ضَعْفَ الطالبُ ) أي الوثن ( وَالْمَظْلُوبٌ ) أي الذباب 
[الحج: 73]. 

قال: « وَإِنْ تدهم إلى الهُدى » ب يعني المشركين «لا يتبَعُوكُمْ 4 أخبر 
بعلمه فيهم ٠‏ و سَوَاء عَليكم دعومو أم كت صَْمِتونَ 4 وهو كقوله: ( سَوَاءٌ عَلَيِهُم 
#انذرتهم أ لم تنذَرهُمُ لا يُؤْمنونَ ) [البقرة: 6]. 

قوله: « إِنْ الذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ الله 4 يقوله للمشركين. يعني أوثانهم 
9 عِبَاد أَمتالكُمْ 4 أي مخلوقون « فَاْعُوهُمْ فلَيسَْجيبوا لَكُمْ إنْ كُنكُمْ صَدِقِينَ4 أنهم 
آلهة . 

ثم قال : ل أَلهُم أْجُلُ يَمسُونَ بهًا 4 على الاستفهام. يعني الأوثان « أَمْ لَهُمُ 

الايتشرة يا انم اند ورية جا أل للم طلا شرن بلي : إنه ليس 

لهم شيء من هذاء كقوله: '(أَمَوَات غْيْرٌ أَحْيَّاءِ ) [النحل: 21] « فل اذدعوا 
شَرَكاءَكمْ 4 يعني أوثانكم التي أشركتموها بالله . « ثم كيدُونٍ 4 أنتم وأوثانكم « قلا 
تنظرُون 4 أي: اجهدوا على جهدكم. 





(1) انظر لزيادة الإيضاح تفسير الطبري ج 13 ص 303- 317: وانظر ابن قتيبة» تأويل مشكل القرآن» 
ص 258 - 259. 


66 


الجزء الثاني الأعراف: 196 - 199 





قال: إن ولعي الله الذي نزل الكتب» أي : القران» وأولياؤكم أنتم أيها 
المشركون الشياطين. قال: « وَهُوْ يَتَولّى الصّلِحِينَ 4 أي: يتولى المؤمنين» وهو 
وليهم . 

وَالذينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ © يعني الأوثان « لآ يَسْتَطيعُونَ نَصرَكُمْ 4 من عذاب 
الله « ولا أَنفْسَهُمْ يُنصَرُونَ © ثم قال: « وَإِنْ تَدْعوهم إِلَى الهُدَئ » يعني المشركين 
« لا يسمعوا » أي : الحجة. ال 0 وقد سمعوها باذانهم وقامت 
ب اق نظرُوْنَ إِلَيِكَ  »‏ يعني النبي عليه السلام « وَهُمْ لا 

قوله : ل بن الزبير قال: خذ العفو من أخلاق 
الناس . [وقال مجاهد : يقول: خذ العفو من أخلاق الناس وأعمالهم بغير 
تجسسن ]17 . 

وقال الحسن: خذ العفو من المؤمنين من أنفسهم ما لا يجهدهم2 يعني 
الصدقة . والعفو: الفضل عن نفقتك و 5 نفقة عيالك . ا 

ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله يه : إن خير الصدقة ما كان عن ظهر 
غنى. وأبداً بمن تعول. واليد العليا خير من اليد السفلى. ولا يلوم الله على 
الكفاف2) 

وقال الكلبي : ( شذ العَفْوَ) أي : ما عفا من أموالهم. وهو الفضل. وذلك قبل 
أن تفرض الزكاة . 

قوله: ظ وَآمْرْ بِالعُرفٍ » أي بالمعروف « وَأَعْرض عَن الجَْهِلِينَ4 أي عن 


(1) زيادة من زء ورقة 114. ومن تفسير مجاهد. ص 253, وقال ابن أبي زمنين: العفو في كلام 
(2) حديث صحيح أخرجه البخاري في كتاب النفقات» باب وجوب النفقة على الأهل والعيال عن 
أبى هريرة . وانظر ما مضى من هذأ التفسيرء ج 1 ص ح 1 ص : 207. 


67 


الأعراف: 200 - 202 2022007 0 ظ ظ تفسير كتاب الله العزيز 





المشركين. الجاهلون ها هنا المشركون9 . قال بعضهم : نسخها القتال. 
٠ 0‏ قوله : « وَإِما يْرَغَنْكَ من آلشيْطن تَزغ» قال بعضهم: الغضب. وقال ‏ 
الحسن : وساوسه . . ه فاستعد لَه سمي ليم ©. 


ات “رمي 


. قوله : « إِنْ الذينَّ ائقوًا ذا مَسْهُمْ طَائْفٌ من الشيطن» ذكروا أن مجاهدا فال > 
الطائف :. الغضب. وقال الحسن: الطائف من الطَوّفَان أي : : يطوف عليهم الشيطان 
بوساوسه ؛ يأمرهم بالمعصية, فتقبل وساوسه من معاصي الله . قال: « تَذَكْرُوا فإذا هم 
مُبْصِرُونَ 4 أي تائبون من المعصية©. 0 


قال: « وَإِحْوَاهُمْ » يعني من الشياطين ولد في الغ © يمدون ‏ 

المشركين في الغي استجهالاً « ؛ م لا يقصِرُونَ » عن هلكتهم©. 

(1) هذا القول لا يقبل على ظاهره. فإن للجهل معاني كثيرة . والجهل هنا إلى معنى السفه والحمق 
وصوء الأخلاق أقرب. وأكاد أجزم أن صفة الجهل هنا لا : تعنى الشرك. وقد تكون من معانيه في 
يكان آخر. وأقول إنه لا نسخ في الآية؛ فإن هذه الآية 318 فيما أدب الله به نبيه.» وأدبنا به 
بالتبع , من الأدب العالي والسلوك العشينة حتى قيل: «ليس في القران اية أجمع لمكارم 
الأخلاق منها». يدل على ذلك قصة عيينة بن حصن الفزاري التي رواها البخاري في كتاب 
التفسير عن ابن عباس قال: «إن الحر بن قيس استأذن لعمه عيينة بن حصن على عمر بن 
الخطاب. فأذن له. فلما دخل عليه قال له عيينة: هي يا ابن الخطاب. فوالله ما تعطينا 
الجزل. ولا تحكم بيننا بالعدل. فغضب عمر حتى هم أن يوقغ به. فقال له الحر: يا أمير 
المؤمنين» إن الله تعالىى مال تيه : خذ العفو وامر بالعرف وأعرض عن الجاهلين . وإن هذا من 
الجاهلين. والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه» وكان وقافا عند حدود الله». 

فلم يكن عيبنة بن حصن حيئنئذٍ مشركاء 'فقد أسلم زمن الفتح. وكا من المؤلفة فلويهم» 
ولكنه كان حمق سفيها : . وصدق فيه قول ابن أخيه إنه من الجاهلين. : فقد روى أنه دخل يوماً ظ 
على رسول الله كيك بيته» وعائشة جالسة في - وذلك قبل أن ينزل الحجاب دافسالك عائظة الى 
عليه السلام عن الرجل فقال عليه السلوم : لك وهو على ما ترين سيد قومه. 
انظر ابن عبد البرء ٠‏ الاستيعاب؛ ج 3 ص 1249. 

(2) في المخطوطاته: 0 وتأخير رادي تفسير هذه الآية. ا من زء ورقة 

ٌ 5-5 3 0 :.114 

(3) كذا في .ق > افع ودء وفي ز ورقة 114 5006 يعني إخوان المشركين»: وأثبت ينا في 
تفسير ممجاهد. ص 254. وقد اختلف المفسرون في هذه الهاء رن يا 


008 


الجزء الثاني الأعرافذ: 203 - 204 





وبلغنا عن الحسن أنه قال: الناس في الغضب أربعة: رجل بطيء الغضب 
سريع الرضا؛ فذلك له ولا عليهء ورجل سريع الغضب سريع الرضا؛ فذلك لا له ولا 
عليه. ورجل بطيء الغضب بطيء الرضاء فذلك أيضاً لا له ولا عليه» ورجل:سريع 

الغضب بطيء الرضا؛ فذلك عليه ولا له. 

ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله 6: الغضبء.جمرة .من نان توقد. فتي 
جوف ابن ادم ؛ ألم تر إلى حمرة عينيه» وانتفاخ أوداجه؛ فإذا غضب أحدكم.فإن كان 

قاعداً فليلزم الأرضء وإن كان قائماً فليجلس©. 

قوله : طوَإِذا لّمْ تاتهم بِتَابَةِ قَالُوا لَوْلا امبيتهَاه أي : لولا تلقيتها من: الله!"». في 
تفسير مجاهد. وقال بعضهم: ( لُولا اجتبيتها ) أي : لولا'جئت بها من: قبْلك. وذلك 
أن رسول الله يَْخِ كان إذا أبطأ عنه الوحي. قال له المشركون:. لولا اجتبيتهيا.ء أي هلا 
اجتبيتها من عندك فآتيت بهذا الوحي , فإنما تجيء به من عندك.. وإذا أتلهسم بأية:كذّبوا 
بهاء يعني باية من القران. وإذا أبطأ الوحي سآلوا أن يأتيهم. باية.. 
قال الله: ط قل » يا محمد ط إِنْمَا اَبعُ مَا يوحن لي من رُبِي .ليس ذلك من 
عندي. إنما هومن عند الله « هَذًا بَصَائْرٌ 4 يعني القرآن « من ربكم وَهُدَىَ وَرَحْمَة 
لَْوْم يُؤْمنُونَ 4. 
قوله: طوإِذًا قرىء القَرءانُ فَاسْتَمعُوا لَه وَانصنُوا لَعَلَّكُمْ تَرَحَمُون »م أي لكي 

ترحموا. قال بعضهم: ذلك في الضلاة. وهو قول الحسن. 

- عائدة على المشركين. أو هي راجعة إلى المتقين؛ ولكل تقدير وجه مقبول من التأويل .. انظر 
تفصيل ذلك في تفسير ابن الجوزي, زاد المسيرء ج 3 ص 203 - 204. 

(1) هذه الفقرة» مع ما ذكر عن الحسن قبلهاء جُمَلَ من خطبة لرسول الله ك.رواها الترمذي عن أبي 
سعيد الخدري . وقال الترمذي: حديث حسن . 

(2) كذا في ق و ع ود: «لولا تلقيتها من الله». وهو قول لابن عباس وقتادة كما في تفسير الطبري . 
اج 213 ص 342. وفي تفسير مجاهد. ص 254. «يقول: لولا ابتدعتها من قبل نفسك». وفي 
معاني الفراء. ج 1 ص 1402 «يقول: هلا افتعلتها». وذكر الطبري في تفسيره. ج 13 ص 343 
أنه وحكى عن الفراء أنه كان يقول: اجتبيت الكلام. واختلقته. وارتجلته. إذا افتعلته من قبل 
نفسك». وأصل الاجتباء هو الاختيار والاصطفاء. انظر اللسان (جبي). 


69 


الأعراف: 205 - 206 تفسير كتاب الله العزيز 





وقال الحسن : كانوا يتكلمون في الصلاة حتى نزلت هله الآية. قال : وصارت 
سنة بعد في غير الصلاة. أن ينصت القوم إذا جلسوا لمن يقرأ عليهم القران. 

قال الكلبي : بلغنا أنهم كانواء قبل أن تنزل هذه الآية» يتكلم الرجل بالحاجة 
وهو في صلاته. فيعجيء الرجل إلى القوم وهم يصلون. فيقول: كم صليتم » 
فيقولون: كذا وكذاء يسألهم عما فاته. فأنزل الله هذه الآية. 

قوله : ف وَاذكر رْنّكَ في نَفْسِكَ تضرعا وَحيفَة 4 أي مخافة منه 8« وَدُونَ الجهر 

من القول. الغدُو والآصال. ©. يقول : واذكره في نفسك أيضا بالغدو والأصال. 

والآصال العشيات. يعني صلاة مكة, حين كانت الصلاة ركعتين غدوة. وركعتين 
عشية قبل أن تفرض الصلوات الخمس . 

قال: « ولا تكن من العَْفلِينَ4 أي عن الله وعن دينه. 

قوله : ظإِنْ الذينَ عِنْدَ رَبك يعني الملائكة لآ يَستَكبرون عَنّ عَبَادّته ويُسَبحُونَه 
وَلْهِ يَسجَدُونَ »* أي في الصلاة. ظ 

ذكروا أن رسول الله يَكلِيِ قال: أطت السماء وحقٌّ لها أن تئطّ؛ ليس فيها موضع 
شبر إلا وعليه ملك راكع أو ساجد. أو مسبح أو مهلل. أو معظم لله . 


)01 0 بن أبي 8 عن 0 ابن 0 0 وبيئما رسول الله وق بين ا إذ قال 
السماده اموا جرع واوا لبح سروم زم 


0 


الجزء الثاني < الأنفال: 1 





وهي مدنية كلها . 


يسم الله هو الرحَمنٍ الرْجيم » قوله : : ١‏ يَسْأَلُونَكَ عَن الأنقَاٍ > والأنفال الغنائم . 
دقل الانمَالُ لله وَالرَسُول 4 

قال الحسن: كانت السرية تسري» فينفلهم الرسول ما شاء بعد الخْمْس . 

ذكروا أن رسول الله كِ كان ينفل في البدأة الربع» وفي الرجعة الثلث؛ فقيل 
لبعضهم : لم كان يجعل في الرجعة أكثر؟ قال: لأنهم إذا رجعوا كانوا أشد لخوفهم .. 

ذكروا أن أبا إدريس [قال]9©: إن الناس كانوا معسكرين؛ فأتاهم أبو عبيدة بن 
الجراح حتى بلغ حبيب بن مسلمة أن علجا من الروم يقال له بن 2 توجه نحو 
أرمينية ؛ فطلبه فأدركه. فقتله وأخذ سلبه . لل ولؤلوْ من 
أصناف المتاع. فلما رجع قال له أبو عبيدة : أرنا ما جئت حنست به . فقال: إنما هو لي . وأنا 
فتلته ولي سلبه . فقال له أبو عبيدة : ليس كذلك. إنما لك ما أعطيتك منه وطابت به 
نفسي . فقال: أناشدك الله أن تظلمني وأن تأخذ مني ما أعطاني الله. حتى ارتفعت 
أصواتهما. فسمعهما معاذ بن جبل . فجاء فقال: يا حبيب بن مسلمة. لا تسأل ما ليس 


(1) زيادة لا بد منها لتستقيم العبارة. 

(2) كذا في ج ود بياض قدر كلمتين» وفي ق وع: ونال راق اوداتويةه ركنا ل نجنا تنما مد 
يدي من المصادر من روى هذه القصة حتى أتبين اسم العلج الرومي ؛ ولعلها مما انفرد بروايتها 
ابن سلام ؛ ولم ترد في 5 


/1 


الأنفال: 1 تفسير كتاب الله العزيز 





لك. فقال حبيب: أليس يقول رسول الله كله: من قتل قتيلاً فله سلبه؟29 فقال: إنما 
قال ذلك في نغزوة واحدة:عام. جنين 22 ولم يقله لأبد. وسمعت رسول الله د يقول: 
ذلك إلى الإمام . إن شاء أعطى وإن شاء منع. وهو على ما يرى الإمام . فأخذه منه أبو 
عبيدة فخمسهة “ثم أعطاه : اللخمس . بعد الخمس”© . فبلغ ما أعطي عشرة الاف. 

ذكزؤاععن 'الحسن أنه قال: ما تفل الإمام فهو جائز. 

ذكروا عن سبعيد بن المسيب أنه قال : لا نفل بعد رسول الله . وقال سعيد بن 
المسيب: .إنما ينفل الإمام في الخمس . معنى قوله: إن النبي كان ينفل الخمس من 
بعل الخمس.». ولا ينفل .بعده إلا في الخمس . 

ذكروا عن ابن عمر أنهم كانوا مع رسول الله و في غزوة» فبلغت سهامهم اثني 
عشر بعيراء تهال: .ونفل كل ,إنسان :منا بعيرا سوى ذلك . 

ذكروا عن الحسن أن .رجلا سأل النبي كَل زماماً من شعر قبل أن تقسم الغنيمة, 
فقال: سألتنى .زماماً من نار فوالله ما كان لك أن تسألنيه. وما كان لى أن أعطيكه, ولو 
أعطيتكه لأعظيتك به ,زماماً من .ثار©». 


(43 حديث متفق على صحته. أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسيرء باب من لم يخمس 
الأسلاب. ومن قتل قتيلا فله سلبه. وأخرجه مسلم في كتاب الجهاد واليسرء باب استحقاق 
القاتل سلب القتيل (رقم : 1751): وأخرجه الربيع بن حبيب في مسنده في كتاب الجهاد (رقم : 
7). وأخرجه مالك في الموطأء باب ما جاء في السلب في النفل (رقم: 24) كلهم يرويه عن 
أبي قتادة ولفظه: «من قتل قتيلاً له عليه بينة فله سلبه». 

(2) في المخطوطات الأربع : وعام خيبر» وهو تصحيف صوابه ما أثبته : وعام حنين». 

(3) كذا في د وج: «بعد الخمس»., وهو أصح. وفي ق و ع: «بعد الخصم». 

(4) أورده السرخسي في شرح كتاب السير الكبير لمحمد بن الحسن الشيباني ج 3» ص 597. «عن 
ابي الأشعث الصنعاني قال: جاء رجل إلى النبي عليه السلام ومعه زمام من شعرء فقال: مر لي 
بهذا الزمام, فإنه ليس لراحلتي زمام. فقال: سألتني زماماً من نار. مالك أن تسألينه. ومالي أن 


72 


الجزء الثاني ظ 0 الأنفال: 1 


وأما قوله : ) قل الأنْفَالُ لله وَالرّسُولُ) فيقول: ذلك كله للهء وجعل حكمه إلى 
رسول اينها20 , ظ 

قوله : « فَاتقوا الله وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَينكُمُ ». 

قال الكلبي : بلغنا أن رسول الله كِ. لما صافٌ المشركين يوم بدر.ء قال 
ليحرض الناس على القتال: إن الله وعدني أن يفتح لي بدراء وأن. يغنمني |عسكرهم. 
فمن قتل قتيلا فله كذا وكذا إن شاء الله من غنيمتهم» ومن أسر أشيراً فله كذا وكذا إن 
شاء الله©. فلما تواقفوا ألقى الله في قلوب المشركين الرعب, فانهزمواء واتبعهم 
سرعان© من الناس». فقتلوا سبعين رجلاء وأسروا سبعين». وغنموا العسكر وما فيه. 
وأقام وجوه الناس مع رسول الله يكلِِ في مصافه. فلم يشذ عنه منهم أحد. 
يارسول الله, إنك وعدت من قتل قتيلا أو أسر أسيرا من غنيمة القوم , الذي وعدتهم. 
منعنا أن نطلب كما طلب هؤلاء زهادة في الأجر. ولا جبن عن العدو. ولكنا خفنا أن 
نعري صفك. فتعطف علينا©» خيل المشركين فأعرض عنهما رسول الله . ثم قال أبو 
اليسر مثل كلامه الأول. وعاد سعد فتكلم مثل كلامه الأول وقال: يا رسول الله 
الأسرى والقتلى كثيرء والغنيمة قليلة» وإن تعط هؤلاء الذي ذكرت لهم لم يبق لسائر 
أصحابك كبير شىءء فنزلت هذه الآية: ( يَسْأَلُونَكَ عَن الأثقال قل الانفال لله 


(1) سقط هذا السطر كله من د وج. 

(2) وسقطت هذه الجملة: «ومن أصر الفيرا: .»من دوج. والحديث صحيح ؛ أخرجه أبو داود في 
كتاب الجهاد, باب النفل. وأخرجه النسائي». وابن جرير الطبري في تفسيره. ج 13 ص - 371 
7 كلهم يرويه عن ابن عباس . 

(3) سرعان الناس وسرعانهم : أوائلهم المستبقون إلى الآمر. 

(4) في ق و ع: «عليناء, وفي د وج: «عليك»., وما أثبته أصح وأليق بأدب. الصحابة في مخاطبة 
الرسول كل . 


/3 


الأنفال: 1 - 4 تفسير كتاب الله العزيز 


وَالرسولٍ فَاتَقُوا الله وَأَصلِحُوا ذَاتَ بِينكُمْ. . . ) إلى آخر الآيقال». 

ذكروا عن الكلبي أنه قال: كان النبي وعد الأنصار المغنم. فتكلم فيه 
المهاجرون فأنزل الله هذه الآية وقال: ( فاتقوا اللّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَينكُمْ ) فقسمه 
النبي كَل بين المهاجرين والأنصار. ظ 

ذكر بعضهم قال: كان نبي الله ينفل الرجل من المؤمنين سلب الرجل من الكفار . 
إذا ما قتلهء فأمرهم الله أن يرد بعضهم على بعض فقال: ( قاتقوا الله وَأَصْلِحُوا ذّاتَ 
يكم ) أي : لِيرْدٌ بعضكم على بعض . 

قال: « وَأَطِيعُوا الله وَرَسُولَهُ إن كنتم مُؤْمِنِينَ . 

قوله : «إنمَا المُؤْمنُونَ الذينَ إِذَا كر اللّهُ وَجلَتٌ لوهم 4 أي : 5 قلوبهم 
مخافة عقابه. -وقال مجاهد: ( وَجِلَت قَلوبِهُمْ ). أي : فرقت قلوبه.ه©) 

قال: « وَإذا تلت عَلَيْهِمْ ايت زَادَنَهُمْ يمان 4 أي : ييا . أي كلما نزل 

من القران شيء صدّقوا به. كقوله : (وَإِذا ما أَنِْلت سُورَة َمنْهُم من ؛ يفول أبكم راد 

هذه أيمَانا ) هذا قول المنافقين. قال الله: ( فَأما الذينٌ َامَنُوا َزَادَتهُمُ إِيمَانا وهم 
سعدرونة6 [التوبة: 124]. 

قوله: « وَعَلَى رَبْهمْ يتوكُلُونَ الذِينَ يُقِيمُونَ الصّلّواةَ 4 أي: يقيمونها على 
وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها. « وَمِمًا رَزْقَنْهُمْ يُنفقونَ © أي الزكاة المفروضة 
على ما سنْ رسول الله يلِ. وقد فسّرنا ذلك في سورة البقرة وسورة الأنعام©. 

قال: « أُولَئكٌ هُمْ المُؤْممُونَ حقاً لَهُمْ مَرَجَنتٌ عِنْدَ رَبْهُمْ 4 أي في الجنة على 
(1) انظر الإريت فيما جاء في أوائل هذه السورة» شرح كتاب السير الكبير لمحمد بن الحسن 


الشيباني» شرح السرخسي., ج 2 ص 592 - 620 أبواب الأنفال. ففيه فقه كثيرء 0 غزير 
وفوائد جمة. 

(2) ورد في المخطوطات بعض الاختلاف في ألفاظ تفسير هذه الآية» فأثبت التصحيح من زء. ورقة 
5؛» ومن تفسير مجاهد. ص 257. 

(3) انظر ما سلف. ج 1 ص : 250 - 5253 وص : 566 - 568. 


/4 


الجزء الثاني الأنفال: 4 - 6 





قدر أعمالهم . قال ( وَلِكُلُ دَرَجَاتٌ مما عَمِنُوا ) [الأحقاف: 19]. قوله: « وَمَغْفرَة 4 
اي لذنويهم « وَرْقَ كيم 4 أي في الجنة. 

قوله: « كمًا أَخرّجَك رَبِكَ من بَيْتكَ بالحَقّ 4 أي: أخرجك من مكة إلى 
المديئة. ومن المدينة إلى قتال أهل بدر. وقال مجاهد : لهم درجات عند ربهم . كما 
أخرجك ربك من بيتك كذلك لهم درجات عند ربهه9© . 

قوله: ط وَإِنْ فريقاً من المُؤمِئِينَ لَكثرِهُونَ يُجَادِنُونَكَ في الحَقّ 4 قال مجاهد 
والحسن : يعني : في القتال. قال الحسن : ومعنى مجادلتهم أنهم كانوا يريدون العير. 
ورسول الله يريد ذات الشوكةء. أي القتال. بما وعده الله أن ينصره على أهل بدر. 


قوله : « بعذما تبِيْنَ . فاك الحسسن ١‏ ا ا 
إلا أن بين ذلك قوماً يقتلون. « كأنمَا يُسَاقُونَ إلى الْمَوت وَهُمْ ينظرُونَ 4 وهم في 
ذلك ماضون لأمر الله . 


وذلك أن عيراً أقبلت من الشام لقريش تحمل التجارة فيها أبو سفيان. وهو أمير 


القوم. وخرج المشركون العرب من الحرم [فيهم] © أبو جهل لقتال رسول الله» فوعده 
الله إحدى الطائفتين فقال: 


ا (1) كذا في ق. وعء ودء وزء ورقة 115. ولكن جاء في تفسير مجاهد. ص 258 ما يلي : «( كما 
١‏ أخرجك ربك من بيتك بالحق ) يقول: كذلك أخرجك ربك من بيتك بالحق». ويبدو أنه خطاء 
صوابه: «كذلك يجدلونك في الحق». فقد روى الطبري بإسناد في تفسيره ج 13 ص 392: «عن 
مجاهد: كما أخرجك ربك من بيتك بالحق كذلك يجادلونك في الحق. القتال». وهذا الوجه 
الأخير هو ما رجحه الطبري : «ومعناه كما أخرجك ربك بالحق على كره من فريق من المؤمنين» 
كذلك يجادلونك في الحق بعدما تبين» لأن كلا الأمرين قد كان. أعني خروج من خرج من 
المدينة كارهاً. وجدالهم في لقاء العدو وعند دنو القوم بعضهمٍ على بعض . . » وأورد أبو عبيدة 
في مجاز القران ج 1 ص 240 قولآً لم أره لغيره فقال: ( كما أخرّجك رَبِْكَ مِنَ بَيْنكَ بالحَقٌ ) 
مجازه مجاز القسم. كقولك: والذي أخرجك ربك لأن (ما) في موضع الذي , وفي آية 
أخرى: ( والسمَاء وما بَناهًا ) أي والذي بناها». وهذا تأويل بعيد. 
(©) زيادة لا بد منها ليستقيم المعنى. أي خرج المشركون وفيهم. أو. وعلى رأسهم أبو جهل . 


15 


الأنفال: 9-7 تفسير كتاب الله العزيزن - 





« وَإِذ يَعدَكِمُ الله إحدى الطائف فين أنهَا لَّكُمْ وَتَوَدُونَ أن غَيْرَ ذات الشوكة تَكونْ 
لَكُمْ 4 ووعدهم:الله ذات الشوكة في الإضمار. [ومعنى الشوكة السلاح والحرب]9© . 

«ويريذ اللّهُ أن ” يحقٌ الحَقٌ بكلمنته» وكلمات الله وعده الذي وعدهم أن لهم 
إحدى الطائفتين 8 وَيقطم دَابر الكلفرين» أي أصل الكفرين . 

ه لِيحِنَ الحَنّ 4 فيظهر محمداً. ومعه الحق ط وَيبْطلَ البَطِلَ4 أي ما جاء به 
المشركون. “8 وَلْو كر المجرمون » وهم المشركون في هذا الموضع 

وهذه الآية نزت قبل قوله : ( كُمَا أَخْرَجَكَ رَبك من بَيْتِكَ بالحَقّ ). وهي بعدها 
في التأليف. هذا في تفسير الحسن. وكان جبريل يأتي النبي 5 ا إن الله 
يأمرك أن تضع اية كذا وكذا بين ظهراني أية كذا وكذا من السورة. 

وقال بعضهم : الطائفتان: إحداهما أبو سفيان أقبل بالعير من الشامء والطائفة ‏ 
الأخرى: أبو جهل معه نفير قريش©؛ فكره المسلمون الشوكة والقتال» وأحبوا أن 
يصيبوا العير, 0 الله أن يصيبوا ثم ما أراد. 

قوله: «#إِذ تَسْتَغِيُونَ رَبْكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمُ أني 5 بألفٍ ٠‏ من الملْبكة 
مرْدفِينَ 4 أي 8 وقال مجاهد: مردفين: ممدي.3 انان الحسن : دعوا الله 
أن ينصرهم على عدوهم. فاستجاب لهم فقال: إني ممذكم بألف من الملائكة 
مردفين . 


(1) زيادة من زء ورقة 116. وقال أبو عبيدة في مجاز القران ج 1 ص 241: «مجاز الشوكة: الحدّء 
يقال: ما أشد شوكة بني فلان. أي : حدّهم». 

(2) في ف وع: «معه عير قفري ش». وهو خطأ. وفي ج ود: : امعه عسكر قريش» وهو صحيح» وفي زء 
ورقة 158 : «(معةه نفير قريش » وهو أصح وأدق تدرا : لأن مشركي .قريشس استنفروا استنفاراً من 

(3) وقال أب عبيدة: « (بألفٍ مُنَ الملائكة مُرْدَفِينَ ) مجازه: مجاز فاعلين» من أردفوا أي : جاءوا بعد 
في موضع مفعولين». من أردفهم الله من بعد من قبلهم وقدّامهم». 


716 


الجزء الثاني الأنفال: 10 - 11 





قوله : ظ« وما جَعَلَهُ اللّهُ إلا بُشْرَى » أي ما جعل المدد من الملائكة إلا بشرى 
« ولِتَطمَئْنٌ 4 أي .[لتسكن]”" ٠‏ به فلُوبكمْ وما النضرٌ إلا مِنْ عند الله إن الله عَزِيٌ 
حَكِيم 4 أي عزيز في نقمته. حكيم في أمره. 

قوله : إِذْ يفشِيكُمْ النقاس َم مُلهُ 4 أي : : أمانا منه. قال الحسن ومجاهد : 
أماناً من الله . ١‏ وَيرَل عَلَيكُم مُنَ اسَمَءِ مه ليُطهْرَكمْ به 4 أي يطهّر ما في قلوبكم 

من الخوف « وَيذْهِبَ عَنْكُمُ رجز الشيْطلن » أي ترهيب الشيطان الذي كان دخل 

قلوبكم© في تفسير الحسن : « وَلِيَرْيط عَلَى قُلُوبكُمْ وييْيْتَ به الأقْدَام #: فأنزل الله 
ذلك الماء على المسلمين». فاذهب الله ما في ته أوقع الشيطان في 
كوهم اين تكويقه 

وقال بعضهم: ذكر لنا أنهم مطروا يومين جتى سال ل ماء واقتتلوا على 
كتين أعفر: قلبدة :اله بالماء وشرتب السلمون» وتوقارة واضراء وأذهب الله 
عنهم وساوس الشيطان . 

قال الكلبي : بلغنا أن المشركين سبقوا رسول الله يكل حتى نزل حيالهم. وبينه 
وبينهم الوادي؛ ونزل على غير ماء؛ فقذف الشيطان في قلوب المؤمنين أمرا عظيما 
فقال: زعمتم أنكم عباد الله. وعلى دين الله وقد غلبكم المشركون على الماءء 
وأنتم تصلُون محدثين مجنبين» فأحبٌ الله أن يذهب من قلوبهم رجز الشيطان. 
فأغشى المؤمنين نعاساً أمنة منه. وأنزل عليهم من السماء ماء ليطهرهم به من 
الإحداث والجنابة» ويذهب عنهم رجز الشيطان [أي ما كان قذف في قلوبهم]© 
وليربط على قلوبهم ويثبّت به الأقدام . 1 

وكان بطن الوادي فيه رملة تغيب فيه الأقدام ؛ فلما مطر الوادي اشتدت الرملة» 


(1) زيادة من زء ورقة 116. 
)2( كذا في قف وع؛. وفي ج ود: «الذي كان أدخل في قلوبهم». 
(3) زيادة من زء ورقة 116. 


7 


الأنفال: 12 - 16 تفسير كتاب الله العزيز 





فمشى عليها الرجال: واتخذ رسول الله يل حياضاً على الوادي*)؛ فشرب المسلمون 
منها واستقوا. ثم صفوا. وأوحى ربك إلى الملائكة أني معكم فثّتوا الذين ءامنوا. . 
إلى قوله واضربوا منهم كل بنان؛ وهي أطراف الأيدي والأرجل © 

قوله : ط إِذْ يُوحِي رَبِكَ إلى الْمَلْبكةٍ إني مَعَكُمْ فتَبتُوا الذِينَ 2 سَألْقي في 
قُلُوب الذينَ كفروا لعب قاضربُوا فوق الأعنايٍ » قال الحسن: يعنى فاضربوا 
الأعناق « واضربُوا منهُم كل بَنَانِ 4 أي كل عٌضو. وقال الكلبي : أطراف الأيدي 
والأرجل. وقال بعضهم: كل بنانء أي: كل مفصل . 


قوله : « ذلك نهم شَاقوا الله ورسوله » قال العسن: حادوا الله وعادوه 
ورسوله. وقال بعضهم : الشقاق هو الفراق. ف ومن يسَاقِق الله وَرَسُولَهُ فِنْ الله شَدِيدُ 
العقاب » . 


قال: « ذَلْكُمْ مَدُوقُوهُ 4 أي في الدنياء يعني القتل « وَأَنْ للْكفْرِينَ» بعد 
القتل « عَذَابَ النار » أي في الآخرة. 


قوله : طَي'أيُهَا الذِينَ ءَامَُوا إِذَا لَقيتُمُ الينَ كَفَرُوا رخفا فلا ُولُوهُمْ الأذبار » 
أي : منهزمين 9 وَمَن يوَلْهِمْ » أي : ينهزم « يَومئِِ دبْرهُ © أي : يوم بدر « إلا متحرفا 
َال 4 أي يتحرف للقتال» أن يدع موقف مكان لمكان. « أ متحي َِى ف 4 أي 
ينحاز إلى جماعة ف قفد بَاء عضب مُنَ الله 4 أي استوجب غضباً من الله « وَمَأوَيةُ 
جَهَنْمُ وبيس المَصِيرٌ 4 أي بئس مصير من صار إلى جهنم . 


(1) كذا في ق وع. وفي زء وهو الصواب. وفي د: «وانحدر رسول الله يخ حتى وطىء على 
الوادي . . ») وهو تصحيف ولا شك. 
(2) قال رق في مجاز القران ج 1 ص 242: «( ويثبت به الأدَام ) مجازه: يفرغ عليهم الصبر 
وينزله عليهم فيثبتون العدوهم» . ظ 
وقال : «( فَاصرِبُوا قوق التاق ) مجازه : على الأعناق. يقال : ضربته فوق الرأس وضربته على 
الرأس» . 


78 


الجزء الثاني الأنفال: 16 





قال الحسن: لم يكن الفرار من الزحف من الكبائر إلا يوم بدرء لأن تلك 
العصابة من العسسامين لواضمت لذهب الإسلام. فكان الله قد أفترض في هذه 
0 : ( إن يكن مِنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُوَ يَغِْبُوا ماين وَإنْ تَكنْ منكمْ ماله يَعْلبُوا ألفا 

من الذينَ كفر وا ) [الأنفال: 55] فأمر الله المسلمين أن يصبروا لعشرة أمثالهم”" إذا 

وم ع ان مايه ذلك الكبييع بال ألآنَ حَْفَ الله عنم وعَلِمَ أن فيكم 
ضغفا قإن تكن مُنْكُم مَائةَ صَابرَة يَْلبُوا ماين وَإِنْ يكُنْ مِنْكُمْ آلف يَغلِبُوا ألفين بدن 
اللّه ) [الأنفال : 6]. فلم يقبض رسول الله يك حتى اظهر الله الإسلام وصار الجهاد 
تطوعاً. 

فإن جاء المسلمين عدو لا طاقة لهم به تحيّزوا إلى البصرة. أو قال: إلى 
بصرتهم. وإن جاءهم ما يغلبهم تحيزوا إلى الكوفة. فإن جاءهم ما يغلبهم تحيّزوا إلى 
الشامء وإن جاءهم ما يغلبهم تحيّزوا إلى المدينةء فإن جاءهم ما يغلبهم فليس نم 
تحيّزء وصار الجهاد فريضة . ظ 

ذكروا عن الحسن أنه قال: إن عمر بن الخطاب لما بلغه قتل أبي عبيدة بن 
الجراح وأصحابه بالقادسية قال: يرحم الله أبا عبيدة؛ لو انحاز إلينا لكنا فيته© . 

ذكروا عن الحسن قال: لو أن أهل سمرقند انحازوا إلينا ‏ ونسأل الله العافية من 
ذلك لكنا فثتهم . 

ذكروا أن أبا بكر وعمر كانا يقولان للجيوش : وإن غلبكم أمر فانحازوا إليناء فإنا 
فتتكم . 

ذكر بعضهم قال: أوجب الله لمن فر يوم بدر التارء ثم كانت أَحد بعدها فانزل 
الله : ( إن الذين نولا نكم يوم الْتَقَى الجَمْعَانٍ إِنْمَا اسْتَزلّهُم الشيِطانٌ ببَْض ما كَسَبُوا 
ولَقَدْ عَمَا اللهُ عَنْهُمْ إن اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ) [آل عمران : 5]. ثم كانت حنين بعدها 


(1) في ق وع ود: «أن تصبر العشرة مكانهم. وأثبت ما جاء في زء فهو أصح وأدق تعبيراً. 
(2) كذا في المخطوطات الأربع. وفي ز ورقة 117: لو انحاز إليّ لكنت له فئة. 


79 


الأنفال: 16 - 17 تفسير كتاب الله العزيز 





شع نين سنين فأنزل الله: ( لَقَدْ نَصَرَكُم الله فير مَوَاطنَ كَثِيرة يوم خَنينٍ إذا جبتكم 
رع فلم تن حت ينا وضافث حلم لض بما يت ف ّم ومن" ثم 
أَنْرّلَ اللَهُ سكيتتة عَلَى َسُولِه وَعَلى المؤمنين وَأَنْرّلَ جنودا 3 تَرُوَهَا رولبت الذير 
كَفَرُوا وَدْلِكَ جَرَّاءُ الظَالِمِينَ . ينُوبُ اللّهُ من بَعْد ذَلِكَ عَلَى مَن يُشَاءُ وَاللّهُ عَمُورٌ 
رَحيم ) [التوبة: 25 - 27]. 
قال بعضهم: يوم الدجال كيوم بدر. ذكروا أن رسول الله كلخ قال: أفضل . 
الشهداء شهداء بدرء وشهداء الأعماق, والأعماق أنطاكية9" . 
ذكروا عن عبد الله بن عون أنه قال: كتبت إلى نافع أسأله عن الفرار من 
الزحف, فقال: إنما كان يوم بدر. 
قوله : : « فلم تَعَتلُوهُمْ وَلَكنّ الله فَتلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْرَمَيّتَ وَلَكِنٌ الله رَمَى ». 
قال الحسن : لما واقف رسول الله المشركين يوم بدر أمره الله أن يرميهم بثلاثة أحجارء 
فكان النصر فيما رماهم به. وألقى في قلوبهم الرعب. قال: ( فلم َقتُوهُمْ ) أي : 
رم وحن فالرفة” قتلت». وقال هذا: قتلت قتلت. ( وَلكن الله قتلهم وَمَا رَمَيتٌ إذ 
رَمَيتَ ولكن الله رَمَىْ ). 
وقال الكلبي : لما صافٌ رسول الله كل المشركين دعا بقبضة© من حصى 
الوادي وترابه» فرمى بها في وجوه المشركين, فملا الله منها وجوههم وأعينهم تراباً. 
وقذف في قلوبهم الرعب. فانهزمواء واتبعهم المؤمنون يقتلونهم ويأسرونهم . 
وقال بعضهم : لاحر اك ور رم 0 بدرء فرمى بها في 
وجوه الكفار. فهزموا عند الحجر الثالث. 
(1) في ق: «وشهداء الأعماق أعماق أنطاكية)», وفي ع: «شهداء أعماق وأنطاكية», وأثبت ما جاء في 
د : وشهداء الأعماق, والأعماق أنطاكية. ولم أجد فيما بين يدي من مصادر التفسير أو المحديث 
. والسّيّر هذا الحديث بهذا اللفظ . إلا إشارة وردت في حديث رواه مسلم في كتاب الفتن وأشراط 
الساعة. باب في فتح قسطنطينية (رقم 2897) تشير إلى الأعماق ولفظه: «لا تقوم الساعة حتى 
ينزل الروم بالأعماق أو بدابق... إلى أن يقول: ويقتل ثلئهم. أفضل الشهداء عند الله». 
(2) القبضة. بضم القاف: قدر ما تقبض عليه الكف. 


50 


الجزء الثاني ظ الأنفال: 17 - 22 





ا ( وَلِيبِايَ لمن منهُ بَلاءٌ خسنا ) أي ينعم على المؤمنين بقتلهم 


قر لاس © م 


قوله : :ٍدان وله من يد التخفرينَ» أي مُضيف كيد الكافرين الذين 
قاتلوا رسول الله يك . 
قوله؛ لم فَقَلٌُ جاءَ؟ 00 قال اللي 5 م 


فانصره. ف فنصر الله ل وقال : لخر 0 تستنصروا ( ف جَادكُم 
و النصر. ظ 


قال: 8 وَإِنْ تَنْتهُوا 4 عن قتال محمد « فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا 4 لقتاله 
نَعُدْ 4 عليكم بالهزيمة « وَلَنْ تَفْنِي عَنْكُمْ فتكُمْ شَيْئا ولو كثرَثْ وَأَنْ الله مَع 
المُؤِْينَ 4 . 

وقال مجاهد : ( فَقَدْ جَاءَكمُ الفَتح ) بدعاء كفار قريش في قولهم كيد 
وبين محمدء ففتح الله بينه وبينهم يوم بدر. 

قوله: 9 يا أَيّهَا الذينَ ءَامَنوا أَطِيعُوا الله وَرَسُولَهُ ولا تَوَلُوا عَنْهُ 4 أي عن 
رسول الله « وَأَنتَمْ تَسْمَعُونَ 4 يعني الحجة. 

« ولا تَكونوا كالذينَ فَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لآ يَسْمَعُونَ » [الهدى]©. قال مجاهد : 
يعني عاصين. وقال الحسن : ليسوا سمعاء ولا بصراء بالحق إذ لم يقبلوه. 

قوله: ط إِنَّ شَرٌ الاب 4 أي الخلق ط عِنْدَ اللّهِ الصّم » أي عن الهدى فلا 
يسمعونه» أي فلا يقبلونه ه البُكُمُ 4 أي عنه فلا ينطقون به « الذينَ لآ يَعْقلُونَ 4 أي 
الهدى. وقال مجاهد: لا يتبعون الحق وهو واحد. 


(1) المشهور في الشاسي و وفي التاريخ أن المستفتح كان أبا جهل. وأنه قال حين التقىٍ الجمعان : 
اللهم ينا كان أقطع للرحم» واتانا بما لا نعرف» فأحنه الغداة. فكان ذلك استفتاحاً منه. انظر 
الواحدي. أسباب النزول.» ص 230, وتفسير الطبري ج 3 ص 451 - 452. 

(2) زيادة من زء ورفة 117. 


51 


الأنفال: 23 - 26 تفسير كتاب الله العزيز 





© صوس م موه -وى ”# 0 قي ددءه كم هه نداره 22ر8 
قال الله : «« ولو علم الله فيهم خيرا » أي إيمانا « لا ولو أسمعهم لتولوا 


لكاذبون ) [الأنعام : 28] أخبر بعلمه فيهم . 

قوله: (ِي'أيْهَا الذِينَ عَامَنُوا استجيبُوا لله وَللرسُولٍ إِذا دَعَاكُم لما يُحْبيكُمْ » 
قال مجاهد: لما يحييكم به. أي الحق. يعني الهدى. وقال بعضهم : هو القران. 
وقال: هو القرانء. فيه الحياة والبقاء©. 

قوله : « وَاعَلْموا أَنْ الله ول المرء وَقَلبه #. قال بعضهم: يحول بين 
قلب المؤمن وبين معصيته بفعله» وبين قلب الكافر وبين طاعته بفعله. قال: 9 وَأَنَهُ 
ِلَيْه َحَشْرُونَ 4 أي يوم القيامة. ظ 

قوله: ظ واتقوا فَِئة لا تُصِيبْن الذينَ ظَلّمُوا مِنْكُمْ حَاصّةٌ 4 [يعني أنها إذا نزلت 
تعم الظالم وغيره]© . قال بعضهم: يعني [يوم] الجمل. وقال الحسن: يعني 
أصحاب النبي عليه السلام . 

ذكروا أن الزبير بن العوام كان يقول: لقد تلوت هذه الآية زماناً ما أحدث نفسي 
أن أكون من أهلهاء فإذا نحن أمسحاب البي الممتئون بها: ( يوا بك 4 مي 
الذينَ ظَلَمُوا مِنَكُمْ خَاصَة )0©.ط وَاعْلَمُوا أن الله شَّدِيدُ العقاب ». 


5 مكح“ ”5 6ه بي ” قءة ٠ه‏ جَ. بيه 
قوله : #2 واذكروا إذ أنتم قليل مُسَتَضعَفُونٌ في الارض [أي مقهورون في أرض 


[8)*( هذا قول لقتادة. فقد أورده الطبري في تفسيرهء ج 13 ص 4655 بلفظ: «هو هذا القرآن؛ فيه 
الحياة والثقة والنجاة والعصمة في الدنيا والآخرة». 

(2) زيادة من زء ورقة 117. 

(3) وأرى أن الآية أعم من أن تنحصر في أصحاب النبي عليه السلام أو في صدر الإسلام؛ فقد 
خوطب بها المؤمنون كلهم في كل زمان ومكان. وقد أظلتنا اليوم فتن كقطع الليل المظلم قد لا 
تعد فتن الصدر الأول أمامها شيئاًء نعوذ بالله من شرورها وويلاتهاء ونسأل الله النجاة منهاء 
والعصمة والسلامة في ديننا ودنياناء» إنه لطيف بعباده. رؤوف رحيم بهم. لا إلله إلا هو. 


82 


الجزء الثاني الأنفال: 26 - 29 


0 « تخافون أن ب خطة يتخطفكم الناس » أي فارس والروم في تفسير ١‏ بعضهم . 

«فتاويكم » [أي ضمكم]© إلى المدينة حين أسلمتم©. « وَأَيْدَكمْ » أي أعانكم 

ف« بِنضره 4 أي نصركم على المشركين 8« وَرَزْقَكم من الطيبّت» أي: الحلال من 

الرزق والغنيمة بعد. « لعلكم تشكرون » أي لكي تشكروا هله النعم . 

قوله: ظيأيُهَا الذِينَ ءَامَنُوا لآ تخونوا الله والرْسولَ وتخونوا أمننتكم وَأنْتم 
تَعْلّمُونَ #. قال الكلبي : أما خيانتكم الله فمعصيته. وكذلك خيانتكم الرسول هي 
معصية الرسول. أما خيانتكم أماناتكم فكل عبد مؤتمّن على ما افترض الله عليه لم 

يطلع عليها إلا الله. 

وقال بعضهم : إن أََا لبَابة أشار لليهود إلى النحور حتى لا ينزلوا على الحكم. 

[فكانت خيانة منه وذنبا© , 

وقال الحسن : لد تخونوأ الله والرسول وتدخونوأ أماناتكم كما صنع المنافقون 
الذين قالوا ولم يعملوا© فإنهم خانوا الله والرسول في تركهم الوفاء بفرائضه. إذ لم 
يستكملوا العمل مع القول: .( وَتَحْونوا أمَاناتكم ) يقول: إذا خنتم الله والرسول خنتم 
أماناتكم إذ لم توفوا بالعمل الذي أقررتم به مع القول. ( وَأنتمْ تلمون ) أنكم قد 

خلتم . وتخونوا أماناتكم أيضا فيما بينكم وبين الناس . 

قوله: طوَآعْلَمُوا نما أمولكم وَاوْلْدُكُمْ فثنَة» أي بلية, ابتلاكم الله بالأموال 
والأولاد لكي تطيعوه فيما ابتلاكم به. « وَأَنْ الله عَنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ *4 أي الجنة . 
قوله : « يا أَيُهَا الذينَ ءَامَنُوا إِنْ تتقُوا الله يَجعَل لَكُمْ فرقاناً #. قال مجاهد : 

(1) و (2) زيادة من زء ورقة 117. 

(3) في ع وق ود: «أي إلى المدينة حتى أسلموا. والصواب إن شاء الله ما أثبته. 

(4) زيادة من زء وفي المخطوطات اضطراب في العبارة صوابه ما أثبته. وقصة أبي لبابة بن 
عبد المنذر الأنصاري مع يهود بني قريظة وتوبته بعد ذلك مشهورة . انظر تفاصيلها في سيرة ابن 
هشامء ج 3[ ص 236. وفي أسباب النزول للواحدي ص: 231. ظ 

(5) كذا في ق .وع: «ولم يعملوا» وفي د وج: «ولم يوفوا». 

83 


الأنفال: 29 - 30 تفسير كتاب الله العزيز 





يجعل لكم فرقاناً. أي حجة. وقال بعضهم: مخرجاً [في الدين من الشبهة 
والضلالة]0©. وقال بعضهم : يجعل لكم نجاة. وقال الحسن: فَرَقَاناً). أي ينرق 
فيه بين الحق والباطل» فتعرفون ما أحل لكم وما حرم عليكم. < رَيُكَفْرْ عَنْكُمْ 
سانكم وَيَغْفرٌ لَكُمْ 4 أي ذنوبكم « وَاللَهُ ذُو المَضْلٍ العظيم ». 
١ 0‏ إذ ار بك الذين كفْروا لبوك أو 8 و يُحْرجُوك 0ك ون 
ويمكْرٌ اللّهُ واللّهُ خير المْكِرينَ» . ض 
قال الكلبي : بلغنا أن عصابة من قريش اجتمعوا في دار الندوة يمكرون بنبي الله 
عليه السلام: فدخل معهم إبليس عليه لعنة الله عليه ثياب له أطمارء في صورة شيخ 
كبير» فجلس معهم ؛ فقالوا ما أجلسك في جماعتنا بغير إذنناء فقال لهم : أنا رجل من 
أهل نجد. قدمت مكة فأحببت أن أسمع من حديثكم» وأقتبس منكم خيرأء ورأيت 
وجوهكم حسنة. وريحكم طيبة؛ فإن أحببتم جلست معكم. وإن كرهتم مجلسي 
خرجت. فقال بعضهم لبعض: هذا رجل من أهل نجد. ليس من أهل تهامة, فلا 
فتكلموا بالمكر بنبي الله ؟ فقال أبو البختري بن هشام2ل أحد بني أسد بن 
عبد العزى: أما أنا فأرى لكم من الرأي أن تأخذوا محمد فتجعلوه في بيت ثم تسدّوا 
عليه بابه» وتجعلوا فيه كوة. فتدخلوا إليه طعامه وشرابه, ثم تذروه فيه حتى يموت . 
فقال القوم: نعم الرأي رأيت. فقال إبليس: بئس الرأي رأيتم» تعمدون إلى رجل له 
فيكم صغوا”0 وقد سمع به من حولكم, فتحبسونه وتطعمونه وتسقونه» فيوشك ذلك 
(2) كذا فى 111 1 1 1 101 1 أذ 
أما البلاذري في أنساب الأشراف ج 1 ص 146. وابن حزم في جمهرة أنساب العرب فيذكران 
أنه العاص أو العاصي بن هاشم . 
(3) في ج ود وردت الكلمة هكذا: : «صفوء. وفي ع: «عضوء! والصحيح ما جاء في ق وز: «صغوء 
وقد ضصبط ابن أبي زمنين في ورقة 118. والجوهري في الصحاح الكلمة بفتح الصاد وكسرهاء 
وتفيد معنى الميل. يريد أن يقول هنا: فيكم من يميل إليه. والصغو أو الصاغية هم خاصة - 


54 


الجزء الثاني | الأنفال: 31 


الصغو الذي له فيكم أن يقاتلوكم عليه فتفسد فيه جماعتكم. وتسفك فيه دماؤكم . 
فقالوا صدق والله . 

ثم تكلم أبو الأسود. وهو هاشم بن عمير بن ربيعة. أحد بني عامر بن لؤي . 
فقال: أما أنا فأرى أن تحملوا محمدا على بعير ) فتخرجوه من أرضكم . فيذهب حيث 
شاءء ويليه غيركم . فقالوا: نعم والله الرأي رافك فقال إبليس : بس الرأي والله 
رأيتم ؛ تعمدون إلى رجل أفسد جماعتكم. واتبعته منكم طائفة فتخرجونه إلى غيركم . 
فيأتيهم فيفسدهم كما أفسدكم ؛ يوشك والله أن يقبل2 بهم عليكم . قالوا: صدق والله . 

ثم تكلم أبو جهل فقال: أما أنا فأرى من الرأي أن تأخذوا من كل بيطن من 
قريش رجلاء ثم تعطوا كل رجل سيفاً. فيأتونه» فيضربونه جميعاًء فلا يدري قومه من 
يأخذون بهء وتؤدي قريش ديته. فقال إبليس: صدق والله هذا الشاب, إن الأمر لكما 
قال؛ فاتفقوا على ذلك . 

فنزل جبريل على النبي كل فأخبره. وأمره بالخروج؛ فخرج من ليلته إلى 
المدينة. قال الله: ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرينٌ ). 

قال بعضهم في قوله : ( ليشتوك ) أي وثاقاء أرادوا ذلك ونبي الله بمكة© . 

قوله : « وَإِذًا تَْلَى عَلَيِْمُ ءَاينتنا فَانُوا قد سَمِعْا لَوْحَشَاءُ لَمَلَنَا منْلَ هذا إِنْ هنذا 
إلا اسنطير الاولِينَ ». ظ 

قال الكلبي : لما قص رسول الله و على قومه شأن القرون الأولى قال النضر 
إبن الحارث» أخو بني عبد الدار: لو شئت لقلت مثل هذا (إِنْ هنذا إلا أَسَاطِيرٌ 
الآوْلِينَ ): أي : كذب الأولين وياطلهم . 
- الرجل وأتباعه الذين يميلون إليه. ويأتونه يطلبون ما عنده. ولم أجد هذه الكلمة فيما بين يدي 

من مصادر السيرة والتاربخ التي روت حديث دار الندوة . 

(1) كذا في ع ود: «يقبل. وفي زء ورقة 118 «أن يميل بهم عليكم». 


(2) كذا في ع وقء وفي ج ود: «أرادوا بذلك نبي الله بمكة». 
(3) هو النضر بن الحارث بن علقمة بن كلَّدّة بن عبد مناف بن عبد الدارء كان من الذين اذوا - 


85 


الأنفال: 32 - 33 تفسير كتاب الله العزيز 


قال الكلبي : يقول له عند ذلك عثمان بن مظعون: اتق الله يا نضر. فإن محمد 
يقول الحق. قال النضر: وأنا أقول الحق. قال عثمان: فإن محمداً يقول لا إله إلا 
الله . فقال النضر: وأنا أقول: لا إلله إلا الله. ولكن هذه بنات الله عندنا: الللات 
والعزى ومناة. فأنزل الله : ( قل إِنْ كَانَ للرحمئن ولد فنا أَوَلُ العَابدِينَ . [الزخرف: 
1] وتفسيرها في حَمّ الزخرف؛ فقال النضر: ألا ترون أنه قد صدّقني : إن للرحمن 
ولدأ؟ فقال الوليد بن المغيرة: لا والله ما صدقك, ولكن قال: ( إِنْ كَانَ )0©, منكراً 
لقولك. فصعق لها النضر فغضبء فقال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك. 


قوله : < وَإِ َالُوا الهم إن كَانَ مدا * هُوٌ الحَقٌ مِنْ عندكَ » أي إن كان ما يقوله 
محمد حقاً « فأمطر عَلَيْنَا حجارة م من السمّاء أوايتنا بِعَذّاب ليم 4. 

قوله: ط وَمَا كأنَ الله لِيُعَذْبَهُمْ وَأَنْتْ فِيهم وَمَا كَانَ اللَهُ مُعَذُبَهُمْ وَهُمْ 
يَسْتَغْفْرُونَ 4 قال مجاهد: وهم يسلمون. 

وقال الكلبي : بلغنا أن رسول الله كلِِ لما دعا قومه إلى الهدى قال الحارث بن 
عامر بن . نوفل 20: يا محمدء. (إن نتبع الهدى مَعَك نتَسحْطفٌ من رضنا ). 


- رسول الله يخ بمكة. وقد أْسرٌ يوم بدرء وأمر رسول الله بقتله.ء قتله علي بن أبي طالب 
بالصفراء. أنظر سيرة ابن هشام ج 1 ص 644. وقد ته هُ أخته قتيلة بنت الحارث . كما ذكره ابن 
إسحاق. وصحح السهيلي أنها بنته - بأبيات رقيقة. «قال ابن هشام: فيقال. والله أعلم. أن 
رسول الله 8 لما بلغه هذا الشعر قال: لو بلغني هذا قبل قتله لمننت عليه . انظر سيرة ابن هشام 
ج 2 ص 42. 

(1) يريد أن يقول: إِنْ (إنّ) هنا نافية. وهو قول رواه أبو عبيدة في مجاز القراذن ج 0 
قال : «( إِنْ ) في موضع ( ما) في قول بعضهم : ما كان للرحئن ولد. والفاء مجازها الواو: ما 
كان للرحمن ولد وأنا أول العابدين». وانظر في معنى الآية ووجوه إعرابها ابن الأنباري . البيان 
في غريب إعراب القرآن. ج 2 ص 355, والزمخشري, الكشاف. ج 4 ص 25 - 266. 

(2) عده ابن هشام فيما يرويه عن ابن إسحاق من المطعمين الذين كانوا يطعمون الحاج في 
الموسمء وكان من سادة بني نوفل بن عبد مناف. وقد حضر بدرأ في صفوف المشركين فقتل 
هناك. انظر سيرة ابن هشام. ج 1 ص 665 وص 710. 


56 


الجزء الثاني الأنفال: 34 





[القصص: 017] وإنما تتقي العرب حرمنا أنا على دينهم. يقول الله قد متعتهم بهذا 
الحرمء وهم يأكلون رزقيء ويعبدون غيري» وقد مكنت لهم حرما آمنا تجبى إليه 
ثمرات كل شيء. فكانوا يخافون أن لو عبدوني أن أسلط عليهم من يقتلهم ويسبيهم. 
ما كنت لأفعل ذلك بهم لو فعلوا واستغفرواء فلما لم يفعلوا [عذبوا]©. 


يقول الله : : ©« وما الهم لا يعذَبَهُمُ الله وهم يصدون عن المسجد د الحرام, وما 
كانوا ولاه أن أَولِيَاوه إلا المتَقُونَ وَلكن َكثْرَهُم لا يعَلَمون 64 وهم الذين لا يؤمنون. 


قال الحسن : وَمَا كَانَ الله عَذَُْم وآنْتَ فيهم ) أي : حتى يخرجك من بين 
أظهرهم . وقد قضى الله أنه إذا أهلك قوما نبى المؤمنين . ( وَمَا كَانَ الله مُعَذْبَهُمْ وَهُمْ 
يَستَغْفرُونَ ) أي : لا يزال منهم مستغفر يستغهر من الشرك ويدخل في الإيمان . ولا 
يعذب الله قوم حتى يبلغوا الحدٌّ الذي لا يؤمن منهم أحد. 

وقال بعضهم: « ( وهم يََعفرُونَ ) أي : يعملون عمل الغفران. قال: ( وما لَهُم 
ألا يُعَذَْبَهُمُ الله وهم م يَصَدَُونَ عَن المَسْجِدٍ الترامر وْمَا كانوا َوْلَاءَهُ ) [زعم المتركود 
أنهم أولياء المسجد الحرام فقّال الله : وما كانوا أَولِيَاءَة) 2) (إن أَوَلِيَاوه إلا المتقونَ )). 
أي : من كانوا وأين كانوا ( وَلْكِنْ أَكنْرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) يقول: إن القوم لم يكونوا 
يستغفرون. أي يعملون عمل الغفران. ولو عملوا عمل الغفران ما عذبوا. 

وكان بعض أهل العلم يقول: هما أمانان أنزلهما الله . أما أحدهما فمضى,. وهو 
نبي الله َيه . وأما الآخر فأبقاه الله رحمة : هلا الاستغفار. 

بذك فى آهل ليله اقال :9 مااع امةرركون اقيوا: اسه عدن ربد من 

المسلمين يستغفرون الله إلا رحم الله تلك الأمة بهم. 


(1) زيادة يقتضيها السياق. فجواب لما غير مذكور في المخطوطات الأربع . 
(2) زيادة من زء ورقة 118. 


57 


الأنفال: 35 - 36 ظ تفسير كتاب الله العزيز 





ذكروا عن رجل من المهاجرين قال: قال رسول الله كل: استغفروا الله وتوبوا 
إليه» إني لأستغفر الله كل وم مائة مرة( . 
قوله: « وَمَا كَانَ صَلاتَهُمْ عِنْدَ البَيّت إلا مُكَاءٌ وَتَصَدِيّةٌ 4 قال ابن عمر© 
المكاء الصفيرء والتصدية التصفيق. يقول: يفعلون ذلك مكان الصلاة. وقال 
مجاهد: يخلطون على النبي عليه -السلام بذلك صلاته. وقال بعضهم : كنا نحدث 
أن المكاء التصفير في الأيدي» يعارضون به القرآن؛ مثل قوله: ( وَالْعَوَا فيه لَعَلْكُمْ 
َغْلِيُونَ ) [فصلت: 36]. 
قال : « فَذوقوا العَذَابَ بمَا كنتم تَكْمْرُونَ © يع: يعني القتل بالسيف قبل عذاب 
الآخرة . 
تو ءإِذ الذينَ كمروا ينفقُونَ أمْولَهُمْ لِيَصدُوا عَنْ سَبيلٍ الله فسَيْقوتَهَا ثم 
تكون عَلَيْهِمْ حسْرَة ثُمْ يُعْلَبُونَ 4. لما هزم رسول الله أهل بدر رجعوا إلى مكة. 
فأخحذوا ما ا به العير من الشام فتجهزوا به لقتال النبي» واستنصروا بقبائل من 
قبائل العرب؛ فأوحى الله إلى النبي عليه السلام. وهو بالمديئة: ( إِنَّ الذينَ كَمَرُوا 
ينون َنْوَاهُمْ لِيَصْدُوا عَنْ سَبيل الله. . ) إلى قوله: « وَالذِينَ كََرُوا إلى جَهنم 
: يُْشَرُونَ 4 فبيّن الله لنبيه أنهم سيغلبون من قبل أن يقاتلوا. قوله: ( فَسَينفقوتَهًا ثم 
كن اتيم خشرة) لى : النفقة يعذّبون عليها كما يعذَّبون على كفرهم . 
وقال بعضهم : لها قدم أبو سفيان بالعير إلى مكة ندب الناس ودعاهم إلى القتال 
حتى غزا نبي الله يوم أحد في شوال. يوم السبت لإحدى عشرة ليلة خلت من شوّال 
في العام المقبل الذي يلي بدراً. 


09 حديث صحيح متفق عليه . أخرجبه البخاري في كتاب الدعوات». باب استغفار النبي عَكلدِ في 

اليوم والليلة عن أبي هريرة ولفظه: والله إني لاستغفر الله وأتوب في اليوم أكثر من سبعين مرة. 
وأخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار. باب استحباب الاستغفار والاستكثار 
مله (رقم 00# هن الأغر المزني ولفظه : إنه ليغان على قلبي ٠ ١‏ وإني لأستغفر الله في اليوم مائة 
مرة» وعنه أيضاً بلفظ : : يا أيها الناس. توبوأ إلى الله فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة. 

(2) كذام في المخطوطات الأربع. قال أبن عمر». وفي زء» ورقة 118: «قال الحسن». 


58 


الجزء الثاني الأنفال: 37 - 39 
وقال مجاهد في قوله: ( إن الذنَكَوُوا يفُونَ أْوُمْ لصوا عَْ سبل الل 
َسينفْعُونَهَا ) قال : هذا في نفقة أبي سفيان على الكفار يوم أحد. 


قوله: « ليمير اللَهُ الحَبِيتَ مِنّ الطيّب » أي ليميز نفقة المؤمنين من نفقة 
الكفار. « فيَجَعَل الخبيث بَعْضِهُ عَلَى بَعْض 4 أي نفقاتهم التي أنفقوها في حرب 


الل 9 


الي من كسبهم الخبيث. 9 فَيرْكُمَهُ جَميعاً 4 أي بعضه على بعض « فَيَجْعَلهُ في 
جَهَنْمَ 4 أي معهم « أُولَيِكَ هُمْ الحْسِرُونَ» قال الحسن: هي كقوله: ( يَوْمَ يُحْمَى 
عَلَيْهَا في نَارِ جَهْمَ فَكْوَئ بها حِبَاهمُهُمْ وَجُنويّهُمْ وَظهُورُهُمْ ) [التوبة: 35]. 

قوله : « قل لُلذّينَ كَفْرُوا إِنْ يُنْتَهُوا يُعْمَرْ لَهُم ما قَدْ سَلْفَ وَإِن يُعُودُوا © لقتال 
محمد 9 فَقَدْ مَضَتْ سُنْتُ الأوْلِينَ © أي بالقتال» والاستئصال. وقال مجاهد: في 
قريش يوم بدرء وفي غيرهم من الأمم [قبل ذلك]7"©. 


قوله: « وَفَاتِلوهُمْ حت لآ تَكونَ فتئة 4 أي: حتى لا يكون شرك. وهذه في 
مشركي قريش خاصة ؛ وأما من سواهم من المشركين فإذا أدوا الجزية قبلت منهم ولم 
يقتلوا إذا أقروا بالجزية» إلا من كان دخل من العرب في دين أهل الكتاب» فإن عمر 
لم يقتلهم. وقبل منهم الضعف مما يؤخدذ من المسلمين من مواشيهم؛ وهو قول 
العامة9؟. وكان علي يرى قتلهه© . 


قوله : « وَيَكُونَ الدّينٌ كُلَهُ للّهِ 4 يعني الإسلام. ذكروا أن رسول الله ككل قال : 


(1) زيادة من زء ورقة 119. 

(2) انظر ما رواه في الموضوع أبو يوسف صاحب أبي حنيفة في كتاب الخراج ص 249 - 251. 

(3) روى أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب الأموال ص 37 عن زرعة بن النعمان أو النعمان بن 
زرعة قال: «فصالحهم [أي نصارى بني تغلب] عمر بِنُْ الخطاب على أن أضعف عليهم 
الصدقة. واشترط عليهم أن لا ينصّروا أولادهم . قال مغيرة: فحدّثتٌ أن علياً قال: لئن تفرغت 
لبني تغلب ليكونن لي فيهم رأي : لأقتلن مقاتلتهم. ولأسبين ذراريهم. فقد نقضوا العهد. 
وبرئت منهم الذمة حين نصّروا أولادهم» . 


89 


الأنفال: 39 - 41 تفسير كتاب الله العزيز 


أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إلله إلا الله فإذا قالوها عصموا بها دماءهم 
وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على ابه 10 , 


قوله: « فَإِنِ انْنَهوَا 4 أي عن كفرهم « فَإِنْ لله ما يعْمَلُونَ ن بَصِير 4. قال 
الكلبي فإن انتهوا عن القتال. وهو واحد. # وإن تولوا » أي: وإن أبو إلا القتال 
١‏ فَاغلَمُوا أَنْ الله مَوَْكُمْ» أي وليكم ط نِم المَلى »4 أي نعم الولي « وَنَعْمَ 
النْصِرٌ » أي لأوليائه . 

ا ا ار لا يه ور ل 
وَاليتامئ وَالمسَاكين وابن السبيل ». 

ذكر عبد الله بن الخير قال: بينما نحن جلوس بهذا المربد إذ أقبل علينا 
أعرابي أشعر الرأس. أو مشعار الرأس. قال: قلنا: والله لكأن هذا ليس من أهل 
البلد. قال: أجل . قال وإذا معه أديم أو قطعة من جواب. قال: هذا كتاب كتبه لي 
رسول الله ككل . فأخذنا الكتاب. فقرأناه. فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم. هذا 
كتاب من محمد النبي» رسول الله لبني زهير بن أَقَيْش(©: إنكم إن شهدتم أن لا إلنه 


(1) حديث صحيح أخرجه البخاري عن ابن عمر مرفوعاً في كتاب الإيمان. باب فإن تابوا وأقاموا 

ظ الصلاة واتوا | الزكاة فخلوا سبيلهم. وانظر فيما مضى من الجزء الأول ص 573 . تعليق 2. 

. (2) المربد محلة من محلات البصرة. كانت سوقاً للإبل. وبه كانت مفاخرات الشعراء ومجالس 
الخطباء والأدباء. وكان بعض اللغويين يقصدونه ليتلقفوا الفصاحة من أفواه الأعراب عندما بدأ 
اللحن يفشو على ألسنة العامة في المدن. 

(3) في ج ود: «لبني زهيرة وقيس», وفي ق وع: «لبني زهير بن قيس» والصواب ما أثبته. وهم بنو 
زهير بن أَقَْش ابن عبد بن كعب بن عوف بن الحارث: وهم من عكل, كما ذكره ابن حزم في 
جمهرة ة أنساب العرب. ص 199. ومنهم النفر ابن تولب بن زهير» الشاعر الإسلامي الحا 
الذي وفد على النبي كل مسلماًء 0 ا 1 

وكان فصيحاً شاعراً جواداً. أَنظرُ ترجمته في كتب الصحابة مثل 0 الاستيعاب . 
ج 3 ص 1531., وفي كتب الأدب مثل الشعر والشعراء لابن قتيبة» ج 1 ص 309- 311. وقد أشاري . 


00 


الجزء الثاني الأنفال: 41 


إلا اللهء وأقمتم الصلاةء واتيتم الزكاةء وفارقتم المشركين» وأعطيتم من الغنائم 
الخمس. وسهم الصفي., وربما قال: وصفيهء فأنتم امنون”" بأمان الله وأمان رسوله . 

وسهم الصفي - فيما بلغنا ‏ أنه إذا جمعت الغنائم كان للنبي شيء يِصَفْى به قبل 
أن تقسم الغنائمء فرساً كان أو بعيراً أو غير ذلك©. 

وقال الحسن: كانت إذا جمعت. للنبي أن يأخذ منها ما شاء قبل أن تقسم 
الغنائم» وهو الصفي الذي أصفاه الله محمد عليه السلام. وأن النبي عليه السلام لم 
يستأئر على المسلمين من ذلك السهم قط . وقد جعله الله له يريد بذلك كرامته. فتركه 
رسول الله يلل للمسلمين» وصار أجره وذخره لرسول الله عند الله . ثم يجعل الغنائم 

وبلغنا أن عثمان بن عفان كان يقول لصاحب الجيش إذا بعثه: إذا غنمتم غنيمة 
ألقها عليها. فأيها وقع عليها ذلك السهم فاجعله الخمس . 

قال الحسن : فيأخذ رسول الله ككلِ من الخمس ما شاء. وليس فيه وقت'©. 
وبعطي قرابته من ذلك مارأى. ويعطي اليتامى والمساكين وابن السبيل على قدر مأ 
بعده تلك الأربعة الأخماس على أهل العسكر. فيعطي الفرس سهمين وفارسه سهما. 


ابن دريد في كتابه الاشتقاق إلى كتاب النبي عليه السلام هذا فقال في ص 183: «وكتب النبي 
يل كتاباً لبني أقيش في ركية بالبادية» فهو في أيديهم إلى اليوم ؛ كما أشار إليه ابن عبد البرَ في 
الاستيعاب . 

(1) في فق : «فأنتم مؤمنون بأمان الله» والصحيح ما أثبته : «امنون» . وسقطت الجملة كلها من ع ود. 

(2) جاء في كتاب الخراج لأبي يوسف. ص 6 ما يلي : «قال أبو يوسف: حدثني أشعث بن سوار 
عن محمد بن سيرين قال: كان لرسول الله كه من كل غنيمة صفي يصطفيه. فكان الصفي يوم 

(3) أي: شيء محدد مقدر. 


91 


الأنفال: 41 | تفسير كتاب الله العزيز 





ذكروا أن رسول الله يل قال: والذي نفسي بيدهء ما أعطيكم شيئاً ولا 
أمنعكموه . إنما أنا خازن أضع حيث أمر 2120 , 
ذكروا عن مغاريه أنه قال : سمعبف 1ن الله. لد يقول : إنما أنا قأسم . والله 


يعطي © ... 


25200 تقسم الغنائم على خمسة أخماس؛ فخمس منها لله 
والرسول. فهذا سهم واحدء ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل» وأربعة 
أخماس لأهل القتال. فأما سهم ذي القربى فإن أبا بكر وعمر حملا عليه في سبيل ‏ 
الله . 

ذكروا أن نجدة كتبّ إلى ابن عباس يسأله عن سهم ذي القربى فكتب إليه : إنا 
كنا نراه لقرابة رسول الله فأبى ذلك علينا قومنا© . 


ذكر بعض أهل العلم قال: ما بيع بذهب. أو فضة ففيه. حمسن الله. وسهام 
المسلمين . ولا بأس بأكل "الطعام ما لم يبع فيصير ذهباً أو فضة. ش 
ذكر ابن عمر أن رسول الله يخ جعل يوم خيبر للفارس سهمين وللراجل 


سهماً . 
ذكروا أن أربعة من المسلمين قدموا على النبي كَل ومعهم فرس. فأعطى 
الفرس سهمينء, وأعطاهم سهما سهما. 


00 البخاري في كتاب الجهاد والسير. باب فول الله تعالى فإن لله خمسه عن أبي هريرة وفيه : 

)2( روأه البخاري أيضاً في نفس الكتاب والباب بلفظ : إنما أنا قاسم وخازن والله يعطي . . وفيه عن 
معاوية: قال رسول الله يَكة : والله المعطي وأنا القاسم . 

)03 انظر نص كتاس ابن عباس إلى نجدة بن عويمر في صحيح مسلمء » كتاب الجهاد والسيرء باب 
النساء الغازيات يرضخ لهن ولا يسهم (رقم 2) عن يزيد بن هرمزء واقرأه في كتاب الأموال 
لأبي عبيد القاسم بن سلام ص 417 - 418. 

)4( 3 في قع دع. ديوم خيبر». وهو الصحيخ . وفي رج ود: «يوم حنين» . 

902 


الجزء الثاني الأنفال: 41 





ذكروا عن خالد بن الوليد أنه أَنّي بهجين فقال ا ل د 
أن أقسم له. ذكر بعضهم قال: إن رسول الله يلعِ قسم للهجين سهمأ0©. 


ظ وسئل بعض أهل الملم عن الرضل يكون بعه الافراس فقال: > 

فرسين» ولو كانت معه عشرة أفراس ©, . [ 1 

ذكروا أن نجدة كتب إلى ابن عباس يسأله عن المرأة والعبد يشهدان الغنيمة 
فقال: ليس لهما من الغنيمة شيءء إلا أنه قال: يُحَذّيَانَ©. 


وقال بعضهم: إذا قسمت الغنائم فلا يخص أحد دون أحد إلا دام أو دليل. 


ذكروا أن رسول الله يل صلى إلى جنب بعير ثم أخل وير منه فقال: ما لي 
ولكم منها مثل هذه. إل الس ٠‏ ثم هو رد عليكم. فوا الخيط والمخيط. فإن 
الغلول نار وشنار» على أهله يوم القيامة9). 


ذكروا أن رجلا من يعلين© قال لرسول الله كلِ: هل أحد أحق بالمغنم من 


(1) الهجين في الناس وفي الخيل من كان أبوه خيراً من أمه. فإذا كان الاب عتيقاً والأم ليست كذلك 
كان الولد هجينا. 

(2) وهذا رأي أبي يوسف القاضي ورأي مكحول كما ذكره أبو يوسف في كتاب الخراج ص 60. 

(3) فى ج ود: «بحدبان» كذا بدون نقطء وفي فى «يحديان» كذا ضبطت. ٠‏ دفي ع: ويجديان». وفي 
كل منها تصحيف. والصواب: يحذيان. أي : يعطيان شيعا ولكن لا يسهم لهما. قال 
الجوهري : «أحذيته من الغنيمة إذا أعطيته منها». والحذية. والحذوة والحذيًاء العطية القليلة : 
من الغنيمة. وترجم أبو داود في كتاب الجهاد من سننه. باب في العو والعند يحنيان فد 
الغنيمة . 

(4) الشنار: العيب والعار. | 

(5) رواه الإمام أحمد عن عبادة بن الصامت. ورواه النسائي عن عمرو بن عَبْسَة السلمي. ورواه أبو 
داود في كتاب الجهاد. باب في فداء الأسير بالمال (رقم 2694) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن" ' 
جده في قصة وفد هوازن. 

(6) كذا في فى وع: «يعلين». وفي د بياض .2 وفي ج لمن (كذا) ولم أهتد ل إلى كلمة تشبه هذه علّمأ 
ألقبيلة أو مكان حتى أحققه. وقد ورد هذا الحديث في ت 7 ج 3 ص 321 من وواية 
: البنهقي'عن عبد الله بن شفيق عن رجل» م فب الرجل.: 0 1 


593 


الأنفال: 41 - 42 تفسير كتا الله العزيز 





أحد؟ قال: لاء حتى السهم يأخذه أحدكم من جنبه فليس بأحق منه. 

ذكروا عن الحسن . قال: قيل لرسول الله يكلِ: استشْهدَ فتاك فلان قال: كلاء 
إني رأيته يُجر إلى النار بعباءة غَلّها0©. | 

قوله : « إِنْ كُنْكُمُ َامنكُمْ باللّه ومَا أَنْرلنَا عَلَى عَبْدِنا يوْمَ الُرَقَانِ © أي يوم بدر, 
فرق الله فيه بين الحق والباطل [فنصر الله نبيه وهزم عدوه]. قال: « يَوْمْ التقى 
الجَمْعَانِ # أي جَمع المسلمين وجمع المشركين ( وَاللّهُ عَلَى كل شَيْءٍ قدير ». 

قوله : إذ نتم بالعذُوة آلْدْنيًا > أي عدوة الوادي بأعلى الوادي « وهم 
الْعُدُوَةِ المُضوَى » أي أسفل الوادي. « وَالركبُ أَسْفْل مِنْكُمْ 4 يعني أبا سفيان 
واميكات اللين.. 

قال الكلبي : كان أبو سفيان والعير أسفل من الوادي ‏ زعموا ‏ بثلاثة أميال في 
طريق الساحل. لا يعلم المشركون مكان عيرهم. ولا يعلم أصحاب العير مكان 
المشركين . 0 

قال بعضهم : العدو كان شفير الوادي ؛ كان المسلمون بأعلاه» وكان المشركون 
بأسفله. والركب يعني به أبا سفيان والعيرء الخدم فانطلق على حوربيه. 


(1) حديث صحيح أخرجه الترمذي في أبواب السير باب ما جاء في الغلول عن ابن عباس عن عمرٌ 
ابن الخطاب مرفوعاًء وكذلك رواه أحمد من طريق ابن عباس عن عمر بن الخطابء. وانظر ما 
سلف ج 1 ص 329 . تعليق 1. 

(2) زيادة من زء ورقة 119. 

(3) كذا وردت هذه الجملة في ع وق: «الخدم فانطلق على حورسة»2 وفي ج ود: «الحرم فانطلق 
على حورمه» ولم أهتد لما في الجملة من تصحيف حتى أصححه. وقد أشكلت الجملة من 
قبل على المحقق الكير الشيخ محموة مد شاكر في السير البطبري ع 13 طن 564 حيث ذكر 
أنها جاءت في المخطوطة: «انخدم بالعير على حورمه». أما عبارة الواقدي ذ في المغازي ج 1 
ص 41 فهكذا: «فضرب وجه عيره» فساحل بهاء وترك بدرا ينار وانطلق شريفاء” ونقل هذه 
الجمل الطبري في تاريخه ج 2 ص 4177 نقلاً يكاد يكون حرفياً. ل ا لت 
يشر إلى هذا المصدر. 


04 


الجزء الثاني الأنفال: 42 44 





قال: « وَلَوْ توَاعَدْتَمْ 4 أي: أنتم والمشركون « لآخْتَلفْتُمْ في المِيعاد 4 قال 
الحسن : لوتواعدتم فيما بينكم فقلتم نصنع كذا وكذا لاختلفتم في الميعاد. « وَلْكنْ 
ليقضيٌ اللّهُ أمراً كَانَ مَفُعُولاً 4 أي فيه نصركم والنعمة عليكم . 

قوله : « لِيهْلِك مَنْ هَلك عَن بَيٍ وَيَحْيَى مَنْ حي عَن بِينِ 4 أي بعد الحجة 
والبيان. كقوله : ( وما أَرْسَلْنَا من رُسُول, إلا بلسَانِ قَوْمِهِ لِيبيْنَ لَهُمْ فَيَضِلْ اللَّهُ مَن يُشَاءُ 
وَيَهْدي من يُشَاءُ ) [إبراهيم : 4] أي بعد البيان. « وَإِنْ الله لَسَمِيمٌ عَلِيمَ 4. 

قوله : « إِذ يُرِيكَهُم اللَهُ في مَنَامِكَ قَليلا وَلَوارَيكهُم كثيرا لَمَشْلكُمْ ولَتدرَعْتُمْ في 
الآمر» قال الكلبي: إن رسول الله كةِ لما سار إلى بدر وأخبره الله بسير المشركين 
أراه المشركين في منامه قليلاً. فقال رسول الله : أبشروا فإن الله أراني المشركين في 
منامي قليلا© فقال المسلمون عند ذلك: رؤيا رسول الله حق. والقوم قليل. 

قوله: ( وَل أَرَيِكهُمْ كثيراً لفَشِلْتَمْ » قال الحسن: لجبنتم. ( وَلْتَدارْعْتُمْ في 
الأمر) أي : ولاختلفتم في الأمرء أي مر الله ورسوله. وقال مجاهد: تقلت ١‏ 
محمد فيفشل بذلك أصحابك. 9« وَلَكِنّ الله سَلَّمَ 4 أي من ذلك. سلم للمسلمين 
أمرهم. وهزم عدوهم. 9« إِنهُ عَلِيمُ بزّات الصَدُورِ 4. أي بما في الصدور. قال 
الحسن : من علمه بما في صدوركم قللهم في أعينكم. وأذهب الخوف الذي كان في 
صدوركم . 

قوله: < وَإذ يرِيكمُوهُمْ إذ التقيتم في أعييكُم قَلِيلا وَيَُلْكمْ في ينهم 4. قال 
الكلبي إن المسلمين لما عاينوا المشركين يوم بدر رأوهم قليلا فصدقوا رؤيا 
رسول الله . وقلل الله المسلمين في أعين المشركين, فاجترأ المؤمنون على المشركين 
لقلتهم في أعينهم. واجترأ المشركون على المؤمنين لقلتهم في أعينهم . « لِيْقَضيَ 


(1) لم أجده بهذا اللفظ. ولكنه تفسير واضح للآية؛ ففي تفسير الطبري ج 13 ص 570: «عن 
مجاهد . . قال ٠:‏ أراهم الله إياهم في منامه قليلاء فأخبر النبي و أصحابه بذلك. فكان تشيتاً 


لهم». 


9 


الأنفال : 44 - 46 ش تفسير كتاب الله العزيز 





اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولَاً 4 أي: فيه نصركم والنعمة عليكم. « وَإِلَى الله ترجَمُ 
1+ 
الامُور ». 

قوله : « يا يها الذينَ عَامَُوا إذًا ميتم فثةَ 4 يعني من المشركين « فائبتوا 4 في 
صفوفكم « وَاذْكرُوا الله كثيرا لَعَلَكُمْ تفلحون » أي لكي تفلحوا. 

قال بعضهم: افترض الله ذكزه عند أشغل ما يكون الناس» عند الضراب 
بالس وف 

ذكروا عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله 24 : لا تتمنوا لقاء العدو. 
واسألوا الله العافية. فإن جاءوكم يرجمون ويصيحون ويبرفود فالزموا الأرض لوس 
واعلموا أن الجنة تحت الأبارق7 . 

ذكر الحسن عن قيس بن عباد قال: كان أصحاب رسول الله يَةِ يكرهون 
الصوت عند ثلاثة: عند القتال» وعند الجنائز. وعند قراءة القران. 

ذكروا عن ابن عباس أنه كان يكره التلثم عند القتال. 

دكروا أن رسول الله يكل قال : اطلبوا إجابة الدعاء عند ثلاثئة: عند إقامة 
الصلاة. وعند التقاء الجيوش» وعند نزول الغيث© , 

قوله : « وَأَطِيعُوا اللّهَ وَرَسُولَهُ وَل تَنَارَعُوا فَتَْشَلُوا # قال بعضهم: لا تختلفوا 
فتجبنوا. “قوله: « وَتَذْمَبَ يكم » أي يذهب نصركم. قال مجاهد: ويذهب 
نصركم ؛ ء قال: فذهب نصر أصحاب فحول د حين نازعوه يوم أحد. قال ٠:‏ 


0 هذا لكا سويت تت وقد أخرجه عبد الرزاق عن يحيى بن أبي كثير» 52 «فإذا 
دنوا منكم فثوروا إليهم: واعلموا أن الجنة تحت البارقة. وجاء في صحيح البخاري» باب كان 
النبي 95 إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتالحتى تزول الشمس؛ عن عيد الله ؛ بن أبي أوفى قال 
رسول الله يَكِ حين قام خخطيباً في الناس : أيها الناس. لا تتمنوا لقاء العدو. وسلوا الله العافية. 
فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف . وفي رواية لعبد الله بن عمرو: 
فإذا لقيتموهم فأثبتوا واذكروا الله كثيراًء فإن صجبوا وصاحوا فعليكم بالصمت. 

(2) أخرجه البيهقي في المعرفة عن مكحول مرسلا . 


06 


الجزء الثاني الأنفال: 46 - 48 





٠‏ واصبروا إن الله مَمَ الصبرينَ» أي ذ في العون والتأبيد. 


ا « وَل تكونوا كَالذِيْنَ حَرجُوا مِنْ دِيَارهم بطرأ وَرتَآءَ الناسٍ وَيَصَدُونَ عَنْ 
سبيل_اللّهِ » يعني المشركين. 9 وَاللّهُ بمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ 4 أي: يحفظها عليهم 
حتى يجازيهم بها. 

قوله : « فَإِذ ذيْنَ لَهُمْ الشيطن أَْمَالهُمْ وَقَالَ لا غالِبَ لهم الوم من الناس, 
إن جار لح فلْمًا رَاءتِ الفمانٍ نَكصٌ عَلَىْ عَقَبَيْهِ وال إني بريءٌ مُنَكُمُ إني أَرَى ما 
لا ترون ني أَحَافُ الله وَاللّهُ شديدٌ العقاب . 

قال الكلبي7”؟: إن المشركين لما خرجوا من مكة إلى بدر أتاهم الخبرء وهم 
بالجحفة” قبل أن يصلوا إلى بدرء أن عيرهم قد نجت؛ فأراد القوم الرجوع. فأتاهم 
إبليس في صورة سراقة بن مالك بن جعشم”, فقال: يا قوم. لا ترجعوا حتى 
تستأصلوهم, فإنكم كثيرء وعدوكم قليل. فتأمن عيركم. وإني جار لكم على بني 
كنانة ألا تمروا على حي من بني كنانة إلا أمدوكم بالخيل والرجال والسلاح. فمضوا 
كما أمرهم للذي أراد الله من هلاكهم . 

فالتقوا هم والمسلمون ببدر؛ فنزلت الملائكة مع المسلمين [في صف]©, 
وإبليس في صف المشركين في صورة سراقة بن مالك . فلما نظر إبليس إلى الملائكة 
مع المسلمين نكص على عقبيه .. وأخذ الحارث بن هشام المخزومي بيده فقال: يا 
سراقة. على هذه الحال تخذلنا؟ فقال: إني أرى ما لا ترون. أي الملائكة» إنى 
أخاف الله والله شديد العقاب. فقال له الحارث : ألا كان هذا القول أمس. فلما رأى 
(1) في بعض المخطوطات اضطراب وحذف أثبت التصحيح والزيادة من زء ورقة 120. 

(2) الجحفة. قرية على طريق المدينة على ثلاث مراحل وقيل أربع مراحل من مكة. وسميت كذلك 
لأن السيل أجتحفها وحمل أهلها في بعض الأعوام . وهي ميقات أهل مصر والشام إن لم يمروا 
على المدينة. انظر ياقوت الحموي, معجم البلدان ج 2 ص 111. 

(3) هو سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي., يكنى أبا سفيان. انظر ترجمته في الاستيعاب لابن 
عبد البر» ج 2 ص 581. 

(4) زيادة من زء ورقة 120. 


07 


الأنفال: 48 - 49 تفسير كتاب الله العزيز ( 





إبليس أن المؤمنين ين أقبلوا إليهم. دفع في صدر الحارث فخرء وانطلق إبليس وانهزم 
المشركون. 

فلما قدموا مكة قالوا: إنما انهزم بالناس مانا بعالك ونقض الصفء. ثم 
انهزم الناس. فبلغ ذلك سُراقة فقدم عليهم مكة فقال: بلغني أنكم تزعمون أني 
انهزمت بالناس ؛ فوالذي يحلف به سراقة ما شعرت 00 بلغتني هزيمتكم . 
فجعلوا يذكّرونه: أما أتيتنا يوم كذا وكذاء وقلت لنا كذا وكذا؟ فجعل يحلف لهم . 
فلما أسلموا علموا أنه الشيطان. 

ذكروا أن مجاهدا قال: هو أبو جهل وأصحابه يوم بدر. 

ذكر بعضهم قال: كان الذين قاتلوا نبى الله يوم بدر خرجوا ولهم بغي وفخر. 
وقد قيل لهم يومئل: ارجعوا ف فقد انطلقت عيركم : وقد ظفرتم. فقالوا: لا والله حتى 
يبلغ أهل الحجاز فييد ربا وعددنا. 

وأما قوله: ( لا غَالبَ لَكُمُ اليَمَ مِنَ الناس ) أي إنه ليس أحد من الناس 
يغلبكم اليوم في تفسير الحسن . ( وَإني جَارَ لَحُمْ ) أي معكم . وقوله : ( نكص عَلَى 
عَقبِيه ) أي رجع على عقبيه هارباً. وقوله : ني أرَى ما لآ تَرَوْنَ ) إِنيَ حاف الله 
أي أنه رأى جبريل يزع الملائكة. وقال الحسن: رأى الملائكة تضرب وجوه 
المشركين. وقال بعضهم: ذكر لنا أن الشيطان رأى جبريل تنزل معه الملائكة . 

قوله : إنيّ أَحَافٌ الله ) قال بعضهم : كذب» ولكن علم أن لا طاقة لهم بهم . ظ 
قال الكلبي : أما قوله : ( إني أَرَى ما لآ تَرَوْنَ ) فصدق. وأما قوله : ( إنيَ أَحَافُ الله ) 
فكلب . 
قوله: ط إِذْ يَقُولُ المُفِقُونَ وَالذِينَ في فُلُوبهم مُرَض » وهم المنافقون أيضا. 
والمرض في تفسير الحسن الشك”). وفي تفسير العامة المرض النفاق. وهو واحد. 
إلا أنه كلام مثنى ©) 
(1) كذا في ق وع: «الشك». وفي ج ود: «الشرك؛ وما أثبته هو الصحيح إن شاء الله. 
(2) أي كلام مكررء أو مترادف. وسياق الكلام وروح اللغة العربية تأبى ما ذهب إليه المؤلف هنا. - 


08 


الجزء الثاني الأنفال: 49 - 55 





ل غَرْ مْؤلاءِ دينهُمْ 4 قال الكلبي : بلغنا أن المشركين لما نفروا من مكة إلى 
بدر لم يخلفوا بعدهم أحدا قد احتلم. فنفر معهم أناس كانوا أجابوا إلى الإسلام 
وتكلموا به. فلما رأوا قلة المؤمنين ارتابوا ونافقوا وقاتلوا مع المشركين. وقالوا: غر 
هَْؤْلاءِ دِينهُمٌ» يعنون المؤمنين. قال الله ( ومن يكل على لعزي حكي 4 أي 
عريز في لسمتهع حكيع في أمره. 

را ويلا لز 1 كز قور فقتو مما بت ا اه 
يعني في يوم بدر ضربت الملائكة وجوه المشركين وأدبارهم « وَدُوقُوا عَذَابَ 
الحريق » أي في الآخرة. ( ذَلِك بِمَا قَدّمَتْ أيديكم وَأن الله َيْسَ طلم لِلْعبِيدٍ 4. 

قوله: « كَدَأب آل فَرْعَوْنَ 4 قال الحسن: كفعل آل فرعون وجحودهم ؛ يقول 
فعل المشركون كما فعل آل فرعون . ف وَالذِينَ مِنْ قبلهم 4 أي الكفار ( كفروا بثايت 
الله فَأَحَدّهُمُ الله بذنوبهم » أي فعذبهم الله « إن الله فَرِي شديدٌ الجقاب . 

قوله : ل ذلك بأَنْ الله لَمْ يك مُعَيْرا نعمَة فم أَنْعَمَهَا عَلَى قوم حتى يُغَيرُوا ما 
بأَنفْسِهِمْ 4 أي إذا جحدوا الرسول وكذبوه أهلكهم الله . « وَأَن اله يع غلم 4. 

قوله : كَذَأَبِ آل فِرْعَوْنَ والذينَ من قَبلهم كَدَيُوا بيت ريهُم َأهْلْكْتَهُمْ بذُنُوبِهمْ 
وَأغْرَقنَ َال فرعَون » وفرعول معهم. ٠‏ أي غير هؤلاء كما غيّر ال فرعون والذين و 
قبلهم فأهلكهم الله. كقوله: ( أَلَمْ تر إلى الذينَ بَدُلُوا بعمَتَ الله كرا وأَحَلُوا قَوْمَهُمْ 
دار البوار). [إبراهيم: 28] وهم المشركون من أهل بدر. والبوار الهلاك. قال: 
« وَكلُ كَانُوا طَلِمِينَ4 لأنفسهم. 

قوله: ط إِنْ شَرٌ الدُوَابٌ عِنْدَ الله الذينَ كَفَرُوا فَهُمْ لآ يُوْمِنُونَ » أي الذين 


- فليس المنافقون والذين في قلوبهم مرض صنفاً واحداً. وقد نسب إلى ابن عباس القول بأن 
المنافقين هم قوم من أهل المدينة من الأوس والخزرج . أما الذين في قلوبهم مرض فهم الذين 
تكلموا بالإسلام في مكة وأخرجهم المشركون معهم إلى بدر. وانظر مختلف مذاهب العلماء في 
هذين النوعين في زاد المسير لابن الجوزي. ج 3 ص 367 - 368. 
909 


الأنفال: 56 - 57 تفسير كتاب الله العزيز 


يموتون على كفرهم . وقوله: ( شرٌ الدُوَابٌ ) أي : لكاو كقوله : د الذين 
كفروا ه من أهلٍ الكتاب وَالمُشْرِكِينَ في نَارِ جَهَنْم حَالِدِينَ فيها وليك هُمْ ث شر البريئة ) 
[البينة: 6] والبرية خلق الله . 

قوله : ا 70 
قال الكلبي . هؤلاء قوم ممن كان وادع رسول الله عليه السلام وكانوا ينقضون العهد 
فأمر الله فيهم 7 فال ٠‏ 

ل فإِمًا تنَفَنَهُمْ في الحَرب أي تظفر بهم ]9 ل( د بهم يد َعلّْهُمْ 
اي و عي ا وقال مجاهد : أهل 
قريظة مالأوا2©) على النبي يوم الخندق . 1 ظ ظ 

وقال الحسن : لعلهم يؤمنون مخافة أن ينزل بهم ما نزل بالذين نقضوا العهد. 

قال بعضهم : كان أنزل في سورة محمد [الآية: 4]: ( فَإِمًا منا بَعْدُ وَإِما فدَاءً ) 
فكانوا إذا أخذوا أسيرا لم يكن لهم إلا أن يفادوه. أو يمنوا عليه فيرسلوه. فلسختها 
هذه الآية: ( فَإِمّا تَنَْمنَهُمٌ في الحَرب فَشَرْدْ بهم منْ خَلْمَهُمْ ) أي: فعظ بهم من 
سواهم لعلهم يذكرون. 

ذكر وجل من حون قال :كنا مم عبد الله بن غود صباخب الدى عليه السلا 
في غزوة فكان إذا ا 9 بأسارى قال: لعل لأحد منهم عندكم عهدأ. فإن قالوا لا 

فسم أو قتل. 


(1) زيادة من ز ورقة  .120‏ 
(2) في كل المخطوطات: «مالوا على النبي» وأثبت ما فى تفسير مجاهد. ص 266: «مالأوا على 
نبي الله« وفي تفسير الطبري ج 14 ص 22: «مالأوا على محمد يوم الخندق أعداءه». 

(3) كذا: في المخطوطات كلها «أؤتي». وصوابه : أبّي بأسارى. نعم جاء في اللغة العربية: أتى به. 
ولكن ععناء عار وقد جاء في معاني القران للفراء ج 2 ص 205 ما يلي : وقرأ مجاهد: ( آتينا 
بها ) بمد الآلف. يريد جازينا بها على فاعلنا وهو وجه حسن». وذلك في قوله تعالى : ( وإن 
كان مثقال حبة من خردل أتينا بها ) [الأنبياء: 47]. 


100 


الجزء الثاني ظ الأنفال: 58 - 60 





قوله: « وَإِمّا تان مِنْ قَوْم خيّانة 4 أي تعلمن من قوم خيانة» أي: نقضاً 
للعهد. يعني إذا هم نقضوا. كقوله : ( وَإِنْ خَفْتمُ شِقَاقٌ بَينهُمَا ) [النساء : 35] أي : 
وإن علمتم شقاق بينهماء وذلك إذا كانا قد وقع الشقاق بينهما. « فانيذ ِليْهُمْ عَلَى 
سَوَاءٍ » أي على أمر بين حا اعلمهم اللكدسرت ليم . وقوله : (عَلَى سَوَاءٍ ) أي : 
يكون الكفار كلهم عندك سواء. « إن الله لآ يحب الخائنينَ 4 لدينهم أذا نقضوا 
العهد. وقال مجاهد: هم 8 قريظة . 

قوله : < ولا يََحَسَبن الذين كفروا سَبْقوا »# [أي : 'فاتوا. ثم ابتدأ فقال]09) 
إِنْهُمْ لآ يُمْجِرُونَ 4 أي لا يعجزون الله فيسبقونه حتى لا يقدر عليهم.. 

قوله : « وَأَعَدُوا لَهُم ما اسْتَطعتم من قُوَةٍ © قال بعضهم : النبل. وقال الحسن : 
ما استطعتم من قوة تقوون بها عليهم . 

ذكر عمرو بن عبسة قال: سمعت رسول الله يك يقول: من رمى سهماً في سبيل 
الله فأصاب العدو أو أخطأه فهو كعتق رقبة© . 

ذكروا أن رسول الله كَلخِ قال: إن الله ليدخل الجنة بالسهم الواحد الثلاثة من 
الناس: صانعه يحتسب به في صنعته الخيرء والممدٌ بهء والذي يرمي به. ثم. قال 
رسول الله كِ: ارموا واركبواء وأن ترموا أحبٌ إليَ من أن تركبواء ومن ترك الرمي بعد 
ما علمه فهي نعمة كفرها. ظ 

قوله: « وَمِن ربَاطٍ اليل تُرِْبُونَ به عدو الله وَعَدوَكُمْ 4 أي تخوفون به عدو 
الله وعدوكم . ذكروا أن رسول الله يل قال : من ارتبط فرساً في سبيل الله فهو كباسط 
يده بالصدقة لا يقبضها© . 
ل باب الرمي في سبيل الله عن عمرو بن عبسة . (رقم 12قق . 
(3) أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه عن عقبة بن عامر الجهني. فأخرجه ابن ماجة في كتاب 

الجهاد. باب الرمي في سبيل الله (رقم 1) وفي آخره : وكل مل يلهو به المرء قن ا 


رميه بقّوسه » وتأدييه ا وملاعبته انرككء فإنهن من 00 


101 


الأنفال: 60 - 62 تفسير كتاب الله العزيز 


ذكروا عن علي بن أبي طالب قال: من ارتبط فرساً في سبيل الله كان روثه وأثّره 
55-586 

ذكروا أن رسول الله ل قال في الخيل: من اتخذها يعدها في سبيل الله فله 
بكل ما غيبت في بطونها أجر. وإن مرت بمرج فرعت فيه كان له بكل ما غيبت في 
بطونها أجر. وإن استنت©) * شرفاً كان له بكل خطوة أجرء حتى ذكر أرواثها وأبوالها1© . 


6 1ظمر ”قر ه 


قوله : «وءَاخرينَ م دونهم 4 أي : من دون المشركين دلا تعلمونهم الله 
يُعلمهِم 4 قال مجاهد: هم قريظة . و ا و امارد وقال بعضهم : 
الجن . قوله : « وما تنفقوا مِنْ حير يُوَفٌ إِلَيكُم وأنتم لا تظلمون ©. 


قوله : « وَإِنْ جَنْحُوا » أي مالوا « للسلم فَالجنح لَهَا # والسلم هو الصلح . 
قوله : «فامجنخ لَهَاَ أي للموادعة . قأل مجاهد : هم قريظة . وقال بعضهم ا 
الآية : ( فاقتلو المُِْكَِ حَيِتُ وجَدئُوهُمْ ) [لتوية : 1 قوله : « وَتَوَكُلُ عَلَى الله 


عل 0" 


0 55 تنا أذ يُحْدَعُوكَ فَإِنْ حَسْبَكَ الله قال مجاهد: هم قريظة. 


- رسول الله كك يقول: الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة. وأهلها معانون عليهاء ومن 
ربط فرساً فى سبيل الله كانت النفقة عليه كالمادٌ يده بالصدقة لا يقبضها. وانظر الأحاديث الواردة 
في فضل ارتباط الخيل في الدر المنثور للسيوطي ج 3 ص 194 - 198. 

(1) أي عَدَت لِمَرّحها ونشاطها شوطأً أو شوطين (انظر اللسان: (سئن) و(شرف) وانظر الخطابي. 
غريب الحديث ج 1 ص 522. وفيه : : وسنت شرفاً : أي عدت طلقا . يقال سن الفرس إذا لح في 
عدوه مقبلا واد 4 : 

(2) حديث متفق على صحته. أخرجه مسلم في كتاب الزكاة. باب إثم مانع الزكاة عن أبي هريرة 
وقد سَيْلَ النبي عليه السلام عن الخيل. فأجاب بلفظ أطول مما هو هناء وأخرجه البخاري في 
كتاب الجهاد والسير. باب من احتبس فرساً لقوله تعالى : : ومن رباط الخيل» عن أبي هريرة 

ولفظه: من احتبس.فرساً في سبيل الله إيمانا بالله وتصديقاً بوعده فإن شبعه وريه وروثه وبوله في 
ميزانه يوم القيامة. وأخرجه ابن ماجة في كتاب الجهاد. باب ارتباط الخيل في سي الله (رقم 
2)8). 


102 


الجزء الثاني الأنفال: 62 - 66 





وقال الحسن: يعني المشركين». يقول: إن هم اظهروا لك الإيمان وأسروا الكفر 
ليخدعوك بذلك [لتعطيهم حقوق المؤمنين وتكف عن دمائهم وأموالهم7© فإن 
حسبك الله . 

ٍ مر الذي بدك بَضْره 4 أي اعانك بنصره « وَبلْمُؤمِينَ ولت بين فوم » 
يعني قلوب المؤمنين « لو أَنقفْتَ ما في الض, جمِيعاً ما أَلْْتَ بَينَ لوبهم وَلكن 
الله َف بَيْنَهُمْ 4 يعني أنهم كانوا أهل جاهلية يقتل بعضهم بعضاً ويسبى بعضهم 
ع متعادين ش فألف الله بين قلوبهم حتى تحابوا وذهبت الضغائن التي كانت بينهم 
بالإسلام 9 إِنهُ عَزِيرٌ حَكِيمْ 4 أي عزيز في نقمته حكيم في أمره. 

قوله: « يا أَيهُا الي حَسْبّكَ اللَّهُ وَمَن اتبَعَكَ مِنّ المُؤْمِنِينَ #4 أي حسبك الله 
وحسب من اتبعك من المؤمنين . ْ 


قوله : <ِيايهًا الي حَرْضٍ المؤمنِينَ عَلى القتالٍ 4 أي : حثهم على القتال. 
حرضهم بما وعد الله الشهداء في الجنة والمجاهدين . 

قوله : « إن يكن منْكُمْ جَفْرُونَ صَبرُونَ ُو ماين ون كن مدُم ماق ُو 
ألفاً مُنّ الذينَ كَمَرُوا بأنهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ 4 قال الحسن : كان الله افترض هذا في هذه 
الآية فأمر المسلمين أن يصبروا لعشرة أمثالهم إذا لقوهم. ثم أنزل الله التخفيف بعد 
ذلك فقال: 

الآنَ حَقْفَ الله نكم وَعَلِم أن فيكم ضغفا قن تكن مُنكم ماثة صَابرة علو 
مائتيْن إن يُكُنْ مُنْكُمْ ألْفٌ يَعْلبُوا اَن بِِذْنِ الله وَاللهُ مَعَ الصَبرِينَ» فآمر الله 
المسلميق أن :بضيدروا لمنازيم إذا التوهم + فلم رقيضن د حت أي آل 
الإسلام2) وصار الإسلام تطوعاً . 


(1) زيادة من زء ورقة 121. 
(2) كذا من المخطوطات, وفي ز: «حتى أظهر الله الدين وأعزه وصار الجهاد تطوعا. قال ابن عباس: - 


103 


الأنفال: 67 - 268 0 | ظ تفسير كتاب الله العزيز 





ذكروا عن ابن عباس قال : كان جعل على كل رجل عشرة فجعل بعد ذلك على 
كل رجل رجلين. 0 

و ما كان نبي أن يُكُونَ لَهُ أسْرَى حَتَى يُْحِنَ في الأزض, تريدُونَ عَرَض 
. الدنيا وَالله يُريدُ الأخرة الله عَزِيرٌ حَكِيم 4. كان هذا في أسارى بدر. ظ 

قال بعضهم : كان أبو بكر أحب أن يقبل منهم الفداء.ء وأراد عمر أن يقتلوا. 
فأنزل الله هذه الآية ؛ ثم قال : « لَؤْلآ كتتبٌ من الله سَبَقَ لَمَسّكُمْ فيمًا أَحَذْئَمْ عَذَابُ 
عَظيمٌ © 0 

وقال الكلبي لق ابي قلاف يا صف 1ل كرد 1 البرك حا يلخن قل 
الأرض . قال : تان كدق الذين تأكلون الغنائم لمسكم فيما أخذتم 
مداصو م 
وقال 0 عا فأخذتم الفداء من الأسارى في أول وقعة كانت في المشركين 
من قبل أن تثخنوا فى الأرض . وقال الحسبن : لم يكن أوجيّ إلى النبي في ذلك بشيء 
فاستشاد 0 تاحقه رأيهم على الفداء. 

ذكر بعضهم قال: كان أراد أصحاب نبي ) الله يومئذ الفداء. ففادوا أسارى بدر 
يومئذ بأربعة الاف أربعة الاف. وما أثخن نبى الله يومئذٍ في الأرض 

وقال بعضهم في قوله : اي ل لي سبل للقن الاين 
وسبق لهم أنهم استّحل لهم الغنائم . 

وقال الحسن : لول كاب من لله سبق أن ل يعذب أهل بدر لمكم فيا تم 
" 0 


: فمن فر من ثلاثة من المشركين فلم يفرء ومن فر من اثنين فقد فرء ولا ينبغي لرجل من 


2< المسلمين أن”يفر من رجلين من المشركين». انظر ز ورقة 121. 


104 


الجزء الثاني الأنفال: 69 - 71 





والحديبية» فقالت حفصة بلى., فانتهرهاء في حديث بعضهم. فقالت أليس يقول 
لله: ( وَإن مُنْكُمْ إلا وَارِدُهَا) فقال: أوليس قال: ( تثُمْ ننجي الذينَ اتقوا وتَذْرٌ 
الظَالِمِينَ فيهَا جُثِياً ) [مريم: 71 - 20]72. 

ذكروا عن عكرمة قال: ما أحلّت الغنيمة قبلكم ولا حُرَمتَ. الخمر على أحد 
قبلكم. وقال بعضهم: لم تحل الغنيمة إلا لهذه الأمة؛ عبت تيع حرن عادها بر 
من السماء فتأكلها. 

قال: ( فَكُلُوا ممًا غَنَمِئُمْ خللاً طَيباً واتقو | اللّهَ » أي فلا تعصوه « إِنَّ الله 


ص م 


غفور رحيم ». 

قوله : «ر ِأبهَا الي ل لمن في نيكم مُنَ الأسْرَئ إن يُعلّم. الله في فُلويكم 
حيرأ » أي إسلاماً له يوكُمْ خَْرً مما أذ بِنْكُمْ 4 أي يعطيكم في الدنيا خيراً مما 
أخذ منكم « وَيَغْفرُلَكُمْ 4 أي كفركم وقتالكم النبي . « وَاللهُ غَمُور رَحِيمٌ 4 أي لمن 
تاب وآمن وعمل صالحاً. 

ذكروا أن رسول الله كَل لما قدم عليه مال البحرين أمر العباس أن يأخذ منه . 
فجعل العباس يحئى في جيوبه ويقول : هذا خير مما أخذ مناء وأرجو المغفرة مع 
ذلك . 
منهم أقام معه. ذكروا أن الطلقاء أهل مكة. والعتقاء أهل الطائف. 

قوله : « وَإِنْ يرِيدُوا خيَانَتكَ 4 قال الحسن : يع الظلقافوريها اثروا للك انهافن 
الإيمان. ١‏ فَقَدْ حَانوًا الله منْ قَبْلّْ 4 أي من قبل إقرارهم لك بالإيمان. وهي خيانة 


(1) أخرجه مسلم وأحمد والترمذي وابن ماجة وغيرهم ء أخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة». 
باب من فضائل أصحاب الشجرة . . عن أم م مبشر الأنصارية امرأة زيد بن حارثة (رقم 2496) . 
وأخرجه ابن ماجة في كتاب الزهدى باب ذكر البعث (رقم 4281)., 

(2) رواه الطبري في تفسيره ج 14 ص 73 -74 عن قتادة مرسلا. وعن ابن عباس. 


105 


الأنفال: 71 - 72 تفسير كتاب الله العزيز 





فوق خيانةء وخيانة دون خيانة. قال: « فَأمْكَنَ مِنْهُمْ # حتى صاروا أسارى في 
يديك . « وَاللهُ عَلِيم حَكيم ». 

ذكر بعضهم قال: ذكر لنا أن رجل© كان يكتب لرسول الله ثم نافق ولحق 
بالمشركين بمكة فقال: والله ما كان محمد يكتب إلا ما شئت. فلما سمع ذلك رجل 
من الأنصار نذر لئن أمكنه الله منه ليضربنه بالسيف . فلما كان يوم الفتح جاء به رجل 
من عامة المسلمين كانت بينه وبينه رضاعة فقال: يا نبي الله هذا فلان قد أقبل تائبا 
نادماً. فأعرض عنه نبي الله. فلما سمع به الأنصاري أقبل متقلداً سيفه. فطاف به 
ساعة. ثم إن نبي الله قدم يده للمبايعة فقال: أما والله لقد تلومتك© هذا اليوم لتوفي 
فيه نذْرّك . فقال: يا نبي اللهء هَيْبتَك والله منعتني, فلولا أومضت إليّ ©. قال: إنه لا 
ينبغي لنبي أن 057 إنما بعثوا بأمر علانية ليس فيه دنس ولا رمس 9) 

قوله: « إِنْ الذِينَ َامَنُوا وَهَاجَرُوا » أي إلى المدينة هوَجَْهُدُوا وله 
وَأنْفْسِهمْ في سَبيلٍ الله 4 يعني المهاجرين « والذين ءَاووا ونصروا 4 يعني الأنصار 
آووا المهاجرين لأنهم أهل الدار ونصروا الله ورسوله. « أُولَيِكَ بَعْضْهُمْ أُوْلِيَاهُ 
بَعْض » يعني المهاجرين والأنصار. ‏ 

ذكروا أن المهاجرين قالوا: يا رسول الله ما رأينا مثل قوم قدمنا عليهم أحسن 
بذلاً في كثيرء ولا أحسن مواساة في قليل» قد كفونا المؤونة» وأشركونا في المَهْنٍ؛ٍ 
قد خشينا أن يذهبوا بالأجر كله. قال: كلا ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم . 


(1) قيل : هو عبد الله بن سعد بن أبي سرح . 
(2) تلوم في الأمر: تمكث وانتظر. 
(3) أومض . أي : أشار إليه إشارة خفية. وهو من أومض البرق» ومنه أومضت المرأة إذا سارقت 
النظر. 
(4) الرمس : الصوت الخفي . ورمس الخبر والحديث أخفاه وكتمه. وقد روى الطبري في تفسيره ج 
14 ص 7 هذا الخبر عن قتادة في قصة عبد الله بن سعد بن أبي سرحء» ولم ترد فيه الجملة 
الأخيرة . 


106 


الجزء الثاني | الأنفال: 72 - 73 





© ال م 


قوله: « وَالذِينَ َامَنوا وَلّمْ يُهَاجرُوا مَا لَكُم مَنْ ولآايتهم من شي ختن 
يهاجروا » هذا في الميراث. 

قال بعضهم : نزلت هذه الآية فتوارث المسلمون زماناً بالهجرة. وكان الأعرابى 
العم د براي نري البباجرالية. ا سورة ة الأحزاب في هذه 
الآية : : ( وَأُونُو الأرْحَام : 3 بِعْضهم أُولَى بِبَعْضٍ في كتاب الله مْنَ المُؤمِنِينَ وَالمُهَاجِرِينَ ) 
[الأحزاب: 6] فخلط الله المؤمنين بعضهم ببعض وصارت المواريث بالملل. 

غير واحد من العلماء أن رسول الله يك قال: لا يتوارث أهل ملتين. 

ذكر عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله يكل : لا يرث الكافر 
المسلم ولا المسلم الكافر. لا يتوارث أهل ملتين شتى ©. 

وقال الحسن : إراد أن يحض الأعراب على الهجرة. فلم يكن الأعرابي يرث 
المهاجر ولا المهاجر الاعرابي. وهو منسوخ . 


قوله : ١‏ ون الْنصَرُوكُمْ في الدينِ فيكم النضر» لهم. » يعني الأعراب. 
لحرمة الإسلام . ج إلا عَلَى قوم َك وبينهم متاق » يعني اهل الموادعة وأهل 
العود من مشر كي الغرتة عن كان يه رين رصول الكياد دون المدتترد عن 
أهل مناقهم وَل با دن صر » أي: لا يخفى عليه شيء من أعمالكم. 

قوله : « والذين كفروا ب بعْضَهُمْ أَوْلِياءُ بع ضٍ 4 أي في الألفة والجماعة على 
معاصي الله. « إلا تَفعَلُوهُ تَكَنْ فتنةَ في الأزض. وفساد كبير © . 


(1) جاء في المخطوطات الأربع : «حتى نزلت هذه الآية في سورة الأحزاب» وأثبت ما ورد في ز 
ورقة 0122 وفي تفسير الطبري ج 14 ص 80. 

(2) حديث متفق على صحته. أخرجه البخاري في كتاب الفرائض. باب لا يرث المسلم الكافر ولا 
الكافر المسلم. وكذلك أخرجه مسلم في أول حديث في كتاب الفرائض (1614) كلاهما عن 
أسامة بن زيد. وأخرجه الربيع ابن حبيب في مسنده في المواريث عن أسامة بن زيد. (671) 
وقال الربيع : يعني بالكافر ها هنا المشرك. وأخرجه أحمد في مسنده والترمذي في سننه من 
حديث عمروبن شعيب عن أبيه عن جده. 


107 


الأنفال: 73 تفسير كتاب الله العزيز 





نزلت هذه الآية حين أُمر النبي بقتال المشركين كافة وقد كان قوم من 
المشركين يكونون بين رسول الله وبين حربه(2 من قريش . فإذا أرادهم رسول الله قالوا 
له: ما تريد منا ونحن كافون عنك؛, وقد نرى ناركم . وكان أهل الجاهلية يعظمون النار 
لحرمة قرب الجوارء لأنهم إذا رأوا نارهم فهم جيرانهم. وإذا أرادهم المشركون 
قالوا: ما تريدون منا ونحن على دينكم . فأنزل الله: ( والذينَ كَمَرُوا بَعْضَهُمُ أوْلياء 
بعضٍ » أي : فالحقوا المشركين بعضهم ببعض حتى يكون حكمكم فيهم واحداً. 
( إلا تفْعَلُوهُ نكن فتنة ) أي شرك ( في الأزض, وَفسَادٌ كبير ). 

وقال بعضهم : كان [ينزل]© الرجل بين المشركين والمسلمين فيقول: أيهم 
ظفر كنت معهء فأنزل الله في ذلك. فلا تراءى ناران: نار مشرك ونار مسلم إلا صاحب 
جزية مقرٌ بها. 

ذكروا أن رسول الله يك بعث سرية إلى أناس من خثعم كان فيهم لهم وليجة©) 
ولجوا إليهم. فلما رأوهم استعصموا بالسجود فقتل بعضهم. فبلغ ذلك النبي عليه 
السلام فقال: أعطوهم 'نصف العقل . ثم قال يومئذٍ عند ذلك : ألا إني بريء من كل 
مسلم مع مشرك في داره. قيل: لم يا رسول الله؟ قال: ألا لا تراءى ناراهما© . 


(1) أي: وبين أعدائه من قريش. يقال: أنا حرب لمن حاربني. وهم حرب. كذلك. وقيل إن 
الكلمة جمع حارب أو محارب على حذف الزائد. كما يقال هم قوم سفر لجماعة المسافرين. 
انظر اللسان (حرب). 

(2) زيادة من ته تفسير الطبري. ج 14 ص 85 للإيضاح . والقول لقتادة» وفي آخره: «إلا صاحب جزية 
مقر بالخراج». ا 

(3) الوليجة : بطانة الرجل وخاصته. وقيل هي : بطانة الرجل من غير أهله خاصة. وقال الفراء في 
معاني القران ج 1 ص 426: هي البطانة من المشركين . وقال السجستاني في غريب القران ص 
4 : ووالرجل يكون في القوم وليس منهم وليجة». 

(4) أخرجه أبو داود في كتاب الجهاد. باب النهي عن قتل من اعتصم بالسجود (2645) وأخرجه 
الترمذي فى السير. .باب مااجاء في كراهية المقام ؛ بين أظهر المنشركين, كلاهما من حديث جرير 
ابن عد الل ولفظه عند أبي داود: «أنا بريء من كل مسنلم يقيم بين أظهر المشركين . قالوا يا 
رسول الله. لم؟ قال لا تراءى ناراهما». 


108 


الجزء الثاني ظ الأنفال: 74 - 75 





ذكر الحسن قال قال رسول الله كَلِ : لا تساكنوا المشركين ولا تجامعوهم. فمن 
ساكنهم أو جامعهم فهو منهم!". وهذا مثل الحديث الأول. 

قوله : «والذين #امنوا وَهَاجوو وَجَهدُوا في سبيل الله والذين ءَاووا ونصَروا 4 

يعنى الأنصار « أوْلَدئِكَ هُمُ المُؤْمئُونَ حَقَا لَهُم مُغْفرَة4 أي لذنوبهم« وَرِرْق كريم 4 
7 الجنة . 

+ والذين عَامَنُوا من بَعد » أي : من 0 و مكة « وَهَاجَروا وحَلهدوا 
مَعَكُم 4 أي مع النبي عليه السلام والمؤٌ منين «فاولئك منكم » أي مؤمئنون مثلكم . 
ولا هجرة بعد فتح مكة. قال الحسن : يعني الهجرة ة التي كانت مع النبي عليه السلام . 
قال: إلا أن الهجرة إلى الأمصار قائمة إلى يوم القيامة . 

ذكروا أن صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو ورجل اخر قد سموه© قدموا على 
النبى عليه السلام المدينة فقال: ما جاء بكم؟ قالوا: إنا سمعنا أنه لا يدخل الجنة إلا 
من هاجر. فقال: إن الهجرة قد انقطعت. ولكن جهاد ونية حسنة. ثم قال: 
سمي عليك أب 2-6 يعني يي بن أمية) فق إلى 0 مكة 49 , 
000 
(1) أخرجه الترمذي في السيرء في نفس الباب السابق عن سمرة بن جندب» وأخرجه أبو داود في 

كتاب الجهاد. باب في الإقامة بأرض الشرك (2787). وانظر فقه هذين الحديثين في شرح السنة 


(2) ورد ذكره فى زء ورقة 2222 وهو عكرمة بن أبي جهل . 

(3) رواه الجماعة إلا ابن ماجة من حديث ابن عباس . فقد رواه البخاري في كتاب الحج. » باب لا 
يحل القتال بمكة. ولفظه: قال النبي 85 يوم افتتح مكة: لا هجرة. ولكن جهاد ونية. وإذا 
استنفرتم فانفروا. . . ) 

(4) روى الطبري في تفسيره ج 14 ص 83., «عن ابن عباس قال: ترك النبي كك الناس يوم توفي على 
أربع منازل: مؤمن مهاجرء والأنصارء وأعرابي مؤمن لم يهاجر. . . والرابعة التابعون بإحسان». 
وانظر ترجمة صفوان بن أمية وقصته مع الرسول 5 في الاستيعاب لابن عبد البرء ج 2 ص 
8, وفي سير أعلام النبلاء» ج 3 ص 405 - 408. 


109 


الأنفال: 75 . تفسير كتاب الله العزيز 


ذكروا أن أبا بكر الصديق قال: إن هذه الآية التي ختم الله بها سورة الأنفال: 
( وَأُولُو لأرْحَام بَعْضهُم أولى ببَغض في كتاب الله ) ممن جرت الرحم من العصبة. 
ذكروا أن مجاهداً قال: هذه الثلاث الآيات في خاتمة الأنفال فيهن ذكر ما كان 
كتب رسول الله يكل بين مهاجري السادين فق كا وبين الأنصار في الميراث» ثم 
- ذلك في آخر السورة: ( وَأُولُو الأرْحَام , بَعْضهُم أَوْلَى ببعضٍ 98 كتاب الله ه إن 


الله كل شَيْءِ عَلِيمُ ). 


110 


الجزء الثاني التوبة: 1 - 2 





تفسير سورة التوبة 
وهي مدنية كلها" 


ظ ذكروا عن ابن عباس أنه قال: قلت لعثمان بن عفان: كيف جعلتم الأنفال وهي 
من المئين مع براءة» وهي من الطول. ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن 
الرحيم؟ فقال : إن رسول الله عليه السلام كان تنزل عليه الثلاث الآأيات والأربع 
الآيات والخمس الآيات جميعاً وأقل من ذلك وأكثر فيقول: اجعلوا آية كذا وكذا في 
سورة كذا وكذا في موضع كذا وكذاء وأنه قبض ولم يقل لنا في الأنفال شيئاء ونظرنا 
تراينا قضصوما متشانها فجطلناها معها ولم تكتب ينهم سطر يبب الله الرحمدن 
الرخيم . 

قوله: 9 بَرَاءَة مِنَ الله وَرَسُولِه إِلَى الذِينَ عَنهّدتم من المُشْرِكِينَ 4 يعني 
بالبراءة براءة من العهد الذي كان بين رسول الله يكلهِ وبين مشركي العرب. يقول للنبي 

ل وأصحابه : ( بَرَامة من الله وَرَسُولِهِ إلى الذِينَ عَاهَدئم من المُشْرِكِينَ )» ثم أقبل 
على أهل العهد من المشركين فقال: ظ 

« فسيحوا في الأزض. أَزبعَة أَشْهُر 4 وكان ذلك بقية عهدهم من يوم النحر إلى 
عشر ليال يمضين من ربيع الآخرء وهو العام الذي حج فيه أبو بكر الصديق ونادى فيه 

علي بالآذان. 

)01 أذكر أنه ورد في أول السور في مخطوطتي ق وع تعداد للآيات والكلمات والحروف». وهي من 
زيادة بعض النساخ ولا شك., وهي غير واردة في د وج» ولا في ز. لذلك لم أر ضرورة لإثباتها . 


111 


التوبة: 2 ظ تفسير كتاب الله العزيز 





وفي تفسير الحسن أن النبي عليه السلام أمر أبا بكر أن يؤذن الناس بالبراءة. 
فلما مضى دعاه فقال: إنه لا يبلغ عني في هذا الأمر إلا من هو من أهل بيتي . وقال 
بعضهم : إلا من هو مني . فأمر بذلك علي بن أبي طالب. رضي الله عنه© , 

ذكر الأعمش عن بعض أشياخه أن النبي بعث ببراءة مع أبي بكرء ثم أتبعه 
عليا . فأمره أن ينادي بها. ورجع أبو بكر إلى النبى يبكي. فقال: يا رسول الله. هل 
أنزل في شيء؟ قال: لا. فذكر ما لا أحفظه © 2 أبو بكر بالناس© ذلك العام . 


ذكروا أن مجاهدا قال: ( إِلى الذينَ عَاهَدتَم من نّ الْمُسْركِينَ ). يعني خزاعة 
ومدلج ومن كان له عهد غيرهم . 

أقبل رسول الله كخٍ من تبوك حين فرغ منهاء فأراد أن يحج. ثم إنه قال: إنه 
يحضر البيت مشركون يطوفون عراة» ولا أحب أن أحج حتى لا يكون ذلك. فأرسل 
أبا بكر وعلياً فطافا بالناس بذي المجاز وبأمكنتهم التي كانوا يتبايعون فيهاء وبالموسم 
كله فاذنوا أصحاب العهد بأن يأمنوا أربعة أشهرء وهي الأربعة الأشهر المنسلخات 
المتواليات: عشرون من اخر ذي الحجة إلى عشر يخلون من شهر ربيع الآخر, ثم لا 
عهد لهم. 

ذكروا أن أبا بكر أئر يومئذ على الحاج . ونادى فيه علي بالأذان. وكان عام حج 
فيه المسلمون والمشركون. فلم يحج المشركون بعده. 


(1) ذكره ابن هشام في السيرة ج 3 ص 549 عن أبي جعفر محمد بن علي . 

(2) خبر رجو ع أبي بكر إلى الرسول يك هذا أورده الطبري في تاريخه ج 3 ص 122 - 123 بسند عن 
السدي . وفيه أن رسول الله وك أجاب أبا بكر حين سأله هذا: «بأبي أنت وأمي يا رسول الله 
نز في شأني شىء؟ قال: لاء ولكن لا يُبِلْمْ عني غيري» أو رجل مني . أما ترضى يا أبا بكر 
أنك كنت معي في الغارء وأنك صاحبي على الحوض؟ قال : بلى يا رسول الله . فسار أبو بكر 

على الحج. » وسار علي يؤذن ببراءة». 

(3) سقط تفصيل هذا الخبر كله من د؛ حيث وثب الناسخ من كلمة الناس التي جاءت قبل خمسة 
أسطر إلى شبيهتها هنا؛ فجاءت العبارة في د هكذا: «أمر أبا بكر أن يؤذن الناس ذلك العام . 
وهذا نموذج من سهو النساخ . 


112 


الجزء الثاني : التوية: 2 - 5 





قوله : وَاعلَمُوا نكم غير مُمْجزِي الله أي إنكم لستم بالذين تعجزون الله 
وتنسبقونه في الأرض حتى لا يقدر عليكم . « وأن الله مُحْزِي الكلفرينَ». 

قال: « وَأَذانَ من اللّه وَرَسُولِهِ 4 [أي وإعلام من الله ورسوله]0. يعني بالأذان 
أن يؤذن للناس بذلك. 8« إِلَى الناس يوم الحَجّ الاكبر © أي يوم النحر. 

ذكروا عن علي قال: سثل رسول الله يخِ عن يوم الحج الأكبر فقال: هو يوم 
النح © . 

ذكر عن الحسن قال: إنما كان عاماً ولم يكن يوماء يعني ذلك العام. 

ذكروا عن مجاهد قال: وأذان من الله ورسوله إلى الناس كلهم بالقتال إلا أن 
يؤمنواأ وقال: -- 0 : اكيم أيامه كلها 
53107 0# نه حنم وإ َي 4 أي م 
الله 00 يعن جيه و باظلموا أنَكُمْ غير مغجزي اللّهِ 4 أي لستم بالذين تعجزولن 

: وبر لين 8 بِعَذْابِ 3 » أي 35 38 عذاب 0 
ْو ع4 لي لم يروك عب وا ورا أي لم مدا طخ 
أحَداً » من المشركين « فأتموا لهم عَهِدَهم إلى مذّتهم 4 أي إلى الأجل الذي 
عاهدتموهم عليه من يوم النحر إلى عشر يمضين من شهر ربيع الآخر. إن الله 
يُحبٌ المُتقِينَ 4. 

قوله : « فَإِذًا نْسَلَحَ الاشهر الحرم فَاقبلُوا المُشْركِينَ حَيْتُ وَجَدتَمُوهُمْ 4 ذكروا 
(1) زيادة من زء ورقة 123. 
(2) أخرجه الترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن علي رضي الله عنه قال: سألت 

رسول الله كه فكان هو السائل عن يوم الحج الأكبر. انظر الدر المنثور ج 3 ص 211. 


113 


التوبة: 5 تفسير كتاب الله العزيز 


عن بعضهم قال: إنه ذكر في أول السورة أهل العهد فقال : (فُسِيحُوا في الأزض ) من 
يوم النحر خمسين ليلة إلى انسلاخ المحرم لمن لا عهد له. 0 
الأجل في المشركين ممن لم يكن له عهد فقال: ( فَاقتلُوا المُشْرِكِينَ حَيتْ 


را وهر © ثر ه 


وجذتموهم ). 

قال: « وَحَذُوهُمْ وَاحَصرَُوهُمْ وَافْعُدُوا لَهُمْ كل مَرْصَدٍ » فأمر بقتالهم في الحلّ 
والجرم وعند البيت حتى يشهدوا أن لا إلنه إلا الله وأن محمداً رسول الله. وأمره في 
أهل العهد أن يتم لهم عهدهم أربعة أشهر بعد يوم النحر إلى عشر يمضين من ربيع 
الآخرى ثم يقتلون حيث وجدهم . 

قال الحسن : ( فإِذّا انلخ اسه الحُرْمُ ) الأشهر الحرم في هذا الموضع 
الأشهر التي ال نيا فيها والتي كانوا يُحرمون فيها على المسلمين لأنهم في عهد 
منها20), ؛ آخرها عشر ليال يمضين من شهر ربيع الآخر؛ وسمّاها حرماً لأنه نهى عن 
قتالهم فيها وحرمه. وقول الكلبي مثل القول الأول لهم خمسون ليلة إلى انسلاخ 
المحرم ثم يقتلون حيث وجدوا. 

قال: « فَإَِ تابُوا 4 أي من الشرك « وَقَامُوا الصّلوة وَدَاتَوَا الزَكَوْة أي 
وأقروا بالزكاة. لأن من المسلمين من لا تجب عليهم رك 4 لوا سبيلهم ال الل 
عَفُور رَّحِيم 4 أي يغفر لهم الكفر إذا آمنوا. كقوله : ( قُل للَذّينَ كمَروا إن يُنتَهُوا يُغمَر 
لْهُم م ما قل سَلَفَ ) [الأنفال: 38]. 

وقال بعضهم في قوله: ( إل الذينَ عَاهَدَمْ مْنَ المُشْرِكينَ ). . إلى آخر الآية, 
قال: هم مشركو قريش الذين عاهدهم نبي الله زمان الحديبية» وكان عهدهم أن لا 
إغلال ولا اسلال©. فغلوا نبي الله ونكثوا العهد وظاهروا المشركين على المسلمين . 


(1) كذا فى الممخطوطات». ولعل صوابها «في عهل منهم . 
)2( لا إغلال ولا إسلال» أي : لا خيانة ولا سرقة. يقال: غل يغغلّ غلولاً. وأغل بمعنى خان خحيانة . 
ورجل مغل مُسل. أي : قاض خيانة وسلة: قال شريح : ليس على المستعير غير المغِلٌ ولا - 


114 


الجزء الثاني التوبة : 6 - 8 





قوله : ف وإن 6 المُشْرِِينَ للدم ات 71 الله + ف جره حتى 
ا قال الحسن : د ل القيامة . 

وقال مجاهد: هو إنسان يأتيه فيسمع كلام الله ويسمع ما أنزل الله فهو امن حتى 
يبلغ مأمنه من حيث جاء. قال: 8« ذَلِكَ بِأَنْهُمْ قَوْمُ لآ يَعْلَمُونَ # وهم المشركون. 

وقال الكلبي : إن أناساً من المشركين ممن لم يكن لهم عهد ولم يوافوا الموسم 
ذلك العام بلغهم أن رسول الله أمر بقتال المشركين ممن لا عهد له إذا انسلخ 
المحرم . فقدموأ على رسول الله بالمدينة ليجدّدوا حلفاء وذلك بعد ما انسلخ 
المخرم: فلم يصالحهم رسول الله إلا على الإسلام وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة, فأبواء 
فخلّى رسول الله سبيلّهم حتى بلغوا مأمنهم . وكانوا نصارى من بني قيس بن ثعلبة ‏ 
فلحقوا باليمامة حتى أسلم الناس. فمنهم من أسلم. ومنهم من أقام على نصرانيته . 

قوله : « كيف يَكُونٌ لِلْمُْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ الل وَعِنْدَ رَسُولهِ إل الذينَ عَنْهَدئمْ 
عِنْدَ المَسجد الحَرَامِ » [أي ليس العهد إلا لهؤلاء الذين لم ينكثوا]©. 

وقال مجاهد : هم فوم كان بينهم وبين النبي عهد وملة. فأمره أن يوفي لهم 
بعهدهم ما أوفواء ولا ينبغي للمشركين أن يقربوا المسجد الحرام . 

قال : « فَمَا آسْتَقَامُوا لَكُمْ 4 أي على العهد « فَاسْتَقِيمُوا لَهُمُ © عليه « إِنَّ الله 

قال: « كيف وإن يُظهَرُوا عَلَيَكُمْ 4 أي : كيف يكون للمشركين عهد عند الله 
وعند رسوله وأن يظهروا عليكم « لا يرقبوا فيكم إلا ذمة ». قال بعضهم: الإل: 
الجوارء والذمة: العهد. 
- على المستودع غير المغل ضمان أي : إذا لم يخن في العارية والوديعة فلا ضمان عليه. انظر 

اللسان (غلل). 

(1) في الآية القرانية: ( ثُمُ أَبْلِعْهُ ). 
(2) زيادة من زء ورقة 123. 


115 


التوبة : 8 - 11 تفسير كتاب الله العزيز 


وقال مجاهد: إل ولا ذمة: عهدا ولا ذمة. وقال الكلبي: الآال: 
والذمة: العهد. وقال بعضهم: الآل: القرابة. والذمة: العهد. 
قوله: « يرضونكم بأفواههم وتاب قلوبهم 4 وهم المنافقون في تفسير 
الحسن ؛ وهوما أقروا نه من التوحيد فأصابوا به الغنائم والحقوق. وحقئوا دماءهم 
وأموالهم ا د وأكثرهم فسقون» وهذا فسق نفاق. وهو دون فسق الشرك . 
« اشتَرَوا بِعايتِ الله تمن ليلا 4 أي : : عرضاً من الدنيا يسيراً. « فَصَدُوا عَنْ 
سبيله » أي: فصدوا الناس عن دينه < إِنَهُمُ سَاءَ ما كانوا يَعْمَلُونَ 4 أي : بعس ما 
وقال مجاهد: هو أبو سفيان أطعم حلفاءه وترك حلفاء محمد عليه السلام . 


قوله : لا يَرْْبُونَ في مُوْمِن إلا ولا ذمُةَ 4. وقد فسرنا ذلك واختلافهم فيه. 
لِوَأُولَئِكَ هم المُعْمَدُونَ» وهومن باب الإعتداء . اعتدوا على الله وعلى رسوله وأهل دينه . 
ب فإن تابوا 4 أي : من الشرك « وأقامُوا الصلوة وَءَاتَوا الزكوة فإِخْوَائكم 


تن "” تر 


في الدينِ وَمْصَلٌ الآينت لِقَوْم, يُعْلَمُونَ 4. 
ذكر الحسن قال: قال رسول الله كَل : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله 
إلا اللهء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. 
ذكر أبو هريرة وغيره قال: قال رسول الله يَكلِيدِ : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا 
لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على 
الله”"). وقد فسرنا «إلا بحقها» في غير هذا الموضع©. 


(1) انظر تخريجه فيما مضى من الجزء الأول ص 573. تعليق : 2. وفي فى وع. وردت العبارة 
هكذا: «فقد عصموا مني دماءهم. .». 

(2) هذه الجملة الأخيرة من الشيخ هود الهواري. وقد فسّر هذه العبارة «إلا بحقها» بمناسبة تفسير 
قوله تعالى من سورة الأنعام آية: 1 فقال: «فينبغي أن يتفهم الناس هذه النكتة إلا بحقها؛ 
وحقها ما وصفنا من رجل كفر بعد إسلامه, أو زنى بعد إحصانه. أو قتل نفساً متعمداًء أو قاتل 
على البغي فقتل عليه». 


116 


الجزء الثاني التوبة : 12 





وقد زعم الحسن أن رسول الله كهِ قال: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا 
إلله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. وفي ذلك دليل على أن الإيمان قول وعمل» 
كقوله تعالى : ( وَمَا أُمرُوا إل لِيَعْبْدُوا اللّهَ مُخَلِصِينَ لهُ الدِينَ ختفاء وَيُقيمُوا الصَّلَواة 
وَيُؤْتوا الزكُواةَ وَذَلِكَ دِينُ القيْمَة [البينة: 5]. ومن قال: أمرت أن أقاتل الناس حتى 
يقولوا لا إله إلا الله فهو يقول: هو أول ما يدعون إليه : شهادة أن لا إله إلا الله ثم 
يدعون بعد ذلك إلى الصلاة وإلى الزكاة. فإن أبوا لم يقبل منهه”" 

قوله: # وإن نَكثُو| اك من بيعل ل عهدهم وَطْعَنُوا في دينكم فقاتلوا أَئْمة 
الكَفْر 4 قال بعضهم : دن كيه الكذر انو متفنان وام بن الف :وا بو وجول رن هكاة 
وعتبة بن ربيعة وسهيل بن عمروء وهم الذين نكثوا العهد بينهم وبين نبي الله وهموا 
بإخراجه من مكة. 

قال: « إِنّْهُمْ لآ أيْمْنَ لَهُمْ 4 أي لا عهد لهم « لَعَلْهُمْ ينتَهُونَ 4 أي لعل من 
لم يقتل منهم أن ينتهي عن كفره مخافة القتل . 

وفي تفسير الكلبي أن رسول الله كخِ كان وادع أهل مكة سنين» وهو يومئلٍ 
بالحديبية» فحبسوه عن البيت» وصالحوه على أنك ترجع عامك هذاء ولا تطأ بلدناء 
ولا تنحر البدن بأرضناء وأن نخليها لك عاماً قابلا ثلاثة أيامء ولا تأتينا بالسلاح. إلا 
سلاحاً يجعل في قرابه» وأنه من صبا إليك منا فهو إلينا رد. فصالحهم رسول الله على 
ذلك. فمكثوا ما شاء الله أن يمكثوا. 

ثم إن حلفاء رسول الله من خزاعة قاتلوا بني أمية من كنانةء فأمدت بنو أمية 
ا ار فركب ثلاثون رجلا من حلفاء رسول الله َك من خخزاعة , 

فيهم بديل بن ورقاء؛ فناشدوه الله والحلف. فأمر رسول الله 5 أن د بعين حلفاءه. 
م يني ( وإن نُكَنُوا أَيْمَانَهُم من بَعْد عَهْدِهِمْ وَطْعَنُوا في في ديتكم فَقَاتلوا 


(1) وهذا الشرح والتعليق أيضاً من زيادة الشيخ هود فهو يقف. كلما وردت عبارة توحي بمعنى من 
معاني الإرجاء ليرد فكرة الإرجاء ويفندها بالحجج . 
117 


التوبة: 13 - 15 تفسير كتاب الله العزيز 
أَئمَةٌ الكفْر إِنْهُمْ لآ أَيِمَانَ لَهُمْ ). اي لا عهد لهم ( لْعَلهُمْيتهُون). 

قوله : < أل َقَاتلُونَ قوما كوا ابم وَهَمُوا بإخرّاج. الرسول » قال 
الحسن : من المديئة « وَهُمْ بَدَكُوكم أَوْلَ مَرَةٍ» فاستحلوا عل لفاحم 
١‏ أَنَحْنُوْنَهُمْ 4 على الاستفهام. فلا تقاتلوهم « فَاللَهُ أَحَقُ أن تَحْسُوهُ إن كنتم 
مؤْمنِينَ © أي : : إذ كنتم مؤمنين» فالله أحق أن تخشوه. ا 
المؤمنين . 

وتلوكم ا يَدَْهُمُ اله دِيم » يعني القتل في الدنيا « وَيحْزِهمْ ويَنصَرْكُم 
عَلَيهمْ وَيُشّف صَلُور قوم مَؤْمِنِينَ وَيُذْهِبٌ غيظ قَلُوبهمُ #. والقوم المؤمنون الذين 
شفى أللّه صدورهم حلفاءً رسول الله من مؤمني خزاعة ؛ فأصابوا يومئذ. وهو يوم فتح 
مكة. مقيس بن صبابة9© في خمسين رجلا من قومه. 

وقال مجاهد: وهم بدأوكم أول مرة. أي قاتلوا حلفاء محمد عليه السلام . 
قال : 9وَيسْفِ صَدُورَقَوم مُوْ منينَ4 أي : خزاعة. حلفاء محمدل. من امن منهم . 

ذكر عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله كل قال يوم فتح مكة. كقَوا 
السلاح إلا خزاعة من بني بكر © , 


(1) في المخطوطات الأربع : : «مقسم» وفيه تصحيف صوابه ما أثبت من ز» ورقة 1.24, ومن سيرة ابن 
هشام. ج 2 ص 293». ومن جمهرة أنساب العرب لابن حزم ' ص 182: «مقيّس بن صبابة». 
وهو الذي أهدر رسول الله 4 دمه يوم فتح مكة. وكان قدم المدينة مُظهرأ إسلامه. ومطالباً بدية 
أخيه هشام . فأمر له النبي عليه السلام بدية أخيه . ولكئه عداء بعد مذة, على قاتل أخيه فقتله. 
ورجع إلى مكة مرتداء وقال في ذلك شعراً. 

(2) كذا في المخطوطات الأربع : وكفوا السلاح إلا خزاعة من بني بكر». ومعنى هذا الحديث أن 
النبي عله السلام أمر الناس أن يكفوا عن القتال. قتال المشركين يوم الفتح. إلا خزاعة فقد 
استثناها من هذا الأمر لتنتقم من بني بكر الذين كانوا قاتلوهم قبل الفتح ) وأعانتهم في ذلك 
فريش . وكان هذا الاستثناء, لدى المفسرين. هو معنى قوله تعالى : (وَيَشْفٍ صَدُورَ قوم 
مؤْمِنَ )' : مؤمني 0 حلفاء النبي عليه و 0 هذا 00 6 ابن 


115 


الجزء الثاني التوبة: 15 - 17 





ذكر بعضهم قال: كان يقال: ما كان من 55 في الجاهلية فإن الإسلام لا 
يزيده إلا شدة. ولا حلف في الإاسلام19) 

قوله: ط وَيُوبٌ الله عَلَى من يُشَاءُ 4 أي من أهل مكة ( وَاللهعَلِيمٌ كيم 4 . 

' قوله: « أَمْ حسبتمُ أَنْ تتركوا 4 أي : فلا يفرض عليكم الجهاد « وَلَمّا يَعْلَم 

اللَهُ 4 أي: ولما يعلمكم فاعلين لما فرض عليكم. وهو علم الفعال©. « الذينَ 
جَْهَدُوا منْكم وَلّمْ يَتَجِذُوا مِنْ دون الله ولا رَسُولِهِ ولا المُؤْمِنِينَ وَلِيجَةَ . أي : دخلا. 
وقال بعضهم : نطانة» وعووا كنار أن : مثل ما صنع المنافقون ظ إِذًا لَُوا الذينَ َامنوا 
قَالُوا دَامَنا وَإِذا خلوًا إلى شيّاطينهم ) أي : إلى الكفار المذركين قَالُوا إنا مَعَكُمْ ) 
[البقرة: 14] أي: في المودة والهوى. قال الله : : 9 وَاللَهُ خَبير ما تَعْمَلُونَ 4. 

قوله: « ما كان للْمُشْركِينَ أن يشهروا مسلجد الله شاهدينَ عَلى أَنفْسِهمٌ 
8 وهذا 0 وهدا حين نفي ي المشركون من المسجد الحرام . 


أويك يلت افتاه 4م في الدنيا | والآخرة. 0 0 در 4 


« إنمَا يَعْمْرُ مَسَاجدَ الله # يعني الكعبة” لأنها مسجد جميع الحَلّقء إليها 


- بكرء فإن لهم حتى صلاة العصر. ثم قال: كفوا السلاح». وذكر ابن هشام في السيرة» ج 3 ص 
4 - 416 أن خزاعة عدت في الغد من يوم الفتح على رجل مشرك من هذيل». فقتلوه في 
الحرم. فقال النبي عليه السلام : يا خزاعة, ارفعوا أيديكم عن القتال. فقد كثر القتل إن نفغ . 
لقد قتلتم قتيلا لآديئة . وانظر تفسير الطبري ج 14 ص 160 - 161. 

(1) حديث صحيح . رواه مسلم في كتاب فضائل الصحابة. باب مؤاخاة النبي كل بين أصحابه عن 
جبير بن مطعم (رقم 0». ورواه ابن جرير عن ابن عباس» ورواه أحمد عن قيس بن عاصم 
أنه سأل النبي عليه السلام عن الحلّف فقال: ما كان من جلف في الجاهلية فتمسّكوا به. ولا 
حلف في الإسلام. 

(2) جاء في زء ورقة 124 ما يلي : «قال محمد: قد علم الله قبل أمرهم بالقتال من يقاتل ممن لا 
يقاتل. ولكنه كان يعلم ذلك غيباًء فأراد الله العلم الذي يجازي به وتقوم به الحجة. ؛ وهو علم 
الفعال. 

(3) هذا قول غير مسلّم به. الال ا ار : ( إِنْمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ - 


119 


التوبة. 17 - 19 ظ ٠‏ تفسير كتاب الله العزيز 





يؤُمون. من امن بالله ٠‏ والييوم الآخر وَأَقَام الصلوة ة وَعَاتى الزكاة و 
يحْدن إلا الله فَعَسَى أُولئِكَ أن تكولو اه من المهتدين 4 وعسى من الله واجبة . 


قوله : « أَجَعَلْتمُ سقاية لخ رمك المسجد د الحرام كمّن ءَامَنَ بالله وَالْيوْم 
الآخر وجلهد في سبيلٍ الله لا يستوون عند الله وَاللهُ لا يَيْدي القَوم الظلمينَ 4 أي 
لآ يكونون بالظلم عند الله مهتدين: وهو ظلم فوق ظلم وظلم دون ظلم. 

ذكروا أن مجاهداً قال: أمروا بالهجرة فقال عباس بن عبد المطلب: أنا أسقي 
الحاج» وقال طلحة. اخودي عبد الدار: وأنا حاجب الكعبة» فلا نهاجر”! '. فنزلت 
هذ الآية. . . إلى قوله : (إن الله عندَهُ 0 عظيم) . وكان هذا قبل فتح 4 

وقال الحسن: اختلف أناس من أصحاب النبي عليه السلام فقال بعضهم: من 
أقام على السقاية للمسجد الحرام أفضل ممن جاهد. وقال بعضهم: المجاهد في 
سبيل الله أفضل ممن أقام على السقاية وعمّر المسجد الحرام©. وقال بعضهم : بلغنا 
أن الذي ذُكر بالجهاد في هذا الموضع علي بن أبي طالب. 

قوله: ( لآ يَسْنَوُونَ عِنْدَ اللّهِ ) قال الحسن: أي : إن المؤمن المجاهد أفضل . 
أي أهل هذه الصفة ليسوا سواء. 


- الله ) بالجمع ؛ فالمقصود بها أذأ جميع المساجد. حتى يشمل فضل العمارة جميع بيوت الله. 
وينال أجرّها كل مؤمن يعمر أي بيت من بيوت الله . أما في الآية السابقة : ( ما كان للْمُشْركِينَ 
أن يُْمرُوا مَسَاجِدَ اللِّ) فقد قرأ ابن كثير وأبو عمرو فيها على التوحيد : (مَا كان للْمُشْركِينَ أن 
يعْمُرُوا مَسجِدَ اللّه ) وقرأ الباقون بالجمع. فيمكن أن يكون المقصود بها الكعبة البيت الحرام 
ون تغيرها من "امساح وهذا وجه له حظ قوي من النظر. انظر الحجة لابن خالويه ص 149. 
والتيسير للداني» ص 118. 

(1) وقع اضطراب في النسخ في الاستشهاد بالآية. . فقد ورد في فق وع وج بعد قوله : ماين 
هذه الجملة: «فأنزل الله: ( يا أَيهَا الذينَ آمنوا لآ تَتخدُوا أباءكم وإخواتكمُ أَولِياء ). 
وهذا خط أثبت صوابه من ز. ورقة 124 . 

(2) في بعض المخطوطات: «الجهاد في سبيل الله أفضل ممن أقام على السقاية. . . والتعبير 
صحيح له في الأسلوب العربي نظائرء بل له نظير في هذه الآية نفسها. 


120 


الجزء الثاني التوبة: 20 - 24 





قال: و الدين ءَامَنوا وَهَاجَرُوا وَجَْهُدُوا في سَبِيلٍ الله ه بأمولهم وََنفُسهم أَعْظمْ 
ْ دَرَجَةَ عِنْدَ الله 4 ممن أقام على السقاية وعمر المسجد الحرام . « وَأُولئِكَ هُمُ 
الفائون » أي : الناجون من النار إلى الجنة. 
ّْ ود "ممه لقشقمه م 

« يبشرهُم رَبهُمْ بِرَحْمَةٍ منهُ وُرِضُوْنٍ وَجَنْتٍ لَهُمْ فيهًا 4 أي : في الجنة ظ« نعيم 
مقيم 4 أي : دائم لا يزول. «خللدين فيها » أي : في الجنة « أَبَداً 4 أي : يدو 
ولا يخرجون منها <« إن الله عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمْ ». 

قوله: طِيَّايّهَا الذينّ عَامَنُوا لآ تَتَحْدُوا َابَاءَكُمُ وَإِحْوِنَكُمُ أَوْليَاَ # أي لا 
تتولوهم على معاصي الله « إن اسَتَحَبُوا الْكُفْرَ عَلَى الإيملن» أي إن اختاروا الخدر 
على اريماك + ومن يتولْهُم منكم »4 أي من المؤمنين على الكفر « فَأُولَئِكَ هم 

يقول: من تولى مشركا فهو مشرك, ومن تولى منافقا فهو منافق. وهو بولايتهما 
جميعا ظالم. وهو ظلم فوق 0 وظلم دون ظلم. وو كفو . ادر اليَهودٌ 
والنصارى أولياءً بَعْضهُم م أَوليَاءُ بعضٍ ومن يتولهم منكمٌ نه منهم إن الله ل يهدي 
القَوم الظالمينَ ). [المائدة : 31] أي ل يكونون بظلم الشرك والنفاق مهتدين عند الله . 

قوله: « قل إِنْ كَانَ َابَاوكُمُ وَأَبِنَاؤكُم وَإِخَونكمُ وََزْوْجْكُمْ وعشر لك وَأمُوال 
افترفتمُوهًا وَتَجَارَة تَحْسُوْنَ كُسَادَهَا وَمَسَكِنُ تَرْضَوْنْهَا أحَبٌ إِليكم مُنَ الله وَرَسُولِه 
وَجَهَادٍ في سَبِيله فتَرَبُصُوا حَتَى يَأتِي اللَهُ بره © قال الحسن: الغنيمة . وقال مجاهد : 
فتح مكة. ط واللهُ لا يَهدي القَوْمْ الفسقينَ © . 

قال بعضهم: الفاسقون ها هنا المشركون الذين يموتون على شركهي©. 

وقال بعضهم : الآية جامعة محتملة لفسق الشرك والنفاق . يقول : ( وَاللَهُ للا 
يَهُدي القَوْم المَاسِقِينَ ) أي لا يكونون بالفسق مهتدين عند الله» من فاسق مشرك أو 
(1) هذا فول يحيى بن سلام . وهو موجود في زء ورقة 124. أما القول الذي 8 بعده فهو للشيخ 

هود الهواري فهو برأيه أشبه وإلى أسلوبه أقرب.. 


121 


التوبة: 25 0 تفسير كتاب الله العزيز 





يبا 
ا الم د الردضذ 4840406060641 م | هن 


منافق ؛ وهو فسق فوق فسقى» وفسق دون فسق . 

قوله : د لَقَدْ حك الله في مواطن كثيرَة #4 يعني يوم بدر والأيام التي نصر الله 
فيها النبي عليه السلام والمؤمنين. وقال مجاهد: يعرفهم بنصره ويوطئهم2 لغزوة 
تبوك! . 


تاي ار 


ا اا ا منهزمين . 

وذلك أن رسول الله يَيِ سار إلى حنين. بعد فتح مكة. فلقي بها جمع هوازن 
[وثقيف وهم]© قريب من أربعة آلاف. ورسول الله في قريب من عشرة الاف في 
تفسير الكلبيى. وقال بعضهم: وهو في اثنى عشر ألفاً. 

فلما التقوا قال رجل من أصحاب رسول الله ل : لن نغلب اليوم من قلّة. فوجد 
رسول الله كلِلَخِ من كلمته 55-5 شديداً. وخرجت هوازن ومعها دريد بن الصمة. وهو 
شيخ كبير» 'فقال دريد : يا معشر هوازن, أمعكم من بني كلاب أحد؟ قالوا: لا. قال: 
أفمن بنيى كعب أحد؟ قالوا: لا. قال: أفمن بني عامر؟ قالوا: لا. قال: أفمعكم من 
بني هلال بن عامر أحد؟ قالوا: لا. قال: أما والله لو كان خيراً ما سبقتموهم إليهء 
فأطيعوني وارجعواء فعصوه فاقتتلوا. فانهزم أصحاب رسول الله ين حتى قال 
رسول الله ككل : إلى عباد الله0©. فأخذ العباس بثفر بغلة رسول الله ثم نادى: يا 


(1) في ق وع: يوطئهم. دفي ج ود: يوطنهم. وكلا المعنيين من التوطئة بمعنى التسهيل والتهيئة 
النفسية. والتوطين» بمعنى التعويد. محتمل . 

(2) زيادة من زء ورقة 125. 

(3) جاء في مغازي الواقدي ج 3 [ ص 897 - 898 عن أنس : «فسمعت رسول الله بل والتفت عن 
يمينه ويساره. والناس منهزمون». وهو يقول: يا أنصار الله وأنصار رسوله» . وفي سيرة ابن هشام 
ج 3 ص 443 جاء نداء رسول الله عليه السلام بهذا اللفظ: «أين أيها الناس. هلمُوا إليٌء أنا 
رسول الله. أنا محمد بن عبد الله . 

(4)) الثفرء بالتحريك: السير الذي في مؤخر السرجء وثفر الدابة: - يجعل تحت ذنبها. انظر 
اللسان: (ثفر). 


102 


الجزء الثاني التوبة : 26 - 27 





معشر المهاجرين الذين بايعوا تحت الشجرة. يا معشر الأنصار الذين أووا ونصرواء إن 
هذا رسول الله عليه السلام, هلم لكم. وكان العباس رجلاً صيّاحا©. فاسمع 
الفريقين كليهما. فأقبلوا جميعا. فأما المؤمنون فأقبلوا لنصر الله ونصر رسولهء وأما 
المشركون فأقبلوا ليطفئوا نور الله. فالتقوا عند رسول اللهء واقتتلوا قتالاً شديداً. 

ؤثُمٌ أنْرَلَ اللهُ سَكِينتهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤْمِِينَ 4. والسكينة في تفسير 
الحسن الوقار. وقال بعضهم: الرحمة. « وَأَنْرَلَ جنوداً لْمْ تَرَوْهَا © يعني الملائكة 
« وَعَذْب الذينَ كَفَرُوا 4 أي بالقتل. وهو عذاب الدنيا قبل عذاب الآخرة « وَكْدِلكَ 
جَرَاءُ الكلفرينَ © . 

ذكروا أن رجلا من بني نصر قال للمؤمنين وهو في أيديهم أسير: أين الخيل 
البلق والرجال الذين عليهم الثياب البيض؟ وإنما كان قتلنا بأيديهم, ما كنا نراكم فيهم 
إلا كهيئة الشامة. قالوا: تلك الملائكة. 

قال الله: « ثم يتوبُ اللّهُ من بَعْد ذَلِكَ عَلَى من يُسَاءٌ وَاللَهُ غَمُورٌ رَحِيمْ ». 

ذكروا أن حنينا ما بين مكة وبين الطائف, قاتل عليه نبي الله يومئذٍ هوازن 
وثقيفا . 

ذكر لنا أنه خرج مع نبي الله يومئل اثنا عشر ألفاً؛ عشرة الاف من المهاجرين 
والأنصار وألفان من الطلقاء. فقال رجل يومئذٍ: لن نغلب اليوم لكثرة. فجلوا عن 
رسول الله يِةِ حتى نزل عن بغلته الشهباء فقال: يا ربٌ أين ما وعدتني. وجعل 
يناد : يا معشر المهاجرين, [يا معشر الأنصار]©. فالتفت فإذا عصابة من الأنصار 


(3) كذا في ع وق وج ود: «رجلاً صياحا» وفي رء ورقة 125: «رجلا صيّته أي شديد الصوت 

> عليه 

(4) زيادة من زء ورقة 125. وقد جاءت هذه الرواية هنا مختصرة. وقد أوردها الطبري مفصلة عن 
قتادة في تفسيره ج 14 ص 180. واقرأها مفصلة أيضاً في كتب السير والتاريخ تجد ما قاله 
الرسول عليه السلام في هذه الغزوة . 


123 


التوبة: 28 تفسير كتاب الله العزيز 


فقال: أما معكم غيركم؟ فقالوا: والله يا نبي الله. والله لوعمدت بنا إلى نعمان!© من 
ذي يمن لكنا معك. ثم أنزل الله نصره. وهزم عدوه وتراجع المسلمون. 
قوله: ظيَ'أيْهَا الذينَ عَامَنُوا إِنْمَا المُشْرِكُونَ نَجَسٌ » قال بعضهم: الأنجاس : 
الأخباث. وقال بعضهم: الأقذار. < فلا يَقَرَبُوا المَسجدَ الحَرَامْ بَعْدَ عَامِهِم هذا » 
يعني العام الذي حج فيه أبو بكر ونادى فيه علي بالأذان . وقد فسرناه قبل هذا 
الموضع . 
قوله : او بو ات 
ِنَّ الله عَلِيمٌ حَكيمٌ ©. كانوا يصيبون في مواشيهم في أسواقهم©. فلما أمر الله أن 
يُنفى المشركون عن المسجد الحرام إذا انقضى الأجل الذي بقي من عهدهم فلا 
يقربوا المسجد الحرام بعد ذلك العام قال: ( وَإِنْ حَفْتمُ عل )© لما كانوا يصيبون 


(1) جاء في تفسير الطبري ج 14 ص 180: «إلى برك الغماد من ذي يمن» وفي اللسان: برك ونعمان 
موضعان من أطرافه اليمن . ونعمان حصن في جبل وصاب باليمن من أعمال زبيدء وهو اسم 
لحصنين آخرين باليمن. انظر ياقوت. معجم البلدان ج 5 ص 294. 

(2) كذا في ف وعود: «في مواشيهم في أسواقهم». ولست مطمئنا إلى كلمة مواشيهم هنا ولم أ 
وجها لاختصاصها من سائر ما يصيبون من المشركين. ولعل صواب العبارة: «يصيبون في 
مواسمهم وفي أسواقهم». وجاء تفسير هذا في زء 'ورقة 125 بعبارة أوضح. جاء فيه : «كان لأهل 
مكة مكسبة ورفق ممن كان يحج من المشركين» فلما عزلوا عن ذلك اشتد عليهم فأعلمهم الله 
أنه يعرضهم من ذلك». 

(3) العيلة مصدر عال يعيل إذا افتقر. قال أحيحة بن الجلاح الاو من قصيدة مطلعها : 

فنيعوت عن الصبًا والدهر ل ونفس المرء آونة فتول 
إلى أن يقول: 
وما يدري الفقيرٌ متتى غناه وما يدري الغني متى يَعِيلٌ 
فعء وفيها: 
وما تدري وإن أجمعت أمرا بأي الأرض يُدركك المَُقيلٌ 
وانظر الأبيات عند أبي زيد القرشي» جمهرة ة أشعار العرب ج 2 ص 648. 650. وانظر مجاز 
أبي عبيدة ج 1 ص 255. 


124 


الجزء الثاني . التوبة: 29 





من أسواقهم في المواشي ( فَسَوْف يُعْنيكُمْ اللّهُ مِنْ فضله إِنْ شَاءَ إِنْ الله عَلِيمٌ - 

قبل الذينَ لا يوَمَنُون بالله ولا اليم الآخر ولا بحرمود مار الله رك 
ولا يَِينونَ دينَ الحَقّ » أي دين الإسلام. وهو دين الحق 8 مِنْ الذين وتوا الكتلبٌ 
حَتَى يُعطوا الجرْيّة عن يْدِ وَهُمْ صَغْرُونَ فأمر بقتال أهل الكتاب حتى يسلموا أو 
يقروا بالجزية. فجعل الله للمسلمين مكان ما كانوا يصيبون في أسواقهم في مواشيهم 
الجزية الذَارّة» تؤخذ من أهل الكتاب كل عام عن ظهر يد. وجميع المشركين. ما 
خلا العرب. بتلك المنزلة. إذا أقروا بالجزية قبلت منهم . 

وقال بعضهم: كان المسلمون يبايعون المشركين وينتفعون منهم؛ فلما عزلوا 
عن ذلك اشتد ذلك على الميلمين: فأنزل الله هذه الآية. فأغناهم الله بالجزية 
الجارية» يأخذونها شهرا شهراء. وعاما عاماً. 


وقال مجاهد: قال المؤمنون: كنا نصيب من متاجر المشركين, فوعدهم الله أن 
يغنيهم من فضله عوضاً لهم بألا يقربوا المسجد الحرام. 

قال مجاهد : هذه الآية مع أول براءة في القراءة» ومع آخرها في التأويل. وقال 
مجاهد: ( حَتى يُعْطوا الجزْيّة عن يد وَهُمْ صَاغْرُونَ ): أمر النبي وأصحابه بغزوة 
تبوك . 

ذكر الحسن أن رسول الله يل أخذ الجزية من مجوس البحرين وأخذ عمر من 
فارس . 

ذكر أن عمر سأل عن المجوس فقال عبد الرحمن بن عوف: سمعت 
ل الله بل يقول: سنوا فيهم سئة أهل الكتاب83) 
(1) روى البخاري في كتاب الجهاد. باب الجزية والموادعة مع أهل الحرب. وروى كذلك أبو داود 


في كتاب الخراج والإمارة والفيء. باب في أخذ البجزية من المجوس كلاهما يروى عن بجالة 
قال: «... ولم يكن عمر أخذ الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن - 


125 


التوبة: 30 - 31 تفسير كتاب الله العزيز 





ذكروا أن رسول الله ككلِعِ أخذ الجزية من مجوس البحرين. وأخذ عمر من 
فارس. وأخذ عثمان من البربر. قال: وأما من دخل من العرب فى أهل الكتاب فقد 
فسّرنا ذلك في سورة البقرة2©. ْ ظ 

ذكروا أن خالد بن الوليد صالح نصارى بني تغلب بالشام على الضعف مما 
يؤخذ من المسلمين من مواشيهمء ثم كتب بذلك إلى عمر فأجازه. 

ذكروا أن علياً قال: لا تأكلوا ذبائح نصارى العرب. فإنهم لم يبلغوا من 
النصرانية إلا شرب الخمر. قال: فكان يرى قتلهم إن لم يسلموا. وأحب ذلك إلينا أنه 
من كان دخل في أهل الكتاب قبل أن تنزل الآية فهم منهم. ومن دخل بعد نزول الآية 
لم يقبل منه ذلك وقتل. 

قوله : وت الود عيبن لله وت التصَارئ المي أبن ال 4 قال اله 
عزّ وجل : ١‏ ذَِكَ قَوْلْهُمْ بأفوههم يُضَهِنُونَ 4 أي يشابهون « فَوْلَ الذينَ كفَرُوا مِنْ 
قبل » قال بعضهم : ضاهت النصارى قول اليهود قبلهم . » قالت النصارى المسيح بن 
الله وقالت اليهود عزير بن الله . « قاتلهم اللَهُ أنى يُوفَكُونَ 4 أي لعنهم الله جميعاً 
كيف يصرفون, أي عن الحق . 


قوله : 9 اتحَذُوا أحبَارَهُمْ وَرُعْبهُمْ أزْباباً من دُونٍ الله وَالمسِيحَ ابن مَرْيَمَ 4 أي 
اتخذوه ربا « وما هرو إلا لمعبدُوا إلها واجداً 4 وهو الله «لا إله إل هر م لا 
شريك له #سبحلنة» ينرّه نفسه 8 عَمَا يُشْركُونَ 4. 

ذكروا عن عدي .بن حاتم الطائي أنه قال: أتيت النبي كَل وفى عنقي صليب من 
ذهب فقال: يا عدي. ألق هذا عن عنقك. قال: وانتهيت إليه وهو يقرأ سورة براءة. 
فلما أتى على هذه الآية: ( اتَحَذُوا أَحَبَارَهُمْ ورهبانهم أريَاباً مُن دُون اللّم) قلت : إنا لا 


رسول الله عي يقول: سلوا بهم سنة أهل الكتاب . انظر البغوي , شرح السنة ج 11 ص - 1648 
1069 (رقم 0 - 2151). 


(1) انظر ما سلف من هذا التفسير» ج 1 ص 240. 


106 


الجزء الثاني التوبة: 32 - 33 


نتخذهم أربابا من دون الله. قال: أليس يحلون لكم ما حرّم عليكم فتستحلونه. 
ويحرّمون عليكم ما أحل الله لكم فتحرمونه؟ قلت بلى . قال: فتلك عبادتهم©. 

قوله : «يريدُون أن يُطفتُوا نور الله بَافوهيّْ > أي ما يدعون إليه من اليهودية 
والنصرانية. وما حرّفوا من كتاب الله. طوَيَابَى اللّهُ إلا أن يتم نورَه» أي القرآن 
والإسلام والنصر لنبيه والمؤمنين © وَل كرِهَ الكلفرون4 أي الكافرون جميعاً. من كافر 
مشرك وكافر منافق» وهو كفر فوق كفر وكفر دون كفر. ظ 

قوله: ط هُوْ الذي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بالْهُدَى وَدِينِ الحَقّ لِيُظهِرَهُ عَلَى الدين كله ولو 
كر المُشْرِكُونَ . 

ذكر الحسن قال قال رسول الله يَكِ : الأنبياء إخوة لعلات. أمهاتهم شتى ودينهم 
واحد. وأنا أولى الناس بعيسى لأنه ليس بيني وبينه نبي . وإنه نازل لا محالة. فإذا 
رأيتموه فاعرفوه؛ فإنه رجل مربوع الخلق, بين ممصرتين من الحمرة والبياض» سبط 
الرأس. كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل. فيدق الصليب. ويقتل الخنزيرء ويقاتل 
الناس على الإسلام. ويهلك الله في زمانه الملل كلها غير الإسلام» حتى يقع الأمان 
في الأرض. حتى ترتع الأسد مع الإبل. والعروهم البقرء والذئاب مع الغنم. 
ويلعب الغلمان بالحيات لا يضر بعضهم بعضا". 

ذكروا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله يك : لا تقوم الساعة حتى ينزل عيسى 
إبْنُ مريم. فيقتل الخنزير ويكسر الصليب» وحتى يكون الدين واحداً©. 


(1) انظر تخريجه فيما سلف. ج 1 ص 289. تعليق: 2. 

(2) أ خرجه أحمدى وأخرجه مسلم في كتاب الفضائل, باب فضائل عيسى عليه السلام عن أبي هريرة ظ 
بألفاظ شبيهة بهذه (رقم 2365) كما أخرجه الطبري في تفسيره ج 6 ص 549» وانظر ما سلف. ج 
1 ص 437. 

(3) أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق. باب نزول عيسى بن مريم عليه السلام عن أبي هريرة 
بلفظ : والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً. . . وأخرجه أحمد عن 
أبي هريرة أيضاء وأخرجه الترمذي في أبواب الفتن. باب ما جاء في نزول عيسى بن مريم . 


127 


التوبة: 34 - 35 تفسير كتاب الله العزيز 


ذكروا عن عائشة أنها قالت: لا : لم وقولوا حاتم النبيين» 
فإنه سينزل عيسى بن مريم حاكماً عدلاً. وإماماً مقسطأ. فيقتل الدجّالء ويكسر 
الصليب» ويقتل الخنزيرء ويضع الجزية؛ وتضع الحرب أوزارها. 

ذكروا أن المقداد بن الأسود قال: سمعت رسول الله كل يقول : لا يبقى بيت وبرولا 
مدر إلا أدخله الله كلمة الإسلام؛ تعز عزيزاً وتذل ذليلا؛ إما أن يعزهم الله فيجعلهم 
من أهلهاء وأما أن يذلهم فيديئون لها. 

وفي تفسير الحسن: حتى يكون الحاكم على الأديان كلها. فكان ذلك حتى 
ظهر على عبدة الأوثان كلها. وحكم على اليهود والنصارى فأخذ منهم الجزية ومن 
المحوس. 

ذكروا عن ابن عباس أنه قال: [في قوله تعالى : لِيُظْهرَهُ عَلَى الدّين كُله] يعني 
شرائع مما حتى أتم الله ذلك كله. 

قوله : <ِيَايُهَا الذين ءَامَنُوا إن كثيرا م مْنّ الأحبار وَالرَهْبَانٍ َأكُلُونَ أَمْوَالَ الناسٍ 
بالبطل » يعني ما كانوا باخلرن ين الرتى في الححم وعلى ها خرفوا من كعات الوه 
وكتبوا كتاباً بأيديهم على ما يهوونء ثم قالوا : هذا من عند الله ليشتروا به ثمنأ قليلآً أي 
عرضاً من الدنيا يسيرأء وهو ما كانوا يأخذون . 9 وَيَصدُونَ عَنْ سَبِيلٍ اللّه » أي : : عن 
محمد والإسلام . 


قوله: 8 والذين يَكنْرُونَ الذّهَبَ والفضة ولا فقوتا في سيل الله ه فبَشْرْهُمُ 
بِعَذَابِ أليم > أي موجم ل يوم يُحْمَئ عَلَيهَا في نار جَهنم ُكُوى بها جِبَاهُهُمْ 
وَجَنْوبهُمْ ورف هذا ما كَنرْتمُ لأنُسِكُمْ فَذُوقُوا ما كنم تكنرُونَ ». 

قال الحسن: تُحشر تلك الأموال يوم القيامة بأعيانهاء فيُحمى عليهاء فتكوى 
بها جباههم وجنوبهم وظهورهم . ( هذا ما رد أنفْسِكُمْ فَذُوقُوا مَاكنتم تَكنِرُونَ ) 
يعني من وجب عليه الانفاق في سبيل الله . 


(1) أخرجه أحمد عن المقداد بن الأسود وعن تميم الداري بألفاظ متقاربة . 


128 


الجزء الثاني 1 التوبة : 36 





اترواض ا سعره دقان ل لايكوى رجل بكنز فيمسي دينار 
ديناراًء ولا درهم درهماًء ولكن يُوسّع لذلك جلده. 

ذكروا عن أبي ذر وأبي هريرة أنهما قالا: كل صفراء وبيضاء أوكأ عليها صاحبها 
فهي كنز حتى يفرغهاء فينفقها في سبيل الله . 

ذكروا عن الزهري أنه قال: نسخت اية الزكاة الكنز. وقال بعضهم: نسخت 
الزكاة كل صدقة كانت قبلها. 

ذكروا عن ابن عمر أنه قال: كل مال تؤدى زكاته فليس بكنز وإن كان مدفوناًء 
وكل مال لا تؤدى زكاته فهو كنز وإن كان ظاهراً. وذكروا عن ابن عباس مثل ذلك . 

ذكر الحسن قال: قال رسول الله يِِ: من أدّى زكاة ماله فقد أَدّى حقٌّ الله في 
ماله ومن زاد فهو خير له( , 

قوله : ظ« إِنَّ عِدَةَ الشهُور عِنْدَ الله انا عَشَرَ شَهْرأً في كتنب اللّهِ © [قال الحسن : 
في كتاب لله ]20 الذي نسخ منه كتب الأنبياء وفى جميع كتب الله م حل 
التكدرت والارض منها أَرْبَعة حُرُمٌ # رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرّم « ذَلِكَ 
الدِينُ القِيُم © يعني أنه حرّم على ألسنة أنبيائه هذه الأربعة الأشهر. 


قوله : « قلا تَظلمُوا ف يهن أَنْفْسَكُمْ 4 أي في الاثني عشر كلها. وفيها تؤدى 
الزكاة في كل اثني عشر شهراً مرة. وقد عظم الله هذه الأربعة الأكهر فجعلها خرها . 


وقال بعضهم : (لا تَظلِمُوا فيهنٌ أَنْفْسَكُمْ ) يقول: إن الظلم فيهن أعظم خطيئة 
ووزراً من الظلم فيما سوى ذلك. 


(1) ترجم الجخارى في كات الركاة: باب ما أدى زكاته فليس بكنز. وأخرج الترمذي حديثاً عن أبي 
هزيرة مرفوغا يلظ : إذا أديت زكاة مالك فقد قضيت ما عليك . وبهذا اللفظ الأخير أخرجه أيضا 


ابن ماجة فى كتاب الزكاة. باب ما أدى زكاته فليس يحي عن أبى هريرهة (رقم 58). 
(2) زيادة من زء ورقة 126. 


109 


التوبة: 36 - 37 تفسير كتاب الله العزيز 





ذكروا عن رسول الله كل أنه قال: سيّد الشهور رفشان::واعظمها احرقة ذو 
ليوا ظ ظ 
ذكر الحسن قال: قيل يا رسول الله : أي 500 بعد :رصان انض ف قال« حير 
الله الأصم: المحرم . 

قوله : وفوا المشركين كَافَةَ كما يُفْتلُونَكُمْ كافة 4 أي : عنا .كي 
يعَتِلُويَكُمْ جميعاً « وَاعْلَمُوا أن الله مَعَ المُتَقِينَ 4 بالعون لهم والنصر على عدوهم . 

«إنمًا النسي زِيَادَة : في الكفْر» قال الحسن : التبيى من النسئة. وهو التأخيرء 
كارا يجعارن هذه الأربعة الأشهر الحرم في عام متوالية» فيجعلون ذا القعدة وذا 
الحجة والمحرم وصفرء فيقولون: قد أنْسَأَنا 0 رجبأء أي أخرناهء فيجعلونها في 
العام المقبل على منزلتهاء فقال الله : ( إِنْمَا النسي زيّادَة : في الكفر ) . يقول: إنساؤهم 
رجبا . أي : تأخيرهم رجباً. وتحريفهم أمر الله زياد في الكفر, أي زيادة في كفرهم . 


لباه #بي 


١‏ يَضِلُ به الذينَ كَفَرُو تحارية افا تقو عافا ليُواطتُوا عدَّة مَا حرم الله 
كرا ارم اللّهُ 4 أي : : وهم في ذلك يواطئون العدة فيها ولا ينقصون منها. إلا 
أنهم يعارن ما حرم الله ؛ ورج مما حرم الله . 
قال الكلبي : النسي هو المحرم ؛ كانوا يسمّونه صفر الأول. وكان الذي يحله 
للناس جنادة بن عوف الكنانيى©. كان ينادي بالموسم : ألا إن صفر الأول حلال» 
٠‏ م - ٠ +). 5 8 ٠.‏ .2 ّّ . 2 9 
0 
(1) هذا الحديث والذي يليه معناهما واحد في فضيلة شهر الصيام» ولم أجدهما بهذا اللفظ. فيما 
بين يدي من مصادر التفسير والحديث. وقريب منهما ما رواه مسلم في كتاب الصيام . باب 
فضل صوم المتحرم (رقم 1163) عن أبي هريرة عن النبي يك قال: أفضل الصيام بعد رمضان 
شهر الله المحرم . وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل . 

(2) قال ابن حزم في جمهرة أنساب العرب». ص 494 ما يلي : «كان القلمس. وهو حذيفة بن عبد بن 
فقيم بن عدي بن عامر بن ثعلبة ابن الحارث بن مالك بن كنانة» أول من نسأ الشهور, ثم وردث 
ذلك عنه بنوه. وكان آخرهم أبا ثمامة جنادة بن عوف بن سلمة بن قلع بن عباد بن حذيفة». 


1130 


الجزء الثاني التوبة : 7 - ق3 





ذكروا أن مجاهداً قال: كانوا يحرمون المحرم عاماً ويحرمون صفر عاماً . وكانت 
هوازن وغطفان وبنو سليم يفعلونه. 

وقال بعضهم: كان أناس من أهل الضلالة زادوا صفر في الأشهر الحرم؛ فكان 
يقوم قائمهم في الموسم فيقول : ألا إن الهتكم قل حرمت العام صفر. فيحرمونه ذلك 
العام. فكانوا يسمونهما الصفرين. وكان أول من أنسا النسى صفوان بن أمية أبو ثمامة 
من بني مالك بن كنان . أحد بني فقيم . 

وذكر لنا أن رسول الله كلْعْ قال في خطبته يوم منى : ألا إن الزمان قد استدار 
كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً منها 
أربعة حرم. ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين 
جمادى وشعبان”2. وكان هرم يسمى رجب فى الجاهلية منتصل الأسنة. 

ذكروا أن معاهد! قال: رز تحارنة اها و حرمو اما /#رتحسيى بودكواانه ماهد 
أن مسجاهداً قال: إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً ليعرف بها الئاس النسي». 
أى: ما ينقص من السنة . 

قوله : « زَينَ لَهُم سَوءٌ أَعْمْلِهمْ 4 أي ما كانوا يصنعون من ذلك . وَاللّهُ لي 
يهدي القوم الكلفرينَ» أ : الذين يموتون على كفرهم. أي : : لا يكونون بما صنعوا 
من ذلك مهتدين عند الله . 

قوله : لِيَايُهَا الذِينَ آمنوا مَالَكُمْ ذا يل لم الْفرُوا في سَبيل, الله أَثَاقَلتُمْ إلى 
الأزض. #4 وهومثل قوله : : ( أخَلَدَ إِلَى الأزض. ) [الأعراف : 176] وهو الرضا بالدنيا. 

قال: ضٍُ ارت بالحيوة الدْنيًا من الآخرة # أي لبسدت: الدننا ا من 
الآخرة « فمَا مت الحيوة الذّنيا في الآخرة إلا قليل 4 أي يستمتع به في الدنيا ثم 
يفنى. ويذهب ولا يبقى. وما في الآخرة باق دائم. لا يفنى ولا يذهب. كقوله ( ما 





)01( أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم من حديث أبي بكرة. من خطيته عَكَلِدٍ في سحيحه ة الوداع. 
انظر معلا البخارىي. باب حجة الوداع. 


131 


التوبة : 39 - 40 تفسير كتاب الله العزيز 





عِنْدَكُمُ ) أي في الدنيا ( ينْقَدُ وَمَا عِنْدَ اللّه ) أي في الآخرة ( باق ) [النحل: 96] 
وكقوله : ( إِنَّ هَنذًا لرَرْقنَا مَالَهُ من نْفَادٍِ) [سورة صّ: 54] أي : من فناء . 

إلا تنفرُوا يَُذْبَكُمْ عَذَاباً أليماً 4 أي موجعاً. قال الحسن: يعني به العامة 
الذين فرض عليهم الجهاد مع النبي عليه السلام. وكان الجهاد يومئذٍ مع النبي ‏ 
فريضة. وقد كان النبي يخلف قوما بالمدينة» وفيهم من قد وضع عنه الجهاد. وكان 

هذا حين أمروا بغزوة تبوك [في الصيف حين طابت الثمار واشتهو 0 

« وَيستَبْدل قوم غيركُمْ 4 يقول : الليلككم بالعداب ويستبدل قوم غيركم « ولا : تضروة 

شَيْئَاُ 4 إن أهلككم « وَاللَهُ عَلَى كُلَّ شَيْءٍ قَدِيرٌ #. ظ 

وفي هذه الآية دليل على أهل الفراق أن هؤلاء الذين وعدوا بالعذاب ممن 

ناداهم الله بالإيمان. وسماهم بما قِبَلهم من خصال الإيمان كلما قيل المؤمنون فقال: 

(إلا تَنِْرُوا) أنتم الذين نودوا بالإيمان وسموا به. (يُعَذبُكُمْ عَذَاباً أليماً) فلا يجوز لواصف 

أن يصف الله أنه يعذبهم ‏ إن لم ينفروا كما استنفرهم ‏ وهم مومنون©). 

قال بعضهم: استنفر الله المومنين في شدة لهبّان الحرٌ في غزوة تبوك على ما 
يعلم من الجهد. وفيها قيل ما قيل. ظ 

قوله : « إلا تَنْصرُوهُ 4 يعني النبي عليه السلام « فَقَدْ نَصَرَهُ اللَهُ إذ أَخْرَجَهُ 
الذينَ كمَرُوا 4 أي من مكة ٠‏ نَانِي انين 4 أي أخرجوه ثاني |؛ ثنين « إِذ هما في الغار 

إِذْ يقولٌ لِصَاحبه لآ تَحْرَّنْ إن الله مَعَنَا . 

(2) هذا من كلام الشيخ هود الهواري ولا شك. وقد ورد في المخطوطات الأربع : قء ع د جء 
وأكاد أجزم أنه غير موجود في تفسير ابن سلام الأصلي لأنه غير موجود في ز. ونرى في هذا 
نموذجا من أساليب الشيخ هود في إثبات أصل من أصول الإباضية في مسألة من مسائل الخلاف 
كمسألة الإيمان والكفر. وجزاء أصحاب الكبائر من المؤمنين إن لم يتوبوا قبل موتهم ؛ كما نرى 
فيه طريقة من طرق حواره مع من يسميهم بأهل الفراق. قارن هذا بقول الطبري وبقول ابن 
عباس حين سثل عن قوله : ( إلا تنفروا يُعَذَّبْكُمْ عَذَاباً أليماً ) وأن هذا العذاب هنا كان إمساك 
المطر عنهم. انظر تفسير الطبري ج 14 ص 254 - 255. 


132 


الجزء الثاني | التوبة :> 40 


وذلك أن قريشاً لما اجتمعوا في دار الندوة» فتوامروا بالنبي. أجمع رأيهم على 
ما قال عدو الله أبو جهل من قتله. وقد فسرنا ذلك في سورة الأنفال'2). 

فأوحى الله عر وجل إليه فخرج هو وأبو بكر ليلا حتى انتهيا إلى الغار. ونام علي 
على فراش رسول الله كلِِ. فطلبه المشركون, فلم يجدوه. ووجدوا علياً على فراشه. 
فطلبوا الأثر. وقد كان أيو بكر دخل الغار دل رسولباك 5 فلس الحار يكرا نيه 
ئلا يكون فيه سبع أو حية. يقى رسول الله وله بنفسه . 

لم دخل رسول الله يك الغار. وأخذ ثمامة فوضعها على باب الغارء فجعلا 
يستمعان وقع حوافر دواب المشركين في طلبهما. فجعل أبو بكر يبكي. فقال 
رسول الله كَل : ما يبكيك يا أبا بكر؟ قال: أخاف أن يظهر عليك المشركون فيقتلوك يا 
رسول اللهء فلا يعبد الله بعدك أبدا. فقال رسول الله كله : ( لآ تحرّن إن الله معنا ). 
فنجعل أبو بكر يمسح الدموع عن خده. وكان أبو بكر أرق الخلق مر 


دموع ا ©. 

< تئر ١‏ الله سَكينتهُ عَلَيّهِ 4 قال الحسن: السكينة : الوقار. وقال بعضهم : 
السكينة : الرحمة 

قال: ج ا أي وأعانه « بِجُنُودٍ لْمْ تَرَوْهَا 4 يعني الملائكة عند قتالهم 
المشركين بعد. 


قال مجاهد : ( إلا تَنْصرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ الله إِذ أَخرّجَهُ الذينَ كفروا نَانِيَ اثنيّن ) 
يقول: فالله فاعل ذلك به أي ناصره كما نصره إذ هو ثانى اثنين 
5 وام وك حو واي او ا ير ة 5 1 كك" 
قال: + وجعل كلمة الذين كفروا السفلى » وهي كلمة الكفر « وكلمة الله » 
أي : ودين الله. وهو الإيمان بلا إلله إلا الله والعمل بفرائضه. « هي العليًا » أي : 
(1) انظر ما سلف في هذا الجزء ص 84 - 85. 
(2) تذكر بعض الروايات في كتب السيرة أن بكاء أبي بكر الصديق كان في الغارء وتذكر أخرى أن 
ذلك كان عندما اقترب منهما سراقة في الطريق. ولا تنافي بين الروايات» فلعل ذلك كان في 
كلتا الحالتين فقد كان أبو بكر رضي الله عنه رقيق القلب كثير البكاء. 0 


133 


التوبة : 40 - 42 تفسير كتاب الله العزيز 





هي الظاهرة 9 وَاللَهُ عَزِيرٌ 4 أي في نقمته ظه حكيم » أي: في أمره. 

قال بعضهم : ( ثانِي انين ) : كان صاحبّه أبو بكرء والغار في جبل بمكة يقال 
له نور. 

قوله : © انفرُوا خفافاً وثقَالاً . ذكروا أن أبا طلحة وأبا أيوب قالا: استنقرنا الله 
على كل حال شباباً وشيوخاًء وهو تفسير الحسن وقال: الخفاف: الشباب . والثقال: 
الشيوخ . د وثقالا : نشاطا وغير نشاط . وقال بعضهم : فقراء وأغنياء . 

قال: <َيَجنْهنُوا ألم رَانِْكُمْ في سبيل الله ذَلِكم خَير لَكُمْ 4 اي 
الجهاد خير لكم في الثواب عند الله « إن كنتم تَعْلْمُونَ © هذا في غزوة تبوك» وهي 
آخر 7 غزاها 535 الله كه . 
وعسرة من الناس» يد يكم الخروج . وجعلوا ل في يا من بين 
صاحب علة ومن ليست به علة. فيأذن لمن يشاء أن يأذن له. وتخلف كثير منهم بغير 
إذنء فأنزل الله فيها نفاقهم. فقال: 

لو كَانَ عَرَضاً قَريباً 4 أي : غنيمة قريبة « وَسَفَرأ قاصداً 4 أي : هيّناً. وقال 
الحس ( لو كان عَرَضا ريا )», أي : غنيية جعاضيرة ١‏ وسفرا قاصداً ) أي : 0 
0 لاتبَعُوك وَلْكنْ يعدت عَلَيْهم الشقةٌ 4 [ يعني السف ع(1) قال ٠:‏ وتخلفت المنافقون2) 
وقال بعضهم لبعض : أترى هذا الرجل أنه يظهر على الشام . وما الشام . إئما الشام 
الدّهم©. وتبوك في أدنى الشام ؛ فقال الله : لوكان عرضاً قريباً وسفراً قاصدأ لاتبعوك 
ولكن بعدت عليهم الشقة أي السفر. [ 
(1) زيادة من زء ورقة 127؛ وقال أبو عبيدة في مجاز القران ص 260 «الشقة: السفر البعيد. يقال: 

إنك لبعيد الشقة». 
(2) كذا في دوج: «وتخلف المنافقون» وهو الصحيح . وفي قف وع: ويحلف المنافقون. وفيه 
(3) كأنه أر اد العدد الكثير من الناس الذين بها. أو لعل هذا القائل أراد الشدة التي تدهمهم. أي 
تغشاهم بالشام. انظر اللسان (دهم). 


1534 


الجزء الثانى التوبة: 42 - 45 


« وَسَيحْلِمُونَ بالله لو اسْتَطعْنًا لَحْرَجنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفْسَهُمْ » أي : 
بالكذب . « واللَهُ ف نهم لكذبونَ» أي أنهم إنما اعتلوا بالكذب. 

قوله: « عَمًَا اللَهُ عَنكَ لِمَ أَذْنْتَ لَهُمْ حتى يِتَبيْنَ لَك الذينَ صَدَقُوا وَتَعْلمَ 
الكاذبِينَ © كان المنافقون يأتون النبي عليه السلام فيعتلون بالمرض وبأشياء أكذبهم 
الله فيها فقال: ( وَاللَهُ يَعْلَمُ إِنْهُمْ لَكَاذبُونَ ). ثم قال للنبي عليه السلام : ( عَمَا الله 
عَنكُ والعفو من الله لا يكون إلا بعد ذنب» اسيم أي للمنافقين. حَتَى 
9 يني ابم لاع( أذيُجثا نزي أ 4 كرام 0 فيتخلف 

و انما يَسْتَأذْنَك ل م الله ٠‏ « فاليم الآخر » 
أي ولا يتقون اليوم الآخر. كقوله : ( واتقوا ا ون فيه 4 إلى اللّه ) [البقرة : 
1 كراهية للجهاد . 

قوله: « وَارْتَابَتَ قَلوبُهُمْ © أي وشكت قلوبهم في أن لا يعذبهم الله بالتخلف 
عن الجهاد بعد إقرارهم بالله وبالنبي. « فهم فِي رَيْبهِم 4 أي في شكهم 
«يَتَرددُونَ» أي : متحيّرون. ولم يكن ارتيابهم شكا في الله ولا في نبيه ولا في شيء 
مما جاء بهء بل كانوا موقنين بذلك كله. وإنما كان لارتيابهم وشكهم في أن لا يعذيهم 
الله بتخلفهم عن نبي الله بعد إقرارهم وتوحيدهه2) 

قال مجاهد: قال أناس من المنافقين: استأذنوا رسول اللهء فإن أذن لكم 
فاقعدوا. وإن لم يأذن لكم فاقعدوا. 





(1) كذاذ في المخطوطات ف وع ود وج وهو من تفسير الشيخ هود ورأيه. فقد جاء في زء ورقة 127: 
) وَارتَانت فَلوبُهُمْ ) أي شكت في الله عر وجل وفي دينه» . 

. (2) هذا رأي الشيخ هود الهواري في ريب المنافقين» وهو شرح لما غيره من تفسير ابن سلام كما 

أورده ابن أبي زمنئين في ممخطوطة ز ورقة 127. 


135 


التوبة: 46 تفسير كتاب الله العزيز 





م 


ض وقال بعضهم : . نزلت هذه الآية: (عَنَا اللّهَ عَنَكَ لِمَ أَذنْت لَّهُمْ حتى يِتَبيْنَ لَك 
الذين مدنو ) فيما اعتذروا به إليك. وهم المؤمنود. وتعلم الكاذبين فيما اعتذروا به 
إليك وهم المنافقون. ثم أنزل الله بعد ذلك الرخف للمؤمنين خاصة دون العنايفين ” 
ظ ( ذا استاذّنوك لِبَعْضٍِ شَأنهم فَأذْنْ لمن ده شعت شِنت منهم ) قال في سورة النور: ( إِنْمَا 
المُؤْمنونَ الذينَ ءَامَنوا بالله وَرَسُوله وأذا ُو مَعَهُ عَلَى مر | 5 يُذْهَمُوا ل 
يَستَاَذنُوهُ إن الذينَ يَسَْأِنوئكَ أُوْلَئِكُ الذينَ ينون بالله وَرَسُول ذا اسْتَادُوكَ لِبَعْضٍٍ 


ش شَأَنهِمُ دن لَْمَنْ ث : نت مهم واستغِر لهم اله إن الله عَفُور رّحِيمْ ) [النور: 0000 


قوله : « ولو أرادوا الخُرُوجَ لاعَدُوا َه عدَة وَلكنْ كرة الله انبعَان ثهم » أي 
خروجهم. لما يعلم منهم أنهم عيون للمشركين على المومنين. ولِمَا يمشون بين 
المومنين بالنمائم والفساد. « قَنبْطهُمْ 4 أي عن الخروج لما يعلم منهم من الفساد 
0 وُقيل اقعدوا 28 الفنجِدِينَ4 . 


(1) يبدو لي مراك أعلم أن الاستئذان الوارد في سورة التوبة» والذي نفاه الله عن المؤمنين» غير 
الاستئذان الوارد في سورة ة النور. والذي أباحه الله لهمء وأمر نبيه عليه السلام أن يأذن فيه لمن 
شاء منهم. فهو في سورة التوبة استئذان للتخلف عن الجهاد. وهذا ليس من شأن المؤمنين ولا 
من طبيعتهم . ٠‏ بل هو من طبيعة المنافقين الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر. أما الاستئذان 
في سورة النور فإنما هو للذهاب من مجلس رسول الله يكل - إذا كانوا معه على أمر جامع - 
لبعض شأنهم » وهو من الآداب الحسنة العامة التي وصف الله بها المؤمنين في عهد الرسول 
عليه السلام ليتأدب بها من جاء بعدهم. . وذلك مما يدل على تقديرهم وحبهم وتوددهم للنبي 
عليه السلام . الم إنهم بعد ذلك مجزيون باستغفار الرسول لهم. ؛ فإن من استغفر لهم الرسول 
عليه السلام. من المؤمنين جديرون أن يغفر لهم بإذن الله . 
وتتوحية أخرق: لا تكون سورة التوبة نزلت قبل سورة النورء فإن اية الاستثئذان فى سورة 
التوبة من أواخر ر القرآن نزولاء فقد نزلت في السنة التاسعة للهجرة أيام غزوة تبوك. وسورة النور 
نزلت قبل ذلك بسنتين أو ثلاث . اللهم إلا أن تكون اية الاستئذان والإذن في سورة النور نزلت 
منفردة بعد غزوة تبوك . وهذا الاحتمال مستبعد. والله أعلم. لهذا كله. لا نرى وجهاً لما قاله 
بعضهمء وهو قتادة» من وأن الله أنزل بعد ذلك الرخصة للمؤمنين دون المنافقين». انظر في 
الموضوع كتب التفسير والسيرة. وانظر خاصة الكشاف للزمخشري. ج 3 ص 259 في معنى 
الأمر الجامع وما هو الدرس الذي يجب على المؤمن أن يعيّه عند تدبره لهذه الآية. 


136 


الجزء الثاني التوبة: 47 - 49 





ثم قال للمومنين « لَوْ حَرجُوا فيكم ا هوكم إل بلا وَوْضمُوا جلنلْ » 
أي : مشوا بينكم بالنميمة والكذب . « يبعْونكُمُ الفتنة » أي : يبغونٍ أن !0 
مُشْرِكِينَ "© و] أن يظهر عليكم المشركون. وظهور الشرك فتنة. « وَفِيكُمْ سَماعُو 
لهم 4 أي للمشركين. يعني المنافقين ؛ إنهم عيون للمشركين عليكم ‏ 0 
أخباركم فيرسلون بها إلى العارين: في تفسير الحسن . « وَاللّهُ علي بِالظلِمِينَ »6 
أي من المشركين والمنافقين فنعا وهو ظلم فوق ظلم وظلم دون ظلم. 

قوله : « لقد ابتغوا الفتنة 4 أي الشرك « من بل أي من قبل أن تهاجروا 
< وَكلْبُو لَك الامُورَ م وهو قوله عر وجل: ( وَإِدْ يَمْكْرٌ بك الذين كفروا ليثبتوك أو 
يَفتلوك أو يُحْرِجُوكَ ) [الأنفال : 0] وقوله: ( أم ابرَمُوا أمراً فنا مُبْرِمُونَ ) [الزخرف : 
09 و هو اجتماع المشركين في دار الندوة يتشاورون في أمر النبي . وقل فسرنا ذلك 
فى سورة الأنفال©. 

وقال الحسن : ( لَقَد ابتَعْوا الفئةَ من قَبْلُ وَفَلْبُوا لَك الامُورٌَ) : أي القتل قبل أن 
تقدم المدينة. يعني المنافقين . 

قال: « حَتى جَاءَ الحَقٌ وَظَهّرَ أَمْرُ اللّهِ 4 أي دين الله « وَهُمْ كرهُونَ» أي 
لظهوره . 

« ومنهم من يُقول ائذّن لي 4 يا محمد أقم في أهلي « ولا تمي »4 أي 
بالنساء فافتتن بهن. وذلك أن رسول الله يع قال: اغزوا تبوك تغنموا من بنات 
الأصفر. أي بنات الروم. فقال المنافقون: إيذن لنا ولا تفتنا بالنساء فنفتتن. قال 
بعضهم: هو عبد الله بن أبن السلولي ©. 
(1) زيادة من زء ورقة 127. 
(2) انظر ما سلف في هذا الجزء: 84 - 85. 
)3( أورده مجاهد في تفسيره ص : 281 بدون سند للحديث» قروا الطبري عن مجاهد. ج 14 ص 

. 7 

(4) أغلب المفسرين يذكرون أن الآية نزلت في الجد بن قيس. أخي بني سَلِمَة. ويروي الطبري في - 


137 


التوبة: 49 - 52 تفسير كتاب الله العزيز 





قال الله : < ألا في الف سَقَطوا 4 أي : فى الهلكة. وهو الكفرء سقطواء أي 

قعوا. 9 وَإنَ جهنم َمجيظة باْكلفِِينَ جميعا. من كات مشركه أو كافر منافق . 
ا ( إن الله جَامِع المنافقِينَ والكافرينَ في ع هيع ) [التشاء: 0 
وكقوله : ( وَجَعَلَا جهنم لِلْكَافِينَ حَصِيرا ) [الإسراء: 8 أي: سجنا. وكقوله : ( نا 
أَعْتَدّنا للظالمينَ ارا أخاط بهم سَرَادقَهًا ) [الكهف: 29] أي: سورها. 


ثم قال: د إن تَصِبْكَ حَسَنة 4 يعني النصر فتظهر بها على المشركين 
0 بع اماه وياد يوووا الب ا ا 
١‏ يوا 4 إلى لق رك و ل بالذي كل طان الى عزني 

وقال مجاهد : ( قَلْ أَحَْذّنًا أَمْرَنَا ) أي : أخذنا حذرنا من قبل . 

قال الله للنبي عليه السلام : قل أن يُصِيَنا إلا مَا كنب الله لَنا 4 أي إلا ما 

قضى الله لنا « مُوٌ مَوْلَناِ أي هو ولينا ه وَعَلَى الله فَليتَوكل المُؤْمِنونَ 4. 

قوله: « قُلْ هَلْ تَرَبُصُونَ بِنَا 4 أي هل تنتظرون بناء يعني المنافقين « إلا 
إِحُدَى الحُسْْييْن © قال الحسن : أن نظهر على المشركين فنقتلهم ونغنمهم, أو نقتل 
فندخل الجنة و وَنَحْنُ تتَرَيْصُ بكُمْ أن يُصِبيَحُمْ الله بعَذَابٍ منْ مده 4 فيهلككم به 


- تفسيره ج 14 ص : 287 ما يلي : «قال رسول الله كلخِ ذات يوم. وهو في جهازه. للجد بن قيس». 
أخي بني سَلِمة : هل لك يا جد العام في جلاد بني الأصفر؟ فقال: يا رسول الله . أو تأذن لي ولا 
تفتني , فوالله لقد عرف قومي ما رجل أشد عجباً بالنساء مني , وإني أخشى إن رأيت نساء بني 
الأصفر أن لا أصبر عنهن : فأعرض عنه رسول الله يَلِةِ وقال: قد أذنت لك». وقد ذكر ابن دريد 
في كتاب الاشتقاق ص 464 ضمن بطون الخزرج ورجالها ما يلي : «قال رسول الله ككلهَ: من 
سيّدكم يا بني سلمّة؟ قالوا: الجدّ بن قيس. على بخل فيه. قال: وأي داء أدوأ من البخل. بل 
سيّدكم الأبيض الجعد: بشر بن البراء». وانظر الواحدي». أسباب النزول. 

(1) زيادة من زء ورقة 127. 


138 


الحزء الثاني التوبة : 2 - 54 





١‏ أ بأيْدينا 4 أي تظهروا نفاقكم فنقتلكم عليه؛ فإنا | ا ا ل 
إظهار نفاقكم . وهوكقوله : ( لَيِن لَمْ ين المَُافقُونَ وَالذِينَ في قلُوبهم رض وَالمُرْجِقُونَ 
اندي ) يكل غزااء انار و الو ا 
200 ال : كذلك سن اله في منافقي كل أمة خخلت من قبلك: 
0 أيسووي ويم يسو ميد 
قتالهم 21. 

قال: « فَتَرَيَصُوا ب 

وقال مجاهد: هَل تَرَبْصُونَ ينا | لا إِحْدَى الحُسَْييْن © أي القتل في سبيل الله أو 
الظهور على أعداء الله . 

« قل أَنَفقوا طَوْعاً أو كرْهاً 4 مما فرض عليهم من النفقة في الجهاد. « لنْ 
يتقبّلَ منكم | إنكم كنتمُ قَوْما فلسقينَ »4 #. أي فسق النفاق لأنه فسق دون فسق الشرك. 
ا حسبة(2) الي 
خالفوا الله ا وإن 0 ا يَأثُونَّ الصلوة | ل ماده 
الناس بهاء. ولا يذكرون لله إلا قليلاء أي : ارم 0 وإقرارهم به وبنبيه ؛) وهو 
كقوله : (بل طَبَمَ ْلَه عَلَيهًا بكَفْرَهِمْ فلا يؤمنون إلا قليلاً ) [النساء: 155] يعنى 
بالقليل إقرارهم وتوحيدهم: وكقوله: ( فقليلا ما يُؤْمِنونَ ) [البقرة: 88]. يعني هذا 
كله إقرارهم وتوحيدهم , فهو قليل إذ لم يستكملوا جميع فرائض الإيمان. فيكمل لهم 
الإيمان. 
(1) جاء في ر ورقة 128 ما يلي : (١‏ ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده ) فيهلككم 


به , ( أو بِأَيْدِينَا ) أي يستخرج ما في قلوبكم من النفاق حتى تظهروا الشرك فنقتلكم به». 
)2( كذا في قمع دع. (حسبة » وهو أصح . وفي د «وخشية» وللكلمة وحه. 


139 


التوبة: 54 - 57 . تفسير كتاب الله العزيز 





قال: « وَل يُنَْقُونَ إلا وَهُمْ كَْرَهُونَ» أي : الإنفاق في سبيل الله وما فرض الله 

وفي هذه الآي كلها حبجة على أهل الفراق أن لو كان المنافقون مشركين لم 
يفرض عليهم الجهاد الذي لم يقروا به ولا نفقة7). 

قوله : ف نَل تُنجبِك أَنولهُمْ ولا أَوْلِدُهُمْ نما يُِيدُ اللَّهُ لِيعَذْبَهُمْ بها في الحيوة 
الدنيا 4 قال الحسن: ليعذبهم بالزكاة في الحياة الدنيا. 
أسانييه: 57 أحباءهم وأهل مودنهم من امالك يد مع أعدائهم من المؤمنين ؛ 
لأنهم يسرون لهم العداوة . وهو كقوله : ( قد بدت البَعْضَاءُ من أفْوَاهَهمْ وما تخفي 
صدورهم ) من العداوة والبغضاء ( أكبَّرٌ ) [آل عمران: 118] أي أعظم من الذي بدا 

من أفواههم. 

وقال الكلبي : 257 تَعْجِبِكَ ال ولا أوَلادُهُمْ 5 يريد الله لذي في 
الحيوة الدنيا ) يقول : فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الذنياء إنما يريد 
الله ليعذبهم بها في الآخرة. فيها تقديم وتأخير. وهذا من خفي القران. 

قوله : « وَتَرْمَقَ أَنْفْسهُمْ 4 أي تموت أنفسهم « وَهُمْ كَفْرُونَ» أي كفر 
النفاق. 

قوله : « وَيَحْلِمُونَ بالله ! لي اليك #ذفنها لمرو نكنم ل 
والادعاء لمتكم ط وََاهُم مُكُمْ 4 إذ لم يعملوا بأعمالكم ويوفوا بوفائكم « وَلْكنهُمُ 
َوْمُ يَفْرَقَونَ # أي يخافون على دمائهم إن هم أظهروا نفاقهم وباينوا به. 


(1) وهذا من كلام الشيخ هود الهواري ولا شك . فهو كلما وجد فرصة لاثبات رأيه والرد على شبهة 
من شبه الإرجاء إلا وانبرى لتقرير ما يراه صواباً. 


140 


الجزء الثاني التوبة: 57 - 58 





غيراناً « أو مُدَّحَلا © أي : بيوتاً. وقال الكلبي : الملجأ: الحرزء والمغارات: الغيران 
في الجبل. والمدخل : السرت في الأرض . 

قال: طلوَلوا إِلَيّهِ وَهُمْ يَحْمَحُونَ» أي: وهم يسرعون الانطلاق إليه» يعني 
المنافقين. وقال مجاهد: لو يجدون محرزا لولوا إليه أي : لفروا إليه منكم . 


قوله: « وَمِنهُم من يمرك في الصدّقات [أي: يعيبك ويطعن اد 
قال محاهد : ورك 2 < فإن أغطوا هن : ارسيو ءَان 7 0 منها إذا هم 
يسخطون ». 


ذكروا أن رسول الله يَكلٍِ بينما هو يوما يقسم ذهباً وفضة. إذ جاء رجل من 
المنافقين, قال بعضهم : ناتىء الجبين. مشرف الحاجبين» غائر العينين» فقال: يا 
محمدء إن كان أمرك الله أن تعدل فما عدلت هذا اليوم. فقال: ويلك فمن يعدل 
عليك بعدي. ثم قال: احذروا هذا وأشباهه. فإن في أمتي أشباه هذا قوم يقرأون 
القران لا يجاوز تراقيهم» يمرقون من الددين كما يمرق السهم من الرمية©. 


ذكروا أن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: إن رجلا أتى النبي وهو يقسم ذهباً 
0 فقال: يا محمد. إن كان الله أمرك أن تعدل, فيا عدلت اليوم. فقال له النبي : 
لقد شقيت,. إن لم أعدل فمن يعدل©. 


(1) زيادة من زء ورقة 128. 

(2) في قع وع: : ويدورك» وفيه تصحيف., وفي ح ود: «يرورك (كذا بدون نقط) والصحيع نا اننه: 
«يروزك» وفي اللسان: الروز: التجربة» رازهء يروزه روزاً: جرب ما عنده وخببره. وفي تفسير 
مجاهد: ص 282: «يقول: يتهمك.». يسألك ويروزك». وانظر تفسير الطبري » ج 14 ص 302. 
تعليق: 1. 

(3) حديث متفق عليه؛ رواه البخاري في كتاب الأدب. باب ما جاء في قول الرجل: ويلك عن 
أبي سعيد الخدري. وأخرجه مسلم في كتاب الزكاة.» باب ذكر الخوارج وصفاتهم من طرق 
(رقم 1063) والرجل هو ذو الخويصرة التميمي . 


141 


التوبة : 59 - 60 تفسير كتاب الله العزيز 





ذكروا أن رسول الله َكل قال: والذي نفسي بيذه . ما أعطيكم شيعا ولا 
أمنعكموه ؛ إنما أنا خازن أضع حيث أمر ت10), 

قوله: « وَل أَنهُمُ رَضُوا ما ءَانَيِهُمُْ اللَّهُ وَرَسُولّهُ 4 أي ما أعطاهم الله ورسوله 
( رََنُوا ينا الله سيونينًا الله مِنْ لضْلِهِ ورَسْرلَ 4 وهي تقرأ على وجه آخر 
بالنصب: سيوتينا الله ورسوله, أي: ويؤتي رسوله 9 إنا إلى الله رغبون» . وفيها 
إضمار. أي : لكان خيراً لهم من النفاق الذي كفروا به. 

3 0 الصَدَفََتَ راد عسوي الاين عَايهَ امل لوبهم 
0 

فالفقير: الذي به زمانة. أي عاهة في بعض جسذه. وهو محتاج . والمسكين : 
في جمعها. والمؤلفة قلوبُهم : قوم كانوا يتألفهم النبي يك ليسلموا؛ منهم أبو سفيان 
ابن حرب, وعيينة بن حصن بن حذيفة بن بدرء والحارث بن هشام . وصفوان بن أمية 
ابن حلف. وسهيل بن عمروء. والأقرع بن حابس . أعطاهم النبي عد يوم حنين ؟ 
أعطى أبا سفيان ورهطاً معه مائة مائة من الإبل» وأعطى الأقرع بن حابس وعييئة بن 
حصن خمسين خمسين من الإبل. وفي الرقاب. يعني المكاتبين. والغارمون : قوم 
عليهم دين [أو غرم]2 من غير فساد. وفي سبيل الله؛ يحمل من ليس له حملان 
ويعطى منها . وابن ن السبيل : الضيف والمسافر إذا قطع به وليس له شي 2 جعل الله له 
نياكهيا: قال بعضهم : : ويحمل في سبيل الله من الصدقة» ويعطى إذا كان لاا شيء 


(1) مضى تخريجه فيما سلف من هذا الجزء ص 92. 
(2) زيادة من زء ورقة 128. 
)3( كذا «وليس له شي ء) انفردت بها المخطوطات 2 34 ود ولم ترد العبارة فى 537 


142 


الجزء الثاني التوبة : 60 





ذكروا أن علياً وابن عباس قالا: إنما هو عَلّم جعله الله ففي أي صنف منهم 

ذكروا أن رسول الله كلٍ قال: إن المسكين ليس بالطواف الذي ترده الأكلة 
والأكلتان. والتمرة والتمرتان. ولكن الذي لا يجد ما يغنيه ولا يسأل الناس إلحافً©. 

ذكروا عن الحسن قال: ليس للعاملين عليها ولا للمؤلفة قلوبهم اليوم شي ء» 
إلا ما جعل الإمام للعاملين عليها. وكان يقول : ابت يهام تقر ع2 ولكن على ما 
يرى الإمام. فربما كان بنو السبيل قليلاً والفقراء كثيراً. وربما كان الفقراء كثيراً 
والمساكين كثيراً. وكذلك المكاتبون والغارمون. وإنما هو على ما يرى الإمام من 
كثرتهم وقلتهم وفقرهم. 

قال: ( وفي سَبيل الله ) إذا لم يسعهم الفيء رضح لهم من الصدقة. 

( وَابِن السبيل ): الرجل المنقطع به في الأرضء فإنه يرضخ له من الصدقة, 
وإن كان في أرضه ذا مال كثيرء ولا يكون ذلك ديئنا عليه . 

ذكر بعض السلف قال: إن حقاً على الناس إذا جاءهم المصدّق أن يرحُبُوا به 
وأن يطعموه من طعامهم. فإن أخذ الصدقة على وجهها فسبيل ذلك. وإن تعدّى لم 
يضر إلا نفسه. وسيخلف الله عليهم . 

ذكروا عن الحسن قال قال رسول الله ككل : المتعدي في الصدقة كمانعها©. 


(1) انظر تخريجه فيما سلف ج 1 ص 253, تعليق: 1. 

(2) كذا في ق وع: «تقرع». وفي د وج: «توزع». 

(3) أخرجه الربيع بن حبيب في مسنده في كتاب الزكاة والصدقة, باب الوعيد في منع الزكاة (رقم 
2) «عن ابن عباس قال قال رسول الله كل : لا صلاة لمانع الزكاة ‏ قالها ثلاث والمتعدي في 
كمانعهاه. قال الربيع: المتعدي فيها هو الذي يدفعها لغير أهلها. وفي كتاب الخراج لابي 
يوسف ص 175. وعن عبد الله بن مسعود أنه قال: ما مانع الصدقة بمسلم. ومن لم يؤدها فلا 
صلاة له , 


143 





التوبة : 60 [ تفسير كتاب الله العزيز 


ذكروا أن عقبة بن عامر الجهني قال: بعثني رسول الله كن ساعياء فاستاذنته أن 
نأكل من الصدقة فأذن لنا. ش 

ذكروا عن عون بن أبي جحيفة© عن أبيه قال: بعث رسول الله يق إلينا ساعيا 
فأمره أن يأخذ الصدقة من أغنيائنا فيجعلها في فقرائناء وكنت غلاما فأعطاني منها 
قلوضا. 

ذكروا أن أول مكاتب كوتب في الإسلام أبو مؤمل على عهد رسول الله وَل ؛ 
فقال رسول الله كك : أعينوا أبا مؤمل7). فأعطي حتى فضل منه فضلة من مكاتبته. 
فسأل عنها رسول الله كك فقال: أنفقها فى سبيل الله . 

ذكروا أن مكاتباً قام إلى أبي موسى الأشعري فقال: إني رجل مكاتب» فَحَتْ 
علي الناس. قال: فَحَتُ أبو موسى عليه الناس. فألقى إليه من الدراهم والثياب حتى 
قال حسبي . فانطلق إلى منزله فوجد معه فضلة ثلاثمائة درهم. فسأل عن ذلك أبا 
موسى الأشعري», فأمره أن يجعلها في مثله من الناس . 

ذكروا أن مكاتباً كان فى عهد على تَصُدَّقَ عليه. ففضل عن مكاتبته فضل, 
فأمره على أن يجعله في المكاتبين. | 

قال: وكذلك الغارمون الذين لزمهم دين من غير فسادء يجمع لهم من الصدقة 
ويأخذون منها كفاف ديونهم. فإن أعطوا أكثر من ذلك حتى تفضل في أيديهم منه 
فضلة ردوا تلك الفضلة على مثلهم في مثل حالهم . 

وسئل بعض السلف عن الرجل العالم الفقيه الذي قد اتخذه المسلمون سلفاً 


(1) في فى وع «جحفة»؛, وفي د: حذيفة, وفي كلتا الكلمتين تصحيف صوابه «جحيفة» كما جاء في 
الاستيعاب لابن عبد البر: ج 4 ص 16119 - 1620. 

(2) لم أجد فيما بين يدي في مصادر الحديث هذا الحديث, ولم أعثر على اسم هذا الرجل المكنى 
بأبي مؤمل فيما بين يدي من تراجم الرجال. فهل هذا مما انفرد بروايته يحيى بن سلام 
البصري؟ . 


144 


الجزاء الثاني | التوبة: 61 





وإمامأء فاستقل بأمور المسلمين والنظر في حوائجهم. وهو فقيرء هل ينظر المسلمون 
له نظراً ينونه عن المسألة» ويفضلونه على من سواه ممن لم يحتمل من أمور 
المسلمين ما احتمل؟ فقال نعم. وهل ينبغي للمسلمين إلا هذا؟ وهل يجوز لهم أن 
يحتاج فيهم مثل هذا؟ وقد كان عمر بن الخطاب يفضل أهل الفضل في الإسلام» 
ويخصهم من الصدقة والفيء ع بما لا يخص به غيرهم لما يحتملون من أمور 
المسلمين. ويشغلون أنفسهم بحوائج المسلمين عن حوائجهم . فأهل أن يفضلواء 
وأهل أن يشرفواء وأهل أن ينظر لهم المسلمون بما يسعهم ويقوتهم ويقوت 
عيالهه7© . 

قوله: ( فريضة مُنَ اللّه ) أي : لهؤلاء الذين سعّى في هذه الآية. وذلك في 

جميع الزكاة» في الذهب والفضة والماشية والثمار والحبوب والزروع. ( وَاللُهُ عَلِيمُ 
عَكِم) عليم تخلقة»: حكيم في آمرة. 

31 ال 1ن قار ارقو ان هبيسن انفرع 

قال الحسن : كانوا يقولون: ما هذا لبجل إلا ادن ين كام صريه حيت شاد 
[ليست له عزيمة]©) فقال الله :اقل 4 يا محمد أن حير لكُمْ 4 أي : هذا الرجل 
الذي تزعمون أنه أذن. خير لكم . 0 يون باللّه وَيُومِنُ للْمُومِنِينَ 4 [أي يصدق الله 
ويصدق المؤمنين]© « وَرَحْمَةٌ لَلذِينَ مَامنُوا مِنْكُمّْ 4 أي : وهو رحمة للذين امنوا 
منكم. أي إنه رحمة للمؤمنين» رحمهم الله بها واستنقذهم من الجاهلية وظلمتها إلى 
النور, وأنقذهم من النار إلى الجنة. 


وقال مجاهد: وتتزلون هُرٌ أَدْنْ ) أي: سنقول له فيصدّقنا. يعني المنافقين 


(1) هذا كلام نفيس من الشيخ هود الهواري, وتوجيه سديد من سيدنا عمر رضي الله عنه. وليت 
جماعات المسلمين يفقهون هذا الكلام فيعرفون لذوي الفضل فضلهم. ولمن يضحون 
بجهدهم الفكري وبأوقاتهم الثمينة يصرفونها في سبيل إعلاء كلمة الله. وفي سبيل الصالح 
العام. فيكفونهم مؤونة العيش ويخففون عنهم وطأة الحياة إن كانوا محتاجين . 

(2) زيادة من زء ورقة 129. 


145 


التوبة : 61 - 64 تفسير كتاب الله العزيز 


يقولون: نحلف له فيعذرنا. وبعضهم يقرأها: قل اذنّ خيرٌ لكم. أي : هو أذن خير 
لكم. 00 

قوله: ط يَحُلِفُونَ بالله لَكُمْ لِيُرْصْوكُمْ . أي بالعلل والكذب 9 وَاللَهُ وَرَسَولهُ 
أَحَقُ أن يرْضوهُ » أي بالصدق والوفاء « إِنْ كانوا مُومِنِينَ # أي : إنهم يزعمون أنهم 
مؤمنون بالإقرار والتوحيد دون العمل ب بجميع الفرائلض التي فرضص الله عليهم . وليسوا 
بمؤمنين حتى يكملوا جميع فرائض اله في القول والعمل . فقال: ( وَاللْهُ ورسوله أَحَقّ 
أن يُْضوة )| من أن 0 08 1 
العظيم » أي : قد أنزل الله ذلك عليهمء وأعلمهم به. واج ب لجيه ريم . وهو 
كقوله : ( ألم ير الذين كفروا أن السموات وَالرض كانتا ر رَتَقاً ) [الأنبياء : 0 
وكقوله : ألم يَعْلْمُوا أَنْ الله يعْلْم سرهم ونجويهُمُ وَأنْ الله عَلام الغْيُوب) [التوبة : 
8 

قوله : ل يَحْذّرٌ المُنفقونَ أَنْ تنَزُلُ عَلَيهِم سورة تد بْتّهُمْ بمَا في قَلُوبِهِمْ 4 من 
النفاق وما كانوا يحذرون. ففعل الله ذلك بهم . فأخرج أضغانهم , وهوما كانوا يكنون 
في صدورهم. وإنما حذروا من شيء تَيّقنوا به» ولو كانوا مشركين لم يحذروه لأنهم 
يجحدونه ولا يقرون به. 

وقال مجاهد: يقولون القول بينهم ثم يقولون: نخشى الله أن يفشي علينا سرنا 
هذا. 

ذكر بعضهم قال: كانت هذه السورة تسمى جاهرة أي: جهرته9©. وبعضهم 
(1) ف حصي د وج: «جهرته) وفي ق وع: : وجهرة» ويبدو أن في الكلام سقطا أ. ولم أجد هذا الوصف 


ال ل د اير الو ا ا 3 ص 389, ولا ضمن 
اثني عشر اسما عددها الزمخشري في الكشاف.». ج 2 ص 241. ظ 





16 


الجزء الثاني التوبة: 64 - 65 


يقول: حافرة» أي حفرت عن ذنوب القوم. يعني المنافقين. وقال بعضهم: كانت 
هذه السورة تسمى فاضحة المنافقين» لأنها أنبأت بمقالتهم وأعمالهم . وقال الحسن : 
كانت تسمى حافرة» أنبأت بما في قلوب المنافقين. 

« قل اسْتَهْرِءُوا 4 أي بمحمد وأصحابه. وهو وعيد هَوْلّه شديد. كقوله: 
( فَمَنْ شَاءَ فَلَمُومِنْ وَمَنْ شَاءَ فلْيكْمْرُ ) [الكهف: 29] وهو وعيد. « إِنْ الله مُخْرِج ما 
تحذّرون » أي : ما أكننتم في قلوبكم من النفاق فمخرجهء فذاكره عنكم . 

وأما قوله : ( استهزئوا ) فهو جواب من الله لقولهم . (إذا لقا الذين ءَامَنوا قَالُوا 
امنا وذ حَلّوا إِلَى شَيَاطِنِهمْ ) يعني كفار المشركين ( قَاُوا نا مََكُم ) أي في المودة 
( إِنْمَا نحن مُسْتَهْزءُونَ ) [البقرة: 14 - 15]. أي إنما نحن مخادعون. والاستهزاء في 
هذا الموضع إنما هو الخداع. ألا تراه يرد عليهم جوابهم : ( اللَّهُ يَسْتَهْرَىء بِهمْ ) أي 
يخدعهم في الآخرة كما خدعوه في الدنيا. 

وقد أوضح ما تأولنا عليه الآية في النساء فقال: ( إن المُنَافقِينَ يُحَادِعُونَ الله 
وَهُوْ حَادِعُهُمْ ) [النساء: 142] يخادعونه بما أظهروا من التوحيد والإقرار» وليس من 
شأنهم الوفاء بالأعمال. وهو خادعهم إذ جعل مساقهم مع المؤمنين. وبيان خدعه 
إياهم في سورة الحديد. وسنذكر ذلك أيضاً في سورة الحديد إذا أتينا عليه» كيف 
خدعهم الله عند ضرب السور بينهم وبين المؤمنين إذ طمعوا أن يكونوا من المؤمنين. 
إذ سيقوا فى زمرتهم بالنور القليل الذي كان معهم. وبه ناكحوا المسلمين ووارثوهم . 
فطفى: نور المنافقين» ومضى نور المؤمنين من بين أيديهم وعن أيمانهم وعن 
شمائلهم . وسناتي على بقيّة ما بقى من هذا في سورة الحديد إذا نحن بلغناها إن شاء 
الله . 

قوله : « وَلَينْ سَألتَهُمْ يفول إِنْمَا كنا نخوض وَتَْعَبُ قل أباللهِ وَءَايهِوَوَسُولِه 
كنت تَسْتَهْزءُونَ 4. 

قال الكلبي : بلغنا أن رسول الله يل حين رجع من تبوك. بينما هو يسير إذا 
برهط أربعة يسيرون بين يديه وهم يضحكون. فنزل جبريل على النبي عليه السلام 

147 


التوبة: 66 تفسير كتاب الله العزيز 





ا أنهم يستهزءون بالله تعالى ورسوله وكتابه . فبعث رسول الله ين عمار بن ياسر 
فقال: أدركهم قبل أن يحترقوا واسألهم مما يضحكون. فإنهم سيقولون مما 5 
فيه الركب إذا ساروا"». فلحقهم. فقال لهم : مم تضحكون وما تقولون؟ فقالوا: مما 
يخوض فيه الركب إذا ساروا فقال عمار: صدق الله وبلغ الرسول. احترفتم لعنكم 
الله. وكان يسايرهم رجل لم ينههم ولم يمَالئهم. فأقبل ذلك الرجل إلى النبي كك 
فقال: يا رسول الله والذي أنزل عليك الكتاب ما مالآتهم ولا نهيتهم . وجاءوا إلى 
7 تعتذروا قل عرق بَعَدَّ إيمانكم » فأخبر أن لهم إيمانا كفروا بعده. وأن 
المشركين لم يتطاعموا© إيماناً قط فيكفروا بعد إيمانهم . 
« إن نغفٌ عن طائفة مُنكُم نعَذْبُ طائفة بأنهُم كانوا مُجْرمِينَ 4 أي جرم نفاق. 
لأنه جرم دون جرم» وجرم فوق جرمء فيرجى أن يكون العفو من الله لمن لم يمالئهم 
1 )2( 
ولم ينههم 
وقال بعضهم: بينما رسول الله كَِهِ في بعض أسفاره. وبين يديه ناس من 

المنافقين. فقالوا: أيرجو هذا الرجل أن يفتح قصور الشام وحصونها؟ هيهات. 

هيهات له من ذلك. فأطلع الله نبيه على ذلك فقال: احبسوا علي هذا الركب 

[فأتاهم] فقال: قلتم كذا وكذا. قالوا: يا رسول الله. إنما كنا نخوض ونلعب . 

)1( روف ابن هشام هذا الخبر عن ابن إسحاق بتفصيل في سيرته ج 4 ص 4 - 529 وأورده 
الواقدي كذلك في المغازي , 3 3 ص 4 - 1005 . 

)2( انظر في معاني القراء للفراء ج ص 445 معنى العفو عن الطائفة في هذه الآية فقد جاء في ذلك 
ما يلي : «والطائفة واحد واثنان» وإنما نزل في ثلاثة نفر؛ استهزأ رجلان برسول الله وك 
6 ا 0 آخرء فنزل: ( إن يف عَنْ طائفَةٍ ) يعني الواحد الضاحك ( تَعَذّبُ 

)3( كذ افق المخطوطات بصيفة التفاعل . ففي . : تطاعموا, وفي فى وع تطامعوا. ويبدو أن المعنى 
لم يذوقوا للإيمان عم ولكني لم أجد هذا المعنى بهذه الصيغة في كتب اللغة. 

(4) زيادة من تفسير الطبري» ج 14 ص 334 حيث جاء الخبر فرويا سند عن قتادة: وانظر في هذه 
الآية الواحدي. أسباب النزول.» ص 250 - 251. 


148 


الجزء الثاني . التوبة: 67 - 69 





قوله: ( قَدْ كفرتم بَعْدَ إِيمَانكُمْ ). أي: قد نافقتم بعد إقراركم وتوحيدكم. 
يعني أهل هذا الكلام الذي تكلموا به. وهو كفر نفاق. وهو كفر المحدثين من أهل 
الإقرار بالله والنبي والكتاب . 

قوله: « المُتَفْقُونَ وَالمُتَفْقَاتُ بَعْضْهُم من بَعْض 4 أي في الألفة والاجتماع 
على معاصي الله ظ يَامُرُونَ بالمُْكَر 4 وهو كل ما يعرف العباد جوره. « وَيَنْهَوْنَ عَنِ 
المغروف » وكل ما يعرف العباد عدله فهو معروفا. 

وقال بعضهم: ( يَامُرُونَ بالمُْكر ) أي بالكفرء وهو النفاق. ( وَينْهَْنَ عَنِ 
المَعْرُوف ) وهو الإيمان. أي: عن العمل بالصالحات». وهي الإيمان. وهذا يرجع 
إلى التأويل الأول. وهو واحد. 

( وَيفبِضونَ أيدِيَُم 4 أي عن النفقة في سبيل الله وعن عن الزكاة. وقال مجاهد: 
لا يبسطونها بالنفقة في الحق . وقال بعضهم : لا ييسطونها إلى الخير. 

قال: «نَسُوا الله أي : تركوا فرائفض اليم عار ولم يعملوا بجميعها”". 
« فنسِيّهم »© أي فتركهم كمن ليس مذكوراً. وقال بعضهم : : ( فتركهم ) أي : لم 
بكرم بما يذكر به المؤمنين أهل الوفاء والصدق من الخير. « إِنْ المكفقين هم 
| لفسقونَ» يعني فسق النفاق. وهو فسق دون فسق. وفسق فوق فسق . 

قوله : « وَعَدَ الله المُتفقينَ وَالمُتَفْقَات» أهل الإقرار بالله والنبي والكتاب. 
ج وَالكْفَارَ م أهل الإنكار والجعوه. دنار جَهَنْمَ خَلدينَ فيهَا 4 لا يموتون ولا 


© لالم ©2. 


يخرجون منها. « هي حَسْبْهُمْ 4 جميعاً: المشري والمافقن د كقراةا رتتسم 
جهنم يُصلونها ) [المجادلة : 8 « ولَعنهم الله وَلْهُم عَذَاتٌ مقيم 4 أي : دائم في 
الآخرة . 
قال: « كَالذِينَ مِنْ قَبْلَكُمْ 4 يعني من الكفار ظ كَانوا أَسَد منكم قوة وأكثر 
(1) كذاه في المخطوطات الأربع » وفي ز»ء ورقة 129 : « نَسُوا الله » أي : تركوا ذكره بالإاخلاص من 
149 


التوبة: 69 - 71 تفسير كتاب الله العزيز 





أمولاً وأولدام يقول: لعنهم وأهلكهم وأوجب 2 النار. يقول : معييام كما 
عذب الذين من قبلكم من الكفار. يعني الذين تقوم عليهم الساعة الدائنين 
المشر كين أ يد ا 

قال: « فَاسْتَمْتهُوا بِِلقِهمْ فَاسْتَتَعُم بِِلِكُمْ 4 قال الحسن: أي بدينكم 
(كَمَا اسْتمْتَمَ الذينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِحَلْقَهِمْ4 أي: بدينهم « وَحْضْتَمْ 4 في الكفر 
والتكذيب. رجع, بهذا كله إلى كفار قريش دون المنافقين. وخضتم في ا 
« كالذي سينا أُولَيِكَ خبطت أَعْمَالَهُمُ في الدّنيًا والآخرة وَأولَيِكَ » مي من 
الماضين والباقين 8 هم لحرو . 

وقال الكلبي : ( فاس تمتعة سْتَمْتَْتمُ) في الدنيا بنصيبكم من الآخرة ( كَمَا اسْتَمْتَمَ الذينَ 
مِنْ قَبْلكُمْ ) في الدنيا بنصيبهم من الآخرة. 

قوله: ٠ه‏ لم يأتهم 3 الذينَ مِنْ قبلهم قوم نوج وَعَادٍ وتَمُودَ وَقَوْم إبرهيم 
وَأُصْحَلبٍ مَذْيْنَ وَالُؤْتفكَدتِ » قريات قوم لوط الثلاث. خسف بهم. رفعها جبريل 
بجناحه حتى سمع أهلن سماء الدنيا صراخ كلابهم ثم قلبها. والمؤتفكات هي 
المنقلبات. وقال في آية أخرى: ( وَالمُؤتفكة أَهْوَى ) [النجم: 53] وهي قريات قوم 
لوط الثلاث. فهم يتجلجلون©) فيها إلى يوم القيامة. يقول: ألم يأتهم خبرهم فيما 
أنزل الله في كتابه. 

قال: « أننهُم رَسلَهُمْ بالبينتٍ» أي أتت جميع هؤلاء رسلهم بالبينات « قَمَا 
كَانَ الله لِيِظْلِمَهُمْ 4 أي بإهلاكه إياهم بعد قيام الحجج عليهم برسلهم « وَلَكنٌ كانوا 
َنْفْسَهُمْ ظلِمُونَ 4 أي بجحودهم وبشركهم. يحذر هؤلاء ما فعل بمن كان قبلهم . 

قوله: لِوَالمُةْ منونَّ وَالمُوْ منت بَعْضْهُم أَوْلِيَاءٌ بعضٍ 4 أي في الالفة 
والاجتماع على دين الله 9َيَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفٍ » وهوما يعرف العباد عدله. « وَينْهَوْنَ 


(1) يتجلجلون. أي : : يسيخون فى الأرض ويدخلون فيها. وفي الحديث: بينما رجل يجر إزاره من 
الخيلاء سف به فهو يتجلجل إلى يوم القيامة. 


1[0 


الجزء الثاني التوبة: 71 - 72 





عن المُنكر 4 وهو ما يعرف العباد جوره. وقال الحسن: ( يَامْرُونَ بِالمَعْروفٍ ) أي 
بالايمان الله ( وَيَنْهَوْنَ عَن المُنْكر) أي : عن الكفر بالله . 

قال: « وَيقيمون الصَلوة » أي على ما أمرهم الله به لا ينقصونهاء ولا 
قوسوة: إلنيا كبا و نول :يزازون الثانى_ بها كما يفعل: ‏ الكافقون:. < ريرنون 
الزكوة »* المفروضة., طيبة بها أنفسهم. ليس كما يصنع المنافقون الذين لا ينفقون 
إلا وهم كارهون. 

قال: « وَيُطَيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ 4 في القول والعمل. وفي كل ما تعبّدهم به من 
ع وي و ل ا 
القول. أي إنهم قالوا ولم يعملواء يعني المنافقين. 

أُوليِكَ 4 يعني المؤمنين الذين هذه صفتهم «سَيرْحمهُمْ الله أي : 
سيثيبهم الله « إن لله عَزيزٌ حَكيم 4 أي : عزيز في نقمته حكيم في أمره. 

قوله : ط وَعَدَ اللّهُ المُؤ مِنِينَ وَالمُوْ منّت4 أهل الصدق والوفاء « جَنْتٍ تَجْري 
من تحتها الانهَر» . وقد فسرنا الأنهار في غير هذا الموضع . «خخلدين فيهًا # أي 
في الجنة « وَمَسَاكِنَ طَيْبََ 4. ذكر الحسن قال: إن أدنى أهل الجنة منزلة آخرهم 
دخولاً . فيقال له : انظر ما أعطاك الله فيفسح له في بصره. فينظر مسيرة مائة ألف سنة 
كله لهء فليس فيه موضع شبر إلا وهو عامر قصور الذهب والفضة. وخيام اللؤلؤ 
والياقوت . فيها أزواجه وخدمه. يُعْدَى عليه كل يوم بسبعين ألف صَحفة من الذهب. 
ويُراح عليه بمثلها. في كل واحدة منها لون من الطعام ليس في صاحبتهاء يأكل من 
آخرها كما يأكل من أولها. لو نزل عليه الجن والإنس في غداء واحد وسعهم. ولا 
ينقص ذلك مما عنده شيئا. 

وذكروا عن ابن عباس قال: الخيمة درة مجوفة. فرسخ في فرسخ . لها أربعة 
الاف مصراع من ذهب. ذكروا عن أبي موسى ااتعري قال: إن الرجل من أهل 
الجن لتكرن نه( التقيمة طولها عن النسماء سبعرة فيل وإن له فيها لأهلا يطوف عليهم 
ولا يشعر بهم الآخرون. 


1531 


التوبة: 72 - 73 تفسير كتاب الله العزيز 


وقال: ِ في جنلت عَدَن نا # قال الحسن : عدن اسم من 4 أشتفاء الجنة . وقال 
بعضهم : : هى شرف الجنان . ذكروا عن أبن عباس قال ٠‏ عدن : بطنان الحنة7! . 


وقال: وَرضون مُنّ الله أكبّرٌ 4 أي أعظم مما هم فيه من ملك الجنة. قال 
الحسن : 29 وصل إلى قلوبهم من رضوان الله من اللذة والسرور ما هو ألذ عندهم وأقر 
لأعينهم من كل شيء أصابوه من لذة الجنة. 

ذكروا عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله كلد 55005 
فرأوا ما فيها قال الله عرّ وجل لهم : لكم عندي أفضل من هذا. قالوا: ربنا ليس شيء 
أفضل من الجنة. قال: بلى, أحل عليكم رضواني©) 

قرله: ظ ذلك الفورٌ العَظيم #. قال الحسن: النجاة العظيمة . وقال بعضهم : 
نازوا عن الثار إلى الجن . وقد قال: فَمَْ زُحْزِحَ عَنِ الا ) أي نجا من النار ( وَأدْخلَ 
الجَنْةَ فَقَدْ فار ) [آل عمران: 5] أي فقد سعد. 


قوله : ظيَأَيهَا النبي جَاهد الكمَارَوَالمْتَفِقِينَ وَاغْلُظ عَلَيْهُمْ 4 لي جاهد الكفار 
المشركين بالسيف. واغلظ على المنافقين بالحدود. وهو تفسير الحسن . وقال 
الحسن: كان أكثر من يصيب الحدود يومئذٍ المنافقين. قال الكلبي : وَاغلظ على 


(1) بطنان الجنة: وسطهاء كما ذكره الجوهري في الصحاح (بطن) وكما جاء في تفسير الطبري ج 
4 ص 353. 

(2) كذا فى المخطوطات. وفي زء ورقة 130: «يصل». وهو أبلغ تعبيراً. ‏ 

)3( 08 متفق عليه أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم . . أخرجه البخاري في كتاب 
الرقائق, وفي كتاب التوحيد. باب كلام الرب مع أهل الجنة؛ عن أبي سعيد.الخدري ولفظه : 
«إن الله يقول لأهل الجنة, يا أهل الجنة» فيقولون: لبيك ربنا وسعديك, والخير في يديك. فيقول: 
هل رضيتم» فيقولون: ومالنا لا نرضى يا رب. وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدأً من خلقك . فيقول : 
ألا أعطيكم أفضل من ذلك . فيقولون: يا رب. وأي شيء أفضل من ذلك فيقول : أحل عليكم 
رضوانى ي فلا أسخط عليكم بعده أبدأ» وأخرجه مسلم في أواخر حديث طويل من كتاب الإيمان 
عن أبي سعيد الخدري (رقم 3). وأخرجه ابن سلام بالسند التالي : : يحيى عن إبراهيم بن 
محمد عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله كما جاء في زء ورقة 2.130 


. 52 


الجزء الثاني التوبة: 74 


المنافقين. أي : بالقول. قال: « وَمَْوَيِهُمْ جَهَنمُ 4 أي : ومصيرهم. أي منزلهم. 
جهنم . 8 ويئس المَصِيرُ ©. 

قوله : « يَحَلِمُونَ بالله ما قَالُوا وََقَدْ فَانُوا كَلِمَة الكفْر وَكَمَرُوا بَعْدَ إِسْلَمِهِمْ». 

ذكروا عن الحسن قال: قال رجل من المنافقين لرجل من المسلمين : إن كان ما 
يقول محمد حقاً لنحن أشر من الحمير. فقال المسلم : فأنا أشهد أن ما يقول محمد 
يله حق وإنك شر من حمار. ثم أتى النبي عليه السلام فأخبره بذلك. فأرسل النبي 
إلى المنافق فقال: أَقَلتَ كذا وكذا فقال: [والله]29 يا رسول الله ما قلته» [وحلف 
المسلم لقد قاله]© فأنزل الله : ( يَحْلِفُونَ بالله مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كلم الكفر وَكَفَرُوا 
بَعْدَ ِسْلامِهمْ ) أي بعد إقرارهم وتوحيدهم©. ْ 

« وَهَمُوا بِمَا لم ينَالُوا 4 قال مجاهد: هو المنافق الذي قال ما قال. أراد أن 
يقتل المسلم الذي أخبر النبي عليه السلام بقول المنافق للمؤمن: إن كان ما يقوله 
محمد حقاً فنحن أشر من الحمير. 

قال بعضهم : بإظهار النفاق. وكان يقول: كانوا نفراً. وكان الرجل الذي أخبر 
النبي عليه السلام حاضرّهم حين قال بعضهم : لئن كان ما يقول محمد حقاً لنحن أشر 
من الحمير؛ فلم يفطنوا بمكان الرجل. فأرعب الله قلوبهم . فقال في سورة الأحزاب : 
( لَئْن لَمْ ينه المُنافقَونَ وَالذِينَ في لوبهم مرَض وَالمُرْجِفُونَ في المَدِيئّة ) [الأحزاب : 
0 بالنبي وأصحابه. وهم المنافقون. يقولون: يهلك محمد وأصحابه. ونرجع إلى 
دين مشركي العرب . 


(1) زيادة لا بد من إثباتهاء فالآية نص في ذلك. 

(2) زيادة من زء ورقة 130. 

' (3) أورد الطبري هذا الخبر في تفسيره ج 14 ص 361. والرجل الذي عناه هو الجلاس بن سويد 
الصامت كما جاء في بعض الروايات. وقد قيل : إنه تاب بعد ذلك وحسنت توبته . 

(4) وقد أورد الواحدي فى أسباب النزول ص 252-251 سبباً لنزول الآية يشير إلى أن قوماً هموا بقتل 
ابي عليه السلام في عَفَبَة. 


133 


التوبة: 74 - 77 تفسير كتاب الله العزيز 


وقال بعضهم: نزل هذا حين قالوا: ( لثن رجعنا إلى المَديئة ة لَيَخْرجَنٌ الأعَدُ 
منها اذل [المنافقون: 8] فقال الله لئن لم ينتهوا عن إرجافهم وإظهارهم نفاقهم 
( لَنغْرِينكَ بهم ) أي لنسلطئك عليهم فتقتلهم. ( ثم لآ يُجَاوِرُونَكَ فيها إلا قليلاً ) 
[الأحزاب: 60]. ظ 

وقال بعضهم : ( وَهَمُوا ما لم ينالو ) أي : حين قالوا ( لين رجَعْنا إلى المدينة 
يرجن الأعَرٌّ منْها الأذّل ). 

. قوله: « وما نَقَمُوا إلا أَنَ أَعْنَيِهُمُ اللَهُ وَرَسُولَهُ مِنْ فَضْلِهِ © يقول: لم ينقموا من 
الذي جاء به رسول الله كل شيئا إلا أنهم أصابوا الغنى في في الدنياء ولو تمسّكوا به 
لأصابوا الجنة في الآخرة. وهو كقوله: ( وما نقموا نه 1 أن ا بالله ه العزيز 
الحمية ) [البروج : 8] وكقولة:: ( يا أَهْلَ الكتاب هَل تَنقمُو نّ ما إِلدْ أن امنا باللّه وما 
نل ْنَا وما نز مِنْ قَبْلُ ). 

قوله: ط فَإن يُُوبُوا © أي: يرجعوا عن نفاقهم < يك حبرا لَهُمْ وإن يووا > 
عن التوبة» ويباينوا بالنفاق0) و يُدَبهُم اللّهُ عَذَابَاً أليما في الدّنيَا #4 بالسيف 
١‏ وَالأخْرَةٍ 4 بالنار 9 وَمَالَّهُم في الأزض من وُإِيّ 4 يمنعهم من عذاب الله « وَل 
نصِيرٍ 4. 

قوله: ط وَمِنهُم مْنْ عَْهدَ الله لِنَ #اتينا مِنْ فَضَلِهِ 4 فأوسع علينا من الرزق 
ف لَنصّدَّنْ 4 يعني الصدقة وَلَدَكُونْنَ مِنَ الصلِحِينَ4 أي : ممن يطيع الله ورسوله . 
قال هذا المنافقون. 

قال الله : « فلما اتيهم مْنْ فضله بَخِلُوا به © عن الإنفاق في سبيل الله وعن 
الصدقة ومنعوا حق الله . 9 وَتَولََا 4 أي عن الصلاح والطاعة 8 وهم مُعْرضُونَ 4 أي 
عن أمر الله . 

١‏ بهم نماقاً في فُلُوبهمْ 4 لا يتوبون منه « إلى يوم يلْقونَهُ ما أَْلَهُوا الله 


(1) كذا في المخطوطات الأربع . وفي زء ورقة 130: «ويظهروا الشرك». 
154 


الجزء الثاني التوبة: 77 - 79 





مَا وَعَدُوهُ وَبمَا كانوا يكُذْبُونَ © قال الحسن : ثلاث فى المنافق: إذا وعد أخلف, وإذا 
حدّث كذب. وإذا اؤتمن خان©2. 

ذكروا عن الحسن قال : هؤلاء المنافقون؛ ائتمنهم الله فخانوه. أي : لم يكملوا 
بما كانوا أقروا لله من القول والعمل. أي : قالوا ولم يفعلواء ووعدوه فأخلفوه حين 
قالوا: ( لبن اتينا من فضله لنصدقن ولنكونن مِنَ الصَالِحِينَ ). أي المؤمنين 

| ا لمستكملين للقول والعمل© . 

قوله: « ألم يعلموا أن الله يعَلْم سرهم ونجويهم » فسرهم الذي يخفونه 
والذي في قلوبهم من النفاق. ونجواهم ما يتناجون به من النفاق فيما بينهم ٠‏ أي : قد 

7 ذلك فيما أنزل الله في كتابه.» وقامت به الحجة عليهم . « وأن الله عَلَُُ 

ا : ل الن ود امن بن لين في القت وَالِن لاجو 

إلا جِهُدَهُمْ فيَسِحَرُونَ منْهُمْ ‏ سَجْرٌ اللّهُ منْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم ». 

ذكروا أن عبد الرحملن بن عوف جاء بنصف ماله إلى رسول الله يكِ يتقرب به 

(1) هذا نص حديث متفق عليه» رواه أبو هريرة عن النبي وله . ونصه في صحيح مسلم. كتاب 
الإيمان. باب بيان خصال المنافق. (رقم 9) : «اية المنافق ثلاث : إذا حدث كذبء. وإذا وعد 
أخلف. وإذا اؤتمن خان». 

(2) هذا هو الحق إن شاء الله . فالآية عامة نزلت في المنافقين لا في شخص بعينه . ولم يشر المؤلف 
- على غير عادته - إلى سبب نزول الآية» وإلى أنها نزلت في صحابي يُدعى ثعلبةَ بن حاطب 
الأنصاري. وقد أورد قصته كثير من المفسرين وجعلوها سبباً لنزول الآية. انظر مثلاً تفسير 
الطبري ج 14 ص 3707 - 373. وأسباب النزول للواحدي ص 252 - 254. وقد أجمع المؤرخون 
وأصحاب السير والتراجم أن ثعلبة بن حاطب شهد را وأحذاء ولعله شهد الحديبية قا وقد 
شك ابن حجر في الإصابة في نسبة هذا الخبر إليه وقال: «فمن يكون بهذه المثابة كيف يعقبه 
الله نفاقا في قلبه وينزل فيه ما نزل؟ . فالظاهر أنه غيره». فالأولى أن نتوقف في قبول هذه الأخبار 
وتقويتها بدون تمحيص. وأن نحسن الظن بالصحابة. وخاصةبمن قال فيهم من لا ينطق على 
الهوى. ك: ما يدريك يا عمر لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت 
لكم. 


1535 


التوبة: 80 تفسير كتاب الله العزيز 





إلى اللدافقال: ديا وسول اش هذا مندقة وواحسية قال :يا رسول الله هذا نصف مالي 
أتيتك به وتركت نصفه لعيالي . فدعا الله أن يبارك له فيما أعطى وفيما أمسك]1. 
فلمزه المنافقون. وقالوا: ما أعطى إلا رياء وسمعة. 

وجاء الحثحاث أبو عقيل2). رجل من الأنصارء إلى ابي عليه السلام فقال: 
يا رسول الله : بت البارحة أجر الجرير" على صاعين من تمر. فأما صاع فأمسكته 
لأهلى. وأما صاع فهذا هو. [فقال له نبي الله عليه السلام خيراً]©)؛ فقال المنافقون : 
والله إن كان الله ورسوله لغنيين عن صاع أبي عقيل. فأنزل الله هذه الآية. وقال: 

«استغفز لَّهُمْ أو لا تستغز لهم إن ذا نشتففز لَه سين مز فل يعر اله لَه 
ذلك نهم كفْروا بالله ه وَرَسوله » أي خالفوا الله ورسوله « واللَهُ لا يمدي القَومَ 
فين 4 أي لا يكونون بالفسق مهتدين عند اله . وهذا فسق النفاق» وهو فسق دون 


* لس 00 »© 0000# +* أي 


وكانوا يأتون النبي عليه السلام ويعتذرون إليهء ويقولون: ( إن ردنا إلا 
الحُسَنَى ) [التوبة: 107] و (إن أَرَدْنَا إلا إحسانا وتوفيقاً ) [النساء: 62]. فلما نزلت 
هذه الآية قال رسول الله يَق: قد خيّرني ربي» فوالله لأزيدنهم على السبعين©؛ فأنزل 


)1( زيادة من زء ورقة 131. 

2( اخرج الحديث البخاري عن أبي مسعود الأنصاري في كتاب التفسيرء باب الذينَ يَلْمِرُونَ 
المُطوعِينَ مِنَ المُومِنِينَ في الصَدّقات, وأخرجه ابن جرير الطبري من طريق سعيد عن قتادة 
مرسلاً في تفسيره ج 14 ص 384 - 385. وقد اختلف الرواة في اسم أبي عقيل صاحب الصاع؛ 
فقد ورد اسمه في مخطوطتي ق وع بلفظ الحجاب,. وكذلك ورد في تفسير الطبري بالحاء 
والباء. وقد أورد اللحافظ ابن حجر في فتح الباري ج م 8 ص 3311 مختلف هذه الروايات. ويبدو 
لي أذ الراجع في ضبطه مله الحنات بالحاء تين تخا ور في لمات ابن عبد 
البر ج 4 ص 1717., والله أعلم. 

(3) الجرير هو الحبل. ويعني أنه بات يستقي الماء من البئر وهو يجر حبل الذلو. 

(4) أخرجه البخاري في كتاب التفسير عند تفسير الآية من سورة التوبة. عن ابن عمر رضي الله 
عنهماء وأخرجه الطبري في تفسيره ج 14 ص 396 عن ابن عباس مرفوعاًء وعن قتادة مرسلا. 


136 


الجزء الثاني التوبة: 81 


هذه لآبة في سورة المنافقون ( سوا عله فت لهم أ لم شف لَهُمْ لن 
ال لْهُم إن الله ل يهدي القوم الفاسقينَ ) [المنافقون: 6] وهو فسق النفاق. 
وهذا مما يدل أهل الفراق أن لو كانوا مشركين كما وصفوا لم يستغفر لهم 
رسول الله ولم يقل لأزيدن على السبعين مرة في الاستغفار لهم ؛ وما كان 
رسول الله يل ليجهل الشرك فيستغفر لأهله. وقد قال الله: ( ما كَانَ لني والذينَ 
َامنوا أن يستغفروا للمشركينَ وَلْو كانوا أولي قزئ من بَعْدِ مَا تَبيْنَ لَهُمْ أَنهُمُ أفكَات 
0 ادي 0 
5 الطائف. 0_0 الك حين 0 النخل. ونلالت الشمار. واشتهيّ 
الظل» وشقّ عليهم الخروحٌ في إبان الحر. 
قال الله للنبي عليه السلام : « قل نار جَهَئْمَ أَشَدٌّ حَرَاً 4 من نارالدنيا في تفسير 
الحسن. 8 لو كانوا يَفْقَهُونَ © لعلموا أن نار جهنم أشد حرا من نار الدنيا. [ 
منذلا وجعل أحدهم ينتعل ثوبه من شدة حر الأرض» فقال رسول الله يكل : أراكم 
0 و 5ل ال 
000 
وذكروا أن رسول الله كله قال: لو أن غربأ©» من جهنم وضع في الأرض لأذى 
حره ما ب بين المشرق والمغْرب. 
(1) رواه يحيى بن سلام عن النضر بن معبد عن أبيٍ فلابة كنا جاه فيز وريه 191 


)2( في بعض المخطوطات تراباًء وفي بعضها غراباًء والصحيح ما أثبته وغربأو. وهي الدلو 
العظيمة. وقد روى هذا الحديث الطبراني عن أنس بلفظ أطول حسبما ذكره المنذري في 


الترغيب والترهيب ج 4 ص 462. 





1537 


التوبة: 82 - 84 تفسير كتاب الله العزيز 


وذكروا أن رسول الله كل قال: ناركم هذه التي توقدون بها جزء من سبعين جزءا 
من نار جهنم . قيل : يا رسول الله. إن كانت لكافية. قال: فإنها فضلتها بتسعة وستين 
جزءاً كلها مثل حرّها. وزاد فيه بعضهم قال: ضربت بالماء مرّتين لكي تنتفعوا بها 

وتدنوا منها7'. 

قوله : َتَلَيَضْحَكوا ة قليلا وَلْيبكوا كثيراً جَرَاءْ بمَا كانوا يكُسِبُونَ» يعني 
المنافقين . فليضحكوا قليلا في الدنياء أي : إلى موتهم. وليكوا كثيراء أي في النار 

إذا صاروا إليها. 

ذكروا عن أبي موسى الأشعري أنه قال: إن أهل النار لييكون الدموع» حتى لو 

أن السفن أرسلت في دموعهم لجرت.» ثم يبكون بعد ذلك الدم ©. 
ثم قال للنبي عليه السلام : فإن رَجَعَك اللّهُ 4 أي : من غزوة تبوك « إلى 
َهْ 4 أي من المناقين « فشتلانوك للْخرِوِج 4 معك « فقل أَنْ تَحْرجُوا 
مَعِيَ أبدأ ون َقْتلُوا معي عَدُوَا نكم رَضيتَم بالقعُود ول مَرَةٍ # فبذلك كفرتم. 
وبذلك نهيت أن أستصحبكم « فَافعدُوا م مَعَ الختلفِينَ ». أي مع النساء في تفسير 
الحسن. وفي تفسير الكلبي : مع ا ذكر بعضهم قال: ذكر لنا أنهم كانوا اثني 

عشر رجلا قيل فيهم ما قيل. 

قوله ف وَل صل عَلَى أحَدِ مُنهُمْ مات بدأ ولا َه عَلَى قب 4 ثم أخبره لم ذالك 
ويم هوء فقال: إن كَفْروا بالل ه ورسوله » أي : خالفوا الله وخالفوا رسوله 

ف وَمَانوا وَهُمْ فَسِقَونَم وهو فسق النفاق. 

(1) حديث متفق على صحته. رواه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه أخرجه البخاري في كتاب 
بدء الخلق باب صفة النار وأنها مخلوقة عن ابن عمر. وأخرجه مسلم. . . أخرجه مسلم في 
كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها. باب في شدة حر نار جهنم (رقم 2843) عن أبي هريرة. 
وأخرجه ابن ماجه في كتاب الزهد؛ باب صفة النار» عن أنس بن مالك (4318). 

(2) هذا معنى حديث أخرجه ابن ماجة عن أنس بن مالك مرفوعاً (رقم 4324) ولفظه : «يرسل البكاء 
على أهل النار فييكون حتى ينقطع الدموع, ثم يبكون الدم حتى يصير في وجوههم كهيئة 
الأخدود لو أرسلت فيه السفن لجرت». 

158 


الجزء الثاني التوبة: 85 





قال بعضهم: بلغنا أنه عبد الله بن أبي بن سلول؛ لما مات جاء ابنه إلى النبي 
يكل فقال: يا رسول الله. أعطنى قميصك أكفنه فيه. فأعطاه رسول الله يِدٍ قميصه 
فكفته فيهء وصلّى عليه النبي . فأنزل الله: (وَلآ نُصَلَ عَلَىْ أَحَدِ مُنْهُمْ مَاتَ أبْداً وَل 
َم عَلَى قَبِْءِ ) ثم أخبره لم ذاك وبم هو فقال: ( إِنْهُمْ كمَرُوا بالله وَرَسُولِهِ ) أي 
خَالقوا الله :.وحالفوا ‏ زمتولة لآ وَمَانَوا وهم فاسقونٌ 0 

وقال بعضهم : ذكر لنا أنه مات منافق فكفنه رسول الله في قميصه وصلى عليه 
ودله فى قبره. فأنزل الله هذه الآية. فذكر لنا أن النبى يل قال: وما يغنى عنه قميصى 
من كات الام واه إنن لاخر أن تلم به الف من اي 0 1 

وقال بعضهم: إن رسول الله تقدم ليصلّيَ عليه فأخذ جبريل بثوبه فقال: والله 
لا تصل على أحد منهم مات أبدا . . إلى آخر الآية. 

وفي هذا دليل على أهل الفراق أن لو كانوا مشركين كما قالوا ما صلى عليهم 
رسول الله ولا وقف على قبورهم, ولا كفنهم في ثيابه» ولا دلاهم في قبورهم بعد 
قول الله نما المُشْركونَ نَجَسٌ ) [التوبة : 85 وبعد قوله : ( مَا كَانَ للنبي وَالِذينَ 
اضر أ وروا للسذ رين ولذ انوا اولي كزين من يقد قا قي لق اقم أضحات 
الجحيم ) [التوبة: 113]. 

قوله : «ولاً تَعْجِيِكَ لاه وَأَولِدُهُمْ إِنْمَا يريد اللّهُ أن يَعَدَبهم بهَا في الدّنيا 
وَنَْهََ أَنْفْسْهُمْ 4 أي: وتموت أنفسهم ‏ وَهُمْ كَافِرُونَ 4 أي: وهم مخالفون لله 
ورسوله. أخبر أنهم يموتون على الكفر. وقد فسّرناه في الآية الأولى التي قبل هذه 
الآية . 


أبي وصلاة ار في 3 التفسير 5 انظر مثا صحيح الخارع: كتاب 
التفسير. سسورة ة براءة. وتفسير الطبري ج 14 ص 409. 

(2) ذكر السيوطي في الدر المنثور ج 3 ص 266 هذا الخبر الذي أخرجه أبو الشيخ عن قتادة وفيه : 
«والله إني لأرجو أن يسلم به أكثر من ألف من بني الخزرج». 


01009 


التوبة: 86 - 91 تفسير كتاب الله العزيز 





قوله : « وإذا نْلْتْ سورة أن ءَامئوا بالله وَجَْهدوا 3 هم رسوله اسْيَاذْنَك وو 

0 الطول. منْهُمْ 4 أي : ذوو السّعة والخنى في المُقام والتخلّف عن الجهاد 9« وَقَالُوا 

رن نكن مُمَ القلعدين 4" قال : ا ريو بأن يكونوا ء مَعٌ الخوَالفٍ 4 أي مع النساء في 
ات 1 د ا ليع ب 


لهم اليرت قال الحسن : الخيراث : اناق حيست 1ق . وقد قال: (ممد حت 
حِسَانْ ) [الرحمن : 0] « وَأُولَيِكَ هُمُ المْفْلِحُونَ » أي : السعداء. 
« أَعَد للهُ َهُمْ جَنْتٍ نَجْري مِنْ تَحْبِهَا الأنْهَارٌ 4 قد فسّرنا الأنهار في غير هذا 
الموضع© طحَحْلِدِينَ فيهَا 4 أي: لا يموتون ط ذَلِكَ القَدُ العَظِيمُ 4. قد فسرناه قبل 
هذا الموضع©. ظ 
قوله : « وجا المُعذْرُونَ مِنَ الأعرابٍ > , يعنى المنافقين من الأعراب « ليؤدْنَ 
لهم » في القعود « وَقعَدَ الذينَ كَذَّبُوا الله # فيما أقروا به من الإقرار 
والتوحيد إد تخلفوا في غزوة تبوك © سيصيبٌ الذين كفروا منهم عَذَابٌ ليم 4 أي : 
3 ظ ك6 م اسه 2 و ا مه.” ' 
قوله: « ليس على الضعفاءِ ولا على المرضى » نزلت في عبد الله بن أم 
)1( في المخطوطات الأربع : امع القاعدين . أي مع النساء» . وهو خطأ من النساخ ولا شك . وقد 
أثبت والنساء» تفبلير! «للخوالف» كما هو الصحيح . وكما ذهب إليه جمهور المفسرين؛ فإن 
0 صيغة فواعل تأتي في الاصل جمعاً لمؤنث على وزن فاعلة. وقد ورد فواعل وزنا لمذكر مثل 
فارس فؤارس وهالك هوالك. انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة. ج 1 ص 2655. أما القاعدون فهم 
الذين قعدوا في بيوتهم من العدرة والمرضى وغيرهم ممن ل يخرج للجهاد. 
(2) قال أبو عبيدة في مجاز القران ج 1 ص 267: ( وأوللئك لهم الخيرات ) وهي جميع خيرة. 
ومعناها الفاضلة في كل شيء»). وهو وصف,. وليس على صيغة التفضيل. وإذا أريد التفهخ _ 
فيل : هو أو هي , خير الناس . وانظر اللسان: (خير). 
)3( انظر ما سلف. ج 1 ص 90. ش 
(4) انظر ما سلف ج 1 ص 512. 


0ظ1 


الجزء الثاني التوبة: 91 - 97 


مكتوم الأعمى وأصحابه ط وَلا عَلَى الذِينَ لآ يَجدُونَ ما يُنَفقَونَ حَرَجّ 4 أي جناح في 
التخلف عن الغزو 9 إذًا نَصَحُوا لله وَرَسُولِهِ 4 إذا كان لهم عذر. «اما عَلَى 
المُحْسِئِينَ مِنْ سَبِيل وَاللَهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ 4 أي غفر لهم مقامهم ووضع الخروج عنهم 

ف ولا عَلَى الذينَ ذا مَا نوك لمهم كلت لآ أجد ما أخملكْ عَلَيْه تَولوا » 
أي : انصرفوا من عندك « وأعنْهُمْ فيض بِنْ الدع حَرّناً ألا يَجدُوا ما يُنَفقَونَ ن » 
ذكروا أن مجاهدا قال : :اهم بنو مُقَرّنء من مزّينة . وقال بعضهم : هم الأشعريون. 


رهط أبي موسى الأشعري0). 


« إنمَا السبيل عَلَى الذينَ يَستَاَذنُونَكَ وَهُمْ أعبَاءُ 4 يعني المنافقين ف رَضُوا ؛ بأن 
كرا مع الخوالفٍ » أي مع النساء « وَطَبَعٌ اللَهُ عَلَىْ قُلُوبهمْ فَهُمْ لآ يَعلَمُونَ 4. 


قوله : يَعْتذرُونَ لم إذَا رَجْعتمْ إِليْهمْ 4 من غزاتكم. وهي عزوة تبوك . 
فل لا روا آن نون لَكُمْ 4 أي لن نصدقكم ط ذ با لَه من ام 4 يعني 
ما أنزل فيهم « وَسَيْرى الله عَملَكُمْ ورَسُولَهُ نم ترون إلى عل الغيب والشهائة »> 


-ودوقه ى 


الغيب: السرء. والشهادة : العلانية « فِينَِكُمْ بما كنتم تَعْمَلُونَ 4 أي : فى الدنيا. 
قوله : ُو لله لحم ذا لقم إلهِمْ > من خزاتكم « برشو عله 
* مع اس ارسيو او رجس تأيه 
يَُو كم 4 أي : بالكذب والعلل طبرا َه 4 أي بم أظهروا لكم 
من الإيمان والاعتذار. « فَإِنْ تَرْضَوًا عَنْهُمْ © بما أظهروا لكم من الإيمان « فَإِنَّ الله 
لا يَرضى عَن القوم الفلسقِينَ#. أي لا يرضى عنهم بالفسق والنفاق الذي بطن 
منهم ء ولم تطلعوا عليه أنتم منهم . 
قوله : « الأعْرَابُ أَسَدُ كفرا وَنَمَاقاً #4 يعني المنافقين من الأعراب. أي: هم 
(1) هم البكاءون السبعة. وهم من الأنصار وغيرهم. وقد ذكرت كتب التفسير والسير أسماءهم 
وقصتهمء انظر سيرة ابن هشام ج 4 ص 518» وتفسير الطبري ج 14 ص 421 - 423. 


161 


التوبة: 97 - 100 ْ ظ تفسير كتاب الله العزيز 





أشد نفاقاً من نفاق أهل المدينة» وأشد كفراً من كفرهم . « وَأَجْدَرٌ ألا يَعْلَمُوا حَدُودَ مَا 
َنْزَلَ اللَّهُ عَلَْ رَسُولِهِ 4 أي: أقل علماً بالسنن. وأجفى في الدين. « وَاللّهُ عَلِيمُ 
حكيم » أي : عليم بخلقه. حكيم في أمره. 

قوله : « وَمِنَ الأعْرَابٍ مَن يتَحدُ ما ينف مَْرَمَاً 006 أي : : في الجهاد في سبيل 
الله « ويتريص بكم الدُوَائرَ 4 أي أن يهلك محمد والمؤمنون فيرجع إلى دين مشركي 
العرب . و لهم يزه ال ب أي عاتبة قبة السوء « وَاللَهُ سَمِيعٌ عَلِيمْ ©. 

قوله: # ومن الأعرَاب مَن يون بالله واليوم الآخر وَيَتَخْدٌ مَا فق قر بلك 
عنْدَ الله © أي يتقرّب به إلى الله ( وَصَلُوتَ الرّسُول » أي : ويتخذ صلوات الرسول 
أيضاً قربة إلى الله عزّ وجل . وصلوات الرسول استغفاره ودعاؤه. « ألا إِنهَا قُربَة لهم 
سَيْدْخِلهُمُ اللّهُ في رَحْمْتِهِ 4 أي الجنة ؤ إِنَّ الله غَفُورٌ رُحِيم 4. 

اكرلا أن رسول الله كِدِ قال: من أقام الصلاة. واتى الزكاة» ومات لا يشرك 
بالله فإن حقاً على الله أن يغفر له هاجر أو قعد في مولده. وإنما يتقبل الله من 
المتقين. وإن في الجنة لمائة درجة بين كل درجتين كما بين السماء والأرض أعدها 
الله لمن جاهد في سبيله . ولولا أن أشق على أمتي ولا أجد ما أحملهم عليه ولا تطيب 
أنفسهم أن يتخلفوا بعدي ما قعدت خلف سريةء ولوددت أن أقاتل في سبيل الله 
فأقتلء ثم أحيا ثم أقتل, ثم أحيا ثم أقتل©. 

وقوله في أول الحديث: فاو أو ققد في مولده. إنما هو بعد ما انقطعت 
الهجرة. وذلك بعد فتح مكة. فصار الجهاد تطوعاً. 

قوله : لِوَالسَلبقونَ الأوْلُونَ مِنّ المُهَْجِرِينَ وَالانْصَار ». ذكروا عن سعيد بن 


(1) جاء في زء ورقة 132 ما يلي : «( وَمِنَ الأعرَابٍ مَن يُتَحِذٌ ما يْفِقُ مَْرَمَا ) يعني المنافقين» لأنهم 
ليست لهم نية. قال محمد: قولة :مغرها + يعنى غرماً وخسرانا» . 

)2( حديث صحيح أخرجه البخاري في كتاب فضل الجهاد والسير. باب درجات المجاهدين في 
سبيل الله ع وفي باب تمني الشهادة. عن أبي هريرة . 


162 


الجزء الثاني التوبة : 100 - 101 


المسيب17 قال : هم الذين صلوا القبلتين مع النبي 5إخ(") ل( والذين انبعُوهُمُ بإحسن 
رضي اله عه وَرضُواعنه رد َه حت فجي تحتها الانهر خنلدينَ فيهًا أبَدأ 4 
لآ يموتون ولا يخرجون منها « ذلك الفورٌ العظيم 4 وقد فسرناه قبل هذا الموضع . 


قوله: « وَممِنْ حَوْلكُم مَنَ الأعْرَاب مُنافقونَ وَمِنّ نّ أهل المدينة مَرَدوا على 
التاق » أي اجترأدا. عليه مؤي لجري. على المعاصي . « لا تَعْلْمَهِمْ نحن 


وقد 59 الله رسوله ا 9 رسول الله ك8 إلى حذيفة 
إبواليمانة: 

ذكروا عن الحسن أنه قال: مات رجل له صحبة إلى جانب حذيفة فلم يصل 
عليه حذيفة. فأرسل إليه عمر فأغلظ له. وقال: يموت رجل من أصحاب النبي إلى 
جانبك ولا تصلي عليه. قال: يا أمير المؤمنين» إنه من القوم. فقال له عمر: أناشدك 
باللهء أنا منهم. قال: لاء والله لا أؤمن منها أحداً بعدك. 

وقال بعضهم : قال له عمر: يموت رجل من أصحاب النبي إلى جانبك لا تسأل 
عليه؟ فقال له حذيفة : لو كنت مثله ما صليت عليك . قال: أمنافق هويا حذيفة؟ قال: 
ما كنت لأخبرك بسر رسول الله كل . فقال عمر: أناشدك الله. أنا منهم . قال حذيفة : 
اللهم لا. 

وفي هذا دليل لأهل الفراق أن عمر لم يلم حذيفة على أن لا يصلي عليه وهو 
عند عمر مسلم . وفي قول عمر: يا حذيفة أناشدك الله أنا منهم ما يدل كل ذي نهى 
وحجى أن عمر لم يكن يخاف على نفسه أنه مشرك» بل إنه خاف أن تكون له معاصٍ 
في الإسلام توجب عليه النفاق, أو يكون نبي الله قد أسرٌ إلى حذيفة شيئاً من ذلك . 


(1) نسب هذا القول في زء ورقة 132 إلى قتادة. وقد جاء منسوباً في تفسير الطبري إلى سعيد بن 


المسيب برواية قتادة عنه. انظر تفسير الطبري ج 14 ص 436 - 437. وقال بعضهم: هم الذين 
بايعوا بيعة الرضوان . 


163 


التوبة: 101 - 102 [ تفسير كتاب الله العزيز 





وأما الشرك. فلم يكن يخافه عمر على نفسه. ولا يظنه يه(1) 


قوله: 8# سنعذبهم مرتين 4 فأما إحداهما 0 تؤخذ منهم قهرأء وأما 
الأخرى فعذاب القبر في بفسير يعهم . ثم يُرَدونَ إلى عَذَابٍ عَظِيمٍ 4 يعني 
المنافقين . وعذاب القبر أيضاً في سورة طه [124] في قوله : ( فَإِنْ لَهُ مَعِيشَةَ ضَنْكاً ) . 


ذكروا عن أبي سلمة بن عبد الرحمن [عن أبي هريرة]© عن النبي يكل وذكروه 
عن عبد الله بن مسعود. وذكروه عن أبي سعيد الخدري أنه قال: هو عذاب القبر يلتثم 
على صاحبه حتى تختلف أضلاعه”©. وقال بعضهم : ( سَتْعَدَبهُم مُوْئَينَ ) أي : عذاب 
الدنيا وعذاب القبر. 1 يُرَدُونَ إلى عَذَابِ عظيمٍ )» أي جهنم . 


قوله : 9 وَءَاحَرُونَ اعْترَُوا ذُنوبِهِمْ خَلَطوا عَمَلا صَْلِحا وءَاحَرَ سَيْئًَ 4 قيل : هم 
نفر من المؤمنين» منهم أبو لبابة بن عبد المنذر. وأويْس بن ثعلبة في تفسير الكلبي . 
وكان الحسن لا يسميهم ويقول: كان عرض في هممهم شيء,. ولم يعزموا على 
قال: « عَسَى اللَهُ أن يتوبَ عَلَيهم إن الله غفور رحِيم ». وعسى من الله 


واجبة . 


وقال بعضهم : ذكر لنا أنهم كانوا سبعة رهط تخُلّفوا عن غزوة تبوك, فأما أربعة 

فهم الذين خلطوا: جد بن قيس». هه وحرام. وأبو لبابة» وكلهم من الأنصار. 

(1) هذه الفقرة من قوله: وفي هذا دليل لأهل الفراق. . . من الشيخ هود.الهواري ولا شك يحاجّ بها 
من يسميهم بأهل الفراق في مسائل الشرك والنفاق كما يراها الإباضية. 

(2) زيادة لا بد منهاء لآن أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف توفي سنة أربع وتسعين للهجرة: وهو 
ابن اثنتين وسبعين سنة . فلم يكن إذا يجان ولكنه كان من فقهاء التابعين. وكان يحمل عنه 
الحديث . 

(3) رواه مجاهد بنسد عن أبي هريرة يرفعه إلى رسول الله يخ وأخرجه عبد الرزاق وابن أبي حاتم 
والحاكم. وأخرج الربيع بن حبيب في مسنده ج 3 ص 17 رقم 813 عن جابر بن زيد عن ابن 
عباس : «قال النبي و : لو نجا من عذاب لمر اعد دجا مه يعد بن بعاد ولقد ضغطه القبر 

ضغطة اختلفت فيه (أو منها) أضلاعه». 


104 


الجزء الثاني التوبة: 103 
فقيل فيهه ©: وجل فق أمْوَالهمٌ صَدَقَة تطهْرُهُمْ. . . ) الآية. قال: كانوا وعدوا أن 
ينفقوا ويجاهدوا ويتصدّقوا. والمرجون لأمر الله : كعب بن مالك. ومرارة بن الربيع . 
وهلال بن أمية. 

وقال مجاهد: واخرون اعترفوا بذنوبهم : أبو لبابة إذ قال لقريظة ما قال: أشار 
إلى حلقة أن محيدا ذابحكم إذا نزلتم على حكمه. أخبرهم وأيأسهم من العفو. 

ذكروا أن رسول الله يَكإِقِ حدث عن ليلة أسري بهء» فكان في حديثه. أنه رأى 
إبراهيم في السماء السابعة قال: وإذا أمتي عنده شطران: شطر عليهم ثياب بيض» 
وشطر عليهم ثياب رمد. فدخل الذين عليهم الثياب البيض. واحتبس الذين عليهم 
الثياب الرمد. فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ فقال: هؤلاء الذين خلطوا عملا صالحا 
واخبر سيئاً» وكل إلى خير. 8 تلا هذه الآية: ( إن أوْلَى الناسٍ بإبراهيم للذينَ 
و وَهَذَا النبي والذين اموا وَاللَهُ ولي المومنينَ ). [ال عمران: 68]. 

قوله : ظ د من أُمْوَالِهمُ صَدَقَة تطهْرُهُمْ [من الذنوب] ©) وتزكٌيهم بها 4 . 
وليست بصدقة الفريضة, ولكنها كفارة لهم . وقال بعضهم : هم الذين اعترفوا بذنوبهم 
خلطوا عملا صالحا وآخر سيئاً وهم ناس من أصحاب النبي عليه السلام» فتاب الله 
عليهم. وقال: ( خذ من أَمْوَالِهمْ صَدَقَة تطْهْرَهُمُ ركهم بها ). 

قال: رضل عليه 4 أي : واستغفر لهم إن صَلوتك » أي التتفاره 
١‏ سَكَنٌ لْهُمْ 4 أي تثبيت منك لهم على ما هم عليه من الإيمان©. « وَاللَهُ سَمِيعٌ 
ليم 4. 


(1) كذا في فق وع: «فقيل فيهم». وهو الصحيح؛ وفي ج ود: «فقبل منهم» وهو خطأ. وفي الطبري 
جَ 4 ص 450: دوهم الذين قيل فيهم». وهذه الجملة الأخيرة أوضح وأصح . 

(2) رواه البيهقي في دلائل النبوة عن أبي سعيد الخدري. ورواه كثيرون منهم أبو هريرة وشداد بن 
أوس وابن عباس . وانظر أحاديث الإسراء والمعراج في كتب السنة. 

(3) زيادة من زء ورقة 132. 

(4) كذا ذ في المخطوطات الأربع : وفي زء ورقة 132 و(سكن لهم) أي يعني طمانينة لقلوبهم. يقوله 
الله عر فتدل للنبي عليه السلام». 


165 


التوبة: 104 - 106 تفسير كتاب الله العزيز 





قوله : « أَلَمْ يَعْلَمُوا أن الله هو يَقبَلُ التوبة عَنْ عِبَادهِ وَيَاخْلٌ الصَّدَقَت»» أي : 
ويقبل الصدقات « وَأَنْ الله هُوَ التَوَابُ الرَّحِيمْ ». 

ذكروا عن الحسن أنه قال: قال رسول الله كك : لا يقبل الله صلاة بغير طهور. 
ولا صدقة من غلول©. 

وقل اعْمَلُوا فَسَيرَى اللَهُ عَمَلْكُمْ وَرَسُولّهُ وَالمُومِنونَ # أي بما يطلعهم الله 
عليه في تفسير الحسن. قال الحسن: قال رسول الله كه : اتقوا فراسة المؤمن. فإنه 
بنور الله ينظرة . 

ذكروا عن أبي الدرداء قال: إياكم وفراسة العلماءء إن شهدوا عليكم شهادة 
تكبكم في النارء فوالله إنه الحق. يقذفه الله في قلوبهم وعلى أبصارهم 

ذكروا عن عثمان بن عفان أنه قال: لو أن رجلاً عمل في قعر سبعين بيت لكساه 
الله رداء عملهء خيراً كان ذلك أو شرا. 

ذكر لنا أنه مُرٌ على رسول الله بجنازة فأثنوا عليها خيرأًء حتى تتابعت الألسن لها 
بخيرء فقال رسول الله يله: وجبت. ثم مُرٌ عليه بجنازة. فأثنوا عليها شرأء حتى 
تتابعت الألسن عليها بشر فقال: وجبت. أنتم شهداء الله في الأرض ©) 

قوله: « وَسَتْرَدُونَ إلى عَنلِم الغيب والشهنذة فَِينبكُمْ بمَا كنتم تَعْمَلُونَ 4. 


#رمهى 


قوله : « وَءَاخْرَونَ مرجَون لأمر الله إِمَا يعَذْبهم وَإِما يوب عَلْيْهِم وَاللَهُ عَلِيمُ 
كيم 4. 


)1( انظر تخريجه فيما سلف. ج 1. ص 232 . تعليق: 1. 

(2) أخرجه جه الترمذي في كتاب التفسيرء تفسير سورة الحجر. عن أبي سعيد الخدري ولفظه : «قال 
رسول الله يَقِ: اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور اللهء ثم قرأ: ( إن في ذلك لآيَاتِ 
لُلْمُومنِينَ )» وأخرجه ابن جرير الطبري أيضاً عن ابن عمر. وأخرجه أيضا عق ثوبان وزاد فيه : 
«وينطق بتوفيق الله». 

(3) حديث صحيح أخرجه ابن ماجة في كتاب الجنائزء باب ما جاء في الثناء على الميت عن أنس 
ابن مالك (رقم : 1491) وعن أبي هريرة (رقم 1492). وأخرجه الترمذي وابن حبان عن أنس . 


166 


الجزء الثاني التوبة: 107 


قال بعضهم : هم هلال بن أمية ع ومرارة بن ربيعة, وكعب بن مالك . وقال 
مجاهد : : هم الثلاثة الذين ١‏ فى آخر السورة الذين خلّفواء وهم الذين أرجئوا في هذه 
الآية» ثم تاب عليهم في الآية التى في آخر السورة . 

و « الذين انَحَذُوا مسجدا ار ور وتفريقاً به بين المُومِنِينَ وَإِرْصَاداً لْمَنْ 
حارت الله ورَسوله يمن "١‏ ا إن أَرَدْنًا إلا الحسنى 4 أي : إن أردنا بنيانه إلا 
خيراً « وَاللَهُ َشْهَدُ إِنهُمْ لَكدِبُونَ» . 

في تفسير الحسن أن رسول الله كَقخِ لما رجع من غزوة تبوك نزل بين ظهراني 
الأنصار بنوا مسجداء فقالوا نميل به. فإما يأتينا رسول الله فيه وإما لا يأتيهء ونخلو 
له الراهب3) وكان رسول الله يك أسره(4) فيأتينا ونستشيره في أمورنا. 

فلما بنوا المسجد وهو الذي قال الله عر وجلّ: ( الذينَ انَحَذُوا مسجداً ضراراً 
وكفرا وتفريقاً : يْنَ الْمُومنِينَ ) أي : بين جماعة المؤمنين» وإرصاداً لمن حارب الله 
ورسوله من قبل. يعني يعنى أبا عامر المحارب . قال : فجعل رسول الله كلخ ينتظر الوحي . 
فجعل لا يأتيهم ولا يأتونه. فلما طال ذلك عليه دعا بقميصه ليأتيهم. قال: فإنه لَيزره 
عليه إذ أتاه جبريل فقال: 

(1) كذا في المخطوطات الأربع» وفي زورقة 133 كذلك: «لما رجع من غزوة تبوك نزل بين ظهراني 
الأهان وذك شيعا قبام: وهو خطأ تاريخي محض. لأن النبي عليه السلام بنى مسجد قباء 
قبل ذلك بسنوات. وقيل كان المسجد موجوداً قبل ذلك فصلى فيه النبي عليه السلام أول صلاة 
جماعة عند مقدمه المدينة مهاجراً من مكة وإقامته أياماً بقباء . وقباء قرية بها مساكن بني عمرو بن 
عوف من الأنصار. انظر معجم ياقوت : معجم البلدان ج 3. ص 301. ولعل في الكلام سقطا وفطلا 
أو سهواً من النساخ . 

(2) كذا في بعض المخطوطات وفي ر: «نميل بهع. وفي بعضها: نمثل به. 

(3) زيادة من رء ورقة 133. 

م (سيره)» وي ذ: دأَسَرّه» ولم أهتد إلى معنى ارتضيه للكلمتين» إلا أن يكون 


167 


التوبة : 108 < تفسير كتاب الله العزيز 


9لا نَقُمْ فيه أبداً 4 يعني ذلك المسجد « لَمَسْجِدٌ أُسْس عَلَى التَقَوَى مِنْ أَوْل 
يرم #ارعي مسج فاه في تفسير الحسن. لِأَحَقٌ أَنْ تقوم فيه فيه رجَالَ يُحِبُونَ أن 
يتطهَرُوا وَاللَهُ يُحبٌّ المُطهَرِينَ #. أي من الذنوب. 
ذكروا أنه لما نزلت هذه الآية: ( فيه رجال 0 أن يتطهروا وَاللَهُ ا 
المُطهَرِينَ ) قال رسول الله يَكل: يا أهل قباء. إن الله قد أحسن عليكم الثناء [في 
العلهود 0 فماذا تصنعون؟ قالوا نغسل أدبار المقاعد© . 
وقال بعضهم : : ذكروا لنا أن أناساً من أهل النفاق ابتتوا مسجدا بقباء ليضاهوا به 
مسسجد. نبي اله عليه السلام . وبعثوا إلى نبي الله لِيصِليّ فيه . وذكر لنا أنه أخذ قميصه 
ليأتيهم حتى أطلعه الله على ذلك . وكان رجل فر من الإسلام يقال له أيا عامر, فلح 
بالمشرصن فقتلوه بإسلامه وقالوا: إذا جاء صلى فيه. قال مجاهد : ( وَإرْصادا لض 
خارف اللةم أي : لأبي عامر. 
ذكروا عن عثمان وعلي رضي الله عنهما في قوله : ( لْمَسْجِدٌ أُسْسٌ عَلَى التو 
مِنْ أَوْل يَوْم ) قالا: هو مسجد النبي عليه السلام . 
ذكروا أن رسول الله و قال في قوله : ( لَمَسْجِدٌ أُسّسَ عَلَى التُقُو ) قال: هو 
مسجدي هذاء وفي ذلكم غير يعني مسجد قاء. 
(2) كذا وردت هذه الجملة في المخطوطات الأربع: «نغسل أدبار المقاعد». وقد رويت بألفاظ 
منها: «إنا نغسل منا أثر الغائط والبول». و(إنا نستطيب بالماء إذا جئنا من الغائط». والحديث 
أخرجه أحمد وابن خزيمة والطبراني عن عويم بن ساعدة الأنصاري كما في تفسير الطبري . 
وأخرجه ابن ماجه في كتاب الطهارة وسننها باب الاستنجاء بالماء عن أبي أيوب الأنصاري وجابر 
ابن عبد الله وأنس بن مالك . (رقم 355) بلفظ: يا معشر الأنصارء إن الله قد أثنى عليكم في 
الطهور. فما طهوركم؟ قالوا: نتوضا للصلاة ونغتسل من الجنابة» ونستنجي بالماء. قال: فهو 
ذاك. فعليكموه». وانظر تفسير الطبري ج 14 ص 483 - 490. 
(3) في المخطوطات الأربع : «فالزموه بإسلامهم». وهو خطأ ألبت تصحيحه من تفسير الطبري ج 
4 ص 473. وانظر تعليق المحقق هناك . 
(4) كذا في المخطوطات: «وفي ذالكم خيره. وفي تفسير الطبري: «وفي كل خيرٌه. والحديث - 


168 


الجزء الثاني التوبة: 109 - 110 





وبلغنا أن رسول الله يةِ دعا المنافقين الذين بنوا ذلك المسجد فقال: ما 
حملكم على بناء هذا المسجد؟ فحلفوا له بالله : إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم 
لكاذبون . 

قوله : « أفمن أن ينه على تَفْوَى من الله وَِضْوَانِ حير أم من أشن بيه 
على شفًا جرف هَارٍ فَأَنْهَارَ به في ار جَهَنمَ َاللُهُ لآ يَهْدي القوم الظللمينَ » يقول: لا 
يكونون بالظلم مهتدين عند الله. وهو ظلم النفاق. وهو ظلم دون ظلم. وظلم فوق 
ظلم. أي إن الذي أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير من الآخر. قال 
بعضهم : ما تناهى أن وقع في النار. وذكر لنا أنهم حفروا فيه بقعه فرىة منها الدخان . 

وقال الحسن : شبه الله أعمال المنافقين مثل إنسان بنى على الرمل فانهار 3 
يثبت البناء عليه . وكذلك أعمال المنافقين لا تثبت عند الله لأنها ليس لها أصل تثبت 


به. فانهارت لهم أعمالهم في نار جهنم . 


0 3-5 ع ناك 


و5 2م م 


- أخرجه أحمد في مسنده كما أخرجه الطبري في تفسيره ج 14 ص 481 عن أبي سعيد الخدري . 
ورجح الطبري أن المسجد الذي أسّس على التقوى هو مسجد رسول الله يك بالمدينة. ولكن 
إذاحت اليعديث اللي زواه الطبري ننسو في سن 15, وهو أن الرسول ين سثل عن الذبين قال 
الله فيهم : فيه رجَال يُحبونَ أن يتطهروا ) فأجاب بقوله : نعم الرجال منهم عويم بن ساعدة. 
أقول: إذا ثبت هذا الحديث. وليس هناك ما يقدح في صحته. أمكن أن رجح أن المسجد 
الذي أسس على القتوى هو مسجد قباء. لأن عويم بن ساعد هو. بدون خلاف. من بني عمرو 
ابن عوف. أهل قباء. ومما يقوي هذا الترجيح ما رواه ابن ماجه في كتاب الطهارة وسئنهاء باب 
في الاستنجاء. (رقم 357) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله كلة: نزلت في أهل قباء. فيه 
رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين. قال: كانوا يستنجون بالماء فنزلت فيهم هذه 
الآية. وانظر تفسير القرطبي. ج 8 ص 259 - 260. 


169 


التوبة: 110 - 112 تفسير كتاب الله العزيز 





| فلو فُلُوبْهُمْ #4 أي : إلا أن يموتوا . أخبر أنهم يموتون على النفاق . ( وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيم » 

أي : عليم بخلقه. حكيم في أمره . 

قوله: « إِنَّ الله اشْتَرَى مِنّ المُومنِينَ أَنْفْسَهُمْ وَامْولَهُم بأَنْ لَهُمْ الجنة يُقنْتلونَ 
في سَبيل الله فَيقتلُونَ ويقتلُونَ وعدا عَلَيْهِحَقَاً في التَوْرَية والإنجيل والقرّآنِ 4 أي : 
هذا حكم الله في هذا في التوراة والإنجيل والقران. 

© ومن وف بِعَهِدِه من الله » على الاستفهام . أي : ل أحد. قال: 
١‏ فَاسْتبْشِرُوا بعكم الذي بَاتَعْتمْ به وذَلِكَ هُوَ الَوْرُ العَظِيمْ 4 أي النجاة العظيمة . 

قوله: « التَائبُونَ 4 قال الحسن: تابوا من الشرك ويّرئوا من النفاق 
«العَلبدُون» أي عبدوا الله مخلصين . «الحمدون» أي الحامدون الله على 
السراء والضرّاء. قال الحسن. ا اي قضى الله خيراً لكل مسلم؛ إن 
أعطاه شكر. وإن ابتلاه صب (1) 

لالسَّبْحُونَ» ذكروا أن رسول الله لك سئل عن السائحين فقال: هم 
الصائمون©. وذكروا عن الحسن قال: السياحة كثرة الصيام . 


(1) أخرجه مسلم في صحيحه عن صهيب مرفوعاً في كتاب الزهد والرقائق, باب المؤمن أمره كله 
خير (رقم 2999) بمعنى أتم. وهذا نصه: عجبا لأمرٍ المؤمن. إن أمره كله خير. وليس ذلك 
لأحد إلا للمؤمن. إن أصابته سراء شكر. فكان خيراً له. وإن أصابته ضرّاء صبرء فكان خيرا 
له . 

(2) أخرجه ابن جرير الطبري وغيره مرفوعاً عن أبي هريرة وعن ابن مسعود أيضاء وأخرجه بعضهم 
فرملة. انظر تفسير الطبري ج 14 ص 502, 506. وانظر الدر المنثور ج 3 ص 281. 

وروى بعض المحققين من علماء التفسير في (السَائحُونَ) معنى وجيها له قيمته وهو أنه من 
السياحة بمعنى السير في الأرض للتفقه في الدين والوقوف على اثار الماضين للاتعاظ 
والاعتبار. انظر في هذا الموضوع كلاما جميلا للعلامة محمد جمال الدين القاسمي في 
تفسيره: محاسن التأويل ج 7 ص 335. 338. 

وقال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن ج 1 ص 193: (السَائحُونَ): الصائمون: وأصل 
السائح: الذاهب في الأرض . ومنه يقال: ماء سائح وسيح . إذا جرى وذهب. والسائح في - 


10 


الجزء الثاني التوبة: 112 - 114 





#الركعون السجدُون» يقول: أهل الصلاة 00 امون ِالْمَعْرُوفٍ » وهو 
كل ما يعرف العباد عدله . 8« وَالناهُونَ عن المنكر » وهو كل ما يعرف العباد جوره. 

«وَالحنفظونَ لحدود الله 4 فيما أمروا به ونهوا عنه . ف وَبَشر المُوْمِئِينَ 4 وهم 
أهل هذه الصفة. أي : بشرهو ,يا فيخمل بالتلة.. 

قوله : ما كان لني وَالذِينَ ءامَنوا أن يُسْتَغْفِوُوا ِلْمُشْرِكِينَ ولو كَانُوا أولي قز 
من بَعْدِ مَا تَبيْنَ لَهُمْ أَنْهُمُ أُصْحَْبٌ الجَجيم 4. 

ا د ا ك0 أنزل في سورة بنيٍ إسرائيل : ( َل لَهُمَا قولا كيم 
[الإسراء: 23 - 24]؛ ثم أنزل الله في هذه وز دعا كان لل والذين انوا أن 
يُسْتَغْفِروا للْمُسْرِكِينَ ولو كانوا أولي م قري باق ني (للمسلم 1" إذا كان 
أبواه مشركين أن يستغفر لهماء ولا يقل : رت ارحمهما؛ وكذلك إذا كانا منافقين . 


جم م كورب 


0 ( من بعد ما تبينَ لَهُمْ أَنهُم أصْحَابٌ الججيم ) أي : ماتوا على 
الكفر والثفاق. وقال بعضهم : كان يقال : ليقل : اللهم اهدهم ولا يقل: اللهم اغفر 
له. 


س# .سيت تن صن 


عدو 4 

في تفسير ابن عباس والحسن : فلما مات تبين ن له أنه عدو لله. وكان إبراهيم 
يرجوه ما كان حيّاء فلما مات تبيّن له أنه عدو لله. لأنه مات على الكفر. 

وقال الكلبي : إن النبي عليه السلام سأل: أيّ قرابته أحدث به عهداً. فقيل : 
أمك . فأراد أن يستغفر لهاء وقال استغفر إبراهيم لأبويه.ء وهما مشركان. فلما هم أن 


097 الأرض ممتنع من الشهوات. فشبه الصائم به لإإمساكه في صومه عن المطعم والمشرب 
ا . والنكاح». 
(1) زيادة لا بد منهاء من ز ورقة 133» سقطت من المخطوطات الأربع . 


1/1 


التوبة: 114 - 115 تفسير كتاب الله العزيز 





يد مين ل لهذ لل يكام ). يقول: 00 قرا بنة: 

وقال بعضهم : ذكر لنا أن رجلا قال لنبي الله عليه السلام : إن من آبائنا من كان 
يحسن الجوار. ويصل الأرحام . ويمي بالذّمم أفلا نستغفر لهم . قال : بلى . فوالله 
إنى لأستغفر لهم يعني والديه. كما استغفر إبراهيم لوالديه7©. فأنزل الله هذه الآية: 
( وَمَا كان سْتِعْمَارٌ إِبْرَاهِيمَ لأبيه إل عَن مُوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِياهُ ). وقال في قوله: ( فَلَمَا 
بِيْنَ لَه أنه عَدُوٌ لِلّهِ ) أي : لما مات على شركه ( تَبْرَاً منه ). 

قوله : « إِنْ إبرَاه هيم لوا حَلِيمٌ 4 قال بعضهم : الأواه : الرحيم . ذكروا عن 
عبد الله بن مسعود أنه قال: الأواه: الرحيم . وبعضهم يقول: هو الدعاء . [وقال ابن 
عباس : الأواه : الموقن]2© . 

قوله : ط وَمَا كَانَ الله لِيُضِلٌ قَوْما بَعْدَ إِذْ هَدَيِهُمْ حتى يبيْنَ لَهُم ما ينَقُونَ إن الله 
بكل شيء عَلِيم 4. 

بلغنا أن أناساً من أضحاب النبي عليه السلام ماتوا قبل أن تفرض الفرائض أو 
بعضهاء فقال قوم من أصحاب النبي : مات إخواننا قبل أن تفرض هذه الفرائض. فما 
منزلتهم. وقد كانوا مؤمنين بما فرض عليهم يومئذ. فأنزل الله هذه الآية. فأخبر أنهم 
ماتوا على الإيمان. 
(1) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ج 14 ص 513 عن قتادة مرسلا. 
(2) زيادة من ز. ورقة 134 وقد عدد ابن الجوزي في زاد الميرج 3 ص 509 - - 510 ثمانية أقوال في 

(أواه) ويبدو أن أدقها تعبيرأً وأصحها تأويلاً ما قاله أبو عبيدة في مجاز القران.ء ج 6 ص 270. 


قال: «مجازه مجاز فعّال من التأوه. ومعنأه : متضرّع شفقاً وفرقاً ولزوما لطاعة ربّه. وقال المثقفٌ 
العبدي : 

إِذَا مَا قَمْتُ أَرْحَلْهَا بلَهْل ‏ َوه آَهَةَ الرجحل الحزين». 
وانظر البيت ضمن قصيدة رائعة اختارها المفضل الضبي في «المفضليات» ص 288 - 292. 
تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر وعبد السلام ومحمد هارون, الطبعة الرابعة,» دار المعارف 
بمصر. 


1/12 


الجزء الثاني التوبة: 116 - 117 





قوله: 8« إن اللَهَ لَهُ مُلْكُْ السموت وَالأزْض يحَيِي ويُميت ت وَمَالَكُم مُنْ دُون 
اللّه من وَلِىَّ 4 أي : يمنعكم من عذاب الله «ولا نصير» . قال الحسن: يقول: إن 
كفرتم , يعني المؤمنين . 

قوله: « لَقَد تَابَ اللَّهُ عَلَى النبي وَالمُمْجِرِينَ وَالأنْصَارِ الذينَ اتَبَعُوهُ في سَاعَةَ 
العسرة » يعني حين العسرة. وهي غزوة تبوك. 

قال بعضهم : هم الذين اتبعوا رسول الله في غزوة تبوك في لَهَبان الحرٌ على ما 
يعلم الله من الجهد. أصابهم منها جهد شديد, حتى لقد بلغنا أن الرجلين كانا يشقّان 
التمرة بينهما. وكان النفر يتداولون التمرة بينهم. يمصها هذاء ثم يشرب عليها الماء. 
ثم يمصها الآخر. 

ذكروا أن عثمان بن عفان حمل في جيش العسرة على ألف بعير إلا خمسين. 
فكملها خيلا . 

قوله: ط من بَعْدِ مَا كَادَ يَِيعُ قُلُوبُ فرق مُنْهُمْ 4 قال الحسن: تزيغ0© عن 
الجهاد فينصرفون ؛ فعصمهم الله من ذلك. فمضوا مع النبي كيه . 

قال : « ثم تاب عَلَيْهمْ إِنْهُ بهم رَمُوفٌ رُحِيم ». قال بعضهم : الثلائة الذين 
لتنا هلال بن أمية. ومرارة بن ربيعة. وكعب بن مالك. وهو تفسير مجاهد والعامة .: 
قال: أما أحدهم فأوثق نفسه إلى سارية وقال: لا أطلقها [ولا أطلق قم ]© تن 
يطلقني نبي الله [فقال رسول الله : وألله لا أطلقه حتى يطلقه ربه إن شاء ]2 , وأما الآخر 
فعمد إلى حائطه الذي كان تخلف عليه وهو مونع [فجعله صدقة في سبيل الله]© . 
وأما الآخر فركب المفاوز حتى لحق نبي الله ورجلاه تسيلان دما. 


(1) في زء ورقة 134: ( من بَعْدِ مَا كَادَ تزيغ قَلُوبُ فريق مُنْهُمْ ) أي : تميل عن الجهاد فعصمهم الله 
عزّ وجل من ذلك . 

(2) هذه الزيادات التي جعلتها بين المعقوفين كلها من تفسير الطبري ج 14 ص 546 للإيضاح . 
والقول لقتادة وفي آخرها بدل تسيلان: «تشلشلان» أي 000 بمعنى «يتبع قطران بعضه 
بعضاً وسيلانه» كما جاء في اللسان (شلل). 


1/3 


التوبة: 118 - 119 تفسير كتاب الله العزيز 


قوله: « وَعَلَّى التْلددّة الذينَ حْلّفُوا » أي : وتاب على الثلاثة الذين خلفوا عن 
غزوة تبوك : كعب بن مالك. وهلال بن أمية ومرارة بن ربيعة. وهم الذين أرجئوا في 
الآية الأولى حيث يقول: ( وَءَاحَرُونَ مُرْجَوْنَ لامر اللّهِ ) في تفسير مجاهد. وهم عند 
الحسن اخرون غير المرجين. 

قال: < حَتَى إِذَا ضَاقْتْ عَليْهِمُ الأزض بِمًا رَحبَتْ 4 أي بسعتها. « وَضاقت 
لهم أَنْفْسْهُمْ وَطنوا 4 أي : وعلموا « أن لآ مَلْجَأْ مِنَّ الله إلا إَِيْه ثم تاب عَلَيْهمُ 
ليتوبوا إن اللّهَ هُوَ التوّابُ الرحيم ». 

بلغنا أن رسول الله كك كان أمر الناس أ يكلموهم ولا يجالسو ( ثم أرسل 
إلى أهلهم ألا يؤووهم ولا يكلموهم . فلما رأوا ذلك ندموا وجاءوا فأوثقوا أنفسهم إلى 
سواري المسجد. حتى أنزل الله توبتهم في هذه الآية. 

ذكروا عن كعب بن مالك أنه لما تيب عليه جاء بماله كله إلى النبي صدقة. 
فقال له رسول الله كل : أمسك عليك الشطر فهو خير لك . 


قوله: «يَايُهًا الذينَ امَو انوا الله وَكُونُوا مَعَ الصدِقِينَ 4 . 
قال الكلبي : الذين آمنوا من أهل الكتاب, أمرهم أن يكونوا مع الصادقين» 
وهم المهاجرون والأنصار. وقال بعضهم : : الصدق في النية» و في السر والعلانية . 


وقال بعضهم: ( وكونوا مَعّ الصَادِقِينَ ): صدقوا بقولهم فهاجرواء فكونوا 
معهم. أي : فهاجروا إلى المدية©». 


(1) أخرج هذه القصة الطريفة البخاري في كتاب التفسيرء في أواخر سورة التوبة» وفيه: قال مالك 
في آخر حديثه: «إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله ورسوله. فقال النبي 46 
أمسك بعض مالك فهو خير لك6. واقرأ قصة المخلفين مفصّلة في كتب التفسير والحديث 
والسيرة ففيها مواعظ وعبر وذكرى. 

(2) لا أرى وجها لتخصيص الكلبي مؤمني أهل الكتاب بالخطاب, ولا لما ذهب إليه بعضهم من 
قصر معنى المعية في اتباع المهاجرين في هجرتهم إلى المديئة» فإن صفة الصدق وردت في 
الآية بصيغة العموم. فيجب أن تحمل على أوسع معانيها. وكلام الله موجه إلى كل المؤمنين في - 


1/14 


الجزء الثاني التوبة: 120 - 121 





قوله : « ما .كان أل المدينة ومن حولم من الأعْرَابٍ أن يتَحَلْفُوا عَنْ 
رَسولٍ ال وهذا في خزوة تبوك ١ه‏ ول يعوا بهم غن للك بهم 4 يعن 


تير اتير ه 7 


من خرج منهم لا يصِيبهُمْ ظَمَأ 64 أي عطش 9 وَل نَضَبّ 4 أي : في أبدانهم « ولا 

مَحْمَصَةَ » أي : جرع تخيص له بطرنهم « في سبيل, الله وَل يَطُونَ مَوطئا يض 

لحار ولا ينالُونَ من عَدُو نيلا إلا كتبَ لَهُمْ به به عَمَل صَلِح إن الله لا يُضيعُ جر 
المُحْسِينَ ولد يُنقُونَ َققَة صَِيرَ وَل كبيرة ولا يَْطعُونَ وَادِياً إلا كب لَهُمْ جيم 

الله اد ما كَانوا لون 4 

ذكروا أن المجاهد إذا خرج من بيته جعل ذنوبه جسراً على باب بيته» فإذا خرج 
قطعهاء فيكون من ذنوبه كيوم ولدته أمه؛ فما من خطوة يخطوها إلا كتب له بها 
سبعمائة حسنة, ولا بطشة يبطشهاء ولا عمل يعمله إلا كتب له سبعمائة حسنة» فإن 
مات أو قتل كان على الأرض حراماً حتى يرى مقعده في الجنة» ويغفر له كل ذنب هو 

له. 

ب كل 0 0-0 . ومن أولى 0 0-7 1 الآية ية الصدق في الحديث 0 0 الكذب في 
00 وقال : جود وو اوح ود بجي بي لامي 
لرسول الله يك إلى يومي هذا. وإني أرجو أن يحفظني الله فيما بقي». وقال: «والله ما أنعم الله 
على من نعمة قط بعد أن هداني للإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله يك ألا أكون 
كَذَّبْته فأهلك كما هلك الذين كذبوه». 

وهو ما فهمه أيضاً ابن مسعود رضي الله عنه فقال: إن الكذب لا يحل منه جد ولا هزل وقرأ: 
واتقوا الله وكونوا مَعّ الصّادقِينَ ) . وانكار الظري فى سيرخ 14 من 559* - 560 وفيه أن قراءة 
ابن مسعود كانت: ( يا أَيَهَا الذينَ آمنوا اتقوا الله وكوئوا مِنَ الصَادقِينَ )» وزاد فيه: «فهل ترون 
في الكذب رخصة» . 

وهكذا من تأمل في قصة المخلفين الثلاثة» وتدبر ما كان من أمر كعب بن مالك خاصة. 
وحديثه للرسول و بعد نزول توبته. أدرك أن معنى الصدق هنا ينصرف أولاً إلى الصدق في 
الحديث. ثم. بعد ذلك. الصدق في النية والعمل. وأن الخطاب موجه إلى كافة المؤمنين في 
كل زمان ومكان بدون تخصيص . 


1/5 


التوبة: 122 ظ تفسير كتاب الله العزيز 


ذكروا أن ابن عمر قال: صفرة فى سبيل الله خير من خمسين حجة . قال: يعنى 
بالصفرة أن يذهب زاده حتى يبقى صفراً ليس معه طعام» وإنما يتقبّل الله من المتقين. 

ذكروا عن أبي المصبّح قال: غزونا مع مالك بن عبد الله الخثعمي 2 أرض 
الروم. فسبق الناس رجلء ثم نزل يمشي ويسوق فرسه. فقال له مالك: يا عبد الله . 
ألا تركب: فقال: سمعت رسول الله يق يقول: من اغبرت قدماه في سبيل الله ساعة 
من نهار فهما حرام على النار©». وأصلح دابتي لتقيني من قومي©. قال: فلم أرَ نازلاً 
أكثر من يومئذٍ . ظ 

ذكروا عن سعيد بن المسيب أنه قال: العمل في سبيل الله يضاعف كما 
تضاعف النفقة الواحدة بسبعمائة . 


ذكروا أن رسول الله كع قال: لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان نار جهنم في 
متخرى عب .مسلم . أبر] © 


قوله : « وما كان المُومون وروا كَافَةَ 4 أي بيناء قال الحسن : فيغروا مقام 


(1) هو الأمير أبوحكيم مالك بن عبد الله الخثعمي, الفلسطينيء من أبطال الإسلام . كان أميراً على 
الجيوش في خلافة معاوية. قيل إنه قاد جيوش الصوائف أربعين سنة. ورُويَ أنه كان صحابياً 
والراجح أنه تابعي. توفي في حدود سنئة ستين للهجرة أو بعدها. انظر ابن عبد الْبرء 
الاستيعاب » 2 3 ص 93 والذهبي . سير أعلام النيلاء 4 4 ص 09 . 

(2) أخرجه البخاري في كتاب فضائل الجهاد والسيرء باب من اغبرت قدماه في سبيل الله عن أبي 
عبس بن عبد الرحمن بن جبر بلفظ : ما اغبرت قدما عبد. في سبيل الله فتمسه النار. 

(3) كذا وردت هذه الجملة هنا في المخطوطات. وكأنها أقحمت إقحاماء ولم أفهم لها معنى ولا 
مناسبة. وهي غير موجودة في زء ورقة 134 حيث جاءت نهاية الحديث متصلة بقول أبي 
المصبح : فلم أر نازلا أكثر من يومئذ . ظ ظ 

(4) في المخطوطات: الذكر في سبيل الله يضاعف. . . وأثبت ما جاء في زء فهو أنسب مقاماً وأصح 
على قلميه) عن أبي هريرة وانظر البغوي . شرح السئة. جَ 0 ص 4 


106 


الجزء الثاني التوبة: 122 


را 0 نهلا « قر بن كل فر ف نه طايقة فقوا فر ني الذي 
والمؤمنين : لور 9 ليس 7 بقتال لنبي طاقة قة ( لعلو 51 أي لا 
ينزل بهم ما نزل بغيرهم من القتل والسبا والغنيمة» فيؤمئوا. 
المنافقين الذين تخلّفوا عنه ما نزل» قال المؤمنون: لا والله, لا يرانا الله متخلفين عن 
غزوة غزاها رسول الله أبدا ولا عن سرية. فأمر رسول الله يع السراياء أن تخرج . فنفر 
المسلمون من أخرهم, وتركوا نبي الله عليه السلام وحده. فأنزل الله عزّ وجل: ( وما 
كَانْ المُؤَمنونَ لينفرُوا كافة ) أي ما فيتركوك وحدك بالمدينة . ( فلولاء أي : 
8 قر من كل فرق مُنْهُمْ طَائقة ف لَيتَفَقَهُوا في ادن [أي ليتفقه المقيمون]” وَلِينذِرُوا 
قَومَهم إذا رَجَعوا لهم . أي من غراتهم. لعَلَهُمُ يَحَذْرُونَ ). أي ليعلم المقيم 
الغازي. إذا رجع . مأ نزل بعذه من القران. 

وقال بعضهم : إن أحياء من بني أسد بن خزيمة أقحمتهم السنة إلى المدينة. 
ار يا 5-007 00 افد 0 0 00 اديه 0 
وَلِينذروا ل إذا 0 إِليهم 1 5906 6 

وقال مجاهد: إن أناساً من أصحاب النبي عليه السلام كانوا خرجوا إلى 
البوادي . فأصابوا من الناس زوق ومن الخصب ما ينتفعون به ودعوا من لقوا من 
الناس إلى الهدى؛ فقال لهم ماين ما نراكم إلا قد تركتم صاحبكم وجتتمونا. 
فوجدوا ف في أنفسهم من ذلك دحا وأقبلوا من البادية حنئى دخلوا على النبي ةد ؛ 
فقال الله : فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة. أي : بعض .»2 وفعد بعض يبتغول الخير» 
ليتفقهواء أي ليستمعوامافي الناس وما أنزل بعدهم . ولينذروا قومهم. أي الناس كلهم © . 
(1) زيادة من زء ورقة 135. 
(2) هكذا يستعرض المؤلف هنا أوجها مختلفة لتأويل الآية الكريمة, مُسئدَة إلى أصحابها القائلين - 


177 


التوبة: 123 - 127 تفسير كتاب الله العزيز 


قوله: « يَأَيهًا الذينَ ءَامَنوا قَاتلُوا الذينَ يَنُونَكُم مُنَ الكفار . قال الحسن: 
كان هذا قبل أن يؤمر بقتال المشركين كافة. ثم أمر بقتال المشركين كافة بعدٌ. 

قوله: « وَلْيَجِدُوا فيكُُمْ غلْظَة 4 أي: شدة عليهم « وَاعْلَمُوَا أن الله مَمَ 
المُتقِينَ # أي بالنصر والتأييد. أي : إنه سينصركم عليهم . 

قوله : ( وَإِذَا ما أَنِْلت سُورَة فَمِنْهُم 4 يعني المنافقين؛ رجع إليهم « من يُقَول 
يكم زَادَنَهُ هلله # يعني السورة0ة) إِيمَانا 4 يقوله بعضهم لبعض . 

قال الله جواباً لقولهم « فَأَمّا الذينَ ءَامَنوا فَرَادنْهُمُ إيمَاناً # أي تصديقاً إلى 
تصديقهم وهم يَسَتبْشْرونَ » أي بما يجيء من عند الله . ظ 

وام الذين في قَلُوبهم مُرَض »> وهم المنافقون « فَرَادََهُمُ رسا إِلَى 
رِجْسِهمْ 4 أي كفراً إلى كفرهم « وَمَاتوا وُهُمْ كَفْرُونَم يقول: أنهم يموتون على 
الكفر. 

قوله: « أُوَلا يَرَوْنَ أنْهُمْ يمْتنُونَ في كل عام مرَة أَوْ مني 4. قال الحسن : 
يعني : : يبتلون بالجهاد في سبيل الله مع رسول الله يل فيرون نصرٌ الله رسوله نَم لآ 
يتوبُونَ © من نفاقهم « ولا هُمْ يَذْكَرُونَ 4. 

وقال مجاهد: يفتنون في كلل عام مرة أو مرئين بالسنين والجواء©. 

قوله : ١‏ وَإِذّا ما أَنِلت سورة نظَرَ بَعْضْهُمْ إل بَغضٍ 4 يعني المنافقين « مَل 
يرَيِكم مّن أَحَدٍ به يعني من المسلمين؛ يقوله بعضهم لبعض 9 ثُمْ انصَرّهُوا 4 قال 


- بها. ولكن المؤلف يكتفي بهذا ولا يجرؤ فيرجح قولاً على آخر ولا يختار تأويلاً على تأويل. 
قارن هذا بطريقة الطبري في تفسيره وبموقفه حين لا يتردد في أن يرجح أحد هذه الأقوال ويدلي 
برأيه. بعبارته المألوفة. حين يقول: «وأولى الأقوال في تأويل ذلك بالصواب أن يقال: تأويله. . 
الخ. انظر تفسير الطبري ج 14 ص 55 - 574. 

(1) جاء في المخطوطات: «يعني الآية» وهو خطأ. ورجوع الضمير إلى اللفظ المذكور أولى . 

(2) سقط ذكر هذه الآية وتفسيرها كله من مخطوطة د وج. وهكذا تكمل المخطوطة نقص الأخرى. 


18 


الجزء الثاني التوبة: 127 - 129 


الحسن: يعني عزموا على الكفر. ظط صَرّفَ اللَهُ قُلُوبَهُمْ 4 هذا دعاء واجب عليهم 
بِأَنْهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ 4 أي لا يرجعون إلى الإيمان. 

قوله : 9 لَقَدْ جَاءكمْ رَسُولَ مُنَ نمكم » يعني الني يلق . [قال السدي: أي : 
من جنسكم]7" «عَزِيرٌ عَليه أي شديد عليه ما عَبتَمْ أي : ما ضاق بكم. وقال 
الخد ما ضاف كم ل للخم ( خريصٌ عَلَيكُمْ 4 أي: على أن تؤمنوا. 
ل بِالْمُوْمِنِينَ رَُوفٌ رَحِيمَ » أي : إنما يرأف بالمؤمنين الذين تجب لهم الرأفة» ولا 
يرأف بغيرهم ممن نزع الله الرأفة عنهم 

قوله : « فَِنْ تَولُوا 4 أي : أعرضوا عن الله وعما بعث به رسوله « فَقَلَ 4: يا 
محمد ط حَسْبِيَ اللّهُ لآ إله إلا هُوَ عَلَيْهِ توكلْتُ وَهْوَ رب اعرش العَظيم ». 

ذكروا عن ابن عباس قال: لا يعلم قدر العرش إلا الذي خلقه. 

ذكروا عن ابن عباس عن أبي بن كعب قال: إن آخر القرآن بالسماء عهداً هاتان 
الآيتان : (لقذ بكم ْول بن أنْفْحُمْ عزيرٌ لماعي حرص عَليكمْ بالمُو من 
رَهُوفٌ رُحِيمْ فَإِنْ نولا فَقَل حَسْبِيَ اللهُ لآ إِلنه إلا هُوَ عَلَيْه توكلت وَهُوَ رَبُّ العرشٍ 


العظيم ). 


(1) زيادة من زء ورقة 135. 


1/9 


بوتت 21 تفسير كتاب الله العزيز 


تفسير سورة يونس 
معي 


بسم الله الرحمئن الرّحيم ». قوله: « أَلَرَ»ه. ذكروا أن علياً قال: ألَرَ 
وَحَمَء ونون: الرّحمن. وكان الكلبي يقول في هذا وأشباهه: هو من الذي قال الله 
فيه : ( وأخرٌ متشابهات ) [آل عمران: 7]. وكان الحسن يقول: ما أدري ما تفسير الْرَ 
وأشباه ذلك. غير أن قوما من السلف كانوا يقولون: أسماء السور وفواتحها. 
قوله: 9تِلْك ءَاينَتَ الكتتب الحكيم » أي : هذه آيات الكتاب الحكيم. أي 
المحكم2؛ أحكمت اياته بالأمر والنهي . 

قوله : « أَكَانَ للناس عَجَبا © على الاستفهام « أَنْ أَوْحَيْنَا إلى رَجُل متهم 1 

ين .مدا 398 لق 00 00 اية أخرى : ما سلا بن 

00 ا 6 من 0 5 من ا 

قوله : 9« أن أنذر الئاس » أي : عذاب الله في الدنيا والآخرة إن لم يؤمنواء كما 

وهذا جواب من الله لقول المشركين حيث قالوا: ( وَانطلَقَ الملا مِنْهُمُ أن امشوا 

(1) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن ج 1 ص 22: «والحكيم مجازه: المخكم المبين الموضح : 


والعرب قد تضع فعيل في معنى مفعّل . وفي اية أخرى: رهظ التي غيد) إسررةق» 2 
مجازه : معد . 


1060 


الجزء الثاني | يونس : 2 - 3 


وَاصْبِرُوا عَلَىْ ءَالِهبَكُمْ) أي على عبادتها ( إِنْ هَنذًا لشَيْءٌ يُرَادُ» [سورة ص: 6]. 
وقال في الآية الأخرى: ( إِنْ هنذا أشيءٌ عَجَاب ) [سورة ص : 5]. فقال الله : ( أكانَ 
للناس عَجَبا أن أَوْحَيْنا » أي بأن أوحينا ( إِلى رَجَلٍ مَنهُمُ ) يعرفونه ويعرفون نسبه . 

قوله : «وويّشر الذِينَ ءَامنوا أن لَهُمْ قَدمَ صِدْقٍ عند ريم 4 أي سلف صدق عند 
ربهم29 أي إنهم يثابون به الجنة. كقوله: ( وَمَنْ عَملَ صَالِحاً َلك نْفْسِهمٌ يمْهَدُون ) 
[الروم : 44]. 

« قال الكفرونَ إن هَذًا لَسحرٌ مبِينٌ » يعنون القرآن. وبعضهم يقرأون: 
( لَسَاحِرٌ مُبِينٌ ) يعنون النبي. وهم مشركو العرب . فأراد الله أن يحتج عليهم وأن يبين 
لهم ؛ فقال تبارك وتعالى : 

إن دَبكُمْ اللّهُ الذي حَلَقَ اموت والأزعن من وفيها:اشعارة غال في آية 
ار ( اللَهُ الذي حَلَّقَ السَموات وَالأزْض وَمَا بَيْنَهُمَا ) [السجدة: 4] « فِي ستة 
يام » والأيام كل يوم ألف سنة. قال : ( وإن يوماً عند رَبِكَ كألف سََةٍ مما تَعْدُونَ ) 
[الحج: 47]. 

قوله: ط تم اسْتَوَى عَلَى العَرْش ». 

ذكروا عن الحسن أنه قال: قال رسول الله يل يوماً لأصحابه : ما تسمون هذه. 
أو قال: هذا؟ قالوا: السماء. قال: هذه الرقيع.» موج مكفوف. وغلظها مسيرة 
خمسمائة سنة» وبينها وبين السماء التي فوقها مسيرة خمسمائة عام وغلظها خمسمائة 
سنةء وبينها وبين السماء الثالثة مثل ذلك. حتى عد سبع سماوات وأرضين هكذا. 
قال: وبين السماء السابعة وبين العرش كما بين سماءين . وغلظ هذه الأرض مسيرة 


(1) هذا لفظ قتادة. وفي مجاز القرآن لأبي عبيدة ج 1 ص 23 «مجازه: سَابقَة صِدّقٍ عند ربهم ؛ 
ويقال: له قدم في الإسلام وفي الجاهلية». أما الطبري فقد رجح في تفسيره, ج 15 ص 16 قول 
من قال: «معناه أن لهم أعمالاً صالحة يستوجبون بها منه الثواب». 

(2) انظر ما سلف. ج 1 ص 8 » تعليق: 2. 


151 


يونس : 3 - 4 تفسير كتاب الله العزيز 


خمسمائة سنة. وبينها وبين الثانية مسيرة خمسمائة عام . وبينها وبين الثالئة مسيرة 

ذكروا أن رسول الله يةٍ قال: أذن لي أن أحدّث عن ملك من حملة العرش 
راحجلاه ٠‏ في الأرض السفلى. وعلى قرنه العرش . وبِينَ شحمة أذنه إلى عاتقه خفقان 
الطير همسير 0 ة سبعماثة سئة يقول: سبحانك حيث كنثت17). 

قوله: « يُدَبْرٌ الأمْرَ » قال الحسن: يعني في خلقه. ما يحيي ويميتء وما 
يرزق ويفعل. وهو كقوله: ( كل يوم هُوّ في شَانٍ ) [الرحمن: 29]. وقال مجاهد: 
يديره أي : يقفضيه . 

قوله : « ما مِنْ شفيع, إلا من بَْدِ ذه 4 يقول : ليس الخد يتقع يوم القيامة إلا 
أن يؤذن له. 0 (مَن ذا الذي يشْفَمْ عندَهُ إلا بإذنه ) [البقسرة: 0 
وكقوله : 0 يشفَعُونَ إلا من ارتضئ ) [الأنبياء: 28] وقال: ( مَا للظالمينَ من 

5 9 الله 5 5 أقلا تَذَكرُونَ إِلَيْه مَرَجِعُكُمْ جَمِيعاً © يوم 
القيامة . يقول: إن الذي حلق السماوات والأرض» كم استوى على العرش . يذبر 
الأمر. والذي لا يشفع عنده إلا بإذنه. هو ربكم., أي فإن ذلكم الله ربكم فاعبدوه. 
أفلاتذكرون. إليه مرجعكم جميعاًء يعني البعث يوم القيامة لأنهم لا يقرون بالبعث. 

قوله : ١‏ رَعْدَ الله حَمَاْ 4 [أي : في المرجع إليه] © « إن بد الحَق ثم 00 يده 4 
وهو كقوله : ( قل سيروا ة في الأزض, فانظرُوا كيف بِدَأَ الحَلقَ م الله ينشى ؛ / النشأة 
الآخرة ) [العنكبوت: ًَ أي : يوم القيامة. وقال مجاهد: (إِنه يِذ الحَلْقَ ثم 
يعيده ) : يبحبيه ثم د بميته ) ثم يبلوّه فيحييه . 

قال : ري الذِين اموا وَعَمِلُوا الصَلحات بالقسط » أي : بالعدل. أي : 
(1) انظر ما سلف. ج1 ص 515» تعليق: 1. 
(2) زيادة من ز.» ورقة: 136. 


152 


الجزء الثاني يونس: 4 - 9 
يجزيهم الجنة. ط وَالذِينَ كفروا لَهُمْ شْرَابٌ مُنْ حَمِيمٍ » وهو الذي قد انتهى حره. 
١‏ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ 4 أي موجع ط بما كانوا يكُمْرُونَ . أي : إن ذلك جزاؤهم بما كانوا 
يكفرون. 
ثم احتجٌ عليهم أيضاً فقال: ط هُوَ الذي جَعَلَ الشمس ضيَاءٌ والقمر نور وَقَدَرَه 
مُنازل » يعني القمر 8« لتَعْلّمُوا عَدَدَ السَنِينَ وَالحسَابَ » بالليل والنهار. 
« ما حَلَقَ الله ذلِكَ إلا بِالحَقّ » أي : إن ذلك يصير إلى الحق والمعاد0©». ثم 
قال: « نَفَصّلْ الآيتِ» أي: نبيّنها ظ لِقَوْم يُعْلَمُونَ 4 وهم المؤمنون. 
ثم قال: « إن في اختلافٍ اليل والنهار وَمَا خَلَقَ اللّهُ في السَّمْوَات » من 
شمسها وقمرها ونجومها طإوَ» ما خلق في «الأرض» من جبالها وأشجارها وثمارها 
وأنهارها « لآيات لَقَوْم يُتقُونَ # وهم المؤمنون. 
قوله: ظ إِنْ الذينَ لآ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا © [أي لا يخافون البعث. وهم المشركون» 
لأنهم لا يقرون بالبعث]© « وَرَصُوا بالحَيّؤة الدُنْيَا وَاطْمَأَنُوا بهًا 4 أي: لا يقرون 
' بثواب الآخرة ط وَالذِينَ هُمْ عَنّ ءَاينبَنَا غَفْلُونَ أولَيِكَ مَأوَيهُمُ النْارٌ بمَا كانُوا 
يكسبون » أي يعملون. 
قوله: ظإِنْ الذينَ َامَنوا وَعَمِلُوا الصَلِحَنتِ يَهْدِيهمْ رَبْهُمْ بيهم تجِري مِنْ 
يهم الأنْهَلرٌ في بت النِيم 4. 
ذكروا عن الحسن أن نبي الله قال: إن المؤمن إذا خرج من قبره صور له عمله 
فى صورة حسنة فيقول له: ما أنتء. فوالله إني لأراك امرأ صدق. فيقول: أنا عملك 
فيكون له نوراً وقائداً إلى الجنة. وأما الكافر فإذا خرج من قبره صور له عمله في صورة 
(1) في ق وع: «إلى الحق والمعاد» وهو الصحيح» وكذلك جاءت الكلمة في ز» ورقة 136. وفي 
دوج: «إلى الحقى والميعاد». 
(2) زيادة من زء ورقة 136. وفي مجاز القرآن لأبي عبيدة» ج 1 ص 25: ( الذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاَنا ) 
«مجازه: لا يخافون ولا يخشون. وقال: 
إذا لَسَعَنَهُ النخل لَمْ يَرْجٌ لَسْمَهَا هَحَالْمَها في بيتِ نوب عَوَامِل». 
153 


- 
ليما 
م 


يونس : 10 - 11 تفسير كتاب الله العزيز 





سيئة وشارة سيئة » فيقول له : فا لت فوالله إني لأراك امرأ سوء ) فيقول : أنا عملك. 
فينطلق به حتى يدخله النار0". 

وقال مجاهد: ١‏ يهديهم ربهُم بإيمانهم ) أي يكون لهم ورا يمشون به. 

قوله: ا دَعْْيْهُمْ فيها 4 أي: قولهم فيهاء أي في الجنة «سُبْحَنكَ اللُمْ 4 
أي سبحانك ربنا في تفسير الحسن . وكذلك قال غيره: ذلك قولهم فيها «( وَتَحِيتهُم 
يها سَلْمْ» أي يحيي بعضهم بعضاً بالسلام» وتحييهم الملائكة عن الله عزِّ وجل 
بالسلام. والسلام اسم من أسماء الله وهي تحية أهل الإسلام في الدنيا. وقال 
الحسن : السلام اسم من أسماء الله الحسنى . | 

قوله: « وآخرٌ دَعُوَيهُمْ أن الحَمْدُ لله رَبّ العَلّمينَ4 أي إن أول كلامهم 
التسبيح وآخره الحمد لله. قال الحسن: إن أهل الجنة يلهمون الحمد والتسبيح كما 
يلهمون النفس © . 


قوله: « وَلَوْ يُعَجَلٌ اللّهُ للناس ال اشينجلئ بِالخَيْرِ 4 أي : فلو يعجل الله 
للناس ذلك الشر كاستعجاله بالخير© « لقضى لضي إليهم لهم # [وهو ما يدعو به 
الانسان على نفسه وولده وماله. ولو اجات الله عر وجل له لأهلكه]©©. وقال 
مجاهد: لأمات الذي يدعو عليه» مثل قول الرجل لولده وماله: اللهم لا تبارك فيه 
والعنه . 


(1) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ج 15 ص 27 عن قتادة مرسلاً. وانظر الدر المنثور للسيوطي 
ج 3 ص 301. [ 
د مك ع 0 و سيا او الا ا 0 
(3) كذا جاءت هذه العبارة في المخطوطات» وعبارة الطبري في تفسيره ج15 ص 33 أدق د 
«قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ولو يعجل الله للناس إجابة دعائهم في الشر. وذلك فيما 
عليهم مضرة في نفس أو مال» (استعجَالَهُم بالخير) يقول : : كاستعجاله لهم في الخير بالإجابة إذا: 
دعوه به (لْقَضِيَّ لهم أَجَلْهُمْ) يقول : لهلكواء وعجل لهم الموت. وهو الأجل» . 


(4) زيادة من زء ورقة 136. 


1054 


. الجزء الثاني ظ يونس: 11 - 13 


ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله : لا يتمئيْنَ أحدّكم الموت. ولا 
يدعو به؛ فإن أحدكم إذا مات انقطع عنه عمله. وإن أحدكم يزداد في أجله خير|©. 

وقال في آية أخرى: ( نلق الإنسَانَ مِنْ عَجل سَاوَرِيكُمُ َايَاتي فلا تَستَعْجِلُون) 
[الأنبياء: 37]. أي إن ادم خلق اخر ساعات النهار من يوم الجمعة بعدما خلق الله 
بخلقي. قد غربت الشمس؛ فهو قوله: ( خُلِقّ الإنْسَانُ مِنْ عَجَل ). 

قوله: « وَبَذَّرٌ الذينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنا 4 يعني أهل الشرك « فِي طَعْيَنِهمُ 
يَعْمَهُونَ » قال الحسن : في كفرهم يتمادون. وقال غيره: في ضلالتهم يلعبون. قال: 
والضلالة والكفر واحد. 

8 ا م 

قوله : « وَإِذًا مس الإنْسَانَ الضرٌ » يعني المرض . والإنسان ها هنا المشرك . 
٠‏ دَعَانَا لِجَنبِهِ 4 أي: وهو مضطجع على جنبه ط أَوْ قَاعِدا 4 يقول: أو دعانا قاعدا 
« أو قائما © قال: « فَلْمًا كشفنا عَنهُ ضره مر كان لم يَدْعنا إلى ضر مُسّهُ » أي : مَرٌ 
معرضاً عن الله عرّ وجل الذي كشف عنه الضر. ( كأن لَمْ يَدْعْنَا أ ضر مسَّهُ )» أي : 

« كذلك زُينَ للمُسْرفِينَ 4 أي للمشركين 9« ما كانوا يَعْمَلُونَ 4. 

قوله : « وَلَقَدَ أهلكنا القَرُونَ مِنْ قَبْلَكُمْ » يريد من أهلك من القرون السالفة 
. « لما ظَلَّمُوا » أي: لما أشركواء وهذا ظلم شرك. « وَجَاءَتَهُمْ رَسلَهُمْ بالبيّتت» 
وعكرمة عن ابن عباس أنه كان يقرأ هذا الحرف ( وَحَرمَ عَلَى قَرَيَة أَهْلَحَنَاهًا أَنهُمْ لآ 
(1) أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار. باب كراهة تمني الموت 

لضر نزل به عن أبي هريرة (رقم 2682) . 

)2( زيادة من ز. ورقة 136. 


155 


يونس : 13 - 18 تفسير كتاب الله العزيز 





يَرَجِعون ) [الأنبياء : 5]. قال: وجب على قرية أهلكناها أنهم لم يكونوا ليؤمنوط01 . 
نجري القوم المشركين. يعني ما عذبهم به في الدنيا فأهلكهم حين كذبوا رسلهم 
ولهم في الآخرة النار. 

قوله : دنم جَعَلَنَكُمْ حَلئِتَ في الازض, من بعدهم » أي من بعد الهالكين 
جعلناكم خلفاء ة في الأرض من بعدهم . « لنظر كيف تَعْمَلُونَ ». 

قوله : < وَإِذا تتلى عَلَْهِم ء َايتنا يت قَالَ الذينّ لا يَرَجُونَ لقاءنا # أي الذين لا 
يؤمنون بالبعث «ايت بقرْءَانٍ غير هَلدًا أو بَدُلَهُ 4 أي أو بدل أية الرحمة بأية العذاب. 
أو بدل آية'العذاب بآية الرحمة وها قول]© مشركي العرب: 

قال الله لنبيه محمد عليه السلام « كُلْ مَا يَكُونٌ إِيَ أن أبدَلَهُ مِنْ تلَْاءِ نسي » 
أي من عندي « إن أنَبِعٌ إل مَا يُوسَئ إِلَيّ إني أَحَافٌ إِنْ عَصَيْتَ رَبي عَذَابَ يوم 
َي ». 

مه ىم اس 6و ر معديو رعهّلث هم 5 راع لامر بم 

« قل » يا محمد ظ لو شاءً الله مَا تلوتة عَلَيكُم 4 يعني القران « ولا ادرينكم 
به 4 أي : ولا أعلمكم الله به ( فَقَد بثت فِيكُمْ عُمرا مّنْقِِ 4 أي من قبل القرآن لا 
أدعى هذه النبوة . « أفلا تَعْقَلُونَ 4 قال: لدف أريعين مة قال ذكروا عن ابن 
عباس أنه قال: إن النبي عليه السلام بعث وهو ابن أربعين سنة. 

قوله : 1 َمَنَ أظلَمْ مِمْنِ افترَى عَلَى الله كذباً أو كَذّبَ بئايته 6 يقول: لا أحد 
أظلم منه. وهذا على الاستفهام . قال: « إنهُ لآ يُفْلِحٌ المُجْرِمُونَ © أي المشركون:: 

قوله : ١‏ وَيَْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله مَا ل يَضْرَهُمْ 4 إن لم يعبدوه « وَل ينمَعهُمْ » 
إن عبدوه: يعني الأوثان « وَيَقُولُونَ مُؤْلاءِ شْفَعَاوْنَا عِنْدَ الله © أي : إن الأوثان تشفع 


)1( انظر ابن جني .2 المحتسب». 64 2 ص 65 - 66. 
(2) في المخطوطات اضطراب وحذف, فأثبت ما يقتضيه سياق الكلام . 


1056 


الجزء الثاني يونس: 18 - 20 


لهم - زعموا ‏ عند الله ليصلح لهم معايشهم في الدنيا من غير أن يقروا بالبعث. قال 
لله: ( وََقْسَمُوا باللّه جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لا يَبِعَتْ اللّهُ مَن يُمُوتٌ ) [النحل: 38]. 

قوله: « قل أَتنبْيُونَ الله بمَا لآ يَعْلمُ في السَّمَوِت ولا في الأزض » أي لا 
يعلم أن في السماوات ولا في الأرض إلها غيره. وهو كقول مؤمن آل فرعول : 
( تَدعُوننِي لأكفر بالله وَأَشْركَ به ما ليِسَ لي به عِلّمٌ ) [غافر: 2 أي : لا أعلم أن في 
السماوات والأرض إللها غيره. طسبْحَلهُ© ينزه نفسه عما قال المشركون. 
«وتعلى » من قبل العلوء أي ارتفع. مثل قوله: ( الكبير المْتعَالٍ ) [الرعد: 9] 
٠‏ ا<عَما يُشْرِكُونَ 4. / 

قوله: « وما كَانَ النَاسُ إلا أَمْةَ وَاحِدَةَ 4. قال بعضهم: على الإسلام ما بين 
ادم إلى نوح. وكان بينهم عشرة آباء. 

وقال مجاهد: كان الناس أمة واحدة, وادم وحده. وقال غيره: كان الناس أمة 
واحدة : ادم وحواء. ٠‏ 

١‏ فَاخْيَلَفُوا 4 أي : حين قتل ابن آدم أخاه. 

وقال الحسن : ( وما كان الناسٌ إلا أَمَة وَاحدّة ) أهل ضلالات, إلا الخاصة من 
الناس. وذلك من وفاة ادم إلى مبعث نوحء فإن الأرض لم تخل من أن تكون فيها 
حجة. ( فَاخْتَلَفُوا) أي حتى أتتهم الأنبياء. فآمن بعضهم وكفر بعضهم. 

وقال مجاهد: فاختلفوا حين قتل ابن ادم أنخاه. 

قوله : « ولَوْلا كَلمَةٌ سَبَقَتْ من رَبْكَ لَقضِي بَْنْهُمْ فيمَا فيه يَحْتَلِفُونَ 4 تفسير 
الحسن أنه يعنى المؤمنين والكافرين. لولا أن الله قضى ألا يحاسب بحساب الآخرة 
في الدنيا ا في الدنيا بحساب الآخرة. فأدخل أهل الجنة الجنة. وأهل النار 
النار. 


جم سم يي سا 19#© لاس 


157 


يونس : 20 - 22 ظ تفسير كتاب الله العزيز 





( نما الآياث عنْدَ الله ) [الأنعام: 109] أي : إذا شاء أنزلها. « فَانتظرًوا إني مَعَكُم 
من المُنتتظرينَ » أي فستعلمون بمن ينزل عليه العذاب . 


قوله: « وَإِذًا أَذْنَا الناس رَحْمَة © والرحمة في هذا الموضع العافية. ظ مِن 
بَعْد ضُرَاءَ ا » أي من بعد مرض أو شدة أصابتهم . يعني المشركين . إذا لهم 
مُكر في ءَايتنا» قال الحسن: يعني جحوداً وتكذيباً بآياتنا. وقال مجاهد : ( مكر في 
اتنا ) أي : استهزاء وتكذيب7) 


« قُل اللَهُ أسْرَّح مَكْراً 4 أي: أسرع عذابا. قال الحسن: إن الله إذا أراد أن 
يهلك قوماً كان عذابه إياهم أسرع من لمح البصر. 

قوله : « إِنّ رَسِلَنا يَكُبْبُونَ مَا تَمْكْرُونَ © وهي تقرأ بالتاء والياء. فمن قرأها بالتاء 
فيقول للمشركين: ( إِنْ رُسُلْنَا يَكتبُونَ مَا تَمْكُرُونَ ). ومن قرأها بالياء فهو يقول للنبي 
عليه السلام : (إِنْ رُسُلَنا تبون مَا يَمْكُرُونَ )» يعني المشركين» ويعني الحفظة 
الذين يكتبون أعمال العباد. يعنى ما يمكرون من 35 وتكذيبهم. وفي الآية 
تقديم : إذا لهم مكر في ءانيتنا قل إن رسلنا يكتبون ما تمكرون قل الله أسرع مكراً. 


قوله: « ه هُوَ الذي يُسَيركُمْ في البَر وَالبَر حم إذَا كنم في في الفُلّك 4 أي: في 
الجين, [يقول هذا للمشركين» ثم قال للنبي عليه السلام]!© 8 وَجَرَيْنَ بهم بريح| 

طيْبَةٍ 4 للمسير ظ وَفْرِحُوا بها جَاءَتَهَا ربح عَاصِفٌ » أي شديدة ط وَجَاءَهُم الموج من 
كل مَكَانٍ وَظَنوا أَنْهُمْ أحيط بِهِمْ 4 أي عدار اا اله لدي الذي 
ين أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَْذِهِ 4 أي من هذه الشّدّة « لَنَكُونْنَ مِنَ الشكِرِينَ 4. أي: من 
المؤمنين . 


)1( وقال الوبعيدة في :مجاز القراك» ج 1 صن 276: «مجاز المكر ها هنا مجاز الجحود بها بها والرد لها 
وقال: (كل الله سرح مَكرأً ) أي : : أحذا وعفوبة واستدراجا» . 
(2) زيادة من زء ورقة 139. 


158 


الجزء الثاني يونس: 23 - 24 





« فلما الْجَْهُهُ إِذَا هُمْ يُبْعْونَ في الأزض, بغير الحَقٌ © أي يكفرون2) في 
الأرض ويفسدون فيهاء ويعبدون غير الله.ء وذلك بغي في الأرض. 

ثم قال: « يأيُهَا الناسٌ إنْما بَغْيُكُمْ عَلَىْ أْفْسِكُمْ » يعني بالناس في هذا 
الموضع المشركين. ( إِنمَا بَْيَكُمْ عَلَى أَنْفْسِكُمْ ) يعني أنه يصير عليكم ثوابه. أي 
الارائراب ذلك البغي والكفر. ظِمَتَمُ الحَّاة الدّنيّاع . يقول: وإنما بغيكم وكفركم 

في الدنياء ثم ينقطع فترجعون إلى الله. وهو قوله : ٠‏ ثم إَِيْنا مرجعكم فَِبْتَكُم بمَا 

كُمْ تَعْمَُونَ 4. 

ثم ضرب مثل متاع الحياة الدنيا فقال: 8 إِنْمَا مَعَلّ الحَيّؤة الدنْيَاكَمَاءِ ْلَه مِنَ 
السّمَاءِ فَاختلّط به نْبَاتُ الأزض ». قال بعضهم: فأخرجت الأرض ألوانها من 
النبات . وقال بعضهم : فاختلط ذلك الماء بالنبات الذي أنبت الله بذلك الماء. 8 مما 
يكل الناس وَالأنْعم حَتى ذا أَحَذَّت الازْض رُحْرُقَهَا 4 أي زينتهاء أي من نباتها من 
صفرة وحمرة وخضرة. « واريتت » يعني الزينة من زهرتها « وَطَنٌ أَمْلْهَا أنهم 
قَادِرُونَ عَلَيْهَا 4 أي : أن ذلك الزرع في أيديهم© «أنَيهًا أمْرْنا ليلا أو نَهَاراً فَجَعَلْتهَا 
حَصِيداً 4 أي: قد حصد وذهب أجمع. « كَانَ لَمْ نَغْنَ بالأنس » أي: كأن لم يكن 
ذلك الزرع بالأمس قائما. 

قال: « كَذَلِكَ نمَصّلٌ الأ, بلت» أي ن نبين الآيات « لقوم. يتفُكرُونَ 4 . يقول: 
فالذي أنبت هذا الزرع في الأرض الموات حتى صار زرعا حستناء فاهتز فأخرج 
ازينته . أعلكة برد عه وبيج قادر على أن يحبي الموتى . وهو كقوله : (كماء 
أَنرَلنَاهُ منّ السَمَاء فَاختَلَطٌ به نَبَاتَ الأزض, فَأَصْبَحَ عَشِيما تدرو الرْيَاحح ) [الكهف: 
5 قال: ( كَذْلك ل الآييت ت لقوم. يتفكْرُونَ ) أي: إنما يقبل ذلك ويعقله 
المتفكرون. وهم المومنون. وهو كقوله: ( وما يَعْقلّهَا إلا العَالْمُونَ ) [العنكبوت: 
3 
(1) كذا في المخطوطات, وفي زء ورقة 139: «أي يكفرون ويعملون بالمعاصي». 
(2) كذا في المخطوطات., وفي زورقة 139: «أي قادرون على الانتفاع بما فيها من زرع. 


159 


يونس : 25 - 27 تفسير كتاب الله العزيز 





قوله: « وَاللّهُ يَدْمُو إِلَى دَارِ السَّلْمِ 4 والسلام هو الله وداره الجنة. 

ذكروا أن أبا الدرداء قال قال رسول الله يكل : ما طلعت شمس إلا بعث بجنبتيها 
ملكان يناديان» يسمعان من على الأرض . إلا الثقلين الجن والانس: أيها الناس. 
هلموا إلى ربكم. فإنه ما قل وكفى خير مما كثر وألهى . ولااعابت إل يعن بجبيها 
ملكان يناديان. يسمعان من على الأرض إلا الثقلين: اللهم أعط كل منفق خلفاء وكل 
ممسك تلفاً». وزاد بعضهم: ( وَاللّهُ يَدْمُوا إِلَى دَارٍ السَّلآم ). 

قوله: ط وَيَدْعُو مَنِ يُشَاءُ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم 4 أي: إلى الجنة. 

قوله : ط للذِينَ أَحْسَنوا الحَسْتَى » أي الجنة. ط وَزِيَادَة 4 يعني الحسنة بعشر 
أمثالها إلى سبعمائة ضعف7©) 

قوله: ط وَلآ يَرْهَقُ وجُوهَهُمْ #4 أي : ولا يغشى وجوههم « قَتَر وَل ذلّة © القتر: 
السوادء والذلة: الذل. ط أُولبِكَ أُضْحَبُ الجَنّة 4 أي: أهل الجنة. « هُمْ فيهًا 
خلدُون» أي لا يخرجون منها ولا يموتون. ظ 

قوله : « وَالذينَ كسَبوا السيئات » أي والذين عملوا السيئات. والسيئات ها هنا 
الغوك: ل جَرَاءُ سَيْئَةِ بمثلهًا » أي : جزاء الشرك النار. شيف ( ومن جَاءً 
بالسيئة ) أي الشرك : ( فلا يُجْرَئ إل مِْلَهًا ) [الأنعام : 0] أي : | 


قوله : رَتَْمَفُهُ ذلّةَ » أي : وتغشاهم ذلة. أي : إنهم أذلاء . ل 


الله من عاص » أي : : يعصمهم من عذاب الله ٠‏ < كَأنْمَا أغْسيتْ وُجُومْهُمْ قطعا من 
اليل مُظَلِماً ». قال الحسن: لم يخلق الله شيئا أشد سواداً من الليل . قال: ( كَأَنمًا 


(1) أخرجه أحمد في مسنئده بسنئد صحيح» ال ل وأخرجه 
البغوري في شرح السنة ج 14 ص 247. 

(2) كذا فى المخطوطات الأربع , ولم يرد هذا في زورقة 139 وورد مكانه : «وزيادة : النظر إلى الله 
عر وجل وقد حذقه الشيخ هود عمد ولا شك لأن الإباضية يرون أن رؤية الباري مستحيلة دنيا 
وآخرة . وهذا القول الذي أثبته الشيخ هود هنا هو قول ابن عباس والحسن البصري وآخرين . 
انظر تفسير الطبري ج 15 ص 70. 


150 


الجزء الثاني يونس : 27 - 29 





رقت التر لير هم 


أَعْشِيْتُ وُجُوهُهُمْ قطعاً ' مْنَ آلْلّيْل مُظْلِماً ) قطعة. ثم قطعةء ثم قطعة. الله أعلم كم 
ذلك بعضها فوق بعض. وهو أشد لسواد وجوههم . . «أوليك اناي النار م أي : 
أهل النار ‏ هم فيها خللدون» أي لا يخرجون منها ولا يموتون. 

قوله: « وَيَوْمَ نَحْشْرُهُمْ جَمِيعاً 4 أي نحشر المشركين من قبورهم وما كانوا 
يعبدون من دون الله جميعاً. ظ ثم تقول للِذينَ أشركوا مَكانكم أنتم وَشْرَكَاوكُمْ » 

يعني الأوثان التي عبدها المشركون في الدنيا. قال الحسن: إن الله يحشر الأوثان 
المعبودة في الدنيا بأعيانهاء فتخاصم عَبّادها الذين عبدوها في الدنيا. 

قال: « فَرَيلمًا ينهم 24 أي بالمسألة؛ فسألنا المشركين على حدة. والأوثان 
على حدة. 9 وَثَالَ شْرَكَاوُهُم » يعني الأوثان تقول للمشركين «ا ما كنم إِيَانَ 
تَعْبْدُونَ 4. أي ما كانت عبادتكم إيانا دعاء منا لكم. وإنما كان دعاكم إلى عبادتنا 
الشيطان. وهو كرك ( ويوم حشر / يعني الصابين ومن عبد الملائكة ( وما 
يعون ص دون الله ) يعني الملائكة ( فَيَقَولٌ ) للملائكة ( نتم أَضَلَلتم عبادي 
مْوْلاء 1 هم ضَلوا السبيل ) على الاستفهام. وهو أعلم بذلك. تعالى وتقدّس. 
( قَالُوا ) أي الملائكة ( سبْحَانَكَ ) ينزهون الله عن ذلك ( ما كان يَنبَغِي لَنَا أن نتخذ مِنْ 
دُونكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ ) [الفرقان: 17 - 18] أي : ما كان ينبغي لنا أن نتولاهم على عبادتهم 
إيانا دونك» ولم نفعل ذلك. وبعضهم يقرأها: ( ما كَانَ يَبَغِي لنا أن نُتَحَذَّ من دونك 
من أولياء). يقول: ما كان ينبغي لنا أن يتخذونا أولياء من دونك يعبدوننا. 

قوله : « فكفى بالله شهيدا بيننا وبِينكُم إن كنا » [أي لقد كنا]© « عن 
عِبَادَتَكُمُ لَغَافلِينَ # أي إنا لم نأمركم بذلك . 


(1) قال الفراء في معاني القران ج 1 ص 462: «وقوله : ( فَزَيلنَا بينهم ) ليست من زُلتَ» إنما هي من 
زلت ذا من ذا : إذا فرقت أنت ذا من ذا. وقال: ( فَرَيلْنا) لكثرة الفعل . ولوقل: لقلت: زل ذا 
من ذاء كقولك: مذ ذا من ذا. وقرأ بعضهم : : ( فَرَايْلنا بنْهُمْ )». 

(2) زيادة من زء ورقة 139. دو إِنْ» في قوله؛ ( وإِنْ كنا ) هي مخففّة من الثقيلة. واللام في قوله : 
( لغافلينَ ) هي اللام الفارقة بين أن المخففة وإن النافية. 


1041 


يونس : 30 - 32 تفسير كتاب الله العزيز 





اوس اس عضول وم له دو ممه 4 

قوله: « هنالك تبلوا كل نفس ما أسلفت »*. ذكروا أن مجاهدا قال: هنالك 
تختبر كل نفس ما أسلفتء أي تختبر ثواب ما أسلفت في الدنيا. 

وقال بعضهم عن مجاهد: تيخن, وهي تقرأ على وجه آخر: ( هُنالك تتلو) أي 
تتبع كل نفس ما أسلفت. 

دكروا عن ابن مسعود أنه قال: 7 ُ تحشر الأمم بأوثانها وما كانت تعبد من دون الله . 

قوله : « وردوا إلى الله مَوَليهم الحو © والحق اسم من أسماء الله . وهو كقوله 
يم وهم الله دنهم الح وََعْلمُونَ أن الله هو الح مين . وكقوله : ( ذلك 
بن الله هُوٌ الحَقٌ وَأَنْ ما تدعون من دونه الباطل ) [لقمان: 0]. 

قوله : « وَضل عَنْهُم ف كانوا يَفترونَ » عن عبادتهم الأوثان . 

فاك اللي عه ا : 9 قُلْ من يُرْْفكُم مْنَ السمَاءِ والأْض, 4 وهو على 
الايتنهام « أم من يُمْلِك 0 وَالأَئْصَارَ » أي : أن يذهبهما أو يبقيهما. ومن 
يحرج الحي من المت و ت وَيُخْرجٌ المحت:ه مِنّ الحي » يعني النطفة والحبة . أي : : يحرج 
من النطفة الميتة الخلق الحي. ويخرج من الخلق الحي النطفة الميتة. ويخرج من 
الحبة اليابسة النبات الحي . ويخرج من من النبات الحي الحبة اليابسة. وهذا نفسير 
مجاهد . 

وقال الحسن: يخرج المومن من الكافرء ويخرج الكافر من المومن . 

« ومن يدَبِر الآمْرَ» أي فيما يحيي ويميت» ويقبض ويبسط. وينزل الغيث. 
ويدبّر الأمر في السماوات والأرض . « فسَيقولونَ الله فقل أفلاً تتقون » أي : الله 
وأنتم تقرون بالله عر وجل أنه هو الذي يفعل هذه الأشياء ثم لا تتقونه. وتعبدون هذه 
الأوثان من دون الله , 

« فَذْلِكُم اللَهُ ربكم الح 8 أي الذي تقرون أنه خلقكم ؛ والأوثان هي 
الباطل. أي : الأموات, لا يخلقون شيئأ وهم يخلقون. 

قَمَاذَا بَعْدَ الحَقٌّ » والحق هوالله. يقول: فماذا بعد الحق « إلا الضلن » 

152 


الجزء الثاني ٠‏ يونس : 32 - 35 





أي : إلا هذه الأوثان. وقال بعضهم : الباطل : إبليس . لوو 0 قل ججاة الح 
وما يبُدىءٌ الباطل ) يعني إبليس» يقول : وما يبدىء إلى لقا ( وما يَعَيدٌ يعيد ) [سبأ: 
49 أي : : وما يعيده كما لم سدثه, فكذلك لا يعيده. والله هو المبدىء وهو المعيد. 

قوله: « فَانى تَضْرَقُونَ 4 أي: فكيف تصرف عقولكم فتعبدون غيره» وأنتم 
مقرون أنه خالق هله الأشياء . 

قوله: ماع وو يواج ع الا 

قوله : دن عة من شُرَكَائكُم من يِذ الخلقّ َ يعيذه » وهذا على 
الاستفهام. يعني هل من هذه الأوثان من يخلق ثم يميت ثم يحيي؟ أي إنها لا تقدر 
على ذلك؛ إنما هي أموات غير أحياء. ؛ ثم قال: 

ف قل » يا محمد 9« الله يَأ الحَلقَ ثم 0 عيدُه 4 أي الله يبدأ الخلق في الدنياء 
ثم يعيله يوم القيامة. ١‏ تلن كن > أي" عنه . كقوله : ( يُوفَكُ عَنْهُ مَنْ أَفِكَ ) 
[الذاريات: 9] أي : يصرف عنه من صرف ويصد عنه من مذ وهو واحد. 

قوله: « قل هَلْ مِنْ شرَكَائكُم من يهدِي إِلَى الحَقّ » أي : إلى الدين والهدى, 
كٍِ 00 دقل الله يدي للح من يدي إلى الح أحق أن 
يتبع » وهو اله الذي يهدي ؛ إلى الحق . 

9 .2 قهس, 

وفي تفسير مجاهد: ( لا يَهَدَى إلا أن يَهْدَى ) أي الأوثان؛ الله يهدي منها ومن 
غيرها ما يشاء2 . 

قال: « فْمَالَكُمْ كَنِف نَحْكُمُونَ © أي: إنكم تقرون بأن الله هو الخالق وأنه 
الرازق» ثم تعبدون الأوثان من دونه . 


(1) كذاه فى المخطوطات. وفي تفسير الطبري ج 15 ص 88: والله يهدي منها ومن غيرها من شاء لما 
شاء» . 


13 


يونس : 36 - 39 تفسير كتاب الله العزيز 





تراه بير 


قوله : ل وما يبع أكتَرْهُمْ إلا ظَناً 4 أي يعبدون الأوثان يتقربون بها إلى الله - 
زعموا ‏ لِيُصلح لهم معايشهم في الدنياء وما يعملون ذلك إلا بالظن. « إِنْ لظن لآ 
يني بن لق شي إن ال ليم بم فون ». 

قوله: «وَمًا كَانَ هَذًا القرْءانٌ أن يُفتَرَى مِنْ دُونِ اللّه» يقول: لم يكن أحد 
يستطيع أن يفتريه فيأتي به من قبل نفسه ط وَلْكنْ تصديقٌ الذي بِينَ يَدَيهِ 4 أي: من 
التوراة والإنجيل « وَتَفْصِيل الكتتب» أي من الحلال والحرام والأحكام والوعد 
والوعيد. ظط لآ رَيْبَ فيه 4 أي: لا شك فيه ط من رب العَللَمِينَ» . 

قوله: « أمْ يَقُولُونَ افْتَرِهُ 4 أي: إن محمداً افتعل هذا القرآن؛ على 
الاستفهام . أي : نعم. قد قالوا افتراه. أي : افتعله 

قال الله :ال قل 4 يا محمد « فَأنوا يسُورَة مثله 4 أي مثل هذا القرآن ا واذُوا 

مَن استطعتم من دُونِ اللَّه 4 حتى يشهدوا أنه مثل هذا القرآن© « إن كنتم 
صَْدقِينَ 4 . يقول : الرل سر بسورة مثله ؛ أي : إنكم لستم بصادقين ولا 
تأتون بسورة مثله. ثم قال: 

« بل كَدَبُوا بِمَا لّمْ يُحيطوا بِعِلْمِهِ 4 أي : لم يكن لهم علم بما كذبوا أن اله ل 

يحيى الموتى . ولا يجزي الناس بأعمالهم بعد الموت . « وَلَما يَاتهمْ تَأوِيلُهُ 4 [أي : 
وله 9 تأويله] © أي : الجزاء به أي : ثوابه. يقول: ولو قد أتاهم تأويله لآمنوا به 
حيث لا ينفعهم الإيمان. 


« كذْلك كذبٌ الذينَ مِنْ فبلهم » يعني قوم نوح وعادا وثمود ومن بعدهم. 
( فانظزٌ كيف كان عَنقبّة الظلمِينَ» أي : المشركين. ذكر بعضهم قال: كان عاقبتهم 
أن دمر الله عليهم . أى : أهلكهم بتكذيبهم رسلهم ثم صيرهم إلى النار. 


(1) كذا في المخطوطات: وحتى يشهدوا أنه مثل هذا القران». وفي ز ورقة 139: (وادعوا) يعني 


استعينوا ( من اسْتطعْكُم ) أي : من أطاعكم . 


)2( زيادة من زْء ورفة 139. 


14ظ1 


الجزء الثاني يونس : 40 - 45 





قوله: ط ومنهم مَنْ يوْمِن به ومنهم منْ لا يوْمِنُ به 4 أي: ومن المشركين من 
ا عق#-” مهي مم 7 
يومن بالقران. ومنهم من لا يؤمن به # وربك أعلم بالمفسدين » أي : المشركين . 


قوله: « وَإِنْ كَدَبُوكَ فقل لي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلكُمْ #4 أي : ليس عليكم من 
عملي شي وليس علي من عملكم شيء. « أَنتم بَريئونَ ممًا أَعْمَلُ وَأنا بَرِيءٌ مما 
تعْمَلرْنَ 4. 


0 ف وَمِنَهُم مُن يُسْتمِعُونَ إِليِكَ 4 وإنما صارت يستمعون لانهم جماعة. 
« أفأنتَ 5" تسمع الصمُ »> أي : عن الهدى « وَلَوْ كانُوا لآ يَْقلُونَ 4 أي : لا تسمعهم 
أنت». وهذا سمع قبول. كقوله: ( إِنكَ لا تهْدي من أَخَيْبْت ) [القصص: 56]. 

قوله : « وَمِنْهُم من يَنظرٌ إِلَيِكَ # وهذا على الواحدء لا على الجماعة. [أي : 
ومنهم من يقبل عليك بالنظر]" ط أفْأنت تَهْدِي العُمَىَ 4 [يعني عمى القلب]0 
ٍُ وَلّو كانوا لا يبِصِرُونَ © هي مثل الأولى. واستماعهم ونظرهم كقوله : (وَتَريهُم 
ينظرُونَ إِلَيِكَ وَهُمْ لا يبصِرُونْ ) [الأعراف : 8] أي : الهدى. وكقوله: ( وَمَكلُ الذينَ 
كفروا كمْثلٍ الذي ينعن بمَا لآ يَسْمَعُ إلا دُعَاً وندَاءً ). [البقرة: 171] أي : مثل الغنم 
إذا صاح بها الراعي فسمعت فرفعت رءوسهاء ثم وضعت رؤوسها لا تدري لم صاح 
بها. فكذلك هم لا يسمعون بقلوبهم إلا ما سمعت اذانهم : أي : لا يقبلونه . 

قوله : < إِنْ اللّهَ لآ يَظْلِمُ الئاس شَيْئاً وَلَكنّ الئاس أَنْفْسَهُمْ يَظْلِمُونَ #. أي 
يضرون. وقال الحسن: ينقصون. أي : بمعصيتهم . 

قوله : « وَيَوْمَ نَحْشْرُهُمْ كان لَمْ يَْبنُوا 4 أي ا 
أي : في طول ما هم لابثون في النار. 


قوله: « يِتَعَارَفُونَ بِْنَهُمْ # ذكروا أن رسول الله يلِ قال: ثلاثة مواطن لا يعرف 
(1) زيادة من زء ورفة 139. 


105 


يونس : 45 - 48 تفسير كتاب الله العزيز 





لا يجوز©. وقال في آية أخرى: ( ولا يَسَأل حَمِيم حَمِيما ) [المعارج: 10]. وهي 
مواطن ؛ فمنها ما يتعارفون فيهاء ومنها ما لا يتعارفون فيها. وهذا قول الحسن . 

قوله: « قد حَسِرٌ الذينَ كَذّبُوا بلمَاءِ اللّه # أي : الذين كذبوا بالبعث. خسروا 
أنفسهم أن يغنموها فصاروا في النار. 8 وما كانوا مهتدينَ » أي : لو كانوا مهتدين ما 
خسروا أنفسهم . 

قوله : « وَإِما رِينكَ بَعْض الذي نعدّهم » من العذاب» 56 عذاب الدنيا 
و مجو و ا 

« ولكلٌ 1 رَسُولٌ فَإِذّا جَاءَ رَسُولْهُمْ قْضِيَ بَيْنَهُمْ بالقسط » أي: بالعدل 
١‏ وَهُمْ لا يُظلَمُونَ # في تفسير الحسن : إذا بعث بعث رسولهم فكذبوه. فدعا عليهم. 
فاستجيب له أهلكهم الله©. وإنما يدعو عليهم إذا فد بالدعاء . 


ذكروا أن مجاهداً قال: فإذا جاء رسولهم يوم القيامة؛ وهو كقوله: ( وجي 
انين ) [الزمر: 69]. 

قوله : « وَيَقُولُونَ مَتَىْ هَذًا الوَعُدُ إِنْ كُنْثُمْ صَدِقِينَ4 يقوله المشركون لما كان 
يعدهم به النبي عليه السلام من عذاب الله إن لم يؤمنوا؛ فكانوا يستعجلونه بالعذاب 
استهزاءً وتكذيباً. أي : إنه لا يأتيهم العذاب» ويقولون: متى هذا الوعد. و( إِيتنا 


(1) حديث صحيح أخرجه أبو داود في كتاب السئة» باب في ذكر الميزان. (رقم 5 عن الس 
عن عائشة. وأخرجه أحمد في مسنده. وأخرجه يحيى بن سلام من طريق الحسن عن عائشة 
أنها سألت رسول الله يآ قالت: يا رسول الله. هل يذكر الرجل يوم القيامة حميمه فقال: ثلاثة 
مواطن لا يذكر فيها أحد حميمه. . الحديث . ريحي في تفسير قوله تعالى : ( وضع 
الموازين القسط يوم القيامة ) [الأنبياء : 7 

(2) في المخطوطات الأر, بع : «فأهلكهم الله». والاصح حذف الفاء ليستقيم الكلام . 


116 


الجزء الثاني يونس : 49 - 51 


بعَذَّابٍ الله إِنْ كنت مِنَ الصَادِقِينَ ) [العنكبوت: 29]. 

الراك السيي ‏ ملو ا الجادم : ( كل إني عَلَْ بَيَْةِ من ربي ) أي : النبوة 
( وَكديكم به( أي : بالقرآن ( ما عندي ما تَسْبَعْجِلُونَ به) أي: من عذاب الله ( إِنٍ 
الحُكُمْ إل لله ) أي : إن القضاءً إلا لله ) أي : إنما ذلك إلى الله ( يقص الح وَهُوَ 
خير الفاصلينَ ) [الأنعام: 57] أي القاضين. 

قوله : (ثل لا أنِك َي شرا وا م4 يخبرهم أن الذي يستعجلون به 
من العذاب ليس في يده. إلا مَا شَاءً اللَهُ لكل أَمةٍ أَجَلَ إِذَا جاء َجَلْهُمْ قلا 
يَسْتَأَخْرُونَ سَاعَة # عن عذاب الله إذا نزل بهم « ولا يَسْتَقَدمُونَ © العذاب,. أي : 
فيعذبون قبل أن يأتيها رسولها بكتابها من عند الله بعذابها. وهو كقوله: ( وَمَا أَمَْكْنَ 
من قريَةٍ إلا وَلْهَا كتابٌ مُعْلُوم » [الحجر: 4] أي: يأتيها به رسولهاء ووقت ذلك 
الكتاب أن يكذبوا رسولهم فيدعو عليهم بأمر الله فيهلكهم الله . 

قوله : « قُلَ أَرَايثُم إِنْ أتسكُم عَذَابهُ ياتا 4 أي : بلا < أز نهار مادا يَتَمْجلُ 

مِنهُ المُجُرِمُونَ © أي : المشركون . 

أن إذا مَا وَقَْ مَنتم به 4 وهو على الاستفهام. يقول: ماذا يستعجلون به 
من عذاب الله. فإنه سينزل بهم فيؤمئون بهء إذا نزل بهم العذاب فلا ينفعهم الإيمان 
ولا يقبل منهم عند نزول العذاب ويصيرون إلى النار"» ويقال لهم : إذا امنوا عند 
نزول العذاب: « عَالْتَنَ © أي : الآن تؤمنون به « وَقَدْ كنتم به تَسْتَعْجِلُونَ 4 يعني 
بالعذاب. يقول: قد نزل بكم ما كنتم تستعجلون به من عذاب الله فآمنتم حين لا 
ينفعكم الإيمان. وقد قال لفرعون: ( عَالْنَ وقد عَصَيْتَ قبل وكنتٌ من المُفْسدينَ ) 
[يونس: 91] أي : لا ينفعك الإيمان عند نزول العذاب . 

وكقوله: ( فَلَمّا رَأُوا بأْسَنَا) أي : عذابنا إذا نزل بهم ( قَالُوا آمَنَا باللّه وَحَدَهُ 


(1) كذا وردت هذه العبارة بما فيها من تكرار ممل لبعض كلماتهاء وهي واضحة المعنى بأقل من 


هذا. 


107 


يونس : 52 - 57 تفسير كتاب الله العزيز 





وكمرَْا بمَا كنا به مُشْرِكينَ. قَلَمُ يك يه ينْمْعْهُمْ إِيمَانَهُمْ لَمَا رَأَوا بَأْسَنَا ) أي : عذابنا 
( سنْتَ الله التي قَدْ حَلَتَ في عبَادهِ ) ) أي : إن القوم إذا كذّبوا رسولهم أهلكهم الله. 
وإن هم. إذا جاءهم العذاب» أآمنوا لم يقبّل منهم . 

قال: طتُمّ قِيلَ للذينَ طَلَمُواه أي: أشركوا طِدُوقوا عَذَابَ الخدم أي : 
النار. وعذابها خالد دائم لا انقطاع له أي : ذوقوه بعد عذاب الدنيا. « هَل تجرون 
القرآن « قُلْ إي وَرَبيَ إنه لَحَقٌ ومَا نتم بمُعْجِزِينَ #4 أي : ما أنتم بالذين تعجزوننا 
ىف فتسبقوننا فلا نقدر عليكم . 

قوله : « وَلْوأنَ لكل نفس ظَلَمَتَ » أي : أشركت فظلمت بذلك نفسها « ما 
في الأزض لافتدت به » أي : لو أن لها ما في الأرض من ذهب أو فضة لافتتدت به 
يوم القيامة من عذاب الله ف وأسَُو 0 0 : أسروا 00 
يُظَلَمُونَ ». 

قوله : < أل إن لله مَا في السّمَوتٍ وَالأْض ألا إِنْ وعد الله حَىٌّ » أي : إن 
الذي وعدكم في الدنيا حق . إنه سيجزيكم به في الآخرة على ما قال في الدنيا من 
الوعد والوعيد؛ أي من الوعد بالجنة والوعيد بالنار. « وَلكنٌ أَكتْرَهُمْ لا يَعْلمُونَ » 
وهم المشركون وهم أكثر الناس . 

قوله : « هويحيي » أي: يخلق 8« وَيميت » أي: ويميت من خلق 8« وَإِلَيه 
ترجَعون » أي : بالبعث . 


قوله : لِيَأيّهًا الئاس قَدْ جَاءَنكُم مُوْعِظَةٌ مُن رَبُكُمْ » يعني القرآن « وَشِفَاءٌ لما 


(1) زيادة من زء» ورقة 140. 


108 


الجزء الثاني يونس: 57 - 61 


في الصَدُور » أي : يذهب ما فيها من الكفر والنفاق. « وَهُدىٌ » أي : يهتدون به إلى 
الجنة « وَرَحَمَة للْمُؤْمِنِينَ © وأما الكافرون فإنه عليهم عذاب. 

قل بفضل الله وَبِرَحْمْته» ذكر بعضهم قال: فضل الله الإإسلام . ورحمته 
القران. 

قوله : « فَبِذَلِك فَلَيْمْرَحُوا # إن كانوا فرحين. قال الحسن: فبذلك فليفرحوا. 
المؤمنين . ( هو خير مما يَجَمَعُونَ ) أي : ممأ يجمع الكفار. 

قوله : «قل أرايلتم ما أَنْزّلَ الله لَكم مِنْ ررق فجعلتم منة حَرَاماً وَحَلالاً 4 يعني 
مشركي العرب. وإنما أرزاق العباد من المطر؛ به ينبت زرعهم. وتعيش ماشيتهم 
( فَجَعَلْتَم مُنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً ) أي : ما حرموا من الأنعام من البحيرة والسائبة والوصيلة 
والحام. وما حرموا من زروعهم؛ وهو قوله: ( وَجَعَلوا لله مما ذَرَاْ مِنَ الحرث 
وَالانَْام نَصِيباً فَقَالُوا: هَذًا لله بِرَعْمِهِمْ وَهَنذًا لِشْرَكَائنَا ) [الأنعام : 136] أي : لأوثلننا 
التى كانوا يعبدونها من دون الله . 

قال: الله لمحمد عليه السلام : ظفل عَاللّهُ أذنَ لَكمُ» يعني أمركم بما صنعتم 
من ذلك « أُمْ عَلَى الله تَفترُونَ © وهو على الاستفهام. أي: إنه لم يفعل ذلك. 

ثم أوعدهم على ذلك فقال: « وما ظَنُّ الذينَ يَفْتَرُونَ عَلَىْ الله الكذبٌ يوم 
القييمة6 وهو على الاستفهام. يقول: ظنهم أن الله سيعذبهم. وظنهم ذلك في 
الآخرة يقين منهم . وقد كانوا في الدنيا لاا يقرون بالبعث. فلما صاروا إلى الله علموا 

ثم قال: ه إِنْ الله لَذْو فَضْل عَلَى الناس » أي : بما أنعم عليهم وبما أرسل 
إليهم الرسل « وَلكنٌ أَكئرَهُمْ لا يَشْكَرُونَ 4 أي: لا يؤمنون. 

قوله: ظ وما تَكُونُ في شَأْنِ » يعني النبي عليه السلامء أي: في شأن من 
حوائجك في الدنيا 8« وْمَا تتلوا منهُ مِنّ قرآنٍ » يعني النبي عليه السلام « ولا 


109 


يونس: 61 - 64 تفسير كتاب الله العزيز 





تَْمَلُونَ 4 يعني العامة « مِنْ عَمَلٍ إلا كنا عَلكُمْ شهُوداً 4 أي : بذلك « إِذْ تفيضونَ 
٠‏ يه 4 أي: في ذلك العمل أجمع لوا يبن وك 4 أي : وما بضل عن ربك. 
وبعضهم يقول : وما يغيب عن ربك « من مُثقال ذَرَةٍ » أي: وزن ذرة2© 8« في 
الأزض َل ني السّمَاءِ » أي : دعن ا بعلم زلا عله ترفهة لز زلا اس و2 ديك 
ا بر اي كتاب مين 4 أي بن عند !فك يحذر الله العباد ويخبرهم أنه شاهد 
لأعمالهم. 0 
قوله : ظ آلا إِنْ أَوْلِيَاء اللّه لآ حَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَل هُمْ يَحْرَنُونَ 4 أي : في الآخرة. 
ألذينَ امنوا وكانُوا يتقُونَ لَهُمْ البُشْرَى في الحَيّاة الدّنيَا 4. 

ذكروا عن عمرو بن دينار قال: قدم علينا فقيه من أهل مصر فسألته عن هذه 
الآية فقال: سألت عنها أبا الدرداء فقال: سألت عنها رسول الله يكل فقال: هي الرؤيا 
الحسنة يراها المؤمن أو ترى له © , . 

قال: « دفي اردع يحي الج 

ونفسير التي : ييشرهم الله في القرآن بالجنةء كقوله : ( وبشر الذينَ آمَنوا 
َعَملُو الصّالحَات ت أن لَهُمْ جنات نَجرِي مِنْ تَحْتها الأنْهارٌ) [البقرة : 25]. وقال: ‏ 
( وَبْشْرِ الذينَ آمنو أن لَهُمْ قَدَم صِدْقٍ عِندَ رَبُهم ) [يونس : 2] وقال : ( وبَشْر المُؤْمنينَ 
أن لَهُم مْنَ الله فلا بير) [الاحزاب: 4] أي الجنة. قال: «لآ تَبْدِيلَ لكَلمت 


ظ الله ذلك هو الفُورٌ العظيم » أي الجنة ؛ على الكلام الأول. على قوله : (لَهُم البشرّى 
في الحياة الدنيا وني الآخرة). 


() قل أبوعبيدة في مجاز القرآذ ج 1 ص 278: ( وْمَا يَعَرْبٌ عن رَبك ) أي : : ما يغيب عنه. ويقال: 
ابن عرب فنللد حت ( مثقال ذرَةِ) أي : زنة نملة صغيرة» ويقال: خل هذا فإنه أخف منقالا 
أي : وزنا»: 

(2) أخرجه له وأخرجه أبن جرير الطبري من عدة طرق عن أبى الدرداء وعن عبادة الصامت فى 
تفسيره ج 15 ص 125 - 140 وفي ز ورقة 140 جاء الحديث بالسند التالي : ويحيى عن أمية عن 
يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة أن عبادة بن الصامت سأل نبي الله يك عن هذه الآية فقال: 

هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له . 


200 


الجزء الثاني يونس: 65 - 69 





وقال بعضهم : فازوا من الجنة إلى النار. وقال الحسن: الفوز العظيم : النجا 
الغظيمة من النار. قال الله من شوح حن اثار ديل البث قد قاز) زآل عمران: 
5]. 

قوله: « وَل يُحْرْنْكَ قَولْهُمْ 4 يقوله للنبي عليه السلام» لقول المشركين له: 
إنك مجنون وإنك شاعرء وإنك ساحرء وإنك كاذب . « إِنَّ العرّة لله جميعاً © أي : 
فسينصرك عليهم ويذلهم لك. « هوَالسميع العَلِيمم © أي: لا أسمع منه ولا أعلم 
هيه . 

قوله: « ألا إِنْ لله مَنْ في السَمَوْت وَمَنْ في الأزض 4 أي: جميع من في 
السماوات ومن في الأرض وأصنامهم التي يعبدونها من دون الله وأنفسهم [يفعل فيهم 
وبهم ما يشاء]7) قوله : ه وما يتبع الذينَ دعن مِنْ دون الله ه شْرَكَا 4 يقول: إن 
الذين يعبدون من دون الله 0 بشركاء لله . # إن يعون إلا الظنّ #4 يقول: ما 
يعبدون أوثانهم ويقولون إنها تقربهم إلى الله زلفى. وما يقولون ذلك بعلم. إن هو 
منهم إلا ظن. 9وَإِنْ هُمُ إل يَحْرُصُونَ © أي : إلا يكذبون. 

قوله : : ف« هُوْ الذي جَعَلَ لَكمْ الل كوا فيه 4 يعني لتستقروا فيه من النصب 
« وَالنْهارَ مُبْصِراً > أي : منيراً لتبتغوا فيه معايشكم « إن في ذَلِكَ لآيتٍ لَمَوْم 
يسمَعُونَ 4# وهم ل ا ل 

قوله : « وَقَالُوا اتَحَلّ الله وَلّدا 4 يعني مشركي العرب. وذلك أنهم قالوا: إن 
الملائكة بنات الله (إسبخلنة» ينزه نفسه عن ذلك طِهْر العنِي» أي : عن الولد «له 
ما في السَّمَاوَات وْمَا في الازض ». ثم قال: ١‏ إِنْ عندَكم مُنْ سُلْطَانٍ بهذا 4 أي : 
ما عندكم من حجة بهذا الذي قلتم « أَنَقَولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لآ تَعْلَمُونَ 4 أي : نعم قد 
قلتم على الله ما لا تعلمون. 

قوله: « قُلْ إِنَ الذينَ يَفترُونَ عَلَى الله الكذبَ لآ يُفْلِحُونَ 4 ثم انقطع 
الكلام . 


(1) زيادة من زء ورقة 140. 


يونس : 70 - 72 تفسير كتاب الله العزيز 





هِمَتلمٌ في الدّنيًا 4 يقول: وإنما الدنيا وما هم فيه متاع قليل ينقطع . متاع 
يستمتعون به ثم يذهب إذا فارقوا الدنيا دم إِلينا مرجعهم ثم نليقهُم العَذْاتَ 
الشديدَ » أي : عذاب جهنم « بم كانوا يَكْفْرُونَ ». 
قوله : ظط واثل عَلَيْهِمْ َب نوح » أي : خبر نوح « إِذ قَالَ لَِوْمِهِ يَنَقَوْم إِنْ كان 
كبْرَ عَليْكُمْ 4 أي: عظم عليكم ط مُقَابِي 4 أي: بالدعاء إلى الله عر وجل 
د وَتَذّكيري بئايت الله فَعَلى الله تَوكَلْتَ فَأَجْمعُوا أمْركم وشْرَكَاءَكُمْ 4 [أي : وأجمعوا 
شركاءكم]7 . 
وقال بعضهم: وليجمع أوثانكم أيضاً أمرهم©. قال الحسن ومجاهد: ما في 
أنفسكم وكيدكم. والعامة على الوجه الأول: فأجمعوا أمركم وشركاءةكم. أي : 
واجمعوا شركاءكم . 
بيه مركم عَلَيْكُمْ عْمّة » أي : في ستر وشبهة. أي: ليكن ذلك 
علانية . 
ال: ِنَم آقصُراء إن أي: اجهدرا علي جهذكم «ََاظِررذ أي : 
طرفة عين. أي : إنكم لا تقدرون على ذلك. وذلك حين قالوا: ( لَيْنْ لَمْ تنه يَا نوج 
َتَكُونَنَ مِنَّ المَرْجُومِينَ ) [الشعراء: 116]. وهو كقوله: ( فَكَذّبُوا عَبْدَنَا وََالُوا مَجَنونْ 
وَارْدْجِرٌ ) [القمر: 9] أي : ويهدد بالقتل. 
( قن نيتم 4 أي : بكفركم « ما سألدكم ” من أَجْرِ إن أَجْريٍ إلا عَلَى 
اللّه» . أي : إن ثُوابي إلا على الله وَامْرتُ أن أكُونَ من المُسْلِمِينَ» يقول: فما 
سألتكم على ما أدعوكم إليه من هذا الدين أجراً فيحملكم ذلك على ترك ما أدعوكم 
(2) هذا على قراءة من قرأ: (وأجمعوا أمركم وشركاؤكم) وهي قراءة الحسن التي قال عنها الفرّاء في 
معاني القرآن ج 1 ص 4733: «وإنما الشركاء ها هنا الهتهم. كأنه أراد: آجمعوا أمركم أنتم 
وشركاؤٌكم ولست أشتهيه لخلافه للكتاب, ولأن المعنى فيه ضعيف لأن الآلهة لا تعمل ولا 
تجمع». وانظر ابن جني,. المحتسب. ج 1 ص 314. 


202 


الجزء الثاني يونس : 73 - 78 





إليه. وقد قال الله لمحمد عليه السلام: ( أَمْ تَسَألّهُمْ أجراً فَهُم من مُغْرَم مُتْقَلُوْنَ ) 
[القلم : 46] أي: فقد أثقلهم الغرم. فإنما يحملهم على ترك الهدى الأجرٌ الذي 
تسألهم. أي: إنك لا تسألهم ذلك. 

قوله: « فكذْبُوه فنجيئة وَمَن مُعَهُ في الفلك » أي : في السفينة. وكان مع نوح 
لِوَجَعَلِتَهُم خلئفٌ » أي: بعد الهالكين يخلفون في الأرض بعدهم. « وَأعْرَقُنا 
الذينَ كذَبوا بثايتنا فانظر كيف كان عَقبَة المَندَرِينَ 4 أي: الذين أنذرهم نوح كان 
عاقبتهم أن عذبهم الله ثم صَيرَهم إلى النار. 

قال: ط ثم بَعَثْنا من بَعْدِهِ 4 أي: من بعد نوح « رسلا إلى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ 
بالبينت» أي : من عند الله « فا كانوا لِيُؤْمنوا بِمَا كُذْبُوا به مِنْ قَبْلُ » أي : من قبل 
أن يأتيهم العذاب. « كَذَّلِكَ نَطْبَعٌ عَلَى قَلُوبٍ الْمُعْنَدِينَ 4 أي : المشركين بشركهم . 

5 . ع 0 6 #ام و اعم # ان 7 اهدعوم دده 0 

قوله: «ثم بعثنا من بعدهم موسى وهمرون إلى فرعون وملإيه» يعني : قومه 
« بئايتنا » أي : التسع الآيات: يذه وعصاه والطوفان والجراد والقمل والضفادع 
والدم. قال تعالى : ( وَلَمَدُ أَحَذْنَا آل فْرْعَوْنَ بِالسَنِينَ وَتقص مُنَ الثمرّات ) [الأعراف : 

5 > اقلم 9 أ ته # مُه - 
0.. قال: ط فاستكبّروا » أي: عن إجابة الرسل ظ وكانوا قوما مجرمِينَ © أي : 

قوله : « فَلَمّا جَاءَهُمْ الحَقٌ منْ عندنا 4 [يعني اليد والعصا]0© « قالوا إن 
هنذا شر بين . 

١‏ تال مُوسَئ افون للحن ما جَدهُمْ بحر هنا 4 قال الله: « وَلا ملع 
السلحرون». 

قوله: طش قالوا أجتتنا لتلفتنا © أي : لتأفكناء أي : لتصدنا ولتحولنا « عَمَا وَجَدنا 
عَليّه اباءَنا 4» أي : إنا وجدناهم عبدة أوثان. فنحن على دينهم , وأنت تريد أن تحولنا 
(1) زيادة من زء ورقة 147. 


203 


يونس: 78 - 83 7 تفسير كتاب الله العزيز 


عن ذلك « وَبَكونَ كما ا قف في الأزض. » أي: وتريد أن يكون لك ولهارون 
الملك والطاعة 8 ومَا نحن كما بمُؤْمِنِينَ » أي : بمصدقين . 

« وَفَالَ فِرْعَوْنُ آثتوني بِكلُ سجر عَلِيم » أي: عليم بالسحر. 

١‏ فَلَما جَاءَ السّحَرَةَ 4 أي: للميعاد الذي اتعدوا له هم وموسى 9 قَالَ لَهُم 
مُوسَئ أَلْقُوا مَا أَنْتُم مُلْقُوْنَ # وذلك أنهم قالوا لموسى ( إِما أن تُلْقيّ وَإِمَا أن نُكُونَ 
نحن المُلْقينَ ) [الأعراف: 115] قال لهم موسى : ( ألْقوا مَا أنتم مُلْقَونَ ) « فَلْمًا 
لقا 4 يعني حيّاتهم وعصيّهم 4 قَالَ 4 لهم ط مُوسَئ » مَا جنم بهِ السْرٌ 04 ليس 
بشيء « إِنْ الله سَيْبْطلَهُ #4 أي: حتى لا يكون شيئاً « إن اللّهَ لآ يُصْلِحٌ عَمَلَ 
المُفسدينَ » أي : السحرة والمشركين . 

« رَيْحُ الله الحَقّ 4 أي, : الذي جاء به موسى « بِكَلِمَتِ 4 أي : بوعده الذي 
وعد موسى بقوله : با ملو يا 8] أي : إنك أنت الظاهر 
الظافر. « وَلْوْ كرة المُجُرمُونَ # أي: المشركون. أي: إن فرعون وقومه كانوا 
يكرهون الحق» وأن يظهر عليهم موسى وهارون فيظهر دينهماء ويغرق ال فرعون وهم 
ينظرون . 

قوله : 7 عَامنْ لموسىٍ إل ري 09 قومه» ذكروا عن ابن عباس قال: 

الذرية: القليل. ذكروا أن مجاهدا قال: أولاد الذين أرسل إليهم موسى من طول الدهر 
ومات اباؤهم . 

قوله : طِعَلَى حَوْفٍ مُنْ فرْعَوْنَ وَمَليهِمْ أن 4 لي . أن يقتلهم فرعون, 

وكانوا سبعين أهل بيت من قوم فرعون وإخوانهم© بنو إسرائيل . 


(1) جاء في مجاز أبي عبيدة ج 1 ص 280: «مجاز (ما) ها هنا: الذي . ويزيد فيه قوم ألف الاستفهام 
كقولك : السحُر». انظر تفصيل ذلك وبيان وجوه قراءة الكلمة عند الفراء في معاني القران ج 1 
ص 475. 

(2) كذا في دوج: «إخوانهم» وفي قف وع «من أخوالهم بني إسرائيل١‏ . 


204 


الجزء الثاني يونس: 83 - 87 


8 - و ال 0ل # 001 5 َه 

قوله: # وإن فرعون لعال, في الارض # أي : لباغ في الأرض.» يبغي عليهم 
ويتعدى . « وإنه لمن المسرفينَ 4 أي : لمن المشر كي 

قوله: ط وَقَالَ مُوسَى يفوم إِنْ كنتمٌ ءَامْنتم بالله 4 وقد علم أنهم قد آمنوا 
وصدقوا. ولكنه كلام من كلام العرب . تقول : إن كنت كذا فاصنع كذاى وهويعلم أنه 
كذلك». ولكنه يريد أن يعمل بما قال له . 

' > ته 2 ه #4هم م 5 ١‏ : 

قال: ظ فعليه توكلوا إن كنتم مؤْمِنِينَ # أي : إن كنتم مؤمنين فامضوا على ما 
يأمركم به الله . 

« فَقَانُوا عَلَى الله توكلا رَينَا لآ تَجِعَلْنا فتن لَلْقَوْم الظلمينَ». 

ذكروا أن مجاهداً قال: قالوا: لا تعذبنا بأيدي قوم فرعون, ولا بعذاب من 
عندك. فيقول فرعون وقومه: لو كان هؤلاء على حق ما عذَّبوا وما سُلْطنا عليهم 
[فيفتتنوا بنا]01 8« ونجنا بِرَحْمَتِك مِنّ القوم الكلفرين» أي: من فرعون وقومه. 

قوله : « وَأوْحَينا إلى مُوسَئ وأخيه أنْ وا لِقوْمِكُمَا مض بيو واجعلوا بوتكم 

قال مجاهد: حين خاف موسى ومن معه من فرعون أن يصلوا في مساجد 
ظاهرة© أمروا أن يجعلوا في بيوتهم مساجد مستقبلة الكعبة يصلون فيها سرأً. وقال 
الحسن : كانت قبلة النبيين كلهم الكعبة؛ قال بعضهم إلا ما صلى النبي عليه السلام 
إلى بيت المقدس. ثم صرف إلى الكعية. 

وقال الحسن: ( وَاجَعَلوا بيوتكم قبل ) أي : حين دخل موسى وبنو إسرائيل 


(1) زيادة من زء ورقة 141. وفي تفسير مجاهد ص 296 وفي تفسير الطبري ج 5 ص (17/0. 
(2) كذا في المخطوطات: «في مساجد ظاهرة» وفي زء ورقة 142: «أن يصلوا في الكنائس 
الجامعة». وبهذا اللفظ الأخير جاءت العبارة في تفسيري مجاهد والطبري. 


205 


يونس : 87 - 90 تفسير كتاب الله العزيز 


القبلة . كقوله : ( في بِيُوتِ أَذنَ اللهُ أن ترقع وَيُذْكَرَ فيهًا اسْمّهُ ) [النور: 36] يعني 
المساجد. 

قال: « وأقِيمُوا الصّلّوة وَبَشر المُوْمِنِينَ 4 أي : بالجنة. 

2 ال 7ر0١‏ 8 8 م > ت” و م ” ب؟*ع 2 1 

قوله: «وَقَالَ مُوسَى رَبِنَا إنك اتيت فرعون وملاه زيئة» أي: زينة الدنيا 
«وأمولاً في الحيّوة الدنيًا ينا ليَضِلُوا عَنْ سَبِيلكَ © وهذا دعاء» أي : يا ربنا فأضلهم 
عن سبيلك. وهذا حين جاء وقفت عذابهم وأمرهم بالدعاء عليهم . « ربنا » أي : : يأ 
ربنا اطمس عَلَىْ أُمْوَالِهِم 4 فمسخت دنانيرهم ودراهمهم وزروعهم حجارة. ذكر لنا 
أن زروعهم تحولت حجارة . « وَاشْدَدٌ على قلوبهم 4 أي : بالضلالة التي كانت منهم 
« فلا يُوْسنوا 4 أي: فجيل7) بينهم وبين أن يؤمنوا بفعلهم في تفسير الحسن. وقد 
فعل. « حتى يَرَوا العَذاب الألِيمم 4 أي: الموجع . 

و« قَالَ » مجيباً لهما: ١‏ قَدُ أجيبّت دُعْوْتَكُمًا فَاسْتَقيمَا 4 على أمري وديني 
« ولا تتبعَانَ سَبِيلَ 4 أي: طريق ط الذينَ لا يَعْلَمُونَ 4 يعني المشركين. 

قوله : ووَجَنوَزْنا بي إِسرَائِيل البَحرٌ » وهذا حين خرجوا من مصر. قال الله 
ري : ( فَاسْر بعادي ليلا نكم متبَعُونَ ) [الدخان : 3] « فَأنَبَعَهُم فرَعَونُ وجنودة 
خا وَعَدُوا # والعدو هو العدوان. وهي تقرأ على وحه آخر : وعَدُوا © من التعذي . 


وكان جبريل يومئذٍ على فرس قائداً لموسى وأصحابه. وأوحى الله لموسى أن 
يضرب بعصاه البحر ففعل . ( فَاْفَآنَ فَكَانَ كل فرْقٍ كَالطَوْدِ العظيم ) [الشعراء: 63] 
وصار لهم اثني عشر طريقاء لكل سبط طريق. واجتمع الماء وصار كالجبلين على 
تلك الطرق. وكان بنو إسرائيل يومئذ ستماثة ألف مقاتل سوى الحشم .. وكان مقدمة 


(1) كذا في زورقة 142: وفحيل بينهم». وفي ع: «فيحل» (كذاء وفي ق: «فحل» وفي د كذلك: 
فحل». ولعل ما جاء في ق ود هو الصواب : فح حتى يكون تابعاً للدعاء قبله. ثم تأتي عبارة : 
«وقد فعل» إخبار بما تم بعد ذلك . 

(2) العَدُوء والعذو. والعدُوان. كلها مصادر للفعل عدا. انظر اللسان: (عدو). 


206 


الجزء الثاني يونس : 90 - 93 


فرعون على ألف ألف حصان ومائتي ألف حصان. وكان جميع جنوده أربعين ألف 
ألف . حتى إذا خرخ آخر أصحاب موسى ودخل فرعون وأصحابه أوحى الله عزْ وجل 
إلى البحر أن يلتئم عليهم ففعل. 

قال الله عرٍّ وجلّ: ِحَتّى إِذَا أَدْرَكَهُ الغَرَقُ قَالَ ءَامَنْتٌ أَنْهُ لآ إِلنهَ إلا الذي ءَامَنتَ 
به بَُوا إسرَائِيلَ وأنَا مِنَ المُسْلِمِينَ 4. 

يقول الله عرّ وجل : «الآنّ وَقَدْ عَصَيْتَ قبل وكنتٌ من المُْسِدِينَ#. أي إنه آمن 
في حين لا يقبل الله منه الإيمان. وقد مضت سنة الله في الذين خلوا من قبل أن لا 
يقبل الله الإيمان عند نزول العذاب . 

قال: « فَالَيَومَ نيك بِبَدَنكَ » أي : تدك ... مجه البحرء أي : قذفه البحر 
عرياناً على شاطىء البحر. قال: « لتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آي 4 أي: لمن بعدك آية 
فيعلمون أنك وك اموا الله وغرقك. فراه العالمون. 

قوله : « وإن كثيراً م مُنّ الثناس عن ءَايتنَا لَعْافَلُونَ 4 يعني المشركين. أي لا 
يتفكرون فيها ولا ينظرون. 

قوله : « وَلَقَدُ بَوأنا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبوَاً صِدْق » أي : أنزلنا بني إسرائيل منزل 
صدق. أي: مصرء في تفسير الحسن» بعدما أهلك الله فرعون وقومه. 

لوَرَرْفَتَهُمْ من الطيبّت4 قال تعالى : رك تركوا مِنْ جَنْتٍ وَعيونٍ وزُدوع 
وَمَقَامٍ كريمٍ ( أي : ومنزل حسن في الدنيا ( ونعمة كانوا فيها فاكهينَ ) [الدخان : 
6 - 27] أي مسرورين. وقال بعضهم : معجَبِينَ وهو واحد. قال : (كذلكَ وَأَورَبنَاما 
بنى إِسْرَائيل ) [الشعراء: 59ع]2) أي هكذا أورثناها بني إسرائيل . 


(1) كذا في المخطوطات الأربع: (كذلك وأورثناها بني إسرائيل ) [الشعراء: 59] أما فى سورة 
الدخان فجاءت الآية: 28 هكذا: : ( كذلك وَأورئْنَامًا قومأ آخرينَ ) ولعل الآيتان المتشابهتان 


اختلطتا على المؤلف أو على بعض النساخ. الهم إلا أن يكون المؤلف عَمَدَ إلى الآية التي نص 
فيها نصاً صريحاً ببني إسرائيل . 


207 


يونس : 93 - 98 تفسير كتاب الله العزيز 





قوله: 8 فَمَا اختلفوا حتىئ جَاءَهُمْ العلم » مثل قوله: ( ولا تكونوا كالذِينَ 
تفرقوا وَاخبَلّفُوا من بَعْد مَا جَاءَهُمَ البينات ) [آل عمران: 5]. وكقوله: ( فتقطعوا 


ول ماده ”تي هن #2 


و » بماك 0 مع وأاصضه ه ” # 5 
مرهم بينهم زبرا كل جزب بما لديهم فرحون ).[المؤمنون : 3] وهم أهل الكتاب . 
« إن رَبك يقضي بَيْنْهُمْ يوْمَ القيّمَة فيمَا كانوا فيه يَحْتَلِفُونَ . 
3 5-7 هو م 5 2 مجم 6002 تج بج مهت 5 اهرت > همي > سس 
قوله: « فإن كنت في شك مما أنزّْلنا إليك فسئل الذينّ يقرأون الكتلبٌ من 


قبْلِك » [يعني من أمن منهم]2©. ذكروا لنا أن رسول الله كل قال: لا أشك ولا 
أسأل© , ظ 


قال الحسن: (فَإِنْ كُنْتَ في شَكُ مما أنْرَْنَا لَك ) يقول: لو سألت الذين 
يقرأون الكتاب من قبلك لأخبروك. وليس يقول: سَلّْهم لتعلم ذلك منهم . 

7 © 0ت إسام م بك دا سر اس 0 7000 مهت ل 

قال: « لقد جاءَك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين » أي : من 
الشاكين . 

. وَل تَكُوَنَ مِنَ الذينَ كَدبُوا بَايتِ الله فدَكُونَ مِنَ الحنسِرِينَ»‎ ١ 


قوله : ط إِنّْ الذِينَ حَقّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمْتُ رَيّكَ لآ يُؤْمنُونَ 4 وهم الذين يلقون الله 


عزّ وجل بكفرهم. ولو جَاءَنْهُمْ كل َايةٍ حَتَى يَرَوَا العَذَّابَ الألِيم» أي : الموج . 
أي : إن الآية إذا جاءتهم فلم يؤمنوا جاءهم العذاب, فإذا رأوا العذاب آمنوا فلا يُقبل 
ققد ظ 

قوله: « فَلْوْلا كانت فَرْيَةَ آمَنتَ فَتفْعَهَا إِيمَانْهَا 4 يقول: لو آمنت قبل نزول 
العذاب عليها لنفعها إيمانها. فلم يفعل ذلك أهل قرية فيما خلا « إلا قوم يونس لما 


(1) زيادة من زء ورقة 142. 

(2) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ج 15 ص 202 عن قتادة مرسلا. 

(3) جاءت عبارة أبي عبيدة في مجاز القرآن» ج 1 ص 284 أوجز وأوضح. قال: «ثم استثنى منهم 
فقال: إلا أن قوم يونس لما رأوا العذاب امنوا فنفعهم إيمانهم فكشفنا عنهم عذاب الخزي». 


208 


الجزء الثاني يونس : 98 - 101 





َامَنواك أي : قبل أن ينزل عليهم العذاب ©تَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الجِزْي » أي عذاب 
الهون ط فِي الحَيّوة الدنيًا 4 أي: عن الذين لو كانوا لم يؤمنوا قبل أن ينزل بهم 
العذاب نزل بهم الخزي . ولوكان نزل بهم ثم أمنوا لم يقبل منهم الإيمان. قال الله : 
( فَلَمْ يك نمعْهُمْ إِيِمَائهُمْ لَمَا روا بَأْسَنَا سنت اللّهِ التي قَدْ خَلّتْ في عبَادِهِ وَحَسِرٌ 
هنالك الكافرُونَ ). [غافر: 85]. 

قال بعضهم : يقول: لم يكن هذا ف في الأمم قبلكم. ٠‏ لم يكن ينفع قرية كفرت ثم 
امنت حين عاينت عذاب الله إلا قوم يونس . 

وقال: ذكر لنا أن قوم يونس كانوا من أرض الموصل . لكان حم يدك 
الله في قلوبهم التوبة. فلبسوا المسوح. وفرقوا بين كل بهيمة وولدهاء فَحَجُوا إلى الله 
أربعين ليلة. فلما عرف الله الصدق من قلوبهم. والتوبة والندامة على ما مضى منهم. 
كشف عنهم العذاب بعدما نزل بهم . 

وقال بعضهم : كان بينهم وبين العذاب أربعة أميال. 

وذكروا أن مجاهداً قال: ( فَنفَعَهَا ) أي : كما نفع قوم يونس إيمائهم. فلم يكن 
ذلك. قوله: ( كشفنا عَنْهُمْ ). أي : صرفنا عنهم . 

قوله: « وَمَتعَْاهُمُ إلى جين » يعني إلى الموت بغير عذاب. 

قوله: ١‏ وَلَوْشَاءَ رَبْكَ لأمَنَ مَنْ في الأزض. كُلَّهُمْ جمِيعاً كانت تك الناسّ 
حتى يُكونوا مؤْمِنِينَ © على الاستفهام ؛ أي : لا تستطيع أن تجبر الناس على الايمان. 
إنما يؤمن من أراد الله أن يؤمن. 

قوله: # وما كان لتفسٍ أن تَؤْمنَ إلا بإِدْنٍ الك ها الرَجْسٌ عَلَى الذينَ لآ 
يَعْقَلُونَ 4 أي رجاسة الكفر بكفرهم . 

قوله : ( قل انظرُوا مَاذا في السَّمَلوت» أي: من شمسها وقمرها ونجومها وما 
تمن الجائب طوالأز من > أي : من بحارها وشجرها وجبالهاء أي : ففي هذه آيات 
وحجج عظام . 

209 





يونس : 101 - 108 تفسير كتاب الله العزيز 





1 نر اف اه قار #يممم ره 2ه م و # اس 

م قال: « وما تغني الآيت والنذر عَنْ قوم لا يؤمِنون » أي : ما تغني عنهم 
الأيات إذا ١‏ 2 وجي 0 >0 
الأمم السالفة. أي مسو 06 قال : وين تددو إل 
مَعَكُم مُنَ المُنتظرينَ 4 أي : حورل يكم اما نوك بهم يخي الذدين تقوم عليهم 
الساعة الدائنين بدين أبي جهل وأصحابه . إن الله أخخر عذاب كفار هذه الآأمة إلى 
النفخة الأولى . بها يكون هلاكهم . ولم يهلكهم حين كذبوا النبي عليه السلام بعذاب 

قوله: « ثم نُنَجى رُسُلَنا وَالذينَ َامَئُواه أي : وكنا إذا أهلكنا قوماً أنجينا النبي 
والمؤمنين. « كَدَلِكَ حَقاً عَلَينَا ننجي المُوْمِيننَ 4. 

1 مه ر عقر هام هادهم . م # به 1 

قوله: « قل يَنأيهَا الناس إن كنتم في شك منْ ديني »4 يعني المشركين « فلا 
أعبذ الذي تعبدٌون منْ دون الله ه وللكن أَعْبدٌ الله الذي يتوفيلكم » أي : الذي يميتكم 
« وأمرت أن أكونَ من المُوْمِنِينَ ». 

قوله : «وآن أقِمْ وَجْهَكَ) أي : وجهتك ط للدّين حَنيفاً 4 أي : مخلصاً « وَل 
تكونن مِنَ المشركِينَ 4. 

« ولا تَدْحَ مِنْ دُونِ الله مَا لآ ينفَعُكَ وَل يَضِرّكَ ‏ يعني الأصنام « فَإِنْ فَعَلْتَ 
فإنك إذا من الظلمينَ» أي : من المشركين . ( فإن فَعَلْتَ ) أي : ولسنت فاعلا . 

قوله: « وَإِن يمْسَسْكَ اللَّهُ بضْرٌ 4 أي: بمرض أو بلية ه قا كاشف لَهُ إلا 
هُوَ ون ردك بِحَيْر » أي : بعافية أو سعة « قلا رَادُ لمْضلِهِ يُصِيبُ به مَن يشَاءُ من 
عباده » يعني السراء والضراء في النصب وغيره 8 وَهُوْ العفو الرَحيم ». 


2 ” ه 


قوله : ظ قُلْ يَأَيهَا اناس َد جَاكُم الحَقّ من رَبْكُمْ 4 يعني القرآن « فَمَنٍ 
امد فَإنْمَا هدي لَفْسِهِ وَمَنْ ضَلُّ فَإنْمَا يَضِلُ عَليهَا 4 أي : على نفسة؟" كقولة :1 
( مَنْ عَملَ صَالحاً فلتفسه وَمَن أَسَاءَ فَعَلَيْهَا » [سورة فصلت: 46]. 


210 


الحزء الثاني يونس : 8 - 109 





قوله : « وَمَا أَنَا عَلْيْكُمُ بَكيل » أي: بحفيظ لأعمالكم حتى أجازيكم بها. 
إنما أنا منذر أبلغكم رسالة ربي . 

قال: « وَاتبعْ ما يُوحَىْ إِلَيْكَ 4 من ربك « وَاضْبِرْ 4 على ما يقول لك 
المشركون من أنك ساحر وأنك شاعر وأنك مجنون وأنك كاهن وأنك كاذب 8« حتىئ 
يَحَكُم اللّهُ 4 فيأمرك بالهجرة والجهاد. وكان هذا قبل أن يؤمر بالقتال. وقد كان الله 
أعلم محمدا عليه السلام أنه سيفرض عليه الجهادء جهاد الكفار « وَهُوَ خَيْرٌ » أي 
أفضل طاالحَْكمِينَ » . 


211 


هود: 3-1 تفسير كتاب الله العزيز 





تفسير سورة هود" 
وهي مكية كلها 


شم الله لرّحْمْن الرّحيم » قوله: « آلمْرٌَ» قد فسّرناه في أول سورة 
يوسن" 

+ قوله : «كتنبٌّ» [أي: هذا كتاب]27. يعني القران ( أخكمت ءَايَْهُ » 
أي : بالأمر والنهي. « ثم فصَلَْتْ ». قال مجاهد: ثم فسّرت. 

وقال الحسن: ثم فسّرت, بين فيها الحدود والأحكام. وقال بعضهم: فصّلها 
فبِيّن فيها حلاله وحرامه. وطاعته ومعصينة . 

« من لُدُنْ حكيم » أي : من عند حكيم», وهو الله تبارك وتعالى . أحكمه 
بعلمه « خبير » أي : بأعمال العباد. 

قوله : « ألا تَعْبُدُوا إلا اللّهَ 4 يقول للنبي عليه السلام: قل لهم ألا تعبدوا إلا 
الله « إنني لكم مُنهُ نَذِيرٌ 4 يحذركم عقابه. أي النار إن لم تؤمنوا « وَبْشِيرٌ 4 أي 
يبشر بالجنة من أطاعه وامن به. 


قوله: ظ وَأَنِ استَعْفرُوا رَبْكُمْ » أي: من الشرك « ثم توبُوا إِلَيْ 4 منه 


(1) في د: سورة هود عليه السلام» وفي وع ذكر لعدد الحروف والكلمات والآيات على اختللاف 
بينهما في بعض الألفاظ. ففي ق عدد الآيات 123 عند أهل الكوفة وأهل البصرة واثنان في عدد 
دمشق .2 وفي ع عند أهل الكوفة وأهل حمص واثنان في عدد دمشىق . 


212 


اكه الثاني هود: 3 


و “0 


وله يهلككم بالعذاب إن أمنتم . 28 0 في ذلك 07 إلى 0 

قوله : ( وَيْوتِ كل ذي فَضلٍ فَضْلَّهُ 4 أي: على قدر ما عمل واحتسب. 
كقوله: # وَلكُلٌ مات عملوا) [الأنعام : 2 ]. 

وبلغنا عن عبد الله بن مسعود أنه قال: من عمل حسنة كتبت له عغشر حسنات» 
ومن عمل سيئة واحدة كتبت عليه واحدة. فإن عوقب بالسيئة في الدنيا بقيت له العشر 
حسنات. فإن خحوسبٌ بها في الآخرة بقيت له تسع حسنات . 

وقال مجاهد: (وَيُؤت كل ذي فضلٍ فَضْلَهُ ) في الآخرة. 

قال: « فَإِنْ تَْلَا 4 أي : عن هذا القرآن فيكذبوا به. « فَإِني أَحَاف عَلَيْكُمْ 
عَذْابَ يوم كبير » يحذرهم عذاب الله في الآخرة. ولم يبعث الله نبياً إلا حذر أمته 
عذاب الدنيا وعذاب الآخرة إن لم يؤمنوا. 

قوله: ط إلى الله مرجعكم وَهُوْ عَلّى كل شِيْءِ قدير 4 يقول: فيعذبكم في 
الآخرة إن لم تؤمنوا في الدنيا لقدرته عليكم, فيعذبكم بكفركم . 

قوله : < ألا إِنْهُمْ ينون صُدُورَهُمْ 4 أي : : على ما هم عليه من الكفر. وقال 
مجاهد : نيهم صدورهم شلك وامتراء. 

قال : «ليستخفوا منه 4 أي : من الله إن استطاعوا. ولن يستطيعوا . وقال 
الحسن : ليستخفوا منه بذلك. يظنون أن الله لا يعلم الذي استخفوا منه. 

قال: « آلآ حِينَ يستَعْسُونَ ثَابَهُمْ يَعْلمُ مَا يُسرُونَ وَمَا يُعْلنونَ # أي: ما 
يظهرون من الكفر. 

وقال بعضهم : هم المنافقون يثنون صدورهم بما هم عليه من الكفرء وهو ما 


(1) زيادة من زء ورقة 143. 


213 


هود: 5 - 6 تفسير كتاب الله العزيز 





يسرون. أي : من ترك الوفاء بما أقروا به من الأعمال التي لم يفوا بهاء وما يعلنون 
أي : ما يظهرون من الإيمان للنبي والمؤمنين 
قال: < إنه 7 م الصدور » أي : بما تخفي الصدور. 


وقال 0 : ( يستغشون 0 يقنعون ن رؤوسهم. ويحنون وم لكي 
ولا ذكره. 


وقال بعضهم : ( ألا حينّ يم يَسْتَعْشُونَ بيَابْهُمْ ) وذلك أخفى ما يكون فيه ابن آدم 
إذا حنى صدره واستغشى ثوبه: 7 همًا في نفسهء فإن الله لا يخفى ذلك عليه . 

قوله: « وما مِنْ ذَابةٍ في الأزض, إلا عَلَى الله رِرْقهَا وَيعْلَم مُسَتقَرُهًا 
5 

كان الحسن يقول في قوله : عفر وَمستودع) [الأنعام : 98]: مستقر في 
أجله إلى يوم يموت ومستودع في قبره إلى يوم يبعث. كأنه يريد هذه الآية: ( وَلّكُمُ 
في الأض, مُسْتَقرٌ وَمتا إلى جين ) [البقرة: 36]. 

وقال الكلبي : مستقرها: حيث تأوي بالليل. 

وذكر عكرمة عن ابن عباس أنه قال: المستقر: الرحم. والمستودع: الصلب؛ 
يعني مستقرها في الرحم قبل أن تخرج إلى الدنياء ومستودعها في الصلب قبل أن تقع 
إلى الرحم . 

وبلغنا عن عبد الله بن مسعود أنه قال : مستقرها الأرحام» ومستودعها الأرض التي 
تموت فيها'. 


)1( روى ابن سلام هنا بسند إلى ابن مسعود خبرا رأيت من المناسب إثباته هنا كما ورد في رز ورقة 
3 : «عن ابن مسعود قال: إذا أراد الله عرّ وجلّ أن يقبض عبداً بأرض جعل له بها حاجة» فإذا 
كان يوم القيامة قالت الأرض: رب هذا ما استودعتنى». 


214 


الجزء الثاني هود: 6 - 8 


قوله: ه كل فِي كتنب مين » يعني عند الله وقد فسَّرناه قبل هذا الموضع 20. 
قوله: ظوَهُوٌ الذي خُْلّقٌ السّمُوَات وَالارض في ستة أَيّام © يعني : وهنا متهما: 
وقد فسرنا ذلك في غير هذا الموضعء©. وهذا من الإضمار. 
قوله : « وكان عَرشَةُ عَلَى الماء # قال مجاهد: قبل أن يخلق شيئا. 
روث # م 1 َث نى ون ا بم ار # ٠‏ 
« ليبلوكم » أي ليختبركم بالأمر والنهي . « أيكم أحسن عملا # أي : فيما ابتلاكم . 
قوله: ط وَلَن قُْتَ إنكُم مبُونُونَ مِْ بَعْدِ المَْتِ لبون الذينَ كَفرُوا إن هنذا 
إلا سحر مبينٌ » أي : إن هذا القران إلا سحر مبين» تكذيباً منهم بالبعث . 
قوله :. ٍ وَلَئْنَ أخحرنا عَنْهُمُ العَذْاتَ إلى أمةٍ معدّودّة 4 أي : الى سنين معذودة. 
في تفسير الكلبي . وقال محاهد : إلى حين . وقال بعضهم : إلى أجل معذوه. وذلك 
عند بعضهم عذاب الآخرة . ظ 
وفتسير الحسن : إلى النفخة الأولى. لأن الله قضى ألا يعذب كفار هذه الأمة 


« لَيَقَولنٌ ما يحبسه » قال بعضهم : لما قالوا: ( ما بسة 1 يعنون 
العذاب© , 


قال الله : « ألا يوم ياتيهم لَيِس مَصَرُوفاً عَنْهُمْ .ثم أنزل بعد ذلك : ( أت أَمْر 
الله قلا تَسْتَعْجِلُوهُ ) [النحل: 1] فذلك قوله: ( ما يَحِْسّهُ ) أي ما يحبس العذاب . 

قال الحسن : وذلك قولهم للنبي : ( إِيتَنا بِعَذَابِ الله ) [العنكبوت: 29]. قال 
الله : ( وَلَوْلا أَجَلّ مُسَمّْى لَجَاءَهُمُ العَذَّابُ ) [العنكبوت: 47]. 


(1) انظر ما سلف. ج 1 ص 531. 

(2) انظر ما مضى في هذا الجزء ص 181. 

(3) كذا في المخطوطات الأربع. ورجوع الضمير في الآية إلى لفظ العذاب ظاهرء فلا معنى لذكر 
ذلك وشرحه. اللهم إلا أن يكون في الكلام سقط أو خطأ. ويلاحظ في هذه الجمل تكرار لا 
داعي له. فالمعنى واضح . 


215 


هود: 12-8 0 ظ تفسير كتاب الله العزيز 


قال: ( ألا يوم يأتِيهمْ لَيِسَ مَصرَوفا عَنْهُمْ ) يعني الذين تقوم عليهم الساعة. 
الدائنين بدين أبي جهل وأصحابه. ( ليس مُصروفا عَنْهِمْ ) أي ليسوا بالذين يستطيع 
أحدهم أن يصرف عنهم عذاب الله إذا نزل بهم . 

٠‏ وَحَاقَ بهم » يومئذٍ « ما كانوا به يسْتَهِْءُونَ © وتفسير الكلبي: عذاب 
الآخرة . 

قوله : « وَلَبْنَ أَذََْا الإنْسَانَ مئا رَحْمَةَ © والإنسان ها هنا المشرك» والرحمة في 
هذا الموضع الصحة والسعة في الرزق. 

قال: « ثم نرَعْنَهَا منه إِنهُ لَيئُوس » أي من رحمة الله أن تصل إليه فيصيبه رخاء 
بعد شدة « كَفُورٌ » أي : لنعمة الله . 

قال: « وَلَئْنَ ذْقَْهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضُرَّاءَ مَسَنْهُ 4 فعافيناه من تلك الضراء. 
والضرّاء: المرض واللاواء. وهي الشدائد « لَيَقُوانَ ذَهَْبَ السَينَاتُ عَنىّ © أي : بعد 
إذ نزلت به « إنْهُ لَْمْرحٌ فَحُورٌ © أي ليست له حسبة© عند ضراءء ولا شكر عند 
سراء. ( فرح ) أي بالدنياء مثل قوله : ( وَفْرحُوا بالحَيّوة الدْنْيًا) [الرعد: 26] وهم 
أهل الشرك . 

ثم استثنى الله أهل الإيمان فقال: 8 إلا الذينَ صَبَّرُوا 4 أي: على هذه 
اللاواء© والشدائد 8« وَعَمِلُوا الصَّلِحَنتَ» أي : إنهم لا يفعلون ذلك الذي وصف 
من فعل المشركين. « أولئك » الذين هذه صفتهم « لَهُم مُغفرَة 4 أي : لذنوبهم 
وأجر كبير » أي : الجنة . 

قوله : « فَلَعَلّكَ تارك بَعْض ما يُوحَئ إِلَيِكَ » يعني النبي عليه السلام, حتى لا 
تبِلّغْ عن الله الرسالة مخافة قومك « وَضَائِقٌ به صَدْرْكَ أن يُقولُوا © أي : بأن يقولوا: 
(1) كذا في زء ورقة 144: وحسبة»., أي احتساب أجر الصبر عند الله وهو أصح. وفي قّ وع ود: 
(2) كذا في ف وع: واللاواء» وهو أصح. وفي دوج: «الأذى». 2 

216 


الجزء الثاني هود: 12 - 15 


لَوْلا 4 اي : هلا ج أَنْزِلَ عَلَيْه كير 4 أي : مال فإنه فقير ليس له شيء « أَوْ جَاء مَعَهُ 
مَلَّكُ » فيخبرنا أنه رسول الله فنؤمن به. 
ذلك حتى تبلغ عن الله الرسالة . 
« إنمَا أَنتَ نَذيرٌ 4 أي : تنذرهم عذاب الله في الدنيا والآخرة إن لم يؤمنوا 
« وَاللهُ عَلَ كل شَيْءِ وَكِيل © أي: حفيظ لاعمالهم حتى يجازيهم بها. 
قوله : « أَمْ يَقَولُونَ افرَيُ 4 أي : افترى محمد هذا القرآن. على الاستفهام. 
يقول: قد قالوا ذلك. قال: « قل فَأنَوا بعَشْرٍ سُورٍ مُثلِهِ 4 أي : مثل هذا القران 
« مُفْتَرَيتَ واذعوا م من استَطغتم منْ دُونِ الله # أي : من هذه الأوثان!7 التي تعبدون 
من دون الله ( إن كم صَادِقِينَ 4. 
قال: فَإن لم يَستجِبُوا لَكُمْ » يانوا بعشر سور مكله: ولن يفعلوا. يعني 
بو ل ا ا يم و 1 
]. 
0 « من كان يريد الحيوة الدّنيًا وزيتتها 4 يعني المشرك الذي لا يؤّمن 
بالآخرة”ا نَوَكُ إليهم َعْمَْلَهُمْ [أي جزاء حسناتهم] « فيهًا 4 أي: في الدنيا. 
(1) كذا و فى المخطوطات الأربع : «أي : من هذه الأوثان» . وفي ر. ١‏ :أي : استعينوا من 
أطاعكم من دون الله». وسدو 9 تأويل قوله تعالى : (واذعوا * ابت م دون الله ) 
على عمومه وإطات أولى من تخصيصه تيده خخاصة إذا ذكنا وله تعالى من سود الإإسراء : 
8 ( قل لعن اتمَعَتَ لسن وَالجنْ عَلَى أن يأتوا بمثل هذا القَرآن ل باون بمثله ه ولو كان 
َعْضْهُم لبَعْضٍ ظهيراً ). 
(2) وهذه الآية أيضا أعمّ من أن تقصر على المشركين., فقد قال مجاهد: إنهم أهل الرياء» وقال 
فتادةٌ : هي في اليهود والنصارى . وانظر تفسير الطبري.» ج 15 ص 262 - 268 . 
(3) زيادة من زء. ورقة 144. 


217 


هود: 15 - 17 تفسير كتاب الله العزيز 


٠‏ وَهُمْ فيهًا لا يُبْحْسُونَ 4» أي في الدنيا لا يبخسون. أي : لا يظلمون. لا ينقصون 
حسناتهم التي عملوها في الدنيا. يجَازّون بها في الدنيا. 

« ولك » يعني المشركين « الذينَ لَيْسَ لَهُمْ في الآخرة إلا النار وحبط مَا 
صَنعُوا فيها وبَاطل ما كانوا يَعْمَلونَ ©# أي: من حسنات الآخرة لأنهم جوزوا بها في 
الدنيا. 

ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله يك : الدنيا سجن المؤمن وجنة 
الكافر7! . 


ذكروا عن الحسن قال: قيل يا رسول الله : هذا المؤمن المعروف إيمانه شدد 
عليه عند الموت» وهذا الكافر المعروف كفره يهون عليه عند الموت. قال: سأخبركم 
عن ذلك. إن المؤمن يكون قد عمل السيئة فدد عليه عند الموت ليكون بهاء وإن 
الكافر يكون قد عمل الحسنة فيهون عليه عند الموت ليكون بها© . 
قوله: « أَفَْمَنْ كان عَلَى بِينَةِ من رَبْهِ # أي : على بيان ويقين. قال بعضهم : 
يعلى محمدا 316 « ويتلوه شَاهِدٌ من » . قال الحسن : شاهد منه لسانه . يعنى النبى 
عليه السلام. وفي تفسير الكلبي: ( شَاهِدٌ منه ): جبريل» أي : شاهد من الله . 
قال: « وَمِنْ قَبْله © قال الكلبي: ومن قبل القرآن « كتابٌ موسَئ » أي : 
التوراة 8« إمَاما ورحمة » يقول: تلا جبريل على موسى التوراة إماما ورحمة. 
وقال ابن عباس : ( أَفْمَنْ كَانَّ عَلَى بِيْنَةِ مُن ريه ) قال: هو المؤمن. ( ويِتَلُوه 
شَاهِدٌ مُنْهُ ) أي: من أهل الكتاب. قال: ( وَمِنْ قَبْلِه ) أي من قبل القرآن ( كاب 
(1) أخرجه مسلم في كتاب الزهد والرقائق. وهو أول أحاديث الكتاب (رقم 2956) وأخرجه ابن ماجة 
في كتاب الزهد. باب مثل الدنياء (رقم 113) كلاهما يرويه من حديث أن هريرة . وانظر ما 
مضى. ج 1 ص 522. ' 
(2) كذا ورد هذا الحديث في المخطوطات الأربع بهذه العبارة: «ليكون بهاء ولم أُوَفْنَ لتحقيقها. 


ولعل في الحديث نقصاً. ولم أجد الحديث فيما بين يدي من المصادر والمراجع حتى أضبطه 
وأصححه . 


218 


الجزء الثاني هود: 17 - 18 





مُوسَىْ ) أي التوراة ( إِمَاماً ) أي يأتم به من قبله9© وعمل بهء (وَرَحْمَة) له. 


قوله :ف أُولئِكَ يو مُِونَ به 4 يعني المؤمنين يؤمنون بالقرآن والتوراة والإنجيل . 
« ومن يُحْمْر به 4 أي : : بالقرآن ه مِنَ الأخرّاب » أي : من اليهود والنصارى©. قال 
الله : : ف فار مَوْعدهُ فلا نك في مزق مله 4 أي : فى شك منه. يقول للنبي عليه 
0 ومن يكفر به فالنار موعذه إنه لحن من رَبك وَلكنْ أكثْرَ الناسٍ ا 
يو منونَ 4 . 
قال: ( أَقَمَنْ كان عَلَى بنةٍ من ربه ويتلوه شَاهدٌ مُنْهُ ) هل يستوى هو ومن يكفر 
بالقران والتوراة والإإنجيل ؛ إنهما لا يستويان عند الله . 
قوله : #ومن َظْلَمُ مِمْن افتَرَّى عَلَى اللّه كذباً 4 على الاستفهام , أي : لاأحد 
أظلم منه . وافتراؤهم على الله أن قالوا إن الله أمرهم بما هم عليه من عبادة الأوثان. 
وتكذيبهم بمحمدء يعني به مشركي العرب. 
قوله : « أونعك يعْرَصون على بهم وقول هده [أي : الأنبياء](3) 
و مزلاء الذينَ كَذَّبوا وا على بهم م آلآ لعنة الل على الفللين». 
فقال: يا أبا عبد الرحمن» كيف سمعت رسول بابو الربٌ عبدّه المؤمنّ 
يوم القيامة . قال : سمعته يقول : إن الله سال عبذه المؤمن يوم القيامة ويحبره بسكره 
(1) في المخطوطات : «من قبل وعمل به». 
عن بن عباس عن النبي كَل قوله : لويسو اا و 
ولا يؤمن بي إلا دخل النار» نزع بهذه الآية: ( ومن يَُمْرٌ به من الأخزَاب فالثَارٌ مَوْعِدُهُ ) وقال : 
الأحزاب الملل كلها. وقال قتادة : الكفار أحزاب كلهم على الكفر. وانظر تفسير الطبري ج 15 
ص 280 . 

(3) زيادة من زء ورقة 144. وقد اختلف العلماء في الأشهاد على خمسة أقوال فقيل هم الرسل. 
وفيل هم الملائكة , وقيل : الناس عامة وفيل الجوارح. انظر ابن الجوزي. زاد المسيرء ج 4 
ص 89. 

219 


هود: 19 - 20 تفسير كتاب الله العزيز 





من الناس. فيقرره بذنوبه فيقول : عبدي 2 أتعرف ذنب كذا وكذا؟ فيقول : يا رب . 
أعرف؛ حتى إذا قرره بذنوبه» وظنْ في نفسه أنه قد هلك قال: فإني قد سترتها عليك 
في الدنياء وأنا أغفرها لك اليوم ؛ ؛ ثم يعطى كتاب حسناته . وأما الكافر والمنافق فإنه 
ينادى الأشهاد: ( هَؤّْلَاءٍ الذينَ كذَبُوا عَلَى ربهم م آلا لَعْنَةُ الله عَلى الظَالمِينَ ) 0 


والكذب على الله من وجهين : فكذب المشركين ادعاؤهم الأنداد والأولاد لله . 
وكذب المنانقين. 0 نصبهم الحرام ديا وادعاوه على الله دينا غير ديه 
واستخلالُهم ما حرم الله . 


قوله اا 0 0 
أ ويدعولن الناس إلى الطريق الأعوج . إلى الشرك. وطريق الله مستقيم إلى الجنة. 
وهو طريق المؤمنين» وهو الإسلام؛ طريق إلى الجنة. ظ 


قال: وهم بالآخرة هم كفرُونَ» أي : يكذبون بالبعث . 


ف أُولَئِكَ لَمْ يَكُوبُوا مُْجِزِينَ في الأض, 4 أي : سابقين في الأرضء» أي ل 
يكونوا ليسبقونا حتى لا نبعئهم ثم نعذبهم . 


قوله: « وَمَا كان لَهُم من دُونِ الله من أَوْلِيَاَ 4 يمنعونهم من عذاب الله. قال: 
لِيُضْعَفٌ لَهُمْ العَذَابُ »© أي: في النار 8 مَا كانوا يَسْتَطيعُونَ النمْمَ 4 أي : سي 
الهدى. أي: لا يقدرون أن يسمعوه سمع قبول في الدنيا. « وَمَا كَانوا ِصِرُونَ 4 
أي : بصت كنول الهلا قال بعضهم : هي مثل التي في البقرة: ( حَمَمّ اللَّهُ عَلَى 


(1) في المخطوطات : «ويخبره هن يستره من الناس. وهو خطأء راك ما أثبته. والحديث متفق 
عليه. أخرجه البخاري فار فأخرجه في كتاب التفسير.» سورة هود. وأخرجه مسلم في كتاب 
. التوبة» باب قبول توبة القائل وإن كثر قتله. (رقم 2768) وأخرجه ابن ماجة في المقدمة. 
الحديث (رقم 183). وانظر تفسير الطبري. ج 6 ص 120., وج 15 ص 284»: كلهم يروى 
الحديث من طربي الام ابن عمر عن النبي وَلي. وهو حديث النجوى . 
وانظر الطرسوسي . مسنئد عبد الله بن عمر. (رقم 26) ص 27. 


220 


الجزء الثاني ظ هود: 21 - 25 


لوبهم وَعلَى سَمْعهمْ وعلى أبصارهم غشارة ) [البقرة: 7] أي: بكفرهم فعل ذلك 
بهم . 

« أُولَيِكَ الذِينَ خسروا نهم » فصاروا فى النار 9 وَضْل عَنْهُم ما كانوا 
يفْتَرُونَ © أي : من عبادة الأوئان. ضلّت عنهم ل تغن عنهم شيئاً؛ كقوله ( ضَلُوا 
عنا ) [غافر: 4/]. 

9لا جَرَمَ 4 وهي كلمة وعيد© « أَنْهُمْ في الأخرّة هُمْ الأخْسَرُونَ 4 أي : 
خسروا أنفسهم . 0 

ثم قال: 8« إِنْ الذينَ آمئوا وَعَمِلُوا الصّلِحَتَ وَأَحْبتوا إِلَىْ رَبهِمْ 4 أي : اطمأنوا 
إلى ربهم. أي: خلصت قلوبهم بالإيمان. كقوله: وَبهُ مُطمَِنْ بالإِيمَانٍ ) وقال 
مجاهد: أنخبتوا اطمأنوا. وقال بعضهم: وأخبتوا: وأنابوا إلى ربهه© « أُولَيِكَ 
أَصْحَابُ الجَنة © أي : أهل الجنة « هُمْ فيهًا خَلِدُونَ 4 أي : لا يخرجون منها. 

قوله : « مُكَل الفريقين كلام وَالْصَمٌ وَالْبَصِير وَالْسمِيع هَل رن مَكَلا 
أفلا تَذَكَرُونَ » أي : : لا يستويان مثلاً. أي : : فكما لا يستوي عندكم الأعمى والأصم 
والبصير والسميع في الدنيا. فكذلك لا يستويان عند الله في الدين. ومثل الكافر مثل 
الأعمى والأصمء لأنه أعمى أصم عن الهدى. والبصير والسميع هو المؤمن. أبصر 
الهدى وسمعه فقبله . 


(1) كذا في المخطوطات الأربع. وفي زء ورقة 144. ولم يفسر المؤلف الكلمة. وهي تفيد 
التحقيق . قال الفراء في معاني القران ج 2 ص 8: «كلمة كانت في الأصل بمنزلة لا بد أنك 
قائم. ولا محالة أنك ذاهب. فجرت على ذلك. وكثر استعمالهم إياها. حتى صارت بمنزلة 
حقا؛ ألا ترى أن العرب تقول: لا جرم لأتيئك, لا جرم قد أحسنت. وكذلك فسرها المفسرون 
بمعنى الحق. . .» وانظر تفسير الطبري ج 15 ص 288. 

(2) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن ج 1 ص 286: ( وَأَحْبْتوا إلى رَيْهِمْ ) مجازه: أنابوا إلى ربهم 
وتضرعوا إليه وخضعوا وتواضعوا له». 


221 


هود: 26 - 30 تفسير كتاب الله العزيز 


ع “ج يعر 2 


لله في الدنيا والآخرة. «أن لآ تَعْبْدُوَا إلا إني أُحَافٌ عَلَيْكُمْ عَذَابٌ يَوْم أليم » أي : 
موجع . 

( فَقَالَ الْمَلاا الذينَ كمَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نركَإلاً بَشَرا ْنَا ومَا ترك اتبَعَكَ إل 
الذبن هم أرادلنا 4 أي» سفلتنا ©« بادي الرأي. 4 أي قينا طهر لها توما نرى لحم 

عَلَيْنَا مِنْ فضل » أي : في الدين بل نَظُنْكُمْ كاذبينَ» يعنون نوخا وف أمن معه. 

ولام يتم إن كنت عَلَى بين من رب 4 أي : بيان من ربي «واتينني 
ري م ل عنده 4 يعني بالرحمة النبوة 9 فَعَمِيتَ عَلَيَكُمْ 4 أن تبصروها بقلوبكم 
: وتقبلوها . « أنلْزِمُكُمُومَا وأَنتَمْ لَهَا كُرهُونَ». وقد علم الله أنه على بيئة من ربه. 
وهذا استفهام على معرفة. 

قوم ل أسألكمْ عَلَيْهِ 4 أي : على ما أدعوكم إليه من الهدى « مَالا 4 
نإلما يماك على ترد الهدى المال الذى ب الكيرة . « إن أخري » أي : ثوابي 
ل 0 نا بطارد الذين آمنو 3 ملاو 0 يأعمالهم. 
« ولكني رليك ا 9 ا 

ويا قوم مَن ينصُرّنِي من الله 4 أي : من عذاب الله فيمنعني من الله حتى 
لا يعذبني « إن طرَدتَهُمْ أَقَل تَذكْرُونَ 4. 

وقال أهل الحرم من مشركي العرب للنبي كآه: يا محمدء إن أردت أن 
نجالسك فاطرد عنا فلانا وفلاناء فقال الله: ( ول تَطرّدِ الذينَ يَدْعُونَ رَبْهُمْ بِالعَدَاة 
وَالْعَشي ُيدُونَ هه ) [الأنعام : 2] وقال في آية أخرى : وَاضْرْ نَْسَكُ مَعْ الذي 
يذْعُونْ رَبْهُمْ بالغدّاة وَالعشي يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ولا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ ) إلى غيرهم ( تريدٌ 
زينة الحياة الدُّنْيَا » [الكهف : 018 


(1) من العجيب أن تتفق المخطوطات الثلاث: ق. وعء ودء التي بين يدي الآن. على الخطا في - 


222 


الجزء الثاني هود: 31 - 36 





قال نوح: « ولا أقولٌ لَكُمْ عندي حَرَائِنُ الله 4 أي : خزائن علم الله. « وَل 
عْلَمُ القت ولا أثرل إلي ملك » من الملائقة بل ا أثرل للزين الإفرى أعْينكُمْ » 

من المؤمنين ف أن يؤة نِيهُمُ اللَّهُ خَيْراً 4 قال بعضهم: إيماناً. وقال الحسن: ( لَنْ 
يوتيهم / الل عيرا) أي في العاقبة . 

« الله أَعلَم بمَا في أَنفْسِهِمْ 4 أي : إنه سيؤتيهم بذلك خيراً إن كانت قلوبهم 

صادقة . إني إذا لمن الطالهي 6 

« قَالُوا يا نوح قَدْ جَاَلَنَا 4 أي: ماريتناء طِفَأَكْتْرتَ جِدَالنَا4 أي : مراتنا. 
١‏ فَاتِنَا بمَا َعدُنَا 4 من عذاب الله ط إِنْ كُنتَ مِنَّ الصَّادِقِينَ ©. 

ل قَالَ : ليس ذلك إليّء وهذا إضمار. 8« إِنْمَا يَأنِيكُمْ به الله إن شَاءَ وما أَنتم 
بمعجزينَ © أي : بالذين تعجزون الله فتسبقونه حتى لا يقدر عليكم فيعذبكم . 

ولا ينْمَعْكُمْ نُضجِيّ إِنَ أَردتَ أن أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ الله يُريدُ أن يُعْويَكُمْ» 
أي : أن يهلككم . مثل قوله تعالى : : ( وما أَرْسَلْنَا من رُسُولٍ إلا بان قَوْمه لين َهُ 
يض الله من يُشَاُويَهْدِي مَن يُشَاُ ) [إبراهيم : 4] بعد البيان. قال الله زهررى 
وَإلَيْهِ ترْجَعُونَ 4. 

« أَمْ يَقولُونَ 4 يعني مشركي العرب ظافْتَرَنهُ 4 أي : إن محمداً افترى القرآن. 
على الاستفهام . أي : قد قالوا. « قل إن افتريتة فعَلىُ إِجْرَامِي وَأنا بَرِيءٌ مما 
َجرِمُونَ 4 من قبل الجرم . يقول : فعا عدان وانا بريه مها تعملون. وهو كقوك 
( فل إِنْ ضَلَلْتُ فَإنْمَا آضصِلُ عَلَْ نَفْسِي وَإِنِ امْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوجي إِلَيّ رَبِيَ إِنْهُ سَمِيعٌ 
قريبٌ ) [سبأ: 45]. 


1 ولف ار م 2 7 ع ” ده // اّ -ه ده رمء «|أا لاله 
قال: «وواوحي إلى نوح انه لن يؤ من من قومك إلا من قد ءَامن» قال: بعضهم : 

- الخلط بن ارتو الأنعام والكهف المتشابهتين » وقد صححت ذلك وذكرت الآيتين معأ كما وردنا 
في المصحف. وسبحان من لا يخطىء ولا ينسى . 


203 


هود: 36 - 40 تفسير كتاب الله العزيز 





م 5 > ”2 © ا ممه ّ. - 2 امس ”# 

لنوح: ١د‏ 6ك اماي ييه 

قوله: ط وَاصتع الفُلكَ بِأعْيننَا 4 أي: بأمرنا ط وَوَحْينا 4 أي: وبوحينال» 
فعملها على مثل جؤجؤ الطير. قال بعضهم: رأسها مثل رأس الحمامة. وذنبها مثل 
7 الديك . 
أنفسهم خركيه نهم 4 
ظ قال: « وَيَصَْمُْ املك وَكَلْمَا مْرٌ عَلَيْهِ مَل مْنْ قَوْمِهِ سَجْرُوا منْهُ © أي : إن نوحاً 
عل اللا فكان يمر عليه الملا من قومه. دترلوك ل داستهراة يه يا نوح, 
ينما تزعم أنك رسول رب العالمين إذ صرتكت ارا 
« قَالَ » لهم : « إِنْ تَسْحْرُوا منا فإنا نسَحْرٌ منكُمٌ كَمَا تَسْحَرُونَ فَسَوْفَ تَعْلْمُونَ 
من يَأتِيهِ عَذَابٌ يُخزيه 4. وكان الرجل من قومه يأخذ بيد ابنه فيذهب به إلى نوح 


0 فيقول: يا بني . لا تطع هذاء فإن أبى قد ذهب بي إليه. وأنا مثلك. فقال لي : لا نتطع 


هذا. 

وقوله: ( من ياتيه عَذَابٌ يُخْزِيه ) يعني عذاب الدنياء أي : الغرق. 

قال ١ ٠:‏ ويَحل عَلَيْه عَذَابُ مُقِيمُ 4 أي : دائم في الآخرة. وهي تقرأ على 
وجهين ٠‏ حل ويحل ؛ فمن قرأها: وبحل. أي : يجلا. ومن قرأها: ويحل : أي 
وينزل به. ظ | 

1 اق ال ل ل 

قوله: « حتى إذا جَاءَ أمرنا وفار التنور © والتنور فى تفسير الحسن: الباب 
الذي يجتمع فيه ماء السفينة؛ ففار منه الماء؛ والسفينة على الأرضص©. [فكان ذلك 
(1) كذا ذ في المخطوطات. وفي زء ورقة 145 ( وَاصْنْعٍْ للك بَِعْننا وَوحينا ) : كما نأمرك بعملها. 
)02( كذا وفك العبارة في ج ود وفي زَ. 145 وهي صحيحة , وفي فق وع: «فقار م: منه الماء على 0 


224 


الحزء الثاني هود: 40 





علامة لاهلاك القوم]7). 

وقال بعضهم: التنور عين ماء كانت بالجزيرة يقال لها التنور. 

وبعضهم يقول: كان التدور في أقصى داره. وفال بعضهم : كان التنور أعلى 
الأرض وأشرفها. 

وفقال مجاهد : ( وَفارَ انور ) حين يسجس الماء منه . فأوحى الله إليه إذا فار 
التنور أن يحمل فيها من كل زوجين م وهو قوله : 

« فنا اخمل فيهًا مِنْ كل زَوْجَيْنِ انين 4 أي : من كل صنف اثنين. والزوج هو 
الواحد. والزوجان اثنان. وقال مجاهد: ذكر وأنئى من كل صنف. فحمل فيها من 
جميع ما خلق الله من البهائم والهوام والسباع والدواب, دوابٌ البر والبحر والطير 
والشجر. وشكوا إلى نوح في السفينة الزبل» فأوحى الله عر وجل إلى نوح أن يمسح 
بيده على ذنب الفيل. ففعل؛ فخرج منه خنزيران كانا يأكلان الزبل. وشكوا إليه 
الفار, فأوحى الله إلى الأسد. أي ألقى في قلبه. مثل قوله تعالن : ( وَأوحَىئ رَبك إِلَى 
الكل ( [النحل : ]م فعطس الأسد فخرج من منحريه سوران فكانا يأكلان الفار. 
نوح: «إزناتاعت لسري» وهي بالسريانية. فقال له نوح: أيها الأسد: أتريد لحماً؟ 
فأوما الأسد: حاف 


2 الأرض. وقد وردت في التنور أقوال كثيرة عددها ابن الجوزي في زاد المسيرج 4 ص 105, ولم 
أجد في كتب التفسير التي بين يدي قول الحسن هذا. 

(1) زيادة من زء ورقة 145. 

(2) عرامته : شدته وقوته وشراسته . 

(3) هذه الأخبار التي تروى حول سفينة نوح عليه السلام. وشكلهاء وحمولتها. هي ولا شك من 
قبل الإسرائيليات. ومن أحاديث القصاص المولعين بسرد الأساطير وغرائب الأخبار. ولا يمكن 
أبدأ أن تكتسب أي صبغة علمية. أو قيمة إخبارية . ولولا أمانة النقل لما جاز لعاقل أن يسود بها 
صحيفة . أو يجري بها قلما في كتاب. وإن المؤمن الغيور على دينه ليأسف كل الأسف أن يجد 
بعض هذه الأخبار مبثوئة في بعض كتب التفسير والحديث. وهي مناكير لا يمكن أن يثبت بها - 


205 


هود: 40 تفسير كتاب الله العزيز 





قوله: « وَأَهْلَكَ إلا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ القَوْلُ 4 أي: الغضب,. وهو ابنه الذي 
غرق» وقال الحسن: ( مَنْ سَبَقَ عَلْيْه القول) أي: كل من غرق يومئلٍ. 

وقال الحسن: وأهلك إلا من سبق عليه القول: © ومن ءَامَُنَ » يقول: احمل 
أهلك ومن أمن. وهم الذين كانوا في السفينة. هم أهله. وهم الذين أمنوا إلا من 
سبق عليه القول. 

قال: « وما َامَنَ مَعَهُ إلا قليل ». قال بعضهم: لم ينج في السفينة إلا نوح 

وامرأته وثلاثة بنين له : سام وحام ويافث ونساؤهم . فجميعهم ثمانية 

ذكروا عن الحسن أن النبي عَكلِند قال : سام أبو العرب» وحام أبو الروم . ويافث 
أبو الحبش17). 

قال الحسن: وكان طول السفينة ألف ذراع ومائتي ذراعء» وعرضها ستمائة 
ذراع. مطيقة تسير مأ بين الماءين. بين ماء السماء وماء الأرض 

وقال بعضهم: كان طول السفينة ثلاثمائة ذراع. وعرضها خمسين ذراعاً. 
وطولها في السماء ثلاثين ذراعاء وبابها في عرضها. وإنما استقلت بهم في عشر 
خلون من رجب. وكانت بهم في الماء خمسين وماثة يوم ' واستقرت بهم على 


- شيء عن الصادق المصدوق عليه السلام. وإنه ليخجل أن يجدها منسوبة إلى بعض أعلام 
الصحابة أو التابعين ممن لهم قدم راسخة في تأويل كلام الله. على أن هذا يجب أن لا يصرف 
همم طلابنا وشبابنا المسلم عن قراءة هذه النفائس من ثرات الأوائل في التنفسير والحديث أو 
التاريخ» وإن وجدوا أحياناً في بعضها ما يبدو لهم كذباً منكراً. أواثافها سميا . فإن هذه النفائس 
من تراث الأوائل. وعطائهم الفكري الأصيل هي التي تفتق أذهانهم وتكسبهم مهارة في تفهم 
ش كلام الله لمعالجة مشاكل العصر على ضوء كتاب الله عزّ وجل وسنة النبي عليه السلام . 
(1) أخرجه الترمذي في كتاب التفسير» فى سورة الصافات عن قتادة عن الحسن عن سمرة عن النبي 
بكل. وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسير ج 23 ص 97 مختصراًء وفي تاريخه ج 1 ص 192 
بهذا السند قال: «حدثنا محمد بن بشارء. قال: حدثنا ابن عثمة قال: حدثنا سعيد بن بشيرء عن 
قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب, عن النبي ككل في قوله : ( وجعلنا ذريته هم الباقين ) 
| قال : سام وحام ويافث». 


26 


الجزء الثاني هود: 41 





الجودي شهراء وأهبطوا إلى الأرض في عشر خلون من المحرم . 

قال: وذكر لنا أن نوحاً عليه السلام بعث الغراب لينظر إلى الماء. فوجد جيفة 
فوقع عليهاء فبعث الحمامة فأتته بورقة زيتون. فأعطيت الطوق الذي في عنقهاء 
وخضاب رجليها. وأن السفينة لما مرّت بالبيت طافت به أسبوعاً. 

قال: وكان للسفينة ثلاثة أبواب. باب للسباع والطيرء وباب للبهائم» وباب 
أصنع ؟ قال تسجد لجسد ادم أي : بالوحي 1 قال ما "سحدت لديها فكيت اسدد 
له ميت . 

قوله : « وقال اركبوا فيها باسم الله مُجِرَيهَا وَمُرْسَيها إن رَبِي لَعْفُورٌ رَحِيمْ »# 
وهو تعليم من الله علمهم إياه. ودَلهم عليه . 

قال بعضهم : قد بين الله لكم ما تقولون إذا ركبتم في البر وإذا ركبتم في البحر؛ 
إذا ركبتم في البحر فقولوا: ( بسم الله مجريها ومرسيها إن رَبِي لغفور رجيم ) وإذا 
ركبتم في البر فقولوا: ( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنِينَ وإنا إلى ربنا. 
لمنقلبُون ) [الزخرف: 13]. 

وتفسير الحسن أن الله علمهم يومئذٍ بسم الله مجريها وَمَرْسَيْهًا. يقول: بسم 
الله تجرى وبسم الله ترسى . 

وتفسير مجاهد: ( بسم الله مجريها وَمرسيهَا ). قال: بسم الله حين يركبون 
وحين يجرون وحين يرسون© . 

وقال بعضهم في مصحف أبي بن كعب: ( وقال اركبوا فيها على بسم الله 
(1) كذا في ف وع: أي : «بالوحي » لعله يريد قال نو لإبليس ذلك بوحي من الله . وفي : 
(2) على أن الكلمتين اسما زمان. 

227 


هود: 42 - 44 ظ تفسير كتاب الله العزيز 





ثم © سس 


مَجْرَيها ومُرْسَيهًا ) وبعضهم يقرأها: بسم الله مجريهاء أي المجرى الذي يجري. 
ومرسيها أي المرسى الذي ترسي”). 


قوله: « وَهِيَ تجري بهم في موج, كالْجبّال وَنَادَى نوح ابْنَهُ وَكَانَ في مزل يا 
0 بْيّ اركب مَعنَا ولا تكن مع الْلفِرِينَ. قَالَ سَاوِي إلى جَبَلٍ يَعْصمَنِي مِنَّ المَاءٍ قال لا 


رة” قر م 


ا اليوم من نّ أمر الله له من رَحم» يعني الذين كانوا فى السفينة «وخال بينهما 
المَوْج ‏ أي : بين ابن نوح وبين الجبل ط فْكَانَ مِنَ المُغْرَقِينَ 4. 


ص سس ص- 


َيل يَا أض أبلبي الي ل المي 
يا 0 ابلَعي مَاءَكُ )» أي: ابلعي ما كان عليكء, ( وَيَا سَماءُ اقلعي ) أي: 
أمسكى . وغعيض الماء, والغيضوضة : 2) ذهابه . ظ 
2 لوم ش 
[8 وقضي الامر » أي فرغ منه. يعني هلاك قوم نوح]". 
قال: « وَاسْتَوَتَ عَلَى الجُوديٌ » أي: السفينة. والجودي جبل بالجزيرة 
ُ 0 عدم 
بموصع يقال له: باقردى 7 . قوله : ( وقضي الامر ) قال مجاهد: وهلك قوم توح . 


(1) على أنهما مصدران ميميان. وقال محمد بن أبي زمنين في زء ورقة 146: «من قرأ باسم الله 
مجريها ومرسيها. بضم الميمين جميعا فمعنى ذلك بسم الله إجراؤ ها وبسم الله إرساؤ ها. يقال 
جرت السفينة ٠أجريتها‏ أنا مجرى وإجراء في معنى واحد. ورست وأرسيتها مرسى وإرساءً». 
وانظر ابن خالويه: الحجة. ص 162.» والزجاج. إعراب القران ج 3 ص 9511. وانظر تفسير 
الطبري. 3 15 ص 7 -330. 

(2) كذ؟ في المخطوطات الأربع: «الغيضوضة» ولم أجد هذا المصدر في كتب اللغة» وإن كان 
القياس الصرفي لا يمنعه. فهو مثل القيلولة» من قال. يقيل. وفي تفسير الطبري ج 15 ص 
7: «والغيوض : ذهاب الماءة. وانظر اللسان (غيض). 

(3) ها بين المعقوفين ساقط من المخطوطات الأربع. وأثبته من زء ورقة 146. 

4( في قَْ وع: «ياقفوذى » . وفي د «ياقودا» وفي كليهما تصحيف صوابه مأ اكه : «باقردي» . أو 
«قردي» وهي وبازبدى قريتان قريبتان من جبل الجودي بالجزيرة» انظر ياقوت الحموي ج 1 ص 
321 و321. 2 4 ص 322 وقال اليبكري فى معجم ما استعجم : ١‏ بافردى ) بالراء والدال - 


208 


الجزء الثاني ظ هود : 44 - 46 





قال بعضهم : قال الله لآدم عليه السلام: يا آدم. أهبط معك بيتي يطاف حوله 
كما يطاف حول عرشي . فطافٌ ادم ومن معه من المؤمنين. فلما كان زمان الطوفان» 
حيث أغرق الله قوم نوح. رفعه الله وطهره من أن تصيبه عقوبة أهل الأرض» فصار 
معمورا في السماء . 

قال: وبلغنا أن السفينة لما أرادت أن تقف تطاول لها الجبال» كل جبل منها 
أحب أن تقف عليه. وتواضع الجودي. فجاءت حتى وقفت عليه. 

وقال بعضهم : أبقاها الله بباقردي من أرض الجزيرة عبرة واية حتى نظر إليها 
أوائل هذه الآمة. وكم من مق معلاها ضارتءرفاذا : 

قوله: « وَقِيل بعد لقم الظَلِمِينَ 4 أي المشركين. قوم نوح. 

قوله : « وَنَادَى أ رْبْهُ فَمَالَ رَبّ إِنْ ايني من أَهلي وَإِنْ وَعْدَك الحَق وَأَنْتَ 
أَحَكمْ الحنكمين . َال ا نوح نه يْسَ مِنَ أَهلِكَ 4 الذين وعدتك أن أنجيهم لك. 
وهو قوله: ( وَأَمْلَكَ ِل مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ القَول ). 

وكان ابنه منافقاء ونوح لا يعلم في تفسير الحسن. فناداه. وكان عنده مؤمناً. 
ولولا ذلك لم يناده .وهو يعلم أن الله مغرق المشركين الكفار. وقد قضى أنه إذا نزل 
العذاب على قوم كذبوا رسلهم ثم آمنوا لم يقبل منهم . 

قوله : « إِنهُ عَمَلْ غَيْرُ صَلح » ذكروا عن اماه كا يريد الا 

سمعت رسول الله يك يقرأ هذا الحرف: ( إِنْهُ عَمِلَ غَيْرَ صَالِح 0 


- المهملتين.» مقصور؛ موضع بالجزيرة. مذكور في رسم الجودي». 

(1) رواه أحمد في سننه وأبو داود. ورواه الترمذي في القراءات عن شهر بن حوشب عن أم سلمة» 
وهي أسماء بنت يزيد الأنصارية . قال: وقد روى عن عائشة عن النبي وَل نحو هذا. وزواء أرقا 
يحيى بن سلام عن حماد عن ثابت البناني عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد الأنصارية 
اااي بلطا ورقة 147. وانظر تخريج الحديث في تفسير الطبري . ج 15 ص 348 - 
0 وتحقيق يق القول فيه وفي سئده . 


209 


هود: 46 - 49 تفسير كتاب الله العزيز 





ذكرو عن ابن عباس أنه قال: هو ابنه ولكنه عمل غير صالح . 

وكان الحسن يقرأها: ( عَمَلُ غَيْرّ صَالِحَ ). وكان عنده ليس بابنه. وهي قراءة 
عروة بن الزبير. وبعضهم يقرأها على مقرأ الحسن وعروة ويقول: إن سؤالك إياي يا 
نوح ما ليس لك به علم عمل غير صالح . 

وقال بعضهم: كان يقال: ما بغت امرأة نبي قط . 

قوله : « فلا تَسَألني ما لَيِسَ لَكَ به عِلْمُ . قال الحسن: إنك لم تكن تعلم ما 
كان يُسِرٌ من النفاق. « إِني أَعِظك أن تَكُونَ مِنَ الجَهلِينَ». 

فلن رت إلى أقرة بك أن نكا لقن إن باعل وذ لقد لي االعتي 1 
مْنَّ الخسرينَ» أي : في العقوبة. 

قبل يَا نو اممبط بِسَلَم مُنا 4 [يعني بسلامة من الغرق] " «وبركلتٍ عَلَيِكْ 
وَعَلَى أَمَم من مَك 4 يعني نسول من كان معه في السفينة ف وم 4 من نسول من 
كان معه في السفينة « سَتْمْتَعُهُمْ © أي : في الدنيا « ّم يَمَسَهُم ما عَذَّابٌ أَلِيم ©. 

ذكروا أن عبد الله بن مسعود قال: ذنب ابن ادم دخل على الجعل في جحره 
فأسرى في ساعة ثم قال ومن غرق قوم نوح" 

وبلغنا عن ابن عباس أنه قال: القوس الذي كان في السماء أمان للأرض من 
الغرق يوم أهلك قوم نوح. وقال ابن عباس: لا تقولوا قوس قزحء فإن القزح 
الشيطان, وقولوا القوس. وذكروا عن ابن مسعود مثل ذلك. 

قوله: « تَلْكَ ٠‏ بن أَنَاءِ الِب نوجيها إِيِكَ 4 يقول للنبي عليه السلام حين 


(1) زيادة من زء ورقة 147. 

(2) كذا ورد هذا الخبر عن ابن مسعود والذي يليه عن ابن عباس في كل المخطوطات الأريع فاسدي 
العبارة مخرومين في بعض ألفاظهماء وقد أثبت ما جاء في د. ولم اهتد لتصحيح الخبرين. وقد 
حاء الخبر فى ع أكثر فسادا . جاء فيه : «ذنب أدم دخل على الجعل في حجره فاسمد (كذا) 
أمتي ساعة من قال أي والله ومن غرق قوم نوح» وهو في غاية الفساد والغموض . 


230 


الحزء الثاني هود: 49 - 54 


انلقضت قصة نوح: ذلك من أخبار الغيب» يعني ما قصّه عليه اما كُنْتَ تَعْلَّمُهَا أَنْتَ 
ولا َوْمُكَ » يعني قريشاً « مِنْ قبل هَذَا » أي : من قبل هذا القرآن © فاصبر » 
أي: على قولهم إنك مجنون. وإنك ساحرء وإنك شاعرء وإنك كاذب» وإنك 
كاهن. « إن العقبَةَ للْمُتقِينَ © والعاقبة الجنة. 

قوله: « وَإِلَىْ عَادٍ أَحَاهُمْ هُوداً © يقول: وأرسلنا إلى عاد أخاهم هوداء على 
الكلام الأول: ( وَلَقد أَرْسَلَْا نوحاً ِلَىْ قَوْمِهِ ). وقوله: أخاهم هوداً أي: أخوهم في 
النسب. وليس بأخيهم في الدين. 

ه قَالَ ينَقَوْم اعْبْدُوا الله مَالَكُم من إِلَه غَْرِهِ إنَ نم إلا مُفَْرُونَ 4 أي: كل 
من عبد غير الله سبحانه فقد افترى الكذب على الله تعالى, لأن الله عزّ وجل أمر العباد 
أن يقيدوه ول يشر كوا بيه قيغا . زهو قولة: إز آمر آلآ تَعيدوا إلا إياة ) ليوشتك401]. 


قوله : 0 ل" أسْأَلكم عَلَيِْ 4 أي : على ما أدعوكم إليه من الدين « أَجرأ 
إن أَجريّ » أي: | ن ثوابي « إلا عَلَى الذي فَطَرَنِي » أي : الذي خلقني « أفلا 
تَعْقِلُونَ 4. ظ 

ووم استغفِرُوا رَبَكُمْ َم توبُوا إلَيِْ 4 أي: من الشرك ط يُرْسِل السَمَاء 
عَلَيكم مُدْرَاراً 4 أي: يوسع لكم22 من الرزق» وإنما أرزاق العباد من المطر©. 
« وَيزدكمُ فَوَة إِلَى فَوْبَكُمْ » قال مجاهد: يعني شدة إلى شدتكم « ولا تََوْلُوا 
مَجَرمِينَ © أي : مشركين. 

« قَانُوا ينَهُودُ مَاجِشَنا بين 4 فجحدوا وكذبوا ط وَمَا نَحْنُ لَك بِمُومِنِينَ 4. 

٠‏ إن نْقُولُ إلا آعْبَرَكَ بَعْض عَالِهْنَا بسُوءِ 4 أي بجنون, لأنك عبت آلهتنا 
(1) في ع وز: يوسع لكم من الرزق» وفي ق ود: يوسع عليكم من الرزق» وكل صواب إن شاء 

الله . 

(2) قال الفراء في معاني القران ج 2 ص 19 : «يقول: يجعلها تدر عليكم عند الحاجة إلى المطر لا 


أن تدر لي ليلا ونهارا» . 
)3( قال أبو عبيدة في مجاز القران: «( إن نقول إلا اعتراك بععضص الهتنا بسوء ) وهو افتعلك من 0 


231 


هود: 54 - 60 تفسير كتاب الله العزيز 





وسفؤتها. سح عع وادو ده تان وقال بعضهم لسوت 
د َال إني نهد ١‏ اللّهَ وَاشهَدُوا أني بريءٌ م مُمَا تشْركونَ مِنْ دُونه © أي: | 
تعبدون من دونهء أي الأوثان ب فكيدوني جَمِيعاً 4 أنتم وأوثانكم التي تعبدون». ب 
اجهدوا جهدكم 8 ثم لآ تَنظرُونٍ » أي : طرفة عين . أي : : إن الله سيمنعني منكم . 
توه ولو وأنها لا 
فله: ل« إني توكلْتٌ عَلَى الله ربِي وَرَبكُم ما مِنْ ذَابةٍ إلا هو َاخد بنَاصِيتهَا4 
أ : كل دابة ناصيتها بيلك الله [أي هي في قبضته]17) وقدرته 2 لا يخرجول منها. 
قوله : ظ إن رَبِي عَلَىْ صِرطٍ مستقيم » أي : على الحق . 
« فَإِنْ نولا 4 أي: عما جتتكم به « فَقَدَ أَبلَغتكُم ما أَرْسِلْتُ به إِلَيَكُمْ 
َيَسْتَخْلِفُ بي قوما عَيرَكُمْ وَل نضروَهُ شَيْئا إن رَبِي عَلَى كل شَيْءٍ حفيظٌ ». 
ان الله : :يلا بج ثرا 4 أي م عذابنا وتوا زاابين بحر مَعَهُ بِرَحَمَةٍ 


4 هه 8د ه نلاه 


ع وَتَلْكُ ع جَسَندُوا 58 ربهم وَعصَوا 1ه 4 يعني هوداً 0 5 أَمْرَ كل 
جَبَارٍ عد 4 أي : واتبع بعضهم بعضاً مل اللي بلج المعاند للهدى _ 


وله ١‏ أبنو « أي المحقوا00) في هذه الدّنيا لَعَنة 07 يعني العذاب 


- عروته 7 أصابك قال أبو حراش 
تَذْكَرَ دخلا عِندَنًا وَهُوّ َك مِنّ القوم يَعْرَوهُ اجتراءٌ ومأنم». 
وشرح السّكري في كتاب شرح أشعار الهذليين ج 3 ص 119 فقال: «يعروه» يعتريه» يلم 
بهع. 0000000 


(1) زيادة من زء ورقة 147. 


232 


الجزء الثاني هود . 0 - 63 





الذي عذبوا به « وَيَوْمَ القيّمّة4 أي: ولهم يوم القيامة أيضاً لعنة» يعني عذاب 
جهنم. « ألا إِنَ غَاداً كَفَرُوا رَبْهُمْ ألا بدا لْعَادٍ قَوْم هُودٍ ». 

قوله: 9« وَإِلّى ُمُودَ 4 يقول: وأرسلنا إلى ثمود « أَحَاهُمْ صَْلِحا على 
الكلام الأول في عاد. « قال قوم اعْمْدُوا الله مَالَكُم من لَه غيْرهُ هُو أنشأكم مُنّ 
الأزض »> أي مبتدأ خلقكم من دم وخلق آدم من طين » فهر خلقكم من الأرض 
وَاسْتَعْمَركُمُ فيها » قال مجاهد: أعمركم فيهاٍ وقال الحسن: جعلكم عمار 
الأرض". وهو واحد. كقوله : ( وَيَسْتَخْلِفَكُمْ في الاْض ) [الأعراف: 129] أي : 
بعد الماضين : « فاستغفروة » أى :"من الشرك مث تويوا ليه » منه إن رَبِي 
قريبٌ مُجيبٌ » أي : قريب ممن دعاه.» مجيب لمن دعاه. 

ذكروا أن موسى عليه السلام قال: يا رب. أقريب أنت فأناجيك أم بعيد 
فأناديك. فأوحى الله إليه: إني عند ظن عبدي, وأنا معه إذا دعاني . 

١‏ قَالُوا يَصَلِحٌ قَدْ كنت فينا مَرْجُوَاً قَبْلَ هذا 4 أي كنا نرجو آلا تشتم آلهتنا 
وألا تعبد غيرها. « أَتَنْهَينا أن نَعْبَدَ ما يبد داباونًا وإنا لفي شَكُ مما تَدُغونا إِليْه 
مريب »* أي : من الريبة. 

« قَالَ يلقم أرآيتم إن كنت عَلَى بْنةٍ من رَبّي » أي : على أمر بِيّنَء أي من 
النبوة «وءاتاني © وأعطاني « منْهُ رَحْمَةَ © أي : النبوة « فمن ينصرني من اللّه إِنْ 
عَصَيْتَهُ 4 فيمنعني منهء أي لا أحد. « فَمَا تَزِيدُوني غَيْرَ نَحْسِير 4 يعني إن أجبتكم 
إلى ما تدعونني إليه لم أزدد به إلا خسراناً©. 


(1) وهي نفس عبارة أبي عبيدة في مجاز القران ج 1 ص 291. وزاد: «يقال: أعمرته الدارء أي : 
جعلتها له أبدأ وهى العمرى . . 

(2) هذا قول ابن سلام» 570 0 غير ذلك : ويقول : فما تزيدونني 
غير تخسير لكم وتضليل لكم. أي : كلما اعتذرتم بشيء هو يزيدكم تخسيرأًء وليس غير تخسير 
لي أناء وهو كقولك للرجل: ما تزيدني الاعفسياء أف: غضباأ عليك». وهو قول ممجاهد 
والطبري أيضا . انظر تفسير الطبري ج 15 ص 371. 


233 


هود: 64 - 67 تفسير كتاب الله العزيز 





«ويلقوم هذه نَاقَةَ الله لحم ايم وكان قوم 3 سألوه أن يأتيهم باية ّ 
اناف 00 و فذروما ل في 0 الله 0 سوا د 0 يقير 
مَكُذُوبِ 4. فقالوا آية ذلك ماذاء فتعلم أنك مان قال : آي ذلك أن 0 
قم أزديوم تصشرة» والين الثاتى (محور ةو واليرم النالق مدان 

فلما كان ذلك عرفوا أنه العذابء فتحتطوا وتكفنوا. فلما أمسوا تلففوا فى 
الأنطاع. ثم صبّحهم العذاب في اليوم الرابع بالرجفة. | 

ذكر بعضهم قال: ذكر لنا أن صالحاً حين أخبرهم أن العذاب يأتيهم لبسوا 
الأنطاع والأكسية وأطلوا0"» وقيل لهم اية ذلك أن تصفر ألوانكم في أول يوم. ثم تحمرمن 
الغد. ثم تسود في اليوم الثالث. وإنهم لما عقروا الناقة تذامروا' وقالوا: عليكم 
بالفصيل. وصعد الفصيل القارة» والقارّة الجبل©. حتى إذا كان اليوم الثالث استقبل 
القبلة» وقال: يا رب أمي. يا رب أمي. لس الصيحة عند ذلك . 

قال: « وَلَمّا جَاءَ أَمْرْنَا # أي : عذابنا « نَجَيْنَا صَلِحاً وَالذِينََامَنوا مَعَهُ برَحْمَةٍ 
مُنْا وَمِنْ خْيٍ يَوْمَئِذٍ 4 أي : عذاب يومئذٍ ط إِنْ رَبك هُوْ القَرِيٌ العَزِيرُ 4. أي : 
القوي في قدرته. العزيز في نقمصه. 

« وَأَحَدَ الذينَ ظَلَّمُوا الصَّيْحَةَ 4 أي: العذاب « فَأَصْبَحُوا في ديرهمْ 
جلثمين#. قال بعضهم : قد هلكوا. وقال الحسن: موتى . وقال بعضهم : الجائم : 
الملقى على وجه الأرض ةا 


(1) في ق وع: «وأظلمواو. وأثبت ما جاء في د وج: «وأطلوا» وهو الصواب إن شاء الله . 

)2( في ف وع: «تدامروا». وفى ج ود: «توامروا». وفي تفسير الطبري ج 15 ص 372: «ندموا» 
وصواب الكلمة إن شاء الله ما أثبته: : «تذامروا»؛ أي : لام بعضهم ا 

(3) القارة : هي الجبيل الصغيرء وقال الجوهري : هي الأكمة, انظر اللسان. والصحاح: (قور). 

(4) ورد قوله تعالى : ( فأضحَوًا في ديارهم جائمين ) قبل بضعة أسطرء. بعد قول المفسر: ثم 
صبحهم العذاب في اليوم الرابع بالرجفة. ولم يذكر هنا في المخطوطات الأربع. فرأيت من - 


234 


الجزء الثاني هود: 68 - 71 





قوله : كأن لم يََْوَا فيهًا 4 أ ي: كأن لم يعيشوا فيها. جُ لآ إن كَمُوداً كَفَرُوا 
رَبْهُمُ ألا بعد لَتَمُودَ ». 

قوله : « وَلْقَدُ جَاءَت رِسّلْنا إبَراهِيمَ بالبُشْرَى 4 أي : بشّروه بإسحاق « قَالُوا 
كما فال نك فنا لك أن اك بعد شي 4 

فيل إنهم أتوه على صورة الآذميينءع فاستضافوه. وكان صاحب ضيافة . وهو 
إنه مشويٌّ. ويقال: إنه شبه مَلَة . 

وفي تفسير الكلبي أن جبريل أتى إبراهيم ومعه ملكان. وكان إبراهيم تأتيه 
الضيفان فيتلقاهم. فتلقاهم إبراهيم. ولا يظن إلا أنهم بشر. فأرسل فأوتي بعجل 
فذبحه» ثم أمر به فحنذ, ثم أمر بطعام فصنع. ثم قرّبه إليهم . 

« فلما رَأى أيِدِيْهُمْ لا تصل إِلَيْه نَكرّهُمْ 4 أي اتكرفم لوبو وأوْجَسَ مِنْهُمْ 


خيّفة 4 أي : خافهم إذ لم يأكلوا ( وَقَنُوا لحف إن َرْسِلْنَا إِلَ قَوْم لُوطٍ > وفيها 
إضمار. أي : لنهلكهم . 

قال: « وَامْرَأَنهُ قائمَةَ 4 أي: امرأة إبراهيم سارّة. « فَضَحِكَتٌ »م | 
ضحكت تعبّبا0© أن قوماً قد أتاهم العذاب وهم في غفلة. 


قال الكلبي : ( فلمًا رَأى أَيدِيهُم لا تصِل إِلَيْهِ نكرَهُمْ وَأَوْجَسٌ مِنهُمْ خيفة ) عرف 


- الأحسن إثباته هنا حسبما ورد في موضعه من ترتيب آي السورة. 

(1) هذا هو التأويل الراجح فى معنى (ضحكت) حسبما ذهب إليه جمهور المفسرين . قال الفراء في 
معاني القران. ج 2 ص 22: «وأما قوله: (فضحكت): حاضت,. فلم نسمعه من ثقة». وكان 
الطري فى شعير ع اهن 2392 3 يرد على الفراء قوله | نه لم يسمع ورود لفظ الضحك في 

معنى الحيضء» فيذكر أبياتاً في هذا المعنى » ولكنه يرجح في الأخير أن معنى الآية أنها ضحكت 
تجا من غفلة قوم لوط والعذاب محيط بهم . وانظر فى سبب ضحكها هذا الأقوال التي عددها 
ابن الجوزي في زاد العسي: ؛ ج 4 ص 130 - 131. 


235 


هود: 71 - 74 تفسير كتاب الله العزيز 





أنهم ملائكة . ( قَانُوا لا تف إنا أزسلنا إِلَى ْم لوط ). فلما رأت سارة فَرَقَ إبراهيم 
000 فضحكت» 00 
قابلً» وقد ١‏ غلاماً سمه 00 000000 إِسْحَاقَ يَعْقُوتُ ». 
قال الحسن : ( من وَرَاءِ إِسْحَاق ) أي : 0000000 يشي ابنبوتة 
وهو ابن إسحاق. وهو نبي يوحى إليه . 
« قَلَتْ ا وَيُلَتَئ عَأَلِدُ وَأنَا عجُورٌ 4. وكانت قعدت من الولد© « وَمَذا 
وي ءٌ عَحِيبٌ. 0 9 00أ00ذظ2 
ا أى: مستحمد إلى خلقه بنعمته عليهم . والمجيد 
قال الحسن قال رسول. الله يليه : إنه ليمن أحد أحب إليه الحمد من الله ولا 
أكثر معاذير من الله © . 
قوله: « فَلَمًا ذهب عَن إبرهيمٌ الروح » يعني الخوف 9 وَجَاءَتهُ البشرى » 
أي : بإسحاق» «يُجَدلنًا في قوم لوطٍ » أي : يخاصمنا في قوم لوط. وإنما كانت 
مجادلته مخاصمة للملائكة . 


ذكروا عن حذيفة بن اليمان أنه قال: لما بعثت الملائكة إلى قوم لوط عهدٌ إليهم 


(1) كلمة سقطت من المحخطوطات الأربع فأثبتها من زء. ورقة 148. 

(2) كذا في فق وع ودء وفي زء ورقة 148: «وكانت قد قعدت عن الولد». وهو أفصح. 

(3) أخرجه مسلم في كتاب التوبة» باب غيرة الله تعالى» وتحريم الفواحش مرفوعاً من طريق عبد الله ' 
بن مسعود ولفظه: ليس أحد أحب إليه المدح من الله عزّ وجل» من أجل ذلك مدح نفسه» - 
وليس أحد أغير من الله. من أجل ذلك حرم الفواحش. وليس أحد أحب إليه العذر من الله. من 
أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل (رقم 2760). وانظر ما سلف. ج 1 ص 331, تعليق: 1. 


2356 


الجزء الثاني هود: 75 - 77 


ألا يهلكوا قوم لوط حتى يشهد عليهم لوط ثلاث شهادات . فأتوا على إبراهيم. وكان 
الطريق عليه؛ ( فَمَا لَبتَ أن جاء بعجل, حَنِيذٍ فلَمًا رَأى أَيْدِيَهُمْ لآ تصل إِلَيّْهِ نكرَهُم 
َأوْجَسَ مِنهُمْ خيفة قَالُوا لا تف إن ارلا إلى قوم لُوطٍ ) فقال : أتهلكون قوم لوط 
وفيهم لوط؟ ( قَالُوا : مع واو ا 0 
[العنتكبوت: 31] فقال: أتهلكون قوم لوط وإن كان فيهم أربعون من المسلمين؟ 
قالوا: لا. قالوا: أتهلكون قوم لوط وإن كان فيهم ثلاثون من المسلمين؟ قالوا: لا 

أتهلكون قوم لوط وإن كان فيهم عشرون من المسلمين؟ قالوا: لا. قال: 
أتهلكون قوم لوط وإن كان فيهم عشرة من المسلمين؟ قالوا: لا. فذكر لنا أن مجادلته 
إياهم هي هذه. وذكر لنا أنهم ثلاث قريات فيها ما شاء الله من الكثرة. 

قوله: ظ إِنَّ إِبْرْهِيمَ لَحَلِيمٌ َوه مُنِيبٌ 4. ذكر بعضهم قال: الآوّاه: الرحيم. 
والمنيب: التائب. وقال بعضهم: الأواه: الذعاء. والمنيب: المخلص لله 
المصلى . وقال ابن مسعود: الأواه: الرحيم. وقال مجاهد: أواه منيب: فقيه مؤمن. 
وقال بعضهم: الموفق'"". 

قوله : يا إِبْرَاهِيمُ أغرض عَنْ هذا 4 قال الكلبي : سأل إبراهيم ربه ألا يهلك 
لوطا وأهله. وأن يعفو عن قوم لوطء فقيل له: (يَا إِبْرَاهِيمْ أنغرض عَنْ هذا ) قال: 
إِنَّهُ قد جَاءَ أمْرٌ رَبِكَ وَإِنْهُمُ تاتيهمٌ عَذَابٌ غَيْرٌ مَرْدُودٍ 9# . 

قوله : « وَلما ات رسلا لوطا سيءَ بهم وَضاق بهم ذَرعاً » قال بعضهم : 
سيء بقومه الظن. وضاق بأضيافه الذرع. أي سيء بقومه الظن لما كانوا يفعلون من 
الفاحشة. وضاق بأضيافه الذرع مخافة عليهم منهم . 


وفئن تفسير الحسن : سيء بهم أي : ساءه دخولهم عليه لما يتخوفه عليهم من 


0 كذا ١‏ ا 0 ا ولعل في الكلمة تضيحيفاً صوابه : الموقن. وهو تفسير 
(2) وقع اضطراب ونقص في هذه ل سي ورقة 148. 


237 


هود: 77 - 78 تفسير كتاب الله العزيز 


قومه. وضاق بهم ذرعاً. « وقال هذا يوم عَصيبٌ »# أي : شديد في تفسير الحسن 
وغيره. وقال الحسن: العذاب الذي أخبر أنه نازل بهم . 

وقال الكلبي: ساءت جيئتهم ' وضاق بهم ذرعاًء أي : لم يدر ين ينزلهم . 
قال: وكان قوم لوط لا يُؤوون ضيفاً بليل» وكانوا يعترضون من يمر بالطريق نهاراً 
للفاحشة؛ فلما جاءت الملائكة لوطأ حين أمسوا كرههم ولم يستطع دفعهم فقال هذا 
يوم عصيب» أي شيدين0 . 


رت كرمع 


قال ٠:‏ وبحي بريه إِلَيِه #4 أي : يسرعون [ إليه . ذكروا أن مجاهداً قال: 
قال الحسن : يستدرونه(2) أئ:: يبتدرون أضيافه للفاحشة . 


قال: « وَمِنْ قَبْل كانوا يَعْمَلُونَ السّيّئّات » أي : يأتون الرجال في أدبارهم . 
وكان لا يفعل ذلك بعضهم ببعض. إنما كانوا يفعلون ذلك بالغرباء . 

« قال يلقوم هَْؤْلاءِ بناتي هُن أَطهَر لكمْ 4 أي : هن أحل لكم من الرجال. 
قال الحسن : فتزروجوهن . معو يرد المسلمات عا الك كن كر وكان 
ذلك في صدر 0-7 حتى نؤلت: ولا تنكحوا المشركات حتى يومن . 0 
كوا المشركِينَ حَتَىْ يُومِنوا ). [البقرة: 221] وقال بعضهم: أمرهم أن ونا 
النساء . 

وفي تفسير الكلبي قال : ( مَلؤْلاء بناتي هُنّ أطهرٌ لَكُمْ ) أي : من الرجال. أي : 
هن أحل لكم فتزوجوهن, وقد كان لوط قبل ذلك يأبى أن ينكح في قومه. فلما راودوه 


(1) قال أبو عبيدة في مجاز القران ج 1 ص 293: ( هذا يوم عصيب ) أي : شديد. يعصب الناس 
بالشر. اميا اباك عيااح يبراي باللهء وهو: / 
يوم عَصِيبٌ يَعْصِبٌ الأبطالاً عَصبَ القوي السّلْمْ الطوالا 
(2) في المخطوطات الأربع : «يبتدونه». وأثبت ما بدا لي أنه أولى بالصواب, من الأبتدار, اللهم إلا 
أن تكون الكلمة الواردة في المخطوطات من الابتداءء وحذفت الهمزة للتحفيت ؛ ولكن ما أثبته 
أنسب للمقام . 


238 


الجزء الثاني هود: 78 - 80 





عن ضيفه طابت نفسه أن ينكحهن. قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم, أي أحل 
لكم. يقول التزويج أحل لكم من الفاحشة. 
[وقال مجاهد: كل نبي أبو أمته. وإنما عنى ببناته نساء أمته] ©. 


قوله : « قاتقوا الله وَلاا تخزُونِ © أي : ولا تفضحون « في ضَيْفَيَ © كقوله : 
( إن مَْؤْلاءِ ضيفي فلا تفضحُون) [الحجر: 68] والأضياف ضيف, والضيف الواحد 

قال : « أَليِسَ منكم رجل رَشيدٌ » أى : ليس منكم رجل رشيد. وهو على 
الاستفهام. كقول الرجل : أما منكم رجل رشيد» وهو يعلم أنه ليس فيهم رجل رشيد . 

قوله : « قَالُوا: لَقَد عَلِمْتَ ما لَنَا في بَناتِكَ مِنْ حَقَّ 4 أي : من حاجة « وَإِنّكَ 
تلم ما نريدٌ 4 أي إنا تزيد أضيافك دوك بناتك: 


« قَال لَوَ أَنَ لي بكم قوة أو َاوى إِلَى ركن شَدِيدٍه. قال بعضهم: أي: إلى 
ير 0 

ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله يكل : رحم الله لوطا لقد كان يأوى إلى 
ركن: شد يل , 

ذكروا عن حذيفة بن اليمان قال: لما جاءت الملائكة بعذاب قوم لوطء أتوا 
على لوط وهو في زرع له يسقيه. فسألوه الضيافة. فقال : اجلسوا حتى أفرغ لكم . 


(0) زياد منرم ورقه 6148 وجاء بعز وها دلي : وقال ابو هد وهذا شه يما تررق عن قراءة أبي :بن 
كعب : زالية أولى بالمُومِنِينَ مِنَ أَنْفسِهم وروا امعان نَهُمْ وَهُوَ أَبٌ لَهُمْ ) [الأحزاب : 6]. 

(2) وقال أبو عبيدة في مجاز القران ج 1 ص 204: «ومجاز الركن ها هنا عشيرة» عزيزة» كثيرة. 
منيعة» . 

(3) رواه أحمد في مسنده. والحاكم في مستدركه عن أبي هريرة» ورواه ابن جرير الطبري في 
تفسيره. ج 15 ص 4200 -421 عن أبي هريرة من عدة طرق. وفي بعضها زيادة: «قال 
رسول الله يَكلِةِ : فما بعث الله بعده من نبي إلا في ثروة من قومه». 


239 


فلما فرغ جاءهم فتوجّه بهم إلى منزله. وقد عُهِدَ إلى الملائكة ألا يُهلكوا قوم لوط 
حتى يشهد عليهم لوط ثلاث شهادات . 

فبينما هو متوجه إلى القرية | إذ قال: قفوا. فقال: أما تعلمون ما يعمل أهل هذه 
القرية؟ قالوا: وما يعملون؟ قال: ما أعلم لله خلائق أشرٌ منهم. فقالوا: واحدة. ثم 
مشى معهم., ثم قال: أما تعلمون ما يعمل أهل هذه القرية؟ قالوا: وما يعملون؟ قال: 
ما أعلم لله خلائق أشر منهم . فقالوا: اثنتان. ثم مشى معهم. ثم قال: أما تعلمون ما 
يعمل أهل هذه القرية؟ قالوا: وما يعملون؟ قال: ما أعلم لله خلائق أشر منهم . قالوا: 
ثلاثة. فجاء بهم إلى منزله. 

فلما رأت العجوزء عجوز السوء, القوم لم تر قوم أحسن وجوهاًء ولا أحسن 
ثياباًء ولا أطيب ريحاً. وكان العلم بينها وبين قومها إذا نزل بلوط ضيف أن تدخحن©. 
فلما رأتهم لم تملك نفسها أن ذهبت بنفسها إليهم فقالت: لقد نزل الليلة بلوطا ضيف 
ما نزل به أحسن وجوهاً ولا أحسن ثياباً ولا أطيب ريحا. فجاءوه يُهرعون إليه» ( وَمِنْ 
بل كانوا يعْمَلُونَ السيئات ). فراودوه عن ضيفه, فقال: (يَا قوم هَْؤْلاءِ بناتي هُنْ 
طهر َم فاتقوا الله ولا تخُْونٍ في ضيفي ألَيِسَ مُنكُم رَجُل رشيد قَالُوا لقَد عَلِمْتَ ما 
َنَا في بَنَاتكَ مِنْ حَقْ وَإِنْكَ لَبَعْلَمُ مَا نريدٌ قَالَ لَو أن إِي بِحمْ فوْةَ أؤءاوى إلى رَكْنٍ 
شديد) . فقالت الملائكة . 

«١‏ قَالوا يلوط إِنا رُسْلَ رَبك أن يُصِلُوا إَِيِكَ اشر بِأَهْلكَ بقظع مُنَ النيل »م 
[أي: سر بهم في ظلمة من الليل]© ف ولا يَلتفت نكم أحَدُ إلا امرك نه مُصبيهَا ما 
أَصَابَهُمُ 4 فقال: لاء بل أهلكوهم الساعة. قالوا: « إِنْ مَوْعِدَهُمُ الصبْحٌ أَليِسَ 


م مع 


الشلح بقريب 4: 


(1) كذا فى المخطوطات: «أن تدخن» أي : هف انا في الجو إعلاماً بوجود أضياف جدد. 2 
أجد هذ الخبر فيمأ بين يدي من المصادر. 
)2( زيادة من زى. ورقة 149. 


240 


ع يس 


الحزء الثاني هود: 82 





ثم مال جبريل بجناحه فطمس أعينهم فباتوا عمياناً يستكفون©) فذلك قوله: 
( فطمسنا أعينع عينهم فذوقوا عَذَابي ونذري ) [القمر: 37]. 


ملائكة سماء الدنيا نباح كلابهم. وذلك قوله: « فَلَمًا جَاءَ أُمْرُنَا جَعَلْنَا عَاليَهَا 
سَافْلهًا 4 

قال حذيفة : ثم قلبها. ثم اتبعها الحجارة . للها سيعت العجوز الهاده التفت 
فأصابها حجر. وقال: فأصابها ما أصاب قومها. فأصاب سَفارَهم الحجارة» وأصاب 

وفي تفسير الكلبي أن جبريل عليه السلام استأذن الله في هلاكهم فأذن له؛ 
فأتاهم بعدمأ أصبح . فأدخل جناحه تحت مدائن لوطى وهى أربع مدائن. وقال 
بعضهم : كانت ثلاث فقرى. قال الكلبي : ثم رفعهم حنّى بلغ السماء. فسمع أهل 
السماء أصوات الدجاج والكلاب. ثم قلبها. وأرسل الله الحجارة على من كان خارجاً 

من المدائن . 

قال الحسن : ولم يبعث الله نبياً بعد لوط . إلا في عز من قومه. وقال بعضهم: 

إلا في ثروة© من قومه. 

قوله : ( فَأسْر بِأَهْلِكَ بقطع مُنَ الَيْل ) قال بعضهم بطائفة من الليل. 
وكان الحسن يقول: وكانت امرأة لوط منافقة. تظهر له الإسلام وتخالفه في 

الأعمال© , وكذلك ابن نوح أظهر له الإسلام وخالفه في الأعمال. 

(1) في ق وع: «يتعكسون»؛ وفي ج ود: «يستكفون» وأثبت هذه الأخيرة كأن فيها معنى التلمس 
بالكف فعل الأعمى الذي يريد أن يتعرف على الأشياء. وانظر اللسان (كفف). 

(2) الثروة هنا بمعنى الكثرة والمنعّة» حسبما شرحها محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي في 
تفسير الطبري ج 15 ص 420. وقد مر هذا القول مرفوعا إلى رسول الله يخ في بعض روايات 
الطبري . 

(3) كذا في المخطوطات الأربع . وفي زء ورقة 149: «تظهر الإسلام وقلبها على الكفر» . 

241 


هود: 82 - 83 تفسير كتاب الله العزيز 


وقوله: ( إِنْ مَوْعِدَهُمُ الصّبْحُ ) أي: يكون هلاكهم حين تشرق الشمس. 
وكذلك قال في الآية. الأخرى التي في الحجر: ( فأخذتهم الصيحة مشرقينَ ) 
[الحجر: 3/] أي : حين أشرقت الشمس . 

وقوله : ان الصبخ بقريب ) أي : بلى الصبح قريب » في الأضمار. 

وقال الحسن: خسف بهم فهم يتجلجلون7' فيها إلى يوم القيامة . 

قوله : « وَأَمْطْرَنا عَلَيْهَا حجَارة مُنْ سِجُيل ». قال بعضهم: هو الطين. وقال 
مجاهد: هي بالفارسية؛ أولها حجر واخرها طين. وقال في الآية الأخرى التي في 
الذاريات: ( حجَارَة مُن طين ) [الذاريات: 33] قال بعض الكوفيين: هي بالفارسية 
سنك وكل ©. 


قوله : « مَنضودٍ »© أي بعضه على بعض « مُسَوْمَة عند رَبك » أي : معلمة عند 
ربك في تفسير الحسن . وقال الحسن: هي من السماء. مسومة؛ أي : عليها سيما. 
إنها ليت من حجارة الدنياء وإنما هي من حجارة العذاب . وتلك السيما على 
ظ قوله: ظ وَمَا هي مِنْ الظَالمِينَ ببَعِيدٍ 4 قال مجاهد:. يرهب به قريشاًء يعني 
المشركين . وبعضهم يقول : وما هي من ظالمي أمتك. يا محمد. يعني المشركين» 


(1) تجلجل. أي: ساخ في الأرض ودخلء, انظر اللسان (جلل). 

(2) جاءت الكلمة فى المخطوطات هكذا: «سند وكل» وما أثبته هو الصواب حسبما جاء رسمها فى 
كب القرواللفة برقل الكلف المتسرون قن أضل الكلمةء وفل: هن عزن از معزية. تفي 
أبو عبيدة في المجاز ج 1 ص 6 إلى أن الكلمة عربية وأن معناها «الشديد من الحجارة 
الصلب. ومن الضرب» وذهب المؤلف هنا إلى أنها فارسية معربة» وهو ما ذهب إليه ابن قتيبة: 
وتبعه في ذلك الجواليقي في المعرب ص 229. وقد لخص محقق كتاب المعرب الشيخ أحمد 
محمد شاكر هذه الأقوال ورجح أن الكلمة عربية وأن معناها كثيرة وشديدة, مؤيداً في ذلك ما 


ذهب إليه أبو عبيدة. 


242 


الجزء الثاني هود: 84 - 86 


ذكر جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله كله : إن أخوف ما أخاف على أمتي 
عمل قوم لوط 00 . 

قوله : « وَإِلَىْ مَذْيْنَ 4 أي وأرسلنا إلى مدين, تبعاً للكلام الأول 8« أَحَاهُمْ 
شعيبا # هو أخوهم في النسب. وليس بأخيهم في الدين. 

« قال يعقوم اعُبْدُوا اللّهَ مَالْكُم من إِلْهِ غَيْرهُ ولا تنقصُوا المِكيّالَ وَالميرَانَ ني 
أرَيِكُمْ بحَيْر 4 أي بخير من الله في السعة والرزق. وقال بعضهم : رأي عليهم يسراأ 
من بغر اللاجاء وكانوا أصحاب تطفيف في الكيل ونقصان في الميزان. « وَإني أخحافٌ 
عَلَيكُمْ عَذَابَ يوم محيط » أي : يحيط بكم عذاب الله في الدنيا قبل عذاب الآخرة. 

ؤِوَيَقَوْم أَوقُوا المكيالَ وَالمِيرَانٍ بالقسط » أي : بالعدل ط ولا َْحَسُوا الناس 
أشيّاءهم » أي : ولا تنقصوا الناس حقهم الذي لهم . وقال بعضهم : ولا تظلموا. وهو 
واحد. 

3 رد نر ف 44 فِدِينَ 4 أي أي: ولا تسيروا في الأرض 

قوله : بيك لل عند قن » قال بعضهم : 53 
يعني الجنة. 8 إن كنتم مومنينَ » أي : إن امنتم . 

بعضهم : ما أبقى الله لكم من أموالكم الحلال هو خير لكم مما تبخسون 
الناس©). وقال مجاهد: بقيت الله : طاعة الله . 


(1) أخرجه أحمد في مسندهء والترمذي والحاكم في المستدرك. وأخرجه ابن ماجه في كتاب 
الحدود. باب من عمل عمل قوم لوط (رقم 3) كلهم من حديث جابر. وأخرجه يحيى س 
سلام كما جاء في زء ورقة 149 بالسند التالي : يحيى عن همام بن يحيى عن القاسم بن 
عبد الواحد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله مرفوعا بلفظ: إن أكثر ما 
أتخوف على أمتي . . 

(2) هذا الوجه من التأويل هو أقرب الوجوه إلى الصواب, وهوما ذهب إليه الفراء في معاني القران 
ج 2 ص 225 واختاره ابن قتيبة في تفسير غريب القران. ص 208. 


203 


هود: 86 - 88 تفسير كتاب الله العزيز 


قوله: ط وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بحَفيظٍ » أي : أحفظ أعمالكم عليكم حتى أجازيكم 
7 

قوله : د فَاْو ينَشْعَيِبُ أَصَلَوْتَكَ تَامُركَ أن نترّكُ ما يَعْبُدُ ءَابَاونَا4 يعنون 
أوثانهم . أوأن نَفْعَلَ في ونام نْشاءٌ > أي : أو أن نترك [أن نفعل]0© . وبعضهم 
يقرأها أو أن تفعل في أموالنا ما تشاءء أي : أو تأمرك أن تفعل في أموالنا ما تشاء. 

إِنْكَ لأنْتَ الحَلِيمُ الرّشِيدٌ » أي: إنك أنت السفيه الضال. قال الحسن: 
أي : إنك لست بالحليم الرشيد. كقوله: ( دُقْ إِنْكَ أَنْتَ العزيرُ الكريمُ ) [الدخان : 
49] أي : إنك لست كذلك. 


وأما قوله: ( أَصَلُْوْتَكَ تَأمُرُكَ ) فقال الحسن: إن الله لم بعث نيأ إلا فرض 
عليه الصلاة والزكاة. فقن مال فونه ( وما روا ا عدوا الله مُخْلِصِينَ أ لَهُ الدينَ 
حُتَقَاءَ وَيُقِيمُوا الصَلُوة ويؤتوا الزكوة وَذْلِكُ دين القيّمَة ) [البينة: 5]. 


0 : قال يَقوْم َم إن كنت عَلَ بين من ربّي > أي‎ ١ 
وَرَزْقَنِي منه رزقا حَسَناً 4 أي : النبوة ةه وَمَا أريدٌ أن أُخَالِفَكُم إلى مَا أنهيكم عَنْهُ‎ 
فأفعله. في تفسير الحسن. وقال غيره: لم أكن لأنهاكم عن أمر فأركبه.‎ 

« إن أَرِيدُ إلا الإِصْلحَ ما اسْتَطعْتٌ وَمَا تَوْفْقِيَ إل باللّه » أي: وما 
اعتصامي ”' إلا بالله ؛ أي : إن الله الموفقٌ الهادي ! إلى كل خير. « عَليْهِ تَوكُلْتٌ وَإلَيْه 
أنِيبُ » أي بقلبي وعملي . 


)1( زياد لا نداسها و بجاح المعنى . قال الفراء في معاني القران ج 2 ص 25: «معناه أو تأمرك أن 
نترك أن نفعل ( في أمُوَالِنَا مَا نَشَاءُ ). فأن مردودة على ( نترك ) وقال الفراء: «وفيها وجه آخر ؛ 
تجعل الأمر كالنهي , كأنه قال: أصلواتك تأمرك بذا وتنهانا عن ذا. وهي حينئذٍ مردودة على 
( أن) الأولى. لا إضمار فيه؛ كأنك قلت: تنهانا أن نفعل في أموالنا ما نشاء؛ كما تقول: 
أضربك أن نسي ء » كأنه قال: أنهاك بالضرب عن الاساءة» . 

(2) كذا في ق وع: «اعتصامي». وفي د وج: «عصمتي». 


244 


الجزء الثاني هود: 89 - 93 


«ويقوم لا يَجْرمكُمْ شِقَاتِيَ 4 أي 0 يجمادكى نراني 0ه أن يُصيبكم » 
0 وجا امات ام بر أ قوم هود أو وم صنل وما قو 


واستغفروا رَبْكُمْ ثم توبوا إله إن ربي. زحيم 4 لمن استغفره..وتات إليه 
« وَدُودٌ # أي : يود أهل طاعته. وقال الحسن : يتوددُ إلى خلقه . 


9 فَالوا يَسْعَيِبُ ما نَفقهُ كثيرا ما تقول » [أي : لا نقبل ما تقول. وقد فهموه 
وقامت بينهم به الحجة] © 9 وَإِنَا لَنْرَيِكَ فيا ضعيفاً 4 أي: مصاب البصر؛ كان 
أعمى. « وَِلَوْلا رَمْطكٌ لَرّجمناك »أي : بالحجارة فقتلناك بها. « وما أَنتَ عَلَينا 
بعزيز » وكان من أشرافهم . 


« قال ينَقوْمٍ أَرَهْطيَ أعزْ عَلَيكُم من الله > على الاستفهام واتخذتموة 
عر وي فضا © , وقال غيره : أعززتم قومكم وأظهرتم بريكم. 


لْذَيه ا كوف 591] ل أخاط ِكل شَيْءِ علْماً) [الطلاق : 2 


قوله: « وَيْقوم اعْمَلُوا عَلَىْ مَكَانَتِكُمُ » أي: على ناحيتكم. أي: على 


(1) كذا فى المخطوطات لارع' وفي زء ورقة 149: لا يحملنكم عداوتي أن يصيبكم بكفركم بي 
من عذان الله مثل ما. 

(2) زيادة من زء ورقة 149. 

)3( في المخطوطات : : «فصلاء ور صوابه ما أثبته : «فضلاء». ولم أجد هذا التفسير عند 
مجاهد. ووجدته فتقنويا في تفسير تفسير الطبري . جَ 5 ص 461 إلى ابن زيد؛ قال: «الظهري 
الفضل . مثل الجمّال يخرج معه بإبل ظهارية. قفشل لا يحمل فعها شيعا إلا أن يحتاج إليها. 
قال: فيقول: إنما ربكم عندكم مثل هذاء إن احتجتم إليه. وإن لم تحتاجوا إليه» فليس 
بشيء». وانظر مجاز أبي عبيدة ج 1 ص 298. 


245 


هود: 93 - 99 تفسير كتاب الله العزيز 


الكفر. وهذا وعيد 9 إني عَْمِلُ»4. على ناحيتي©, أي: على ديني « سَوْفَ 
تَعْلْمُونَ » وليس يأمرهم أن يثبتوا على دينهم. ا 000 
جاءهم العذاب. 
قال : « مَن يأتِيه عَذَابٌ يُحزيه 4 أي : في الدنيا قبل عذاب الآخرة ٠‏ 9 وَمَنْ هو 
و » أي : سيعلمون إذر جاءهم العذاب من الكاذب . « وارتقبوا إني مَعَكمُ 
رَقِيبٌ 4 كقوله : ( فَانتظروا 3 مَعَكُم من نّ المنتظرينَ ) [الأعراف: 71]. 
قوله: 8 وَلَمَا جَاءَ أمُرْنَا # أي : بالعذاب «نجينا شَعيْباً والذينَ ءَامنوا مَعَهُ برَحْمَةٍ 
منَا وَأَخَذّت الذين ظَلْموا الع فَأَصبَحُوا فى في ديلرهم جلثمين » أي : موتى قد 
هلكوا. 
فوله : « كأن الْمْ يَعْنَوَا فيهًا » أي : كان لم يعيشوا فيها « ألا بُعْداً لْمَذْيْن كُمَا 
بعدذت لُمُودُ 4 . 
قوله: « وَلْقَدَ ارسلنا : موسى بثايتنا/» أي : باياتنا التي تدل على صحة ور 
لوَسَلْطْنٍ مُبِين 4 أي : بحجة بينة ( إلى فرعَونَ وَمَلائهِ 4 أي : وقومه.. « فَائبعُوا 
أمرَ فرَعَونَ وما مر فَرَعَوَنَ بِرَشيدٍ يَقَدُمُ قَومَهُ يوم القيّلمة فَأَورَدَهُمْ الناز . قال الحسن : 
يكون قائدهم إلى النار حتى يدخلها ويدخلها معه قومه. 
قال؟ « وبئس الوردُ المَوْرودٌ #. أي : النا 
« وَأنْبعُوا في هَذِهِ » أي : في الدنيا « لَعْنهَ 4 يعني العذاب الذي عذّبهم به 
١‏ من الغرق]©) « ويوم القيامة #4 أي : واتبعوا يوم القيامة لعنة. « بئس الرْفدُ 
المَرفودٌ . قال بعضهم: ترادفت عليه لعنتان: لعنة بعد لعنة. لعنة الدنياء ولعنة 


الآخرة. 


(1) كذا د في المخطوطات: وفي زء ورقة 150: : (عَلى مَكَانتَكُم)» أي : على دينكم (إني عامل على 


ديئي 2 
)2( زيادة من ز. 


646 


الحجزء الثاني هود: 100 - 105 





0 « ذلك من أنبَاء القَرّى » أي : من أخبار القرى. أي : الأمم السالفة . 

« نقصه نقصة عَلَيَكَ » يا محمد؛ يعني ما قص من أخبارهم إلى هذا الموضع 8 منهًا 
قائم » أي : تراه وقد هلك أهله ٠‏ و » منها © خصيد » لا تراه. وقال بعضهم : 

منها قائم ترى مكانه. وجييد ل تردق لةاأثرا. 

قوله : « وا ظَلَمْنهُمْ وَلَكنْ ظَلَمُوا أَنْفْسَهُمْ 4 وهو كقوله : ( وَلََكنْ كَانوا هم 
الظَالِمِينَ ) [الزخرف: 6] أي : لأنفسهم . وكقوله : ( إن الله لآ يَظْلِمُ الناس شيعا 
وَلْكنّ الناس أنفْسَهُمُ يَظَلِمُونَ ) [يونس : 44]. 

قوله: طِثْما أَعْنَتْ عَنْهُمُ َالهَُهُمُ التي يَدْعُونَ مِنْ دُونٍ اللّهِ منْ شَيّءٍ4. يعني 
الأوثان التي كانوا يعبدونها. ط لما جَاء أمْرُ رَنَْ » يعني العذاب. ط وَمَا زَادُوهُمْ # 
أي تلك الأوثان في عبادتهم 8« غَيْرَ تتبيب » أي : غير تخسير. وقال الحسن: غير 
تلمير. 

قوله : « وَكَذَّلِكَ أَحْدِ رَبّكَ » أي : هنكذا أخذ ربك « إِذا أَحَلَّ القرى » يعني 
أهلها. 62 الكفار. + وهي ظلمَة» 1 وهي مشركة». يعني أهلها + إن أده 
َلِيمٌ شَدِيدٌ 4. 

قوله: « إِنَّ في ذُلِكَ »4 أي: فيما قصصت من أخبار الأمم السالفة» ومن 
إهلاكي القرى الظالمة « لآيةَ لَمَنْ حَافَ عَذَّابَ الآخرة 4. 

قوله: « ذْلِكَ يَوْمُ مجمُوع لَهُ الناس » أي : يوم القيامة يجتمع فيه الخلق . 
ف وَذلِك يوم م مشهودٌ » أي : يشهد ه أهل الحمارات وأهل الأرض . قال : « وما 
» أي : ذلك اليوم , يوم القيامة « إن أجل معدود * ا: عند الله . 


قوله : « يوم يأت » أي : يوم القيامة ط لآ تَكلْمْ نَفْسٌ إلا نه 4 وهو كقوله: 
( يَوْمَ يَقَومُ الروحٌ ) أي : : روح كل جسد”" ( وَالمَلائَكَةُ صَفَا لا يتكَلْمُونَ إلا مَن أَذْنَ لَه 


(1) هذا وجه من وجوه تأويل كلمة الروح. نسب إلى ابن عباس في بعض التفاسيرء ولها أوجه - 


217 


هود: 105 تفسير كتاب الله العزيز 





الرّحْمِنْ وَقَالَ صَوَاباً ». [النبأ: 38] أي : في الدنيا. وقوله: ( صَوَاباً ) أي : لا إلنه إلا 
الله . 1 

ذكروا عن حذيفة بن اليمان أنه قال: يجمع الله الخلائق يوم القيامة فى صعيد 
واحد حفاة عراة» يسمعهم الداعي, وينفذهم البصرء قال: فأول ما يدعى محمد يلل 
فيقول: لبيك وسعديك. والخير في يديك. والشر ليس إليك. المهديٌّ من هديت. 
عبدك بين يديك. وبك وإليك, لا منجى ولا ملجأ إلا إليك. تباركت ربنا وتعاليت» 
وعلى عرشك استويت. سبحانك رب البيت. ثم يقال له: اشفع؛ فذلك المقام 
المحمود الذي وعده الله . 

قوله: « فمنهم شَقي وَسَعِيدٌ © ذكروا عن عبد الله بن مسعود أنه كان يقول: 
الشقي من شقي في بطن أمه. والسعيد من سعد في بطنه أمه9©). 

ذكروا عن عبد الله بن مسعود أنه قال: حدثنا الصادق المصدّق قال: إن خلق 
أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما نطفة. ثم يكون أربعين يوماً علقة» ثم يكون 
أربعين يومأ مضغة, ثم يبعث الملك فيؤمر أن يكتب رزقه وعمله وأجله وأثررل» وشقي 
أو سعيد. والذي لا إله غيره إن العبد ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينه وبين 
الجنة إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار حتى يدخلها. وإن العبد 
ليعمل بعمل أهل النار حتى لا يكون بينه وبين النار إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل 
بعمل أهل الجنة حتى يدخلها9 . 
أخرر؟ منها أن الروح هنا هو جبريل عليه السلام. وانظر ابن الجوزي, زاد المسيرء ج 7 ص 

.13- 2 

(1) انفردت ع بهذه الجلمة الأخيرة» وهي أنسب للمقام. وفي ف وج ود: «والسعيد من وعظ 


بغيره» . 
(2) كذا في ج: مه وأثره» وسقطت الكلمة: «وأجله» من د.ء وسقطتا 5 من ق وع. 


)3( حديث صحيح متفق متفق عليه » أخرجه أصحاب السئن عن عبد الله بن مسعود. أخرجه البخاري 


ومسلم في كتاب القدر. وهو في صحيح مسلم في باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه. . . 
(رقم 2643) وجاء فيه: «ويؤمر بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد». 


248 


الجزء الثاني هود: 106 - 107 


قوله : ١‏ ما الذينَ شَة شَقوا فَفِي النار لَّهُمْ فيها رفير وَشَهِيقٌ 4 قال بعضهم : هذا 
حين ينقطع كلامهم حيث يقول | الله : ( إخسأُوا فِيهَا ولآ تُكلَمُونِ ) [المؤمنون : 08 
وذلك أن أهل النار يدعون مالكاء فيشرهم مقدار أربعين خريفاً. ثم يجيبهم : : ( إنكم 
ماكثون ) [الزخحرف: 77]. ثم يدعون ربهم: فيذرهم قدر عمر الدنيا ثم يقول: 
( اخسأوا فيها ولا تكلمون )؛ فلا ينبسون بعدها بكلمة, ولا كان إلا الزفير والشهيق 
في نار جهنم. فشبه أصواتهم بأصوات الحميرء أولها زفير واخرها شهيق ©). 

قوله : لِخَْلدينَ فيهًا مَادَامَت السّمْوْتُ وَالأَرْض » أي : إن ال 
والنار فى الأرض 2 وذلك ما لا ينقطع أبدا . 

قوله : إل مَا شاء رَبك » [يعنى ما سبقهم به الذين دخلوا قبلهم] © كقوله : 
( وَسِيقَ الذينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنْمَ رما ) وقال: ( وَسِيقَ الذِينَ اتقوا رَبْهُمْ إِلَى الجنة 
مرا ) [الزمر: 71 و73]. فالزمرة تدخل بعد الزمرة» إلا ما شاء ربك©©. قال: 
إن رَبك فثَال لما يريد 4 


(1) زيادة من زء ورقة 150. 

(2) أورد ابن أبي زمنين في ورقة 150 شرحاً لغوياً للكلمتين فقال: «ذكر عن الخليل أنه قال: الشهيق 
رد النفس. والزفير إخراج النفس. وقيل الزفير صوت المكروب بالأنين» والشهيق أشد منه 
ارتفاعا» . 


م 
ا 
1 





























علم ين كن سير وما وجلاتة ريا نه ها ددر عن ابن زيد في قوله تعالى : 5 
الجدرات وَالأزْض ) قال: «مادامت الأرض أرضاً والسماء سماءً». 

(4) انظر أوجهاً من وجوه تأويل هذا الاستثناء في معاني الفراء ج 2 ص 28» وفي تفسير الطبري ج 
5 ص 488 فما بعدها. وكان من المنتظر أن يقف الشيخ هود في هذا الاستثناء والذي بعده 
ويبين رأيه في ذلك. ولكنه لم يفعل . انظر إن شئت في هذا الموضوع ما قاله قطب الأئمة محمد 
طبض في حبر المترج ومن 10 - 44 ٠‏ فقد ذكر أوجهاً لمعنى اعرد ا الجماوات 























هود : 108 - 110 تفسير كتاب الله العزيز 





قوله: ظ وَأَمّا الذينَ سَعِدُوا قَفي الجن حَالِدِينَ فيهَا مَا دَامَت السَموَاتٌ وَالأرض 
إل مَا شَاءَ رَبْكَ » أي : إلا ما سبقهم به الذين دخلوا قبلهم. وذكر ها هنا ما افترت 
الفرقة الشاكة من أن قوماً يدخلون النارء ثم يخرجون منها بالشفاعة؛ فإن هذا موضعه 
وموضع الرد عليهم”". 

قوله : « عَطاءً غير مَحَذُودْ © أي : غير مقطوع. 

قوله : ( فلا نَكُ في مِزية ة 4 يقول للبي 5 : فلا تك فى شك « مما يعبِدٌ 


س 26 قر 


إلاءِ © يعني مشركي العرب . « ما يَعْبدُونَ إلا كَمَا يعْبْدُ َابَاؤهم »> أي : إلا ما كان 
د وهم اي : كانوا يعبدون الأوثان. « وَإِنا َموفوهُمْ نَصِبَهُم 4 
أي بن الات اودر 9 ل ( فإن جَهَْمَ جَرَاوْكُمْ جَزَاءُ مؤفوراً ) 


قوله : جزلقد عونا * موسى الكتلبّ فاختلفت فيه # [أي : امن به قوم وكمر به 
قوم ]© « وَلَوْلا كلمَة سَبَقَتَ من رَبك » ألا يعذب بعذاب الآخرة ة في الدنيا « لَقَضيَ 

5 ينهم #* أي : لقضى الله بينهم في الدنياء فأدخل اهل الجنة الجنة. زافل النار النار» 

ولكن أخر ذلك إلى يوم القيامة. « وَإِنْهُمْ في شَكُ مُنْهُ مُريبٍ » يعني المشركين. 

وقوله مريب. من قبل الريبة. 

)1( هذا كلام الشيخ هود الهواري يشير به إلى من يخالف رأيه في مسألة الخلود ؛ وهي - كما تعلم - 
من مسائل الخلاف بين العلماء. ولكن الشيخ هودا حين ذكر أن هذا موضع الرد على من 
يسميهم «الفرقة الشاكة» لم يرد عليهم بالحجج. واكتفى بحذف تأويلهم للآية» وعدم ذكر 
رأيهم. فقد نقل ابن أبي زمنين في زء ورقيّ 150 - 151 قولاً للسدي في تفسير الآية فقال عن 
الاستثناء الأول : «إلا ما شاء ريك لأهل التوحيد الذين يدخلون النار فلا يدومون فيهاء يخرجون 
الذين أخرجوا من النار». وسيعود الشيخ هود إلى هذا الموضوع بشي ء من التفصيل في أوائل 
سورة الحجر. ستقف عليه هناك. إن شاء الله . 

)2( جعل المؤلف هنا «مأ» في قوله : «كمأح» موصولة. ويمكن أن تكون مصدرية. ع كعبادة 
ابائهم. كما جاءت في تفسير الطبري ج 15 ص 491. وانظر كشاف الزمخشري ج 2 ص 431. 

(3) زيادة من زء ورقة 151. 


2350 


الجزء الثاني هود: 111 -114 





قوله : « وَإِنْ كلا 4 يعني الأولين والآخرين 9« لما لَيُوفينهُمْ رَبك أَعْمَالَهُمُ إِنّهُ 
بمَا يلملرن خبيرٌ به (0. 

قوله : « فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ » على الإسلام ط وَمَنْ نَابَ مَعَكَ 4 يعني المؤمنين 
الذين تابوا من الشرك. « وَل تطعْوًا 4 فترجعوا عن الإسلام وتطغوا فيما أحل لكم 
كما طغى أهل الجاهلية فحرموا البحيرة والسائبة والوصيلة والحام والزرع. ولا تقارفوا 
كبائر ما نهاكم الله عنه فتطغوا. وهو طغيان فوق طغيان. وطغيان دون طغيان؛ بعضه 
شرك. وبعضه نفاق دون الشرك . « إِنْهُ بمَا تَعْمَلُونَ بَصِير 4. 

قوله: « وَل تركنوا إِلَى الذِينَ طَلَّمُوا 4 والركون© إلى الظلمة من وجهين: 
يقول: لا تلحقوا بالمشركين© ولا ترضوا بأعمالهم. وهم ظلم شرك. وكذلك لا 
تركنوا إلى الذين ظلموا من المنافقين ولا ترضوا بأعمالهم. وهو ظلم فوق ظلم. وظلم 
دون ظلم. « فَتَمْسَكمْ الثارٌ » أي: فتدخلوهاء إذا أنتم ركنتم إلى الظالمين من 
المشركين والمنافقين . ه وما كم من دُونِ الله مِنّ أَوْلِيَاءَ 4 أي : يمنعونكم من عذاب 
الله « * ثم لآ تَنصَرُونَ © أي : لا ناصر لكم من الله . 

قوله: « وَأَقِم الصَّلَْةَ طَرَفَي الْهَارِ وَرْلَمَا مْنَ اليل © يعني الصلوات 
الخمس : أن تقام على وضوئها وركوعها وسجودها ومواقيتها. 

وطرفا النهار.ء في الطرف الأول صلاة الصبح». وفي الطرف الآخر صلاة الظهر 


(1) انظر اختلاف القراء في قراءة قوله تعالى : ( وَإِنْ كلا لما لَيُوَفيْنَهُمْ ) وبيان ذلك في معاني الفراء 
ج 2 ص 28 - 30. 

(2) وردت الكلمة فى المخطوطات كلها: «الإركان» هكذاء ولعل المؤلف قرأ بقراءة من قرأ «ولا 
تركنوا» بضم التاء» وهي قراءة أشار إليها الزمخشري في الكشاف ج 2 ص 433 ونسبها إلى ابن 
أبي عبلة. من أركنه إذا أماله» والصواب ما أثبته «الركون» تبعا لقراءة الجمهور. ولا تركنوا. 

(3) في المخطوطات الأربع» وفي زء ورقة 151: «لا تلحقوا بالشرك». وهي نفس عبارة الطبري في 
تفسير ج 15 ص 01 وهي من كلام فتادة . ولكن الجملة التالية تستلزم ما أثبته : إيا تلحقوا 
بالمشركين ولا ترضوا بأعمالهم . 


221 


هود: 114 تفسير كتاب الله العزيز 





والعصرء وزلفا من الليل» يعني صلاة المغرب وصلاة العشاء. وزلف الليل 
[أدانيه]72». يعني أوائله . 

قال: « إِنَّ الحَسَئّت يُذْهبْنَ السّيّئاتَ » أي : إن الصلوات الخمس يذهبن ما 
دون الكبائر. 

ذكر أبو عثمان النهدي قال: كنت مع سلمان الفارسي تحث شجرة فأخذ غصنا 
منها. فهرّه حتى تساقط ورقه. ثم قال: إني كنت مع رسول الله ود تحت شجرة. 
ناخد فنا متها اقهره حتى تساقط ورقه. ثم قال: إن الرجل المسلم إذا توضا 
وأحسن وضوءه. ثم صلّى الصلوات الخمس تحاتت عنه ذنوبه كما تَحَاتَ هذا 


الورق. 8 تلا هذه الآية : : (وأقم الصلوة طرفي نهار وَرُلفاً مُنَ اليل إن الحسنات 
يُدْهبْنَ السيّكات ذُلِكَ ذكرئى للذاكرين )© . 


ذكر الحسن قال: قال 0 الله يكل : ألا إن الصوات الخمس والجمعة إلى 
الجمعة كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر 0 . ظ ظ 


قوله: « ذُلِكَ ذكرَى لكرين» أي : توبة للتائبين. ذكروا عن عبد الله بن 
مسعود أن رجلا أصاب من امرأة قبلة فأتى النبي كَل يسأله عن كفارتهاء فنزلت هذه 
الآية: ( أقم, الصَلُوة طرفي النهار. . . ) إلى قوله: ( ذلك ذكرى للذاكرين )©. 


(1) زيادة من زء ورقة 151. 

(2) أخرجه أحمد في مسئدهء وأخرجه الطبراني في الأوسط. كما أخرجه الطبري في تفسيره. ج 15 
ص 514 و520. 

(3) أخرجه أحمد والترمذي في كتاب الصلاة؛ باب ما جاء فى فضل الصلوات الخمس . وأخرجه 
مسلم في كتاب الصلاة» باب الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة. . (رقم 233) عن أبي 
هريرة» وفى بعض ألفاظه. «كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر» . 

(4) أخرجه البخاري في كتاب التفسير من آخر تفسير سورة هودء وفي آخره: «قال الرجل: ألِي 
هذه؟ قال: لمن عمل بها من أمتي . وأخرجه الطبري من طرق في تفسيره ج 15 ص 515 - 519 
من حديث أبن مسعود. 


252 


الجزء الثاني هود: 115 - 119 





قوله: # واصبر » أي : على ما فرض الله عليك. وعلى ما يقول لك المشركون 
بن الاق اين الله لا ييخ اجر الماينين 4 

قوله : « فلولا كان منَ القرُونٍ مِنْ قَبْكُمْأولُوا بع 4 [يعني طاعة] 0 « يَنْهُونَ 
من القَسَادِ في الآض, إلا قليلا مُمْن أَنْجَينَا منهُمْ 4 يقول: لم يكن يكن ذلك إلا قليلا 
ممن أنجينا منهم أي : من المؤمنين. وأولو بقية عند بعضهم مثل قوله : ( بَقِيّةُ اللّه حير 
لَكُمْ ) [يونس: 86] أي: حظكم عند ربكم خير لكمء يعني الجنة. 

قال : « وَائبََ مم الذين طَلْمُوا ما أَنْرقُوا فيه 4 يعني المشركين. اتبعوا ما أترفوا 
فيه. أي : من دنياهم . وقال الحسن: ما وس سع الله عليهم فيه من الدنيا. « وَكَانوا 
مجرمِينَ © أي : مشركين. 

.0 والجام و ممصي عو اللصيطي كن موي 7 


ا به لض ومنهم مُنَّ من 5 عَانَ الله لِيَظَلِمَهُمُ َلَكن كانوا ع 
يَظْلِمُونَ ) [العنكبوت: 40]» يعني بشركهم وتكذيبهم رسلهم . ولو امنوا لم يهلكوا 
بالعذاب . 

2 سر شاء 5 الس مذ اد 4 أي : على الإيمان . ٠‏ مثل 
و ا رلك © اوالمخداغون نت لكفار. وخ فى اعتلاف (على أديان 
شتى ]22 في تفسير مجاهد وغيره » مثل قوله : ( بل كَذَّيُوا بالحَقٌ لما جَاءَهُم فهم في 
مر مريج ) [سورة ق: 3] اع ملتبس . وعامة الناس كفار. 

وقوله: ( إلا من رحِمّ رَبِكَ ) والمختلفون هم الكفارء وهم المؤمنون, لا 
يختلفون في البعث كما اختلف الكفار. وهم في شك منه. وذلك منهم اختلاف. 
)01 زيادة من زء ورقة 51. 

(2) زيادة من تفسير مجاهد: ص 309. 


253 


هود: 119 - 120 ظ تفسير كتاب الله العزيز 


وهم منه في لبس . فأهل رحمة الله أهل جماعة وإن تفرّقت ديارهم, وأهل معصية الله 
أهل فرقة وإن اجتمعت ديارهم. والآية محتملة لاختلاف الكفار في البعث وشكهم 
فيه.» واختلاف من اختلف من أهل القبلة مما شرعوا من الأديان ما لم يأذن به الله 
وادعائهم على الله في ذلك الكذب. وبقولهم في ذلك على الله ما لا يعلمون9 . 
قوله : «ولذلك خلقهم »4 قال الحسن: للاختلاف. وتلا هذه الآية: عَم 
يتسَاءَنُونَ عن ال الظيم الّذِي هُمْ فيه مُحْتَلُِونَ ) [النبا: 1 - 3]. ولا اختلاف اليوم 
أعظم وبالاً ولا أشد فرقة ولا ادعاء على الله من مختلفي أهل القبلة فيما شرعوا من 
أديانهم , وتَقَوُلُوا على الله من أباطيلهم . قال: ولذلك خلق أهل الرحمة لا يختلفون. 
قوله: « وَتَمُْثْ كَلِمَةَ رَبُكَ 4 أي: وسبقت كلمة ربك لأمْلانَ جَهنْمَ من 
الجنة وَالناس أَجْمَعِينَ © أي : من كلا الفريقين: الجن والإنس. يعني الكفار أهل 
النار. كقوله: ( اخرج منْهًا مَذْوُوماً مُدْحُوراً لَمَنْ تَبعَكَ منْهُمْ لأملان جَهَنمَ نكم 
أجِمعِينَ ) [الأعراف: 16] أي: من كلا الفريقين ممن عصى الله وارتكب الكبائر. 
قوله: « وَكُلا نْقْصٌ عَلَيِكَ مِنَ أنباءِ الرْسّل ما تُقَبّتُ به قُوَادَكَ 4 فتعلم أن 
الأنبياء قد لقيّت من الأذى ما قد لقيت. قوله: « وَجَاءَكُ في هذه الحَقٌّ » قال 
بعضهم: وجاءك في هذه السورة الحق. وقال الحسن: في هذه الدنيا الحق. وتفسير 
مجاهد: في هذه السورة. 
ذكروا أن أبا بكر قال: يا رسول الله. ألا أراك قد شبْتَ. قال: شيبتنى هود 
والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كوررت© . ٠‏ 
قوله: « وَمَوْعِظَةَ 4 أي: ما في القرآن من مواعظ. « وَذْكْرَى لِلْمُوْمِِينَ 4. 


(1) بعض هذه الجمل في هذه الفقرة والتي تليها من كلام الشيخ هود ولا شك. وهي غير واردة في 
ز. ظ 

(2) أخرجه الترمذي في سننه في تفسير سورة الواقعة بهذا اللفظ عن ابن عباس., وقال هذا حديث 
حسن غريب. وأخرجه ابن سعد في الطبقات. وأبو نعيم في الحلية» ورواه الطبراني بلفظ : 
شيبتئي هود وأخواتها. آ 


254 


الجزء الثاني هود: 121 - 123 


قوله: « قل لُلْذِينَ لآ يُومنونَ اممَلُوا عَلَْ مَكالَيِكُمْ 4 أي: على ناحيتكم. 
على كفركم. يخوفهم العذاب إن ثبتوا على كفرهم ظ إِنا عَْمِلُونَ أي : على ديننا 
« وانتظرُوا 4 أي : ما ينزل بكم من العذاب, أي : الذين تقوم عليهم الساعة. يعني 
آخر كفار هذه الأمة الدائنين بدين أبي جهل وأصحابه. « إِنَا مُنْتَطِرُونَ 4 أي: أن 
يأتيكم العذاب . 

قوله : « ولله غيب السموت َالازْض * أي: لا يعلم غيب السماوات 
والأرض هو اوعرفل قوله : ( يَعْلَمْ السّرٌ في السَموَات والأزض, ) [الفرقان: 6] 
« وَإِلَيْه ؛ يرج مم الآمر كُلَهُ 4 أي : يوم القيامة « فَاعبدُهُ وَتَوكُلُ عَلَيْهِ وما رَبك بغافل 
ما تشملون 4 لا يشقل» ولا تخفى عليه خافية. 


255 


يوسف: 4-1 تفسير كتاب الله العزيز 


« يسم الله الرخمن اجيم 4 قوله : : «ألر بلك ءاينت الكتاب المبين » قد 
فسّرناه في غير هذا الموضع. « إِنا أْرَلَنهُ ءانا عَرَبياً 4 أي: بلسان عربي مبين 
١‏ لَعَلّكُمْ تَعْقَلُونَ 4 أي : لكي تعقلوا ما فيه فتؤمنوا به. 

قوله : وحن فض غلك الخد القصّص * من الكتب الماضية وأمور الله 
السالفة في الأمم0© « بمًا أَوْحَيْنَا إِلَيِكَ هَذًا القُرْءانَ4 [أي: بوحينا إليك هذا 
القران]» « وَإِنْ كنْتَ منْ قبله » أي: من قبل أن ينزل عليك القران « لمن 
الغلفلينَ © . رفو كقواك ( وكذلك أوْحَينا ليك روا عر ن أمِْن مَا كُنْتَ تذري م 
الكتَابٌ وَلآ الإِيمَانُ ) [الشورى: 52]» وكقوله : ( وَوَجَدَكَ ضَآلا فَهَدَى ). [الضحى : 
7 


قوله: « إِذْ قَالَ يُوسَفُ لأبيه يا بت إِني رَأَيْتٌ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكباً وَالشمْسٌ وَالْقَمَرَ 
رَأَيتهُمْ لي سَْجِدِينَ4. 
فتأولها يعوب أن إخوة يوسف . وكانوا أحد عشر رجلا وأبويه سيسجد ون له؟ 


أعلمه الله بذلك. فإخوته هم الأحد عشر كوكباء والشمس والقمر أبواه. 
٠‏ (1) جاءت العبارة مضطربة في أغلب النسخ المخطوطة فأثبت التصحيح من زء ورقة 152» ومن 


تفسير الطبري ج 15 ص 1 -2552 ونسب هلا القول فيهما لقتادة . 
)2( زيادة من رز ورقة 2 وما مصدرية هنا. 


236 


الجزء الثاني يوسف: 5 - 9 





« قال ينبني لا تقصص روْيَاكَ عَلَى إِحْوَتِكَ فيكِيدُوا لَكَ كَيْداً 4 يقول: 
بين العداوة للإانسان. 

« وَكَذْلِك يَجْتَبِيكَ رَبك » أي: يصطفيك ويختارك للنبوة. وهذا شىء أعلمه 
لله يعقوب عليه السلام» أن الله سيعطي يوسف النبوة . ْ 

قوله : ١‏ وَيُعَلْمُكُ مِنْ تاويل الأحاديث 4. قال مسجاهد: تفسير الرؤيا. وتفسير 
- عواقب الأمور التي لا تعلم إلا بوحي النبوة. « وَيِمُ ممه عَلَيِفَ 4 أي : 

ة. ِوَعَلَى َال يغقوب» فأعلمه أنه سيعطي ولد يعقوب كلهم النبوة ٠‏ ( كما 

2 عَلَى أَبَويِكَ مِنْ قَبْل إِبْرَهِيم وَإِسْحَقَ». قال بعضهم: حيث أراد ذبحه. في 
قول من قال: إنه إسحاق. ففداه الله بكبش . إن رَبك عَلِيمْ حَكيمٌ » أي : عليم 
كلد حكيم فى مره 

قوله : 9لَقَدْ كان في يُوسف وإخوته ايت لُلسَائلِينَ4 أي : عبرة لمن كاذ سانا 

قوله : # | إذ قالوا ابوسفة واخوه اس أَبينا منا وَنَحُنُ عُضْبَةَ 4 أي : جماعة 
ذ إن انا لي صلل مبينٍ #4 أي: من الرأي» أي: في حب يوسف وأخيه. وليس 
يعنون في ضلال في الدين. ولم يكونوا يوم قالوا هذه المقالة أنبياء. وقد كانوا 

قوله: ط اقتلُوا يُوسّفَ أو اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَحْلُ لَكُمْ وَجْهُ أبيكم وتكونوا من بَعْده 
قَوْما صلِحَينَ © . تفسير الحسن قال: يعنون في الدنياء أي: في صلاح الدنيا», 
وليس يعنون صلاح الدين. وبعضهم يقول: وتتوبون من بعد قتلهء فتكونون قوما 
صالحين . ظ 


(1) كذاو في المخطوطات الأربع . ولكن جاء في زء ورقة 152 تفسير اخر للحسن هذا نصه: «يعنول 
تاك مر لخم عند ارك قن رجدو وهذا تأويل ورد في كثير من كتب التفسير. 


2537 


يوسف: 10 - 15 تفسير كتاب الله العزيز 





م ا قا و 

+ قال 050 هو روبيل. وكان ار الوم يعرابن كم 
يوسف وهو الذي قال: ( ألَمْ تَعْلَمُوا أن أََاكمْ قَدَ أَحَذَ عَلَيْكُم مُوْئقاً مْنَ الله ) [يوسف : 
0]. وقال مجاهد: كبيرهم شمعون. وأكبر منه في التلاد20 ر وبيل . 

١‏ ل" تَقدلُوا يُوسْفَ وَالْقُوهُ في غَيبَت الجُبّ 4 أي : في بعض نواحيها ط يَلَْقَطهُ 

بِعْض السيّارَة # أي : بعض مارة الطريق 50 فعلينَ 4 ولا تقتلوه. 

< فَانُوا يا أبَانَا مَالَكَ لآ تَأمنا عَلَى يُو مُق وَإنا له لتعخون ارصلة مَعَنَا عدا يرِتَع 
وَيلْعَبٌ وَإِنا لَهُ لَحَْفْظُونَ» وهي تقرأ على وجهين : بالياء والنون. فمن قرأها بالياء فهو 
يعني يوسف. يقول: يرتع ويلعب. ومن قرأها بالنون فهو يعني جماعتهم. وقراءة 
الحسن بالياء وقراءة مجاهد بالنون . وقال مجاهد : تفسير نرتع ونلعب» أي : ننشط 


ونلهوا" . 
قوله : + إن َمحْ ردني أن هوا 5 حاف أن كله الذْئتُ نتم عَنْهُ علفِلُونَ 
َألُوا لَعْنَ أَكَلَهُ الذَّيبُ 6 عُْصبَة بم © أي : جماعة « | إنا إذا سرون » أي : إنا إنا إذا 


قال الله : « فَلَما ذَهَبُوا به وَأَجْمَعُوا أن يُجْعَلُوهُ في غَيبّت الجَبٌ » ففعلوا 
وألقوه في الجبّ©). « وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ 4 قال مجاهد: إلى يوسف. قال الحسن: أعطاه 
(1) في ى وع: «البلاد»: وفي ج ود: «التيلاد» (كذا). فإذا كانت هذه الكلمة الأخيرة تصحيفا 
للتلاد» وعجر العال القديم ‏ فينبغي أن يكون الوصف هكذا : وأكثر منه في التلاد. ولست مطمئنا 
المع ها ولم أجد فيما بين يدي من المصادر أخباراً مفصلة عن روبيل بن يعقوب تعينني 
على تصحيح الكلمة . 
2( 3 وقراءة أهل المدينة اننا كس اليك وللعوعيالاء ايقا: قال ابن أبي زمنين في ز ورقة 
1: «كأنهم قالوا يرعى ماشيته ويلعب فيجمع النفع والسرور» . 
(3) قال ابن أبي زمنين: «يقال: العصبة من العشرة إلى الأربعين». وهو قول نسب إلى ابن عباس 
(4) جعل الطبري في تفسيره ج 15 ص 53714 قوله ( أَجْمَعُوا ) هو جواب ( لما ) دخلت عليه الواو.. 
ورأى الزمخشري في الكشاف ج 2 ص 449 أن جواب لما محذوف تقديره: «فعلوا ما فعلوا به 
من الأذى» . 


258 


الحزاء الثاني يوسف : 15 - 19 





الله النبوة ة وهو في الجب . وقال بعضهم : هو إلهام « لَتَكنهُمُ بأمرهمٌ هذا وَهُمُ لا 
شكرون 4 أي : : أنك يوسف . ولم يكن إخوة يوسف يومئذ أنبياء , وإنما أوتوا النبوة 
بعد ذلك» وهم الأسباط . 


وقال بعضهم : أتاه وحي الله وهو في البئر بما يريد يدون أن يفعلوا به ( وهم لا 
يُشْعْرُونَ ). أي : بما أطلع الله عليه يوسف من أمرهم. 
قوله : 2 وجاءوا أبَاهُمُ عشاءً كن قَالُوا يَأَبَانَا نا ذَهَينا نستبقٌ ركنا ترسف 
مي د د كل بمصدّق لنا « وَلَو كنا صَلْدقِينَ 4 
« وجاءًوا على قميصه بدم كذب » أي: لطخوا قميصه بدم سخلة. قال 
مجاهد: سخلة شأة. 
20 ما تكذبون. 
هو. ١‏ 
وذكروا عن الحسن أنه قالل: لماجي ء لتميص يوسب إلى يعقوات: نظر إليه فلم 
ير شقا ولا خرقاًء وقال: ما كنت أعهد الذئب حليماً [أكل ابني وأبقى على 


١ قميصه](1)‎ 


قوله : « وجَاءَت سَيارَة فَأَرسَلوا وَارِدَهُم » الذي يرد الماء ليستقي للقوم© . 


(1) زيادة من تفسير الطبري. ج 15 ص 5888 أثبتها لإيضاح هذا المعنى الطريف. 
(2) ١و‏ في الممخطوطات الأربع : «واردهم. الذي يستقي لهم الماء». وأثبت ما في في زء ورقة 153. 
نهد افق تفوزاء وأدل على أصل الكلمة اللغوي . 


259 


يوسف: 19 - 20 تفسير كتاب الله العزيز 





وقال بعضهم : واردهم : رسولهم . « فاذلى دَلوه 4 أي : في الجب» وهي نئر بيت 
المقدس . فلما أدلى دلوه ٠.‏ تشيث انها يوسف . 

قال الحسن: ف #8 ا أدلى دلوه في المكو: «يبشرى هذا غلام » 
يقول لصاحبه : البشرى! قال له صاحيه : ماوراءك؟ قال: هذا غلام . فأخرجوه . وقال 
بعضهم : يا بشراي هذا غلام . أي : تباشروا به حين أخرجوه10) ظ 

قوله: « وَأْسَرُوهُ بضَعَة وَاللَهُ عَلِيمْ بمَا يَعْمَلُونَ 4 قال بعضهم: أخفوه من 
أصحابهم . وقالوا: هو بضاعة استبضعناه أهل الماء لنبيعه لهم بمضصر . 

وقال بعضهم : كان إخوة يوسف. وهم عشرة.ء قريبا منهم حين أخرجوه من 
الجب ؛ فجاءوا فقالوا: هلا غلام لنا أَبقّ مناء فباعوه منهم . فهم الذين أسروه بضاعة 
فباعوه . 

وقال مجاهد : وأسروه بضاعة. أي : صاحب الدلو ومن كان معه قالوا 
لأصحابهم : إنما استبضعناه. مخافة أن يستشركوهم فيه إن علموا بثمنه. قالوا: إنما 
استبضعناه. وإخوته معة يقولون : استوئقوا منه لا يأبق حتى تبيعوه بمصر. وقال 
يوسف: من يبتاعني فليبشر” . 


قوله : « وشروه 4 أي : باعوه ف بِثَمَنِ بَخْس :4 أي ظلم. أي حرا م ولم يكن 
بحل ببعه(3) #درهم مَعَدُودَةٍ #. قال مجاهد: باعوه بائنين وعشرين درهها: 


(1) وقيل نادى المدلي دلوه صاحباً له من السيارة كان يسمى بشرى.» وهذا على قراءة من قرأ الكلمة 
بدون إضافة . وهو قول نسب إلى السدي كما في تفسير الطبري ج 16 ص 3. 

(2) كذا في المخطوطات. وفي ز ورقة ة 153: «بخس أي حرام لم يكن يحل بيعه» والحق أن كلمة 
لحك الفقيها "انك تالحرو قال أبو عبيدة في معاني القران ج 1 ص 304 : ( بحس : 
أي : نقصان » ناقص ء منقوص . يقال : بحسني حفقي . أ : قصني . وهو مصدر بحخكست». 
فوصقوا به. وقد تفعل العرب ذلك». 

(3) كذا في ق وع: «فليبشروء وهو الصحيح. وفي ج ود: : «فليشت. وهو تضحيف . 


200 


الجزء الثاني يوسف: 20 - 23 





قال الكلبي : المعدودة ما كان دون الوة قية (!) والوقية أربعون درهماً! فما دون 
الوقية فهو معدلود. ل يوزد. 

قوله : « وَكانوا فيه من الزَّاهِدِينَ 4 أي الذين التقطوه. وزهادتهم فيه أنهم لم 
يكونوا يعرفون منزلته من الله. فباعوه من ملك مصر. 


قوله : ١‏ وقال الذي اشْترَيئهُ من مُصْرَ لامرأته أكرمي مَنوَيهُ 4 أي منزلته « عَسَى 
أن ا وُلّدا 4 أي نتبئأه . قال الحسن : يقول : نتبنأه . 


قال الله : 9 وَكَذَلِكَ مكنا لِيُوسُفَ في الاض, 4 يعني أرض مصر وما أعطاه الله 
وما مكنه 9 وَلِْعَلّمَهُ من تأويل الأحاديث 4. قال مجاهد: تعبير الرؤيا. « وَاللَْهُ 
غالبٌ عَلَى مره 4 هو مثل قوله : (إن الله بَالغ أَمَرَه) [الطلاق: 3] « ولكن أكثْرَ 
الناسٍ لا يَعْلَمُونَ 4 وهم المشركون . 


قوله: ط وِلَمَا بَلَعْ أسْدَهُ 4 [يقال: بلغ عشرين سنة] © مَالَينَهُ كما 
وَعِلّْمأً 4. قال الحسن: أعطى الرسالة عند هذه الحال. وقد كان أعطى النبوّة قبل 
ذلك في الجب. « وَكَذُلِكَ نجزي المُحْسِنِينَ 4. 


قوله: « وَرِوَدَتَهُ التي هُو في بَيْتِهَا عن نُفْسِه > أي : امرأة العزيز « وَعَلْفَتِ 
الآبْوْب وَقَالَتْ مَيْتَ لَكَ »> أي الع لاك وهي تقرأ على وجه آخر: هيت لك أي : 
تهيات لك© ط قَالَ مَعَادْ الله إِنهُ رَبِيَ 4 أي: سيّدي. يعني العزيز. « أَحْسَنَ 


(1) فى المخطوطات : «الوقية» وأصح منها والار فته والوقية ة قليلة الاستعمال وهي لغة عامية. 
وورنقاق القديم أربعون ذرفتها. انظر اللسان: وقى. افق وانظر محا الجوهري : وقى . 
أما وزنها بمقياس الميزان العصري فهو حوالي ماثة وعشرين غراماً. وانظر|إن شئت جدول 
المكاييل والمقاييس في قواعد الإإسلام للجيطالي . 8 2 ص 30, والجدول من وضع محقق 
الكتاب المرحوم الشيخ عبد الرحمن بكلي . 

(2) زيادة من ز. ورقة 153. 

(3) أشار بعض المفسرين إلى هذا المعنى. وقد أنكره أبو عمرو بن العلاء إنكاراً شديداً كما أخبر به | - 


261 


يوسف: 23 - 24 تفسير كتاب الله العزيز 





مَتْوَايٌ # أي : أكرم منزلتي 00 , « إِنْهُ لا يُفْلحٌ الظْلِمُونَ؟ . نا بأ 
يوسف . ما أحسن شعرك! قال: : أما إنه أول شي ء يبلى مني . 

قوله : « وَلَقَدُ هَمتَ به 4 أي : ما أرادته به على نفسها حين اضطجعت له. 
ل وَهَمٌ بها 4 أي: حلّ سراويله©. قال: « لَوْلا أن رأ بُرْمَْنَ رَبْهِ 4. 

ذكروا عن الحسن أنه قال: زعموا أنه رأى يعقوب في صورته قد فرج عنه سقف 
البيت عاضاً على إصبعه. وكذلك قال غيره. قال مجاهد: مثل له يعقوب فاستحبى 
منه. وقال بعضهم : قد مثل له يعقوب», قد فرج سقف البيت» مشرفاً عليه فصرف 
الله عنه وأذهب كل شهوة كانت في مفاصله. وفي تفسير الكلبي: إنه ملك تشبه 


بيعقوب . 
قال الله: « كَذْلِكَ لتَضْرف عَنْهُ السُوءَ وَالَحْضَاءَ إِنْهُ مِنْ عِبَادنًا المُخلَصِينَ # 
يعنى أنه نبى أخلص بالنبوة . 





. - أبو عبيدة معمر في مجاز القرآن ج1 ص 306-305, ونقله عنه الطبري» وذكر مختلف قراءات 
اللفظة في تفسيره ج 16 ص 31-25. 

(1) كذا جاء تفسير. كلمة ومثواي», «ومثواه» قبلهاء بالمنزلة,» وكذلك جاءت منسوبة إلى قتادة في 
تفسير الطبري ج 16 ص 18. وأصح من ذلك وأدق تعبيراً أن يقال عن الأولى ما ذكره الطبري : 
«أكرمي موضع مقامه وذلك حيث يثوي ويقيم فيه». لأن المثوى هو المنزل والمقام . كما ذكره 
ابن قتيبة في تفسير غريب القران ص 214, والزمخشري في الكشاف ج 2 ص 454. وقال 
البخاري في كتاب التفسير تفسير سورة يوسف: «مثواه مقامه» . 

(2) كذا فى المخطوطات وفي زورقة 153. وهو منكر من القول وزور. وقد وردت في كتب التفسير 
أقوال ممختلفة في هم يوسف., نسب بعضها إلى ابن عباس ؛ فراحت أخيلة القصاص والأكاذيب 
الإسرائيلية تنسج أخباراً ما أنزل الله بها من سلطان» ولا ثبت فيها عن الصادق المصدوق حديث 
صحيح . . والذي يليق بكل مسلم أن يؤمن بما دل عليه اللفظ القراني ي مجملا مع تنزيه الأنبياء عما 
لا يليق بمقامهم ؛ فهم المصطفون الأخيار. والهم لا يعدو أن يكون حديثئا نفسياء أو خاطراً 
عابراًء لا يتعديان إلى حركات أو أعمال بالجوارح . ونعوذ بالله من سيئات الظنون. انظر في هذا 
الموضوع. على سبيل المثال مناقشة قيمة رَدْ بها الفخر الرازي على بعض الروايات الزائفة 
وذلك في التفسير الكبير ج 18 ص 114 - 119. 


202 


الجزء الثاني يوسف : 25 - 29 


قال بعضهم : فولّى هاربا فاتبعته ط وَاسْتَبْقا البَابَ » فسبقها إلى الباب ليخرج 
« وَقَدَّت قَمِيصَهُ مِنْ دُبْر © أي: شقته من خلفه. « وَالْفَيَا سَيّدَهَا 4 أي زوجها. ولو 
لم يعلم حى الزروج وحرمته . إلا أن الله سماه 05 أي : سيدا للمرأة . قال: وألفيا 
سيّدها. « لَدَى البّاب » أي : عند الباب. 

١‏ قَالْتْ ما جَرَاءُ مَنَ أَرَادَ بأَمْلِكَ سُوءاً © تعني الفاحشة 8« إل أن يُسْجَنَ أو 

ف فَانَ هِيَّ رَوَدْنِي عَن نْفْسِي » قال: « وَسَهِدَ شَاهِدٌ من أَمْلِهًا 4 أي: من 
أهل المرأة. قال بعضهم: أخوهاء وقال بعضهم: ابن عمها. فجعله العزيز بينهما 
حكماء فقضى بينهما بالحق . 


1 00 ع قل اق انم 5 قاس _* عر وام فد > د ل 2 
قال: © إن كان قميصه قد منْ قبل فصَدّقت وهو مِنَ الكلذبينَ وَإن كان قميصة 


وفى تفسير الكلبى : إنه كان شاهداً. قال: سمعنا الجلبة وقَدّ القميص؛ فإن 
كان قَدٌ من قبل فصدقت وهو من الكاذبين» أي : فهو الذي أرادها على نفسها فَقَدت 
قميصه. وإن كان قد من دبر فهو الذي قَرّ منها فقدّت قميصّه. 

وقال مجاهد: وشهد شاهد من أهلهاء أي : فميصه مشقوق من دبر. فذلك 
شاهدها. 


وقال بعضهم: وشهد شاهدء. أي: وحكم حاكم من أهلها. وقال بعضهم: 
شهد رجل حكيم . وكان لعمري حكيما إذ حكم بهذاء فقال: القميص يقضي بينهما؛ 
إن كان قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين» وإن كان قد من دبر فكذبت وهو من 
الصادقين . 

قوله: « فَلَمّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدّ مِنْ بر قَال 4 زوجها ط إِنْهُ مِنْ كيْدكُنٌَ إن كيدَكُن 
عظيم 4. قال الحسن : ثم قال ليوسف: له يوسفٌ أنرض عَنْ هنذا 4 ولا تذكره ولا 
شه . وقال لها: 9 وَاسْتَعْفري لِك إْنْكِ كنْتِ من الحَاطئِينَ 4 يعني الخطيثة. 


2063 


يوسف : 30 - 31 تفسير كتاب الله العزيز 





وقال الكلبي : إن قريبهاء وهو ابن عمهاء رغب إلى يوسف أن يعرض عن 
ذلك. ولا يذكره لأحد. وقال لها استغفري لذنبك من زوجك واستعفيه ألا يعاقبك 


قوله: ‏ وَقَالَ نِسْوَةَ في المَدِينَةِ امْرَآتُْ العزيز 4 يعني غير الملك© « تَرَاوُ 
قنينهًا عن نْفْسهِ م أي : غلامها « قَدْ شَعَفَهَا حُبا 4 قال الحسن: قد بطنها حبه؛ 
وكان يقرأها: عن نعنها ). وقال والشغف أن تكون شغوفا يه وقال بعضهم : قد 
شغفهاء أي : ملأها حبه. 

وقال الكلبى : قد شغفها حباًء والشغاف حجاب القلب [وقال مجاهد: أي : 
دخل حبه في شغافها؟©. والعامة على شغفها. وبعضهم يقرأها: قد شعفها. 

قال الكلبي : والنسوة امرأة صاحب السجن.ء وامرأة ساقي الملك, وامرأة أمير 
الخبازين» وامرأة صاحب الدواب . والعزيز كان دون الملك على أمر الملك© . وقوله 
تعالى : « إنا لَْريها في صلل مبين 4 أي : بين. يعنين مراودتها فتاها عن نفسه . 


قوله: هط فَلَمَا سَمِعَتَ بِمَكْرهنٌ 4 [أي: بغيبتهن]© « أَرْسَلّت إِلَيْهِنْ 4 
[وأرادت أن توقعهن فيما وقعت فيه]0©».. « وَأَعْتدَت » أي: وأعدّت « لَهِنّ 
مُنكَأْ 4. وهي تقرأ على وجهين: مثقلة ومخففة. فمن قرأها مثقلة جعلها مجلساً 


(1) كذا في فى وع: «يعني غير الملك». وهو أصح. وفي ج ودء وفي زء ورقة 154: عز الملك وله 
وجه . 0 | ظ 

(2) زيادة من زء ورقة 154. وهو موافق لما جاء في تفسير مجاهد.ء ص 314. 

(3) كذا في المخطوطات. وهو الصحيح . فإن العزيز لقب كان عند قدماء المصريين لرئيس شرطة 
الملك. وقيل لمن كان على خزائنه. وأما ما ذكره أبو جعفر الطبري في تفسيره ج 16. ص 62 
من أن العزيز هو الملك في كلام العرب, فيبدو أنه يقصد المعنى اللغوي العام. لأنه يقول. بعد 
أن أورد بيتا لأبي دؤاد: 

ره عَاصٌ عَلَيِهَا تاجر جُلِيْت عند عَزِيزٍ يَوْمَ طل: 
«يعني بالعزيز الملك. وهو من العزة». 
(4) زيادة من زء ورقة 154. 


204 


الجزء الثاني ظ يوسف: 31 - 33 





تَكَأَة وهو قول مجاهد0©. ومن خمّفها جعله شيئاً يحز بالسكاكين» وقال بعضهم : 
هو الأترج ©. وقال الحسن: هو طعام يحز بالسكاكين. 

قوله: « وَءَانَتَ كل وَاحِدَةٍ منْهُنٌ سِكيتاً 4 أي : ليقطعن ويأكلن. « وَقَالَت » 
ليوسف ف اخرّج عَلَيْهنَ 4. 

قال: « فَلْمًا رَأَينهُ أَكْبَرْنَهُ 4 أي: أعظمنه. قال الحسن: لما رأين من جماله 
وهيثته0©. وقال الكلبي : أعظمنه أن يكون من البشر. 

قوله : « وَنَطْعَنَ أيديَهُنٌ © أي : وحززن أيديهن. قال الكلبي : يتقانها 
يصنعن. « وَقَلْنَ حَاش لِلّهِ 4 أي : معاذ الله « ما هذا بَشَراً إن هذا إل مَلَْكْ 4 من 
ملائكة اللهء « كريم » أي: على الله. 

١‏ قَالْتْ فَذْلِكَنٌ الذي لمي فيه © أي: فهذا الذي لمتثني فيه « وَلْقَدْ رودتة 
َن نفسه فَاسْتَمْصَمْ > أي : فاستعصى . وقال الحسن : فامتنع . « وَلئن لم يَفْعَل ما 
مره لَيَسجِتنٌ وليكونا مُنَّ الصَّغِرِينَ» أي : من الأذلاء. 

فدعا يوسف ربه ف 9 قال رَبٌ السَجنُ أحب إِلَىّ مِمّا يَدْعُودني ِلَيْهِ ولا نَضْرفٌ 
ني كَيْدَهْنَ 4 [قال الحسن: قد كان من النسوة عون لها عليه] ‏ ط أَضْبُ هن » 
أي : أتابعهن. [وقال بعضهم : أمل ! إليهن ميل جهل وصبا] 9). كد من 
الجَمهِلِينَ 4 . 


(1) هذا هو القول الراجح في قوله «متكأء . قال أبو عبيدة في مجاز القران ج 1 ص 309: أعدت . 
لهن متكثاً. أي + نمرقا تتكىء عليه» وزعم قوم أنه الأترج. وهذا أبطل باطل في الأرضء. ولكن 
عسى أن يكون مع المتكا أترج يأكلونه. ويقال: ألق له متكأ». 

(2) في بعض المخطوطات : «الأترنج. وهو من ألفاظ العامة. وما أثبته: «الأترج» من كلام 
الفصحاء . 

(3) كذا 2 ود («هيئتهو. وهو أصح وأنسب» وفي فَْ وع: «وهيبته). 

(4) زيادة من زء ورقة 154. وهو من كلام يحيى بن سلام . 

(5) زيادة من زء ورقة 154. وهو من شرح محمد بن أبي زمنين. 


2065 


يوسف: 34 - 36 تفسير كتاب الله العزيز 





« فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبَهُ قَصَرَف عَنْهُ كُيِدَهْنٌ إِنْهُ هُوَ السّمِيمٌ العَلِيمُ 4 أي : لا أسمع 
منه ولا أعلم منه. 

قوله: « ثُمٌّ بَدَا لَّهُم من بَعْدِ مَا رَأَوَا الآييت» قال مجاهد: يعني قدَّ القميص 
1 وقطع الأيدي., أيدي النسوة. « ليَسجَئئهُ حتى جين » أي : حتى زمان. في 

تفعور الكل 

قال الكلبي : بلغنا أنها قالت لزوجها: صدّقته وكذبتني وفضحتني في المدينة, 
فأنا غير ساعية في رضاك إن لم تسجن يوسف. وتسمع به وتعذرني » فأمر بيوسف. 
فحمل على حمارء ثم ضرب بالطبل: إن هذا يوسف العبراني أراد سيدته على 
نفسها. فطيف به في أسواق مصر كلهاء ثم أدخل السجن. قال الكلبي: قال أبو 
صالح: لم أرَ ابن عباس قط يذكر هذا الحديث على يوسف إلا بكى . 

فوله: ف وَدََلَ مَعَهُ اسن فتيان: َال أَحَدُهُمَا ني ريني َعْصِرٌ حَمْراً 4 وهي 
في قراءة ابن مسعود: أعصر عنباً. « وَقَالَ الأخر إنيَ ريني حمل فَوقَ رسي خبزا 
د قصعة من ثريد. « تَأكلُ الطيرٌ منْهُ نه نا وله إن نَريِكَ مِنّ 

قال بعضهم: كان إحسانه. فيما بلغناء أنه كان يداوي جرحاهم. ويعزي 
حزينهم» ورأوا منه إحساناً فأحبّوه على فعله ©. 

وكان الذي قال: إني أراني أعصر خمراً ساقي الملك على شرابه» وكان الذي 
قال: إني أراني أحمل فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه خباز الملك على طعامه. فقال 
للخباز: إنك تصلب وتأكل الطير من رأسك. وقال لساقيه : أما أنت فترد على عملك . 
فذكر لنا أنهما قالا حين عيّر لهما الرؤيا: لم نر شيئاًء فقال: ( قُضِيّ الْأمْرٌ الذي فيه 
تستفتيَانٍ ) . 


(1) هذا قول رواه قتادة وهو هنا مختصر. انظر تفصيله. وخبر يوسف مع من كانوا معه في السجن. 
وححمسن معاملته إياهم في تفسير الطبري ج 16 ص 99. 


206 


الجزء الثاني يوسف: 36 





وقال الكلبي : قال الساقي : إني رأيت فيما يرى النائم انق دخلت الكرم. فإذا 
أنا بحبلة2» حسنة الورق والظل» ذات قضبان ثلاثة. فنظرت إلى القضبان فإذا أنا فيها 
بعنب قد طاب. فأخحذت من العنب. فعصرته في كأس الملك. ثم أعطيته إياه. 
فأخحذه من يدي فشربه. فقال له يوسف: نعم الرؤيا رأيت. أما الحبلة التي رأيت 
وظلها وحسن ورقها فهو عملك الذي كنت عليه» وأما القضبان الثلاثة فهي ثلاثة أيام 
تكون في السجن. ثم يسأل عنك الملك. فيردك إلى عملك. ثم تعطيه الكأس 
الها مووينكه ويشربها. ثم قال له يوسف: اذكرني عند ربك, أي : عند الملك». 

وقال الخباز: رأيت أني أحمل فوق رأسي خبزاًء وقال: يا يوسف. عبر رؤياي 
كما عبرت لصاحبي., فقال له يوسف: وما رؤياك؟ فقال: رأيت فيما يرى النائم أني 
خارج من مطبخ الملك. وعلى رأسي ثلاث سلل من خبزء فإذا فوق أعلاها طير تأكل 
منها. قال له يوسف: رؤياك قبيحة. أما السلل الثلاثة فثلاثة أيام تكون فى السجن. 
ا ع ا ل فقال: ا رن 0 
شيئاً. قال: 5١‏ قُضيَ الأمْرٌ الذي فيه تَسْتَفْتِيَانِ ) كالذي قلتماء كذلك يقضى لكماء 
لصاحب ار خيرء ولصاحب الشر شر. 

ذكروا أن رسول الله كلِ قال: الرؤيا عندما عبرت ©. 

ذكروا أن رسول الله كةِ قال: الرؤيا معلقة برجل طير ما لم يحدث بها 
ضاخيهاء: فإذ| حدث ريا وقغت:. فلا تحدئر بها الآ عالما أو ناضحا أو قان؟ تخبينا. 
أو كالذي قال 30 . 


(1) الحبلة. والحبلة» والحَبلة : الكرم 2 مطلقاء وقيل : الأصل من أصول الكرم. أو: طاق من قضبان 
الكرم . وهذان المعنيان الأخيران هما المقصودان هنا. انظر اللسان: (حبل). 

(2) أخخرجه ابن ماجه من حديث هذا لفظه : اعتبروها بأسمائهاء وكنوها بكناها والرؤيا لأول عابر في 
كتاب تعبير الرؤيا (رقم 3915) وأخرجه ابن أبي شيبة بلفظ : الرؤيا لأول عابر وأخرجه الحاكم 
بلفظ: إن الرؤيا تقع على ما تعبرء كلهم يروي الحديث عن أنس مرفوعا. 

)3( أخرجه ابن ماجه في كتاب تعبير الرؤياء باب الرؤيا إذا عبرت وقعت (رقم 4 وأخرحه 5 


267 


يوسف: 37 - 39 تفسير كتاب الله العزيز 





ذكروا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله كهِ: إذا كان في اخر الزماداء أو إذا 
اقترب الزمان لم تكد تكذب رؤيا المؤمن . وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثاً . والرؤيا 
ثلاثة: منها بشرى من الله ومنها تحزين من الشيطان, ومنها ما يحدث به الرجل 
افيينية 91 : 

قوله : ظقَالَ لآ يَأتِيكُمَا طَعَامٌُ تَرْرَقَانه إلا تنكم بتأويله» أي : بمجيئه. قال 
بعضهم: ي: بلون الطعام « قَبْلَ أَنْ يَأتَِكُمَا ذُلكُمَا مما عَلْمَنِي رَبْيَ 4. فكان 
يخبرهما بما يأتيهما من الطعام قبل أن يأتيهماء بما يطلعه الله عليه» كما أطلع عيسى 
ابن مريم, فكان ينبىء بني إسرائيل بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم. فكان يقول 
للرجل : أكلت كذا وكذاء واذخرت كذا وكذا. 

قوله : « إني كت مله قَوْمِ لا يوْمنُونَ بالله وَهُمْ بالأخرّة هُمْ كفرُونَ» برل 
لم ا ملتهم . < وَائبَْعْتَ مله ءَابائي فك بكر وَيَعْقُوبَ ما كَانَّ لَنَا أن شرك 
الل مِنْ شَيْءِ ذُلِكَ مِنْ فَضْل الله عَلَيْنا »م , يعني النبوة التي أعطاهم الله « وَعَلَى 
الناسٍ 4» يعني الإسلام. ويقال: رب كر تعد فلن غير « ولكن أكثرَ الناسٍ 
لآ يَسْكَرُونَ » أي : لا يؤمنون. 


قوله : « يلصحِبي لسن » يعني الفتيين اللذين سجنا معه 8 عَأَرْبَابٌ 
مُتَْرّقَونَ 24 على الاستفهام. أ : يفهمهم, يعني الآوثان التي يعبدون من دون الله 
من صغير وكبير ووسط « خَيْرٌ أم اللَهُ الوجدٌ المَهّارٌ 4 أي: إن الله خير منهم. وهو 
مثل قوله: ( ضَرَبَ اللَّهُ متلا رجلا فيه شُرَكَاءُ مُتَشَاكْسُونَ وَرَجُلا سَلّم لِرَجُل هَل 


- داود في كتاب الأدب؛ باب تعبير الرؤيا (رقم 5020) كلاهما يرويه من طريق وكيع بن عدس», 
عن عمه أبي رزين عن النبي عليه السلام . 

(1) أخرجه ابن ماجه في كتاب تعبير الرؤياء باب أصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثاً (رقم 3917) وفي 
باب الرؤيا ثلاثة (رقم 6م وأخرجه أبو داود في كتاب الأدب. باب ما جاء في الرؤيا (رقم 
9) كلاهما يرويه من حديث أبي هريرة. كما أخرج البخاري بعضه في كتاب التعبير» باب 
القيد في المنام . وأخرجه الترمذي أنه 


208 


الجزء الثاني يوسف: 40 - 41 


يسَتَويَانِ مَثَلَا ) [الزمر: 29]. يعني به مثلاً لنفسه. ويعني بالرجل السلم الذي يعبده 
ويوحده. ويعني بالشركاء المتشاكسين الآلهة التى يعبدونها من دون الله . 

قوله: «ا ما تَعْبُدُونَ منْ دُونِه إل أَسْمَاءٌ سَمُيُمُوهَا أَنْتمْ وََابَاكُم ما أَنْرّل اللّهُ بها 
ِنْ سُلْطانٍ 4 أي: من حجة إن الحُكُمُ إل لله 4 أي : إن القضاء إلا لله « أَمرَ اد 
تعدا إل يَاهُ ذلك الذَّينٌ اليم 4 أي : لم يأمر العباد إلا بعبادته. قال الله : ( وما 
أَرسَلْنَا منْ قَبْلكَ من رُسُولٍ إلا يُوحَئ إِلَيْه أَنْهُ لا إلنة إلا آنا فَاعْبُدُونَ ) [الأنبياء : 26]. 


ذكر بعضهم قال: ا د و إلى حظهما من 
ربهماء فقال: ( يا صاحبي السجن َربَابُ متَفرَقُونَ خَيْرٌ أم الله الَاحدٌ القهَارٌ ) أي : 
إنه قهر العباد بالموت وبما شاء من أمره. 

قوله: « وَلَكنّ أَكثْرَ الثاس لآ يَعْلَمُونَ » وهم الذين لا يؤمنونء وهم أكثر ‏ 
الناس. ذكروا عن الحسن قال: [قال رسول الله كهخ] © يقول الله لآدم. يا ادم قم 
فابعث بعث أهل النار. قال: يا رب. وما بعث أهل النار؟ قال من كل ألف تسعمائة 
وتسع وتسعون إلى النارء وواحد إلى الجنة. فلما سمعوا ما قال نبيهم أبلسوا حتى ما 
يجلى أحدهم عن واضحة ©. فلما فلما رأى ما بهم. م في الناس إلا 

كالرقمة في ذراع الدابة» أو كالشامة في جنب البعير. وإنكم لمع الخليقتين ما كانتا 

مع شيء قط إلا كثرتاه: ياجوج وماجوج ومن هلك من بنر بني إبليس . فتكمل العدة من 
المنافقين 60 . 

فول #لصحبى السِّنِ أما أَحَدُكُمًا فيَسْقِي رَبْهُ حَمْرأ وما الآخَرٌ فَيُضْلَبُ 
فتأكل ل الامو الذي فيه تَسَفْيَانَ » وقد فسرناه في الآيات الأولى . 


(1) ما بين المعقوفين زيادة لا بد منها لأن هذا نص حديث مرفوع إلى رسول الله ك8 . 

(2) الواضحة: السّن التي تبدو عند الضحك. ومعنأه: أنهم سكنوا من الخوف والحيرة والذهول 
حتى ما يقدر أحدهم أن يبتسم أو يضحك. وفي أساس البلاغة للزمخشري : «لا ترك الله له 
واضحة : سنا تضح عند الضحك». وانظر صحاح الجوهري. (وضح). 

(3) حديث متفق عليه؛ انظر تخريجه فيما سلف. ج 1 ص 4284. 


0209 


يوسف: 42 ش تفسير كتاب الله العزيز 





قوله: ط وقال للذي ظَنّ أَنْهُ ناج مُنْهُمًا اذْكرَنِي عِنْدَ رَبْكَ 4 أي : اذكر أمري 
عند سيدك. أي : الملك . 

ذكروا أن رسول الله ككلِِةٍ قال: لا يقولن أحدكم عبدي ولا أمتي. وليقل فتاي 
وفتاتي » ولا يقولن المملوك لسيده ربي وربتي». وليقل سيّدي وسيدتي ؛ كلكم عبيد. 
والله هق ارت 

قوله : « فََنْسَيْهُ الشْيْطنٌ ذكرَ رَبْهِ 4 ذكر أن يوسف قال للساقي حين عبر له 
رؤياه : ( اذكرني عند رَبك ). وذلك بعد ما لبث في السجن خمس سنين يتضرع إلى 
الله بالليل والنهار ويدعوه. فأنساه الشيطان ذكر ربه. يعني يوسف. ورغب يوسف إلى 
الساقي أن يذكره عند الملك . 


قال : كمي را ع 00 ا 
العشرة . 

وقال مجاهد: ( اذْكرْني عِنْدَ رَبك ) أي: عند الملك؛ فلم يذكره حتى رأى 
الملك الرؤيا. وذلك أن يوسف عليه السلام أنساه الشيطان ذكر ربه وأمره أن يذكره 
للملك ابتغاء الفرج عنده. فلبث في السجن بضع سنين عقوبة [لقوله ذلك] ©. 

ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله يكلِ: رحم الله أخي يوسف. لو لم يقل 


(1) أخرجه مسلم في كتاب الأدب. باب حكم إطلاق لفظ العبد والأمة والمولى والسيد (رقم 2249). 
وأخرجه البخاري في الأدب المفرد. وأخرجه أبو داود في كتاب الأدب. باب لا يقول المملوك 
ربي وربتي. كلهم يرويه من حديث أبي هريرة. , / ا 

(2) زيادة من زورقة 155. لم يذكر المؤلف هنا إلا وجها واحدا لتأويل قوله تعالى : ( فأنساة الشيطان 
ذكْرَ رَبْهِ ) مم تكرار في اللفظ وتطويل . أما الفراء فقد ذكر ذلك بعبارة موجزه واضحة مع استيفائهم 
لوجهي التأويل. قال في معاني القران ج 2 ص 46: ١‏ فأنساة الشْيْطَانُ ) يقول: أنسى الشيطان 
يوسف أن يجعل ذكره ومستغائه إلى الله.ء ويقال: أنسى الشيطان الساقي أن يذكر أمر يوسف. 
( ذكْرَ رَبّه ) دكن يوسف لمولاه). 


20 


الجزء الثاني ٠‏ يوسف : 3 - 46 





اذكرني عند ربك ما لبث في السجن ما لبث17) . 


قوله : ١‏ وَفَالَ المَلِك إنيّ أرَى سَبْع بَقَرْتٍ سِمَانٍ يَاكُلهُنُ سَبْعٌ اف »> أي : 
سبع بقرات عجاف 8« وسَبعٌ سنت 4 أي : اورأيت سبع سنبلات « ضر وَأخَر 
ياست » أي: وسبعا يابسات (ِيَأَيُهَا الملا آفتُوني في رَمْنِيَ إِنْ كُنتُمْ لمي 
تعبرون ©. 

١‏ قَانُوا اصْعََتٌ أخلم, » أي اباط اجام . وقال الحسن ام . وقال 
يد : فعل أحلامء وقال الأضغاث الأخلم الكاذية . « وما نحن بتأويل الأخلدم 

« وقال الذي نبا منهمًا 4 أي: من المسجونين» وهو الساقي « واذكر بَعْدَ 
مُه » يقول : اذكر بعد حين» في تفسير مجاهد. وقال الكلبي : بعد سبع سنين. وقال 
بعضهم . د 0101 أ بعل سئين . ظ 

وذكر عكرمة أن ابن عباس كان يقرأها: ( بَعْدَ أمَهِ ) أي: بعد نسيان. 

« أنا انبتكم وله فَأَرسِلُونَ 4. وفيها إضمارء وإضمارها. [فأرسله الملك. 
فأتى يوسف في السجن فقال: « يُوسفٌ أُيهًا الصَدَّينُ 4 يعني الصادق. 

وقال بعضهم:]9© أيها الرجل يت « افتنا في سبع بقرت سِمَانٍ 4 
أي : أخبرنا عن سبع بقرات سمان 9 يَأكلَمُنْ سَبٌْ جَافٌ وَسَيْ سبلت خضر وخر 
يَاببست لَعَلَيَ أَرْجِمٌ إلى الناس لَعَلْهُمْ يَعْلْمُونَ 4 

فأجابه يوسف فقال: أما السبع البقرات السمان والسبع السنبلات الخضر فهي 
سبع سئين تخصب. وأما السبع البقرات العجاف والسنبلات اجات فهي سبع 
سنين مجدبة يابسات. قال: يا يوسف. ثم ماذا بعد ذلك؟ قال: 7 ثم يَأتَى من بعد 
(1) أخرجة الطبري في اتفسير فاخ 6لاضين 1116 ضن 112 عن عكرمة وعن الحسن مرسلا. وأخرجه مرة 

عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي عليه السلام. وقال عنه المحقق الشيخ محمود محمد 
شاكر: هذا خبر ضعيف الاسناد جدا. 


211 


يوسف : 47 - 50 ظ تفسير كتاب الله العزيز 





ذُلِكَ عَامْ فيه يُعَاتُ الناسٌ وفيه يَعْصِرُونَ ). هذا في تفسير الكلبي . 

وقوله : ( فيه يُعَاتُْ الناسٌ ). أي : أهل مصر يغاثون بالمطر. ( وَفيه يَعْصرُونَ ) 
أ : العنب والزيتون في تفسير بعضهم . قال: ات ال الله علمه لم يسأل عنه . 

0 « قال تَرْرَعَون سبع مم سنين دبا 4 [أي: داه ثبين كعادتكم]0) « فم 
00 فذروه في كه ُ# أراد بذلك البقاء لأنه إدا كان ١‏ في السنبل كان أبقى له 
إلا قليلاً مما ميا تأكلون #6 

قال: « ثم يَأتّي من بَعْدِ ذُلِكَ سَبْعٌ شدَادٌ © أي : مجدبة « يَأكلْنَ ما قَدَمْتمُ 
لَهُنّ 4 أي: في السنين المخاصب « إلا قَليلاً مُمَا تُحْصِئُونَ # أي : إلا قليلاً مما 
[تحرزون وتدخرون]” . 

نَم يَانِي من بَعْد ذلك عَامٌ فيه يُعَاتُْ الناسٌ وَفِيه يَعْصِرُونَ © قد فسرناه في 
الآية الأولى . 

فأخبر الملك أن يوسف هو الذي عبر الرؤيا. 

« وقال المَلِك ايتوني به فَلَمَا جَاءَه الرَسُولٌ » أي : مول الملك جاء يوسف . 
ه قال » له يوسف « ازجع إلى رَبْكَ » أي: إلى سيدك., يعني الملك. وهذا 
كلامهم يومئذء قال: « فَاسَأَلَهُ مَا بَالُ النسوّة الللتي فَطَعْنَ أَيْديَهُنَ 4 أي: حززن 
أيديهن « إن رَبِي بِكَيْدِمِن عَلِيمْ 4. 
لأسرعت في الإجابة 0 قال بعضهم : أراد ألا يخرج حتى يكون له عذر. 


(1) ما بين المعقوفين ساقط كله من الممخطوطات 0 فأثبته من ز ورقة 155. 
)2( 9 0 0 خصلب») و... عت سنين 00 القاه في ز ورقة 155. 


زء ورقة 155. 
(4) أخرجه أحمد في مسئده . وأخرجه ابن المنذر عن الحسن مَرسلة وأخرجه ابن جرير الطبري من 5 


2/2 


الجزء الثاني يوسف: 51 - 53 


فأرسل | البهن المللتة فدعاهن ف « قَالَ مَا حَطَبْكُنٌ 4 في يوسف. أي : ما 
حجتكن». « | د يُوسّفَ عَن نفسه » أي : بالكلام والدعاء إلى المرأة. قال 
الحسن: قد كان منهن عون للمرأة عليهء وكان منهن شيء. قلنَ حش لله » 
فانتفين من ذلك 8 ما عَلِمْنا عَلَيْه منْ سُوءِ © أي : من زنا. والسوء ها هنا الزنا. 

ف قَالت مرت العغزيز الآنَ خضَخَصٌ الحَنٌّ © أي : الأن تبيّن الحق « أَنَا 
حورن لمن الصندقينَ » فانقضى كلام المرأة . 

لنت عله ار د ذَلِكَ لِيعلم أني لم أَمنهُ اليب » لما قالت امرأة 
العزيز ( الآنَ حَضحَصٌ الحَق أنا راوَدنهُ عَن نْسهِ وَإِنّهُلِمَن الصّادِقِينَ ) بلغ ذلك 
يوسف فقال: ( ذُلِكَ لِيعْلَمَ أني لَمْ أخنه بالعيْب ) وكان الملك فوق العزيز. 

قوله: « وَأَنْ الله لآ يَهْدي كَيْدَ الحَائنِينَ 4 أي : لا يصلح عمل الزناة. 

قال بعضهم: فلما قال يوسف هذا قال الملك الذي تشبه بيعقوب حين فرج 
سقف البيت». فأشرف عليه حين همت به وهم بهاء قال: ولا حين حللت سراويلك. 
أي : لم تخنه ولا حين حللت سراويلك. وقال بعضهم : إن جبريل عليه السلام قال : 
فما فعلت السراويز©»؟ قال يوسف 


806 م-دة ل يد 2 يأة عضن د ل لاي واه مد 

« وما أبرىءٌ نفسى إن النفس لامارة بالسوءٍ إلا ما رجحم ربي إن ربي غفور 
رَحِيم » يعني الهم الذي هم بها. 

كان بعض السلف يقول: إذا أذنب أنبياؤه عل لهم العقوبة في الدنيا والتنبيه 


- طرق عن أبي هريرة عن رسول الله كلِخِ في تفسيره ج 16 ص 134 - 136. وفي بعض ألفاظه : 
لأسرعت في الإجابة وما ابتغيت العذر. ولفظ البخاري في تفسير سورة يوسف: «ولو لبثت في 
السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي» . 

(1) كذافى المخطوطات». وفي ز ورقة 155 . وأصح من ذلك ما قاله ابن قتيبة في تفسير غريب القران 
ص 218: دما أمركن, ما شأنكن؟». 

(2) وهذا كله من الإسرائيليات الساقطة أو من خيال القصاص المولعين بغرائب الأخبار. ومعاذ الله 
أن يبت في هذا وأمثاله خبر صحيح عن الصادق المصدوق كله . 


213 


يوسف: 54 - 55 . تفسير كتاب الله العزيز 





والتذكيرء يريدهم التطهير. وإنما أخرنا نحن إذ لم يعجل عقوبتناء لعقاب الآخرة. 
وليس ذلك لما هو خير لنا. بل ذلك شر لنا. 

.قال الحسن : (الآنَ حضًحَصٌ الحَقٌ) أي : الآن جاء الحق. وذكر بعضهم في 
قوله : ( ذُلِكَ لَِعْلمَ أني لَمْ أنْهُ بالعَيّب) قال: ذكر لنا أن الملك الذي كان مع يوسف 
قال له : اذكر ما كنت هممبت به فقال يوسف : وما أبرىء نفسي 7" . 


قوله : « وَقَالَ المَلِك إيتوني به أَسْتَحْلِصَهُ لنفبي » أي: أ تخذه لنفسي . 
فأتوه به من السجن . < فَلّمًا كَلّمَهُ قَالَ إِنْكَ اليَوْمَ لَدَيْنَا 4 أي : عندنا « مَكينّ » أي : 
في المكانة والمنزلة . ط أَمِينَ 4 أي : من الأمانة. ا يه . إذ 
قالت: ( يا أَبْت اسْتَاجِرْهُ إِنْ خَيْرَ من اسْتََجَرت القوي الي [القصص: 26] يعنى 
موسى صلى الله عليه وعلى جميع الأنبياء. وسنذكر ذلك إذا أتينا عليه في سورة 
القصص [إن شاء الله]. 


فولاه الملك ا 0 بن يوسف : : او علبي عَلَى خرَائنٍ 
0 ب او اسع 0 


قال بعضهم : باع منهم يوسف قوتهم عاماً بكل ذهب عندهم. فصار ذهبهم كله 
له. ثم باعهم عاماً آخر بكل فضة عندهم. ثم باعهم عاماً آخر بكل نحاس عندهم, 


(1) هذا القول نسبه المؤلف إلى يوسف عليه السلام كما نسبه إليه كثير من محققي المفسرين. 
ومنهم ابن عبان ومجاهد والطبري . ولم يشر المؤلف إلى قول من ذهب إلى أن قوله: ( وما 
أبرىء نَفْسِيَ إن النفْس لأمارة بِالسوءِ ) هومن قول المرأة. فهنالك من المفسرين من ذهب إلى 
هذا. ومعناه: وما أبرىء نفسي أني راودته عن نفسه فإن النفس أمارة بالسوء. وممن ذهب إلى 
هذا القول الحافظ ابن كثير؛ فقد قال في تفسيره ج 4 ص 32: «وهذا القول هو الأشهر والأليق 
والأنسب بسياق القصة ومعاني الكلام». 


214 


الجزء الثاني يوسف: 56 - 62 


ثم باعهم عاماً آخر بكل رصاص عندهم, ثم باعهم عاماً آخر بكل حديد عندهم, ثم 

0 رمو اس الته لس ال عه . رءر وي 2 

قوله : وكذلك مكنا ليوسف في الارض * أي : أرض مصر « يتوأ منها 
حَيْتُ يشاء » [أي: ينزل منها حيث يشاء]2© وإنما كان ذلك لتمكين الله له وعطيته 
إياه. « نصِيبٌ بِرَحْمَبَنا مّن نشَاءٌُ © يعني النبوة. « ولا نضِيمٌ أجْرَ المُحْسِنِينَ 4. 

5 ء؟. وم 2 1 #وس #ى.ى ا سس ل | يي ل | ل 7 

قال: « ولاجر الآخرة » أي : الجنة © خير للذينَ ءَامنوا وكانوا يتقون » يعني ما 
يعطى الله فى الآخرة أولياءته خير من الدنيا. 

قوله: « وَجَاءَ إخوة يُوسّفَ » أي: من أبيه « فدخلوا عليه فعرفهم وهم له 
منكرون » فأكرمهم وأنزلهم . 

معش م ده هسمي ه 0 ع 0 يم م ع ام 

« وَلْما جَهزَّهم بِجَهَازِهم » أي : من الميرة «« قال آثتوني بأخ لكم من أبيكم » 
يعني أنخاه. وكان أصغرهم كلهم . قال بعضهم : هو بنيامين . وهو أخو يوسف من أبيه 
وأمه . 

قال: ج ألا ترون الى أوفى الكيّل وأنا خيْر المنزْلِينَ © أي : خير المضيفين. 
ع خير من يضيف بمصر. وقد رأوا ذلك ؛ إنه قد أحسن نزلهم وأكرمهم [لما] عرف 
أنهم إخوته ولم يعرفوه©). قال: ط فإن لم تأتوني به فلا كيل لَكمْ عندي ولا تقربونٍ 4 
يعني إذا رجعوا. 

قَالُوا سَْرُودُ عَنْهُ أَبَاهُ 4 أي : ليرسله معنا « وَإِنا لمْعلُونَ ». 

« وَقَالَ لفتينه يعني غلمانه « اجعَلُوا بِضَعَتَهُمُ في رِحَالِهِمْ 4 أي: دراهمهم 
في متاعهم « لَعَلَهُمْ يَعْرفونها إِذا انقلَبُوا إلى أَهْلهم لَعَلَهِمْ يَرَجِعُون 4. أي: لكي 
(1) زيادة من زء ورقة 156. 
(2) وردت هذه الجملة الأخيرة في المخطوطات الأربع بعد قوله: ( إذا رجعوا ) في آخر السطر 


التالي , وهذا خطأ من النساخ ولا شك. وقد أثبتها في سياقها المناسب وربطتها بما قبلها بكلمة 
«ولماه. 


215 


يوسف: 63 - 66 تفسير كتاب الله العزيز 


يرجعوا إليّ. يقول: هو أحرى أن يرجعوا إذا ردت عليهم بضاعتهم . 

< فَلَما رَجَعُوا إِلَى أيهم فَالُوا ينانا مُنَِ مِنا الْكيِلَ 4 أي : فيما يستقبل. أى: 
إن لم نأته بأخينا. « نَأَزْسلٌ مَعَنا أَحَانا نَكْمَلْ وَإِنا لَهُ لَحْفْظونَ . قَالَ مَل هَل ءَامنكمْ عَلَيِ إلا 
كما أُمِنتكم عَلَى أخيه مِنْ قَبْلَ 4 يعني يوسف ط قَاللهُ خَيْرٌ حفظاً وَهُوَ أَرْحَم 
الرحمين » وهي تقرأ على وجهين: حفظأ وحافظا. فمن قرأها حفظاً يعني : حفظ الله 
خير من كل حفظ. ومن قرأها حافظاً يعني إن الله هو الحافظ وهو خير الحافظين. 

« وَلَمَا فتحُوا مَتلِعَهُمْ وَجَدُوا بضعَتهُم »6 أي : دراهمهم « ردت يهم قَالوا يأ 
انا ما نبي 4 أي : وراء هذا ف هذه بضَعَتنًا رُدّت | ينا 4 وقد أوفى لنا الكيل . قال: 
« ونميرٌ أَهْلَنَا # يقولون: إذا أرسلت معنا أخانا « وَتحفظ أَحانا ونَرْدَادُ كيل بعير ». 
وإنما ذلك لأنه كان يكال لكل إنسان حمل بعير بمصر. تتشير الفسيين: نه د ينا قرا 
بعيرء أي: بغير ثمن» إذا أرسلت معنا أخانا. وكان يوسف وعدهمء في تفسير 
الحسن. إن هم جاءوهم بأخيهم. أن يزيدهم حمل بغير بغير ثمن. 

وقال بعضهم: كيل بعيرء أي: حمل بعير. وقال مجاهد: حمل بعيرء أي : 
حمل حمار. وهي لغة لبعض العرب7''. 

ل ذْلِكَ كيل يسِيرٌ» [قال السدي: يعني سريعاً لا حبس فيه]© وقال 
الحسن: أي : يسير علينا الكيل» لأنه قد كان القوم يأتونه للمَيْر© فيُحيّسون الزمانَ 
حتى يكال لهم. وبعضهم يقول: ( ذلك كيل يُسيرٌ ) هذا من قول الله . 

قوله: فال لنْ ْلَه مَعكُمْ حئ نون موقم الو أبي : حتى تعطون موثقاً 

من الله « لتأتنني به 00 رمم وقال بعضهم: أي : 
إلا أن تهلكوا جميعا 

(1) وهو قول ذهب إليه أيضاً مقاتل بن سليمان في تفسيره. وانظر اللسان: (بعر). 

(2) زيادة من زء ورقة 156. 


)3( المي مصدر مار. يمير . ميرا. أي : اشترى الطعام وجلبه لأهله أو لغيره » والميرة الطعام 
الممتا 
رء 


206 


الجزء الثاني يوسف : 6 - 67 





« فَلَما ءَانَوه»4 أي : أعطوه 8« مُويْقَهِمْ قال » يعقوب : « اللَّهُ عَلَىْ ما تقول 
كيل » أي : حفيظ لهذا العهد. 

قوله : 9 وَقَال يَبَني لآ تَدْحَلُوا مِنَ باب وجدٍ وَادْخذرا ٠‏ من أبوب مُتَفَرَقَةٍ 4. قال 
بعضهم : خشى على بنيه العين؛ وكانوا ذوي صورة وجمال. 

ذكروا عن أسماء بنت عميس © أنها قالت: يا رسول الله إن بني جعفر أسرع 
شيء إليهم العين». أفأسترقى لهم؟ فقال: استرقي لهم. لو كان شيء يسبق القدر 
لسبقته العين©. 

ذكروا عن داود بن حصين عن علي بن عبد الله بن عباس أن يتيمة كانت عند 
ميمونة» فافتقدها النبي كله فسأل عنها. فقالوا: اشتكت عينيها. فقال: استرقوا لها. 
فإنه أعجبتني عيناها 0 . 





را الحيشةء لات له بها عبد الله دا 0 50 توفي ا 5 
بكر فولدت له محمداً. ولما توفي أبو بكر تزوجها على بن أبي طالب» فولدت له يحيى . 
فيل : وعونً. 0 لله وك رواها الصحابة والتابعون 0 ترجمتها 
4 9 غيرهما من كتب 0 

رحبي 0 0-5 في كتاب الطب حامق استرقى من ل ل 0) كلاهنا يرويه من 
طريق عبيد بن رفاعة الزرقي عن أسماء بنت عميس . وأخرجه مسلم بغير هذه الألفاظ في كتاب 
السلام » باب استحباب الرقية من العين (رقم 2198) عن جابر بن عبد الله . 

)3( هلا حديث لم أعثر عليه في كتب الصحاح. هكذا في قصة (يتيمة» كانت عند ميمونة» روج 
النبي عليه السلام . وبلفظ «فإنه أعجبتني عيناها» في آخرهء هكذا جاء ف في المخطوطات الأربع . 
وشبيه بهذا الحديث ما رواه الشيخان : البخاري في كتاب الطب» باب رفية ة العين» ومسلم في 
كتاب السلام » باب استحباب الرقية. كلاهما يرويه عن أم سلمة في قصة «وجارية في بيتها) 
وبلفظ : «استرقوا لها فإن بها النظرة» فهل هما حديث واحد؟ ليت لدينا تفسير ابن سلام كاملا 
لعل به سنداً هما : إذا لأمكنت المقارنة وسهل التحقيق . 


7آ2 


يوسف: 67 - 70 ظ تفسير كتاب الله العزيز 


قال رسول الله عله : إذا أعجب أحدّكم أخوه فليبرك ©. 
قوله: يا ل 
قوله : ١‏ ونا لوا بن نك أتزهع لبر حبني نهم شن ليذ شر 
0 يَعْقَوبَ قضيها » يعني قوله: ( لا تدّخلوا مِنْ باب وَاجِدٍ وادْخلوا 
57 « وَإِنهُ لذو علم لَْمَا عَلْمْنَهُ» قال الحسن : لما اتاه الله من النبوة . وقال 
بعضهم : الا وإلعن لزاني لا يَعْلَمُونَ © وهم المشركون» 
قوله: وَل دَحَلُوا عَلَىْ يُوسُف عَاوَى إِلَيْه أخاة» أي : ضمّه إليه « قَالَ إني أَنا 
أخوك فل تب ان افر فلا تحزن « بمَا كانوا يَعْمُلُونَ © يعني إخوته. وقال 
الحسن : 27 له تغتم م بما كان من أمرك وأمر إخوتك . 


ع هاس ماه - 


قال: « وَلْمَا جَهرَهُمْ بِجَهَازِهِمْ » يعني ميرتهم التي جاءوا لهاء ووفى لهم 
الكيل. وقضى حاجتهم «جَعل السقاية في رحل أخيه 4 والسقاية إناء الملك الذي كان 


(1) عانه يعينه. أي : أصابه بالعين. 

(2) أخرجه أحمد في مسنده مفصّلا بلفظ: علام يقتل أحدكم أخاه. هلا إذا رأيت ما يعجبك 
بركت»» وأخرجه ابن ماجه في كتاب الطب. باب العين (رقم 3509) عن أبي أمامة بن سهل بن 
حنيف. والتبريك أن يقول الإنسان: بارك الله فيك. أو يقول: ( تَبَارَكَ اللّهُ أَحَسَنُّ الحَالِقِينَ ). 

)3( كذا في ل الأربع . «لعالم لما علمناه» وله وجه صحيح مناسب. وقد يكون في 
الجملة تصحيف تصحيف صوابه : «وإنه لعامل بما علمناه»). فقد أورد هذا التأويل الطبري في تفسيره ج 
16 ص 168 ا لقتادة قال: «إنه لعامل بما علم». وزاد غيره: «من لا يعمل لا يكون 
عالما». وقال الفراء في معاني القرآن ج 2 ص 50: «يقول: إنه لذو علم لتعليمنا إياه., ويقال: 
إنه لذو حفظ لما علمناه». 


6آ/2 


الحاء الثاني يوسف : 0 - 76 


7 


سق فيه وهو الصواع. والصواع الإناء الذي كان يشرب فيه؛ جعله في متاع أخيه . 

وخ رج إخوة يوسف . وأخوهم معهم. من عندذه وساروا معهى فاتبعهم مناد 
ثم أذن مؤّذن » أي : ثم نادى منادٍ « أيتها العير إنكم لسلرقون» . 

هِقَانُوا وَأَقبلُوا عَلَيْهِمّ4 أي : إخوة يوسف آقبلوا عليهم « مَاذَا تَْقَدُونَ قَالُوا نقد 
صواع المَلك وَلِمَنْ جَاءَ به حمل بعير » أي: من الطعام. والطعام يومئذٍ عزيز. 
« وأنا به زَّعِيمْ » أي : وأنا به كفيل لمن جاء به. 

قال مجاهد : الزعيم هو المؤذن [الذي قال: ( أَيِتهَا العير إِنْكُمْ لَسَارُقُونَ )]00. 

١‏ قَانُوا نالل 4 وهو يومئظٍ قَسَم يُقسم به ١‏ لَقَد عَلِمْكم ما جنا لِنفْسِدَ في 
؟. 1 ل *# #اس 
الارض 4 لما كانوا يأتونهم قبل ذلك في الميرء وأنهم لم يروا منهم فساداء « وما كنا 
4 

لقان ايو موه و 03 وا واي 2 اق 1 بون نم والال قر الإ اط ب © 2 مس مر 

«قالوا فمَا جرَاؤهِ إن كنتم كلذبين قالوا جرَاوؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه» 
أي يؤخذ به عبداً. وكانت تلك ستتهم. « كَذَّلِكَ نجَزي الظللمِينَ» أي: السارقين. 

وكذلك كان الحكم عندهم: أن يؤخذ بسرقته عبداً [يستخدم على قدر 
سرقته ](2) وكان في قضاء أهل مصر أن يغرم السارق ضعفي ما اذ ثم يرسل . 
فقضوا على أنفسهم بقضاء أرضهم, وهومما صنع الله ليوسف, فذلك قوله: ( كَذْلِك 
كدنا ليوسفٌ ) أي : تعن ليوسف ( ما كان ليخد أخأة في دين الملك ) أي : في 
قضاء الملك. ملك مصرء أي : لو كان القضاء إليه غرمه ضعفي ما أخذ. ثم خلى 

قوله: « قَبَدَا بأوعيّتهم 4 ففتشها « قَبْلَ وِعَاء أخيه ثم اسْتَخرجها(ت© من وعَاء 


(1)ازياذة من تقد تافل تين 318 
(2) زيادة من زء ورقة 156. 
السرقة. 


209 


يوسف: 76 - 77 تفسير كتاب الله العزيز 


أخيه 4 . قال الله : « كَذْلِكَ كِذْنًا لِيُوسُْفَ »>. قال الحسن: كاد الله ليوسف ليضمٌ إليه 
أخخاه . 

ذكر بعضهم قال: ذكر لنا أن يوسف عليه السلام كان لا ينظر في وعاء من 
أوعيتهم إلا استغفر الله تائبً0» مما قذفهم به. 

قال الله: «ا ما كَانَ ليخد أَحَاِهُ في دين المَلك » قال بعضهم: أي : ما كان 
ذلك في قضاء الملك. قال: « إل أن يشَاءَ اللَّهُ 4أي: أن يستعبد رجلا بسرقة. 

قال مجاهد : وكان الملك مسلماً. وقال مجاهد: ( إل أن يَاءَ اللَهُ ». أي : إلا 
بعلّة© كادها الله له فاعتلٌ بها يوسف. 


حي جم سس 


قوله : ط نَرَْعُ رَجَتٍ من نْشَاءُ © قال: بالنبوة. « وَقوْقَ كل ذي عِلْم عَلِيم 4 
قال : إن الله علا علمه فوق كل علم. 


قال الحسن: أجل والله. لفوق كل ذي علم عليم» حتى ينتهي العلم إلى الذي 
حاء منه. وهو الله . وكل شيء فعله يوسف من أمر أخيه. وما ضصعع من أمر الصواع. 
إنما هو شيء قبلّه عن الله . 

قوله: « قَالوا إن يُسرق فَقَدْ سَرَقَ أخ لَهُ مِنْ قبل » يعنون يوسف. 

وكان ل أبو أمه. يعرك الأوثان ؟ فقالت لَه أمه : يا يوسف . اذهب فخدذ القفة 
التي فيها أوثان أبي. ففعل. فجاء بها إلى أمه. فتلك السرقة التي عيّروه بها. قال 
الحسن : كَذِّبوا عليه ولم يكونوا يوم قالوا هذه المقالة أنبياء إنما أعطوا النبوة بعل 
ذلك . وقال بعضهم : كان الصنم لجده» أبى ف وإنما أراد به الخير 9 , 


(1) كذا فى المخطوطات : تائباً وهو الصحيح. وفي تفسير الطبري ج 16 ص 184, َنم مما قذفهم 
به» وله وجه . 
(2) كذا فى المخطوطات» وفي ز ورقة 156 «بعلة) وفي تفسير الطبري ج 138 ص 187: «إلا فعلة». 
)3 انر اختلاف المفسرين في السَرّق الذي أتهم به يوسف, واقرأ قصته مع عمته؛ ابنة إسحاق فى 
تفسير الطبري. ج 16 ص 196 - 197. وفي زاد المسير لابن الجوزي ج 4 ص 263, 0 
ابن الجوزي سبعة أقوال في المقصود من هذه السرقة. 


2050 


الجزء الثاني يوسف: 77 - 80 





قوله : فا ها رسف ة تفسنة ول يدها لهم » أى : هذه الكلمة. 
2 عبر 0 , : 


و سه : 8 ا ل اه : 5 #1 سل.ة . 
مقاديم الكلام. أي : في الإضمار. 
هِقَالَ أنتم شَرْ مُكاناًه ممن قلتم له هذا. طوَاللُهُ أَعْلَمُ بمَا نَصِفُونَ» أي : إنه 
كذب. 
ابي طم ل 
« قالوا يايهًا العَزِيرُ 4 يعنون يوسف. يعنون على الملك©). قال الكلبى : إن 
يوسف كان العزيز بعد العزيز. سيذه الذي ملكه. « إن لَهُ أب شَيْحاً كبيراً فَحدّ أَحَدَنا 
مكانة » عبدا. ورذه على أبيه. فإنه شيخ كبير. 8 إنانْرَيِكَ مِنْ المحْسِنِينَ *. 
رم 5 0 م اللا حو - اا ا ل ا 8 َو 
عنده » أي : على ما قضوا به على أنفسهم حيث ( قالوا جَرَْاوْهِ من وجدّ في رَحله فهو 
جَرَاوّْه ) يؤخذ عبدا بتلك السرقة. 8« إنا إذا لظَلِمُونَ» [أي: إن أخذنا غير الذي 
وجدنا متاعنا عنده]©, 
قوله : « فَلَمَا اسْتَيْْسُوا من © أي : يئسوا من أن يرد عليهم أخاهم 8« خَلَّصُوا 
نجيًا 4 أي: خلصوا وحدهم نجياً. جعلوا يتناجون ويتشاورون فيما بينهم في ذلك. 
ه قال كبيرهم » وهو روبيل. وهو الذي قال: ( لا تقتلوا يوسفٌ وألقوه في 
غيّابَات الجبَ ). وقال مجاهد : كبيرهم شسمعون. وأكبر منه فى الميلاد روبيل . 
« أَلْمْ تَعلَمُوا أَنْ أَبَاكُمْ قد أَحَذّ عليكم مُوْثقاً مُنَّ اللّه. وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَطْتَمْ في يُوسّفَ » 
(1) كذا في ف وع, «يعنون يوسف, يعئون على الملك». وفي د: «يعنون يوسف عز الملك». لعل 
المعنى كان يوسف عزيزاً لدى الملك. أي : يا أيها العزيز على الملك. 
(2) زيادة من تفسير الطبري ج 16 ص 203 لإيضاح معنى (إذا) . 
(3) كذا في المخطوطات : «وأكبر منه في الميلاد». وهو الصحيح. أي : أكبر منه سنا. فقد جاء في 
مخطوطة زء ورقة 157 ما يلي : «وقال السدي : يعني كبيرهم في الرأي والعلم ولم يكن أكبرهم 
في السن». وبهذا يتضح التصحيف الذي أشرت إليه فى هامش 1 ص 258 من هذا الجزء. 


261 


يوسف: 80 - 84 تفسير كتاب الله العزيز 


قال الحسن: وقد كانوا أعطوا أباهم في يوسف أيضاً عهداً أن يردوه عليه. 

9 فلن أَبرَحَ الأزْض 4 يعني أرض مصر ط حَنَىَ يَاذَنَ لي أبي > في الرجوع 
إليه « أَوْ يَحَكُمَ اللّهُ لي » بغير الرجوع. وقال بعضهم : اللا ار 
ف« وَهُوَ خير الحَلكمِينَ 4 . 

« ارجعوا إِلى كم فَفولُوا يَأبانَا إن بنَكَ سَرَقَ وما شَهِدْنَا إلا بِمَا عَلِمْنَا > 
أ من سرقته « وما كنا للِقَيّب حَحفظِينَ» أي : ما كنا نوى أنه يسرق. 

قال: «طواسئل القرية التي كنا فيهًا » أي: أهل القرية ط وَالعيرٌ التي أَقْبَلْنَ 
فيهَا » أي: أهل العير التي أقبلنا فيها « وَإِنا لَصَادِقُونَ ». 

قالوا ذلك له فلم يصدقهم و ط قَالَ بَل سَوَلَتَ لَكُمْ أَنْفْسَكُمْ 4 أي : زيّنت لكم 
أنفسكم « أمْرا فَصَبْرٌ جميل ». قال مجاهد: الصبر الجميل: الذي ليس فيه جزع. 
كان مفزع يعقوب في يوسف وأخيه جميعاً إلى الصبر الجميل الذي لم يخالطه 
الجرع. وكل صر فيه جرع فلس يجميل: 

قوله: © عسى اللّهُ أن نايني بهم جَمِيعاً 4 أي : يوسف وأخيه [وروبيل] 0 
< إِنهُ هُوَ العَلِيمُ 4 أي : العليم بخلقه ظ الحكيم » أي: في أمره. 

« وَتولْى عَنْهُمْ 4 أي : وأعرض عنهم « وَقَالَ يَا أسَفَى عَلَىْ يُوسّْفَ » أي : يا 
حزن على يوسف ( وَابِيْضْتْ عَيْنَاهُ 4 أي : عمي ظ مِنَّ الحُزْنِ 4 على يوسف. وقد 
علم بما أعلمه الله بالوحي أن يوسف حي . وأنه نبي , ولكنه لا يعلم حيث هو. فمكث 
يبكي. « فهو كظيم 4 أي: قد كظم على تردد حزنه في جوفه. 

(1) زيادة من زء ورقة 157: فقد بقي روبيل في أرض مصر ولم يرجع مع إخوته إلى أبيهم . 


(2) في المخطوطات : «يا جزعاه» وكذلك جاءت الكلمة في تفسير مجاهد. ص 319. ولكني | أندت 
ما جاء في زء ورقة 0157 لأنه أصح وأحسن تأويلا, وهو أيضا لفظ قتادة كما ورد في تفسير 
الطبري ج 16 ص 216. فإن الجزع يتنافى والصبر الجميل . وقد روك شري لح ا 
ص 217: وعن سعيد بن جبير قال: «لم يعط أحد غير هذه الأمة الاسترجاع. ألا تسمعون إلى 
قول يعقوب: يا أسفى على يوسف». 


252 


الجزء الثاني يوسف : 5 - 86 





وبلغنا أن جبريل عليه السلام دخل على يوسف صلى الله عليه وعلى جميع 
الأنبياء في السجن., فقال له يوسف: أيها الملك الطاهر المطهرء ؛ الكريم على الله. ما 
أدخلك هذا المكان الرجس النجس مع القوم الظلمة. قال جبريل: إن المكان الذي 
تكون فيه ليس بنجس . فقال له يوسف: أيها الملك الكريم على الله. أخبرني ما بلغ 
وجد يعقوب على يوسف؟ قال: وجد سبعين تكلى . قال: فما بلغ منه؟ قال: ذهب 

بصره. قال فما بلغ أجره؟ قال: على قدر ذلك© . 

وذكر بعضهم ان ملك الموت دخل على يعقوب فقال له يعقوب: أيها الملك 
الكريم على ربه» أسألك بعظمة إلاهك وجبروته هل قبضت روح يوسف فيما قبضت 

من الأرواح؟ فقال: لا والله ما بتارو وإنه لحي كما أنك حي . 

قوله : 9 فَالُوا تالله 4 وهو قسم « نه تَفْتَوًا تَذْكر يُوسْفَ » أي : لا تزال تذكر 

يوسف© 9 حَنَى تَكُونَ حَرَضاً 4 أي : حتى تبلى© ط أَوْتَكُونَ مِنَ الهالِكِينَ 4 أي : 

أو تموت. وقال مجاهد: ( تفتؤًا ) أي : لا تفتأء أي : لا تفتر عن ذكر يوسف أو تكون 

و الفكين. 

١‏ َال إِنْمَا أَنْكُو بن 4 أي: هَمّي « وَحُرْنِي إِلَى الله وَأعْلَم مِنَ الله مَا لآ 

تعلمون 4. قال الحسن: أي : أعلم أن يوسف حي . 

ذكر بعضهم قال: إنه لم ينزل بيعقوب بلاء قط إلا أتى حسن ظنه بالله من 
زات 

(1) كذا في المخطوطات الأربع : «على قدر ذلك. وفي تفسير الطبري؛ ج 16 ص 288 - 230: «قال 
أجر مائة شهيد». وفي رواية: «أجر سبعين شهيدأ». وقد أورد الطبري الخبر من طرق كثيرة عن 
ثابت البناني » وعن عكرمة وعن السدي وغيرهم . 

(2) انظر ما قاله الفراء في معاني القرآن ج 2 ص 54 في تفسير قوله تعالى : ( لا تفتؤا ) وتعليل حذف 
دلا»؛ بشواهده فإنه كلام نفيس في مباحث العربية. وقد نقل ذلك الطبري وفصّله في تفسيره ج 
16 ص 220 - 221. 

(3) قال الطبري : «ووأصل الحرض : الفساد في الجسم والعقل من الحزن أو العشق». وهو ما قاله أبو 
عبيدة قبله في مجاز القران ج 1 ص 316: قال: «والحرض الذي أذابه الحزن أو العشق وهو في 
موضع محرضص». 


253 


يوسف: 87 -91 تفسير كتاب الله العزيز 





قوله: « يا بنِيّ اذْهَبُوا فَتَحَسْسُوا من يُوسُف وأخيه » [أي: تَبَحُنُوا عن 
خبرهما]9 « وَلا تيايْسُوا من روح الله » أي : من رحمته 9 إِنهُ لا يَأيِسُ من رفح 
الله إلا القَومُ الككفرُونَ». 000 

قوله: « فَلَما دَحَلُوا عَلَيّه 4 أي : فلما رجعوا إلى مصرء فدخلوا على يوسف 
وهم لا يعرفونه « قَانُوا يَأيُّهَا العَزيرُ مَسُنَا وَأَهْلَنَا الضرٌ 4 أي: الحاجة ط وَجِئْنا 
ضَاعَةٍ مُرْجَيةِ 4 أي: يسيرة» في تفسير بعضهم . وقال الحسن: خفيفة قليلة. وقال 
مجاهد: قليلة©©. وقال بعضهم بدراهم رديةء وكانوا لا يأخذون في الطعام إلا 
الجياد. 

قوله: « قاوف لَنا الْكَيْلَ » أي: ببضاعتنا « وَتَصَدَّق عَلَيْنا 4 أي : بأخينا. 
< إِنْ الله يَجَزِي المُمَصَدَقِينَ #4 ©. 


« قال: هَلّْ عَلِمْتم ما فعَلتَمُ بيُوسُف وأخيه إذ أَنْتمُ جَْهِلُونَ 4 أي : إن ذلك كان 
منكم بجهالة. ولم يكونوا حين ألقوه في الجب بأنبياء . 


59 > م ميم 


١‏ قَانُوا: أءِنْكَ لأنْتَ.ِيُوسْفُ » على الاستفهام « قَالَ أنا يُوسّفُ وَهدًا أخي قَدْ 
مَنّ اللَّهُ عَلَينا إِنَهُ من يتق وَيَصْبِرُ فَإِنْ الله لآ يُضِيمُ أَجْرَ المُحْسِنِينَ 4. 

١‏ فَانُوا نالل لَقدََائَرَكَ الله علَينَا 4 وهذا منهم كسم يُقسمون به < وَإِنْ كن 
لَحَاطِئِينَ © أي : وقد كنا خاطئين. من الخطيئة التي انتهكوها منه ومن أبيهم . 


(1) زيادة من زء ورقة 157. وتبحث, أي : بالغ في البحث والتفتيش والالتماس. ولفظ أبي عبيدة 
في تفسير ( فَتَحَسّسُوا ) أدق تعبيراً. قال في مجاز القرآن ص 317 ( فَتَحَسِّسُوا ) أي : تخبّروا 
والتسموا في المظان». 

(2) في المخطوطات الأربع : «ثقيلة», ولا معنى للكلمة. وهي خطأ أثبت صوابه من تفسير مجاهد 
ص 320. ومن كتب التفسير. 

(3) هذا وجه من وجوه التأويل نسبه يحيى بن سلامء كما فى مخطوطة ز ورقة 2.157 إلى قتادة. 
ونسبه ابن جرير الطبري في تفسيره ج 16 ص 242 إلى ابن جريج, وهو تأويل لم يرتضه الطبري 
وقال في تأويل قوله : ( وَتصَّدَّقٌ عَلَيْنا ): «يقولون: وتفضل علينا بما بين سعر الجياد والردية فلا 


2064 


الجزء الثاني يوسف: ات 


« قَالَ لآ تثريب عَلَيْكُمْ اليَوْمَ 4 [أي: لا تخليط ولا شغب ولا إفساد ولا 
معاقبة]” قد غفرت لكم ذَّلك. « يَعْفْرُ اللَهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَاحمِينَ ©. 

وهكذا يكون العفو الكريم. والصفح الجميل. وفيما يؤثر عن النبي عليه 
السلام إذ أظهره الله على مكة. وأظفره بها أنه قام على باب الكعبة”. فأخذ بعضادتي 
الباب» وقد اجتمعت قريش أجمعهاء فحمد الله وأثنى عليه؛ وصلى على نفسه وعلى 
الأنبياء. ثم قال: يا معشر قريشء» ما تقولون وما تظنون؟ قالوا: نقول خيراً ونظن 
يا أخ كريم وابن أخ كريم. وقد قدرت. فما تقول؟ قال: أقول كما قال أخي 
يوسف صلى الله عليه وعلى جميع الأنبياء: ( لآ تَثْريبَ عَلَيْكُمْ اليم )» وأنتم اذهبوا 
فأنتم عتقاء الله وطلقاؤه©. 

فأطلقهم رسول الله ل وعفا عنهم. ولم يثرب عليهم شيئاً مما فعلوه به كما 
فعل يوسف بإخوته إذ قال: (لآ تثْرِيبٍ عَلَيْكُم الوم يَعْفرٌ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمْ 
الراحمينَ ) أي : أرحم من رحم. دعا لهم . 

قوله : « إِذْعَبُوا بقميصي هذا فقو عَلَىْ وَجْهِ أبي يَأت بصيراً » [أي : يرجع 
بصيرً]* وإنما بعث بقميصه إلى أبيه بأمر الله ولولا أن ذلك عَلْمَه من قبل الله لأنه 
كان نيا مرضلة لم يكن له بذلك علم أنه يرجع إليه بصره إذا ألقي القميص على 


وجهه . 
8 رع َه “دم هوّه سه - 
قوله: « واتوني بأهلكم أجمعِين ». 


(1) زيادة من مجاز أبي عبيدة ج 1 ص 318. وقال القرطبي في تفسير 5 ص 257: أي : لا تعيير 
ولا توبيخ ولا لوم عليكم اليوم». 

(2) فى المخطوطات : «على باب المسجد» والصواب ما أثبته على باب الكعبة» كما ورد الخبر في 
كتب السيرة والتاريخ . 

(3) أخرجه البيهقي في الدلائل عن أبي هريرة كما ذكره السيوطي في الدر المنثورء ج 4 ص 134. 
وأقرأ الخبر مفصلا في سيرة ابن هشام مثلا. ج 3 ص 411 - 412. 

(4) زيادة من زء ورقة 157. وقال أبو عبيدة: «أي يعد م | : أي يعد مبصرأء . 


255 


يوسف: 94 - 99 تفسير كتاب الله العزيز 





قوله : ١‏ وَلَما َصَلَتِ الِيرٌ 4 أي : 0 الجير من مصر بالقميص وجد 
يعقوب ريح يوسف فقال: إني لاجد ريح يُوسف لَولا أن تََندُونِ 4 

قال بعضهم : وجد ريحه حين خرجوا بالقميص من مصرء. وهو بأرض كنعان» 
وبينهما ثمانون فرسخاً. ظ 

وقوله: ( لَوْلاً أنْ تُفْنْدُونَ ) أي: لولا أن تسفهون. وقال الحسن: لولا أن 
تهرّمون. وهو واحد. يقول: لولا أن تقولوا هرم واختلط عقله فتسفهون. وقال 
مجاهد: لولا أن تقولوا: ذهب عقله. 

( تَانُوا نالل 4 وهو قسم يقسمون به < إِنكَ لَفِي ضَلْلِكَ القَدِيمٍ 4 أي: في 
حبك يوسف,. أما تنساه. وبعضهم يقول: في طمع من يوسف. 

وبلغنا أن هذا قول أبنائهم. وكان اباؤهم في العيرء وأنه كان يقول منذ فقد 
يوسف إلى أن وجد ريح القميص: ما أنا بيائس منه كلما ذكرت رؤياه. 

قوله : « فَلَمَا أَنْ جَاءَ بير 4 ذكروا أن مجاهداً قال: البشير يهوذا بن يعقوب . 
( آلف عل وَجهه فَاتَد بصِيرا قَلَ ألم أل َكُمْ إني ألم مِنَ الله مَا لا تَْلمُونَ » 
قال الحسن : يعني من فرج الله ونعمته وعطائه. وكان الله قد أخبره بأن يوسف حي .2 
ولم يعلم أين مكانه. 

قوله: « قَالوا: يَ'أبَانا اسْتَغْفْر لَنا دُُوبَنا إِنَا كنا خنطِينَ قَالَ سَوْف أسَتَغْفْر لَكُمْ 
بي » أي: أوخر ذلك إلى السحر. 9 إِنْهُ هُوَ العفورٌ الرّحِيمْ 4. 

قوله: « فَلَما دَحَلُوا عَلَى يُوسُْف ءَاوَى إِلَيْهِ أَبَويْهِ وَقَالَ ادخلوا مر إِنْ شَاءَ الله 
َامنين # قال بعضهم : يعني بأبويه أباه يعقوب وخالته©. وقال بعضهم : كانت جدته 
(1) ذهب إلى هذا القول كثيرون؛ منهم السدي كما في تفسير الطبري ج 16 ص 267. والسجستاني 

في غريب القرآن. ص 4. ولكن الطبري, ذهب إلى أنهما أبوه وأمه اعتماداً على قول ابن 


إسحاق حي لفظ الأبوين واستعماله في اللغة اوكا بح اي قول الحسن الذي روأه ابن 
سلام هنا 


256 


الجزء الثاني يوسف: 100 - 102 


أم أمه. وكان الحسن يقول: هي أمه التي ولدته. 

قوله: 8« وَرَفَمَ أَبويْهِ عَلَى العرشٍ 4 والعرش هو السرير ( وَحَوُوا لَه سيدا » 
قال الحسن: خروا له بأمر الله. أمرهم بالسجود له لتأويل الرؤيا. 

قال بعضهم : كان السجود تحية من كان قبلكم . وأعطى الله هذه الأمة السلام. 
وهي تحية أهل الجنة. وقال بعضهم : كان سجودهم لله تلقاء يوسف . 

١‏ وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذًا تَأَويل رُوْيَايَ مِنْ قَبْل © أي : تحقيق رؤياي من قبل « قَذْ 
جَعَلَهَا رَبِي حَقَاً . 

قوله : ( وَقَذ أَحْسَنَ بي إِذ أحْرَجَنِي مِنَ الجن وْجَاء بكم مْنَ الَو 4 . وكانوا 
بأرض كنعان» أهل مواش وبريّه « من بَعْد أن رع الشبِطنُ بيني وَبَيْنَ إِخوْتي إن بي 
طِيفٌ لّمَا يَمَاهُ 4 أي : لطف بيوسف حتى أخرجه من الجب ومن السجن. وجمع له 

شمله وأقرٌ عينه. 9 إِنْهُ هُوْ العَلِيمٌ الحَكيم 4. 

قوله : 0 ِنَ المْلكِ وَعَلَمْتِي من تأويل, الأحاديث» وقد فسرناه 
قبل هذا الموضع©. « فاطر السَمَلوت والأزض. » أي : خالق السموت والأرض 
«أنت وَلِيْ في الدنيًا والأخرّة» أي : لا أتولى في الدنيا والآخرة غيرك . « توفي 

مُسَلِماً وَألْحِمَنِي بالصَّلِحِينَ 4 أي : بأهل الجنة. 

وقال 07 لما جمع الله شمله. وأقر عينيه ذكر الآخرة فاشتاق إليها فتمنى 
الموت؛ قال: فلم يتمنى نبي قط الموت قبل يوسف عليه البيلام 7 

قوله: « ذُلِكَ من أنبَاء » الغيب » أي : 7 أخبار الغيب» يعني ما قص من 
قصتهم من أول السورة إلى هذا المومتع. « نوحيه إِلَيْكَ وَمَا كت لد 4 أي : 
عندهم 8 إذ إذ أَجَمعوا أَمرَهُمْ وهم م يَمْكَرونٌ » أي : بيوسف إذ يلقونه في الجب. 





(1) انظر ما سلف من هذا الجزءء ص 261. وهو يعني التمكين الذي أعطاه الله وما علّمه من تعبير 
الرؤيا. 

هذا نول 1 لاني وا الطرو ومن طرفي اه - 280, فاقرأه مفصلا هنالك 
من رواية قتادة وابن إسحاق. ففيه الموعظة والذكرى لمن اعتبر. 


287 


يوسف : 103 - 109 ظ تفسير كتاب الله العزيز 


( وَمَا أكثْرٌ الناس وَلَوْ حَرَضْتَ بِمُومِنِينَ 4 قال: « وما تَسْأَلْهُمْ عَلَيِْ # أي : 
على القران 8 من ْ أَجْرٍ »4 يكولون إنما جملهم على تركه الغرم. وقال في اية أخرى: 
كل لا أسْألكُمْ عليه أجرا إن مرإ ذكرَى لِلْعَالِينَ). [الأنعام : 90] قوله « إن هُو 
إلا ذكرى للْعَالْمِينَ © يذكرون به الجنة والنار. 

قوله : « وكأيْن مُن ءَايَةِ 4 أي: وكم من أية ودليل #8 في السموت َالأْض, 
يَمُرُونَ عَلَيْهَا 4 أي : يرونها طه وَهُمْ عَنْهَا مُغرضونَ » يعني بآيات السماوات الشمس 
والقمر والنجوم, وبالآيات التي في الأرض ما خلق الله فيها وآثار من أهلك الله من 
الأمم السالفة. يقول: لا يتعظون بالآيات. 

قوله: ظ وما يُوْمِنُ أَكْرُهُمْ بالله إلا وَهُم مُشْرِكونَ 4 وهي مثل قوله: ( وَلَئنْ 
سَأَلَهُم مُنْ حَلَقهُم ليون اللَّهُ ) [الزخرف: 87]: قال بعضهم : إيمانهم أنك لا تسأل 
أحداً إلا أنباك أَنْ الله ربه» وهو في ذلك مشرك في عبادته. 

قوله : « أََامنُوا # يعني المشركين ط أَنْ تَتِيَهُمْ غَْشِيّة مُنْ عَذَاب اللّهِ 4 على 
الاستفهام . أي : : غاشية تغشاهم من عذاب الله, وهم امنون من ذلك اناو أي : 
إنهم ليسوا بامنين أن باتهع ذلك في 3 سير الحسن» وقال غيره: ( غَاشيّة مِنْ عَذَّابِ 
الله أي : عقوبة من عذاب الله واراحف الساعَة بَغْنّةبه أي تبغتهم فجأة ذِوَهُم لا 
يشْعْرُونْ » أي : وهم غافلون. يعني الذين تقوم عليهم الساعة بالعذاب . 

قوله : قل مذ سبلي 4 أي: طريقي . وهو الهدى « أَدْعُو إِلَى الله عَلَى 
بَصيرة © [أي: على يقين]9© « أن وَمَن انبعَِي © أي : أنا على الهدى ومن اتبعني 
عن بيرق أ على الهدئ: الذق أتانا من يرينا ذا وَستْكل اللمك أمره أن بره :الل 
'عما قال المشركون. 8 وما أنا منّ المشركينَ ». 

قوله: « وَمَا أَرْسَلَْا مِنْ قَبْلِكَ إلا رجالا نوجي إِليْهم من أهل, القرّئى ». قال 
الحسن: لم يبعث الله نبيا من أهل البادية, ولا من النساء. ولا من الجن. قال: لآن 


(1) زيادة من زء ورقة 158. 


2068 


الجزء الثاني يوسف: 109 


أهل القرى كانوا أعلم وأحلم من أهل العمود". 
ذكروا أن رسول الله ككٍِ قال: فضيلة أهل المدائن على أهل القرى كفضيلة 
الرجال على النساء.ء وفضيلة أهل القرى على أهل العمود كفضيلة الرجال على 
النساء. وأهل الكفور كأهل القبور. فقيل: ما الكفور؟ قال: البيت بعد البيت ©. 
ذكروا أن رسول الله كَكهِ قال: ما من ثلاثة يكونون في قرية أو بدو ولا يجمعون 
للصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان. وإنما يأخذ الذيب من الغنم القاصية 005 
ذكروا عن معاد بن جبل قال قال رسول الله يََتهِ : الشيطان ذئب الإنسان كذئب 
الغنم. يأتي الشاذة والقاصية والناحية. عليكم بالمساجد والجماعة والعامةء وإياكم 
والشعات 4) 
ذكروا أن معاذ بن جبل كان على بعض أهل الشام فجاءه ناس من أهل البادية 
فقالوا: قل شقت علينا الإقامة , فلو بدأت يناء فقال لعمري . لا أبدأ بكم قبل 
الحاضرة. أهل العيادة وأهل المساجد.» سمعت رسول الله يك يقول: عليهم تنزل 
السكينة» وإليهم يأتي الخبر0. وبهم يبدأ يوم القيامة. قال والخبر أي الوحي ©) 
(1) أهل العمود. وأهل العماد. هم أهل الأخبية الذين يعيشون في البادية. نسبوا إلى العمود.ء وهو 
الخشبة التي تنصب وسط الخباء. ويقوم عليها البيت وإليها يسند. فكأن أعمدة الخيام تلازمهم 
في حلهم وترحالهم فأضيفوا إليها . 
ل ادنك وهي قوله : 7 0 القبور, إلى معاوية. 0 
اللغة هي القرية عند أهل الشام ومصر. انظر المعرب للجواليقي. ص 334. ولعل يحيى بن 
سلام ذكر سند هذا الحديث. 
(3) أخرجه أحمد في مسنده. وأخرجه أبو داود في كتاب الصلاة» باب في التشديدفي ترك 
04( أخرجه مد في مسئلذه . 
5( في المخطوطات : «وإليهم يأتي الخير». ورجحت أن يكون في الكلمة تصحيف صوابه. «الخبر» 
أي خبر السماء» وهو الوحي. وإل كان الوحي يرا انها بل هو كل الخير. 
)6( هله أحاديث وأخبار قيمة لم يوردها ابن أب زمئين في ممختصره لتفسير ابن سلام . وخن لعمري 62 


209 


يوسف : 109 - 110 تفسير كتاب الله العزيز 





قوله : « أََلَمْ يَسِيرُوا في الأزض فَيَنْظرُوا كيف كانَ عَاقِبَة الذينَ مِنْ قَبْلهِمْ » 
يقول: قد ساروا ذ في الأرض فرأوا آثار الذين أهلكهم الله من الأمم السالفة حين كذبوا 
رسلهم. كان عاقبتهم أن دمر الله عليهم فصيرهم إلى النار. يقول: أفلم يسيروا في 
الأرض فيحذروا أن ينزل بهم ما نزل بالقرون من قبلهم. 8 وَلَدَار الآخرّة» هي دار 
0 نقَوا 4 أي : خير لهم من الدنيا « أَفَلا تَعْقَلُونَ 4. 

قوله: 9حَتَى إِذّا اسْنَييْسَ الرْسُلُ » أي: يئس الرسل « وَظَنوا أَنْهُمْ كذ 


ذكروا عن سعيد بن جبير أنه قال: حتى إذا استيئس الرجل من قومهم أن يؤمنوا 
وظن قومهم أن الرسل قد كذّبوا. 


وقال مجاهد: استيئس الرسل أن يُعذَّب قومُهم. قال: [طَنَّ قومهم أن الرسل 
قد كذّبوهم7© وهذا تفسير من قرأها بالتخفيف : كير ومثل ذلك في هذه الآية 
الأخرى في سورة الأنبياء: ( وما أرْسَلْنَا لَك إلا رجالا ؛ يوحى يهم اسلو أَهْلَ الأكر 
ذ إن كنم ل تَمُلمُون :وا جَعَلَْافُ جَسَداً لا يَاكلُونَ الطَعَامٌ وَمَا كانوا خَالدِينَ ثم 
صَدَقنَاهُمُ الوعد فأَنَجَينَاهُمُ ومن نْشَاءُ وَأَهْلَكنا المسرفينَ) [الأنبياء: 7 - 9]. 


قوله: ( كَذَّبُوا ) [أي©: ما] وعدوا. كان الرسل وعدوا أن ينزل على قومهم 
العذاب إن لم يؤمنواء فظن القوم أن الرسل كذبوا بما وعدوا به.» أي: من مجيء 
العذاب . 


وكان الحسن يقرأها بالتثقيل: ( كذبوا ) وتفسيرها حتى إذا استيئس الرسل من 


- من كنوز السئة وأخبار الصحابة الكرام رضي الله عنهم . فليتنا نبسط فيها القول تعليقا وشرحاًء 
حتى نستفيد منها ونفيدء فنقدم لأجيالنا الصالحة المؤمنة نماذج من الخلق القويم والسيرة 
الحميدة. وقد حفظها لنا الشيخ هود الهواري ورواها كلها ولو كان نقله إياها بأسانيدها. كما 
جاءت في تفسير ابن سلام» لكان صنيعه أحسن وعمله أتم . 

(1) زيادة من تفسير مجاهد.ء ص 322. 


)2( في المخطوطات «كذبواء وعدوا» كذاى وزدت مأ بين المعقوفين ليصح المعنى . 
2490 


الحزء الثاني يوسف : 0 - 111 





أن يجيبهم قومهم بشيء قد علموه من قِبّل الله ( وظَنوا ) أي: وظن الرسلء أي : 
وعلموا أنهم قد كذَّيُوا التكذيب الذي لا يؤمن القوم بعده أبداً. استفتحوا على قومهم 
بالدعاء عليهم. أي: حين أذن الله بالدعاء عليهم. فدعوا عليهم» فاستجاب الله 
فأهلكه.©. 

وقوله: ( جَاءَهُم نَصُرّنَا) أي: عذابنا « فننجي من نشَاءُ 4 أي: النبي 
والمؤمنين « ولا يِرَدْ بَأْسنَا # أي : عذابنا ه عَن القوم المُجَرمِينَ 4 أي: عن القوم 
المشركين . 

قوله: « لَقَدْ كَانَ في قَصَصِهِمْ 4 يعني قصص يوسف وإخوته « عِبْرّة لإولي 
الآلبب» أ لذوي العقول يعتبرون بهاء وهم المؤمنون. 

قوله: # ما كان حديئا يُفترَى » أي : ما كان يفتريه محمد. أي : لقول 
المشركين ( إِنْ هَنذًَا إل إِفكُ افْتَريْهُ » [الفرقان: 4 أي : كذب افتراه؛ يعنون محمداً 
ل وعلى جميع الأنبياء. قال الله: (مَا كَانَ ) يعني القرآن ( حَديثاً يُفْتَرَى ) أي : 
يُفتعل ويتقول ط وَلْكِنْ تَصَدِيقَ الذي بَيْنَ يَدَيْهِ 4 أي : من التوراة والإنجيل. وفيها 
تصديق بالقرآن وإيمان به وبمحمد عليه السلام. « وَتَفْصِيلَ كل شَيْءٍ 4 أي: من 
' الحلال والحرام والأحكام والوعد والوعيد « وَمُدّى » يهتدون به إلى الجنة « وَرَحَمَة 
لَقوْم يُومِنونَ 4 أي : يصدّقون. 


(1) اقرأ سؤال عروة بن ن الزبير خالته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عن قوله تعالى في هذه الآية. 
وكيف فسرت الآية على قراءة من قرأ بالتثقيل : ( كُذَّيُوا ) في كتاب التفسير من سورة يومتف.. 
باب (حَتى إِذَا اسَْيْمْسٌ الرْسُلٌ) اقرأ ذلك في فتح الباري ج 8. ص 367 - 370. وانظر مختلف 
قراءات هذا اللفظ: «كذبوا» ومعانيها في تفسير الطبري ج 16 ص 296 - 311. 


201 


: الرعد: 1 -2 تفسير كتاب الله العزيز 


وهي مدنية”ا 


« بسم الله الرحمن الرجيم » قوله: « الَمرَ » قد فسرنا نحوها قبل هذا 
الموضع. قوله : « تلك َاينَتَ الكتتب » أي : القران. وبعضهم يقول: الغرراء 
والإنجيل . ١‏ وَالذي أَنْزلَ إِلَيكَ من رُبْكَ الحَن 4 أي : القرآن « وَلْكِنّ أَكثرَ الناس لآ 
يُوْمِنُونَ 4. وقد فسَرناه في غير هذا الموضع . 

قوله : « الله الذي رَفمَ السموت بغير عَمَدٍ تَرُوْنِهَا 4 فيها تقديم في تفسير 
الحسن . يقول: الذي رفع السماوات ترونها بغير عمد. وقال الكلبي أيضا: إن رفعها 
بغير عمد. وقال ابن عباس : لها عمد ولكن لا ترونها. 

قوله: « ؛ م استوى عَلَى الْعَرّش ». وهو مثل قوله: ( الرْحْمنُ عَلَى الْعْرزشٍ 
استوى ) [سور طه : 5]. قال : 9 وَسَحْرَ الشّمْسٌ وَالَمَرَ كل يَجْرِي لأجل, مُسَمى # 
أ القيامة وقال بعضهم : يجري مجرى لا يعذوه. | 

قوله : « يدَبر الارَ» أي : [يقضي القضاء2) في خلقه فيما يخلق ويحيبي 
(1) في قى وع وز: «وهي مكية كلهاء» إلا اية واحدة. وهي قوله: ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما 

صنعوا قارعة . . . الآية. وأثبت ما جاء في ج ود؛ وفيهما: «وهي مدنية كلها إلا آية واحدة. .» 

لآنه موافق لما في مصاحف ورش . واختلاف السلف في كون السورة مكية أو مدنية اختلاف 
(2) زيادة من زء ورقة 159. 


202 


الجزء الثاني الرعد: 2 - 4 


ويميت ويرزق ويفعل « يُفصل الآينت » أي : يبينها « لعلكم بلقاءِ ربكم توقنون > 

أي : تصدقون بالبعث. يقول: ( لَعَلْكُمْ بلِقَاءِ رَبَكُمْ توقنونَ )» أي : إذا سمعتم ما في 

القران. 

5 راس 5 2# ءّ. 3 

قوله: # وهو الذي مد الارض » أي : سطها. وسطها ودحاها واحد. 

وفي تفسير الحسن : إن بدء خلق الأرض كان في موضع بيت المقدس . قال 
الله لها انبسطى أنت كذال وانبسطى أنت كذالء وانبسطى أنت كذا. وفى تفسير عطاء 
إن الأرض دحيت دحوالة) من تحت الكعبة. وقال مجاهد: كان البيت قبل الأرض 

بألفي 2 ومذت الأرض من تحته. وقال بعضهم : من مكة دحيت الأرض . 

5 . سما مه ” ىا من س1 7 ريا م > 00 ساس ال 70 
بعضهم : أهبط الله من اللجنة ثلاثين : ثمرة؛ عشرة يؤكل داخلها ولا يؤكل خارجهاء. 
وعشرة يؤكل خارجها ولا يؤكل داخلها. وعشرة يؤكل داخلها وخارجها. 

قوله: طا جَمَلَ فيهًا 4 أي : خلق ط رَوْجَيْن اك أي : من كل لونين © اثنين 
من كل ما خلق الله من النبات. والواحد ذدج. 

قوله: « ب شي اليل اهار 4 أي : يُلبس يُلبس الليل النهار. وقال الحسن: فيذهبه. 
وهو كقوله : رد اليل عَلَى الْهَار 0 الْهارَ عَلَى اليل ) [الزمر: 5] يعني 
أحدهما يذهب 7 1 في ” ذلك 00 يتكرُودَ » وهم الم 

1 الطيّبة تكون مجاورة 9 سَبخة مالحة. وقال بعضهم: قرى متجاورات 

قريب بعضها من بعض . 

(1) في المخطوطات : «دحيت ا ودحى». ولم أجد فيما بين يدي من مصادر اللغة هذا المصدر. 
فأثبت التصحيح «دحواع من اللسان ومن كتب اللغة. يقال : دحوت الشيء أدحوه دحواء ودحوته 
أدحاه» ا والأول أفصح . 

(2) كذا في ف وع: «ألفي سنةع, وفي ع ود: «ألف سنة» والله أعلم بحقيقة ذلك . 

)03 العذية والعذاة: الأرض ذات التربة الطيبة. البعيدة من البحور ات لا ونخحامة فيها ولا 
وباء. وانظر اللسان (عذا). 


293 


الرعد: 4 - 6 تفسير كتاب الله العزيز 





قال: « وَجَنْتٌ من أغناب ب وَزدع ويل صنوان وَغْيْرٌ صِنوَانٍ » ذكروا أن 
البراء بن عازب قال: إذا كان أصل النخلات واحدأاً فهو صنئوان. وغير صنئوان إذا كانت 
النخلات مفترقات . 

قوله: #يسقىئ ِمَاءِ وَاحَدٍ » قال مجاهد : بماء السماء. وقال بعضهم: وكل 
ماء عذب فهو من السماء . قال الله رأ أن الله أَنْرّلَ مِنَّ السّمَاءِ مَاءٌ فسلكه يَنَابيمَ 
في في الأزض ) [الزمر: 21] والينابيع العيون تنبع 


ذكروا أن ابن مسعود رحمه الله قال: كل النخل قد نبت من مستنقع الماء الأول 
إلا العجوة9© فإنها من الجنة. 

قوله : « وَنْفَضْلُ بَعْضَهًا عَلَى بَعْضٍ في الكل > قأل مجاهد: أي : عضو 
أطيب من بعض . [وقال : هذا مثل لبني آدم صالحهم وخبيثهم وأبوهم واححد ١)‏ َظٍِ إن 
في ذُلِكَ لأيتِ لقوم يعْقَلُونَ © أي : : فيعلمون أن الذي صنع هذا قادر على أن يحيي 
الموتى . ظ 
إياك فعَجَب لتكذيبهم بالبعث حين قالوا: « أَءِذَا كنا ترباً اءنا لَفي خَلّق جَدِيدٍ 4. 
وهلا على الاستفهام . أي : إنا لا نبعث. وهذا استفهام على إنكار. أي : قولهم ذلك 

قال الله * : « أوليك الذين كفروا بربهم م وَأُولَئِكَ الأغللٌ في أغناقهم وَأولَيِكَ 
أُضْحَحبٌ الثار هُمْ فيهًا خَْلِدُونَ» . 


قوله : ظ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بالسيئّة 4 أي : بالعذاب. وذلك قولهم: ( اللّْهُم إِنْ 
(1) العجوة نوع من أجود تمور المديئة» وقيل هي مما غرسه الرسول ككل بيده ونخلتها تسمى الليئة. 
(2) زيادة من تفسير مجاهد. ص 329. 


(3) كذاذ في الممخطوطات الأربع . وفي ز» ورقة 159 : أي صنفين. وجاء فيها: «قال محمد : قيل إن 
يعني ين لوا وحامضاء. والزوج عند أهل اللغة: الواحد الذي له قرين». 


2014 


الجزء الثاني الرعد: 6 - 8 





كان هنذا ه هٌُ الحَقّ منْ عندك مر عَلَينَا حجَارَة من السَمَاء أو ايتنا ِعَذَاب أليم ( 
[الأنفال: 32]. وقولهم : ( رَبنَا جل لَنَا قطنا قَبْلَ يوم الجسَاب ) [سورة ص : 16] 
وذلك منهم تكذيب واستهزاء . 

قال الله : ( وَيَسْتَعْجِلونَكَ بالسَيئّة قَبْلَ الحَسَئّة ». والحسنة ما هم فيه من الرخاء 
والعافية» أي: أرادوا تعجيل العذاب. « وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلهِمُ المَتُدتُ » قال 
بعضهم : يعني وفائع الله في الأمم السالفة . وقال مجاهد: المُثلث» الأمثال. وهذا 
مثل القول الأول17 . 

قال: « وَإِن رَبْكَ لذو مَغْفرَةٍ للناس عَلَى ظَلْمهمَ » أي : إذا تابوا إليه. « وَإِنَّ 
رَبك لَشدِيدٌ العقاب » أي : إذا داموا على شركهم . 

قوله: « وَيَقَولٌ الذينَ كفَرُوا لَولا أَنْزلٌ عَلَيْهِ ءَايةَ مْن رُبهِ 4 هذا قول مشركي 
العرب . وقال الحسن: ولست من أن تأتيهم باية في شيء. 

< إِنْمَا نت ندر وَلكُلٌ قوم هاد » أي : داع الى الله يعني النبيين . 
ذكروا أن رسول الله يل قال: إنما أنا منذر والله هو الهادي 2 '. وقال بعضهم : ( ولكل 

1 8م رومم رامو اهم عاق #هس, : 000 ' 
الارحام وَمَاتزْدَادْ» . ذكرواعن الحسن قال : الغيضوضة” أن تلد المرأة في تسعة أشهرء وما 
تزداد: أن تلد لأكثر من تسعة أشهر. 


(1) وقال أبوعبيدة في مجاز القرآن ج 1 ص 323: «المَثلات واحدتها مَدْلّة ومجازها مجاز الأمثال» . 

(2) أخرجه الطبراني في الكبير بلفظ: إنما أنا مبلغ والله يهدي. عن معاوية. 

(3) كذا وردت هذه الكلمة الغيضوضة؛ وهي كلمة رواها المؤلف عن الحسن وعكرمة ومجاهد. 
وهي من مصادر الفعل: غاض غيضا ومغيضا ومغاضاً وغيضوضة, ولم ترد هذه الكلمة في 
معاجم اللغة وقد رواها الطبري مرة واحدة في تفسيرهذه الآية عن الحسن في ج 16 ص 364, وقال محقق 
التفسير الشيخ محمود محمد شاكر: دوهذا المصدر» حقيق أن يثبت في كتب اللغة لأنه من كلام 
الحسن البصري» وناهيك به فصيحاً وحجة في اللغة». 


205 


الرعد: 8 - 11 تفسير كتاب الله العزيز 





قالعكرمة : الغيضوضة في الحمل : لاتغيض يوماًفي حملها إلا ازدادته في طهورها . 
وقال مجاهد: الغيضوضة: إراقة ماكو الولد. (وَمَا تَزْدَادُ) أي : وإذا لم تهرق 
المرأة تم الولد وعظم . والغيضوضة 

وفي تفسير بعضهم : : السقط الذي تسقط 5 وإذا ولدته م 

ا فوق السقط © اق كقوله : ( مُحَلْقَةِ ) أي : التمام , ( وغَير مُحَلَقَةٍ ) 
ره ده 6و 0 

قوله: ط وكل شيءٍ عندّه بمقدَارٍ # أي : بقدر. 

قوله: طعَلِمُ الغيب وَالشْهْدَة» الغيب السرّء والشهادة العلانية. 8 الكبير 
المْتععال » أي : المتعالي عما قال المشركون. ظ 

ل ل ب لي ا 
تقديم7". يقول: من أسير القول ومن جهر به ذلك عند الله سواء. سره وعلانيته . 

ل وَمَنْ هُوَ مُسْتَحَفٍ بِالْيْل »4 أي: يعمل الذنوب والمعاصي سرّأ بالليل 
2 وَسَارِبَ بالنهار 4 أي : وظاهر بالنهار. 

وقال الكل : ( مستخف بالليْل 4 ” يعمل الذنوب والمعاصي ا بالليل. 
( وَسَاربَ الها ) : 7 أى: خارج بالنهار ومَعَالنٌ لتلك الذنوب بالنهار. يقول : الليل 
والنهار والسر والعلانية عنذدهة سواء . 

ا قي 00 أي : لهذا وود 4 وهذا السارب 000 
ومن خلفه. من أمر الله ملائكة يحفظونه . 

)1( يريد تقديم الخبر على المبتد]. وانظر معاني القران للفراء ج 2 ص 59 - 60 , 
(2) هذا هو القول الصحيح الراجح في رجوع الضميرإلى 7 مذكورء وانظر قولاً آخر لابن زيد 


رواه الطبري في تفسيره ج 16 ص 379 تدج هه عابر , بن الطفيل وأربد بن ربيعة. وقد رد 
الطبري هذا القول ولم يرئضه . 


256 


الحزء الثاني الرعد : 11 





قال مجاهد: الملائكة من أمر الله بالليل والنهار. وإنهم يجتمعون عند صلاة 
الصبح وعند صلاة المغرب . وبعضهم يقول: يحفظونه من أمر الله أي : بأمر الله . 
وقال بعضهم : هم ملائكة الله يتعاقبونكم . 

ذكروا أن رسول الله كد قال: يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار. 
فيجتمعون عند صلاة الصبح وعند صلاة العصر فيسألهم ربهم. وهو أعلم بهم : كيف 
تركتم عبادي؟ فيقولون : أتيناهم وهم يلون وتركناهم وهم يضلون 00, 

ذكر مجاهد قال: ما من ادمي إلا ومعه ملكان يحفظانه في ليله ونهاره. ونومه 
ويقظتهء من الجن والإنس والدواب والسباع والهوام. وأحسبه قال: والطيرء كلما 
أراده شي ء قالا : إليك حتى يأتي القدر. 

وقال بعض أصحاب النبي عليه السلام : ما من ادمي إلا ومعه ملكان: ملك 
يكتب عمله. وملك يقيه ما لم يقدر له. 

وقال الحسن : إن الملائكة المعقبات الذين يتعاقبون بالليل والنهار أربعة 
أملاك : ملكان بالليل وملكان بالنهار. 

ذكر بعضهم أن في مصحف أبي بن كعب: له معقبات من بين يديه. ورقفيب 
من نخلفه . 

وتفسير الكلبي ( يَحْفْظونه ) أي: يحفظون عمله؛ كقوله: (وَإن عَلَيْكم 
لَحَافظينَ كراماً كاتبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ) [الانفطار: 10 - 12]. وهم يتعاقبون. 
ملائكة بالليل وملائكة بالنهارء يتعاقبون ببني ادم ويحفظون أعمالهم . 

قوله: « إِنَّ الله لا يُغيْرٌ ما بوم حَتى يُخَيرُوا مَا بأنْمسِهِمْ #. وقال في الآية 
(1) حديث صحيح أخرجه الربيع بن حبيب من طريق جابر بن زيد عن أبي هريرة وأوله: ويتعاقب 

فيكم». . . وأخرجه البخاري في كتاب الصلاة. باب فضل صلاة العصرء انظر فتح الباري ج 2 


ص 33 - 37. وأخرجه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة. باب فضل صلاتي الصبح 
والعصر والمحافظة عليهما (رقم 632). 


207 


الرعد: 11 - 13 تفسير كتاب الله العزيز 


َه دل + يز ا م لاحر اباو ب قد > قرفا #اخرواه قو اتا فيه افا اما قد دم 

الأخرى: ( ألم تر إلى الذين دلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البَوارٍ) [سورة 
إبراهيم : 6 وذلك أن الله إذا ؛ بعث إلى قوم رسولا فكذبوه, أهلكهم . كقوله : 
( وضرب الله متلا 0 كَانَتَ #امنةُ مطمئنة ياتنه ها عدا 7 اك مَكَانِ 7 
وَلَقذ 0 0 َأَحَدَّهُمُ الغذات رغ َاِمُونَ ) [التحل: - 113 
2 ]. وذلك العذاب هو الجوع الذي كان أصابهم . ثم عذّبوا بع.ك ذلك بالسيف يوم 
بدر. 

قال: 8« وَإِذًا أَرَادَ اللَهُ بقَوْم سُوءاً © يعني عذاباً0» « قلا مَرَدْ لَهُ وَمَا لَهُم مُنْ 
دونه من وال 4 يمنعهم من عذاب الله . 

قوله : 3 هو الذي يُريكُم ابرق خوفاً وَطْمَعاً #4 يخاف أذاه [ومعرته] © والنصب 
فيه وظيعا للمقيم يبرجو منفعته وبركته ويطمع في رزقف الله . 

وبعضهم يقول: خوفا من البَرد أن يهلك الزرعء وطمعاً في المطر أن ينتفع به 
في الزرع0© . وتفسير الحسن : خوفا : يخيف به عباده لما فيه من الخوف والصواعق. 
وطمعا يرجون به المطر. وقال: والبرق ضوء خلقه الله عَلَمَاْ للمطر. 

قوله : « وَيْنْشِيء السَّحَابَ الثقَالَ 4 قال مجاهد: هي التي فيها الماء. وهو مثل 
قوله : ( حَتى إِذَا قَلْتْ سحَاباً ثقالاً ) [الأعراف: 57]. 

قوله: « وَيُسَبْحٌ الرَعْدُ بِحَمْده وَالمَلابْكَةَ مِنْ خيفته 4 أي : والملائكة أيضاً 
يسبحون بحمده من خيفته. 





(1) و في المخطوطات : «(يعني 0 وأثبت ما في زء ورقة 160 لأنه أنسب وأعم . قال أبو عبيدة 
في مجاز القران : ) وَإِذا َرَادَ الله بقوم. سوءا 6 مضموم الأول. ومجازه هلكة. وكل جذام 
وبرص وعمى» وكل بلاء عظيم فهو سوء مضموم الأول. وإذا فتحت فهو مصدر سؤت 
القوم . . 1 

(2) زيادة من زء ورقة 160. 

(3) كذا في ف وع: وأن ينتفع به في الزرع» وهو انست وفي ج ود: (ينتفع به في الرزق». 

208 


الجزء الثاني الرعد: 13 





قال بعضهم : والرعد ملك يزجر الستحاب بالتسبيح . وكان بعض الصحابة إذا 
سمع الرعد قال: سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته . 


به السحاب بعضه إلى بعض. ثم يسوقه حيث أمر. وبعضهم يقول: كما يسوق 
الحادي الإبل. 


ذكروا عن عبد الله بن عمر قال: ليس شيء أشد سياقاً من السحاب . ذكروا عن 
ذكروا عن ابن عباس أنه كتب إلى أبي الجلد يسأله عن البرق. فكتب إليه أن 
البرق ماء22). 


وقال بعضهم : إن البرق لمحة يلمحها الملك إلى الأرض» وهو الملك الذي 


وذكر بعضهم قال: من سمع الرعد فقال: سبحان ربي وبحمذدذه لم نصبه 
صاعقة . 


قوله : 8« وَيرسِل الصوعِيَ فيصِيبٌ بها مَن يشَاءٌ #. ذكروا عن الحسن أن 
الملك يزجر الستحاب بسوط من نارء وربما انقطع السوط. وهو الصاعقة © , 


(1) هو أبو الجَلّد جيلان بن فروة الأاسدي البصري . قان عند ان أن ي احاتم : صاحب كتب التوراة 
ونحوها. وثقه ابن سعد. وابن حبان . وقداروى الطري سند هذا الخر فق تفسيرة» ح 1 صن 
0. وفيه أن ابن عباس كتب إليه يسأله عن الرعد فأجابه أبو الجلد فقال: الرعد مَلكَ. وبنفس 
السند روى الطبري في ج 16 ص 387 هذا الخبر: وكتب ابن عباس إلى أبي الجلد يسأله عن 
البرق» فقال: البرق» الماء». 

(2) لا أساس لهذه الأقوال كلها من كتاب أو سنة صحيحة2 وهي وأمثالها من الإسرائيليات التي 

شجِنّت بها كتب التفسير الأولى. ونقلها الرواة بدون تمحيص . فنحن نؤمن بأن ارهد يسيج 

مصداقاً لقوله تعالى في هذه الآية وفي الأخرى في قوله: ( إن مُنْ شَيْءٍ إلا يُسَبْحٌّ بِحَمْدهٍ 

وَلكن لآ تَفْفَهُونَ نَسْبِيِحَهُمْ ) [الإسراء : 44 ولكن لا نصدّق أبدأً أن الرعد اسم ملك, أو أن - 


209 


الرعد: 13 - 14 تفسير كتاب الله العزيز 





قوله : ( وَهُمْ يُجَْدِلُونَ في فى الله > أي : المتركود يجادلون نبي الله أي : 
يخاصمونه في عبادتهم الأوثان دون الله »م وهو شَديدٌ المحال #. 
ذكروا أن رجلا أنكر القرآن””, وكذنث بالنبي عليه السلام. فأرسل الله عليه 
صاعقة فأهلكته. فأنزل الله : : (وَيُرَسْل الصواعقٌ فيصيبٌ فِيُصِيبٌ بها مَن يشاءً وهم يُجَادلُونَ 
في الله وَهو شديد المحال ). 
قال بعضهم: المحال: القوة والحيلة. وقال مجاهد: شديد القوى. وقال 
الحسن: شديد النقمة. وقال الكلبي: شديد الجدال. 
قوله : « لَهُ دَعْوَةَ الحَقّ » أي: لا إله إلا اللهء هي دعوة الحق. قال: 
وَالذِينَ يدْمُونَ من دُونه 4 أي : الأوثان ظ لآ يَسْتَجبُونَ لَهُمْ بِسَيْءِ إل كَبَاسِط كَفَيه 
إَِى المَاءِ لِيبلُعَ فَاهُ وَمَا هُوْ بِبَالِغْهِ # وهو مثل الذي يعبد الأوثان إذا رجا الحياة في 
عبادته) كالذي يرفع بيده الإناء الذي فيه الماء يرجو به الحياة فمات قبل أن يصل إلى 
فيه . 
وقال بعضهم : كباسط كفيه إلى الماء يدعو الإناء الذي فيه الماء ليأتيه فمات 
قبل أن يأتيه الإناء . يقول: فكذلك المشركون حيث رجوا منفعة آلهتهم ضلت عنهم 
فهلكوا. 
البرق مخاريق الملائكة, أو أنه لمحة ملك يزجر السحاب . وهذا قبل أن ياتي العلم الحديث 
فيفند كل هذه الأقوال الخرافية. ومن العجيب أن يكتب هذا بعض المفسرين وينسبون أمثال 
هذه الأباطيل إلى الصحابة. ويروون هذه الأساطير وهم يتلون قوله تعالى من سورة النور: 43: 


ألم ترَأَنْ الله يُْجي سَحَابا ثم يُلّفٌ بيه م يَجَعلَهُ ركاما فَرَى الودقَ يحرج مِنْ خالاله ) فاللهم 
إنا نعوذ بك من الجهل ومن المدر رواحي ووفقنا يا رب إلى التفكير في أياتك المجلوة ة في 
الأكوان. وإلى تديْرَ أياتك المتلوة ف في القران» وألهمنا الرشاد في أمرناء والسداد في قولنا. 
والصلاح فى عملنا. وهب لنا من لدنك إيمانا يئير بصائرناء ويعصمنا من الزلل. أمين. 

(1) هو عامر بن الطفيل حسبما ذكره الواحدي فى أسباب النزول ص 275 - 276 وما رواه المفسرون: 
الطبري وابن كثير والقرطبي والسيوطي في تفسير الآية. 

(2) كذا فى المخطوطات الأربع : «إذا رجا الحياة في عبادته»» وفي ز 160: «إذا رجا الخير في 
انها 


300 


الجزء الثاني الرعد: 14 - 15 





قال: « وما دُعَاءُ الكلفرينَ» أي : الهتهم « إلا في ضلل 4. 
وقال مجاهد: يذعو الماء بلسائه. ويشير إليه بيده ولا يأتيه أبدا . 
ذكر بعضهم قال: هذا مثل ضربه الله ؟ إن هذا الوئن الذي يدعو من دون الله 
إنه لا يستجيب له بشيءء أي: لا يسوق له خيراًء ولا يدفع عنه شراً حتى يأتيه 
الموت. كمثل هذا الذي يبسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه. ولا يصل ذلك إليه 
عوك غطغا . 
قوله : وول ينهد نن في اللشزب والأرضي طوعاً وكرهاً وَظِلهُم بالدُوٌ 
قال ا ولله يسجد من في السعاراكه م المع الكلام . ثم قال : 
والأرض. أي : ومن في الأرض. طوعا وكرها [أي : طائعا وكارها]©. ثم قال ©: لا 
يجعل الله من دخل في الإسلام طوعاً كمن دخله كرهً©. 
وفي تفسير الكلبي : يسجد أهل السماوات طوعاً. ومن ولد في الإسلامء 
والذي يسحد كرهاً من جب على الإسلام . 
وقال مجاهد: سجود المؤمن طائعاء وسجود ظل الكافر كارهاً. يقول : يسحدل 
ظله والكافر كاره . وقال الحسن : ( وَظَلالَهُمُ الْعْدُوٌ والآصال ) يعني سجود ظَل 
الكافر. يعنى أنه يسجد له بالغدو والأصال. أما ظله فيسجد له. وأما هو فلا يسجد. 
وتفسير الكلبى : إذا سجد الرجل سجد ظله معه. 
)01 زيادة من زء ورقة 160. 
(2) كذا في المخطوطات الأربع , ثم قال أي : الحسن , وفي زء ورقة 160: «قال الحسن : قال 
رسول الله كلل : 16 جيل لل مو دض فى ابلك للرنا سيمل را 
)3 لم أجده حديثاً مرفوعا إلى رسول الله ككل فيما بين يدي من مصادر الحديث . ولعل ناسخ 
مخطوطة ز وهم فجعله من مراسيل الحسن . 
(4) كذا في المخطوطات الأربع : جبر. والثلائي صححيح ٠‏ وأفصح مله . أجبر . انظر اللسان: 
(جبر) . 


301 


الرعد: 16 - 17 تفسير كتاب الله العزيز 





قوله: « قل من رب السّموْت وَالأزْض 3 اللَهُ 4 هو مثل قوله: ( قل من 
رتُ السموات السبع ورب العرشٍ العظيم تيفولون لله ه قل أفلا 0 
[المؤمنون: 86 - 87] قال الله : فإذا أقروا بذلك أي : : أنه الله ف ط قُلّ أقاتخذتم مُنْ 


دونه أَوْلِيَاءَ 4 وهو على الاستفهام . « لآ يمْلكونَ لنفْسِهمْ تفع وَل ضَرَأُ 4 ولا تغني 
ديات الني وي نينا وهذا ااا 0# 

عن الهدى. 5 بوم الإيمان. : هَل ستو لت اك على 
الاستفهام , أي إن ذلك لا يستوي . 

< أمْ جَعَلُوا لله شرَكَاء حَلَقُوا كَحَلْقه مُتَشْلبّه الحَلْقُ عَلَيْهمْ #4 يقول: هل يدّعون 
أن تلك الأوثان خلقت مع الله شيئاًء فلم يدروا أي الخالقين يعبدون؟ هل رأوا ذلك؟ 
وهل يستطيعون أن يحتجوا به على الله يوم القيامة؟ أي : إنهم لا يدّعون ذلك. وإنهم 
يعرفون أن الله خالق كل شيء. فكيف يعبدون هذه الأوثان من دون الله . وهذا تفسير 
البحسن : 

8 مجاهد : أ دارا لله - خَلقوا كاه فتَسَابَةَ الخَلقٌ عَلَيْهُمْ ) 
فحملهم ذلك على أن شكوا ذ في فى الأوثان. فاتخذوهم الهة. 

قوله: « أَنْزَّلَ مِنّ السّمَاءِ مَاءٌ فَسَالت أُوديّة بقَدَرهًا » الكبير بقدره. والصغير 
بفدره طٍِ فاحتمل السيل ونَذا رابيا 4 أي : عالياًء يعني الزبد الذي قد ربا فوق الماء . 

« وَمِمًا توقدُونَ عَلَيْهِ في النار ابتغَاءَ حِلْيةِ أو مَنَاع رَبَدَ مَْلّهُ 4 هذه ثلاثة أمثال 

فأما قوله : ( ومما توقِدُونَ عَلَيّه في النار ابْتِعَاءَ حلي ) فإنه يعنى الذهب والفضة 
إذا أذيياء فعلا خبثهماء وهو الزبدء فخلص خالصهما تحت ذلك الزبد. ( أو مَمَا ) 
أي : وابتغاء متاع. ما يستمتع به) زبيك مثله. أي : مثل زيد الماء . والذي يوقل عليه 


302 


الجزء الثاني الرعد: 17 - 18 





ابتغاء متاع هو الحديد والنحاس والرصاص إذا صُفْيَ ذلك أيضاً فخلص خالصه وعلا 
خبثه.ء وهو زبده"'. 

قال الله : « كَذْلكَ يَضْربٌ اللَّهُ الحَقٌّ وَالبَاطلَ ». 

قال: « فَأما الزْبْدُ © زبد الماء وزبد الحلي وزبد الحديد والنحاس والرصاص 
« فَيَذْهَبُ جُمَاءَ » أى : باطلا لا ينتفع بهء وهذا مثل عمل الكافر لا ينتفع به في 
الآخرة 8« وأمّا مَا ينفَعٌ الناس فَيمْكتُ في الأزض. »> أي : فينتفع بالماء. فينبت عليه 
الزرع والمرعى . ٠»‏ فينتفع به . وينتفع بذلك الحلي والمتاع الخالص من الصفر والحديد 
والرصاص . فهذا عمل المؤمن يبقى ثوابه في الآخرة. 

قوله: ط كَذْلِكَ يَضْربُ اللّهُ الأمثَالَ 4. ثم فسّر تلك الأمثال فقال: 

لين 0 5 0 امت بربهم و 0 00 
00 ا 

ذكروا أن رسول الله كك قال: يقال للكافر يوم القيامة: لو أن لك ملء الأرض 
ذهب أكنت مفتدياً به؟ فيقول: نعم. فيقال له: كذبت. قد سثلت ما هو أهون من 
ذلك 

قال ٠‏ « أُولَيكَ لهم و الحساب » أي : لافتدوا به من سوء الحساب ؟ 
يؤخذون بسيثاتهم , وتحبط حسناتهم ؛ أي : قل استوفوها في الدنياء فلهم سوء 
الحساب في الآخرة. وسوء الحساب شدته . وحسابهم أن يصيروا إلى النار. 


(1) فى تفصيل هذه الأمثال وردت بعض الأخطاء في المخطوطات أثبت صحتها من زء ورقة 161. 
نش .بعشننها وردته كلدة العقو يدل كله الحديوة .وو تعشها اليغل :حالص عتالشنةة.. ‏ 

)2( عديف نط قري أخرجه البخاري في كتاب الرقاق. باب من نوقش الحساب عذب» وأخرجه 
مسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم . باب طلب الكافر الفداء بملء الأرض ذهيا (رقم 
5) كلاهما يرويه من حديث أنس بن مالك . 


303 


الرعد: 18 - 22 تفسير كتاب الله العزيز 





« وَمَاويهم جَهَنْمُ 4 أي: ومنزلهم جهنم #8 وبيس المهاذ 4 أي : وبئس 
الفراش . والمهاد والفراشس والقرار واحد. مثل قوله : ( جَعَلَ لَكُمُ الارض فرّاشاً ) 
[البقرة: 22] ومهاداً وبساطأ وقراراً. 


قوله: « أفمن بعلم أ نل إِلَيِك من رَبْكَ الحَقّ © أي : القرآن الحق. 
كم مر أغمى 4 أي: عنه . بطع وسيل ار 00 فهل 
1 أولو العقول. وهم 000 

« الذينَ يُوفُونَ بهد اللّه وَل ينَقَضْونَ الميكّىّ» أي : الميثاق الذي أخذ عليهم 
في صلب آدم حيث قال: 8« الست بِرَبَكُمْ قَانُوا بَلَى ) [الأعراف: 172]. يقول: أوفوا 
بذلك الميثاق. يعنى المؤمنين الذين امنوا بمحمد عليه السلام . 

وقال بعضهم : هو ميثاق الله الذي أخذه على جميع المؤمنين إذ كلفهم طاعته. 
ف( قَالُوا سَمعْنا وَأَطعْنَا ) [البقرة: 285]. وهذا الميثاق لكل من وجب عليه التكليف 

قوله : « وَالذِينَ يَصِلُونَ ما أَمرَ الله به أن يُوصَل ». ذكروا عن ابن عباس أنه 
قال : الذي أمر الله به أن يوصل هو أن يؤمن بالنبيين كلّهم لا يفرق بين أحد منهم . 
وقال بعضهم: ما أمر الله به أن يوصل من القرابة . 

قوله : : 9 وَيَحْشْوْنَ رَبّهُمْ وَيَحَافُونَ سُوءَ السَابٍ »م . ذكروا عن عائشة # رضي الله 
عنها أنها سألت رسول الله يكلِ عن قول الله: ( فسَوفٌ يحَاسَبٌ 1 0 
[الانشقاق: 8] فقال: ذلك العرضء. ولكن من نوقش الحساب عذب©. 

قال: « والذِينَ صَبَرُوا ابتغاء وَجه رَبُهمْ وَأَقَامُوا الصَّلَوَةَ 4. أي: الصلوات 
الخمس.». وحافظوا على وصوثها ومواقيتها وركوعها وسجودها. 

)1( حديث صحيح متفق عليه ؛ أخرجه البخاري في كتاب الرقاق. باب من نوقش الحساب عذب . 
وأخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها. باب إثبات الحساب . (رقم 2)6. 


2304 


الجزء الثاني الرعد: 22 - 24 


دكروا أن رسول الله يكل قال: من حافظ على الصلوات الخمس على وضوثها 

ومواقيتها وركوعها وسجودها يراه حقا لله عليه حرم على النار© . 

4 عر وَعَالانِية #. يستحب أن تعطى الزكاة علانية والتطوع سرأ. قال « وَيَدْرَءُونَ 

بالَحَسَنَةَ السَيْتَةَ 4 يقول: يعفون عن السيثة إذا أسيء إليهم. ولا يكافؤون صاحبها. 

« أولئك 97 عُقبى الدّار © أي : دار الآخرة. والعقبى الثواب» وهو الجنة . 
ذكروا أن رجلا قال: يا رسول الله. إن لي جارا يسيء مجاورتي , أفأفعل به كما 

يفعل بى؟ قال لاء إن اليد العليا خير من اليد السفلى ©). 

قوله: «#جنئت عَدّن يَدُحَلُونهًا #4 وقد فسّرناه قبل هذا الموضع . « وَمَنْ صَلحَ 
من بن ابائهم» أي : . من مع وعمل ضالها من ابائهم 0 َأََْاجِهم ديهم 4 . وقال 

فى اية أخرى : (والذي َامَنوا وَاتبَعَتَهُم دُرَيَاتهُمُ بإيمانٍ الحقنا بهم ذَرَيَاتهمُ ( [الطور: 

21] أي 3 الله يرفع إلى المؤمن ولده في درجته في الجنة وإن كانوا دونه في العمل 
لتقر بهم عينه . 

دكروا أن رسول الله علد سئل عن المرأة يكون لها الزوجان في الدنيا. امرأة 
أيهما تكون في الجنة؟ قال: امرأة الآخر 

قال: « وَالمَلبِكَة يَدْخْلُونَ عَلَيْهم مُنْ كل بَابِ سَلم عَلَيكُمْ بِمَا صَبْرتَمْ © أي : 

في الدنيا « فَنِعُمَ عُقبَى الدّار . 

(1) اننثر ما سلف. ج 1 ص 120. 

)2( حديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما بألفاظ مختلفة وزيادات. عن أن عمر. وعن 
حكيم بن حزام. وعن أبي هريرة. ولم أجد سبب ورود الحديث كما ذكر هنا في غير هذا 
التفسير. أخرجه البخاري في كتاب الزكاة. باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى . وأخرجه مسلم في 
كتاب الزكاة. باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى (رقم 1033 - 1034 - 1035). 

(3) أخرجه الطبراني في الكبير عن أبي الدرداء ولفظه : أيما امرأة توفي عنها زوجهاء. فتزوجت بعده. 
فهي لآخر أزواجها. 


305 


الرعد: 25 - 27 تفسير كتاب الله العزيز 


ذكروا عن ابن عباس أنه قال: إذا أثاب الله أهل الجنة بالجنة انطلق بالرجل 
منهم إلى سرادق من لؤْلو في خمسين ألف فرسخ, فيه قبة حمراء من ياقوتة» ولها 
ألف باب. وله فيها سبعمائة امرأة.» فيتكىء على أحد شقيه. فينظر إليها كذا وكذا 
سنةء ثم يتكىء على الشق الآخرء فينظر إليها مثل ذلك . 50000 
ألف ملك من ألف باب. معهم الهدية من ربهم. فيقولون له: السلام عليك من 
ربك. فيوضع ذلك فيقول: ما أحسن هذا! فيقول الملك للشجر حوله: إن ربكن 
يأمركن أن تقطعن له كل ما اشتهى عن مثل هذا. قال: وذلك كل جمعة. وهو 
المزيد. 

قوله : « وَالذينَ يَنقَضونَ عَهُدَ الله من بَعْد ميئّلقه» أي : ينقضون الميثاق الذي 
وثقوه على أنفسهم للهء ؛ إذ أقروا بالسمع والطاعة . قال : « وَيَقَطعُونَ ما أَمرَ الله به أن 
بُوصَلَ وَيُْسِدُونَ في الازض, ». وقد فسرناه قبل هل|00). < أُولّيْك لَهُمْ اللْعْنه وَلْهُمْ 
ب الذّار 4 أي : الدار الآخرة. وسوءها النارء يعني منازلهم في النار. 

قوله: « الله يَْسْطُ الرّزْفَ لِمَن يّمَاءُ 4 أي: يوسّع عليه «وَيَقَدِرُ» أي : ويقتر 
عليه الرزق 7 « وَفرخوا بالحيوة 8 يعني المشركين ظ وما الحَيّوة الدَنْيًا في 
الآخرة إل متلع » 7 ذاهب زائل يستمتع به ثم يذهب . وإن الآخرة باقية. 

ذكروا ال ل الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر© . 

00 « وَيَقَولٌ الذينَ كَمَرُوا لَوْلا 4 أي : هلا « أَنْزِلَ عَلَيْهِ ايه مُن ريه قل إِنَّ 
الله يل من يشاك ويهني إلّه من أنات »ا أى : إلى الله فأخلص له. وقال بعضهم : 
أي : من تاب . 


)1( انظر ما سلف ج 1 ص 91 في تفسير الآية : 27 من سورة البقرة . 

(2) قال الفراء في معاني القران ج 2 ص 62: لكل عط" اررق معاد رفور له ون لكا أي : 
يخير له . قال ابن عباس : ا الاي ول ؛ فجعل الغنى لبعضهم صلاحأء 

(3) انظر تخريجه فيما سلف, ج 1 ص 522.. 


306 


الجزء الثاني الرعد: 28 - 29 


6 2م بره 


قوله : «الذينَ ءامئوا وَتَطمئنْ قلوبهم» أي : تسكن قلوبهم « بذكر الله » قال 
الحسن: بوعد الله الذي وعدهم من الجنة 9 . 
قال: « ألا بذكرٍ الله 4 أي : : بوعد الله ط نَطمئِنْ الوب 4 كقوله: يا أيتها 

النفس المطْمَئئة ارجعي إلى رَبك رَاضيَة مُرْضِية فَادخلي في عبادي وَادْحْلِي جَنتي ) 

[الفجر: 27 - 30]. وقال بعضهم: ( ( وَتَطمَئن قَلوبهُمُ بذكر الله ) أي : هشت قلوبهم 

إلى ذكر الله فاستأنست به. 

قوله : « الذين سي اج و سيا حلي عن ابن عباس أنه 
قال: طوبى تيدر في الجنة. وقال بعضهم: طوبى : الجنة 

ذكروا أن رسول الله كك قال: طوبى شجرة ف في الجنة لو سار الراكب المجدٌ في 
ظلها مائة عام ما خرج من ظلها©. 

[وقال بعضهم]: ولو أن غرابا طار من أصلها لم يبلغ فرعها حتى يبيض شيبا . 
ولو أن أمة من الأمم كانت تحت ورقة من ورقها لأظلتهم . 

ذكروا عن بعضهم قال: إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى» يسير في ظلها 
الراكب ماثئة عام لا يقطعهاء زهرها رياط. وورقها برودء وبطحاؤها الياقوت. وكثبانها 
عنبر. وترابها كافور. من أصلها تنبع أنهار الجنة : الماء والخمر والعسل واللبن . وهي 

مجلس من مجالس أهل الجنة ومُحَدَّنهه) 

(1) هذا وجه من وجوه التأويل اقتصر عليه المؤلف هنا. وفي تفسير الذكر أقوال منها: ذكر الله في 
التسبيح والتهليل والتكبير وفي كل عبادة. ومنها الذكر بمعنى القران لأنه من أسمائه. وقد أورد 
ابن سلام ستة عشر وجها للذكر في كتابه التصاريف. 

(2) أخرجه أحمد في مسنده. وأخرجه الطبري بسند يرفعه إلى رسول الله يل هون حديث أبي سعيد 
الخدري في تفسيره ج 16 ص 443 ولفظه : طوبى شجرة في الجنة مسيرة مائة عام. ثياب أهل 

(3) زيادة لا بد منهاء لأن ما بعدها ليس تكملة للحديث السابق . 

(4) روى هذا الخبر ابن جرير الطبري في تفسيره ج 16 ص 439 - 441 عن وهب بن منبه. ونقله عنه 
ابن كثير في تفسيره ج 4 ص 91 - 92 ووصف هذا الخبر بأنه غريب عجيب. 


307 


الرعد: 29 - 30 تفسير كتاب الله العزيز 


ظ وقال بعضهم : طوبى شجرة في الجنة» أصلها في دار محمد يك وليس في 
الجنة دار ولا غرفة ة إلا وغصن منها في تلك الدار. 


قوله : ف وَحَسَنْ ماب 4 أي : وحسن مرجع . أ صاروا إلى ااتسة وتعيمنا 
مثل قوله : ( وَاللَهُ عِنْدَهُ حَسْنُ المَآب ) [آل عمران: ]. وقال مجاهد: وحسن ماب » 
أي : ١‏ الجنة . 

قوله : « كذلك اتلك فق اله قد تلت ريق يلها أَمَمّ » يقول: كذلك 
أرسلناك في أمة كما أرسلنا في الأمم التي قد خلت من قبل هذه الأمم . قال الحسن : 
قال رسول الله يكل : أنتم توافون سبعين أمة أنتم خيرها واخرها وأكرمها على الله 9 . 

قوله: « لتسَلَوَ عَلَيْهِمُ الذي أَوْحَيْنا إِلَيَِ 4 أي: القرآت « وَهُمُ يَكمَرُونَ 
بالرخمن 4؛ كانوا يقرارة : أما الله فنعرفه, ونا الرمحمين هلا نعرفة» قال الله > ( قل 
ادعوا الله أو :ادْغوا الرخمن اناما تدعُوا ْله الاشماء الحسنئ ) [الإسراء: 110]. 
وقال: ( وَإِذا قيل لَهِم اسجدُوا للرخمن قالوا وما الرخين انسحد لما تامرنا ) 
[الفرقان: 60]. هذا في تفسير الحسن . 

وقال بعضهم : ذكر لنا أن نبي الله كلهِ زمان الحديبية حين صالح قريشاً كتب : 
هذا ما صالح عليه محمد رسول الله . فقال مشركو العرب: إن 5بنت رسول الله ثم 
يريدود. إني لمحمد بن عبد الله [وإني لرسول الله ] © , فكتب الكاتب : ( يسم الله 
الرخمئن الرحيم ) فقالت قريش: أما الرحمن فلا نعرفه. وكان أهل الجاهلية 
يكتبون: باسمك اللهم ؛ فقال أصحاب رسول الله يكهِ: يا رسول الله دعنا نقاتلهم . 
(1) انظر تخريجه فيما سلف. ج 1 ص 306. 
(2) انظر كتب السيرة في فصل صلح الحديبية . وانظر صحيح البخاري . كتاب الشروط. باب 

الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط. من حديث المسور بن:مخرمة 
ومروان وفيه: «وإني لرسول الله وإن كذبتموني». 


308 


الحزاء الثاني الرعد : 0 - 31 





قال: لاء ولكن اكتبوا كما يريدون. فأنزل الله ( وَهُمْ يَكَفْرُونَ بالرحْمْن )0. 

١‏ قل هُوَ رَبِي لآ إلنه إلا هُوَ عَلَيْهِ توَكلْتْ وليه مَتَاب 4. قال الحسن: يعني 
التوبة . 

قوله: «ولو 3 قرءانا سرت به الجبّال 1 قُطْعَتٌ به الأرض أو كلم به 
المَوتى #. 

وذلك أن رهطا من قريش قالوا: يا محمد. إن كنت كما تزعم فسيّر لنا هذه 
الجبال من مكة, فإنها ضيّقة. قال لا أطيق ذلك. قالوا: فسخر لنا الريح لنركبها إلى 
الشام فنقضي عليها ميرنا”» وحاجتنا حتى نرجع من يومنا إن كنت رسول الله فإنها قد 
سخرت لسليمان بن داودء ولست بأهون على الله من سليمان بن داود. قال: لا 
أستطيع . قالوا فابعث لنا بعض من قد مات منا فنسألهم أحق ما تقول أم باطل. فإن 
عيسى قد كان يحيي الموتى ‏ كما زعمت انوي رولبت افون على لانت إن 
كنك وسوله. قال: ع فأنزل الله : ( وَلَوَ أن قرآناً سُيْرَتْ به الجبّالٌ أو 
قُطْعَتٌ به الازض أو كُلَمَ به المَوْتَى ) يقول لو أنا فعلنا ذلك بقرآن غير قرآنك فعلنا 
بالقرا ان الذي أنزلناه إليك . 

وقال الحسن : قالوا إن أرضنا أرض ضيقة» فادع لنا ربك بقرآنك هذا حتى تسير 
عنا جبال تهامة حتى نزرع فيهاء وتفجر لنا أنهارأ وعيوناً فإنا أصحاب آبار وأخي, لنا 
0 أنك رسول الله فنؤمن بك . وهو قوله : ( وَقَانُوا ن نومِنَ لَك حَبَى 


2 لت 00 


نا مِنّ الازض يبُوعاً أو تَكُونَ لَك جَنْةُ من نخيل وَعِنْبِ. . . ) إلى آخر 
الآيات . [الإسراء : 0 - 93] فقال الله : لو أن بلاغة قران بلغت عند ا 
الجبال أو يفجر به الأنهار أويحبي الموتى لبلغت بلاغة هذا القران بمنزلته وكرامته عند 
الله . 


(1) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ج 16 ص 445 عن قتادة مرسلا. 
(2) انظر ما سلف قريب فى هذا الجزء ص 216» تعليق: 3. 


309 


الرعد: 31 تفسير كتاب الله العزيز 


قال الله : « بل لله الآمر جميعاً ». 

وقال مجاهد: سألت قريش النبي عليه السلام أن يفسح لهم جبال مكة. ويقطع 
لهم الأرض بينهم وبين الشام. ويحبي لهم موتاهم. فقال الله لمحمد: لو فعلنا هذا 

١‏ وذكر بعضهم قال: ذكر لنا أن قريشاً قالت لنبي الله : إن سرك أن نتبعك فسيّر لنا 

جبال تهامة. وزد لنا في حرمنا حتى نتخذ قطائع نحترث فيهاء وأحي لنا فلاناً وفلاناً. 
لأناس ماتوا في الجاهلية, فأنزل الله هذه الآية. يقول: لو فعلنا هذا بقران غير قرانكم 
فعلناه بقرانكم . 

قوله : « أَقلَمْ يس الذِينَ اموا أن لُوْ يَشَاءُ الله لَهَدَى الئاس جَمِيعاً 4. وهو 
على الاستفهامء أي : قد تبين للذين آمنوا. وقال في اية أخرى : ( ولو شَاءَ رَبك لمن 
مَنْ في الأزض, بربهم جَمِيعاً ). 

قوال بعضهم : فلم ايعس الذينَ َامَنوا) يقول: ألم يعرف الذين امنوا ويتبين 
لهم ( أن لو يَسَاءُ الله لْهَدَى الناسّ جَميعاً )20 

قوله : ف ولا َال الي كَفروا نصِهُم يما ُو َارِعَة » وهي السراياء سرايا 
رسول الله عليه عدم يصيبهم الله منها بعذاب. يعني المشركين . «أزتخل » 
أنت يا محمد© « قربا منْ َارِِمْ حت ياي وَعْدُ الله 4 يعني فتح مكة في تفسير 
مجاهد وقتادة © « إن اللّهَ ل يُخْلِفٌ الميعَاد ». 


(1) هذا المعنى أورده أبو عبيدة في مجاز القران ج 1 ص 332 حيث قال: «( أفلم يايئس )؛ مجازه : 

ألم يعلم ويتبين. قال سحيم بن وثيل اليربوعي : 
فول لَهُم بالشغب إِدْ يَأسِرُوتي آلمْ تيْسُوا أنْي ابْنُ فارس رَهْدَم 

(2) هذا قول نسب إلى ابن عباس وإلى مجاهد وسعيد بن جبير وغيرهم. حسبما رواه الطبري في 
تفسيره ج 16 ص 4577 - 2.458 وهنالك قول اخر نسب إلى الحسن يذهب إلى أن الضمير في 
( تحل ) راجع إلى القارعة. أي : أو تحل القارعة. ولكل وجه من التأويل صحيح. وقد روى 
السيوطي في الدر المنثور ج 4 ص 64 قولا يؤيد به القول الأول ويفصله؛ روى عن مجاهد أنه 
قال: (أتخرل قريب من دارهم ) قال: الحديبية . 

(3) زيادة من زء ورقة 162 ومن كتب التفسير. 


2310 


الجزء الثاني الرعد: 32 - 35 





قوله: ط وَلْقَدُ استهزىء بِرَسُلٍ مُنْ قَْلِكَ فَأمْليّت للذِينَ كَمَرُوا 4 أي: لم 
اخذهم عند استهزائهم بأنبيائهم. ولكن أمليت لهم. أي : أخرتهم حتى بلغ الوقت. 
هِ نم أخذتهُمْ فكَيْف كَانَ عقَاب ». على الاستفهام . أي : كان شديداً. وكان الحسن 
إذا أتى على هذا قال: كان والله شديداً. 

قوله : « أَفْمَنْ هو قائم عَلَى كل نفس بِمَا كسَبَت ». قال بعضهم : ذلكم الله . 
وهذا على الاستفهام. قال الحسن: هو الله القائم على كل نفس بما عملت حتى 
يجزيها به. 

قال: « وَجَعَلُوا ِل شرا 4 يقول هل يستوي الذي هو قائم على كل نفس بما 
كسبت هو وهذه الأوثان التي عبدوها؟ قال: ( وَجَعَلوا لله شرَكاءَ ) [قل سَمِوهُمٌ 4 
وقال في آية أخرى: (إِنْ هي إلا أَسْمَاءُ سَمُيتمُوهَا أنتم وَءَابَاؤٌكُم ما نَزّلَ اللَّهُ بهَا مِنْ 
سَلْطانٍ ) [النجم : 3 أي : من حجة أنها الهة. 

رو #دسة مي ال الم شمهتير كه 22 

قال: « أَمْ تئوتَُ با لا يَعْلَمُ في الازض » على الاستفهام. يقول: قد نبأتموه 
بما لا يعلم في الأرض» أي : لا يعلم أن في الأرض الهة معه. أي : أنه يعلم أنه ليس 
معه لله في الأرض ولا في السماء. < أَمْ بظاهر مُنَّ القَوْل » قال مجاهد: أو بظن 
من القول. وقال بعضهم: الظاهر من القول الباطل. وقال الكلبي : ( َم بظاهر من 
القول ) أي : الزور من القول. وهو واحد. 

« بل زيْنَ للذِينَ كمَروا مَكْرُهُمْ # أي: شركهم. قال مجاهد: قولهم. وهو 
الشرك:: « وَصَدُوا عن السبيل » أي : سبيل الهدى . 

قال: «ِوَمَن يُضَلل اللَّهُ فَمَالَهُ منْ هَادِع يهديه هِلَهُمْ عَذَابٌ في الحَيّوة الدُنْيَاه 
يعني مشركي العرب. بالسيف يوم بدذر. ولآخر كفار هذه الأمة بالساعة. يعني النفخة 
الأولى. ط وَلَعَذَابُ الآخرّة أَشَ # من عذاب الدنيا ظ وَمَا لَهُم من الله من وات 4 
أي : يقيهم عذابه. 

قوله: « مَل الجن 4 أي : صفة الجنة 8« التي وعد المَتقونَ تَجُري من تَحْنّها 
كه و 3 7 
الانهدر». 


311 


الرعد : 35 تفسير كتاب الله العزيز 





ذكروا أن أنهار الجنة تجري في غير خدود: الماء واللبن والعسل والخمرء. فهو 
أبيض كله. فطيئة النهر مسك. ورضراضه الدر والياقوت. وحافاته قباب اللؤلؤ 
المجوف . 

ذكروا أن رسول الله يكل قال: بينا أنا في الجنة. يعني ليلة أسري بهء إذا أنا 
بشهر. حافتاه قباب الولو المجوف. فضربت بيدي إلى مجرىق الماء» فإذا فسيك 
أذفرء فقلت ما هذا يا جبريل؟ فقال: هذا الكوثر الذي أعطاك الله9 . 

00 ٠ 68 ويس‎ 0 0 

قوله : + أكلها دَائم » أي : ثمرها لا ينفد « وظلها » أي : دائم . 

ذكروا أن رسول الله كِِ قال: إن أهل الجنة ليتناولون من قطوفها وهم متكئون 
على فرشهم؛ فما تصل إلى في أحدهم حتى يبدّل الله مكانها أخرى7" . 

ذكروا عن ابن مسعود قال: نخل الجنة نضيد ما بين أصلها إلى فرعها. وتمرها 
كالقلال. كلما نزعت تمرة عادت تمرة. وأنهارها تجري في غير خدود, العنقود منها 
إثنا عشر ذراعاً منضود من أعلاه إلى أسفله. ليس في شيء منه عجم. أحلى من 
العسل. وأشد بياضا من الثلج واللبن» وألين من الزبد. كلما نزع منه شيء أعاده الله 
كما كان 

ذكروا أن رسول الله يع حدث عن ليلة أسري به فكان في حلديثه: ... ثم 
أعطيت الكوثر فسلكته حتى انفجر بي في الجنة. فإذا الرمانة من رمانها مثل جلد 
البعير المقتب . 


قوله: طتلك عُقبى الذينَ اتقَوا 4 يعني الجنة. ط وُعُقبَى الكثفرينَ الناز 4. 


(1) حديث صحيح. أخرجه البخاري في كتاب الرقاق. باب في الحوض؛ عن أنس بن مالك. 
والأذفر هنا الريح الطيبة الذكية. وقيل الاذفر هو الخالص الذي لا خلط له. 

(2)إلم أجده بهذا اللفظ عينه فيما بين يدي من المصادر. وقد روي عن البراء بن عازب قال: إن :أهل 
الجنة يأكلون من ثمار الجنة قياماً وقعوداً ومضطجعين. والحديث موقوف وإسناده حسن من 
رواية البيهقي . 


312 


الجزء الثاني الرعد: 36 - 39 





قوله : « وَالذِينَ اتيتهم الكتنبّ يَفْرَحُونَ بمَا أَنِْلَ إِلَيْكَ 4 قال بعضهم : يعني 
من أمن منهم. وقال بعضهم: هؤلاء أصحاب النبي عليه السلام فرحوا بكتاب الله . 
ومن خاب من يك بض 4 الأحزاب ها هنا اليهود ا ينكرون بعض 
القران يقرو ببعضه., أي : بما وافقهم . 

١‏ قل إِنْمَا أمرْتُ أَنَ ابد الله ولا أَشْركَ به إَِيْهِ أَدمُو وَإلَيِْ مَئاب» أي : وإليه 
مرجعي . 

قوله: « وَكَذْلِكٌ أَنْرَّلنَهُ كما عَرَبِيَاً 4 يعني القرآن© « وَلَئْن البَعْتَ 
أَهْوَاءَهُمُ » أي: أهواء المشركين حتى لا يله عن الله الرسالة « بعد ما جَاءَكٌ من 
العلم » قال: « مَالَكُ منّ الله من ولي » أي : يتولى دفع العذاب عنك « ولا 
وَاقِ #أي : يقيك عذابه إن فعلت. ولست فاعلا. 

قوله: ظ وَلَقَدَ َرْسَلَْا وُسّلاً مُن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَّهُمْ ازوجاً وري 4. نزلت حين 
قال اليهود: لو كان محمد رسولاً لكان له هم عيرٌ النساء والتماس الولد. 

قوله: «ومًا كَانَ لِرَسُولٍ أن يَأبِيَ بَايةِ إلا بإذْنِ الله أي : إلا بأمر الله. قال 
مجاهد: قالت قريش لما نزلت: يا محمد, ما نراك تملك من الأمر شيئاء ولقد فرغ 
من الأمرء فأنزل الله هذه الآية. تخويفا ووعيداً لهم . 

قال: « لِكُلْ أَجَل كَتَابٌ » قوله: ط يَمْحُو الله ما يَشَاهُ ويْتُ تفسير 
معاهة يعدو نكما نشاء ويقث فى كل ليله القائر لذ لتقام واللتعادة برودكن يضف 
فقال: هي مثل قوله: ( ما نَنْسَح من أيَةِ أو ننسهًا ) [البقرة: 106]. 

وتفسير الحسن أن اجال العباد عند الله؛ فى الكتاب أجل فلان كذا وكذاء 
وأجل فلان كذا وكذا فيمحو الله من ذلك اكات ماايشاء: أي : يمحو منه من انقضى 





(1) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن ج 1 ص 334: «( حُكماً عَرَبيَا ) أي : ديناً عربياً أنزل على رجل 
عربي . وقال الطبري في تفسيره ج 16 ص 475: «وجعل ذلك عربيا ووصفه به لأنه أنزل على 
محمد يخ وهو عربي, فنسب الدين إليه. إذ كان عليه أنزل». 


3213 


الرعد: 39 - 40 تفسير كتاب الله العزيز 


أجله. ويثبت من لم يجىء أجله» فيدعه مثبتأ في الكتاب حتى ينقضي أجله. فيمحي 
من ذلك الكتاب . 

وبعضهم يقول : قال الله : (مَا يُلفظ من فول إلا لَدَيْه رَقِيبٌ عتيدٌ ). [سورة ق: 
8 أي : يكتب ما يقول, فإذا كان كل يوم اثنين وخميس مُحِيَ منه ما لم يكن خيرا أو 
شرأء وأثبت ما سوى ذلك من خي رأوشر. 

ذكروا أن عمر بن الخطاب كان يطوف بالبيت ويقول: اللهم إن كنت كتبت علي 
ذنباً أو إثما ارهق فامحه عني . فإنك قلت: يمو الله ما بعاء وَيثيْتٌ ). 

قوله : # وعندَهُ م الكتتب» ذكروا أن كعبأ قال لعمر بن الات لولا هذه 
الآية لحدثتك بما هو كائن إلى يوم القيامة : بمو الله مَا يشَاءُ وت وَعِنْدَهُ أم 
اكاب #. وأم الكتاب: اللوح المحفوظ . 

ذكروا عن كعب أنه قال: إن أقرب الملائكة إلى الله إسرافيل. وله أربعة 
أجنحة : جناح بالمشرق» وجناح بالمغرب» وقد تسرول بالثالث.» والرابع بينه وبين 
اللوح المحفوظ. فإذا أراذ الله أمراً أن يوحيه جاء الله حتى يصفق جبهة إسرافيل فيرفع 
رأسه فينظرء فإذا الأمر مكتوب؛ فينادي جبريل فيلبيه فيقول: أمرت بكذاء أمرت 
بكذا. فلا يهبط جبريل من سماء إلى سماء إلا فزع أهلها مخافة الساعة.» حتى يقول 
جبريل: الحقٌ من عند الحقّ فيهبط على النبي . فيوحي إليه. [وتفسير أم الكتاب 
جملة الكتاب وأصله]9© . 

قوله : ط وَإِمًا نُريئُكَ بَعْض الذي نَعِدُهُم أو نَتَوَفيَكَ # في تفسير الحسن أن الله 
أخبر محمداً وَل أن له في أمته نقمة, ولم يخبره أفي حياته تكون أم بعد موته. قال : 
( كما نريئكَ بَعْض الذي تَعِدُهُم أو تتَوفْيَنكَ ) اوفيها إضمار. وإضمارها: ( فَإِنا مِنهُم 
منتقمون ): وهي 0 الآية الأخرى : ( فَإِمًا َذْهَبنّ بك فَإنَا منهُم مِنْتَقَمُونَ أو تيك 
الذي وَعَذْنَاهُمْ فإنا عَلَيْهُم مَقَنَدرُونَ ) [الزخرف: 41 - 42]. 


(1) زيادة من زء ورقة 163. 


2003104 


الجزء الثاني الرعد: 40 - 41 


ذكروا عن الحسن في تفسير هذه الآية أنه قال: كانت نقمته شديدة؛ أكرم الله 
نبيه أن يريه ما كان في أمته من النقمة بعده. 

قوله: ط فَإِنْمَا عَلَيِفَ البَلِعْ » أي: إنما عليك أن تبلغهم, ١‏ لَسْتَ عَلَيْهمُ 
ِمُصَيْطر )» أي : أن تكرههم على الإيمان» كقوله: ( أََأنْتَ نَكْرهُ الناس حَتى يكونوا 
مُومِنِينَ ) [يونس: 99]. 

قوله: « وَعَلَيْنا الحسَابٌ » أي : يوم القيامة. ثم أمر بقتالهم على الإيمان. ولا 
يستطيع أن يكرههم على الإيمان. إنما يقاتلهم عليه. وإنما يؤمن من شاء الله أن 
يؤمن . 

قوله : « أَوَلَمْ يرَوَا أَنا نابي الأرْض تَنْقُصّهًا من أَطْرَافهَا #. ذكروا عن عكرمة 
أنه قال: ينقصها من أطرافها بالموت. وقال بعضهم: موت الناس. وقال مجاهد: 
موت أهلها؛ وهو واحد. 

وذكر ابن عباس قال: موت فقهائها وعلمائها”". 

وقال الحسن: ننقصها من أطرافها بالفتوح على النبي عليه السلام؛ ألا تراه 
يقول في الآية الأخرى: ( أَفَهُمْ الغالبون ) [الأنبياء: 44] أي : أنهم ليسوا بالغالبين» 
ولكن رسول الله وأصحابه هم الغالبون. 

وتفسير الكلبي : ننقصها من أطرافها بالقتل والسبي» موافقاً لقول الحسن. 

وذكر الحسن أن الله يبعث ناراً قبل يوم القيامة تطرد الناس إلى الشامء تنزل 
معهم إذا نزلواء وترتحل معهم إذا ارتحلواء تطردهم إلى الشامء ثم تقوم عليهم 
الساعة بالشام . 

ذكر بعضهم قال: ما ينقص من الأرضين يزداد في الشام. وما ينقص من الشام 
يزداد في فلسطين . 
(1).وقال عبيدة في مجاز القران ج 1 ص 334: «مجازه: ننقص من في الأرض ومن في نواحيها من 

العلماء والعباد». 


315 


الرعد: 41 - 42 تفسير كتاب الله العزيز 





قوله: « وَاللّهُ يَحْكُمُ لآ مُعَقَبَ لِحُكْمِهِ 4 أي : لا راد لحكمه « وَهُوْ سَرِيمُ 
الحسّاب » إذا أراد الله أن يعذَّب قوماً كان عذابه إياهم أسرع من الطرف, يعني الذين 
كذبوا رسله. يخوف بذلك المشركين . 

قوله: « وَقَذُ مَكْر الذينَ مِنْ قبلهم » أي : ااا ات فكان 
مكرهم في تباب. أي : في خسار. 

قال الله : 9 فلل المَكرٌ جَمِيعاً 4 فمَكر بهم؛ أهلكهم أحسن ما كانوا في دنياهم 
حالا وأعرّه. وقال في آية أخرى: ( وما أَرسَلْنَا في فَرَيَةِ مُن نبي إلا أَحَذْنَا أَهْلْهَا 
بالباسَاء والضَرّاء لَعلّهُمْ درون م بَدلنا مكانَ السيئة الحَسَنة ) أي : مكان الشدة 
الزضاة رخن غنواع أى: : حتى كثروا ( وَقَانُوا قَذْ مس ءَابَاءَنَا الضَرَاءٌ والسرّاءٌ ) أي : قد 
أتى على آبائنا مثل هذا فلم يكن شيء . قال الله : ( فَأَحَذَْنَاهُمْ بَعْنَةَ ) أي : فجأة ( وَهُمْ 
لا يَشْعْرُونَ )» [الأعراف: 94 - 95]. 

قوله : « يَعْلَمُ ما تَكْسِبُ كُلْ نَفْس » أي : ما تعمل كل نفس ط وَسَيَعَْلَمُ الكفَلرٌ 
لمَنْ عُقبَى الدّار » أي : لمن الجنة . 

قوله : « وَيَقُولُ الذينَ كَفْرُوا 4 أي : قار امسن +113 العو ان 


ل ؤقُلْ > يا محمد « كَنَى بالله شهيدا ني بكم وَمَنْ عنده عل 

وهو كقوله: ( الذِينَ انيناهم الكتاب يغرفونة كما يَعْرفونَ أبْنَاءَهُمْ ) [سورة 
البقرة : 6 ] أي : يعرفول أن نا رسول الله ؟ بل معرفتهم لمععيك اله رسول الله 
لما جاءتهم به أنبياؤهم وما يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل» أثبت؛ لأن 
أبناءهم لا يدرون ما أحدثت نساؤهم فيهم ؛ ومحمد لا يشكون أنه رسول الله » بماجاءتهم 
به أنبياؤهم من عند اللهء وبما وجدوا في كتبهم التي أنزلها الله عليهم . 

دكروا عن عبد الله بن سلام قال: في نزلت هذه الآية: ( ومن عَنْدَهُ عِلَم 
الكتاب ). 


316 


الجزء الثاني الرعد: 42 





قال الحسن : هو الله. وقال بعضهم : علم الكتاب أي : أصل الكتاب وجماعه. 

وبعضهم يقرأ هذا الحرف: ون نه عِلَم اكاب ) يقول : من عند الله علم 
الكتاب”” . 

وقال بعضهم : : ( وقول الذِينَ كَفرُوا لَسَتَ مُرْسَّلا) يعني مشركي العرب. 
( قل ) يا محمد ( كف بالل شَهيداً بيني وَبَيْنكُمْ ومَنْ دده عِلْمُ الكتاب ) قال : : فد كان 

من أهل الكتاب قوم يهدون بالحق ويعرفونه؛ منهم عبد الله بن سلام ؛ وسلمان 
الفارسي ء وكعب. 


)0( انظر معاني الفراء؛ ج 2 ص 66. وهي قراءة ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلق. كما جاء 
فى التعليق . 
317 


ابراهيم : 1 - 3 تفسير كتاب الله العزيز 





وهي مكية كلها" 


بشم الله الرّحمن ألرّحيم 4. قوله : «الر كب انْرلْتَهُ إِلَيِكَ لتخرج 
الناس» يعني من أراد الله أن يهديه «#منّ الظلّمت إلى النوره أي : من الضلالة. إلى 
الهدى. « بِإِذْنٍ رَبْهمُ م 6أي : بأمر ربهم ظ إلى صِرْط العَزِيزِ 4 أي : إلى طريق العزيز 
« الحميدٍ » وهو الإسلام» طريق إلى الجنة . 


وتفسير العزيزء أي: العزيز في نقمته. والحميد المستحمد إلى خلقه؛ 
استوجب عليهم أن يحمدوه. بلغنا ان عبد الله بن مسعود أو ابن عمر قال: ترك النبي 
يي طرف الصراط عندنا وطرفه في الجنة . 


الله الذي لَه ما في السَموات وما في الأض. وَوَيل ْكفرِينَ من عَذْابِ 
شديد » أي : في الآخرة. الذِينَ يَسْتَحبِونَ © أي : يختارون 9الحَيوةٌ الدُيْيّا عَلَى 
الآخرة » أي : لا يقرون بالآخرة « وَيَصُدَُونَ عَنْ سَبيل اللّه وَيبْعْوتَهًا عوّجاً » أي : ا 
يبغول المسيل أ الطريق » را أي : الشرك© « أُولئِكَ في ضلل, بعيد # . 





(1) في نسختي ج ود زيادة هي هاده : وهي مكية كلها «إلا أيتين : ( ألم تر إِلى الذين بَدُلُوا نعُمَة الله 
كفراً. . . ) إلى آخر الآيتين». 

(2) في المخطوطات : «ويبغون السبيل الطريق الأعوج أي : الشرك». وائبت ما جاء في زء ورقة 
3 لأنه أحق تخنيرا وأقرب إلى سياق الآية. 


318 


العحاء الثاني ابراهيم : 6-4 





قوله : ف وَما أَرْسَلْنَا من رُسُولٍ إلا ِلِسَانٍِ قومه 4 [قال بعضهم : بلغة قومه]0©. 
[ لِيسِينَ لهم َيُضْلَ اللّهُ من يُشَاءٌ ويهدي من يَشَاءُ » أي : بعد البيان « وهو العزيزٌ 
الحكيم »4 أي : العزيز في نقمته الحكيم في أمره. 

قوله : 9 وَلقَد أَرسَلْنا موسي باينا قال الحسن: بديننا. وقال مجاهد: 
بالبيان ©. د أَنْ اخرج قَومَك من الظُلّمنت إلى الثور 4 أي : من الضلالة إلى الهدى 
< وَدَكرْهُمْ بكم اللّه © أي : بنعم الله في تفسير الحسن ومجاهد. قال الحسن: التي 
أنعم الله عليهم بها إذ نجاهم من آل فرعون. وأنزل عليهم المنّ والسلوى, وما أنعم 
عليهم به. 

وقال الكلبي : ( وذكرُهُم يام اللّه ) : النعيم والبلاء؛ يذكرهم ما أنعم الله 
عليهم. ويذكرهم البلاء. كيف أهلك قوم نوح وعاد وثمود وقوم 2 وفوم شعيب 
يقول: اترهم هذا وهذا. وقد قال في اية أخرى : (قل للَّذِينَ ءَامَنوا يعفرا لذي 
يُرجَون يام اللو [الجاثية : 14] أي انام الآخرة. وهم المشركون, ثم أمر بقتالهم 
بعد. قوله: « إن في ذُلكَ ا ا ا رين 


قوله : 9 وَإِذ قَالَ مُوسَئ لَِوْمِهِ اذكروا نعم يد 
فقال: « إِذ أنجيكم مُنَّ َال فرَعَون يسومُوَكم سُوء العَذْاب » أي : : يذيقوة: 
العذاب « وَيُدْبْحُونَ أبناءكمْ وَيَسْتَحيُونَ نسَاءكم » أي : فلا يقتلونهن « وفي 5 
أي : فيما نجاكم منهم ل بَلاءُ مُن رَبكُمْ عَظِيمْ © أي : نعمة من ربكم عظيمة ©©. وقال 


(1) زيادة من زء. ورقة 163. والقول لقتادة . 

(2) كذاه في المخطوطات : «بالبيان» . وفي تفسير مجاهد. ص 333: «بالبينات» . وفي تفسيرالطبري 
جَ 16 ص 518: وعن مجاهد: التسع الآيات: الطوفان وما معه. 

(3) هذا وجه من وجهي التأويل» وقد أورد الفراء في معاني القران ج 2 ص ©6 الوجهين معأ فقال 
موضحاً وموجزاً : ويقول: فيما كان يصنع بكم فرعون من أصناف العذاب بلاء عظيم » 5 
البلية. ويقال: في ذلكم نعم من ربكم عظيمة إذ أنجاكم منها. والبلاء قد يكون انعم وعذاباً ألا 
ترى أنك تقول: إن فلانا لحسن البلاء عندك, تريد الإنعام عليك». 


319 


ابراهيم : 7 - 9 تفسير كتاب الله العزيز 





نما ) [التصصض . 14 5 : فرقاً؛ يقتل طائفة) ويستحبي طائفة ويستعبد طائفة» فهو 
الذي كان يسومهم سوء العذاب . 


قوله: « وَإِدْ تََذنَ رَبُكُمْ # قال بعضهم : وإذ قال ربكم. وقال الحسن: ( تَأَدْنَ 
ربكم ) يقول: أعلمكم ربكم ط لَيْنْ شكرتم # أي : أمنتم « لازِيدَنكم 4 أي: في 
النعم « وَلَبْنْ كفرتم إن عَذَابِي لشديدٌ » أي: الآخرة. 

وهو كقوله : ( ويا قوم استغفروا ربكم لم م تويوا ليه يرس السَمَاءً عَلَيكُم 
دارأ [سورة هود: 50 وكقوله : (وَلَوَ أن أَهل القَرّىئ ءَامَنوا وَاتقَو وا لفتخنا عَلْيهِمْ 
بركات من السعاء زالأزض ( أي : إدا لأعطتهم السماء مطرها والأرض نباتها . 
( وَلكنْ كَذْبُوا فأَحَذّنهمُ بما كانوا يَكسبُونَ ) [الأعراف : 6 أي يعملون, يخوفهم ما 
أهلك به الأمم السالفة. 

قوله : ل ألم يكم نبوا الذينَ ِنْ قبِلكُمْ 4 أي : خبر الذين من قبلكم « قوم 
توح وعَادِ وَلمُود وَالذِينَ من بَعدِهِمْ لا يَعلَمُهُمْ إلا الله 4 أي : : كيف أهلكهم . وقوله : 
( والذينَ من بعدهم ) كقوله : وَفُوُونابيْنَ لِك كثيراً ولا ضَرَبْنا له الآمَالَ ولا تن 
تشبيراً ) [الفرقان: 8 - 39 أي : دمرنا داء 


ومه وم #ورهى 


أيديهم في ارون أي : في أقواه الأنبياء» تكذياً 5 5 ا به من عند الله . 
وقال بعضهم : > (فَرَدُوا لمم في أفراههم ) أى:: بأفواههم [أي: بألسنتهم]9) ظ 
فك برهم وقال بعضهم : 520 ا في أَفْوَاهِهمْ ) أي : عضوا أناملهم . أي : 
غيظاً عليهم ؛ مثل قوله في المنافقين : يا حل عَضوا عَلَيكُم الأنامل منّ العَيْظ ) 
[آل عمران: 119]. 

)1( اد من تساي القراة للايضاح . وانظر - مختلف وجوه تأويل هذه العبارة في معاني القزان للفراء. ْ 
ج 2 ص 66 - 70 فقد بينها بتفصيل . 





23020 


الجزء الثاني ابراهيم : 9 - 14 





. وَقَانُوا إِنا كَفرْنَا بمَا أُرْسِلتُمْ به وَإِنا في شَكُ مُمًا تَدُْوتَنا إِيّْهِ مُريب‎ ١ 

قوله : ف قَالَت رَسَلْهُمْ 4 أي: قالت لهم رسلهم « أَفي اللّه شَكْ فاطر 
السموت والأزض. 4 أ خالق السماوات والأرض أنه لا إله غيره . وهو على 
0 أي : : إنه ليبس فيه شك أنه خالق السماوات والأرض وأنه للا إلله غيره. 
00 تقرودن أنه خالق السموات والأرض فكيف تعبدون غيره؟ . 

قوله : « يَدْعُوكُمْ لِيغفر لم من ذُنُويِكُمْ 4 أي : إن آمنتم. « وَيُوَخْرَكُمْ إلى 
أجل ع 4 أي : إلى اجالهم بغير عذاب إن امنواء فلا يكون موتهم بالعذاب . 

« قَالُوا إِنَ أَنتم إلا بَسَرٌ ملا 4 أي : لا يوحى إليكم « تَرِيدُونَ أن تصَدُونا عَم 
كان يعبك عَابَاونَا » يعنول الأوثان « فَانُونَا بِسَلْطْنٍ بين > أي : ببحجة بيئنة . 

« فال لَهُمْ رُسُلْهُمْ إن نحن إلا بسر ملم وَلَكنْ الل يَمْنْ عَلَى مَن يشَاُ مِنْ 
عباده © أي : بالنبوة فيوحي إليه . © وما كَانْ لَنَا أن نيكم سَلطنٍ» ا بحجة 
ج إلا إن 7 0 الوا 0 الله ٠‏ فيتوكل المُومنونَ © . 
على مَاءَاذَيْتمُونَا 4 يعنلون قولهم للأنبياء : إتكم . سححرة » وإنكم كاذبون . 

قال الله: « وَعَلَى الله فَلْيتوَكل المُتوَكلُونَ 4. 

قوله : «١‏ قال الذين كفروا لرسلهم » أي : الذين أرسلوا إليهم « لنخرجنكم 
من أَرضنا أو لَتَعُودنْ فى ملتنا فوح لهم رب ََهْلكنّ الظللمينَ 4 وهذا حيث أذن 
الله للرسل فدعوا عليهم فاستجاب لهم . 

ف وَلَنسكتكُمُ الأرْض من بعدهم » أي : من بعد إهلاكهم. قال [بعضهم]7") 
وعدهم النصر في الدنيا والجنة في الآخرة. 

. « ذلك لِمَنْ خاف مَقَامِي وَحَافَ وَعيدى ». والمقام في تفسير الحسن المقام 


301 


ابراهيم: 15 - 17 تفسير كتاب الله العزيز 





بين يدي الله للحساب. وفي تفسير مجاهد: من خاف الله أنه قائم عليه بعمله. قال: . 
مثل قوله: ( أَفَمَنْ يم بمَا كَسَبَت ) [الرعد: 33] 

ا « واستفتحو الحا ل حيو ري در 

وفي تفسير الكلبي : لما دعا عليهم الرسل قال قومهم: اللهم إن كان رسلنا 
صادقين فيما يقولون فأهلكناء وإن كانوا كاذبين فأهلكهم . 

قال بعضهم: استنصرت الرسل على قومها حين استيقنوا أنهم لا يؤمنون. 

قال الله: ط وَحَابَ » أي: وخسر ظ كل جَبّارِ عَنِيدٍ 4 وهو المشرك. قال 
مجاهد : معاند للحق مجتنبه . 

قوله: « من ورَائه » أي: من بعد هذا العذاب الذي كان في الدنيا0» 
لِجَهَنْمُ 4 أي عذاب جهنم . « وَيُسْقَىْ من ماءِ صَدِيدٍ » والصديد غسالة أهل النار, 
أي : ما يسيل من جلودهم من القيح والدم. وقال بعضهم : هوما يسيل من بين جلده 
ولحمه . 


2 تابر 


١‏ يَتَجَرَعُهُ ولا يَكَادُ يُسِيِعْهُ © أي : من كراهيته له؛ وهو يسيغه, لا بد له منهء 
فتتقطع أمعاؤه. طويَاتِيه المَوْت مِنْ كُلٌ مَكَانٍ » وهي النار لشدة ما هم فيه ولكن الله 
عر وجل قضى عا هم ألا يموتوا. هذا تفسير الحسن. وبعضهم يقول: حيات وعقارب 
تنهشه من كل ناحية. ط وَمَا هُو بِمَيْتِ وَمِن وُرَائْهِ عَذَابٌ غَلِيظ » كقوله: ( فَذُوقوا فلن 
يدك إل عَذَاباً». [النبا: 56]. 

ذكروا أن وام النبي عليه السلام قال: لما ذكر الله النار قلت: ابن 


(1) قال أبو عبيدة في المجاز.ء ج 1 ص 337: «(من ورائه جهنم) مجازه: قدامه وأمامه. يقال: إن 
الموت من ورائك . أ 'قدامك. وقال: ْ 
أتوع دني وراءً بني رياح كذيت َتَفَصَرَن يذاك دوني 
أي : قدام بني رياح وأمامهم . 
322 


الجزء الثاني ابراهيم: 18 - 21 





آدم ضعيف» فإنما تكفيه لذعة من النار حتى يقضي©. ئم أنزل الله : ( كُلْمَا نضِجَتْ 
رن م لتاقم مجلودا يرا يدوو ال يَمُوتَ فيهًا وَل يحيا) [سورة طة : 

ذكروا عن عبد الله بن مسعود قال: غلظ جلد الكافر سبعون ذراعاًء وضرسه مثل 
5 وفخذه مسيرة يومين .2 وزاد فيه بعضهم عن ابن مسعود : وإني لأظنه يشغل من 

قوله: .ط مُكَل الذين كَفَروا برد هم امل كَرَمَادٍ اشْتَدّتَ به الريخ في يوم 
عَاصِفٍ » يعني شدة الريح ط لآ يَقدِرُونَ مما كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ 4 أي : مما عملوا من ظ 
خير على شي ء فى الآخرة. أي : قد جوزوا به في الدنياء مثل الرماد الذي اشتدت به 
الرياح في يوم عاصف فأطارته ‏ فلم يقدذر منه على شي ء. فكذلك أعمال الكفار. 
قال: « ذْلِكَ هُمٌ الضلل البَعِيدُ » أي: من الهدى. 

قوله : < ألم تر أَنْ الله حَلَقَ السّمُوَات وَالآزْض باحق 4 أي : تبصن الآهر إلى 
البعث والحساب والجنة والنار. كقوله: ( وما خلقنا السموات الارفر وما يا 
تاطلاً ذلك ضْ الذين كفروا ) أي : ألا تعيث ولا حساب ٠»‏ ولا جنة ولا نار. ( فويل 
للدي كفروا ٠‏ مِنّ النار) [سورة ص : 27]. 

قوله: « إن يشا يُدِْبْكُمْ 4 أي : يهلككم بعذاب فيستأصلكم « وَيَات بحَلق 
جَدِيدٍ 4 أي: آخرين. وما ذْلِكَ عَلّى الله بعَزيزِ © [أي: لا يشق عليه]©. 

1 اف ا ا 1 ا 
استكبروا # وهم الرؤساء والكبار والدعاة إلى الكفر ‏ إنا كنا لكم تبْعا » أي : 
(1) في المخطوطات : «تكفيه لديغة من النار حتى تطفي » وهو خطأ. وفيه تصحيف صوابه ما أثبت. 


| «لذعة.. . حتى يقضي» أي: حتى يهلك ويموت. 
(2) زيادة من زء ورقة 164. 


2303 


ابراهيم : 21 - 22 تفسير كتاب الله العزيز 





8 ها 


بدعائكم ! إيانا إلى الشرك . « فَهَلَ أنثم مُعْنُونَ عَنَا مِنْ عَذَاب الله مِنْ شَيْءْ قَالُوا لو 
بن لَب سوا لا أشنا م امال من ريص 4 لي من مورب 
ولا من معدل من عذاب الله . 

وقال بعضهم : انهم يقولون إذا اشتد عليهم العذاب وجزعوا تعالوا نصبر. 
فيصبرون فلا ينفعهم شيئاء فيقولون : ( سَوَاءٌ عَلَْنَا أَجَرِعْنا 1 صبرنا ها لنا من 
مُحيص ) أي : من منجأة. 

« وقال الشّيْطَنٌُ» يعني إبليس « لَمّا قضيّ الامْرُ © أي : لما حكم وفصل بين 
العباد» وقضي بينهم بالقسط. فأبان الله أهل الجنة من أهل النارء قام إبليس خطيبا 


بإذن الله وبئس الخطيب». يريد الله بذلك توبيخ أهل النارى فيسمع الخلق كلهم 
فقال: 8 إن الله وَعَدَكُمُ وَعْدَ الحَقّ » أي: وعدكم الجنة على له 5 


5 ه ل 


والحفظ لحدوده « وَوَعَدُتَكُم 4 4 أنا ‏ فأَحْلَفَكُمْ وَمَا كانَ لي عَلَيكُم منْ سُلْطنِ»م 
استكرهكم به 8 إلا أن دعَوْتكُمْ 4 أي : بالوسوسة ظ فَاسْتَجَبَمْ لي قلا تَلُومُونِي وَلُومُوا 
َنْفْسَكُمْ مَا أنا بِمُصْرحِكُمْ » أي : ما أنا بمغيئكم من عذاب الله ل وَْمَا أَنتَم 
بمصرخي » أي : بمغيثي من عذاب الله" « إني كَفَرتَ ما أَسْرَكتمُونٍ مِنْ قبل » 
أي : في الدنيا أي : عصيت الله قبلكم . 

وقال بعضهم: ( بمَا أَشْرَكْتَمُونِ ) أي: مع الله في الطاعة لي في الشرك به. 

ذكروا أن رسول الله يِه قال: إذا جمع الله الأولين والآخرين فقضى بينهم وفرغ 
من القضاء قال المؤمنون: قد قضى بيننا ربناء فمن يشفع لنا إلى ربنا. قالوا: فانطلقوا 
إلى ادم عليه السلام فإنه أبوناء وخلقه الله بيده وكلمه. فيأتونه ويكلمونه أن يشفع 
لهم ٠‏ فيقول آدم : عليكم بنوح. فيآتون نوحأء فيدلّهم على إبراهيم عليه السلام . ثم 
يأتون إبرا هيم فيدلهم على موسى عليه السلام» ثم يأتون موسى فيدلهم على عيسى . 


)1( جاء في مجاز أبي عبيدة. ج 1 ص 339 ما يلي : « ما أنَا بمُضْرحِكُمْ ). أي : بمغيثكم ‏ ويقال: ش 
استص رخني فأصرخته . أئ : استعانني فأعنته . واستغائني فأغنته» . 


304 


الجزء الثاني ابراهيم : 2 - 23 





صلى الله عليه ثم يأتون عيسى فيقول: أدلكم على النبي الأمَيّ محمد صلى الله عليه 
وعلى جميع الأنبياء والرسل, فيأذن الله لي أن أقوم. فأثني عليه. وأقوم فيفور من 
مجلسي أطيب ريح شمها أحدى حتى أقوم المقام المحمود الذي وعدني ربي أن 
أقومه. وأسأل ربي الشفاعة للمؤمنين فيشفعني . ويجعل لي نور من شعر رأسي إلى 
ظفر قدمي, ثم يقول الكافرون عند هذا : قد وجد المؤمنون من يشفع لهم. فقم أنت 
0 فإنك أنت أضللتنا . فيقوم فيفور من مجلسه أنتن ر بح شمها أحد ثم يعظهم 
بجهنه 5 '. ويقول عند ذلك ( إِنْ الله وَعَدَكُمُ وعد الحَقّ وَوَعَدتَكمْ فَأَحْلفَكُمْ وما كان 
لي عَلَيْكُمُ 0 سَلْطَانٍ إل أن دَعَوتَكُمْ . . ) إلى اخر الآية© . 

قوله: « إِنْ الظالمينَ 4 أي : المشركين والمنافقين « لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم »أي : 
موجع . 

قوله: # وَأَدْخْلَ الذينَ ءَامَنوا وَعَمِلُوا الصَلِحَلت جنات : تجري من 0 الأنهارٌ 
خالدينَ فيهًا بإِدْنٍ رَبهم 4 أي : بأمر ربهم « تَحيتهُمْ فيهًا سَلْمَ » أي : تحييهم 
الملائكة عن الله بالسلام. فتستأذن عليهم حتى تدخل عليهم بالتحيّة من عند الله 
والكرامة والهدية. وبأن الله عنهم راض . ويسلم أهل الجنة بعضهم على بعض 
بالسلام , وهو تحية أهل الجنة . 


وذكر بعضهم أن طوبى شجرة في الجنة.» وقد وصضفتاها قبل هذا الموضء2ا 


(1) في ج ودء وفي ز ورقة 165. وفي تفسير الطبري ج 16 ص 563: «يعظم لجهنم» وفي مخطوطتي 
ف وع «يعظهم بجهنم», ولكل من اللفظين وجه في التأويل . ويظن الأستاذ الشيخ محمود محمد 
تإكر انها بقعم لبهخ اين نولم للم الخارس ب إذا ذاق الشراب فكرهه». وأنا أميل إلى ما ورد 
في ف وع وأقول: بئس الواعظ هو. وبئس ما يعظهم به. ولات ساعة موعظة. 

(2) أخرج الطبري هذا الحديث في تفسيره ج 16 ص 562 مرفوعاً إلى رسول الله ف برواية عقبة بن 
عامر. وأخرجه السيوطي في الدر المنثورء ج 4 ص 740, ونسبه إلى ابن المبارك وابن أبي حاتم 
والطبراني وغيرهم. ولكنه حديث ضعيف واهي السند. ونقله ابن كثير في تفسيره ج 4 ص 120 
بدون إشارة إلى ضعفه . 

(3) انظر ما سلف في هذا الجزء ص 307. 


325 


ابراهيم: 24 - 25 | تفسير كتاب الله العزيز 





يوم يتحدثون إد أتتهم الملائكة بنوق لكي » مزموء م (2) بسلاسل الذهب. كأنما 
1 تل 7 ذلن من غير مهانة. العرين خروياضة, عليها 
ويقولون: إن ربكم ١‏ بعث إليكم بهذه الرواحل ا 0 وتنظروا 
إلى ما أعد الله لكم مما لا عين رأت. ولا أذن سمعت. ولا خطر على قلب أحد مثله . 
قال: ويتحوّل كل رجل منهم على راحلته؛ ثم يسيرون صفا في الجنة؛ الرجل منهم 
إلى جنب أخيهء لا تجاوز أذنُ ناقة منها أذن صاحبتهاء ولا ركبة ناقة منها ركبة 
صاحبتها. وإنهم ليمرون بالشجرة من شجر الجنة فتتأخر من مكانهاء فيرسل إليهم 
ربهم الملائكة بالسلام ؛ فيقولون: رينا نت السلام » ومن عندك السام ؛ ولك حق 
الجلال والإكرام» فيقول لهم : وعليكم السلام مني . وعليكم رحمتي ومحبتي . . مرحباً 
بعبادي الذين أطاعوني بالغيب» وحفظوا وصيتي . فيقولون : لا وعرّتك. ما قدرناك 
حقّ قدرك. وما أدينا إليك كل حقك. إيذن لنايا ربّنا أن نسجد لك. فيقول: وعزتي 
وجلالي إني وضعت عنكم مؤونة العبادة. وقل أفضيتم إل كرامتي . وبلغ الموعد 
الذي وعدتكم. تمنواء فإن لكل إنسان منكم ما تمنى . . . وقد بقى من هذا الحديث 
شي ء كثير. وهو في أحاديث الجنة. 

قرا م0 لي لا ان 507 
د اي في السَّمَاءِ © يعني طولهاء وفرعها هو رأسها الذي تكون فيه الثمرة 8 تؤتي 
الها كل جين يذ اي بأمر ربها. 


مب * أ“ سمهوه 


ا إلى السنة وهي 1 شتاءً ا يعني الطلع والبلح والبسر 


(1) هي الإبل الخراسانية طويلة الأعناق. واحدها بختي . ومؤنثه بختية. وانظر اللسان: (بخت). 
)2( زممت البعير إذا علقت عليه الزمام لقيادته . فهو مزموم . 


326 


الجزء الثاني ابراهيم : 25 - 26 





والرطب والتمرى وهي مثل عمل المؤمن. هو في الأرض وعمله يصعد إلى السماء. 
وهو ثابت يجازّى به. 
وقال الحسن : إن المؤمن لا يزال من كلام طر 0 صالح. كما تؤتي هذه 
الشجرة أكلها. أي : تمرتها. كل فكي 
« وَيَضْربٌ الله الأمَْالَ للناس لَعَلّهُمْ يَذْكُرُونَ 4 أي : لكي يذّكروا. 
وبلغنا عن اين عباس أنه قال: الحين غدوة والحين عشية . وقرأ هذه الآية: 
( فَسبْحَانَ اللّه جِينَ تَمْسُونَ وَحِينَ تُصبِحُونَ ) [الروم: 17]. وقال مجاهد: ( كُلّ 
جين ): كل سنة'"". 
ذكروا عن ابن عمر قال: قال رسول الله يَكَِيةِ : إن من الشجر شجرة لا يسقط 
ورقهاء وإنها مثل المؤمن. فأي شجرة هي؟ قالوا: الله ورسوله أعلم . قال ابن عمر 
فوقع في نفسي أنها النخلة. وكنت غلاماً أصغر القوم؛ فسكتٌ. فقال رسول الله : هي 
النخلة© . 
ظ قوله : « وَمثل كلمَةِ خبيئةٍ 4 أي : لعزا وطاق ا كشجَرَةٍ خبيثة 4 أي : فر 
يعني الحنظلة « اجتنت مِنّْ فوق الأزض. 4 [أي : قطعت من أعلى الأرض ]20 م 
و0 ليس لأصلها ثبات في الأرض . فالريح تصرفها؛ كذلك مثل عمل 
الكافرء ليس لعمله الحسن أصل ثابت يجزى به في الآخرة. 


(1) اختلف المفسرون اختلافاً كثيراً ذ في المقصود بالحين هنا. فذهب بعضهم إلى أن الحين هو كل 
وقتتاء. وذهب أبو عبيدة وغيره أنه ستة أشهر. ورجح ابن جرير الطبري قول من قال: «عنى 
بالحين. في هذا الموضع غدوة وعشية وكل ساعة» ويبدو لي . والله أعلم . أن قول من قال: 
( إن كل جين ) في هذه الآية يعني كل سنة, أقرب إلى الصواب ؛ فإن من النخيل ما لا يؤتي 
أكله كل سنة . فإذا كانت النخلة تؤتي أكلها كل سنة بانتظام فهي من خيار النخل . 

(2) حديث متفق عليه» أخرجه البخاري في كتاب العلم. باب قول المحدث حدثنا أو أخبرنا. 
وأخرجه مسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم . باب مثل المؤمن كمثل النخلة (رقم 
4) وأخرجه أحمد والترمذي وغيرهم . 

(3) زيادة من زء 165. 


367 


ابراهيم : 27 ظ تفسير كتاب الله العزيز 





ذكر أبو موسى الأشعري قال: قال رسول الله يلِِ: مثل المؤمن الذي يقرأ 
القران مثل الأترجة طعمها طيب وريحها طيب. ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القران مثل 
التمرة طعمها طيب ولا رائحة لها. ومثل الفاجر الذي يقرأ القران مثل الريحانة ريحها 
طيب وطعمها مر. ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القران مثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح 
كن 


قال بعض السلف: مثل الجليس الصالح مثل حامل المسك. تجل منه ريحه. 
ومثل الجبليين النزة ء مثل صاحب الكيرء إن لم يحرق ثوبك يؤذك دخانه© . 

قوله : م بت اللهُ الذينَ ءَامنُوا بالقَول, الثابت ة في الحَيّوة الدنيًا وَفي الأخرة» . 

بلغنا عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: إن المؤمن إذا وضع في 
قبره ورجع عنه أصحابه أتاه ملك فأجلسه. ثم يقول له: من ربك؟ فيقول : ألله ربي . 
ثم يقول له: وما دينك؟ فيقول: الإسلام. ثم يقول له فمن نبيك؟ فيقول: محمد 
. فيقال له: صدقت. ثم يفتح له باب إلى النارء ثم يقال له: انظر إلى هذه النار 
التي لو أنك كذبت صرت إليها. وقد أعاذك الله منها. ثم يفتح له باب إلى الجنة, ثم 
يقال له: هذه الجنة. ثم يرى منزله فيها فلا يزال يأتيه من ربح الجنة وبردها. حتى 
تأتيه الساعة. 0 

وإن الكافر إذا وضع في قبره» ورجع عنه أصحابه أتاه مَلّك فأجلسه. ثم قال 
له: من ربك؟ فيقول: لا أدري. ثم يقول له: من نبيك؟ فيقول له : لا أدري. فيقال 


(1) حديث صحيح متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب التفسيرء باب فضل القرآن على سائر 
الكلام» وأخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرهاء باب فضيلة حافظ القرآن (رقم 
7) وأخرجه أحمد فى مسئده وغيرهم. كلهم يرويه من حديث أبي موسى الأشعري . كما 
أخرجه أيضا ابن ماجه في المقدمة. باب فضل من تعلم القرآن وعلمه (رقم 214). 

(2) هذه ألفاظ من حديث صحيح متفق عليه» أخرجه البخاري في كتاب الذبائح والصيد. باب 
المسك. وأخرجه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب. باب استحباب مجالسة الصالحين». 
ومجانبة قرناء السوء. (رقم 2628). 


3028 


الحزء الثاني ابراهيم : 27 





له: لاا دريت». ثم يفتح له باب إلى الجنة فينظر إليها: ثم يقال له: هذه الجنة التي لو 
أنك امنت بالله وصدقت رسوله. وعملت بفرائضه صرت إليهاء لن تراها أبدأً. ثم 
يفتح له باب إلى النارء فيقال له: هذه النار التي أنت صائر إليهاء ثم يضيق عليه قبره: 
ثم يضرب ضربة لو أصابت جبلاً ارفض ما أصابت منه قال: فيصيح عند ذلك صيحة 
يسمعها كل شيء إلا الثقلين. قال: فهو قوله: يثبت الله الذين أمنوا بالقول الثابت فى 
الحياة الدنيا 5 الأخرة0© , ْ 

قال: « وَيْضِل اللَّهُ الظلِمِينَ وَيَفْعَلُ الله ما يَشَاهُ ». 

ذكر جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله كد : إن هذه الآمة تبتلى في قبورها. 
إذا أدخل المؤمن قبره وتولى عنه أصحابه جاءه ملك شديد الانتهار فيقول له: ما كنت 
تقول فى هذا الرجل؟ فيقول: إنه رسول الله وعبده. فيقول: انظر إلى مقعدك الذي 
كان لك من النارء قد أعاذك الله منه. وأبدلك بمقعدك الذي ترى من النار مقعدك 
الذي ترى من الجنة. فيراهما كليهماء فيقول المؤمن: دعوني أبشر أهلى , فيقال له : 
اسكن . / ْ 

وأما المنافق فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري. أقول ما 
بقول الناس» فيقال له: لا دريتء, هذا مقعدك الذي كان لك من الجنة قد أبدلت 
مكانه مقعدك من النار. 


قال جابر: سمعت النبي وله يقول: يبعث كل عبد في القبر على ما مات عليه ؛ 
المؤمن على إيمانه. والمنافق على نفاقه© . 


(1) هذا خلاصة للحديثين الصحيحين الآتيين. 

(2) أخرجه أحمد وابن أبي الدنيا والطبراني في الأوسط والبيهقي عن جابر بن عبد الله . وأحاديث 
عذاب القبر وابتلاء المؤمن والكافر فيه صابتة صحيحة. وقد رويت من طرق متعددة رواها جمع 
من الصحابة. انظر في هذا الموضوع الدر المنثور للسيوطي ج 4 ص 78 - 84 تجد أغلب ما 
روى عن النبي يي مرفوعاً وموقوفاً. أعاذنا الله وإياك من عذاب القبر ومن سوء المصير. 


2309 


ابراهيم : 27 تفسير كتاب الله العزيز 





ذكر البراء بن عازب أن رسول الله كَكهِ تبع جنازة رجل من الأنصارء فلما انتهى 
إلى قبره وجده لم يلحد . فجلس وجلسنا حوله كأنما على رؤوسنا الطيرء وبيذه عود 
ثلاثا . 

إن المؤمن إذا كان في قبل من الآخرة وانقطاع من الدنيا أتته ملائكة وجوههم 
عليه كل ملك بين السماء والأرض» وكل ملك في السماوات» وفتحت أبواب . 
السماء. كل باب منها يعجبه أن تصعد روحه منه. فينتهي الملك إلى ربه فيقول: يا 
رت» هذا روح عبدك . فيصلي الله عليه وملائكته ويقول: ارجعوٍ بعبدي وأروه ما 
أعددت له ص الكرامة» فإني عهدت إلى عبادي أ ( منهًا حَلْنَاكمُ وفيها نَعِيدكُمُ 
وَمِنْهَا نُحْرِجكُمْ ) [سورة طه : 5] فيرد إليه روحه حتى يوضع في قبره. . وإنه ليسمع 
رع عابو سين ابره عن فيقال: من ربك وما م وس نبيك؟ فيقول : الله 
ربي » والاسلام ديني .» ومحمد نببي ) فنادى مناد : وت الله الذين َامَنُوا بالقول, 
الثابت في الحَيّوة الذنيًا وَفِي الآخرة ). 

ا 
وات ا له هذا 00 6 الله خيراً منه. ثم يفتح له منزله من الجنة. 
فينظر ماذا أعد الله له من الكرامة فيقول: يا رب متى تقوم الساعة كي ارجع إلى أهلي 
ومالي. فيوسع له في قبره ويرقد. 
(1) هذا جزء من حديث صحيح متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب الصلاة» باب 00 قبل 

السلام. وأخرجه مسلم في كتاب المساحد ومواضع الصلاة. باب ما يستعاد منة في الصلاة. 


عن عائشة (رقم 589) وعن أبي هريرة (رقم 68). وجاءت رواية أبي هريرة بهذا اللفظ : «اللهم 
إني أعوذ بك من عذاب القبر» وعذاب النار. وفتنة المحيا والممات. وشر المسيح الدجال». 


330 


الجزء الثاني ابراهيم : 28 





وأما الكافر فإذا كان في قبل من الآخرة وانقطاع من الدنيا أتته الملائكة بسرابيل 
ينتزع السفود الكثير شعبه من الصوف المبتل من عروقه وقلبه. فإذا خرج روحه لعنه 
كل ملك بين السماء والأرض وكل ملك في السماوات. وغلقت أبواب السماء دونهء 
كل باب يكره أن يصعد روحه منه. فينتهي لملك إلى ربه فيقول: يا رب هذا روح 
عبدك فلان لا تقبله أرضص ولا سماء» فيلعنه الله وملائكته فيقول : ارجعوا بعبدي فأروه 
ما أعددت له من الهوان. فإنني عهدت إلى عبادي أني منها خلقناكم وفيها نعيدكم 
ومنها نخرجكم. فيرد إليه روحه حتى يوضع في قبره. وإنه ليسمع قرع نعالهم حين 
ينصوفون عنه . فيقال له : ما دينك ومن ربك؟ فيقول: لا أدري . فيقال له: لا دريت. 

فيأتيه عمله في صورة فبيحة وريح منتنة فيقول : أبشر بعذاب مقيم, فيقول : 
وأنت فبشرك الله شر فمثل وجهك سر ال فمن أنت؟ فيقول : : أنا عملك 
الخيث . ثم يفتح له باب من أبواب الجنة فيقال له: هذا منزلك لو أطعت الله . ثم 
يفتح له منزله من النار فينظر إلى ما أعدّ الله له من الهوان, ويقيض له أصم أعمى بيده 
مرزبة لو توضع على جبل لصار رفاتاء فيضربه ضربة فيصير رفاتا. ثم يعاد فيضربه بين 
عينيه صربة يصيح بها صيحة يسمعها من على الأرض إلا الثقلين» وينادي منادٍ أن 
أفرشوه لوحين من النارء فيفرش لوحين من نارء فيضيّق عليه قبره حتى تختلف 
أضلاىي(1) 

قوله : د ألم تر إلى الذين بذلواان نعمت الله كفراً 4 أي : نعمة الله التي أنعمها 
عليهم جعلوا مكانها كفراً. كقوله: ( وَتَجْعَلُونَ رِرْقَكُمُ أَنْكُمْ نُكَذَّيُونَ ) [الواقعة : 52] 


(1) حديث البراء بن عازب هذا حديث معروف في كتب الحديث صحيح الإسناد؛ أخرجه البخاري 
مختصرا في كتاب التفسير من سورة إبراهيم» وأخرجه أحمد وعبد بن حميد وأبو داود والحاكم 
وصححه والبيهقي وغيرهم مطولاً بزيادة ونقصان . أخرجه أب داود مثلاً فى كتاب السئّة. باب في 
المسألة في القبر وعذاب القبر. (رقم 4753) وأخرجه الربيع بن حبيب في الجزء الرابع في 
مراسيل جابر بن زيد (رقم 982). 


331 


ابراهيم: 28 - 33 0 تفسير كتاب الله العزيز 


أي : تجعلون مكان شكر النعمة تكذيباً وكفراً. فكان كفر المشركين تكذيباء وكان كفر 
' المنافقين كفراً لانعم اللهء لم يشكروها. وإذا لم تشكر النعم فقد كفرت. 

قوله : « وَأَحَلُوا َ قَومَهُمْ م دَارَ البَوَارِ جَهَنمَ يَصَلونها وبئس القرار » [هم اعرد 

من أهل بدر]”' أخرجوا قومهم إلى قتال النبي كَل ببدر؛ يعني أخرج بعضهم بعضاً 

فقتلهم الله ببدر فحلوا ه في فى النار. 

وقوله : ( دَارَ البوار )» أي : دار الفساد. أي : أفسدت أجسادهم في النار. وقال 
الحسن : دار البوار شرهم. قوله : ( وبئس القَرَارٌ 6 أي : وبيس المأوى والمنزل الذي 
استقروا فيه فصار قرارهم. 

قوله : « وَجَعَلُوا لله أنْدَاداً #4 أي : آلهتهم التي يعبدون, عدلوها بالله فجعلوها 
آلهة مثله ل« لَيضلُوا عَنْ سَبلهِ 4 أي عن سيل :الهدى ٠‏ 9 قُلْ تَمتعُوا إن مَصِيرَكُمْ 
إلى النار» كقوله : ( لا يَعْرَنّكَ تَقَلْبُ الذينَ كَفَرُوا في البلاد مَنَاح كليل ثم مَأَوَيِهُمُ 
جهنم وبيس المهَادٌ ) [ال عمران: 196 - 197]. 

قوله : هفل لعبادي الذْين َامَنُوا يقيموا الصلوة» أي : الصلوات الخمس» 
يحافظون 7 وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها « وينفقوا مما َزْقنَاهُمْ سر 
وَعَلانِيّةَ 4 أي : الزكاة الواجبة « من قبل أن يَأتِيَ يوم » أي : يوم القيامة « لا بيع 
فيه *# أي : لا يتبايعون فيه « وَل يلل » أي : تنقطع كل خلة إلا خلة المتقين. 
كقوله : ( الأخادء يوم بَعْضْهُمْ لض عَدُوْ إلا المُتقِينَ ) [الزخرف: 2]67 وكقوله : 
(لآ بيع فيه ولا خلّة وَل شَفَاعَةَ ) [البقرة : 254]. 

قوله :9 الله الذي حَلَقَ السَمُوَاتِ وَالارْض وَأَنْرَلَ مِنَ السّمَء ءِ مَاءٌ فأخرّج به من 
الشَمَْت رزقا لَكُمْ 4 إنما الرزق من المطر. وْسَحْرَ لحم الفلك لِتَجِرِي في البحرٍ 
بأمره وَسَحْرَ لَكُمْ الانْهْرَ>ه قال مجاهد : ب 9 وَسَخْرَ لَكُمْ الشمْس 
وَالقَمَرَ دَائِيين © أي : يجريان إلى يوم القيامة « وَسَحْرٌ لَكُمْ الَيْلَ وَالنهَارَ ‏ يختلفان 


(1) زيادة من زء ورقة 166. 


332 


الجزء الثاني ابراهيم : 34 - 38 





عليكم رانم أي : وأعطاكم ا مُنْ كل ما سَألتمُوه 4 أي : : وما لم تسألوه. في 

تفسير الحسن . ا وبعضهم يقرأها: ( مِنْ كل ) أي : من كل شيء. 
وكا سالش م يفول ان ود ا 

قال: « وَإِنْ تَعْدُوا نغمتَ الله لآ تخصُوهًا 4 [روى الحسن عن أبى الدرداء 
قال: من لم بر نعمة الله عليه إلا في مطعمه ومشربه فقد قلّ عمله وحضر عذابه] ©. 
« إِنْ الإنسَانَ لَظْلُوم كَفَارٌ 4 أي : ظلوم لنفسه. كفار بنعم ربه [حين أشرك] © وقد 
أجرى عليه هذه النعم . 

قوله : « وإذ قال إِبْرَاهِيم رَبّ اجعَل هذًا البَلدَ مناه يعني مكة « وَاجْنيِي 
بي أن نيد الأضنَامَ 4 يعني المؤمنين منهم. كقوله : نون كك أ ميد لك 
[البقرة: 128] « رَبّ إِنْهُنَ أَضْلَلْنَ 4 يعني الأصنام أضللن « كثيراً ” الللين ؟ 
يقول : ضل المشركون بعبادتها من غير أن تكون هي التي دعت إلى عبادة أنفسها 
١ن‏ لني أ بل قي فت )4 بود لاا لم اب يد بدك 2101 
فور جيم ©. 

« رَبنَا إني أَسْكنت مِنْ ذَرَيتِي 4 يعني | إسماعيل ١‏ بوَادٍ عير ذي ززع عِندَ بيتك 
المخرم را الصلوة »© أي : بعر يت 0 َفئدَة » 
أي : قلوبا © من الناس تَهُوي 14 أي : تنزع إليهم « وَارْرُقَهِم من الشمرت 
َعَلْهُمْ يَشْكُرُونَ # أي: لكي يشكروا نعمك 

0 1 1 1 1 1 1 2310071 
اليهود والنصارى وكل أحد. ولكنه قال: ( أَقِْدَةَ مُنَ الثاس تَهُوي إِلَيْهِمْ ). 


قوله : ط رَبنَا إِنكَ تَعْلّمْ ما نخفي وَمَا نَعْلنُ 4. تفسير ابن عباس أن إبراهيم جاء 


(1) إقرأ ملخصاً جميلا أورده الفراء في معاني القران ج 2 ص 88 - 78 في قراءة «كل» من قوله : ( كل 
ا سالتسوة قله وترجيحه لقراءة من قرأ بالإإضافة. 


)2( زيادة من 3 ورقة ة 166. 


333 


ابراهيم : 38 - 43 تفسير كتاب الله العزيز 





بهاجر وإسماعيل حتى وضعهما بمكة. ثم رجع. فلما قفا نادته هاجر: يا إبراهيم. 
إنما أسألك؛ فالتفتء» فقالت له من أمرك أن تضعني بارض ليس بها زرع ولا ضرع 
ولا أنيس؟ قال: ربي . . قالت: إذا لا يضيعنا . فلما وَلّى إبراهيم قال : ( رَبّْنا إن تلم 
ما نُحَفِي وما نُعْلِنُ ) أي : من الحزن. « وَمَا يَحْفَىْ عَلَى الله مِنْ شَيّْءٍ في الأض, 
ولا في السَمَاءِ . 
قوله: ط الحَمْدُ لِلِّ الذي وَهَبَ لي عَلَى الكبرٍ إِسْمَْعِيلَ وَِسْحَْقَ إن دبي 
لَسَمِيمٌ الدّعَاءِ ‏ وقد دعا في هذه الآية الأخرى: ( رَبّ هَبُ لي مِنَ الصَالِحِينَ ) 
[الصافات: 100]. 
١‏ رَبّ اجعَلني مُقِيمَ الصّلّوة ومن ذَرَيْتي 4 أي : واجعل من ذريتي من يقيم 
لصلاة. 8 رَبنا و َتَقما بل دعاء » يعني دعائي لمحمد وأمته. قال الحسن : هو كقوله: 
( ومن ُرَيسنَا أَمةَ مُسَلِمَةَ لَك ) [البقرة : 128]. 
قوله : « رَينَا اغْفرٌ لي وَلوْلِدَيٌّ وَلِلْمُومِنِينَ يوم يقَومُ الحِسَابٌ 4 . قال الحسن : 
إن إبراهيم دعا لأبيه أن يحوله الله من الكفر إلى الإيمان» ثم يغفر له بر 
يسلم. فلما مات كافرأ تبرأ منه وعرف أنه قد هلك. وهو كقوله : : ( وَاغْفْرٌ لآبيَ إِنْهَ كان 
منّ الضَانْينَ ) [الشعراء: 86]. قال هذا قبل أن يموت . 


قوله : ول تَحُسَبن الله غفلا عَم يَعْمَل الظَلِمُونَ # أي: المشركون 
والمنافقون ط إِنمَا يُوَخْرُهُمْ ليم نَشْخصٌ فيه الأبْصَارُ #4 أي : إلى إجابة الداعي حين 
يدعوهم من فبورهم. 

ل مُْطْعِينَ © أي : منطلقين مسرعين إلى إجابة الداعي إلى بيت المقدس في 
تفسير بعضهم حين يدعوهم من الصخرة من بيت المقدس . 

ذكروا عن عبد الله بن مسعود قال: يقوم ملك بين السماء والأرض بالصور فينفخ 
فيه» والصور قرن. فيذهب كل روح إلى جسده حتى يدخل فيه فيقومون من 
قبورهم» فيجيبون بإجابة رجل واحد. 
ظ 534 


الحزاء الثاني ابراهيم : 3 - 45 





بلغنا عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة قال: تجعل الأرواح في الصور 
مثل النحل. ثم ينفخ فيه صاحب الصور. فيذهب كل روح ل جسدو17 , 

5 م الس فى ا ال الي 5 ردي 

وقال في اية أخرى: ( يوم يخرجون من الاجدّاث ) أي : من القبور .سراعا 
[المعارج: 43] أي: إلى المنادي إلى بيت المقدس. 


6 ين 0 0 شاخصة 0 و 


-”ّ 


مسري يدن نكن ري عن رانين رلا دين إن 55 


وذكروا عن أبي هريرة قال: يحشر الناس ثلاث أمم : أمة على الإبل. وأمة على 
أقدامهم . وأمة على وجوههم. قال: قيل يا رسول الله : كيف يمشي على وجهه؟ 
قال: إن 0 أمشاه 8 قدميه قادن أن مكنيد 7 و 
اليوم ذلك اليو 5 ُو الذينٌ طبرا #4 58 الذيد أشركوا زالدية ل © ربنا 
أَخرنًا إلى أَجَلٍ قريب نجبُ دَعْوْتَكَ وتبع الرشل 46ت :سالوا الرجعة إل «الدنيا حت 
يؤمئوأ ويجيبوا الدعوة ويتغوا الرسل ملو الفرائض . قال ألله : 
« أْوْلْمْ تكونوا أَقسَمتم مُنْ قبل » أي : في الدنيا « ما لَكُم منْ زَوَال » أي : 
من الدنيا إل الآخرة. يعني المشركين خاصة . ثم انقطع الكلام . 
ثم قال للذين بعث فيهم محمد 8 وَسَكنتم في مُسَكن الذينَ ظَلْموا أَنفسَهم » 
(1) وهذه الأقوال من قبيل الإسرائيليات. فنحن نؤمن بأن النفخ في الصور حق. نفخة أولى هي 
نفخة الصعق. ونفخة أخرى هي نفخة القيام. أما كيف تعود الأرواح إلى أجسادها فذلك من 
الغيب. فما لم يثبت في ذلك حديث صحيح عن المعصوم ككل فليس لنا أن نتكلّف. أو نقفوما 
ليبن لنا بعلم . ظ 
(2) حديث متفق عليه. أخرجه البخاري في كتاب الرقاق؛. باب كيف الحشر. وأخرجه مسلم في 
كتاب صفات المنافقين وأحكامهم. باب يحشر الكافر على وجهه (رقم 2806). كلاهما يرويه 
335 


ابراهيم : 45 - 46 تفسير كتاب الله العزيز 





أ بشركهم . ؛ يعني من أهلك من الأمم السالفة. فخلفتموهم بعدهم في مساكنهم 
« وتَبيْنَ لَكُمْ كيِف فَعَلْنا بهم 4 أي : كبا لكام أي : إنكم لتمرون بمنازلهم 
ومساكنهم وترود اثارهم . «وضرينا كم الأمْتَالَ» . قال مجاهد : الأشياه . وقال 
الحسن : يعني أنكم إن كفرتم أهلكناكم كما أهلكناهم ؛ يخوفهم بذلك . 

فال: طوَفَدَ مَكَرُوا مَكْرَهُْ وَعِنْدَ الله مَعْرُهمْ 4 أي: محفوظ لهم حتى 
يجازيهم به. « وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لتَزُولَ منهُ الجبال 4. 

قال الكلبي ان 0 ذ الذي ١‏ بنى الصرح ببابل أراد أن ن يعلم علم السماء.» فعمد 
إلى تابوت فجعل فيه غلاما. ثم عمد إلى نسور أربعة فأجاعهن, ثم ربط كل نسر 
بقائمة من قوائم التابوت. ثم رفع لهم لحما في أعلى التابوت». فجعل الغلام يفتح 
الباب الأعلى فينظر إلى السماء فيراها كهيثتها. ثم يفتح الباب الأسفل فينظر إلى 
الأرض فيراها مثل اللجة. فلم يزل كذلك حتى جعل ينظر فلا يرى الأرض» وإنما هو 
الهواء. وينظر فوق فيرى السماء كهيئتها. فلما رأى ذلك صوب اللحمء. فتصوبت 
النسور. فيقال, والله أعلم. إنه مرّ بجبل فخاف الجبل أن يكون أمر من اللهء فكاد 
الجبل أن يزول من مكانه. فذلك قوله: ( وَإِنْ كَانَّ مَكْرْهُمْ لتَرولَ مِنْهُ الجبال ) . 

وذكر بعضهم أن نمروذ كان في التابوت ومعه صاحبه . موادي جعل يأمره أن 
ينظر. فلما هاله ذلك أمره. فتكس اللحم». » فانحدرت النسور. فبعث الله عليه أضعف 
خلقه : بعوضة .» فدخلت في منخره حتى وصلت إل دماغه فمات . 

وقال بعضهم: في قراءة عبد الله بن مسعود: ( وَإِنْ كاد مَكْرَهُمُ لترُولٌ من 
الجبَالُ ). وذلك تفسيرها عندهم . 

قال بعضهم : : ذلك المكر ما عمل بالنسور. فلا أعلمه إلا قوله : ( وَقَالُوا انحل 
امن ولد لد جنم شيأ إدأ ) أئ:: عظيماً ( كاد السَمُوَاتْ يَعفَطرْنَ مِنْهُ ) أي : 
يتشققن منه ( وَتنشَى لاض وَيَخْرٌ الجبَال هَذَأْ أَنْ دَعوا ) أي : بأن دعوا ( للرخمن 
ولد ) رصورة مريم: 88 - 91]. 


336 


الجزء الثاني أبرأهيم : 47 - 50 





رم هه 


وتفسير الحسن في هذا الحرف: ( وَإِنْ كان مَكْرَهُمُ لِتَزُولَ مِنْهُ الجبال ) يقول: 
ما كان مكرهم لتزول منه الجبال» أف : هم أهون على الله من ذلك . 

قوله : « فلا تَحسبَنَ الله مُخْلِفَ وَعْدهِ ُسُلهُ 4 أي : ما وعدهم من النصر في 
00 الآخرة « إن الله عَزِيرٌ ذُو انتقام, 4 أي : عزيز في نقمته . ذو انتقام 

5 زوم البو اله اليو 4د موي اك قا ان اق اط اس لو « 5 

قوله: «ويوم تبدل الارض غير الارض والسموت وبِرَرُوا لله الوجد 
القهار » أي : قهر العباد بالموت وبما شاء من أمره. ذكروا عن عبد الله بن مسعود 
قال: تبدّل الأرض بيضاء كأنها فضة لم يعمل عليها خطيئة, ولم يسفك عليها محجمة 

من م حرام وبرزوا حفاة ة عراة كما خلقوا حتى يلجهم العرق. و( لآ تَكَلُمُ نفس 

إ بإِذنْه ) [هود : 5]. 


0 عن ا ة رضي الله 00 قالت: سألت يم عن 00 الله : 
القيامة د 21 يميله دا [الزمر: 67 0 يكون النام يومشذ؟ ؛ قل 
تروط عن يي 

قوله: 8 وَترَى المَجْرمِينَ 4 أي: المشركين والمنافقين « يَوْمَئْذٍ مقَرَنِينَ في 
الأصْمَاد > أي : في ع كل إنسان وشيطانه الذي كان قرينه في الدنيا في 
سلسلة واحدة. « سَرَابيلهُمٌ [أي: قمصهم]” مَنْ قطرَانٍ #. قال الحسن. القطرَان 


(1) هذه هي قراءة الجمهور. وهذا هو التأويل الذي رجحه الطبري في تفسيره ج 13. ص 246. 247 
ط. الحلبي. انظر ابن خالويه. الحجة. ص 1799. وابن جني». المحتسب. ج 1 ص 2.365 
وابن الأنباري, البيان في غريب إعراب القران. ج 2 ص 61- 62. 

(2) أخرجه الطبري من طرق في تفسيره.ء ج 13 ص 253 بهذا اللفظ. وأخرجه أحمد ومسلم 
والترمذي بلفظ : «على الصراط» . 

(3) زيادة من زء ورقة 2168 وهو لفظ أبي عبيدة في مجاز القرآن ج 1 ص 345, وزاد: «وواحدها: 
سربال». 


337 


ابراهيم : 50 - 52 تفسير كتاب الله العزيز 


الذي تطلى به الإبل. قال: ( قُطعَثُْ لَهُّم ِيَابُ مُن نار ) [سورة الحج: 19]. وهي 
لازو وقال ماهد : ( من قطر آنِ) » يقول : ع ا ال ف وَتَعْشّى 
وجوههم النَارٌ » . وقال في آية أخرى: ( أَفمن ينبي بوجهه ضوع العَذَاب ) [الزمر: 
4 أي : يجر على وجهه في النار. « ليجزي اللّهُ كل نفس ما كَسَبَتْ » أي : : ما 
عملت . ل إِنْ الله سَرِيعُ التهاب » . قال بعضهم : يشي ين الخلق يزع القيامة في 
قدر نصف يوم من أيام الدنيا. وقال في اية أخرى : ( وَهُوَ أُسْرَ الحَاسِبِينَ ) [الأنعام : 
02 

قوله: « هَذًا بَلعْ لُلئاس » أي: القرآن بلاغ للمؤمنين» والناس ها هنا 
المؤمنون, بلاغ. أي : يبلغهم إلى الجنة". «وَلِيندَرُوا بده أي : بالقرآن لوَلِيَعلَمُوا 
َنمَا هُوَِلَهُ وَاحِدٌ 4 ليس له شريك. وقد علموا ذلك وتيقنوه « وَلِيَذّكُرَأُولُو الألببب» 
أي: أولو العقول. وهم المؤمنون. ش 


)1( وهو قول ابن عباس . وقرأه كذلك : ( قطرآنٍ) كما رواه الفراء > في المعاني ج 0 
)2( وقيل معنأه : كفماية في الموعظة والإدكار والاعتبار. 


3138 


الجزء الثاني الححر: 1  2-‏ 





تفسير سورة الحجر. 
وهي مكية كلها 


بشم الله الرحْمِنٍ الرّجيم » قوله: «آلر تَلَْ ءاي الكتب وَقْرْءَانٍ مُبينٍ» 
قد فسرناه في غير هذا الموضء”). 

قوله: « رَبَمَا يوه الذِينَ كمُْوا لو كانُوا مُْلِمِينِ 4 هو كقوله: ( حتى إِذَا 
حاءًَ أَحَدَهُم المَوتٌ قال رت اجون لَعَلَي عمل صَالحاً فيما ترَكت ) [المؤمنون : 
9 - 100] وكقوله : يا لتنا رد ولا نُكذبُ بيات رَبنَا ونكُونٌمِنَ المُومِنِينَ ) [الأنعام : 
7 وكقوله : ( يَا يبنا أَطَعْنَا اللّهَ وَأَطَعْنَا الرّسُولا ) [الأحزاب : 66]. وذلك لما رأوا من 


(1) يشير إلى تفسير الحروف المقطعة في أوائل بعض السور. انظر ما سلف. ج 1 ص 278 وج 2 
ص 180. 

(2) قال أبو البركات ابن الأنباري في كتابه: البيان في غريب إعراب القران ج 2 ص 63: «قرىء 
( ريما ) و( رَبَمَا) بالتشديد والتخفيف. فالتشديد على الأصل. والتخفيف لكثرة الاستعمال. 
وهما لغتان جيّدتان». وقد قرأ نافع وعاصم بتخفيف الباء كما ذكره الداني ف فى التيسيرء» ص 
5 . وقال ابن عصفور في كتابه : الممتع في التصريف». ج 2 ص 626 في 5 حذف الباء : 
وحدذفت من رن فقالوا: (رَتَ) في معناها. قال الشاعر: 

لير ِنْ يشب القَذَالَ فت رب هِيِضلٍ لجب لَفَفْتَ بِهِيِضَل». 
والبيت لأبي كير عام و الحليس الهذْليٌ. من قصيدته الرائعة ة التي مطلعها : 

أَزْمِيِرٌ هَل عَنْ شَيْبَةٍ من مغدل أم لا سيل إِلى اباب الأول 

م لا سَبيل إلى الشبّاب. وَذكرَهُ ‏ أشْهى 5206 الرحيق السُلْسَل 
انظر السكري» شرح أشعار الهُذْليين: ج 3 ص 1069 - 1070 . 


339 


الحجر: 2 تفسير كتاب الله العزيز 





كرامة الله للمؤمنين وثوابه إياهم. فتمنوا أن لو كانوا مسلمين ومؤمنين لينالوا ما نال 
المسلمون من ثواب الله وجزيل عطائه . 

وقد تأوّلت الفرقة الشاكة هذه الآية على غير تأويلهاء ورذت على الله تنزيله. 
فقالوا: هم قوم من أهل التوحيد يدخلون النار. فيعيرهم أهل النارء» ويقولون.: قد كان 
هؤلاء مسلمين فما أغنى عنهم؛ قالوا: فيغضب لهم ربهم فيخرجهم ‏ زعموا ‏ 
النار ويدخلهم الجنة. قالوا: فعند ذلك ( يَوَدُ الذينَ كمَرُوا لَو كانوا مُسْلِمِينَ ). فزعموا 
أن الله مخرج أقواماً من النار قد احترقوا وصاروا حمماء فيدخلون الجنة؛ فيقول أهل 
الجنة هؤلاء الجهنميون. قالوا: فيدعون ربّهم فيمحي ذلك الاسم عنهم, فيسمّون 
عتقاءة رب العالمين, افتراء على الله. وكذبا عليه.» وجحودا بتنزيله إذ يقول: 

بن مَنْ كَسَبَ سَيِعهَ) يعني الشرك ( وَأَحَاطَتٌ به خَطيئَاتهُ ) يعني الكبائر 
الموبقة ( فَأُولِئِكَ صْحَابُ النار هُمُ بها خالدره )لخر : 81] وقال: ( يُرِيدُونَ أن 
يُخْرجُوا من النار وَمَا نهُمْ بخارجِينَ منها وَلّهُمْ عَذَابٌ مَقيمَ ) [المائدة: 37]. وقال: 

( وَلْهُمْ عَذَابٌ وَاصبٌ ) [الصافات: 90] أي : داء ثم لا ينقطع . وقال: (لا يمتر عَنهُمْ 

َهُمْ فيه مبلسون ) [الزخرف : 5 أي : يائسون . وقال : ( كُلْمًا أَرَادُوا أن يُحْرجُوا منْهًا 
مِنْ عَم أعيدُوا فيها وَُوُوا. عَذْابَ الحريتٍ ) [الحج : 0 وقال : (لا يُقضى عَلَيْهمُ 
فيَمُونَوا وَل يُحَفْفٌ عَنهُم منْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نبجزي كل كَفُورٍ ) [فاطر: 36] وقال: 
( وَنَادوَا يا مَالِك لِيَقض, كينا رَبْكَ قال إتكم مون ) [الزخرف: 7 وقال: ( وقال 
الذينَ في النار لحَرّنَة جهنم ادْعُوا َبُكُمُ يعنت قا يوم من نّ العَذَابٍ ) قالت لهم 
الخزنة : ( أوَلم تك تَأتِيكُم رَسلكم , بالبيئنات انوا بَلَى قَالُوا فادْعوا وما ذْعَاءٌ الكافرينَ ) 
أي: أهل النار ( إل فى ضلال ) [غافر: 49 - 50]. 

فكيف بعد هذا من تنزيل الله ومحكم كتابه تزعم الفرقة الشاكة أن أهل جهنم 
يخرجون منها ويدخلون الجنة؟ يتبعون الروايات الكاذبة التي ليس لها أصل فى كتاب 
الله وينبذون كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون فالله الحاكم بريننا وينوي وهو 
خير الحاكمين © , 
(1) هذا كله من كلام الشيخ هود الهواري, وانفردت به كل من ق» وجء» ود. وقد نقل الشيخ هود - 

30 


الجزء الثاني الحجر : 3 - 6 





قوله: « ذَرْهُمْ يَأكلُوا وَيَتَمْتعُوا 4 يعني المشركين. يأكلوا ويتمتعوا في الدنيا 
وَيْلْههِمْ الآمَلُ 4 الذي يأملون من الدنيا « فَسوف يَعْلَمُونَ 4 أي: يوم القيامة 
وهذا وعيد هوله شديد. وكان هذا قبل أن يؤمر بقتالهم. ثم أمر بقتالهم. ولا يدعهم 
حتى يسلموا أو يقتلواء يعني مشركي العرب . 


ذكروا أن رسول الله كل قال: المؤمن يأكل في معى واحد. والكافر يأكل في 
سبعة أمعاءا . 


الكافر 2 , 

قوله : « وما أَهْلْكنا مِنْ قَريَةٍ إلا وَلَهَا كتابٌ مَعْلُومٌ © يعني الوقت الذي يهلكون 
فيهء يعني من أهلك من الأم السالفة بتكذيبهم رسلهم . 8 ما تسبقٌ من أُمةِ أجَلْهَا #4 
أي : وقفت العذاب # وما يستأخرون » عنه. 


د ان ٠‏ || وب ده هع - 9 0“ 
قوله: « وَقَالُوا بها الذي نزّْلَ عَلَيْه الذَكُرُ 4 يعني القرآن فيما تدّعي « إِنَكَ 


- فيه بعض العبارات التي وردت في زء ورقة 168. وفي مخطوطة تفسير ابن سلام, القطعة 177 
من قطع مخطوطات القيروان كلام طويل في حوالي ورقة, تناول تفسير هذه الآية. وقد روى فيه 
ابن سلام أحاديث حول من سموا بالجهنميين وحول الشفاعة. وقد حذفها الشيخ هود لأنها لم 
تثبت عنده. واكتفى بالرد عليها بالآيات البيّنات الدالة على خلود المشركين والكفار الذين 
يموتون من غير توبة في نار جهنم . ومسألة الخلود. كما تعلم. من مسائل الخلاف بين الإباضية 
وبين بعض الفرق الإسلامية. 

(1) حديث متفق عليه . أخرجه البخاري في كتاب الأطعمة. وأخرجه مسلم في كتاب الأشرية (رقم 
0) (2061 - 2062) كلاهما يرويه في باب المؤمن يأكل في معى واحد... من طرق» 
عن جابرء وابن عمرء وأبي هريرة وأبي موسى . ورواه الواقدي في كتابه المغازي ج 3 ص 1018 
في أخبار غزوة تبوك عن رجل من بني سعد بن هُذَّيم . 

(2) حديث صحيح أخرجه مسلم في كتاب الزهد والرقائق. باب في الزهد في الدنيا وهو أنها على 
الله عزِّ وجل رقم 2956): وأخرجه ابن ماجه في كتاب الزهد. باب مثل الدنيا (رقم 4113) 
كلاهما يرويه عن أبي هريرة. وأخرجه الحاكم والطبراني عن سلمان. وأخرجه البزار عن ابن 
عمر. 

311 


الحجر : 6 - 14 تفسير كتاب الله العزيز 


لْمَجَنُونَ » يعنون محمد يل. « لَوْ مَا تأتينا 4 أي: لولاء فلوما ولولا واحد. 
«بالمَلئْكة 0 فلصدقك 


قال الله : «اما تَنَزّلُ المَلئكة » حتى تعاينوهم « إلا بِالْحَقّ » أي: بعذابهم 
واستئصالهم 8 وما كانوا إذا منظرينَ # طرفة عين, أي : بعد نزول الملائكة. 

وقال مجاهد: ( ما تََزّلُ المَلابْكَة إلا بالحَقّ 4 أي : بالرسالة والعذاب. 

قوله : ل إِنَا نحن ْنَا الذَكرَ 4 يعني القرآن « وَإِنا لَهُ َحَفِظونَ» أي : حفظه 
الله من إبليس أن يزيد فيه شيئاً أو ينقص منه شيئاً. كقوله : ( إِنْ الذينَ كَمَرُوا بالذّكر لما 
جَاءهُمْ وَإِنْهُ لَكتَابٌ عَزِيرٌ لا يَأتِيه البَاطِل ) والباطل هو إبليس ( من بَيْن يَذَيْهِ) فينقصٌ منه 
(وَلآ من خَلّفه) [فصّلت: 41 - 42] فيزيد فيه شيئاً. حفظه الله من ذلك . 

وقال مجاهد: ( وإنا لَهُ لَحَافَظونَ ) أي : عندنا. 


قوله : « وَلَقّد أرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ في شيّع الأوْلِينَ 4 أي : أرسلنا الرسل في فرق 
الأولين. أي : أمم الأولين. أمة بعد أمة. ورعايانيم #ايعي تلك الام « من 
رَسَولر إل كانوا به يَسْتهَرِءُون كذلك شلك 4 أي : نسلك التكذيبي2) + في 
فُلُوبٍ الجر » أي : المشركين « لآ ينون به » لي . و 


2 


57 « ول قن له ياب من السمّاء َظَلوا فيه # 1 فصاروا فيه 


(1) الباطل هنا أعمم من أن يحصر في إبليس. ومظاهر حفظ الله لكتابه من التحريف والزيادة 
والنقصان ومن كل شيء. أكثر من أن تحصى . اقرأ خبرأً طريفاً رواه القرطبي في تفسير الآية في 
الجامع الأحكام القرآن» ج 10 ص 5- 6. وقيل: إن الضمير في قوله : ( لَهُ لَحافظُونَ ) راجع 
إلى محمد وَل ولكن 1 العربية تأبى هذا التأويل. فالضمير يرجع إلى أقرب مذكور. 

)2( وقبل الضمير في قوله ( نَسْلَكُهُ ) راجع إلى الذكر المنزل وهو ما ذهب إليه الزمخشري في 

تفسيرهء ج 2 ص 573., أما جمهور المفسرين فأرجعوا الضمير إلى التكذيب والاستهزاء. انظر 
مثا معاني القران للفراء. ج 2 ص 855. وتفسير الطبري. ج 14 ص 9. 


3042 


الحزء الثاني الححر : 4 - 18 





« يَعْرجُونَ © أي : الملائكة « لَقَالُوا إِنْمَا سَكرَت أَبْصَارّنَا 4 أي: سدّت أبصارنا 
ور بج اناري 
وقال بعضهم : ( فَظَلُوا فيه يَعْرَجُونَ ) أي : يختلفون فيه بين السماء والأرض . 
وقال ابن عباس : الملائكة تختلف فيه. يبصرونهم عبان لقال من كدت بهذا 
الحديث: ( إِنمَا سكرّت أَبْصَارَنًا بل نحن قَوْمُ مُسْحُورُونَ ). 
وقال الحسن: فاختلف فيه بنو آدم لقال من يكذب بهذا الحديث: ( إِنْمَا 
كرت أَنِصَارْنَا بل نحن قوم مسحُورُونَ ). 
وقال بعضهم : إن المشركين قالوا للنبي كل : ( أو تَأنِي باللّهِ وَالمَلائكة قبيلا ) 
[الإسراء: 92] أي : عياناًء ع فتخبرنا الملائكة أنك رسول الله فنؤمن بك. فهو 
قول الله : ارود فخا غيم انام :. السماء فظاوا في بد جود لَقَالُوا العا كرت 
أبصارنا بل نحن قوم م مُسْحُورَونَ ). واب لذلك . 
قوله : « وَلْقَدُ خعلن 57 السَمَاء يروجاً » قال ابن عباس: أي : لحو 
«وَزَيتها للنظرينَ» أي : زينا السماء بالنجوم للناظرين. كقوله : ( إنا زينا السمَاءً 
الدّنا بزينةٍ الكواكب ). [الصافات: 6]. 
قال: لِوَحَفْظتَهًا مِنْ كل شَيْطنٍ رجيم, 4 والرجيم ا الملعون. قال الحسن : 
رحمه الله باللعنة . 
أغران الا ا وهو قوله : ) 5 -" 
(1) كذا ذ في المخطوطات الأربع» وفي ز 169. نسب هذا القول في تفسير البروج بالنجوم إلى ابن 
عباس . وودواة وو ست الأول -/ الاح لسروييا كنات هم اللجسن رجانه رخاف 
غيذ: فى مجاز القران 2 1 ص 348. (يروجاا: أي : فتازل لمق والتمو. فلك اها 
فسرها الشيخ الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير» ج 14 ص 82 - 230 وأتى بتفاصيل مفيدة 
فى الموضوع: 
343 


الححر: 18 - 19 تفسير كتاب الله العزيز 


[الشعراء : 212]. أي: عن سمع القول. وقال في آية أخرى: ( وَإِنا كنا نَفعْدْ منها ) 
أي : من السماء ( مُقَاعَِدَ للسمع فَمَن يستمع الآنَ يَجِدْ لَهُ شهَاباً رَصَدا ) [الجن : 9]. 

وقال في هذه الآية: طفَئبعَهُ شِهَابٌ مُبينُ»: أي: مضيء. وقال في آية 
أخرى : (فائبَعَهُ شهَابٌ ثاقبّ) [الصافات: .]٠١‏ وثقوبه ضوءه. 

ذكروا أن أ با رجاء العطاردي قال: كنا قبل أن يبعث النبي كل ما نرى نجما 
يرمى به. فبيئما نحن ذات يوم إذا النجوم قد رمي بها؛ فقلنا ما هذا إلا أمر قد حدث . 
فجاءنا أن النبي كل قد بُعث. فأنزل الله هذه الآية فى سورة الجن : 9: ( وَإِنَا كنا نَفعْدُ 
منَها مُمَاعَد للسّمْع فَمَن يُستمع الآنَ يَجِدْ لَهُ شهَاباً رَصَدا ). 

ذكروا عن ابن عباس أنه قال: إذا رأيتم الكوكب قد رمي به فتواروا فإنه يحرق 
ولا يقتل . 

وفي تفسير الكلبي: إنهم سراة إبليس يَسرون بأنفسهم ليأتوا إبليس بخبر 
السماء. قال: فإذا قذفوا خبلوا فذهبت قوتهم , فلم يستطيعوا أن يصعدوا إلى السماء. 
رَجُوماً لَلشْيَاطِينَ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السّعير ). [الملك: 5]. 

9 - عه > م ءةث - 52 2ه” الى سا سه 2 

قوله : © والارض مددنها» أي : سطناها « وألقينا فيها روسي » وهي 
الجبال» وقد فسرناه قبل هذا الموضع . وقال فى آية أخرى : ( والازرض بعد ذلك 
دَحاها ) [النازعات: 30] قال لها انبسطى أنت كذاء وانبسطى أنت كذا. وقد فسرناه 
قبل هذا9©. 

قوله : © وأنبتنا فيها مِنْ كل شَيّْءٍ مُوْرُونٍ 4. قال الحسن: من كل شيء يوزن» 
مثل الزعفران والعُضَفْر© وكل ما ينبت مما يوزن من النبات. 
)1( انظر ما سلف في هذا الجزء. ص: 293. 
)2( العْصْفْر: نبات ينبت بأرض العرب يصبغ به باللون الأحمر. يقال: عصفرت الثوب فتعصفر. 

344 


الجزء الثاني الحجر : 20 - 21 





وتفسير الكلبي: أنبت الله في الجبال الذهب والفضة والصفر والرصاص 
والحديد والجوهر وكل شيء لا يباع إلا وزنا. 

وقال بعضهم: كل شيء موزون. أي : معلوم مقسوم. وقال مجاهد: من كل 
شيء موزون: أي معدود يعد. أي: يقدر©. 

قال الحسن: ثم ذكر الأرض فقال: « وَجَعَلَْا لَكُمُ فيها مَعَايشُ » أي : مما 
أخرج الله لهم فيهاء ومما عمله بنو ادم . 

قوله: « وَمَن لَسْتمْ لَهُ برزقينَ» © أي : جعلنا لكم ومن لستم له برازقين معايش 
قال مجاهد: يعني الأنعام والدوابٌ. وقال الحسن: البهائم وغيرها من الخلق. وقال 
السكلبي: يعني من لا تمونونه» أي: ليس عليكم من مئونته شيء من الوحوش 
والطيور وكل شيء لا يمونه بنو ادم . 

قوله: « وَإن مُنْ شَيْءٍ إلا عِندَنَا حَرْئِئَهُ4 يعني المطر. وهذه الأشياء كلها إنما 
تعيش بالمطر. « وما ننزْلهُ إل بقدَرٍ مُعْلُوم ». 

ذكروا أن علياً قال: إن هذا الرزق ينزل من السماء كقطر المطر ©. كل نفس 
بما كتب الله لها. وذكروا عن ابن عباس أنه قال: ما من عام بأكثر من عام مطراء أو 


> وزعم الأزهري أن الكلمة معربة» ولكن الجواليقي لم يذكرها في معجمه المعرّب. 

(1) هذا هوالقول الراجح عند كثير من المفسرين . وهو الصحيح الذي أثبته العلم الحديث, فكل ما 
في الكون. علويه وسفليه. موزون مقدّر من عند الله بقدر معلوم. محدود لا يزاد فيه ولا 
ينقص منه . وجاءت العبارة في تفسير مجاهد ص 340: «مقدر مقدوره. وفي تفسير الطبري وفي 
زر ورفة 169: «مقدور بقدر». 

(2) هذا وجه من وجوه التأويل. ومن المفسرين من جعل ( مَنْ ) في قوله : ( ومن لَسْئم لَهُ برَازقِينَ ) 
في محل نصب معطوفاً على ( مَعَايش ) لا على الضمير المجرور في ( لَكُمْ) : «يقول جعلنا 
لكم فيها المعايش والعبيد والإماء» انظر هذا المعنى مفصلاً معللاً في معاني الفراء ج 2 ص 86. 
وفي كشاف الزمخشري ج 2 ص 574. 

(3) كذا في ف وع: وكقطر المطر». وفي ج ود: «كقدر المطر» والأول أصح . 


3145 


الحجر : 22 - 24 تفسير كتاب الله العزيز 





0 ماء. ولكن الله يصرفه في الأرض حيث يشاء. ثم تلا هذه الآية : ( وَلَقَدُ صرفتاة 
نه كوا ) [الفرقا. 0]. 
رمي ا فاسع عير و و 
بين السماءء ثم يرسل الرياح فتمري السحاب كما تمرّى اللقحة حتى تدر بمطر. 
وقال في أية أخرى: ( يرسل السَمَاءَ عَلِيْكُم مُذْرَارا ) [نوح: 11] أي : تدر بالمطر. 
قوله: « وَمَا أنتم لَّهُ بخزنِينَ4 أي: بحافظين. 
وفى تفسير الحسن أن الله ينزل الماء من السماء فيسكنه السحاب» ثم يصرفه 
حيث يشاء. وللماء خزّان من الملائكة. وقال في اية أخرى: ( إنا لَمَا طغى المَاءُ ) 
[الحاقة : 01] أي : على خزانه يوم غرق قوم نوح ؟ كان يجري بقدر فطغى يومئذ على 
خزانه . 
قوله: ( وَإنا لَنَحَنُ نحيي ونميت » أي: نخلق ونميت الخلق « وَنحن 
الورثُونَ» أي: [يموت الخلق]7© والله الوارث الباقي بعد خلقه. وإليه ترجعون. 
أي : فكما أحيى هذه الأرض بعل موتها بهذا الماء كذلك يحيي الموتى . قال : 
( وَنْحَنٌ الوارثون ) . 
« وَلْقَدْ عَلِمْنا المستأخرينَ © أي: [من بقي]© في أصلبة الرجال. 
وقال بعضهم : : المستقدمين الأموات, والمستآخرين الأحياء بعد الأموات© . 
(1) و(2) زيادة من زء ورقة 169. 
(3) وقال بعضهم: إن سبب نزول الآية تسابق بعض المؤمنين إلى الصف الأول في الصلاة 
ولراحمهم عليةو حت عزم يعضوم على بع :دار اللاية ينتري أخرى قزيه من المسحد حت 
يبتدر الصف الأول. فلا يفوته فضله . فأنزل الله هذه الآية» فقر الناس في مساكنهم. انظر في 


هذا المعنى ما رواه الفراء في معاني ادي ا وما رواه الواحدي في أسباب 0 
ص 281-280 . ! 


346 


الحزاء الثاني الححر : 5 - 31 


« وَإِنْ رَبك هُو يَحْسْرُهُم » أي : هو يحشر الخلق يوم القيامة « إِنْهُ حَكِيمُ 
ليم 4 أي : حكيم في أمره. عليم بخلقه. 

قوله : « وَلْقَدْ لقنا الإنسنَ مِنْ صَلْصل مُنْ حَمإٍ مُسْنُونِ # الصلصال التراب 
اليابسس الذي تجمع. 0 وقال فى اية أخرى: ( خلَّقَ الإنسان منْ 
صَنْصَالٍ كَالمَخَار) [الرّحمُن: 14]. عني الذي يجف من الطين المنتن. وقال 
بيناهد: الغنال» يكن النبدي أي فد بي ٠'‏ مثل قوله: ( مِنّ حَمَ مُسْنُونٍ ) أي : 
الطين المنتن. ذكروا عن ابن عباس قال: المنتن. قال الحسن: نش ذريته على 
10 

قوله : ( وَالِجَانْ حَلَقنَهُ مِنْ قَبْلُ ) الجان يعني إبليس في تفسير بعضهم . خلقناء 
من قبل» قال الحسن: أي: من قبل آدم. «ز من نار الشمُوم » أي: سموم جهنم . 

قوله : « وَإِدْ قَالَ رَبك للْمَلتكة | ني نلق بَشَراًمْنْ صَْضلمنْ حم مون 
فَإِذّا سَويْتَهُ وَنَفَحَتَ فيه من رُوجِي فَفَعُوا لَهُ سَجِدِينَ فَسَجَدَ المَلبِكَةُ ا جمعون » 
فكانت الطاعة لله» والسجدة ة لآدم . 

قال الحسن: إن إبليس أمره الله بالسجود كما أمر الملائكة. وإنه ليس من 
الملائكة. وإن الملائكة خلقوا من نورء وخلق إبليس من النار [وقال ابن عباس.: لو 
لم يكن إبليس من الملائكة لم يؤمر بالسجود]”. 

قال: « إلا إِبْلِيسَ أبئ أن يُكُونَ مَعَ السّجدِينَ قال الحسن: أبى أن يسجد 
معهم. وكان لإبليس اسم قبل أن يعصي الله. فسماه حين عصى إبليس . وأبلس من 
الإبلاس. والإبلاس هو الإياس من رحمة الله. كقوله: ( أَحَذْنَاهُمْ بَعْتَهَ فَإِدَا هُم 


(1) صل اللحم إذا أنتن وتغيّر. وأدقٌ تعريف في رأبي ما قاله: أبو عبيدة في المجاز ص 350: 
الصلصال: الطين اليابس الذي لم تصبه نارء فإذا نقرته صل فسمعت له صلصلة؛ فإذا طبخ 
بالنار فهو فخار وكل شيء له صلصلة. صوتء. فهو صلصال. . 

(2) زيادة من زء ورقة 169. 


317 


الحجر : 32 - 40 تفسير كتاب الله العزيز 





مُبْلِسُونَ ) [الأنعام : 44] أي : آيسون من رحمة الله. وكقوله: ( لآ يمر عَنْهُمْ وَهُمْ فيه 
مُبْلِسُونَ ) [الزخرف: 57] أي : آيسون من رحمة الله . 

قوله : قال يَا بيس مالك ألا تَكونَ مَعَ السجدِيرَ قال لم أكن لأسْجدَ َم 
خلقتهُ منْ صَلْصَال من حَمَم مُْنونٍ قَالَ فاخرج منها » أي: من السماء « فَإِنِكَ 
رَحِيم # أي : ملعون « وَإِنْ عَلَيَكَ اللْعْنة إلى يوم الدّين » أي: إلى يوم الحساب؛ 

إلى يوم القيامة» وعليك اللعنة أبدا. 

< فَاكَ رَبّ فَآنظزني » أي : أخرني « إِلَى يَوْم يْعَقُونَ َالَ فَإِنكَ مِنَ المُنْظرِينَ 
إَىْ يَوْم الوَفْت المَعْلُوم » أي: إلى النفخة الأولى التي يموت بها كل حيّ . وأراد 
عدو الله أن يؤخره إلى النفخة الآخرة التي يبعث بها الخلق . 

ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله ككِ : بين النفختين أربعون؛ الأولى 
يميت الله بها كل حي ؛ والآخرة يحيي يحيي الله بها كل ميت21. ذكر بعضهم قال : النفحة 
الأولى من الدنيا والثانية من الآخرة.. 

قَالَ رب بمَا أعْوَيتي » قال الحسن: يريد قوله في أول الكلام ( فاخرّج منها 
ع و م الذين. َال رَبّ بما أغويتي ) أي : لعنتني 
« لارْيئنّ لَّهُمْ في الأزض. « أي : يزين لهم الدنيا فيأمرهم بها ويخبرهم أنه لا بعث 
ولا حساب ولا جنة ولا نار يوسوس ذلك إليهم . 

قال: « وَلأعْويَنهُمُ أَجْمْعِينَ إل عِبَادَكَ مِنْهُمُ المُخْلَصِينَ 4 أي : الذين أخلصوا 
القول والعمل فوفوا لله بهم . 


(1) حديث متفق على صحته. أخرجه البخاري في كتاب التفسير. في سورة الزمر. وأخرجه مسلم 
في كتاب الفتن وأشراط الساعة. باب ما بين النفختين (رقم 2955) كلاهما يرويه عن أبي ' 
هريرة . ظ 

(2) كذا قرأ المؤلف «المخلصين» بكسر اللام وفسرها بالاخلاص في العبارة؛» وقراءة ورش عندنا 
بفتح اللام (المخلصين) أي: أخلصتهم لطاعتك. وهي قراءة مشهورة قرأ بها أهل المدينة - 


348 





الجزء الثاني الححر : 41 - 44 


هو كقوله: ( لاحتنكنٌ دُرَينَهُ | إلا قليلا ) [الإسراء: 62] وكقوله : وَل تج 
أَكتْرَهُمُ شاكرِينَ ) [الأعراف : 17 أي : مؤمنين. وكان الحسن يقرأها: ( وَلَقَدْ صَدَقَ 
عليهم إبليس ظنه ) [سبا: 0 يرفع الظن وينصب إبليس . خرك صلق ا عليهم له 
كل دلت يمي وكان مجاهد يقرأها مثقلة : ( ولقذ صَدَّقٌ عَلَيهُم الس ننه 
فاتبَعُوهُ ) يرفع إبليس وينصب الظنّ. 

قوله : 9 قال هنذا صِرْط عَليّ مُسْقِيمٌ 4 مثل قوله: و 
2 ومثل قوله: ( وَعَلَى الله قصدُ السبيل ) [الدنحل: 9]أي 

وقال مجاهد: الصراط الحق يرجع إلى الله وعليه طريقه [لا 5 على 
شيء]27, يعني أن الله هو الهادي لمن يشاء إلى صراط مستقيم. أي : إلى الجنة. 

وبعضهم يقرأها: ( صراط عَلِي مستقيم ). يرفعهاء يقول: صراط رفيمٌ 

قوله : إِنْ عِبادِى لئس لَكَ عَلَيِهِمْ سُلْطنْ4 مثل قوله: (إِنَهُ لَيِسَ لَهُ سُلْطانٌ 
عَلَى الذِينَءَامنوا وعَلَى بم َوكلُونَ ) [النحل : 9 أي : لا يستطيع أن يضل من 
هدى الله . قال: ( إِنْمَا سُلطَائهُ علَى الذي يلوه ) أي : يتولون إبليس قال: ( وَالذْينَ 
هُمْ به ) أي : بالله ( مُشْرِكُونَ ) [النحل: 100]. 

قوله: « إلا من اتَبَعَكَ مِنّ العاوينَ 4 وهم من كل ألف تسعمائة وتسع 
ونسعول . ئ 

> وَإِنَ جَهَنْمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ 4 أي : : لهؤلاء الغاوين « لَهَا سَبْعَةُ وب‎ «١ 
بعضها تحت بعض مطبقة, الباب الأعلى جهنم, ثم سقر, ثم لظىء ثم الحطمة, ثم‎ 
السعير» ثم الجحيمء ثم الهاوية؛ وجهنم والنار يجمعان الأسماء.‎ 


- والكوفة. قال الطبري في تفسيره ج 14 ص 33: « إلا عِبَادَكَ منْهُم المُخْلَصِينَ ) يقول: إلا 
من أخلصته بتوفيقك فهديته. فإن ذلك ممن لا سلطان لي عليه ولا طاقة لي به». 
(1) زيادة من تفمسير مجاهد. ص 341. 


349 


الحجر : 44 - 47 ظ تفسير كتاب الله العزيز 





وكان الحسن يقول: ( وَالجَان خلقناه من َل من نار السموم ) ا أسم من 
أسماء جهنم . ويدع بعض هذه الأسماء. ولا أدري أي اسم هو 

١‏ لكل باب مُنْهُمْ جَْءٌ مُقَسُومٌ # بلغنا ‏ والله أعلم ‏ أن الباب الأعلى لمشركي 
العرب. والباب الثاني للنصارى. والثالث للصابئين . والباب الرابع لليهود. والخامس 
للمجوس» والسادس لعبدة الأوثان» والسابع للمنافقين. فقال في اية أخرى: ( إن 
بوم فى الدرك 5-9 من النار ) 0 د 3 الياب رو 
الجن إن ليا : تحث 0 لكُونَا ه لانت لك 9] يعنى 
إبليس وابن أدم الذي قتل أخاه . 

قوله : | إن المُتقينَ في جنات وَعَيونٍ » والعيون هي الأنهارء وقوله : ( إن 
المتقينَ في جنات نهر ) [القمر: 54] يعني به جميع الأنهار. 

قوله: # أَدُخَلُوهَا يسَلم ءَامنينَ # وذلك حين تتلقاهم الملائكة تقول لهم : 
( سلام عَلَيْكُمْ طت فَادْخْلُوهَا خَالدينَ ) ]الزمر: 73]. وقد فسّرناه قبل هذا 
الموضع'". وقوله: ( أمنين ) أي : أمنين من ا أي : خالدين فيها لا يموتون. 
وهو كقوله : دلا دوقن فيها المَوتَ إلا الموتة الأول ) [الدخان : 60]. 

قوله : « وَنرَعنا ما في صَدُورهم منْ غل » أي : فخ خل الدننا الذي كان يكون 
بينهم في الدنياء والضغائن التي كانت بينهم . 

وبلغنا أنهم إذا توججهوا إلى الجنة مروا بشجرة يخرج من أصلها عينان» فيشربون 
من إحداهما فتجري عليهم نضرة النعيم , » فللا تشعث رؤوسهم. ويغتسلون في 
الأخحرى فيخرج ما في بطونهم من أذى أو قذى أو غل أو غش. . ثم يتوجهون إلى 
منازلهم, فتتلقاهم الملائكة مرك ا سَلَامُ عَلَيكُمْ طبَتم فَادْخَلُوهَا خالدينَ. فقال 
الله : وَرَعنا ما ني صُدُورِهم مُنْ غِل ). 
(1) انظر ما سلف في هذا الجزء. ص 305 - 306. 


330 


الجزء الثاني الحجر : 47 - 54 





ذكروا أن رسول الله يك قال: يخلّص المؤمنون من النار فيحبسون عند قنطرة 
بين الجنة والنارء فيُقتص بعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا 
هذَبوا ونقوا قيل لهم: ادخلوا الجنة؛ فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى إلى 
منزله في الجنة منه إلى منزله كان في الدنيا20©. وذلك قوله : ( وَيُدْخَلْهُمُ الجنة عَرَفْهَا 
لّهُمْ ) [سورة محمد : 6] أي : عرفوها حين دخلوهاء كأنهم كانوا قبل ذلك فيها. قال 
بعضهم : ما شبهوا إلا بأهل جمعة انصرفوا من جمعتهم . 

قوله : له إخوناً عَلَى سُرْرٍ مِتَقبلِينَ4 قال بعضهم: ذلك في الزيارة إذا زار 
بعضهم بعضاً. وقال بعضهم: لا ينظر بعضهم إلى قفا بعض . 

قوله: « لآ يَمْسَهُمْ فِيهًا نَصَبٌ © أي : تعب والنصب والتعب واحد. « وما 
هُمْ مُنهَا 4 أي : من الجنة 8« بمُحْرَجِينَ 4. 

قوله :له َبَىء عبَادي أني أنا العفُور الرّحِيم 4 أي : لا أغفر منه ولا أرحم. يغفر 
للمؤمنين ويرحمهم. فيدخلهم الجنة. « وَأَنْ عَذَابِي 4 يعني النار 8 هو العَذَابُ 
اللي أي : الموج 

9 وَنهمْ عَنْ ضَيْفٍ إِبرهِيمَ إذ دحَلُوا عََيِْ قَالُوا سلما قَالَ نا مِنْكُمْ وَجنُونَ » 
أي : خائفون. مثل قوله: ( نكِرَهم وأَوْجَس منهمٌ خيقة قَالُوا لآ تَحفْ ) [سورة هود : 
0 وقال ها هنا : ١‏ فَانُوا لا تَوْجَلُ » أي : لا تخف, والخوف والوجل واحد. إنا 
بَشْولةٌ بغلم عَلِيم » فعرف أنهم ملائكة. 

ف ط قَالَ أَبسْرتَمُوني عَلَى أن مُسُنِيَ الكبر فم ُبَسْرٌ 
من كبره وكبر امرأته . 


ون ». قال مجاهد: عجب 


(1) حديث صحيح أخرجه البخاري في كتاب الرقاق. باب القصاص يوم القيامة من طريق قتادة عن 
أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله ك. ورواه الطبري بسند يرفعه من 
هذا الطريق إلى رسول الله لي في تفسيره ج 14 ص 37 - - 38 وأخرجه السيوطي في لنت 
اج 4 ص 101. ' واد نسبته إلى ابن المنذر واأء بن أبي حاتم وابن مردويه . ظ 


3531 


الححر : 55 - 67 تفسير كتاب الله العزيز 





( فَلُوا درك باحق قلا تكن ٠‏ مْنَّ القلنطينَ» أي : من الآيسين. ظ قال ومن 


0م 2 


يقنط من رحمّة ربه إل الضَالُونَ #. 


« قال فَمَا خَطبَكُم » [أي : ما أمركم]7) 8 أَيهًا الْمر لمُرْسَنُونَ قَاُا نا أَرْسِلنا إلى 
فوم مَجَرمِينَ 4 أي : مشركين؛ وهذا جرم حرق يعن نرم لوعط مد بو ار إلا َال 
لُوطٍ © يعني أغله: المؤمتين ا إنا لْمَنجوهُم اس لا اقرانة فشر انها لمن 
العَلبرينَ 4 أي: الباقين في عذاب الله. في تفسير بعضهم. وقال الحسن: لمن 
الوالكين: 

قوله : © قَلَمّا جَاءَ ءَالَ لُوطٍ المُرْسَُونَ 4 أي : الملائكة ط قَالَ » لوط 9« إِنَكُمْ 
َو منْكَرُونَ #. قال مجاهد: أنكرهم نبي الله لوط . 

« قَالُوا بل جنك بم كانوا فيه يَمْتَرُونَ 4 يعني جئناك بعذاب قوم لوطء في 
تفسير مجاهد., وقوله : ( بمَا كانوا فيه يَمْتَرَونَ ) أي : يشكونء ويقولون لا نعذب. لأنه 
كان يخوفهم بالعذاب إن لم يؤمنوا. 

«وائيك بالحَقّ » يعني : وجثناك بعذابهم ف وَإِنَالَصَدِكُونَ قاشر ملك بقطع, 

مْنَ اليل 4 أي : بطائفة من الليل» والسّرّى لا يكون إلا ليلا لوَاتَِعْ أَدْبْرَهُمْ» أي : 

ا ولا يَلَفث مِنْكُمْ أَحَدٌ » أي : : لا ينظر وراءه إلى المديئنة . ( وامُضوا 


0 وقضينا ليه ذلك الامر م أي : : أعلمنئاه ذلك الأمر. والقضاء ها هنا 6 
أن دابر هؤلاء «# أي : أصل هؤلاء « مقطو مصبحينَ 6 وهو كقوله : ( إن 
مُوعد عدّهم الصبح ل لَيْسَ الصبح بقريب ). [هود: 81]. 

قوله : ظ وَجَاءَ أهْل المَدِيئة يَستَبِشِرُونَ 4 أي : قوم لوط يستبشرون بضيف لوط. 
)01 زيادة من ز. ورقة ة 170. 


(2) قال أبو عبيلة ٠‏ في المجاز. اج 1 ص 353: (١‏ أن دابر هؤلاء مقطو ) أي : اخرهم ا لطر 
مستأصل» . 


352 


الجزء الثاني الحجر : 68 - 75 





: لما يبريدول من عمل السوء. إتيان الرجال في أدبارهم . 

< فَالَ إِنْ مْؤْلَاءِ ضَيْفي قلا تَفضَحُونٍ وَانَقُوا الله ولا تَخْرُُون ». وكانوا إنما 
يفعلون ذلك بالغرباء. ولا يفعله بعضهم ببعض 

2 قَالُوا أَوَلَّمُ نَنَهَكَ عن العْلْمِينَ 4 أي : أن تضيف أحداً . وكان لا يأوون17) 
ضيفا بليل» فكانوا يعترضون من مر بالطريق بالفاحشة . 

قال ملؤلاء بناتتي إن كنم فعلينَ » أمرهم بترويج النساء. وقد فسرناه في 
غير هذا الموضع. وقوله: ( إن كنتم فاعلِينَ ) أي : إن كنتم متزوجين . 

قوله: ط لعمرك » وهذا قسم 9 إِنهُمْ لفِي سَكْرَتِهمْ يَعْمَهُونَ 4 أي: لفي 
ضلالتهم يلعبون. في تفسير بعضهم . وفي تفسير الحسن : يتمادون . 

20 ب 1 بالعذاب و رقن » أي : حين أشرقت 
ضواغى (3ا كلابهه ثم قلبها. ١‏ زأنطن غتيخ سجرن بشي » أي : أرسل الله 
عليهم بعد ما قلبها حجارة فاتبعت سفارهي ©) ومن كان كارسيا من المدينة. وقوله : 
( من سجيل ) هي بالفارسية سند وكل : أولها حجر وآخرها طين. 

قال: « إن في ذَلِكَ لأيهَ للْمُتوَسَمِينَ 4 أي: للمتفرسين. وقال بعضهم : 
للمعتبرين ). يقول: فيما أهلك الله به الأمم السالفة . 


(1) كذا فى المخطوطات ؛ يقال: 5 واويتهء إذا أنزلته. والجيّد منهما أويته. 

(© انظر ما سلف في هذا الجزء ص 238. 

(3) في مخطوطتي د وج «صواعرء. وفي ق: طوغي. وفيهما تصحيف. والصحيح ما أثبته : 

. «ضواغي ) جمع ضاغية. يقال: ضغا الذئب والسئور والكلب. يضغو إذا صوت وصاح‎ ١ 

والضغاء : : صوت كل ذليل مقهور. انظر اللسان: (ضغو). 

(4) كذا جاءت الكلمة في المخطوطات : «سفارهم» مرجت مجع ف الغرنة لسادرن كراكب. 
ركاب ومثله قوم سافرة. عشي وأمقاث لجماعة المسافرين. 

(5) وقال أبو عبيدة في المجازء ص 354: «( لِلمُتَوَسْمِينَ ) أي : المتبصّرين المتثبتين. 


333 


الحجر : 76 - 85 تفسير كتاب الله العزيز 





قوله: « وَإِنْهَا لَبِسَبيل مُقيم ». يعني قرية قوم لوط؛ يقول: إنها لبطريق 
واضح. وقال مجاهد: لبطريق معلم . 
إِنَّ في ذَلِكَ لآيََ لُلْمُوْمنِينَ4 وقال في آية أخرى: ( وَإِنْكُمْ لتَمْرُونَ عَلَيهم 


مُصْبحينَ وَبِالَيّل أَفَلا تَعْقلُونَ ) [الصافات: 7 - 138]. 


قوله: « وَإِنْ كَانَ أَضْحَابُ الأكَة لَظَلِمِينَ4 يعني الذين بعث إليهم شعيب 
١‏ فَانتَقَمْنا مْهُمْ 4 والايكة الغيضة0©. 

كانوا أصحاب غيضة . كان عامة شجرهم المقلء وهو الدوم, فسلط الله عليهم 
الحر سبعة أيام , فكان لا يكنهم منه شيء. فبعث الله عليهم سحابة نلجأوا تحتها 
يلتسمون الروح© فجعلها الله عليهم نارأء اسروك حلي لمارا و وهو قوله :. 
( فَأَحَدَّهُم عَذْاتٌ يوم ٠‏ الظلة إِنَهُ كان عَذْابَ يوم عظيم ) [الشعراء: 189]. 

قوله : « وَإِنّهُمَا مام مُبين © يقول: إن منزل قوم لوط وأصحاب الآيكة 
( يمام مين ) يعني بطريق © واضحء أي : بين. 

قوله: « وَلَقَدْ كذ أضْحَمبُ الجتجر المُرْسَلِينَ 4 يعني ثموةء قوم صالح. 
اينهم يتنا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرضِينَ وكانوا ينحتونَ مِنّ الجبّال توا عدر فأَحذَتهُم 
الصيحَة #4 أي : العذاب « مُصْبحِينَ 4 حين طلع الفجر. ٠‏ فَمَا أغنى عَنْهُم ما كانوا 
يَكُسِبُونَ 4. 

قوله: # وما خلقنا السموت ارقن وما نيما إلا ا أي :. الليغيك 


(1) الغيضة موضع يغيض فيه الماء ويتجمع فينبت فيه شجر كثير ملتف. (انظر اللسان (غيض). 

(2) في المخطوطات «الرواح» وهو خطأ صوابه ما أثبته: «روح» وهو نسيم الريح كما جاءت الكلمة 
7 ظ 

(3) في المخطوطات : «يعني بموصع» وأثبت ما هو أصح : «طريق». كما جاءت الكلمة في زء ورقة 
1 . وزاد ابن أبي زمنين: «قيل للطريق إمام لأنه مُوْتَم به أي : يهتدى به». كأنه نقله من مجاز 
أبي عبيدة ج 2 ص 354 حيث قال: «الإمام كل ما ائتممت واهتديت به». 


334 


الجزء الثاني ' الححر : ١5‏ - 88 





رَإِنَ السَّاعَةَ 4 أي: القيامة طلاتِية أي: لجائية ط فَاصْمْح الصَّفْحَ الجَمِيلَ » 
والصفح ها هنا منسوخ بالقتال. وهو كقوله: ( فَاصْمَحُ عَنْهُمْ ) يعني المشركين ( وَقلٌ 
سَلام سَوْفَ تعْلَمُونَ ) [الزخرف : 9]. ثم أمره بقتالهم في سورة براءة فقال: ( فَإِذا 
انْسَلَحَ الأشْهُرُ الحُرُمُ فَاْتَُوا المُشْركِينَ حَيْثُ وَجَدتمُوهُمْ ) [التوبة: 5]. 

قوله : إن رَبك هو البخلق العليم © أي : لا خالق غيره ولا أعلم منه . 

قوله: « وَلَقَدَ ءَاتِيكَ سَبْعا من المُثاني وَالقَرَآنَ العَظيمَ 4. ذكروا أن 
رسول الله كلخِ قال: السبع المثاني فاتحة الكتاب”". قال بعضهم: إنما سميت 
المثاني لأنهن يثنين في كل ركعة ©. 

قوله : ولا تمدن يتيك إلى ما متغنا به وجا منْهُمْ 4 أي : أصنافاً منهم] © 
قال مجاهد: يعني الأغنياء . 


ذكروا أن رسول الله يكل قال : خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكرا صابرأء ومن 
لم تكونا فيه لم يكتبه الله شاكرا ولا صابرا: من نظر إلى من فوقه في الدين ومن دونه 
فى الدنيا فاقتدى بهما كتبه الله شاكراً وصابراً©». 


قوله: ط ولا تَحزَّن عَلَيْهُمْ 4 أي : على المشركين إن لم يؤمنوا. « واخفض 

جَنَاحَك مو منينَ 4 أي : [ألنه لمن امن بكع]2© أي : ارأف بهم. وهو مثل قوله : 

(1) انظر تخريجه فيما مضى, ج 1 ص 2.74 وانظر ما أورده أبو عبيدة في مجازه. ج 2 ص 354 في 
المراد بالسبع المثاني في رأيه. واقرأ ماذكره الطبري في تفسيره ج 14 ص 51- 60 حول اختلاف 
المفسرين في المراد بالسبع المثاني وهل هي فاتحة الكتاب أو السبع الطوال. 

(2) أما أبو عبيدة فقال في المجاز.ء ص 354: «وإنما سمّيت ايات القران مثاني لأنها تتلو بعضها 
قفا لد 0 الأولى » ولها مقاطع تفصل الآية بعد الآية حتى تنقضي السورة وهي 
كذا وكذا اية. . 

(3) زيادة من زء 0 1 . 

(4) أخرجه الترمذي في صفة القيامة. باب النظر في الدين لمن هو أعلى» عن عمرو بن شعيب عن 
أبيه عن جده سند ضعيف . وقال عنه الترمذي : حديث غريب. 

(5) زيادة من زء ورقة 171. 


335 


الححر : 89 - 91 ش تفسير كتاب الله العزيز 


( بِالْمُومنِينَ رَعُوفٌ رجيم ) [التوبة: 128]. ومثل قوله : ( ولَوْ كُنْتَ قا غَِيظ الْقَلْب 
لأنَقُضوا منْ حَوْلِكَ ) [آل عمران: 159]. ظ 

قوله : « رقل 8 أن النذير المبين # أي : أنذر الئاس النار. 

قوله: « كما أَنرَلنَا عَلَى المُقْتَسمِينَ الذينَ جَعَلُوا القرْءَانَ عضينَ © . 

تفسير الحسن : يقول [الله]: إنا أنزلنا عليك القرآن كما أنزلنا على المقتسمين . 
والمقتسمون أهل الكتابين الذين اقتسموه فجعلوه كتبا بعد إذ كان كتاباً واحداء فجعلوه 
كالأعضاء. خرن عن مراضي ثم قالوا للك . وكتب الله كلها قران7). 
وقال في آية أخرى: ( وَتَقَطعُوا أمرهم بِينهُمُ يرأ كل جِزْب يما | ديهم فرخون ). 
[المؤمنون: 53]. وهي تقرأ على وجهين: زُبَرأ وزُيْراً؛ فمن قرأها برأ فهو يقول: 
قطعاً. ومن قرأها زيُراً فهو يقول: كتباً. 

ذكروا عن ابن عباس قال: هم اليهود والنصارى أمئوا ببعض وكفروا ببعض 

وذكر بعضهم قال: هم رهط خمسة من قريش عضهوا© كتاب الله فزعم 
. بعضهم أنه سحرء وزع بعضهم الشكرة وزعم بعضهم أنه كهانة وزعم بعضهم أنه 
أساطير الأولين» وزعم بعضهم أ ميد مجنون. وزعم بعضهم أنه كاذب . 

قال: أما أحدهم فالأسود بن عبد يغوث. أتى على نبي الله وهو عند البيت» 
فقال له الملك: كيف تجد هذا؟ فقال: بئس عبد الله. قال: قد كفيتكه. ثم أتى عليه 
الوليد , بن المغيرة» فقال له: كيف تجد هذا؟ فقال: بئس عبد الله . قال : كفيتكه ثم 
أتى عليه الأسود بن المطلب. فقال المَلْك: كيف تجد هذا؟ قال: بعس عبد الله . 


(1) كذا في المخطوطات : «وكتب الله كلها قران». وهو الصحيح . رااان كب كلها معز 
أجزاؤهاء مضموم بعضها إلى بعض. ومن معاني لفظ القرآن لغة الجمع والضم . انظر اللسان : 
(قرأ) . ٍ ٍ 

(2) كذا في ق «عضهواء. وفي د وج «عضواء ولكل معنى . فأما عضى . تعضية» فمعناه فرق وجرأ 
وهذا المعنى هو الأنسب هنا. وأما عضه. يعضه عَضْهاً فمعناه قذفه ورماه ببهتان وقال في الشي 
أو الشخص ما ليس فيه وا وتفتانا: 

356 


الجزء الثاني الحجر: 92 93 





قال: كفيتكه. ثم أتى عليه العاص بن وائلء فقال له الملّك: كيف تجد هذا؟ قال: 
بئس عبد الله . قال: كفيتكه . 00 

فأما الأسود فأتى بغصن من شوك فضرب به على رأسه ووجهه حتى سالت 
حدقتاه. فكان يقول بعد ذلك: دعا علي محمد بدعوة» ودعوت عليه بأخرى. 
فاستجاب الله له فى» واستجاب 5 فيه: دعا علي أن أثكل وأن أعمر © فكان 
كذلك . ودعوت عليه أن يصير طريداً شريداً وحيداً مع يهود يثرب وسراق الحج. فكان 
كذلك ©. وأما الوليد بن المغيرة فذهب يرتدي فتعلق بردائه سهم لا يدرى راميه 
فأصاب أكحله فمات. وأما العاص بن وائل فوطىء على شوكة فأوتى في ذلك حتى 
تشاقظ لجيه خضوا عضوا فمات وهو كذلك. وأما الأسود , بن المطلب وعدي بن قيس 
فلا أدري ما أصابهاء وهم المستهزؤون. استهزأوا بكتاب الله وبنبيه 7©). 


وقال بعضهم ا ات لاف الإرإدحسة اجزاءء كل رجل 
منهم جزءا نقضاً على محمد ورداً عليه. 

وفي تفسير الكلبي : إنهم سبعة عشر رجلا قسموا على عقاب © مكة لمن قدم 
وقالت طائفة منهم: إنما هو ساحر فعضهوا القران. 

قال: « فَوَرَبُكٌ لَتَسَأَلنَهُمْ أَجْمَعِينَ عَم كَانوا يَعْمَلُونَ 4. 


(1) قيل إن رسول الله كل دعا عليه فقال: اللهم اعم بصره وأثكله ولده. كذا رواه ابن هشام في 
سيرنه عن ابن إسحاق اج 1ن 409 وابن جزير الطبري: في تفسيرة؛ ج-14 من 11. 

(2) لا والله لم يكن طريداً ولا شريداً ولا وحيداً. بل كان مكرما مببجلاًء عزيزا بين السابقين الأولين 
الذين هاجروا معه. وفي منعة من الأنصار الذين أووا ونصروا؛ صلى الله عليه وعلى اله 
وصحبه. ورضي الله عنهم أجمعين. 

(3) اقرأ بتفصيل : «كفاية الله أمر المستهزئين في سيرة ابن هشام ج 1 ص 408 - 410. 

(4) جمع عقبة» وهي الطريق الصاعد في الجبل . 


3537 


الحجر : 94 - 99 تفسير كتاب الله العزيز 





قوله : ط فَاصدَّع بم تَومَرٌ # قال الكلبي : أظهر ما أمرت به. وهذا بعد ما اكتتم 
سنتين بمكة. ثم أمره أن يظهر ما أمره الله به . 

وقال مجاهد: اجهر بالقران في الصلاة. 

قوله: « وأنغرض عَن المُشركِينَ 4. نسخها القتال. 

قوله : « إنا كفيك المستهزئِينَ © قال بعضهم: هم المقتسمون الخمسة. 

وقال الكلبي : إن المقتسمين السبعة عشر. والمستهزءون خمسه : الوليد بن 
المغيرة. والعاص سن وائل» والحارث سن فيس » وهو عم عبد الله بن الزبعرى . 
والأسود بن المطلب. وهو أبو زمعة بن اس والأسود بن عبد يغوث الزهري . 
[ابن]0© خال رسول الله يللو. أخي أمه. قال: 8« الذينَ يَجَعَلُونَ مَمّ الله إِلنها آخرَ 
نوت يَعْلمُونَ ». 

قوله : 9 وَلَقَدُ نَعْلَمْ أَنكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بم يَقولُونَ 4 أي : إنك ساحرء وإنك 
كاهن» وإنك مجنون. وإنك شاعرء وإنك كذاب. « فَسَبح بخن ريك ركنن من 
السَاجدينَ » أي : المصلين . 

« وَاعْبدُ رَبك حتى يَأتيّكُ اليّقين #. يعني الموت. وهو تفسير مجاهد. 

وقال بعضهم : عند الموت يأتيك يقين , أي : من الخير أو الشر. وكان الحسن 
يقول : ابن ادم عند الموت يأتيك اليقين . 


(1) سقطت هذه الكلمة من جميع المخطوطات. والصواب إثباتهاء لأنه الأسود بن عبد يغوث بن 


2338 


الجزء الثاني النحل : 1[ -2 


تفسير سورة النحل . 
أوهي من أولها إلى 7 هذه الآية : 


0 مدئى©) 


« بشم اللّهِ الرحمن الرّحيم » قوله: « أَنَى أَمْرٌ الله فللا تَسْتَعْجِلُوهُ 4. قال 
الحسن : ا لي : ( إيتنا بعَذَابٍ ألِيمٍ ) 
[الأنفال: 32]. ولقولهم : ( عَجل نا قطنا ) [سورة ص : 16]. فقال: ( وَيسْتَعْجِلُونَكَ 
بِالعَذْابِ ) [العنكبوت: 54]. وقال: ( أتى أَمْرٌ الله فلا تَسْتَعْجِلُوه ه) أي : إن العذاب 
ا 0 ا عر بسو الآخرة. وذلك منهم تكذيب واستهزاء . 

قوله : ا أي : 5 نفسه عما يقول المشركون. « وَتَعَلَى عَم 
يُشْرِكُونَ 4 من العلوى أي : ارتفع عما يشركون به. 

قوله: « يَُزْلُ المَلئكَةَ بالروح » أي: بالرحمة والوحي 8 مِنَّ أمْرهِ عَلَْ مَن 
يشَاءٌ مِنْ عِبَادِهِ 4. 

ذكروا عن كعب قال: إن أقرب الملائكة إلى الله إسرافيل. وإذا أراد الله أمراً أن 
يوحيه جاء اللوح حتى يصفق جبهة إسرافيل» فيرفع رأسهء فينظرء فإذا الأمر مكتوب. 


)1( ورد هلا التفصيل بين ما هو مكي وما هو مدني من هله السورة في كل من ج. و3» وز» ورفة 
11 وسقط من ق. 


359 


النحل : 2 - 7 41" | تفسير كتاب الله العزيز 





إلى سماء إلا فزع أهله مخافة الساعة» حتى يقول جبريل: الحق من عند الحق. 
فيهبط على النبي عليه السلام. فيوحي إليه. 

قوله : ١‏ أن لذرُوا أنه لآ له إلا أنا فاتقر ن » أي : لا تعبدوا معي إللها آخر. 

قوله : ظ خَلَقَ الإنْسَن من نظفَة » يعني بالإنسان ها هنا المشرك”" « فإذا هو 
حَصِيمٌ مين 4 وهو كقوله: ( أَوََمْ ير اسان أن خلفَهُ من نظفَةٍ ذا هو حَصِيم مين 
وَصَرّبَ لَنا متلا ونْسِيَ حَلَقَهُ قَالَ من يُحيي يحي العظامٌ وهي رَمِيمَ ) [يس: 77 - 78]. 

وله : ل وَلأْمم ها 4 يعني الإبل والبقر والغنم « لَكُمْ فيا ده 4 أي : 
ما يصنع من الكسوة من أصوافها وأوبارها وأشعارها. « وَمنافمم 4 في ظهورها. هذه 
الإبل والبقرء وألبانها في جماعتها. قال: 8« وَمِنْهَا تَأكلُونَ 4 أي : من جماعتهاء أي : 
لحومها. ويؤكل من البقر والغنم السمن . 

وقال بعضهم : (لَكُمْ فيها دفّءٌ ) أي : لباس. وقال مجاهد: لباس ينسج . 
وقال مجاهد في قوله: ( وَمْنَافمُ وَمِنْها تَأكُلُونَ ) قال: منها مركب ولحم ولبن. 

قوله : ط وَلّكُمْ فيهَا جَمَالُ حينَ ترِيحُونَ 4 أي : حين تروح عليكم راجعة من 
الرعي. 8 وَحِينَ تَسْرَحُونَ 4 أي : تسرحونها إلى الرعي . 

وقال بعضهم : ( وَلَكمْ فيا جَمَال حِينَ نرِيحُونَ ) يعني الإبل . وغي أعجب ها 
تكون إذا دده عظاماً اضروعهاء طوالاً أسنمئهاء ٠‏ ( وَحِينَ تسْرَحُونَ ) إذا سرحت 
لرعيها . 

قوله : 00 قلقم بن بل كر تنييه» أي : البلد الذي تريدونه. 
وفي تفسير الحسن أنها الإبل والبقر. « إل ب؛ بشِقٌّ الأنفس » أي : لولا أنها تحمل 
أثقالكم لم تكونوا بالغي ذلك البلد إلا بمشقة شق على الفك. وقال بعضهم: إلا بجهد 
الأنفس. ومن فسرها بجهد الأنفس فهو يقرأها بشق الأنفس . 


(1) وقيل الإنسان هنا اسم جنس » ويقصد به جميع الناس ولا يخص به المشرك من غيره. 
ظ 360 


الحاء الثاني النحل : 9-7 





© إن ربكم لْرَهُوفٌ رحيم # يقول : فبرأفة الله وبرحمته سخر لكم هذه الأنعام . 
وهي للكافر رحمة الدنيا ليرزقه فيها من النعم . 

قوله : ط وَالحَيْلَ 4 يقول: وخلق الخيل ( وَالبغَالَ وَالحمِيرَ لِتََبُوهَا وي » 
أي : في ركوبها. وذكر بعضهم أن الله خلقها للركوب وللزينة. 

ذكروا عن جابر بن عبد الله أنهم أكلوا يوم خيبر الخيل والبغال والحميرء فنهى 
رسول الله كقخِ عن لحوم الحمير والبغال ولم ينه عن الخيل . 

ذكر عطاء عن جابر بن عبد الله أنهم كانوا يأكلون لحم الخيل على عهد 
رسول الله كَل . 

وذكر عن الحسن قال: نهى رسول الله يلخِ عن لحوم الحمر الأهلية وعن 
ألبانها. 

ذكر الحكم الغفاري مثل ذلك. قال: وأَبَى البحر© ذلك. قيل: من البحر؟ 
قال: ابن عباس . قال: ( قل لآ أَجدُ فيمًا أوجِي إِلَيّ مُحَرُما عَلَىْ طَاعم يَظَعَمُةُ. . . ) 
إلى اخر الآية. [الأنعام: 145], 

قال: « وَيَحْلّْقُ ما لآ تَعْلْمُونَ » أي : من الأشياء كلها مما لم يذكر لكم . 

قوله : « وَعَلَى الله قَضْدُ السبيل » أي : قصد الطريق, أي : طريق الهدى إلى 
الجنة. كقوله: (إن عَلَينا للهِدُى ) [اليل: 12]. وكقوله: (هَذًَا صراط عَلَيُ 
مستقيم ) [الحجر: 41]. 

وقال بعضهم: قصد السبيل: بيان حلاله وحرامه وطاعته ومعصيته . 

قوله: « وَمِنْهَا جَائِرٌ 4 أي : وعنهاء أي : عن السبيل جائرء وهو الكافر جار عن 
(1) في المخطوطات: «وأبى البحر من ذلك». أي : أن ابن عباس أبى أكل لحوم الخيل. والمروي 


في المسألة أن ابن عباس سئل عن أكل لحوم الخيل فكرهها. انظر اختلاف العلماء في أكل 
لحوم الخيل في تفسير القرطبي. ج 101 ص 75 - 78. 


301 


النحل: 9 - 13 تفسير كتاب الله العزيز 





سبيل الهدى. وجار عنها وجار منها واحد. وهي في قراءة ابن مسعود: ومنكم جائر. 
قال بعضهم: جائر من السبيل.» أي: عن سبيل الهدى. ناكب عنها. وذلك 
00000 
قال: ١‏ وَلوْشَاه لهَدَيكُمْ أجْمَعِينَ 4. مثل قوله : وَلَوْ شَاء رَبِكَ لآمَنَ مَنْ في 
الاْض. كُلَّهُمْ جَميعا ) [يونس : 9] . وكقوله : ( أَفَلَمُ يلم الذينَ ءَامَنُوا أن لو يَسَاء 
الله لمَدى الناس جَميعاً ) [الرعد: 31]. 
قال: ها ُو الذي أَنْزَلَ مِنَ السْمَءِ مه كم مه شَرَابٌ وَمِنُْ شَجَرٌ فيه نسِيمُون » 
أي : ترغون أنعامكم, أي : تسرحونها فيه. وقال مجاهد: ( تسيمُونَ ) أي : ترعون. 
قوله : ط يُنْبتُ لَكُمْ به 4 أي : بذلك الماء ط الرَّرعٌ وَالزينُونَ وَالمْخِيلَ وَالأعْتبَ 
َمِنْ كُلَّ اللّمَرْت)» ذكر بعضهم قال: إن الله أهبط إلى الأرض من الجنة ثلاثين 
ثمرة؛ عشر يؤكل داخلها ولا يؤكل خارجهاء وعشر يؤكل خارجها ولا يؤكل داخلها. 
وعشر يؤكل داخلها وخارجهاث. 
قال: إن في ذلك لآ لَْوْم يُتَفَكُرُونَ 4 وهم المؤمنون. قال: فالذي ينبت 
من ذلك الماء الواحد هذه الألوان المختلفة قادر على أن يحيي الموتى . 
5 اد ا ود لوا ا بوم 5-89 زا أ لمر الو ري ل قرف فر 
قوله : 9 وسخر لكم اليل والنهار »# يختلفان عليكم 8 والشمس والقمر والنجوم 
مُسَحْرْتٍ بِأَمْرِهِ 4 يذكر عباده نعمته عليهم . ويتبههم بها على لسان نبيه مما ثم يتتبهوا 
له إلا بالمنبهين. وهم الأنبياء . ( إن في ذَلِكَ لآيت لَقَوْم يُعْقلُونَ # وهم المؤمنون . 
قوله : ١‏ وْمَادَرَاَ لَكُمْ في الأزض » أي : : وما خلق لكم في الأرض « مُختلفا 
وان 4 قال الم من الدات وقال بعضهم : من الدواب والشجر والثمار. قال: 
< إِنَ في ذَلِكَ لآية قوم يذّكُرُونَ 4 وهم المؤمنون. 
0١‏ قال الفراء في معاني القرآن ج 2 ص 97: «( وَعَلَى الله قَضَدُ السُبيل )» يقال: هداية الطريق» 
ويقال: السبيل: الإسلام . ( وَمْهَا جَائِرٌ )؛ يقال: الجائر: اليهودية والنصرانية». 
(2)) هذا نوع من التكرار الذي لاحظه ابن أبي زمنين على تفسير ابن اسلام, والذي لا لزوم له. فقد 
مر هذا القول في هذا الجزء ء قريباً في صفحة 293. 


302 


الجزء الثاني النحل: 14 - 17 





قوله: « وَهُوْ الذي سَخْرّ البَحْرَ © أي : خلق البحر « لتَأكلوا منهُ لْحماً طرياً 4 

أي: الحيتان « وَتسْتخرجُوا منه حليّة تَلْبَسُونَهَا 4 أي: اللؤلؤ. « وَتَرَى الفلك 4 

أي : السفن « مواخر فيه »© يعني شقها الماء في وقت جريها©. 

وقال بعضهم : ( مواخر فيه ) أي : سفن البحر مقبلة مدذبرة تجري فيه بريح 

واحدة. وقال مجاهد: ولا تجري الريح من السفن إلا العظام « وَلتَبتَغوا مِنْ فَضله » 

يعني طلب التجارة في البحر. « ولعلكم تشكرون » أي : لكي تشكروا. وهو مثل 

قوله: ( لعلكم تسلمون ) [النحل: 81]. 

: ا ا ل ا 
قوله: « وألقى في الارض رواسي # وهي الجبال 8 أن تميد بكم » أي : 
لثلا تتحرك بكم . وقال مجاهد: أن تكفأ بكم. وقد فسرناه في غير هذا الموضء©. 
« وأنهارا © أي : جعل فيها أنهارا « وسبلا 4 أي : طرقا« لَعَلْكُمْ تَهْتدُونَ © أي : لكي 
تهتدوا الطرق. ْ 
وَعَلمَتِ » أي : جعلها في الطرق تعرفونها بها. « وبالنجم هُمْ يَهَْدُونَ » 
والنجم جماعة النجوم التي يهتدون بها ©. 
قوله : « أفمن يُخلقٌ © يعني نفسه « كُمَنْ لا يُحْلقٌ © يعني الأوثان.» على 
الاستفهام . هل يستويان. أي: لا يستوي الذي يخلق والأوثان التي لا تخلق 

والتي تعبدون من دون اللهء التي لا تملك ضرا ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً. 

والنشور البعث . 

(1) قال أبو عبيدة في المجاز: ) وَتَرَّى الملكَ مواخر فيه ) من مخرت الماء. ا شقته ايجاجئهاء 
المَسْحُون ). . .» [الشعراء: 119]. 

(2) انظر ما سلف في هذا الجزء ص 293. 

(3) روى الطبري في تفسيره جح 14 ص 91 - 92 بسند عن قتادة قال: «قوله ( وَعَلامَاتَ وبالنجم 
يَهْنَدُونَ ) والعلامات النجوم. وإن الله تبارك وتعالى إنما خلق هذه النجوم لثلاث خصلات: 
جعلها زينة للسماء» وجعلها يهتدى بهاء وجعلها رجوما للشياطين. فمن تعاطى فيها غير ذلك 
فَقَدَ رأيه, وأخطأ حظهءى وأضاع نصيبه» وتكلف ما لا علم له به . 


303 


النحل: 17 - 23 000 تفسير كتاب الله العزيز 





« أفلا تَذكرونَ # يقوله للمشركين. والمؤمنون هم المتذكرون. يقول: أفمن 
يخلق كمن له يكلق: والله هو الخالق. وهذه الأوثان التي تعبدولن من دون الله تخلّق 
ولا تخلق شيئاً. 


قوله : « وإِن لوا ةل ترما الله لَعْفُور رُحِيمٌ والله بعلم ما 
تسرٌون » أي : ما يسر المشركون من نجواهم في أمر النبي . أي : ما يتشاورون في 
مرق مثلد قوله : (وَأسَروا النجوى الذينَ طَلَمُوا) أي: الذين أشركوا ( هَل هَّذًا ) 
يعنون مكيل ا ( إلا رك َفتَأتونَ السَحرَ ونم تبُصرون ) [الأنبياء : 3] أي: : أنه 
سحر. يعنون القرآن. قال الله ه وما يُعْلنُونَ 4 أي: من شركهم وجحودهم. 

( وَالذِينَ تَدعُونَ مِنْ دُونِ الله 4 يعني الأوثان «لآ يَحلْقُونَ سينا وَهُمْ 
يُخْلَمَرن» أي : يصنعون بأيديهم. قال إبراهيم : ( أنَعبُدونُ مَا تَنْحتُونَ وَاللَهُ خَلَفَكُمْ 
وما لون [الصافات : 95 - 96] أي : بأيديكم . 

0 «أموت شان 4 ا الأوثان أموات لا أرواح فيها « وما شكرون 
نان ينون 4 

قال بعضهم : تحشر الأوثان بأعيانها فتخاصم عابديها عند الله بأنها لم 0 
إلى عبادتها , وإنما كان دعاهم القن عبادتها الشيطان . قال الله : ( إن يُدْعُونَ من دونه 
ل إناثاً ) أي : أمواتاً لا أرواح فيها ( وَإن يُدْعُونَ إلا شَيْطانا مُريداً ) [النساء: 117]. 

.قوله : إَِهكم إِلَْهُ وَاحدٌ فَالذينَ لآ يُومُونَ بالآخرّة» أي: لا يصدّقون 
بالآخرة « لوبهم منكرة 4 أي : لهذا القران . وبعضهم يقول منكرة لا إله إلا الل 
وهم مُسْتَكُبِرُونَ 4 عن عبادة الله وعما حاء به رسول الله . وقال بعضهم : عن 
القران. وهو واحد. ظ ظ 

ثم قال: « لآ جَرَمَ » وهي كلمة وعيد©. « أَنْ الله يَعْلَمُ مَا يُسِرُونَ وَمَا 
(1) أصلها لا بد ولا محالة» ثم صار لها أحياناً معنى القسم . وقال المفسرون: معناها: حقاً. انظر ما 

قاله القراء في معاني القران ج 2 ص 58 في أصل معنى لا جرم واستعمالها ومعناها الذي لها بعد - 


304 


الجزء الثاني النحل : 23 - 25 





يَعْلنونَ ©. وقد فسّرناه قبل هذا الموضع. 8 إِنهُ لآ يحب المُسْتَكُبِرينَ . 

قوله : « وَإِذَا قِيلٌ لَهُم مَاذًا أَنرّلَ رَيُكُمْ © أي : إذا قال المؤمنون للمشركين ماذا 
أنزل ربكم « قَالُوا اسَطِيرٌ الأولِينَ #. وإنما ارتفعت لأنهم قالوا: إنه أساطير الأولين: 
وهذه حكابة !2 أي : كذب الأولين وباطلهم . فليس يقرون أن الله أنزل كتاباً 
ويقولون: إن النبي افتراه من عنده. وإنما قال ذلك ناس من المشركين. مشركي 
العرب, كانوا يرصدون بطريق مكة من أتى النبي ؛ فإذا مر بهم من المؤمنين من يريد 
النبي قالوا: إنما هو أساطير الأولين. 

وفي تفسير الكلبي : إن المقتسمين الذين تفرقوا على عقاب مكة أربعة نفر على 
كل طريق؛ أمرهم بذلك الوليد بن المغيرة فقال: إن الناس سائلوكم عن محمد غداً 
بعد الموسم ؛ فمن سألكم عنه فليقل بعضكم إنه ساحرء وليقل الآخر: كاهن, وليقل 
الآخر شاعر. وليقل الآخر مجنون يهذي من أمْ رأسه؛ فإن رجعوا ورضوا بقولكم 
فذاك. وإلا لقوني عند البيت. فإذا سألوني صدّقتكم كلكم . 

فسمع ذلك رسول الله كل فشقٌ عليه. فبعث مع كل الأربعة أربعة من أصحابه 
وقال لهم: إذا سألوا عني فكذبوا عني فحدّثوا الناس بما أقول. فكان إذا سثل 
المشركون ما صاحبكم. فقالوا: ساحر قال الأربعة الذين هم من أصحاب 
رسول الله عد : انطلقوا حتى تسمعوه . بل هو رسول الله : يأمر بالمعروف وينهى 
عن المنكر. ويأمر بصلة ذي القربى؛ وبأن يقري الضيف. وبأن يعبد الله. في كلام 
الله لا انرجم ححتى.اتلقاهة. فهو قولة: (وَاذَا قبل لَهُهِ مَاذًا أَنْدَلَ ربكم قالوا أساط” 
والله لا. ترجع حتى فهو قوله: ( واذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير 
الاولين ). 

قال: « ليُحملوا أوْزَارَهُمْ » أي : أثامهم في تفسير الحسن. وقال بعضهم : 
- ذلك. وانظر اللسان (جرم) فإن ابن منظور يفصل مختلف معانيها واستعمالها. وانظر ما سلف 

في هذا الجزء ص 221. 

(1) قلّما يتعرض المؤلف إلى مسائل الإعراب في تفسيره هذاء وإذا فعل فبإيجاز. 


365 


النحل: 25 - 27 تفسير كتاب الله العزيز 





ذنوبهم , وقو.واخد, « كاملة , يوم م القيمة »# يعنى الذين قالوا أساطير الأولين # ومن 
اوزَار الذينَ ا بغير علم ألا سَاءَ مَا يزرُونَ » أي: بئس ما يحملون. أي: 
يحملون اثام أنفسهم ومثل اثام الذين دعوهم إلى الضلالة فاتبعوهم عليها. وهو كقوله 
( وَلَيَحملنٌ أَْقَالَهُمُ تقال مُْ أَثْقَالهمْ ) [العنكبوت : 3 أي : يحملون اثامهم ومثل 
أثام الذين دعوهم إلى الضلالة فاتبعوهم عليها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من 
أوزار الذين اتبعوهم شيء. هذا في القادة والأتباع. 

ذكر الحسن قال: قال رسول الله ل : أيما داع دعا إلى هدى فاتبع عليه كان له 
مثل أجر من اتبعه من غير أن ينقص ذلك من أجورهم شيئا . وأيما داع دعا إلى ضلالة 
فاتبع عليها كان عليه مثل وزر من عمل بها. زلة ينقض ذلك من أورارظ شيع , 


مر وى 5 


قوله: « قَدْ مَكَرَ الذينَ مِنْ فَبْلِهِمْ فَأتَى الله بيهم من القوَاعدٍ 4 يعني الذين 
أهلك بالرجفة من الأمم السالفة. رجفت بهم الأرض . «« فخر عَلَيهِم الحقف منْ 
فوقهم » أي : سقطت سقوف بيوتهم ومنازلهم عليهم . «وأتتهُمُ العَذَّابُ مِنْ حَيْتُْ لآ 
يَسْعْرُونَ » أي : أتاها أمرالله من أصلهاء فخر عليهم السقف من فوقهم. والسقف 
أعلى البيوت» فانتقضت© بيوتهم بهم. 

قال مجاهد: يعني [مكر] نمروذ [بن كنعان. وهو الذي حاج إبراهيم في 
ربه]7© . 


(1) راوه ابن ماجه في المقدمة» باب من سن سنة حسنة أو سيئة» عن أنس بن مالك (رقم 205) وعن 
أبي هريرة (رقم 206) وانظر ما سلف في الجزء الأول ص 465. 

(2) في مخطوطة ق: «فانتصبت»2 وفي ج ود: دما نتصبت» (كذا) غير مضبوطة. وأثبت ما بدا لي, 
قريباً من الكلمة المصحفة. وفي تفسير الطبري ج 14 ص 98: «فأتفكت بهم بيوتهم» والقول 
لقتادة . 

(3) ما بين المعقوفين زيادة من تفسير مجاهد. ص 346. 


366 


الجزء الثاني النحل: 27 - 30 





تفارقون فيهم. يعني المحاربة والعداوة. أي : عادوا الله في الأوثان يعبدونها من دونه . 
« قَالَ الذِينَ أُونُوا العِلْمَ 4 وهم المؤمنون < إِنَّ الخزْي اليوْمَ 4 أي : الهوان 
« وَالسَوء 4 أي: العذاب « عَلَى الْككفْرِينَ» وهذا الكلام يوم القيامة. 

قوله: « الذينَ تَتَوفِيهُمُ المَلتِكَةٌ ظَالِمِي أنفْسِهِمْ 4 قال بعضهم: توفتهم عند 
الموت. وقال الحسن: هي وفاة إلى النارء أي: حشر إلى النار. 

: فَْقَوَاالسّلَمَ 4 قال بعضهم: استسلموا. وقال الحسن: أعطوا السلم أي‎ ١ 
أسلموا فلم يقبل منهم ؛ ؛وقال إنافي القيامة مواطن: » فمنها موطن يقرون فيه بأعمالهم‎ 
: كترم : ( وَشَهِدُوا عَلَى أَنفسهم أَنْهُمْ كانوا كاف رين ) [الأنعام : 130] أي‎ 

في الدنيا. وموطن يجحدون فيه فقالوا: 8« ما كنا نَعْمَلُ مِنْ سُوءِ » فقيل لهم: 
وبل إن الله علِيم بم كنم مون أي : في الدنيا إذ أنتم مشركون. وموطن آخر 
( قَالُوا: وَاللّه رَينَا مَا كنا مُشْرِكِينَ ) فقال الله : ( انظر كيف كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهمْ ) 
[الأنعام : 23 - - 24] ( وَضل عَنْهُم ما كانوا يُفْتَرُونَ ) أي : من عبادتهم الأوثان. فلم تغن 
عنهم قينا وموطن آأخرء وهو آخرهاء أن يختم على أفواههم وتتكلم أيديهم ( وَتشْهَدٌ 


9 56 كبو ) 1 احودة يسن 65]. 


عبادة اله عر وجل : 

(َقِبلَ ِلذِينَ اتقر زا مادا أَْرلَ رَبْحُمْ قَالُوا حَيْراً 4 أي : أنزل خيراً. ثم انقطع 
الكلام . ؛ لم قال: « للذينَ أَحَسَئوا © أي : آمنوا « في هذه الدذنيًا حسئة حسيئة ولد وَلَدَارٌ الأخرة 
ير 4. 


5 8 ٍ رك ع له 0 
ذكروا أن رسول الله كَلِِ قال: إن الله لا يظلم المؤمن حسنة؛ يثاب عليها 
بالرزق في الدنياء ويجزى بها في الآخرة , 
)1( حديث صحيح أخرجه مسلم فى كتاب صفات المنافقين وأحكامهم. باب جزاء المؤمن بحسناته 
في الدنيا والآخرة. وتعجيل حسنات الكافر في الدنيا. عن أنس بن مالك (رقم 2808) وزاد في - 


367 


النحل: 30 - 33 تفسير كتاب الله العزيز 





وقال الحسن : ( للذِينَ أَحْسَئوا في هَذِهِ الذُّنْيَا حَسَنْة ): تكون لهم حسنتهم في 
الآخرة الجنة. قال: ( وَلَدَارٌ الآخرة خيّْرٌ ) أي : الجنة خير من الدنيا. « وَلَنِعُمَ دار 
المُتقِينَ 4 . 00 

قوله : «جَنْتَ عَدْنِ يَدْحْلُونهَا تَجري مِنْ نَحْتهًا الانهَرٌ» . وقد فسرناه قبل هذا 
الموضع. وعدن أشرف الجنان. نسبت الجنان كلها إليها. 

قال: « لَهُمْ فِيهًا مَا يَنَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْرِي اللَّهُ المُثْقِينَ الذينَ تَوفيهمُ 
المَلئِكَةُ 4 [أي : تقبض أرواحهم] 820 طَيبِينَ 4. قال مجاهد: طيبين أحياء وأمواتا 
أينما كانوا بالعمل الصالح « يَقُونُونَ 4 لهم « سَلمْ عَلَيكُمْ ادْخلُوا الجنة بما كنم 
تَعْمَلُونَ ». 

ذكروا أن الملائكة تأتي ولي الله عند الموت فيقولون: السلام عليك يا ولي 
اللهء الله يقرئك السلام وتبشره الملائكة بالجنة. ذكروا أن الله يقول لهم: ادخلوا 
الجنة برحمتي واقتسموها بأعمالكم . 

ذكروا أن رسول الله بكِخِ قال: الدرجة في الجنة فوق الدرجة كما بين السماء 
والأرض. وإن العبد ليرفع بصره فيلمع له برق يكاد يخطف البصرء فيقول: ما هذا؟ 
فيقال له: هذا نور أخيك فلان. فيقول أخى فلان! كنا نعمل في الدنيا جميعا. وقد 
فضل على هكذا؟ فيقال: إنه كان 006 قال : ادل ل قلبه الرضا 
حتى يرضى ". 

قوله: ط هَلْ يَنْظُرُونَ 4 أي: ما ينظرون « إلا أن نيهم المَلئكةم أي: 
بالموت ١‏ أَوْ يَأتيَ أَمْرُ رَبك » أي : القيامة في تفسير بعضهم. وقال الحسن: هل 


- آخره: «وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنياء حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم 
تكن له حسنة يجزي بها». وأخرجه أيضاً أحمد في مسنده عن أنس . 

(1) زيادة من ز ورقة 173. 

(2) انظر تخريجه فيما سلف. ج 1 ص 329. 


53068 


الجزء الثاني النحل : 33 - 36 





ينتظرون إلا أن تأتيهم الملائكة. أي : بعذابهم. يعني مشركي العرب. أو يأتي أمر 
ربك. يعني النفخة الأولى التي يهلك بها اخر كفار هذه الأمة الدائنين بدين أبي جهل 
وأصحابه ل عذاب الآخرة. 

قال: « كَذَلِكَ فَعَلَ الذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ 4 أي: كذلك كذب الذين من قبل 
مشركي العرب, فأهلكناهم بالعذاب. قال: « وما ظَلمَهُم الله ولكن كانوا أَنفْسَهُمْ 0 
يَظلِمُونَ 4 أي: يضرونء وقال الحسن: ينقصون . 

قوله: ط فَأَصَابَهُمْ سَيْنَاتَ مَا عَمِلُوا © أي : ثواب ما عملوا « وَحَاقَ بهم ما كانوا 
به يسْتهزِءُون » أي : بايات الله والرسل . 

قوله: « وَقَالَ الذينَ أَشْرَكوا لَوْ شَاءَ اللَهُ ما عَبَدنَا مِنْ دُونه منْ شَيْءٍ نْحْنٌ وَل 
َابَاونَا ولا حَرمُنا منْ دونه منْ شيْءٍ » أي عار عن اهم من الببحيزة والسائبة 
والوصيلة والبحام والزرع. وهو قوله : و موا للقهما دراه مِنْ الحَرْث وَالْنْعَام تصيبا 
فَقَالُوا : هَلذًا لِلّه برَعْمِهمُ وَهَذًا لشركائنًا. . ) إلى آخخر الآية . [الأنعام : 136]. وقالوا 
ركه الذي الدن عليه لحرلنا يه فقال الله جواباً لقولهم : ( كَذَلِكَ كَذَْب الذينَ منْ 
ْلِهمْ حَتَى ذَاقوا بَأَسَنَا ) أي : : عذابنا. وقد ذكر عنهم في سورة الأنعام قبل هذا القول 
فقال : ( قل هَلْ عِنْدَكم مْنْ عِلم فتَحْرِجوهُ نا ) أي : هل عندكم من حجة أنه لا يكره 
ما أنتم عليه ( إن تَتبعُونَ إلا اَن ) [الأنعام : : 148] وقال في هذه الآية : « كذلك فعل 
الذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَل عَلَى الرْسّل إلآ البَلغ المبين # أي : ليس على الرسل إلا أن 
تبلغ أممها ما أرسلها به ربها إليهم. ليس عليهم أكثر من ذلك 

قوله : « وَلَمَدْ بَعثْنَا في كُلّ أَمّةِ رَسُولاٌ # يعنى ممن أهلك بالعذاب « أن اعْبُدُوا 
الله وَاجْتنوا الطلغُوت» والطاغوت الشيطان. هو دعاهم إلى عبادة الأوثان وهو مثل 
قوله : ( إن يُدْعون منْ دونه إّ إناثا وأن يذُعُونْ إّ شيطانا مُريداً ) [النساء: 117]. 
قال : «١‏ فَبنهُم منْ َدَى اللَهُ وَمِنْهُم منْ حَفْتْ عَلَيْهِ الضللة» 3 ( فمِنهُمْ شَقِي 
وَسَعِيدٌ ) [هود: 105]. والذين حقت عليهم الضلالة والذين شقوا إنما ضلوا وشقوا 
بأعمالهم . 


369 


النحل: 36 - 41 تفسير كتاب الله العزيز 





قال: « َسِيرُوا في الأزرض فَانظرٌوا كَيِف كَانَ عَلقِبَةٌ المُكَذّبِينَ © أي : الرسل . 
كان عاقبتهم أن دمّر الله عليهم ثم صيّرهم إلى النار. ا 

بو ف إِنْ تخرص عَلَىْ مُدَيِهُمْ فَإِنْ الله ل يُهُدى مَن يِضِل » كقوله : ( من 
يضلل اللَّهَ فلا هَادِيَ لَهُ ) [الأعراف: 6]. وهي : تقرأ على وجه آخر: لا يُهدي من 
يُضل ): أي : من أضله الله. وقد حقت عليه الضلالة بفعله. فإن الله لا يهديه©©. 
وقوله : ( إِنْ تَحْرصٌ ) كقوله: ( إِنْكَ لآ تَهْدِي مَنَ أَحْبَبْتَ وَلَكِنٌ الله يَهْدي مَن يُشَاءُ ) 
[القصص: 6] ١‏ وما لَهُم مّنْ نَاصِرِينَ 4 أي : إذا جاءهم العذاب. 

قوله : ١‏ وَأقْسَمُوا بالل جَهْدَ أْمَنِهمْ لآ يَبْعَتُ الله مَن يُمُوت 4 قال: < بْلى 
وعدأ عَلَيْهِ 4 ليبعثتهم . ثم قال 8« حَقَاً © فأقسم بقوله حقً© . « وَلَكنٌ أَكثْرَ الناس لآ 
يَعْلَمُونَ #4 قال: « لِيُبيْنَ لَهُمْ 4 أي: يوم القيامة « الذي يَخْتَلِفُونَ فيه >أي: ما 
يختلفون فيه في الدنياء أي : ما اختلف فيه المؤمنون والكافرون. « وَلِيَعْلَمَ الذينَ 
كفْرُوا أَنْهُمْ كانوا كلذبينَ4 أي: في قولهم في الدنيا: (لآ يَبِعَتُ اللَّهُ مُن يُمُوتٌ ). 

قوله : «إِنْمَا قَولَنا لِسَيْءٍ إِذا أَردْنَهُ أن نُقَولَ لهُ4 [قبل أن يكون] « كن فَيَكُونُ » . 

قوله: « وَالذِينَ هَاجَرُوا في الله 4 أي: إلى المدينة « من بَعْد ما 
ظَلِمُوا #أي : امن ينوه لمي المشركرها وخر جرهم بون تارقم . أي : من مكة. 
وهو قوله : ( أَذنَ للذين بتاتلون نهم ظلمُوا) [الحج: 39] « لَبَوننهُمُ 7 الدنيًا 


(1) قال الفراء في معاني القرآن ج 2 ص 99: «وقرأها أهل الحجاز ( لا يُِدَى من يَضِل ), وهو وجه 
جيد» لانها في قراءة أبي ( لا هادي لمن أضل الله ) . ومن في الوجهين جميعا في موضع رفع 
ومن قال: ( يُهِدَى ) كانت رفعاً إذ لم يسم فاعلها. ومن قال (لا يُهدي ) يريد: يهتدي يكون 
الفعل لمن» . 

)2( كذا في ف وفي ج ود. «فأقسم بقوله حقأ» ولم أجد في كتب التفسير أو إعراب القران من قال: 
إن كلمة ( حَقَاً ) هنا قسم . والصواب أنها صفة ل (وَتدأً ) أفادت توكيد الإثبات الذي دلت عليه 
كلمة ( بَلَىْ ) واقرأ ما كتبه الفراء في ي المعاني ج 2 ص 100 «وقوله : ( بَلَى وعدا عَلَيّه قا ) بلى 
ليبعثنهم وعدا عليه حقاً. ولو كان رفعاً على قوله : بلى ذلك وعد عليه حق كان صواباأ». 


300 


الجزء الثاني النحل: 41 - 44 


حَسَنْةَ © أي : المدينة منزلاً في تفسير مجاهد). قال الحسن: لنعطينهم في الدنيا 
النصر. « وَلَأْجِرٌ الآخرة أَكبَرُ © من الدنيا ظ لو كانوا يَعْلَمُونَ 4 لعلموا أن الجنة خير 
من الدنيا. أي : إن الله يعطي المؤمنين في الآخرة أفضل مما يعطي في الدنيا. 

ذكر بعضهم قال: هؤلاء أصحاب نبي الله ؛ ظلمهم أهل مكة وأخرجوهم من 
ديارهم . حتى لحق طوائف منهم بالحبشةء ثم بوأهم الله بعد ذلك المدينة. 

قوله: « الذينَ صَبْرّوا وَعَلَىْ رَبْهِمْ يَََكلُونَ 4 قال الحسن: هم الذين هاجروا 

وقال الكلبي : هم صهيم وخباب سس الأرت. وبلال. وعمار , بن يأسر. وفلان 
مولى أبي بن خلف الجمحي 22 أخذوا بعد ما خرج رسول الله كِب من مكة. فعذبهم 
المشركون على أن يكفروا بمحمد رسول الله وخ فعذبوا حتى بلغ مجهودهم . 

5 ون قو ا اف و عدوا لي 5 م ىاه ووه ىس لظأه ‏ ها ش“دثم 

قوله: # وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم 
لا تَعْلَمُونَ » يقوله للمشركين». يعني أهل الكتابين . وقال بعضهم: د يعنى أهل التوراة. 
[وقال بعضهم : لوا الذكر عبد الله بن سلام وأصحابه الذي أسلموا]9. مثل و 
( فاسالوا هَل الذكر إِنْ كم لا تَعْلَمُونَ وما جَعَلَنَاهُمُ دا لا باكلرن الطعَامَ عا كانوا 
6 58-آ 5 0 لا يموتون: 
والزبر إلا شاد يوحى 0 والزير الكتب. قال : نر إِلْيِكُ لذَعْرَ > 5 


(1) ليس هذا قولاً لمجاهد. فإنه لم يرد في تفسيره ولا في تفسير الطبري نسبته إليه» وإنما هو قول 
أبن اعاين كبا جاء فق يعض اللفاسير لخدي وجان لي لكبير مبعاهة من 217 ها اي 
«( لنْبوئنَهُمْ في الدنيا ) لنرزقنهم : فى الدنيا رزقاً حسناًء . ولتفسير الآية أوجه أخرى أوردها ابن 
الجوزي في زاد المسيرء ج 4 ص 448. 

(2) لم أجد فيما بين يدي من مصادر التفسير والتاريخ والسيرة مولى كان يعذبه أبي بن خلف حتى 
أتحقق من اسمه. 

(3) زيادة من زء ورقة 174 والقول للسدي . 


3/1 


النحل : 44 - 48 تفسير كتاب الله العزيز 


القرآن « لِتبيْنَ للناس ما نزْلَ إَِْهِمْ وَلَعَلَهُمْ يتفَكَرونٌ © أي: ولكي يتفكروا في 
القرآن. 

قوله : « أَفَأَمنَ الذينَ مَكَرُوا السّيئات » أي : عملوا السيئات» والسيئات ها هنا 
الشرك « أن يُحْسِف اللّهُ بهم الأرْضٌ أَو يَأتِيَهُمُ العَذَابُ مِنْ حَيْتُ لآ يَشْعُرُونَ © قال : 
< أَز يَاحَُهُمْ في تَقَلبِهِمْ 4 في البلادء أي: في أسفارهم في غير قرار ط قَمَا هُمْ 
بمُعْحِزِينَ 4 أي : بسابقين « أو يَأَحْدَهُمْ عَلَىْ تَحَوفٍ » أي: يهلك القرية» يخيف 
بهلاكها القرية الآأخرى لعلهم يرجعون. أي: لعل من بقي منهم على دينهم. 
دين الشرك. أن يرجع إلى الإيمان2). 

وقال الكلبي : ( أَوْ يَأَحُدَهُمْ في تَقلْبهِمْ ) في البلاد بالليل والنهار. ( أَوْيَاحْدَهُمْ 
عَلَى تَحَوفٍ ) أي : على تنقص©: أي : يبتليهم بالجهد حتى يرقوا ويقلّ عددهم . 
فإن تابوا وأصلحوا كشف عنهم. فذلك قوله: ( فَإِنَ رَبُكُمْ لَرَهُوفٌ رحِيمْ ) أي : إذ 
جعل لكم متابا ومرجعا . 

قوله : « أو لَمْ يَرّوا إَِىئ مَا حَلّقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ ييا ظِللُةُ» . أي: يرجع ظل 
كل شيء» من الفيء 8« عَن اليّمِين وَالشْمَائل » والفيء الظل. وقال الحسن: ربما 
كان الفيء عن اليمين» وربما كان عن الشمال. وقال الكلبي: هذا يكون قبل 
طلوع الشمس وبعد غروبها. وقال بعضهم: ( عَن اليَمِين والشمّائل ). أما اليمين فأول 
النهار. وأما الشمائل فاخر النهار. 


قوله : « سجدا لله »# فظل كل شيء سجوده . « وهم دخرون» أي : وهم 


(1).من هنا أضيف إلى مخطوطاتي السابقة ق» ع. ج» د. وز للتحقيق مخطوطة أخرى من تفسير 
ابن سلام اقتنيتها مصورة من المكتبة الوطنية بتونس بسعي مشكور من أحد الأساتذة الفضلاء هو 
الدكتور سعد غراب. جازاه الله عنا وعن الإسلام كل خيرء وهي المخطوطة التي تحمل رقم 
7 (عبدلية)2 والتي أرمز لها بحرفي س وع هكذا: «سع». 

(2) فال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: «أي: على تنقص. ومثله التخوّن. يقال تخوفته الدهور 
وتخونته إذا نقصته وأخذت من ماله أو جسمه». 


32 


الجزء الثاني النحل : 49 - 57 





صاغرون فيسجد ظل الكافر كارهاً. أي : يسجد ظله والكافر كاره. 
قوله : « وَلِلّه يسْجَدُ مَا في السموات وما في الأزض. من ذَابةٍ وَالمَلبَكة وهم 

لآ يَسْتَكبِرُونَ © أي : عن عبادة الله , يعني الملائكة . 8 0 [ في قوله : 

(وَالملائكة) أي : تسعحجد ملائكة الأرض] (1) «ج افون ربهم من فوقهم وتخلون ف 

يؤمَرون . 

قوله : « وقال اله لا تَخذُوا هين انين 4 أي : لا تعبدوا مع الله إللها غيره 
« إِنْمَا هو إلنه واحد ة فإيني فارهبون 4 أي : فخافون. 

قوله : < وله ما في السموت وما في الأزض. وله الدينٌ واصبا 4 أي : 
دائمً© « أفْعَيرَ الله تَتَقُونَ 4 يعني المشركين. على الاستفهام. أي: قد فعلتم. 
فعبدتم الأوثان من دونه . 

57 ع 8د فعاو ا وف عد ع طاو 8 

قوله: « وما بكم من نَعْمَةٍ فمنَّ الله ثُمُ إِذَا مَسَكُمْ الضرٌ » أي : المرض وذهاب 
الأموال والشدائد « فإلْيُهِ تجارون »© أي : [تصرخون]©. أي : تدعونه ولا تدعون 
الأوثان. 0 مجاهد : واعو 3 : وي 

بالفريق م « ليكفرُوا اك ل في الدني وات 

تعلمون © وهذا وعيد هوله شديد. 

قوله: « وَيَجَعَلُونَ لِمَا لآ يَعْلَمُونَ نَصِيبا مُمًا رَرَفتَهُمْم يعني آلهتهم. أي : 

(1) ما بين المعقوفين زيادة من زء. ورقة 174. والقول لمحمد بن أبي زمنين . 

(2) أصل معنى «واصبأ» أي : دائما كما ذكره أبوعبيدة وأكده الفراء وغيرهم . وزاد الفراء ف في المعاني 
ج 2 ص 104: «ويقال: وخالصاء». وفي تفسير مجاهد : «قال: الأخلاص. واهناً أي : 
دائمأً» . وقال ابن قتيبة مبيناً: «( وَلَهُ الدِينُ واصبأ ) أي : : دائماً . والدين: الطاعة. يريد أنه ليس 
من أحد يدان له ويطاع إلا انقطع ذلك عنه بزوال أو هلكة. غير الله فإن الطاعة تدوم له . , 

)3( زيادة من ز ورقة 104 ومن مع . وقال ابن قتيبة : أي : تضجون بالدعاء وبالمسالة . يقال : جار 
الثور يجر» إذا رفع صوته. 

373 


النحل: 57 - 59 تفسير كتاب الله العزيز 


يجعلون لما لا يعلمون أنه خلق مع الله شيثاً ولا أمات ولا أحبى ولا رزق معه شيئاً 
( نصيا مُماَرَقمَاهُمْ ). يعني قوله: ( وَجَملُوالِلِ مما كا منَ الْحَرْث وَالأنمام_نَصيبا 
فَقَانُوا عَذًَا لله برَعْمهمْ وَهََذًا لِسْرَكَائنا ) [الأنعام: 136]. وقد فسّرناه قبل هذا 
الفوضع 00+ زوقال يعضهم :هم تشركر الغرت جتعارا لأوثاتهم :وشياظته نيبا مما 
رزفهم الله ]3 . 

قال: « تَاللّه 4 وهو قسم, أقسم الله بنفسه ط لَتسألنٌ عَمَا كنم تَفترُونَ 4 يقوله 
لهم. لما يقولون إن الأوثان تقربهم إلى الله زلفى. وإن الله أمرهم بعبادتها. 

قوله: ط وَيَجَعَلُونَ لله البتت» كان مشركو العرب يقولون إن الملائكة بنات 
الله. قال الله «سبْحنتهُ»م ينزه نفسه عما قالوا « وَلّهُم ما يَشْتَهُونَ 4 أي : ويجعلون 
لأنفسهم ما يشتهون, أي: الغلمان. ظ 

قال: « وإذا بشْرَ أَحَدَّهُم بالانتى > التي جعلها الله - زعم حيث جعلوا لله 
البنات. يعنون الملائكة « ظَل وَجْهُهُ مُسْوَدَا © أي : مغبراً « وَهْوَ كَظيم 4 أي: قد 
كظم على الغيظ والحزن. 

قال: « يَتَوَارَئ مِنّ القَوم مِنْ سُوءٍ مَا بُشْرَ به أَيْمْسِكُهُ © يقول: يتفكر كيف 
يصنع بما بشر به. أيُمسكه. أي: يُمسك الذي بِشّر به. أي: الابنة « عَلَىْ هُونٍ » 
أي : على هوان « أَمْ يَدسَهُ في الترّاب » أي : فيقتل ابنتهء يدفنها حية حتى تموت 
مخافة الفاقة. 

كان أحدهم يقتل ابنته مخافة الفاقة ويغذو كلبه. وكانوا يقولون الملائكة بنات 
الله» فالله صاحب بنات. جل ربنا عن اتخاذ الولد وعمًا وصفه به أهل الجاهلية 
فألحقوا البنات به. 
(1) انظر ما سلف في هذا التفسيرء ج 1 ص 562. 
(2) زيادة من سع . 
(3) قال أبو عبيدة في المجاز ج 1 ص 361: (وهو كظيم) أي : يكظم شدة حزنه ووجده ولا يظهره. 

وهو في موضع كاظمء خرج مخرج عليم وعالم . 
314 


الجزء الثاني النحل: 59 - 62 





قال الله : « ألا سَاءَ © أي : بئس هاما يَحْكْمُونَ» إذ جعلوا لله ما لم يرضوا أن 
يخصّوه لأنفسهم. وهذا مثل ضربه الله لهم . 

ثم قال: « لِلّذِين لآ يُومنُونَ بالآخرّة مَل السْوْءِ وَلِلّ المََلُ الأُلّئ » أي : إنه 
لم ينجل ولد ولمْ يمن لَه شَرِكٌ في الملَكِ) [الإسراء: 111] طوَمُوَ 
العَزِيرٌ الحكيم » . 

قال بعضهم في قوله: ( وَلِلَّه المَثْلُ الأعْلَىْ ) قال: الإخلاص والتوحيد. 

قوله : « وَلوَيوَاخدُ اللَهُ اناس بظلّمهم ما تَرَكَ عَلَيْهَا بن دَابِ 4 أي : لحبس 
المطر فأهلك حيوان الأرض. « وَلكِنَ يُوْخْرُهُمْ4 أي : يؤخر المشركين والمنافقين 
« إلى أجل فسن * أف *. إلئ الساعة لأن اخر كفار هذه الأمة أخخحر عذابها 
بالاستئصال إلى النفخة الأولى. « فإذا جاءَ أجَلَهُم » أي: بعذاب الله « لا 
يَسْتَأَخْرُونَ © أي : عن العذاب2 8« سَاعَة ولا يَسْتَقدمُونَ 4. 

قوله: « وَيَجَعَلُونَ لِلّهِ مَا يكْرَهُونَ 4 أي: يجعلون لله البنات ويكرهونها 
لانفسهم « وَنَصِفُ ألسَِتهُمْ الكَذِبَ »# أي: يتكلمون به ويعلنون به « أن لَهُمُ 
الحَسّنئ » أي : الغلمان. وفي تفسير الحسن: ( أن لهم الجنة ). إن كانت جنة؛ 
كقول الكافر: ( وَلَِن رُجَعْتٌ إِلَْ رَبَيَ إن بي عِددَهُ َلْحْسْنَْ ) [فصلت: 50] أي : إن 
رجعت». وكانت ثم جنة. 

قال الله : ط لآ جَرَمَ 4 وهي كلمة وعيد 8ه أَنْ لَّهُمُ النار وََنْهُم مُفْرَطُونَ ». أي : 
معجلون إلى النار. وبعضهم يقرأها (مفرطون) أي : منسيون فيها مضيعون وبعضهم 
يقرأها (مفرطون) يعني أنهم مفرطون؛ كقوله تعالى : ( يَا حَسْرَا عَلَى مَا فَرَطنا فيهًا ) 
[الأنعام : 31]© . 
(3) هذا شرح للجار والمجرور «عنه؛ الذي زادته خطأ كل المخطوطات, حتى سع. والصحيح هنا 


في النحل وفي الأعراف : 4 وفي يونس: 49: لا يستأخرون سَاعَة ). وجاء ( عَنْهُ ) فى 
سورة سب[: 0 ( قل لم مُيعَادُ يَوْم, لآ نَستَاخرُونٌ عَنْهُ سَاعَة ولا َسْتَقَدمونَ ). وهذا ‏ ولا شك - 
خطأ من النساخ الأوائل تبعهم فيه من بعدهم. 
(2) ذكر المؤلف هنا قراءتين: ( مفرّطون ). ولها معنيان, ومفْرطون, بتشديد الراء المكسورة. ولم - 


3/5 


النحل : 63 - 67 ظ تفسير كتاب الله العزيز 


قوله : <ط تَاللهِ #4 قسمء أقسم الله بنفسه < لقَدَ أَْسَلْنا إِآى أمَم من قَِْكَ يعني 
من أهلك بالعذاب من الأمم السالفة. « فَرَيْنَ لَهُمْ الشِيطنٌ أَعْمَالَهُمْ فهو وَلِيهُمُ 
الِيوُمَ © وإلى يوم القيامة « وَلّهُمْ عَذَابٌ أَلِيم » أي : في الآخرة. 

قوله: « وما أَنْرَلَنَا عَلَيِكَ الكتّنبّ » أي : القرآن « إلا لتبيّنَ لَهُمُ الذي اخْتَلْمُوا 
| فيه وَمُدَى وَرَحْمَة لُقَو يُومئونَ 4. 

قوله : « واللّهُ أَنْرََ من السّمَاء ماه يا به الأوْض بَعْدَ مَوْتِهَا 4 أي : الأرض 
اليابسة التي ليس فيها نبات فيحيبها بالمطر فتنبت بعد إذ لم يكن فيها نبات . إن فى 


ذلك لآية قوم . يسمعون اي أن ل أحيا هذه 8 الميتة حتى أنبتت ت قادر 


قوله : تاك كم بي الم بتكم نا في لون من ين قث وم 
ْنا خالِصاً سَائِغاً للش ربينَ 4 يقول : في هذا اللبن الذي أخرجه الله من بين فرث ودم 
أبة لقوم يعقلون. فيعلمون أن الذي أخرجه من بين فرث ودم قادر على أن يحيي 
المؤتى : 
1 ها ممه لي رودت له مالم هوارات #ر دا هىد” 
وجعل لكم من ثمرات النخيل والأعناب ما تتخذون منه سكراً ورزقاً حسثاً . 
ذكروا عن ابن عباس أنه قال: السكر ما حرم الله من ثمراتهاء والرزق الحسن ما 
أحل الله من ثمراتها. 
قال بعضهم : نزلت قبل تحريم الخمر؛ قال: أما الرزق الحسن فهو ما أحل الله 
- يشر إلى القراءة الثالثة: ( مُفرطون ) بتخفيف الراء المكسورة. وهي قراءتنا في المغرب 
الإسلامي , عن نافع. وهي بمعنى الإسراف في الشيء ومجاوزة الحدٌّ فيه. وقد أشار إلى هذه 
القراءة الأخيرة الطبري في تفسيره ج 14 ص 129 وقال: «بتأويل أنهم مفرطون في الذنوب 
والمعاصي مسرفون فيها». ونظر التبسير للداني ؛ ص 2138 والحجة لابن خالويه . ص /187. 
وفي مخطوطة ز ورقة 175: : «قال محمد : وقراءة نافع (مفرطون) بتسكين الفاء وكسر الراء.» وهو 
من الإفراط في معصية الله». 


306 


الجزء الثاني النحل : 67 - 69 





من ثمراتها مما تأكلون وما تعصرول وتنتبذون وتخللون. وأما السكر فهو خمور 
١‏ الأعاجم . 

العنب» وخمر المدينة البسسر والتمر. وخمر اليمن البتع, يعني العسل . وإن خمر 
الحبشة السكركة. يعني الذرة© . 

ذكروا أن رسول الله كلِ قال الخمر من هاتين الشجرتين : النخلة والعنبة© . 

وذكروا أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال: إن هذه الأنبذة تنبل من 
خمسة أشياء, من التمر والزبيب والبر والشعير والعسل. فما خمرتم مئه فعتقتم فهو 
خمر. 

قوله: ط إن فِي ذَلِكُ لأية لقوم يُعُقلون » وهي مثل الأولى . 

قوله: ظ وأوْحى رَبْكَ إِلَى النخل » وهذا وحي إلهام. « أن اتخذي مِنَّ 
الجبال بيوتا وَمِنَ الشجر وَمما يَعْرشُون » أي: ومما يبنون. 

ف ثم كلي مِنْ كل الشمرت فَاسلكي سَبْلَ رَبك ذللا 4 يعني طرق ربك التي 
جعل الله لك ذللاً. أي : مطيعة. وقال مجاهد: ( اسلكي سبل رَبك ذللاً ) أي : ذللت 
لها السبل لا يتوعر عليها مكان [سلكته]© . 

« يَخْرحُ مِنْ يُطونها شَرَابٌ »د يعني العسل « مُحُتَلف ألْونْهُ فيه شِفَاءُ ألناس > 
اق دواء . 


(1) جاء فى سع : والاسكركة؛ قال حماد. يعني الأرز» وأثبت الذرة. وهي الكلمة التى جاءت في 
اللسان لوصف خمر الحبشة؛ انظر اللسان (سكر). وفي المخطوطات الأرز. 

(2) أخرجه أحمد في مسنده؛ وأخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الأشربة؛ باب بيان أن جميعما 
ينبذ مما يتخذ من النخل والعنب يسمى خمرا (رقم 1985) من حديث أبي هريرة. 

):١‏ يقال نبذ وانتبذ التمر أو الزبيب إذا تركه في الماء حتى يشتد ويفور.فيسكر. 

4) زيادة من تفسير مجاهد. ص 349. 


377 


النحل: 69 - 71 تفسير كتاب الله العزيز 





ذكروا أن رجلا أتى النبي يكل فقال: يا رسول الله إن أختي يشتكي بطنه . قال: 
اذهب فاسقه عسللً. فذهب فسقاه فلم ينفعه شيثاً. فأتى النبي عليه السلام فقال: يا 
رسول الله سقيته فلم ينفعه شيئاً. قال: فاذهب فاسقه عسلاً. فذهب فسقاه فلم ينفعه 
شيئاً. فأتى النبى فقال: يا رسول الله سقيته فلم ينفعه شيئاً. قال: فاذهب فاسقه عسلا . 
فذهب فسقاه فلم يغن عنه شيئاً. فأتى النبي فأخبره؛ فقال رسول الله ككل في الثالثة أو 
الرابعة: صدق الله وكذب بطن أخيك؛ اذهب فاسقه عسلا. فذهب فسقاه فبرأ بإذن 
اينه 20 , 

إِنَّ في ذَلِكَ لاي لََوْمْ يتفَكَرُونَ 4. 

1 الس ل ل ا ل #8 اس شدعكم + ههج 

قوله: « وَاللَهُ حَلقَكمْ ثم يتوَفيكُم 4 أي : يميتكم . « ومنكم من يرد إِلَى أَرذّلٍ 
العم » أي: ا قاف يصير بمنزلة الطفل 

قله 0 ل عار َل 0 في يلل 1" لين فُضلُوا براي 
00 في أهله وماله 53 أي : إنكه لا تفعلون ذلك بمملوكيكم حتى تكونوا في 
00 ال 0 00000 دعوم 
فيه القن [الروم : 8] أي : كخيفة 0 تفضا قال: فهذا 
مثل ضربه الله. يقول: فهل أحد منكم يشارك مملوكه في زوجته وفراشه وماله. 
أفتعدلون بالله خلقه؟ . 

قال: « أَفْبنعْمَة اللّه يَجْحَدُونَ © على الاستفهام. أي : قد جحدوا نعمة الله . 
(1) حديث متفق عليه . أخرجه البخاري في كتاب الطب. باب الدواء بالعسل وقول الله تعالى : ( فيه 

شِفَاءُ للناس ). وأخرجه مسلم في كتاب السلام» باب التداوي بسقي العسل (رقم 2217) 


كلاهما يرويه من حديث أبي سعيد الخدري 0 و اتن للك 
إن أخي استطلق بطئهء فقال رسول الله كه : انمه وات : 


3/16 


الجزء الثاني النحل: 72 - 75 





37 7 كاي ادس ماص ل , 7 

قوله : + والله جعل لكم من أنفسكم ازوجا» يعني النساء. والنساء من 
الرجال. طوَجَعَل لكم مُنَ أَزْوجِكُمُ بَنِينَ وحفدة »# والحفدة الخدم. يعني ولدا 
يخلمونه وولد ولده. 


ذكروا عن عبد الله بن مسعود قال: الحفدة الأختان ©, 


قوله : « وَرَرَقَكُم من الطيّبت أفبالبَاطِلٍ يُومِنونَ 4 على الاستفهام. أي: قد 
امنوا بالباطل » والباطل إبليس .9 وَبنعْمَةِ الله هُمْ يكمُرُونَ 4 وهو كقوله: ( ألم تر إلى 
الذين دلُو نِعمَة الله كُفْرا ) [إبراهيم : 8] وكقوله: ( وَتَجعَلُونَ ِرْقَكُمُ أنَكُمْ 
َكَذَّيُونَ ) [الواقعة: 82] يقول: تجعلون مكان الشكر التكذيب. 

قوله : « وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّه ما لآ يَمْلِكُ لَهُمُ رقا مُنَ السّمُوتِ وَالأْض 
شيا 4 يعني الهتهم التي يدون من دود الله ونلا يستطيعون » مثل قوله : دولا 
بملكون لأنمُسِهمْ ضرا ولا تفعا وَل يَمْلِكُونَ موتا وَل حَيّاةٌ وَل نشوراً ) [الفرقان: 3] 
أي : ولا بعثاً . 

قال: « قلا تَضَربُوا لِلّهِ الأمْثَالَ 4 أي : الأشباه. فتشبهوا هذه الأوثان الميتة 
التي لا تحيي ولا تميت ولا ترزق بالله الذي يحيي ويميت ويرزق ويفعل ما يريد. 
إن الله يعْلَم وَأَنتمُ م لا تَعلَمونَ ». 

قوله: « صَرَبٌ اللَهُ متلا عَبْدا مُمْلُوكا لآ يقَدرٌ عَلَى شَيْءٍ » يعني الوثن « وَمَن 
ررَفنَهُ منا رِْقَا حَسَناً 4 يعني المؤمن ط فَهُوَ يُْفِقُ مِنْهُ سرَاً وَجَهْراً 4 قال: ظ هَل 
يَسْنَوُونَ 4 يعني هل يستوي هذا الذي يعبد الوثن الذي لا يقدر على شيء» والذي 


(1) الختن: كل من كان من قبل المرأة مثل الأب والأخ. وقيل هو زوج بنت الرجل خاصة. وقد 
وردت معان كثيرة للحفدة . وأصلها راجع إلى الخدمة والسرعة في العمل . وححاء في دعاء 
القنوت: «وإليك نسعى ونحفد» أي : نسرع إلى العمل بطاعتك. انظر هذه المعاني المختلفة 
التي أوردها الطبري في تفسيره. ج 14 ص 143 - 147. وانظر ما قاله الفراء في المعاني» ج 2 
ص 110. وانظر اللسان (حفد). 


23/19 


النحل: 75 - 79 تفسير كتاب الله العزيز 





يعبد الله الذي يرزقه الرزق الحسن, أي : إنهما لا يستويان. ثم قال: « الْحَمْدُ لله » 


5 الشكر لله « بل أكترهُم لا يَعْلَمُونَ ». 

قال بعضهم : : هذا مثل ضربه الله للكافر؛ رزقه الله مالا فلم يقدم فيه خيرأء ولم 
يحل فيه بطاعة الله . قال الله ( ومن رزقناه م منا رزقاً خسنا فهو ينفق منهُ ) فهذا المؤمن؛ 
أعطاه الله رزقاً حلالا طيبأء فعمل فيه بطاعة الله. وأنفق منه في سبيل اللهء وأخذه 
بشكر. قال الله: هل يستويان مثلاء أي: إنهما لا يستويان. 0 


قال : < وَصَرْبَ الله ملا رجن أحَدُمُمَا بم 4. أي : : لا يتكلم» يعني الوثن 
< ل يدر على شَيءٍ وَهُوَ كَل عَلَى مُولَيْهُ © أي اي لبط معد أن 


ترم ”7 و تر 


إنه عمله بيده وينفق عليه كسبه ويعبده ويتولاه ل أينمَا يوَجهَهُ 4 هذه العابد له يعني 


دعاءه إيأه «لايات بير قل يستوي هو» أي : : هذا الوثن « وَمَن يَأمُرُ ِالعَذْل #» وهو 
لله ظ وَهُوَ عَلَى صِرطٍ مُسْتَقِيم » [وهو الله]0©. 


و وَل عيب السموات وَالاْض, ا 0 
لب ع ولمح الم ون أل اعد لاسا 1 آل السمامع. يعني 
سرعة البصر. 8 إن الله عَلى كل شيءٍِ قدير ». 

قوله : « واللَهُ أخرجكم مُنْ بون أَمهَنتَكُمْ لا تَعْلَمُونَ نَ يتا وَجَعَلَ لَكُمْ السَمْعَ 
والابصنر لعلكم تشكرون » أي : لكي تشكروا هذه النعم . 

قوله : < أَلْمْ يَرَوا إِلَى الطير مُسَخرتٍ في جو السمَاءِ © أي : متحلقات في جو 
السماء. فيما بين السماء والأرض, وهي كلمة عربية» كقوله: ( وفرَعهَا في السْمَاءِ ) 


(1) زيادة من سع . وجاه بغلده:. «قال يحيى هي مثل قوله : ( إن ري عَلَى صِرَاطٍ مستقيم ). وبعد ‏ 
أن ذكر المؤلف 00 لفتادة تمس هنذا التأويل أورد قولآً للحسن جاء فيه : «وفي تفسير الحسن - 
إنه المؤمن الذي ضرب الله مثلا في هذه الآية: ( وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم ) يعني المؤمن. قال 
بيحيى: سمعت غير واحد يذكر أن هذا المثل نزل في عثمان بن عفان». 


330 


الجزء الثاني النحل: 79 - 81 





[[براهيم : 24] يعني بذلك طولها. أي : ما ارتفع فقد سما. كذلك الطير متحلقة 4 
الجماتة إن : قد سمتء والسمو من الارتفاع"©. « ما كه إلا اللّهُ 4. يبيّن 
ل 0 يقول: هل تصنع آلهتكم شيئاً من هذا إن في دك لانت لقم 
يُومنُونَ 4 أي : يصدّقون. وهي مثل الأولى . 


قوله : : ( لله جَعل لكُم من بوتكم سكن 4 تسكنون فيا* « وَجمَلَ لم من 
جُلُودِ الأنْعلم بيُوتا 4 يعني من الشعر والصوف « تَسْتَْفُوتََا يوم طَمكُمْ 4 يعني في 
سفركم «9 ويوم إفَامَتكُمْ 4" يعني في قراركم في غير سفر « وَمِنْ أَصُوافها وأَوْبَارهَا 
وَأشْعَارِمَا عا » والأثاث المتاع في تفسير الحسن. وقال مجاهد: الأثاث 
الغنى 9 , وقال بعضهم : الأثاث المال. وهو واحد. «ومتعاً» أي : تستمتعون به 
« إلى جين » أي: إلى الموت. 

قوله: « وَاللَهُ جَعَلَ لك مما خَلَقَ طللا» يعي كن المنار لوو لطلجم من 
الشمس والمطرء وجعل لكم أيضأ ظلالاً من الشجر. « وَجَعَلَ لَكُمْ من الجبّال 
أكناناً 4 أي : غيرانا تكنكم أيضاً من الحرٌ والبرد والريح والأمطارء يعني الغيران التي 
تكون في الجبال. ١‏ وَجَعَل لَحُمْ سَرِبِيلَ تَقِيكُمٌ الحَر م أي : من القطن والكتان 
والصوف. وقد قال في أول السورة: ( لَكُمْ فيهًا دفْء ) [النحل : 5] أي : من البرد . 
قال : ف وَسَرَابِيل تقيكم بَأَسَكُمْ 4 يعني دروع الحديد تقيكم القتال. ذ كَذَلِك يتم 
نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَسْلِمُونَ 4 أي: لكي تُسلموا. يقول: إن أسلمتم تمت عليكم 
النعمة بالجنة. وإن لم تسلموا لم تتم نعمته عليكم إذا صرتم إلى عذابه. 


(1) هذه الجمل الأخيرة أمثلة من التكرار المملٌ أحياناء وهي غير موجودة في مخطوطتي سع وز. 
فهل هي من زيادات بعض الشراح أو النساخ . 

(2) في المخطوطات الثلاث: «تسكئونها» وأثبت ما في - وز» وهو أصح . 

(3) قال الزمخشري في الكشاف. ج 2 ص 625: «( تَسْتَحْفُونَهَا ) ترونها خفيفة المحمل في الضرب 
والنقض والنقل». 

(4) كذا في ق وج ودء وفي سع. ولم أجد في تفسير مجاهد. ولا في تفسير الطبري الأثاث بمعنى 
الغنى . بل جاء في تفسير مجاهد ص 350: «الأثاث: المتاع. 


351 


النحل: 82 - 87 تفسير كتاب الله العزيز 





وهام ابن ادي لقان رفيا تأي ةلوج من اريم فى بدن 
الدروع. 

قوله: « فَإِنْ نولُوَا فَإنمَا عَلَيِكَ البلغ المُبين 4. وكان هذا قبل أن يؤصر 
بقتالهم . يقول: ليس عليك أن تهديهم؛ كقوله: ( لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَيْهُمْ وَلَكِنْ الله 
يهدي من يشَاءٌ ) [البقرة: 272]. 

قوله : م يَعْرقُونَ نِعُمَتَ الله تم يُْكرٌوتهَا 4 أي : يعرفون ويقرون أن الله هوالذي 
خلقهم وخلق السماوات والأرض, وأنه هو الرزاق» ثم ينكرونهاء أي : بتكذيبهم . 
قال مجاهد: يعني نعمة الله التي قص في هذه السورة. قال: # وأكثرهم الْكَافْرونَ 4 
يعني جماعتهم كلهم. كقوله : ( يُلْقَونَ السَمْعٌ وَأَكتْرهُمْ كَاذبُونَ ) [الشعراء: 223] 
أي : كلهم . 

قوله : 9 وَيَْم تبَعَتُ منْ كل أن شَّهيداً 4 أي : : نبيها يشهد عليهم أنه قد بلغهم . 
ل ( هنذا يوْمُ لآ ينطقونَ 
ولا يُودْنُ لْهِم فِيَعْتذرُون ) أي : بحجة. وهي مواطن2. لا يؤذن لهم في موطن في 
الكلام, ويؤذن لهم في موطن. 

قوله : « وَإِذَا رَأَى الذينَ ظَلَمُوا العَذَّابَ 4 يعني المشركين « قلا يُحَفْفُ عَنْهُمُ 
ولا هُمْ ينظَرُونَ » أي: سألوا الله أن يؤخرهم ويردهم إلى الدنيا حتى يتوبوا فلم 
ينظرهم, أي : لم يؤخرهم . 

١‏ وَإِذًا رَأَى الذينّ أَشْرَكُوا شْرَكَاءَهُمْ » أي: إذا رأوا الشياطين الذين كانوا 
يضلونهم في الدنياء أي : يعرف كل إنسان شيطانه ف قَالُو رَبنا » أي : يقول بنو ادم 
ربنا 9 هلؤلاء راونا 4 يعني بني إبليس ١‏ الذِينَ كنا ندعُوا مِنْ دونك » لأنهم هم 
الذين دعوهم إلى عبادة الأوثان. قال الله : ( وَإن يَذْعون إلا شيطاناً مريداً ) [النساء : 
7 ل تَألْقوا هم القَوْلَ 4 أي : فالقى بنو آدم إلى بني إبليس القول فقالوا لهم : 
« إِنَكُمْ لَكَذِبُونَ» أي : إنكم كذبتمونا في الدنيا وغررتمونا!© « وَأَلْقَوا إِلَى الله يَوْمئٍ 


)1( كذا د في المخطوطات وفي وسع . وهو وجه من وجوه التأويل. وقال الفراء في اميا بج 0 
362 ْ 


الحزء الثاني النحل : 7 - 90 





السَلَمَ » أي : أعطوا الإسلام يومئذٍ واستسلموا له. أي : آمنوا بالله وكفروا بالشياطين 
والأوئان « وَضَلُ عَنْهُم ما كَانُوا يَفْمَرُونَ © أي : عبادتهم إياهم في الدنيا افتراء على 
الله وهو الكذب. وهو كقوله : ( ثُمْ قِيلَ لَهُمْ أَينَ ما كنتم تشركُونَ مِنْ دُونِ الله َانُو 
ضَلُوا عَنْا) [غافر: 73 - 74]. 

قوله : طه الذينَ كَفْرُوا وَصَدُُوا عَنْ سَبِيل الله زدْهُمْ عَذَاباً فَْقَ العَذَابِ » بلغنا 
عن ابن مسعود أنه قال حيّات وعقارب. لها أنياب مثل النخل الطوال تنهشهم . وقال 
الحسن : 0 ( فَذُوقوا فلن نزِيدَكُمُ إلا عَذَاباً ) [النبأ: 30] قوله : ام 
يُفُسِدُونَ » , يعني الشرك. وهو هو أعظم المعاصي . 

لوبت نيعل أطوم دأ لهم بن أوْ» يمني نهم . وهوشاهد 
عليهم « وَجِثْنَا بك 4 يا محمد « شَهيداً عَلَى هَؤْلاء 4 يعني أمته « وَنَزُلْنَا عَلَيِكَ 
الكتَاب يِبِيدنا لُكل شَيْءٍ 4 أي : ما بين فيه من الحلال والحرام والكفر والإيمان والأمر 
والنهي وكل ما أنزل فيه. 

ذكروا عن أبي الدرداء قال: أنزل القرآن على ست آيات: أية مُبَشْرة وآية 
منذرة وأية فريضة, وآية تأمرك وآية تنهاك. وآية قصص وأخبار. قال: « وَهُدَّى وَرَحَمَةَ 
وَبشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ 4. 

قوله : « إِنْ الله يَأمُرُ بِالْعَدْ ل وَالإِحْسَسن وَإِينَاءِ ذي القَرْبَئ » أي : حق القرابة . 
ذكروا عن الحسن قال: حق الرحم ألا تحرمها ولا تهجرها. قال بعضهم: إن لم يكن 
لك مال تعطيه فامش إليه برجلك . 

ذكروا أن رسول الله كلعِ قال: إن الرحم معلقة بالعرش. وليس الواصل 
بالمكافىء. ولكن الذي إذا انقطعت رحمه وصلها9» . 


(١ :112 -‏ فَألْقوا إِلَيْهِمُ القَْلَ ) آلهتهم ردت عليهم قولهم: ( إِنْكُمْ لَكَاذْبُونَ ) أي : لم ندعكم إلى 
عبادتنا» . 
(1) أخرجه البخاري في كتاب الأدب. باب ليس الواصل بالمكافىء عن عبد الله بن عمرو. وأخرجه - 


353 


النحل: 90 - 92 تفسير كتاب الله العزيز 





00 قوله: ظ وَيَنْهَْ عَن المَحْشَاءِ # أي : عن المعاصي ط وَالمُنكر » أي.: الكذ 
ل وَالبَي 4 أي : أن يبغي بعضهم على بعض . وك عدين المعاصي 22 
لَعُلَكُمْ تَذْكُرُونَ ‏ ذكر مجاهد عن ابن عباس قال: لو أن جبلاً بغى على جبل لَدُكُ 
الباغي منهما. 

ذكروا أن رسول الله يق قال: ما من ذنب أجدر أن يعبجل لصاحبه العقوبة في 
الدنيا مع ما يدّخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم7". 

بلغنا أنه لما نزلت هذه الآية قال بعض المشركين: إن هذا الرجل. يعنون 
معن ا اراهن تمحاسة الأخلاق. 

قوله :9 وَأوْفوا بهد ل اللّه إذَا عَهْدئُ» يع يعني المؤمنين» على السمع والطاعة . 
< ولا تنقضوا الأيْمَنَ َعْلَ توكيدهًا » أي : بعد توكيد العهد. يقول: بعد تشديدها 
وتغليظها « وَقَدْ جَعَلْتمُ الله عَلَيكُمْ كفيلا إن الله يَعلَمْ ما تَفْعَلُونَ 4 . قال الحسن : 

عهد الأنبياء» وقد جعلتم الله تيان كفيلاً. يقول: وقد تكفل الله لكم بالجنة إن 
تمسكتم بدينه . 

قوله: « وَل تَكُونُوا كالتي نْقَضَتْ عَْلَهَا من بَعْدِ قُوَةٍ ألكنثاً» أي: تنكثون 
العهد. يعني المؤمنين. ينهاهم عن ذلك. قال: فيكون مثلكم . إن نكثتم العهة: 
كالتي نقضت غزلها من بعد قوة, أي : من بعد ما أبرمتهء فنقضته بعد ما كان غزلا 


- أحمد في مسنده وأخرجه الترمذي في أبواب البر والصلة» باب ما جاء في صلة لمر عن 
عبد الله بن عمرو» وأخرجه أبو داود في كتاب الزكاة. باب في صلة الرحم . (رفم 7) عن 
)1( 0 البخاري في الأدب المفرد. وأخرجه أحمد والترمذي . وأخرجه أبو داود في كتاب 
الأدب. باب النهي عن البغي (رقم 4902). وأخرجه ابن ماجه في كتاب الزهد. باب البغي 
(رفم 01) وأخرجه ابن حبان والحاكم كلهم عن أبي بكرة مرفوعاً. وأخرجه الطبراني عن أبي 
بكرة بزيادة؛ «وإن أغجل الطاعة ثوابا لصلة الرحم. حتى إن أهل البيت ليكونوا فجرة فتنمو 
أموالهم ويكثر عددهم إذا تواصلوا». 


354 


الجزء الثاني النحل: 92 - 93 





ويا ( أنكاثاً ) أي : عن العهد. قال : ١و‏ :: ننقْضوا الأيِمَانَ بَعْدَ تَؤكيدهًا ) وهو 
تقديم ١‏ وفيه إضمار. 


قال: « تتَحْذُونَ ايِمنَكُمْ 6 أي : عهدكم ف دَحَلا بكم 4 أي : خيانة وغترك 
كما صنع المنافقون الذين خانوا الله إذ نقضوا الايمان فقالوا ولم يعملواء وتركوا 
الوفاء بما أقروا لله به. والدخل هو الخيانة0). « أَنْ تَكُونَ أَمَهٌ هي أَزبئ من أَمةٍ 4 
أي : أكثر من أمة. يقول فتنقضوا عهد الله لقوم هم أكثر من قوم. وقال بعضهم ( أربى 

من أَمْةٍ ) أي : [أن يكون قوم]© أعز من قوم . 

وقال بعضهم: يقول: العهد بين الناس فيما وافق الحق© . 

والمرأة الى ضربت مثلا فى غزلها كانت حمقاء تغزل الشعرء. فإذا غزلته 
ا نر 

وتفسير مجاهد قال: هذا في الحلفاء؛ كانوا يحالفون الحلفاء. ثم يجدون أكثر 
منهم وأعز فينقضون حلف هؤلاء. ويحالفون الذين هم أعز؛ فنهوا عن ذلك . 

قوله : 8 إِنْمَا يبوم اللُ به 4 أي : بالكثرة. يبتليكمء يختبركم . « ولْيبِيننُ 
كم يَوْمْ القيلمَة ما كنثم و فيه تَخْتَلفُونَ © أي : من الكفر والإيمان. 

« وَلْوْ شَاَ الله لَجَعلَكُمْ أَمّةَ وَاحِدَةَ 4 أي : على الإيمان. وهو كقوله : ( وَلَوْ 


(1) كذاة في المخطوطات فى وج ودء وجاء في سع ما يلي : «قال الحسن : : كما صنع المنافقون. فلا 
تصنعوا كما صنع المنافقون. فتظهروا الإيمان وتسروا الشرك. والدخل إظهار الإيمان وإسرار 
الشرك»:. 

(2) زيادة من سعء. ومن تفسير الطبري ج 14 ص 1617 للايضاح, والقول لقتادة . 

(3) وردت في سع بعد هذا القول اثار حسنة رأيت من الفائدة إثباتها هنا: «عن مكحول قال قال 
رسول الله يكل : إن الله يوصيكم بأمهاتكم فالأقرب الأقرب . الدَّيْن مقضيّ والأمانة مؤداة.» وأحق 
ما وفى به العبد عهد الله . . . عن ميمون بن مهران قال قال ابن مسعود: ما نزلت! بعبد شدة إلا 
قد عاهد الله عندهاء. فإن لم يتكلم بلسانه فقد أضمر ذلك في قلبه. فاتقوا الله وأوفوا بما عاهدتم 
له. الحسن بن دينار عن الحسن أن ابن مسعود قال: يا أهل الموائيق, انظروا ما تعاهدون عليه 
ربكم. كم من مريض قال: إن الله شفاني فعلت كذاء فعلت كذا...» 


2065 


النحل: 93 - 95 تفسير كتاب الله العزيز 





شنا ينا كل نفس هديها )7 [السجدة : 13]. وكقوله 0 
في الأزض كُلْهُمْ ‏ جميعا ) [يونس : 9 كن الل يُضِلْ من يُنَاُ 4 أي : بفعله 


3 


ف دتهْدي م يه ون ما كم تَْمُونَ ». 

قوله : و تتخذُوا الك دلا يكم » أي : فتخونوا الله ولا تكملوا 
فرائضه©. « قَمَِلَ قَدَم م بعد بوتا 4 أي : تزل إلى الكفر والنفاق بعد ما كانت على 
الإيمان» فتزل إلى النار « وَبَدُوقُوا السُوءَ بمَا صَدَدتَمْ عَنْ سَبِيل الله وَلَكُمْ عَذَابٌ 
عَظيم » وإذا عظم الله شيئاً فهو عظيم . 0 عذاب الدنياء وهو القتل بالسيف . 
يقول: إن أنتم نافقتم فباينتم بنفاقكم قتلتم في الدنيا ولكم في الآخرة 
عذاب عظيم . 

قوله: ط وَلآ تَشْتَرُوا بعَهْدِ الله نَمَنا ليلا 4 أي: من الدنيا. 

ذكروا أنه قدم وفد من كندة وحضرموت على رسول الله 5 فبايعوه على 
الإاسلام ولم يهاجرواء وأقروا بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة. ثم إن رجلا من حضرموت 
قام فتعلق برجل من كندة يقال له امرأ القيس©. فقال يا رسول الله. إن هذا جاورني 
في أرض لي فقطع طائفة منها فأدخلها في أرضه . فقال له رسول الله كل هل لك بينة 
ما تزعم؟ فقال: القوم كلهم يعلمون أني صادق وأنه كاذب, ولكنه أكرم عندهم 

. فقال رسول الله تكله : يا امرأ القيس. ما يقول هذا؟ قال: ما يقول إلا الباطل . 


(1) من هنا تعود ل ا ضاعت. فيها سورة الحجر وسورة النحخل 
ال هذه الآية. 

(2) كذا ني المخطوطات الأربع ق وع ود وج»: وهذا مما غيره الشيخ هود ولا شك؛ وجاء في سع 
كان هذه الجملة: «تفسير الحسن: أن تسروا الشرك فترتدوا عن الإسلام». 

(3) كذا فى المخطوطات الأربع . وحاء في سع مكان هذا التفسير الذي هو للشيخ هود: «يقول إن 
ارتقاوات عن الإسلام قتلتم في الدنيا» . 

(4) هوامرؤ القيس بن عابس الشاعر. انظر ترجمته مختصرة في الاستيعاب لابن عبد البر» ج جَ 
وفيها إشارة إلى هذه القصة. أما خصمه فهو ربيعة بن عبدان أو ابن عمران الحضرمي. 2 
ربيعة بن لهيعة أو لهاعة. 


356 


الجزء الثاني النحل: 95 - 97 





“قال: فقم فاحلف بالله الذي لا إلّه إلا هو ما له قِبَلك من شيء مما يقول. وإنه 
لكاذب فيما يقول. قال: نعم . قال الحضرمي . إنا لله. أتجعلها يا رسول الله إليهء إنه 
رجل فاجر لا يبالي بما حلف عليه. فقال رسول الله كِ: إنه من اقتطع مال رجل 
مسلم بيمين كاذبة لقي الله وهو عليه ساخط . فقام امرؤ القيس ليحلف. فنزلت هاتان 
الآيتان: ( ولا تشترٌ وا بِعَهْد اللّه ثَمَنا قليلاً) أي: عرضاً من الدنيا يسيراً « إِنْمَا عنْدَ 
الله ُو حير لكُمْ إن كُتُمْ تَْلْمُونَ 4. قال: «ما عِنْدَكُمْ ينقد وما لد الله بن 
وَلَيجَزِين الذينَ صَبْرُوا أَجْرَهُمْ بأحْسَن مَا كانوا يَعْمَلُونَ ». 

فقام الأشعث بن قيس فأخذ بمنكبي امرىء القيس فقال: ويلك يا امرأ القيس 
إنه قد نزلت آيتان فيك وفي صاحبك. خيرتهما له. والأخرى لك. وقد قال 
رسول الله كل : من اقتطع مال رجل مسلم بيمين كاذبة لقي الله وهو عليه ساخط. 
فأقبل امرؤ القيس فقال: يا رسول الله. ما أنزل في؟ فتلا عليه الآيتين. فقال امرؤ 
القيس: أما ما عندي فينفد. وأما صاحبي فيجازى بأحسن ما كان يعمل ؛ اللهم إنه 
صادق. وإني أشهد الله إنه صادق. ولكن والله ما أدري ما بلغ ما يدّعي من أرضه في 
أرضي . فقد أصبتها منذ زمان. فله ما ادُعى في أرضي ومثلها معها. فنزلت هذه 
الآية© , 

ف مَنْ عَمِلَ صَالِحاً منْ ذَكَرٍ أو أن وَهُو مُومِنُ فَلْنخييئة حَيَوة م طيبةٌ ولَنجزينهُمُ 
أَجِرَهُمْ بأَحْسَن ما كانوا يَعْمَلُونَ 4 فقال امرؤ القيس : إل هذه الآية يا رسول الله؟ 
قال: نعم, فكبر امرؤ القيس. وحمد الله وشكره. 

ذكر بعضهم في قوله : ( فَلَنْحَييئهُ حَيَاةَ طَيْبةَ ) قال: هي القناعة. وقال بعضهم : 
هي الجنة . 


(1) روى هذا الحديث وسبب وروده يحيى بن سلام بدون سند. على غير عادته. والحديث صحيح 
أخرجه أحمد في سنده. وأخرجه مسلم عن وائل بن حجر في كتاب الأيمان. باب وعيد من 
اقتطع حق مسلم بيمين فاجرة بالنارء ولفظ مسلم مختصر. (رقم 039) وفيه : «فانطلق ليحلف 
فقال رسول الله يليه لما أدبر: «أما إنه لو حلف على ماله ليأكله ظلما ليلقيّنَ الله تعالى وهو عنه 
معرضص» . 


3537 


النحل: 98 - 102 تفسير كتاب الله العزيز 





قوله: « فَإِذًا كَرَأْتَ القَرَآنَ فَاسْتَعِذُ بالله مِنَ الشّيْطن الرجيم 4. والرجيم 
الملعون. رجمه الله باللعنة . 

قال الحسن: نزلت في الصلاة» ثم صارت سنة في غير الصلاة إذا أراد أن 
يقرأ. وليس بمفروض . 

قوله: « إِنْهُ لَيِسَ لَهُ سُلْطَنٌ عَلَى الذِينَ ءَامَنُوا وَعَلَى رَبهِمْ يتوكُلُونَ 4 وهو 
كقوله : (١‏ بيع يسي الؤمين (لين لك لهم لقاة) لالسبر 2 أي : 
لا تستطيع أن تضلهم ؛ وكقوله : زرنح كيد الله نما لكين تقل :10 [الزه: 37]. 

قال: « إِنْمَا سُلْطَْهُ عَلَى الذين يِتَولُوْنَهُ 4 أي: الشيطان. أي: يعبدونه 
ويطيعونه» قال الحسن من غير أن يستطيع أن يكرههم هو عليه . وهو مثل قوله: ( ما 
نتم عَلَيْه بمَاتنِينَ أي : بِمُضِلْينَ (إلا مَنْ هُو صال الججيم العيافات : 162 - 163] 
أي : لا تضلوا إلا من هو صالى الجحيم . وكقوله : (وَمَن يُضْلِلٌ فأولبِكَ هم الحَاسِرُونَ) 
[الأعراف: 178] أي : لا يضل إلا خاسراً. 

قوله 9 وَالذِينَ هُمْ به مُشْرِكُونَ 4 أي والديويق اله عدر فيها تقديم . 
وتقديمها فاستعذ بالله. ثم قال: ( والذين هم ب به مُشْرِكُونَ ). أي : بالله؛ رجع إلى 
الكلام الأول. قال الحسن: أشركوا الشيطان بعبادة الله . 

قوله : طوَاذًا بَدَلْنا ءَايَةَ مَكَانَ عَايةِ وَاللَهُ أَعْلَمُ بمَا ينل قَالُوا إنمَا أنت مُفمَرِ بَلَ 
أَكثرهُمْ لا يَعْلْمُونَ # وهذا : في الناسخ والمنسوخ في تفسير بعضهم . 

قال الحسن : كانت الآية إذا نزلت فعمل بها وفيها شدّة» ثم نزلت بعدها اية فيها 
لين قالوا: إنما يأمر محمد أصحابه بالأمرء فإذا اشتد عليهم صرفهم إلى غيره» ولو 
كان هذا الأمر من عند الله لكان أمراً واحداً وما اختلف, ولكنه من قبل محمد . 
قال الله: 8 قُلْ 4 يا محمد ط تَْلهُ رُوح القدُس من رُيْكَ باحق © والقدس 
الله وروحه جبريل. فأخبر أنه نزل به جبريل من عند الله وأن محمدأً لم يغيّر منه 
شيئاً. قال: « ليت الذِينَءامَنوا وهُدّى وَبُشرَى للْمْسْلِمِينَ 4. 


356 


الجزء الثاني النحل : 103 - 106 





قوله : «وَلقَذ تلم أنه شرلوت نكا لللمة ل 6 مسرن عدا لان 
الحضرمي” في قول الحسن وغيره. . وبعضهم يقول: عداس . غلام عتبة . وكان الكلبي 
يجمعهما جميعاً ويقول: كان عداس يهودياً فأسلم. وكانا يقران كتابهما بالعبرانية, 
وكانا أعجمبي اللسان. 

قال: ه لِسَانَ الذي يُلْحِدُونَ إِليْهِ أَعْجَمِيٌ 4 أي: يميلون إليه في تفسير 
الكلبي . وقال الحسن: الذي يذهبون إليه اشرما عند امي أي : 0 
صاحب اللسان الأعجمي صاحب اللسان العربي, والعربي لا يفهم اللسان الأعجمي 
ولا يعلم ما يقول: آلا تراه يقول: ط وَهَدًا لِسَانْ عَرَبِيْ مُبِينُ 4 أي: بين 

وفي قول الحسن: هو عبد لابن الحضرمي. وكان كاهناً في الجاهلية . 

وقال مجاهد: هو عبد لابن الحضرمي. رومي وصاحب كتاب. قال: يقول 
الله : ( لِسَانْ الذي يلْحدُونَ ليه أَعْجَمِي ) ا يتكلم بالرومية. وهذا لسان عربي 
مبين . فكيف ينقل اللسان العجمي [ذو]© اللسان العربي بما لا يفهمه عنه من لسانه. 

قوله « إن الذِينَ لا يُُْونَ كيت الله ل ديهم اللهُ 4 هؤلاء الذين لا يريد الله 
أن يهديهم يلقونه بكفرهم. وهو كقوله : أولِكَ الذِينَ َم يُردِ اللّهُ أن طهر قلوبَهُمْ ) 
[المائدة: 41] أي : بكفرهم . « ولهم عَذْابُ ليم » أي : موجع . 

قوله: 9« إِنْمَا يُفْتَري الكَذبٌ الذينَ لآ يُؤْمنونَ بيت الله 4 يعني المشركين 
( وَأُولَئِكَ هُمُ الكذبون»#© , 


ديرم بره» 


قوله : ١‏ مَنْ كفْرَ بالله من بَعْد إِيمَانِه | إلا مَنَ أكرة وَقَلبهُ مُمَئِنّ بالإيمن» نززلت 


(1) قيل كان يسم جبراء وقال آخرون: اسمه يعيش . وانظر تفسير الطبري ج 14 ص 17 - 179. 

(2) في فق وع: «فكيف يلقن», وفي ج ود: «فكيف ينقل» وفي العبارة فساد. أثبت ما بدا لى صوابا 
إن شاء الله بزيادة «ذو حتى يتضح المعنى . 

)3( في فَْ وع وج ود اضطراب وخلط بين آخر الآيتين. وأسقط النساخ هذه الآية الأخيرة فأثست 
صحتها من سع ومن ز ورقة 178. 


369 


النحل: 106 - 109 تفسير كتاب الله العزيز 


في عمار بن ياسر وأصحابه. أخذهم المشركون فوقفوهم على الكفر بالله وبرسوله. 
فخافوا منهم. فأعطوهم ذلك بأفواههم . 

ذكروا أن عمار بن ياسر قال: أخذني المشركون فلم يتركوني حتى شتمت 
رسول الله وذكرت آلهتهم بخير. قال: [فأتيت رسول الله يكِ]20 فقال لي: ما 
وراءك؟ قلت: شرها سول الله والله ما تركتٌ حتى نلت منك وذكرت الهتهم بخير 
قال فقال لى رسول الله: كيف تجد قلبك؟ قلت: : أجد قلبي مطمئناً بالإيمان. قال: 
فإن. افوا افع فبلغنا أن هذه الآية نزلت عند ذلك: ( إل مَنْ أكره وَقلْبُّ مُظمَئنٌ 
5 سن 0 بالإيمان© . 


سرحء ا 0 فى الالو 

قوله: « ذلك نهم استَحبوا الحيّوة الدّنيا عَلَى الآخرّة » أي : اختاروا الحياة 
الدنيا على الآخرة « وَأَنَ اللّهَ لآ يَهْدِي القَوْم الكثفرينَ4 يقول: لا يكونون بالكفر 
مهتدين عند الله يعني الذين يلقون الله بكفرهم . 

« أُولَيِكَ » أي : الذين هذه صفتهم « الذِينَ طبَعَ لله عَلَى لوبهم وَسَمِْهِم 
وَأَبْصَْرهِمْ 4 أي : بكفرهم « وَأُولَئِكَ » أهل هذه الصفة « ه هُمُ العَْفْلُونَ» . 

ل لاجَرَمَ 4 وهي كلمة وعيد 9 أَنّْهُمْ في الآخرَة هُمْ الحَْسِرُونَ» أي : خسروا 
أنفسهم أن يغنموها فصاروا في النار. وخسروا أهليهم من الحور العين» فهو الخسران 
المبين. وتفسيره في سورة الزمر©. 

(1) زيادة لا بد منها يقتضيها سياق الكلام . 
(2) أورد ابن سلام بعد هذه الرواية رواية أخرى أكثر تفصيلا لقصة عمار بْن ياسرء انظر ممخطوطة 


سع ورقة 4 وانظر الواحدي أسباب النزول.» ص 288». وانظر الدر المنثور للسيوطي. ج 4 ص 
2 - 133. 


(3) يشير إلى قوله تعالى في سورة الزمر: 15 : (قل إن الحَاسِرِينَ الذينَ حَسِرُوا أَنْفسَهُمْ وَأَهْلِيهمْ يوم 
القيَامّة أل ذَلكَ هُو الحْسْرَانْ المبينُ ) . 


2310 


الجزء الثاني النحل: 110 - 111 





قوله: « ثم إِنْ رَبك للذينَ هَاجَرُوا من بَعْد ما قْتَئُوا # أي : من بعد ما عذَّبوا 
نم جَْهَدُوا وَصبَرُوا إِنْ رَبك مِن بَعْدهَا لَغُْور زحي 4 قال الحسن: إنهم قوم كانوا 
بمكة. فعرضت لهم فتنة» فارتدوا عن الإسلام. وشكوا في نبي اللهء ثم إنهم أسلموا 
وهاجروا إلى رسول الله بالمدينة, ثم جاهدوا معه وصبرواء فنزلت فيهم هذه الآية. 

وقال بعضهم: ذكر لنا أنه لما أنزل الله إن أهل مكة لا يقبل منهم إسلام حتى 
يهاجرواء كتب بذلك المؤمنون إلى أصحاب لهم بمكة. وخرجوا فأدركهم المشركون 
فردوهم. فأنزل الله : ( أَلَم أَحَسِبَ الئاس أن بِتْرَكُوا أن يُقُولُوا ءامنا وَهُمْ له يُفتنُونَ ) 
[العنكبوت: 201]. والآية الأخرى التي بعدها. فكتب بها أهل المدينة إلى أهل 
مكة. فلما جاءهم ذلك تبايعوا أن يخرجواء فإن لحق بهم المشركون أن يقاتلوهم, 
حتى يلحقوا بالله أو ينجواء فأنزل الله: ( تم إِنَْ رَبك للذينَ هَاجَرُوا من بَعْد ما 
فتنوا )... إلى اخر الآية. 

قوله : « يَوْمَ تَاتِي كُلَ نَفْس تَجَددِلٌ عَن نُفْسِهًا 4 قال الحسن: إن كل نفس 
توقف بين يدي الله للحساب. ليس يسألها عن عملها إلا الله. 

قال: « تُمْ توف كُلْ نَفْس ما عَمِلَتْ » من خير أو شر ط وَهُمْ لآ يُظْلَمُونَ 4. 
أما الكافر فليس له من حسناته في الآخرة شيء, قد استوفاها في الدنيا. وأما سيئاته. 
فيُوفاها في الآخرةء يجازى بها النار. وأما المؤمن فهو الذي يوفى الحسنات فى 
الآخرة. وأما سيئاته فإنْ منهم من لم يخرج من الدنيا حتى ذهبت سيئاته بالبلايا 
والعقوبة؛ كقوله: ( وَمَا أَصَابَكُم من مُصِيبَةٍ ما كَسَبْتَ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كثير ) 
[الشورى: 30]. ومنهم من تبقى عليه من سيئاته فيفعل الله فيه ما يشاء. وقد بلغنا) 
أن منهم من تبقى عليه عند الموت فيشدّد عليه فى خروج نفسه. ومنهم من تبقى عليه 
فيشدد عليه في القبرء ومنهم من تبقى عليه فيشدد عليه في الموقف. ومنهم من تبقى 


(1) هذه الكلمة يُوحي ظاهرها أن الخبر بلع الشيخ هوداء والصحيح أنها من يحيى بن سلام. ففي 
سع ما يلي : «قال يحيى وبلغني أن منهم. . .». 


321 


النحل: 112 - 116 تفسير كتاب الله العزيز 





عليه منها فيشدد عليه عند الصراط حتى يلقى الله وقد غفر له ذنوبه كلها". 

قوله : ووَضْربٍ اللّهُ مكلا قَرْيَةَ كانت عءَامنه مطْمَئْنة يَاتِيهَا ررْقهًا رَغدا 3 كل 
مَكَانٍ فَكَفْرَتَ بأنغم الله ََذّاقَهَا الله لباس الحو وَالخوف بم كانوا يَصِنعُون وَلقَدٌ 
جَاءَهُمْ رَسُولُ مُنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فأَحَدَّهُمُ العَذَّابُ وَهُمْ رن 4 

فالقرية مكة. والرسول محمد يك كفروا بأنعم الله فكذبوا رسوله ولم يشكروا 
وهم ( الذين َدُوا نعْمَةَ الله كمْراً وَأَحَلُوا قومُهم دَارَ البَوَار ) [إبراهيم: 28]. وأما 
قوله : ( فَأذَاقَهَا اللَهُ ِبَاسَ الجوع وَالِحَوْفٍ بِمَا كانوا يَصْتَعُونَ ) فإنه الجوع الذي عذبوا 
به بمكة قبل عذابهم يوم بدر. ثم عذبهم بالسيف قوم بدر. وأما الخوف فبعدما خرج 
النبي عنهم . ظ 

قوله : « فَكلُوا مما رَرَقَكُمُ اللّهُ للا ا يعني المؤمنين ؛ ما أحلّ الله لهم 
من الرزق ومن الغنيمة وغيرها. « وَاشْكرُوا نِعُْمَتَ الله إن كنتم إِياه تَعْبّدُونَ ©. 

قال: « إِنْما حَرُمعَلَيكُمُ المي وَالدّمَ وحم الخنزير وما أل لَِيْرِ الله ب 4 
أي : ذبائح المشركين» ثم أحل ذبائح أهل الكتاب من المشركين. 

قوله : : 9 فَمَن اضطرٌ غَيْرَ باغ وَل عَادٍ قَِنْ اللّهَ غَفُورٌ رّحِيم 4 وقد فسّرنا ذلك في 
سورة البقرة وسورة الأنعام©. 

قوله : ( ولا تَقُولُوا لِمَا نَصِفٌ ألسِتَدَكُمُ الكذبَ هَذَا حَللُ وَهَمذًا حَرَامُ لَتَفْترُوا 
عَلى الله ه الكذب » نزلت هذه الآية في المشركين لما حرموا من الأنعام والحرث وما 
استحلُوا من أكل المية» ثم صارت للناس عامة . َقدّم إليهم آلا يستحلوا التقولٌ على 
الله ولا يفتروا الكذب فيحلُوا ما حرّم الله » ويحرموا ما أحل الله بالادّعاء على الله 
والكذب عليه فقال: ‏ 


(1) هذه الجلمة الأخيرة: حتى يلقى الله. .» من الشيخ الهواري بدلاً مما جاء في مخطوطة مع : 
«ومنهم من يبقى عليه منها فيدخل النار فينتقم منه ثم يخرجه الله منها إلى الجنة». 
(2) انظر ما سلف من هذا التفسير ج 1 ص 165 وص .563 - 570. 


302 


الجزء الثاني النحل: 116 - 119 





ل إِنْ الذِينَ يَفَْرُونَ عَلَى اللّهِ الكَذبَ 4 من المشركين فيما حرّموا من الأنعام 
والحرث وما استحلوا من أكل الميتة وفعن "ادع من أهل القبلة على الله الكذب. 
ودات بالاباطيل» واستحل وحرم ما لم يحل الله ولم ابه ج لا يفْلحُونَ 5 حميعا : 


وهو كقوله : قلَ رايم ما أنْزْلَ الله لَكُم مْنْ رذْقٍ فعا تم منْهُ حَرَاماً وحَلالاً قَلَ ءَآللَهُ 
أَذْنَ لَكمُ أَمْ عَلَى الله تَفْترُونَ ) [يونس : 9]. 


قوله : ١‏ متم قليل » أي : إن الذي هم فيه من الدنيا متاع قليل ذاهب. 
« وَلَهُم عَذْاتٌ ليم 4 في الآخرة . 

قوله : « وَعَلَى الذِينَ هَادُوا © يعني اليهود؛ سمًوا أنفسهم اليهود وتركوا 
الإسلام ظ حَرَمنا 4 عليهم بكفرهم « ما قَصَضْنا عَلَيِكَ مِنْ قَبْلُ 4 في سورة الأنعام 
وهي مكية. وهذا الموضع من هله السورة مدني ؛ ؟؛ يعني قوله : ( وَعَلَى الذين هادوا 
حَرَمُنا كل ذي ظَمْر وَمِنّ الَقر وَالغَنم حَرْضنا عَلَيْههمْ شحُومَهُما إلا مَاحَمَلْت ظَهُورُهُمَا أو 
الحوايا ) والحوايا المبعر ( َو مَا اختلّط بعظم ) [الأنعام : 146]. 

قال « وما ظَلْمْنَهُم وَلْكنْ كانوا أَنفْسَهُمْ يَظلمُونَ 4 وإئما حرم ذلك عليهم 
بظلمهم . وقد بين ذلك في سورة النساء فقال: ( فبظلم من الذِينَ هَادُوا حَرَمْنا عَلَيْهِمُ 
طَيبّاتِ أَحِلْتْ ) إلى آخر الآية [النساء: 160]. 

قوله : هك نم إن رَبك للذينَ عَمِلُوا السّوة بِجَهَدَة ؛ نم تابُوا من بَْدِ ذَلِكَ وَأصْلَحُوا 
إِنْ رَبك من بَعْدمًا » أي : من بعد تلك الجهالة © إذا إذا تابوا منها « لَعْمُورٌ رَحِيمْ ©. 
وكل ذنب عمله العبد فهو بجهالة. وذلك منه جهل ©. 


(1) و في المخطوطات فق وج ود: «فيمن» والصواب ما أثبته «ممن» عطف على «من المشركين» وهذه 
الجملة من زيادة الشيخ الهواري . 

(2) أعاد المؤلف الضمير هنا إلى الجهالة. من أن يعود الضمير إلى التوبة كما ذكره الطبري 
في تفسيره ج 2190 14 إذ قال: «يقول: إن رَبّكَ يا محمد من بعد توبتهم له ( لَعَفُور رَحِيمٌ )». 
وكما أورده الزمخشري في الكشاف». ج 2 ص 641. 

(3) وقال الفراء في المعاني ج 2 ص 114: «كل من عمل سوءاً فهو جاهل إذا عمله». 


3213 


النحل: 120 - 124 تفسير كتاب الله العزيز 





قوله : إن إبراهيم كان مد 4 والأمة السيد9© فى الخير؛ يعلم الخير ويفقه 
الناس ويبصّرهم معالم دينهم وسبل رشادهم, أي : إنه كان في الخير إماماً. « قانتاً » 
أي : فظيعا لله . كان إمام هدى يقتدي بهء ويؤخذ عنه. 

وقال مجاهد: ( كان م ) أي : كان وحده مؤمنا والناس كفارا . ( قانتاً ) أي : 
ليها لله 

ذكروا عن عبد الله بن مسعود أنه قال: إن معاذ بن جبل كان أمة. وقال ابن 

: إن معاذاً كان يعلّم الخير؛ وكل من يعلّم الخير فهو أمة. وهو إمام. وهو 
ا الذي يقتدّى به . 

( حَنيفاً 4 أي : 22211110 

١‏ شاكرا لانعمه اجْتِيهُ » أي : للنبوة. اختاره لها واصطفاه. واجتبى واصطفى 
واختار واحد. 9 وَهَدَيْهُ أ صِرطٍ مسْتَقيم » أي: إلى الجنة. 

قوله : ظوَءَانينَهُ في الدنيا حَسَنة # وهو كقوله: ( وَاتيناه جره في الدّنيًا ) 
[العنكبوت: 27]. ذكر بعضهم قال: ليس من أهل دين إلا وهم يتولُونه أي : 
يرتضونه . قال: ( وَبَرَكنا عَلَيْهِ في الآخرينَ ) [الصافات : 108] أي : وأبقينا عليه الثناء 
الحسن في الآخرين. قال: « وَإِنهُ في الآخرّة لَمنَ الصَلِحِينَ4 والصالحون أهل 
الجنة. ا الأنبياء . 

قوله : « * ثم أوحينا ليك # يا محمد ور أن اتبع مأ لَه إِبْرَاهِيمَ حَنيفا وما كان من 
الْمُسْركِينَ إِنْمَا جعل السَّبْتٌ عَلَىْ الذينَ اخْتَلَفُوا فيه 4 قال بعضهم [استحله بعضهم 


(1) في ق وج ودء وفي سع (السنة في الخير» وألبت ثبت ما جاء في ز ورقة 179 «السيد في الخير» وهو 
أصح . ولكل وجه . 

)2( في ف وع وج ود: «وهو القادة» (كذا) وهو خطأ. وقال الفراء ة في المعاني ج 2 ص 114 لما 
للخير» وقال أبو عبيدة في المجاز ص 1 ص 369: «أي : إماماً نينا للهع». وقال: «(حنيفاً) 
ملفا ؛ ومن كان في الجاهلية يختتن ويحج البيت فهو حنيف» . 


2304 


الجزء الثاني النحل: 124 - 126 





وحرّمه بعضهم]0 « وَإِنْ رَبك لَيَحَكُمْ بَينْهُمْ يَوْمَ القيّامة فيمًا كَانُوا فيه يَحْتَلمُونَ م 
وحكمه فيهم أن يدخل المؤمنين منهم الجنة ويدخل الكافرين النار. 

وقال الكلبي : إن موسى أمر قومه أن يتفرّغوا إلى الله في كل سبعة أيام يوماً 
يعبدونه ولا يعملون فيه من صنعتهم شيئاء والستة أيام لصنعتهم ؛ فأمرهم بالجمعة 
فاختاروا هم السبت وأبوا إلا السبت. فاختلافهم أنهم أبوا الجمعة واختاروا السبت. 

ذكروا أن رسول الله يَكدِ قال: نحن الآخرون ونحن السابقون. ذلك بأنهم أوتوا 
الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم. وهذا اليوم الذي اختلفوا فيه فهدانا الله له. فاليوم 
لنا [يعني الجمعة] وغدا لليهود [يعني السبت]» وبعد غد للنصارى [يعني 
الأحدع ©. ْ ْ 


قوله: «أدْحٌ إِلَى سَبيل رَبْكَ 4 أي: إلى الهدى وهو الطريق إلى الجنة. 
ف بالْحِكمَةٍ وَالموْعِطَة الحَسَنةِ 4 أي : بالقرآن « وَجَدِلُهُمْ بالتي هِيّ أَحْسَنَ 4 يأمرهم 
بما أمرهم الله به وينهاهم عما نهاهم الله عنه « إن رَبك هُرَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ 
سَبِيله 4 أي : عن طريق الهدى 8 وَهُوَ أعْلَمُ بالْمُهْنَدِينَ 4 أي : أنهم مشركون ضَالّون 
وأنا محمدا وأصحابه مؤمنون مهتدون. 

قوله: «وَإِنَ عَاقبمْ َعَاقبُوا بمثْل ما عُوقبُمْ به وَلبِنْ صَبَرُْمْ لهُمَ حَيْرٌ 

ذكر ابن عباس قال: مثل المشركون بحمزة يوم أحد. وقطعوا مذاكيره [فلما رآه 
النبي عليه السلام جزع جزعا شديدا فأمر به فغطى ببردة كانت عليهء فمذها على 


(1) زيادة من سمع . 

(2) ما بين المعقوفين زيادة من سع. ورقة: 5. 

(3) حديث متفق عليه. أخرجه البخاري في كتاب الجمعة. باب فرض الجمعة. وأخرجه مسلم في 
كتاب الصلاة. باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة. (رقم 855) وأخرجه أحمد فى مسنده 
والنسائي وغيرهم. كلهم يرويه من حديث أبي هريرة . 


2305 


النحل: 127 - 128 تفسير كتاب الله العزيز 





وجهه ورأسه. وجعل على رجليه إذ خر]9 ثم قال رسول الله كلِه: لا مثلن بثلاثين من 
قريش فأنزل الله: ( وَإِنْ عَاقَبُمْ فعَاقِبُوا بمثل ما عُوفبتم به وَلَبِنْ صبرتم لَهُوَ خير 
قوله : ط وَاضْيرُ وما صَبْرّكُ إلا الله 4 فصبر رسول الله و ولم يمثل . ذكروا عن 
رسول الله يَكلهِ أنه نهى عن المثلة ,2 [ 
قوله: « وَل نَحَزّنْ عَلَيْهِمْ 4 أي : على المشركين إن لم يؤمنوا « وَل نك في 
ضَيْق مْمَا يَمُكُرُونَ 4 أي : لا يضيق صدرك بمكرهم وكذبهم عليك فإن الله معك. 
إن الله مَعْ الذينَ انْقَوَا 4 أي: في العون والنصر والتأييد « وَالذِينَ هُمْ 
مُحْسِنونَ © . 


(1) زيادة من سع .» ورقة 5. 
(2) انظر هذا الخبر في أسباب النزول للواحدي.. ص 290 فقد رواه عن ابن عباس بتفصيل أكثر. 
(3) أخرجه الحاكم في المستدرك عن عمران؛ ورواه الطبراني عن ابن عمر وعن المغيرة . 


3156 


الجاء الثاني الأسراء : 1 





تفسير سورة بني إسرائيل" 


« بسم الله الرخملن الرحيم » قوله: #«#سبحنَ» يعني نفسه وينزّهها 
« الذي أَسْرَئ بِعَْدِِ 4 يعني محمداً كله « للا مْنَ المَمْجدٍ الحَرَام إلى المَسْجدٍ 
هر , 1 رام 98+ رومو #ل بير 5 2 
الاقصى # يعنى بيت المقدس . الذي بلركنا خوله لنريه مر َايتنا # يعني ما أراه الله 
ليلة أسري به. 
ذكروا أن نبي الله كلِدِ قال22: بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان إذ سمعت 
قائلاً يقول : أحد الثلاثة بين الرجلين . فأنيت: فانطلقٌ بي . فأتيت بطست من ذهب». 
فيها من ماء رمزم , فشرح صدري لق مكان كلا وكذا. [قال فتادة: فقلت للذي 
معي : ما يعني ]9 قال : يعني إلى أسفل بطني . فاستخرج قلبي فغسل بماء زمزم. ثم 
كنز أو قال حشي إيمانا وحكمة. ثم أعيد مكانه . 
ثم اليك بدابة أبيض 4) يقال له البراق. فوف الحمار ودوك البغل. يضع خطوه 
عند أقصى طرفه. فحملت عليه. 
)1( كذا في فَْ وع ود وج: «سورة بني إسرائيل . وفي سبع ) وفي ز ورقة 179: (تفسير سورة 
سبحان» . 
(2) في سع ورقة 5 ظ وردت هذه الرواية من طريق سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن 
صعصعة. وقد أورد ابن كثير هذه الرواية في تفسيره. ج 4 ص 2488 عن .الإمام أحمد. 
)3( زيادة من سع . 
(4) كذا في المخطوطات: «بدابة أبيض» وهو صحيح. لأن لفظ الدّابة يطلق على المذكر والمؤنث. 
انظر اللسان: (دبب). 


307 


الاسراء: 1 تفسير كتاب الله العزيز 





ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الدنيال». فاستفتح جبريل؛ فقيل: من هذا؟ قال: 
نعم . ففتح لناء فقالوا: مرحبا به. ولنعم المجيء جاء. قال: فأتيت على ادم . فقلت 
لجبريل: من هذا؟ قال أبوك آدم. فسلّمت عليه فقال: مرحبا بالابن الصالح والنبي 
الصالح . ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الثانية. فاستفتح جبريل فقيل : من هذا؟ قال: 
نعم. ففتح لناء وقالوا: مرحبا به» ولنعم المجيء جاء. فأتيت على يحيى وعيسى . 
فقلت: يأ جبريل . من هلذان؟ قال: هذان يحيى وعيسى ١‏ وأحسب أنه قال : ابنأ 
الخالة. فسلّمت عليهما فقالا: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح. ثم انطلقنا حتى 
أتينا السماء الثالثة» فكان نحو هذا من كلام جبريل وكلامهم. فأتيت على يوسف. 
فقلت: يا جبريل: من هذا؟ قال: هذا أخوك يوسف. فسلّمت عليه فقال: ونا 
بالأخ الصالح والنبي الصالح. ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الرابعة. فأتينا على إدريس 
فقلتة دفن هذا يا خبريا ع فقال :"هذا أخولة [قرس» فسلمك عليده: فقال مرضي 
بالأخ الصالح والنبي الصالح. وعندها قال: [قتادة]© قال الله: ( وَرَفَعْنْهُ مَكَانا عَلِيا) 
[مريم: 57] فانطلقنا حتى أتينا السماء الخامسة., فأتينا على هارونء فقلت: من هذا 
يا جبريل؟ قال: هذا أخوك هارون. فسلّمت عليه فقال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي 
الصالح. ثم انطلقنا حتى أتينا السماء السادسة. فأتيت على موسى فقلت: من هذا يا 
جبريل؟ قال: هذا أخوك موسى » فسلمت عليه فقال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي 
الصالح. فلما جاوزته بكى ؛ فقيل له: وما يبكيك؟ قال: رب, هذا غلام بعثته بعدي 


(1) لم تشر هذه الرواية إلى بيت المقدس حيث أسرى برسول الله يل أولا. وهو أمر صحيح ثابت 
بنص القرآن. أما دخوله يك المسجد الأقصى . وصلاته به إماماً بالأنبياء فمسألة خلافية أثبتها 
بعض الصحابة ونفاها أخرون. وممن نفاها الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان. انظر تفسير 
الطبري ج 15 ص 15. وانظر في تفسير ابن كثير ج 4 ص 254- 255 حواراً بين الصحابي حذيفة 
ابن اليمان والثابعي زرٌ بن حبيش. وتعليق ابن كثير في آخر الرواية. 

(2) زيادة من سع. ورقة 5 ظ لا بد من إثباتها ليستقيم التعبير. 


2308 


17 


الجزء الثاني الاسراء: 1 





يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخل من أمتي . ثم انطلقنا حتى أتينا السماء السابعة 
فأتينا على إبراهيم» فقلت: يا جبريل من هذا؟ قال: هذا أبوك إبراهيم . فسلّمت عليه 
فقال: مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح. ثم رفع لنا البيت المعمور بحيال الكعبة 
فقلت: يا جبريل ما هذا؟ قال: هذا البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك 
إذا خرجوا منه لا يعودون فيه أخر ما عليهم©. ثم رفعت لنا سدرة المنتهى ؛ فحدّث 
نبي الله أن ورقها مثل أذان الفيّلة» وأن نبقها مثل قلال هجر©. 

وحدّث نبي الله أنه رأى أربعة أنهار يخرجن من تحتها: نهران باطنان ونهران 
ظاهران. فقلت يا جبريل ما هذه الأنهار؟ فقال: أما النهران الباطنان فنهران بالجنة» 
وأنا:الظاغراةفالكل والقراريف نوانيكة بإناديه أخدهنا تن والآخر سيره ددر قاغدة 
فأخذت اللبن؛ فقيل لي : أصبت. أصاب الله بك أمتك على الفطرة. 900 
خمسون صلاة أو قال: أمرت بخمسين صلاة كل يوم . فجئت بهن؛ حتى أتيت على 
موسى فقال لي: بم أمرت؟ فقلت: بخمسين صلاة كل يوم. فقال: إن أمتك لا 
يطيقون ذلك ؛ إني قد بلوت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة» ارجع 
إلى ربك وسله التخفيف لأمتك. فما زلت أسأل ربي ويقول لي موسى مثل مقالته هذه 
حتى رجعت بخمس صلوات كل يوم. فلما أتيت عليه قال 7 بم أمرت . قال: 
فقلت بخمس صلوات كل يوم . فقال: إن أمتك لا يطيقون ذلك. إني قد بلوت الناس 
من قبلك. وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة. راجع ربك واسأله التخفيف لأمتك . 
فقلت: لقد راجعت ربي حتى لقد استحييت» ولكني أرضى وأسلم. قال: فنوديت» 
أو نادى مناد : إني قد أمضيت فريضتي حلت عن عبادي وجعلت الحسنة بعشر 
أمثالها. فانتهى هذا الحديث إلى ها هنا©. 
(2) كذا في سعء وفي المخطوطات الأربع: لم يعودوا إليه. 
(2) هي قرية قرب المدينة» كانت تعمل بها القلال الكبيرة. قال أحمد بن حنبل: قدر كل قلة 

قربتانء انظر اللسان قلل؛ وانظر معجم البلدان لياقوت الحموي. (هجر). 
(3) حديث الإسراء والمعراج هذا أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق, باب المعراج» بعد باب 
حديث الإسراء عن هدبة بن خالد عن همام بن يحيى عن قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن - 


309 


الاسراء: 1 ظ تفسير كتاب الله العزيز 


ذكروا أن رسول الله يق لما أَتتي بالبراق ليركبه استصعبء. فقال له جبريل: 
اسكن, فوالذي نفس محمد بيده ما ركبك مخلوق أكرم على الله منه. قال: فارفض 
عرقاً وقر. 

وذكروا أن رسول الله قال: مررت ليلة أسري بي على رجال تقرض شفاههم 
بمقاريض من نارء فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ فقال: هؤلاء خطباء من أمتك يأمرون 
الناس بالخير والبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون. 

ذكروا أن رسول الله كك قال: بينما أنا فى الجنة إذ أنا بنهر حافاته قباب اللؤلؤ 
المجوف. فضربت بيدي إلى مجرى الماء فإذا مسك أذفر. فقلت: ما هذايا جبريل؟ 
فقال: هذا الكوثر الذي أعطاك الله" . 

وذكر بعض أصحاب النبي عن النبي عليه السلام هذا الحديث غير أنه أغزر منه 
وأطول. فيه ما ليس في الحديث الأول ©. 

قال: بينما أنا في البيت إذ أتيت». فشق النحرء. فاستخرج القلب. فغسل بماء 
زمزم. ثم أعيد مكانه. ثم أتيت بدابة أبيض” يقال له البراق» فوق الحمار ودون 
البغل.» مضطرب الأذنين» يقع خطوه عند منتهى طرفه. فحملت عليه فسار بي نحو 
بيت المقدس ؛ فإذا مناد ينادي عن يمين الطريق : يا محمد. على رسلك أسألك. يا 
محمد على رسلك أسألك, يا محمد على رسلك أسألك. فمضيت ولم أعرج عليه. 
ثم إذا أنا بمناد ينادي عن يسار الطريق: يا محمد. على رسلك أسألك. يا محمد 


- صعصعة. وهذا أصح أحاديث الباب. وله طرق أخرى عن أنس . وقد أخرج حديث الإإسراء 
والمعراج أثمة الحديث عن جمع من الصحابة» منهم من رواه مطولاًء ومنهم من روى طرفاً 
منهء فارجع إليه في مظانه. وانظره في كتب التفسير مثل تفسير الطبري ج 15 ص 2 - 17. 
وتفسير ابن كثير» ج 4 ص 239 - 280. والدر المنثور ج 4 ص 136 - 158. 

(1) أخرجه البخاري من حديث أنس في كتاب التفسير تفسير ( إنا أَعْطَينَاكَ الكوئّر ) . 

(2) هذا الحديث ساقط من د وجء وهو موجود في ق وع. وفي سع. وهو الذي رواه ابن سلام 
مرفوعاً عن أبي سعيد الخدري. ورواه الطبري في تفسيره. والسيوطي في الدر المنثور. 

(3) كذا في ج ودء وفي ف وع: «بدابة بيضاء». وكلاهما صحيح . 


000 


الجزء الثاني الاسراء: 1 





ثم إذا بامرأة على قارعة الطريق. أحسبه قال: حسناء جملاء29©, عليها من كل 
الحلي والزينة» ناشرة شعرهاء رافعة يديها تقول: يا محمد. على رسلك أسألك. يا 
محمد على رسلك أسألك. يا محمد على رسلك أسألك. فمضيت ولم أعرج عليها 
حتى انتهيت إلى بيت المقدس. فأوثقت الدابة بالحلقة التي يوثق بها الأنبياء. ثم 
دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت. 

فأتاني جبريل بإناءين: إناء من لبن وإناء من خمر. فتناولت اللبن فقال: أصبت 
الفطرة . 

ثم قال لي جبريل: يا محمد. ما رأيت في وجهتك© هذه؟ قلت: سمعت 
مناديا ينادي عن يمين الطريق: يا محمد على رسلك أسألك. يا محمد على رسلك 
اسألك. يا محمد على رسلك أسألك. قال: فما صنعت؟ قلت: مضيت ولم أعرّج 
عليه. قال: ذلك داعية اليهود. أما إنك لو عرجت عليه لتهودت أمتك . قلت: ثم 
ماذا؟ قلت: ثم إذا أنا بمناد ينادي عن يسار الطريق : يا محمد على رسلك أسألك. يا 
محمد على رسلك أسألك. يا محمد على رسلك أسألك. قال: فما صنعت؟ قلت: 
مضيت ولم أعرج عليه. قال: ذلك داعية النصارى. أما إنك لو عرجت عليه لتنصّرت 
أمتك . قلت: ثم إذا أنا بامرأة على قارعة الطريق. أحسبه قال: حسناء جملاء عليها 
من كل الحلىّ والزينة» ناشرة شعرّهاء رافعة يديهاء تقول: يا محمد على رسلك 
انالف .يا معمه عن :رمات تاللقم بز معي عن وسلك انالف تان ف 
صنعت؟ قلت: مضيت ولم أعرّج عليها. قال: تلك الدنيا؛ أما إنك لو عرجت عليها 
تملك الى الدنا. 


ثم أتينا بالمعراج فإذا أحسن ما خلق الله. ألم تر إلى الميّت حيث يشقّ بصره. 
(1) امرأة جملاء. أي جميلة مليحة, ولا يوجد «أفعل» لهذه الصفة من فعلها. انظر اللسان (جمل). 
(2) في سع ب: «مارأيت في وجهك هذا؟, وهو صحيح والمعنى واحد. 


01 


الاسراء: 1 تفسير كتاب الله العزيز 





فإنما يتبعه المعراج عجباً به . ثم تلا هذه الآية: ( تَعْرَجُ الملشكة وَالروح ليه في يوم 
كَانَّ مِقَدَارَهُ حَمْسينَ أَلْفٌ سَئّة). [المعارج: 4] فقعدنا فيهء فعرج بنا حتى انتهينا إلى 
باب السماء الدنيا»» وعليها ملك يقال له: إسماعيل» جنده سبعون ألف ملك. جند 
كل ملك سبعون ألف ملكء وتلا هذه الآية: ( وما يَعْلَمُ جَنُودَ رَبّكَ إلا هُوْ) [المدثر: 
1] فاستفتح جبريل فقيل: من هذا؟ قال جبريل؛ قيل: ومن معك؟ قال محمد. 
قيل: أوقد بعث إليه؟ قال: نعم. قالوا مرحباً به ولنعم المجيء جاء. ففتح لنا. 
فأتيت على ادم فقلت: يا جبريل من هذا؟ قال: هذا أبوك ادم. فرخب بي ودعا لي 
بخير. قال: وإذا الأرواح تعرض عليه. فإذا مر به روح مؤمن» قال: روح طيب 
ورائحة طيبة» وإذا مر به روح كافر قال روح خبيث ورائحة خبيثة . 
قال: ثم مضيت فإذا أنا بأخاوين© عليها لحوم منتنة وأخاوين عليها لحوم طيبة 
وإذا رجال ينهسون© اللحوم المنتنة ويدّعون اللحوم الطيبة» فقلت من هؤلاء يا 
جبريل؟ قال: هؤلاء الزناة يَدَعون الحلال ويبتغون الحرام . 
قال: ثم مضيت فإذا أنا برجال تَفَكُ ألْحيهم 9 وآخرين يجيئون بالصخور من 
النار فيقذفونها في أفواههم فتخرج من أدبارهم . قال: قلت : ريل ون 6ر1 قال 
هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً. ثم تلا هذه الآية: ( إِنْ الذينَ يَأكلُونَ أَمْوَالَ 
الينام ظُلْماً إِنْمَا يَاكُُونَ في بُطونهمْ نار وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرا ) [النساء: 10]. 
قال: ثم مضيت فإذا أنا بقوم يقطع من لحومهم بدمائهم فِيَضْمْزُونها © ولهم جؤار؛ 
(1) كذا في سع ورقة 6 ب. وفي زء ورقة 2180 وفي فق وع: «حتى انتهيكا إلى إدات الحفظة» . 
(2) أخاوين, جمع خوان: المائدة إذا كان عليها طعام. وتجمع أيضاً على أخونة حون والكلمة 
معربة» انظر الجواليقي : المعرب ص 177. واللسان (خون). 
(3) في ق وع: «ينتهشون» وأصح منه وأفصح ما جاء في سع ورقة 6 ب وينهسون». والنهس القبض 
على اللحم بالأسنان والأضراس ونتفه . 
(4) جمع لحي ؛ واللحيان: العظمان اللذان عليهما الأسنان من داخل الفم. ومنبت اللحية من 
الإنسان. 
(5) يضفزونهاء أي : يلقمونها على كره منهم. ومن ا الضفز: الدفع. ‏ 


402 


الحزء الثاني الاسراء : 1 





فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الهمّازون اللّمَازُونَء ثم تلا هذه الآية: 
( أيحبٌ أحذكم أن يأكل لحم أخيه ميت فَكَرهْتمُوهُ ) [الحجرات: 12] قال: وإذا أنا 
بنسوة معلقات بثديهن, وأحسبه قال: وإذا حيات وعقارب ينهشنهن؛ فقلت: من 
هؤلاء با جبريل؟ قال : هؤلاء الظؤورة8) اللاتي يقتلن أولادهن ©. 

قال: ثم أتيت على سابلة ال فرعون حيث ينطلق بهم إلى النار يعرضون عليها 
غدواً وعشياً؛ فإذا رأوها قالوا ربنا لا تقومن الساعة لما يرون من عذاب الله وإذا أنا 
برجال بطونهم كالبيوت يقومون فيقعون لظهورهم ولبطونهم فيأتي عليهم آل فرعون 
فيثردونهم بأرجلهم ثردا. فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء أكلة الربا. ثم تلا 
هذه الآية: ( الذينَ يَأكلُونَ الرٌبُوا لا يَقُومُونَ إلا كَمَا يَقُومُ الذي يُتَحَبْطهُ الشيطنٌ من 
الم ). [البقرة: 275]. 

ثم عرج بنا حتى انتهينا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل: من هذا؟ 
قال : جبريل . فيل : ومن معك؟ قال: محمد. قيل : أوقد بعث إليه؟ قال: نعم . 
فرحبا بي. ودعوا لي بخير. ثم عرج بنا حتى انتهينا إلى السماء الثالثة. فاستفتح 
جبريل فقيل : من هذا؟ قال: جبريل . فيل: ومن معك؟ قال : محمد. قيل : أوقد 
وإذا هو قد أعطى نصف الحسه © قال ٠:‏ فرحب بي ودعا لي بخير . ثم عرج بنا حتى 
انتهينا إلى السماء الرابعة. فاستفتح جبريل. فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل : 
ومن معك؟ قال: محمد. قيل : أوقد بعث إليه؟ قال نعم . قالوا : را به ولنعم 
(1) الظؤورة» والظؤرة والأظؤر جموع لظثر.ء وهي المرضعة غير ولدها والمعطوفة عليه من النساء 

والنوق . 
ويقتلن أولادهن» . وهو أصح . 

)3( كذا في ف وع. وفي ز ورقة 1 وفىي سع 6 ب: «شطر الحسن» . 


00 


قال محمد. قيل: أوقد. بعث إليه؟ قال: نعم. قالوا: مرحبا به ولنعم المجيء جاء. 
ففتح لنا. فإذا أنا بهارون. وإذا لحيته شطران: شطر أبيض وشطر أسود. فقلت: من 
هذا يا جبريل؟ قال: هذا المحبب في قومه وأكثر من رأيت تبعا. فرحب بي ودعا لي 
جبريل . قيل : ومن معك؟ قال: محمد. قيل أوقد بعث إليه؟ قال نعم . قالوا: مرحبا 
بي ودعا لي بخير . قال: فمضيت». ثم سمعت موسى يقول : يزعمابنو إسرائيل أني 
أكرم الخلق على الله20, وهذا أكرم على الله مني . ولو كان النبي وحده لهان علي 
جبريل. فقيل له: من هذا قال جبريل . قيل: ومن معك؟ قال محمد. قيل : أوقد 
إبراهيم فإذا هو مستند إلى البيت المعمور. يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا 
يعودون إليه إلى أن تقوم الساعة. فقلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أبوك إبراهيم . 
فسلمت عليه فرحب بي. ودعا لي بخير. فإذا أمتي عنده شطران : شطر عليهم ثياب 
بيض » 0 ثياب رمد؛ 000 أصحاب الثياب البيض واحديمن الأخرون. 
إلى خير. ل قلي هذ منزلتك ومنزلةأمتك: 0 ( إن ألى الئاس 
بإبراهيم َلْذِينَ اموه وهلذا الى وَالذِينَ َامنوا وَاللَهُ وَلِى الْمؤْمنِينَ) [آل عمران : 68]. 
قال : ثم انتهينا إلى سدرة المنتهى فإذا أحسن ما خحلق الله وإذا الورقة من 
ورقها لوغطيت بها هذه الأمة لغطتها. ثم انفجر من تحتها السلسبيل» ثم انفجر من 


(1) كذا في زء وسع ورقة 6 ظ وفي ق وع: «يزعم» يزعم بنو إسرائيل أن أحرم الخلق على الله أنا». 
والعبارة التي أثبتها أنحنب وأفصح . 


404 


الحزاء الثاني الإسراء : 1 


السلسبيل نهران: نهر الرحمة ونهر الكوثر؛ فاغتسلت من الرحمة فغفر لي ما تقدم من 
ذنبي وما تأخر. ثم أعطيت الكوثر فسلكته حتى انفجر بي في الجنة. فإذا طيرها 
كالبخت©., وإذا الرّمانة من رمانها كجلد البعير المقتّب. قال: ونظرت إلى جارية 
فقلت: لمن أنت يا جارية؟ فقالت: ليزيد بن حارثة . قال: فبشرت بها زيداً. قال: ثم 
نظرت إلى النارء فإذا إن عذاب ربي لشديد, لا تقوم له الحجارة ولا الحديد. قال: 
ثم إني رفعت إلى سدرة المنتهى فغشاها من أمر الله ما غشى . ووقع على كل ورقة 
منها ملك. وأيدها الله بأيده. وأوحى لي ما أوحى. وفرض علي في كل يوم وليلة 
خمسين صلاة. فرجعت إلى موسى فقال: ما فرض عليك ربك؟ فقلت: فرض علي في 
كل يوم وليلة خمسين صلاة. قال ارجع إلى ربك واسأله التخفيف لأمتك. فإن أمتك 
لا تطيق ذلك وإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم . قال: فرجعت إلى ربي » فقلت : 
أي ربٌ خط عن أمتي, فإن أمتي لا تطيق ذلك. فحطٌ عنى خمساً. فرجعت إلى 
موسى عليه السلام فقال: ما فرض عليك ربك؟ قال: قلت: حطّ عنى خمساً. فقال: 
ارجع إلى ربك فسله التخفيف, فإن أمتك لا تطيق ذلك. قال: فرجعت إلى ربي 
فحطٌ عني خمساً. قال: فلم أزل أختلف ما بين ربي وبين موسى © حتى قال: يا 
محمد: لا تبديل» إنه لا يُبَذّل القول لدَيّ ؛ هي خمس صلوات في كل يوم وليلة» كل 
صلاة عشرء فتلك خمسون صلاة. ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنةء ومن 
عملها كتبت له عشرا. ومن هم بسيئة ولم يعملها لم تكتب عليه؛ ومن عملها كتبت 
عليه سيئة واحدة. قال: فرجعت إلى موسى فأخبرته. فقال: ارجع إلى ربك فسله 
التخفيف. فقلت: قد راجعته حتى لقد استحييت!©. 


(1) قيل: لفظ «البخت» من الدخيل في العربية» وقيل إن اللفظ عربي», وهو جمع بختية» وهي 
الإبل الخراسانية الطويلة الأعناق. ولم يورد الجواليقي هذه الكلمة في معجمه (المعرب من 
الكلام الأعجمي). 

(2) كذا في سع ورقة 6 ظء وفي زء ورقة 182. وفي ق وع: «فلم تزل تلك حالتي فيما بيني وبين 
ربي وموسى». 

(3) تعيد المخطوطتان ق وع. دون دء ذكر الخبرين الواردين في الفقرتين الأولى والثانية من الصفحة - 


005 


الاسراء: 1 تفسير كتاب الله العزيز 





وذكروا أن رسول الله يلهِ قال: مررت ليلة أسري بي على سرير وعليه ملك قائم 
بيده حربة. فقلت: من هذا يا جبريل؟ فقال: إن نبيا أسري به قبلك فمر على هذا 
وهو قاعد. فظن أنه ربه. فأهوى له ساجدأء فأقامه الله منذ يومئذٍ ليعلم أنه عبد ©. 


قوله تعالى : :ا« لِنريهُ من اتنا 4 أي : ما أراه الله من الأيات والعبر في طريق 
بيت المقدس . قال : © إِنهُ هو السَمِيعٌ البصِير # يعني نفسه. لا أسمع منه ولا أبصر. 
قال الكلبي : لما أخبر النبي عليه السلام بذلك المشركين قال المشركون: 
تحدثنا أنك صليت الليلة في بيت المقدس ورجعت من ليلتك». وهو مسيرة شهر 
للذاهب وشهر للمقبل . 
دعم . قالوا أين ؟ قال : مررت على عبر و فلان بالروحاء. وقد أضلوا نأقة . وهم في 
طلبها. فمررت على رحالهم وليس بها منهم أحد [فوجدت في إناء من من انيتهم ماء 
فشربته. فسلوهم إذا رجعوا هل وجدوا الماء في الإناء] 20 . قالوا هذه والله أية بينة . 
قال: فمررت على عير بي فلان فنفرت مني الإبل ساعة كذا وكذا. وو حي 
منها؛ قال: كان عليه أجير بني فلان». عليه جوالق أسود مخطط ببياض . قالوا: هذه 
والله اية وقد عرفنا الجوالق . قال: ثم مررت على عير بني فلان بالتنعيم. قالوا فإن 
كنت صادقاً فإنها تقدم الآن. قال: أجل . قالوا: فأخبرنا بعدتها وأحمالها ومن فيها. 
قال: كنت مشغولاً عن ذلك. قال: فبينما هو يحدثهم إذ مثل له عدتها وأحمالها فى 
الحدور يقدمها جمل أورق. فقال رسول الله يك : ها هي ذي منحدرة من ثنية كذا . 
- 0 التي سلفت قريباً حول البراق الذي استصعب وحول رجال تقرض شفاههم بمقاريض من 
نار 00 لملا اي لذا لم أرَ بأسأ 
)2( زيادة من سع. ورقة 7 سا . 
(3) قال الجوهري في الصحاح. (حدر): «الحَدُور: الهبوط. وهو المكان تنحدر منه, والحُدور,» - 
بالضم : فعلك». 


006 


الحزء الثاني الاسراء: 2- 3 





وناج كر لكين ما جك ورق» م كذا وكذاء لل كذا وكذاء 
ل 0 
جمل أورق كما قال . وفيها الرهط الذين سمي مم طلوع الشمس؛ فرموه بالسحر. 
وقالوا: صدق الوليد ؛ بن المغيرة فيما قال: إنه ساحر. 
006 بيت 00055 وما ا فحدثه ل 0 فصدقه قه أيه 
بكر وقال: أشهد أنك صادق فيومئذٍ سمي الصديق. فقال رسول الله : وأنت الصديق يا 
أنا بك © , ظ 

قوله : ظ وَءَائَيْنَا مُوسَى الكتلبّ » أي : التوراة ط وَجَعَلْنَهُ هدى لبَنِي إِسْرَائيل 4 
أي : لمق "امن منهم . ألا تتخذوا مَنْ دوني وكيلا » أي : ألا تتخذوا من دوني 
ريك وقال بعضهم: ربا. 

اراي وس يي » أي : في السفينة. أي : يا ذرية من حملنا مع 
توح ولذلك التضنن 2 '. وقال بعضهم : (دُْية مَنْ حَمَلنَامَعَ نوح. ) أي : : الناس كلهم 
ذرية من أنجى الله فى تلك السفينة . وذكر لنا أله نسو فيها نوحا وثلاثة يتين له: سام 
وحام ويافنث وامرأته ونساءهم . فجميعهم ثمانية . 

قال: « إِنْهُ كَانَ عَبْداً شَكوراً ). قال بعضهم : ذكر لنا أنه كان إذا استجد ثوباً 





(1) من حديث الحسن عن مسراه وك حسبما رواه ابن إسحاق. انظر سيرة ابن هشامء ج 1 ص 
8. 

(2) انظر بحثا لغويا قيما ف أصل كلمة «ذرية»» وهل هي من (ذرأ)» أو (ذرر)ء أو(ذرو)» أو (ذرى) 
فقد تتبع ابن جني في كتابه المحتسب وجوه اشتقاق الكلمة وفصل القول فيها فى ج 1 ص 156-. 
0. أما عن وجوه نصبها فالوجه المشهور لدى المفسرين أنها منصوبة على النداء في قراءة من 
قرأ: (لا تتخذوا) بالتاء. وقد تكون منصوبة على البدل من قوله (وكيلاً)» أو على أنها مفعول أول 
ل (تتخذوا) و (وكيلا) المفعول الثاني . وانظر أوجهاً أخرى من الإعراب في كشاف الزمخشري 
ج 2 ص 648. وفي بيان ابن الأنباري ج 2 ص 86. 


001 


الاسراء: 4 - 7 تفسير كتاب الله العزيز 





حمد الله . والعامة على أن الشكور المؤمن. وهو حقيقة التفسير. 

قوله: « وقضينا إلى بي إسْرَائيل : في الكتب » قال الحسن: 
أعلمناهم . كقوله : ( وقضينا إِلْيْهِ ذلك الأمْرَ) [الحجر: 6 أي : أعلمناه : د 9 
مجاهداً قال : ( وقضينا ) أي : كينا (٠‏ لََفْسِدُنْ في الانض, مَرْتيْنِ 4 [يعني لتهلكن 
في الأرض مرتين] « وِلَتَعلْنَ علا كبيراً © [يعني لتقهرن قهراً شديداً]©. 


0 فإذا جَاءَ وعد ليها © أي : أولى العقوبتين <« عشم عَلَيَكُمُ عبّادا 5 أرلن 
بَأسٍ شديد 4 تفسير مجاهد: إنهم فارس. « فجَاسوا لل الدَيارٍ 4 فقتلوهم في 
الدذيار وهدموا بيت المقدس وألقوا فيه الجيف والعذرة « وكان وَعْدأ مُفُعَولا #4 أي : 
إنه كائن . 

ذكر بعضهم قال: عوقب القوم على علوهم وفسادهم. فبعث الله عليهم في 
الأولى جالوت الجزري9. فسبى وقتل وجاسوا خلال الدّيار كما قال الله. ثم رجع 
القوم على دخن فيهم كثير. 

قال : هت رَدَدْنَا كم حر ة عَلَيْهمُ وَأَْدَدتَكمْ أمُوَال ونين نّ وَجَعَلْتَكُمُ أكثرٌ 

فير 4 أي : أكثر عددا. قوله : (نُمُ رَدَدْنَا لَكُمْ الْكرَة عَلَيهِم) ف ففعل ذلك بهم في زمان 
داود يوم طالوت . 

قال: « إن ست أَحْسَنتم انك وإن أَسأَتمُ لها 4 أي : فلأنفسكم . 
ط فإذا جَاءَ وعد الآخرّة 4 أي : من العقوبتين « لِيَسَئوا وُجُوهَكُمْ » وهي تقرأ على 
وجهين: (لِيّسوة) مخففة. أي ليسوء الله وجوهّكم, والوجه الآخر (ليسئؤا) مثقلة, 
يعني القوم وجومكم. « وَلِيَدْخْلُوا المَمْجِدَ 4 يعني بيت المقدس 9 كُمَا دَحَلُوهُ أَولَ 
مَرْوَ # أي: كما دخله عدوّهم قبل ذلك. 

(1) ما بين المعقوفين زيادة من سع ورفة 7 ب . 
(2) في المخطوطات الأربع : «الحورى». أوفي سعء ورقة 7 بء وفي ز ورقة 182 جاءت الكلمة 
هكذا: «الخزري» ولم أرَ للكلمة وجهاأ صحيحاً. ويبدو أن الصواب كما أثبته : «الجزري» كما 


جاء في تفسير الطبري ج 15 ص 28: «الجزري» وقال: وكان الذي بعث الله عليهم ف في فى المرة 
الأولى : جالوت » وهو من أهل الجزيرة» . 


08 


الجزء الثاني الاسراء: 7 





غ1 “تر 


قال: « ولِيتبروا مَا عَلَوا تَتبيراً © أي : وليفسدوا ما غلبوا0» عليه فساداً. فبعث 
الله في الآخرة بختنصر البابلي المخوشي فقتل وسبى وخرب بيت المقدس. وقذف 
فيها الجيف والعذرة. ويقال إن فسادهم الثاني قتل يحبى بن زكرياء» فبعث الله 
بختنصر عقوبة عليهم بقتلهم يحبى» فقتل منهم سبعين ألفا. 

وذكر بعضهم قال: كان يحيى بن زكرياء في زمان لم يكن للرجل منهم أن 
يتزوج امرأة أخيه بعده. فإذا كذب تعدا لم 578 الملك. فمات الملك. وولى 
أخوهء فأراد أن يتزوج امرأة أخيه [الملك الذي مات]©©. فسألهم فرخصوا له. وسأل 
يحيى بن زكرياء فأبى أن يرخص له. فحقدت عليه امرأة أخيه. وجاءت بابنة أخي 
الملك الأول إليه. فقال لها: سليني اليوم حكمك. فقالت: حتى انطلق إلى اه 
فلقيت أمها فقالت: قولي له: إن أردت أن تفي لنا بشيء فأعطني رأس يحيى بن 
زكرياء» فقالت: أقول له خيراً من هذا. فقالت هذا خير لك منه© . فأتت إليه فسألته . 
فكره أن يُخلفها ولا يُوَلّى الملك. قدفع إليها يحيى بن زكرياء. فلما وضعت الشفرة 
على حلقه قال: [قولي]©) بسم الله هذا ما بايع عليه يحيى بن زكرياء عيسى بن مريم 
على أن لا يزنى ولا يسرق ولا يلبس إيمانه بسوء. فلما أمَرت الشفرة على أوداجه 
فذبحته ناداها امن فوقها فقال: يا ربة البيت الخاطتة الغاوية. قالت: إنها كذلك 
فماذا تريد منها؟ فقال: لتَبْشْرء فإنها أول من تدخل النار. قال فخسف بابنتها. فجاءوا 
بالمعاول فجعلوا يحفرون عنها وتدخل في الأرض حتى ذهبت ولم يقدر عليها. 


(1) كذا في سع. ورقة 7 ب. وفي زورقة 182: «ما غلبوا عليه» وفي المخطوطات» ما علوا عليه . 

(2) زيادة من سع. ورفة 7 ب . 

(3) كذا في المخطوطات. جرى الحوار بين الام وابنتها . أما في سع فالحوار كان بين الملك والابنة 
هكذا: «فأعطني رأس يحيى بن زكرياء فقال: قولي لها غير هذا خير لك. قال فأبت وتكره أن 
يخلفها فلا يول الملك (كذا). . .» وما جاء في المخطوطات أصح. وانظر تفاصيل هذا في 
روايات طويلة في تفسير الطبري ج 15 ص 29 فما بعدها. 

(4) كذا فى سع ورقة 7 ظء. وفي المخطوطات: د وق وج وع: «وتالله وتالله. وبالله». 


409 


الاسراء: 8 - 11 تفسير كتاب الله العزيز 





قوله: # ء عَسَى ربكم أن يِرْحَمَكُمْ ». قال بعضهم: فعاد الله عليهم بعائدته. 
ال وين شخ 1014 ملكو بالمطرية. كان أعلمهم أن هذا كله كائن. ‏ . 

قوله : ( وَإِنْ عُدتَمْ عُدْنَا ) قال الحسن : إن الله عاد عليهم بمحمد ولو فأذلهم 
بالجزية. [قال بعضهم : هو ك]2؟ قوله : ( وَإِذْ تَأذْنَ رَبْكَ ) أي : وإذ قال ربك في 
امسر نضيع” . وقال الحسن: أشعر ربك ( لَيَبعَئن عَلَيِهم إلى يوم اقيم من يسومهم 
مو العَذَابِ ) [الأعراف: 7]. قال بعضهم : إنهم عادوا فبعث الله عليهم ما شاء 
و ل ع واناكب نييعت قي العف تيع دن ل دان ان ين لقال 


9 . ع م20 52ل ا 9 7 


فيها© . 
قوله : « إِنْ هذا القَرْآنَ دي .- يدعو « لِلَتى هي أَقُوُمُ #4 © وقال في 
المزمل: [6] ( وَأَقوُمٌ قيلا) أي : . #ويبْشر المؤمِنِينَ الذينَ يعملون 


الصَالِحَات أَنْ لَهُمْ أجرا كبيرأ 4 أي 0 . « وأن الذين ل جرمون بالآخرّة أَعمَدْنا 
لهم عَذَّابا أليمأ 4 أي : فوععا. 


قوله : « ويد الإنسان بالشرٌ دُعَاءَه بالخير 4 أي يدعو بالخير عن نفسه وعلى 
ولده وماله كما يدعو بالخير. وقال في آية أخرى : يمحا الله للناس اشر 

اسَتَعْجَالَهُم اير لقضِيَ لبهم أَجَلَهُمُ ) [يونس : 1] أي : لأمات الذي يدعو عليه . 

قال: « وكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولاً 4 وقد فسرناه قبل هذا الموضع©». وقال 

(1) زيادة لا بد منها لتستقيم العبارة . 

(2) هذا قول نسب إلى ابن عباس وقتادة والضحاك ومجاهد وابن زيد. وذهب الحسن أن قوله 
(حصيرا) يعني مهادا وفراشا وانتزع بقوله تعالى : ( لهم مُنْ جَهنمْ مِهَادْ ) [الأعراف: 41]. ومن 
معاني الحصير البساط الصغير. وقد رجح الطبري في تفسيره ج 5 ص 45 - 46 هذا التأويل 
الأخير وقال عنه: وهو وجه حسن وتأويل صحوح + 

(3) قال الفراء في المعاني ج 2 ص 117: «(للتي هي أقوم) يقول: لشهادة ألا إلنه إلا الله». وقال 
الطبري في تفسيره ج 5 ص 46: «يقول : للسبيل التي هي أقوم السبل» . 

(4) انظر ما سلف في هذا الجزء ص 184. 


410 


الجزء الثاني الاسراء: 12 - 14 





بعضهم: يدعو على ماله فيلعن ماله وولده. ولو استجاب الله له لأهلكه. 

قوله : ط وَجَعَلْنَا اَمِل وَالتْهَارَ تين فَمَحَوْنَا َي الْلَ 4 وهي السواد الذي في 
القمر. ويقال مُحِيّ من ضوء القمر من مائة جزء تسعة وتسعون جزءاً وبقي منها جزء 
واحد. قال :8 وَجَعَلَنا ءَايَة النهار مُبْصِرَةَ 4 أي : : منيرة» يعني به ضوء النهار. « لتَبتغوا 
فضلا مُن رَبُكُمْ © يعني بالنهار. « وَلتَعْلَمُوا عَدَدَ السّنِينَ وَالحسَابَ » بالليل والنهار. 

« وكلُ شَيْءِ فصّلْنهُ تفْصِيلاٌ © أي : بيْنَاه تبييناء وقال الحسن : فصلنا الليل من 
النهار وفضلنا النهار من الليل» والشمس من القمر والقمر من الشمس. 

0 «دكل إن ن أَلرَّمَْه طائره في عُنقه 4 قال الحسن: طائره : عملا | 
قوله : « ونج أ يم القيمة كنب يقي منشورا إفرأ كبك عَفَئ بتك اليم عَليكَ 
حسيباً 4 قال بعضهم : سيقرأ يومئذٍ من لم يكن قارئاً في الدنيا. 

ذكروا عن أبي بن كعب قال: يدعى الخلائق يوم القيامة للحساب؛ فإذا كان 
الرجل ة في الخير رأسأء يدعو إليه ويأمر به ويكثر عليه تبعهى دعي بأسمه واسم أبيه» 
فيقوم. حتى إذا دنا أخرج له كتاب أبيض بخط أبيض في باطنه السيئات. وفي ظاهره 
الحسنات» فيبدأ بالسيئات فيقرأها فيشفق ويتغير لونه. فإذا بلغ ار الكتاب وجد فيه : 
هذه سيئاتك وقد غفرت لك فيفرح . ثم يقلب كتابه فيقرأ حسناته. فلا يزداد إلا فرحاً. 
ثم إذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه: هذه حسناتك وقد ضوعفت لك. فيبيض وجهه. 
ويؤتى بتاج فيوضع على رأسه ويكسى حلتين» ويحل كل مفصل منه ويطول ستين 
ذراقاء وهي قامة أدم . ويعطى كتابه بيمينه. فيقال له: انطلق | إلى استحاباك فيشرهم 
وأخبرهم أن لكل إنسان منهم مثل هذا . فإذا أدبر قال: (أهاوم قرأو كتابيه ني ظَبْنْت 
أني مُلاقٍ حسَابِيّه ) يقول الله : : ( فَهُوَ في عِيشَّةٍ راضِيَةٍ في جَنةٍ عَالِيَة ونيا 1 ا 


(1) هذا هو التأويل الذي ذهب إليه الجمهور من المفسرين. قال مجاهد في ص 359: (طائره في 
عنقه) قال: عمذه.. خيره وشره». وقال أبو عبيدة في المجاز. ج 1 ص 372: )١‏ لْرَمناه طائره ) 


411 


الاسراء: 14 - 15 تفسير كتاب الله العزيز 





[الحاقة : 19 - 23] فيقول لأصحابه : هل تعرفونني؟ فيقولون: قد غيرتك كرامة الله 
من أنت؟ فيقول: أنا فلان بن فلان». ليبشر كل رجل منكم بمثل هذا. 
وإذا كان في الشر رأساً يدعو إليه» ويأمر بهء ويكثر عليه تبعه. نودي باسمه 
واسم أبيه فيقدم إلى حسابه فيخرج له كتاب أسود بخط أسود. في باطنه الحسنات 
وفي ظاهره السيئات. فيبدأ بالحسنات فيقرأهاء فيفرح ويظن أنه سينجو. فإذا بلغ آخر 
الكتاب وجد فيه: هذه حسناتك وقد ردت عليك» فيسود وجهه ويعلوه الحزن ويقنط 
من الخير. ثم يقلب كتابه فيقرأ سيئاته فلا يزداد إلا ا ولا يزداد وجهه إلا سوادا. 
فإذا بلغ اخر الكتاب وجد فيه : د جابك ور حرو ان فيعظم للنار حتى إن 
فخذه لتكون مسيرة ثلاثة ثة أيام وجلده مقدار أربعين ذراعا ؛ ورف عيناه» ويسود لونه. 
ويكسى سرابيل القطران. ثم تخلع كفه") اليسرى فتجعل وراء ظهره. ثم يعطى كتابه 
بشماله ويقال له : انطلق إلى أصحابك وخبرهم أن لكل إنسان منهم مثل هذا . فينطلق 
وح عر 2 ا ليتبي لَمْ أوْتَ كتابيه وم أذر مَا حِسَابيه يا ليها كانت القاضية ما 
أغْنَىْ عَني مالي هُلَكَ عَني سُطَانيْه) قال الله تعالى : وخذر نار ل الحم قار 
ثم في سلْسِلَةِ دَرَعُهَا سَبْعُونَ ذرَاعاً فَاسْلكُوهُ ) [الحاقة : 5 - 32] فيسلك فيها سبعين 
ذراعا كما قال الله؛ يسلك فيها سلكا تدخل من فيه حتى تخرج من دبره. فينادي 
أصحابه فيقول: هل تعرفونني؟ فيقولون: لا ندري. ولكن نرى ما بك من الحزن. 
فمن أنت؟ فيقول: أنا فلان بن فلان. ولكل إنسان منكم مثل هذا. ثم ينصب للناس 
فتبدو فضائحه حتى [يعيْر20 و] يتمنى أن لو انطلق به إلى النار استحياء مما يبدو منه. 
قوله: « كفمى بنفسك ايوم عَلَيّكَ حسيباً © أي : شاهدا. 


قوله : « من امد فَإِنْمَا َهْتَدِي لَِفْسِهِ وَمَنْ ضَلٌ َنم يَضلْ عَلَيَْا 4 أي : على 
نفسه . ( ولا ترز وَازِرَة وزْرَ أَخْرَ 4 أي : لا يحمل أحد ذنب اخر. 





)1( زيادة من سع. ورفة 8 نا. 
)2( كذا في بععض المخطوطات : (كفقهع, وهو أصح. وفي بعضها وفي سبع ) ورقة 8 ب: وكتفه» , 


412 


الحزاء الثاني الأسراء: 15 - 19 





قوله : ونا كا مدي حي نر 4 قال الحسن: لا يعذب قوما 
بالاستئصال حتى يحتجٌ عليهم بالرسل. كقوله: ( وْمَا كان رَبك مُهْلِكَ القرى حتى 
ُبْععثْ في أُمْهَا رَسُولا ) [القصص : 59]. وكقوله: ( وإن من أُمّةِ إلا خلا فيهًا تذيرٌ ) 
[فاطر: 24] يعني الأمم التي أهلك الله بالعذاب . 
قوله : « وَإِذَا أَردْنَا أن نهُلكٌ قَرْيَةَ أمَرْنَا مُتْرَفِهَا » أي : أُكْتَرْنَا جبابرتها. قال 
الحسن: جبابرة المشركين فاتبعهم السفلة « فَفْسَقوا فيها فحَقّ عَلَيْهَا القول » أي : 
الغضب « فَدَمُرْنَاهًا تَدُميراً ». 
وكان ابن عباس يقرأها: ( أْمْرْنا مُترَفيهًا )» مثقلة. من قبل الإمارة. كقوله : 
( وكذلك جَعَلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها ) [الأنعام: 123]. وكان 
الحسن يقرأها: ( امرنا)» وهي أيضا من الكثرة. وبعضهم يقرأها: ( أمرنا ) أي : 
أمرناهم بالإيمان ففسقوا فيها. أي: أشركوا ولم يؤمنوا. 
قوله : «ركم أَمْلَكْنا مِنَّ القرُونِ من بَعْدٍ نو وَكفَى بربْكَ بذنوبٍ عِبَادِ خبيرا 
بَصِيرأً 4 وهو كقوله : ألم بك نبوا الذينَ مِنْ فلكم قوم نوج وَعَادٍ وَتمُودَ وَالذِينَ 
من بَعْدهِمْ لآ يَعْلْمُهُمُ إلا اللَّهُ جَاءَتَهُمْ رَسُلْهُمْ بالبَيّنت ) إلى آخر الآية. [إبراهيم : 
8 
يؤمن ا | فِيهَا ما نَمَاُلِمَن يُريةٌ ؟ 0 ان 
مَذَمُوماً © أي : في نقمة الله « مُدْحُوراً # مطرودا ا عن الجنة في النار. 
ران ل ري آزاة الاجر وسعى لها سقها 4 أي :عل لها عملها الل وفر 


6ه ثر هم 


مُوْمِن4 أي: وهو مُوَفُ بالقول والعمل© 9 فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ 4 أي: عملهم 


(1) زيادة من سسع ورقة 8 ب. ومن زء ورقة 183. 
(2) كذا في المخطوطات الأربع : وهو موف بالقولوالعول؛ . وهذا تأويل من الشيخ هود الهواري 
بكلا مجاه ف :سبع :ورقة 8 و ( وَهومُوٌمِنٌ ): «مخلص بالإيمان». وقد حذف الشيخ هود هنا - 


413 


الاسراء: 19 - 23 تفسير كتاب الله العزيز 





« مُشْكوراً #4 أي: يثيبهم الله به الجنة. 
ش م 8 م وم ارش يفيه وىااةس # ا 

قوله : « كلا نمِذٌ مَْؤْلاءِ وَمَْؤْلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبك » يعني المؤمنين والمشركين 
فى رزق الله فى الدنيا. « وما كَانَّ عَطَاءُ رَبك مَحُظوراً #4 أي: مقبوضاً©©. وقال 
بعضهم: ممنوعاً. يقول: يستكملون أرزاقهم التي كتب الله لهم . 

قوله : « انظر كيف فضلْنا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْض » أي : في الدنياء في الرزق 
والسعة وخول بعضهم بعضأء يعني وملك بعضهم بعضا. « وللآخرة أكبر دَرَجَلتَ 
كبر تفضيلا ». 

قوله: « لآ تَجَعَلُ مَعْ الله إلنهاً آخرّ فَتَقَعْدَ مَذْمُوماً #4 أي: في نقمة الله 
« مُحْدُولاٌ 4 فى عذاب الله . | 

قوله: « وَقَضَئ رَبْكَ 4© أي: وأمر ربك ظ ألا تَعْبْدُوا إلا ياه وبِالْوَالِدَين 


ب 


ِحْسَنناً # يقول: وأمر ربك بالوالدين إحسأناء أي: برَأ. « إِما يَبْلْعَنّ عندك الكبر 
2 2 


حَدَّهُمَا أو كلاهُمًا فلا تقل لَّهُمَا أن » أي : إن بلغا عندك الكبر أو أحدهماء فوَليتَ 


الحسن: (ولا تقل لَهِمَا أفّ ) أي : ولا تؤذهما. قوله: ج ولا تَنْهِرَهُمًا » يعني 
الانتهار. وقال مجاهد: لا تغلظ لهما. قوله : « وقل لَهُمَا فَولاً كريماً © أي : قولا لينا 


سهلا . 


- حديثاً لم يصح عنده ذكره ابن سلام هكذا: «خالد عن الحسن قال قال رسول الله كله: لا يقبل 
الله عمل عبد حتى يرضى قوله». وقد بحثت عن هذا الحديث في عدة مصادر من الحديث 
والتفسير فلم أعثر له على أثر. فهل هو مما انفرد به تفسير ابن سلام؟ . . 

(1) كذا في المخطوطات الأربع «مقبوضا»» وفي سع 8 و «منقوصاًء . 

(2) هذه هي القراءة الصحيحة المشهورة: ( وَقَضَئْ رَبك ) أي : أمر ربك كما ذكره أبو عبيدة في 
المجازج 1 ص 374. ونسبت قراءة إلى أبي بن كعب وابن مسعود بلفظ : ( وَوَصَى رَبك ) وهي 
قراءة بالمعنى. والصحيح ما عليه جمهور القراء والمفسرين. وقد أورد ابن سلام في كتابه 
التصاريف ص 340 - 343 عشرة أوجه لتفسير ( قضئ ) واستوفى القرطبي في تفسيره ج 10 ص 
7 معاني لفظ ( قضى ) موجزا القول في ذلك. وانظر اللسان (قضى). 


414 


الجزء الثاني الاسراء: 24 - 25 





1 5 ا .م 2 7 

قوله: ‏ واخفض لهما جناح الذل من الرحمة » أي : لا تمتنع من شيء أحبّاه . 

ذكروا أن رسول الله يك أوصى بعض أهل بيته فكان فيما أوصاه: أطع والديك 
وإن أمراك أن تخرج من مالك كله فافعل9". 

5 ذل و رْحَنْهُمَا كما رياني ا إذ عي باذ 
َامَنوا أن 0 رع لا كَانوا أولي رب ) [التوية: 3 ]. 


الجنة. [ومن أمسى مثل ذلك]2. وإن واحد فواحد. ومن أصبح عاقا لوالديه أصبح 
له بابان مفتوحان إلى النارء وإن واحد فواحد. وإن ظلماه وإن ظلماه وإن ظلماه© . 

ذكروا أن رسول الله كخٍ قال: رضا الرب مع رضا الوالد» وسخط الرب مع 
سخط الوالد© , 


ذكروا أن رسول الله كَكلهٍ قال: إن فوق كل بر برا حتى إن الرجل يهريق دمه في 
سبيل اللهء وإن فوق كل فجور فجورا حتى إن الرجل ليعق والديه©©. 


قوله : رَبْكُمْ أَعْلَمْ بِمَا في نفُوسِكمْ »> أي : من بِرّ الوالدين 8 إِنْ تكونوا 
صلحين إن كان للاوبينَ غَفوراً » الأواب التائب الراجع عن ذنبه. 


(1) أخرجه يحيى بن سلام عن مكحول مرسلا. ولم أجده بهذا اللفظ فيما بين يدي من كتب 
الحديث إلا ضمن حديث روي عن ابن عباس بسند ضعيف . 

)2( زيادة من سع ورقة 8 ظ. 

(3) أخرجه يحيبى بن سلام بسند عن ابن عباس في ورقة 8 ظء. وأخرجه ابن أبي شيبة والبيهقي عن 
ابن عباس مرفوعا كما في الدر المنثور ج 4 ص 174. 

(4) أخرجه يحيى بن سلام بسند عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو في ورقة 8 ظء 
وأخرجه الترمذي في أبواب البر والصلةء باب الفضل في رضا الوالدين عن عبد الله بن عمرو 
مرفوعا. 

(5) أخرجه يحيى عن الحسن مرسلاء ولم أجده في مصادر أخرى. 


415 


الاسراء: 26 - 28 تفسير كتاب الله العزيز 





قوله : هوءات ذَا القَرْبَئ حَقَهُ © يعني ما أمر الله به من صلة القرابة. يقال: إن 
كان لك مال فصله بمالك, وإن لم يكن لك مال فامش إليه برجلك. قال الحسن: ٠‏ 
حقٌّ الرحم ألا تحرمها ولا تهجرها. ٠‏ 

ذكروا أن رسول الله يلعِ قال: إن الرّحم معلقة بالعرش. وليس الواصل 
بالمكافىء. ولكن الذي إذا انقطعت رحمه وصلها". 

قوله: « وَالمِسَكِينَ وَابْنَ السبيل »* وهما صنفان من أهل الزكاة الواجبة. 
وكانت نزلت قبل أن يسمى أهل الزكاة. 

ولا تدر تذيرا » أق:: لآ تنقق فى غير عق 

ذكر الحسن قال: قال رسول الله كلِ: ما أنفقتم في سبيل الله فلكم. وما أنفقتم 
على أنفسكم فلكم. وما أنفقتم على عيالكم فلكمء وما تركتم فللوارث © 

ذكروا عن علي قال: ما أنفقت على نفسك فلك. وما أنفقت على عيالك 
فلك. وما أنفقت رياء وسمعة فهو للشيطان. 


8 و8 م بير 7 0 م 
قوله: # إن المبذرين كانوا إخون الشيلطين » يعني ال ينفقون في 
معاصى الله. فهو للشيطان. وما أنفق المومن لغير الله لا يقبله الله. وإنما هو 
للشيطان. قال: « وَكَانَ الشيطنٌ لرَبّه كفوراً ». 
ري .#0 5ه #اع*#مه 6 در مهدم يام يليا ” ١‏ 5 
قوله : © وإما تعرمن عهم اجناء رجحم ون رباك برجرها يداي ابتغاء الرزق 
« فقل لهم قولا ميسورا ». 


(1) انظر ما سلف قريباً في هذا الجزء ص 383. 

(2) أخرجه يحيى بن سلام عن الحسن مرسلاء في ورقة 8 ظء ولم أعثر عليه بهذا اللفظ فيما لدي 
من المصادر. 

(3) الآية أعم من أن تقصر على المشركين» بل هي عامة في كل المبذرين في كل زمان ومكان. وقد 
جدّت أنواع من التبذير في زماننا وتسابق الناس في مظاهر الإسراف وقلدوا غيرهم في التباهي 
والتفاخر في موائد الأفراح مثلا وفي الملبس والمشرب. ولا حول ولا قوة إلا بالله . 


416 


الجزء الثاني الاسراء: 29 





ذكروا عن الحسن أن سائلاً قام فقال: يا رسول الله لقد بتنا البارحة بغير 
عشاءء وما أحسينا الليلة نرجوه. فقال: يرزقنا الله وإياك من فضله. اجلس. فجلس . 
ثم قام آخر فقال: مثل ذلك. فردٌ عليه رسول الله مثل ذلك. فأتتي رسول الله يكل بأربع 
أواق من ذهب. فقال: أين السائلان؟ فقام الرجلان فأعطى كل واحد منهما أوقية, 
ولم يسأله أحد. فرجع بأوقيتين.» فجعلهما تحت فراشه. فسهر ليلته بين فراشه 
ومسجده» فقالت أم المومنين: يا رسول الله ما أسهرك؟ أوجَع أو أمر نزل؟ فقال: يا 
عائشة. أتيت بأربع أواق فأمضيت وقيتين وبقيت وقيتان.ء فخشيت أن يحدث بي 
حدث ولم أوجههما. 

قال بعضهم: بلغنا أن قوله: (فقلُ لَّهُمْ قَوْلاً ميْسُوراً © أن يقول لهم : يرزقنا الله 
وإياك . 

ذكر عن عائشة أنها قالت: لا تقولوا للسائل : بارك الله فيك». فإنه قد يسأل الْبَرٌ 
والفاجرٌء ولكن قولوا: يرزقنا الله وإياك. 

وقوله (ابتغاءً رَحَمَةٍ من رَبك ترجوها) د يعنى انتظار رزق من ربك . 

ذكر الحسن قال: كان السائل يسأل فيقول رسول الله كك : والله ما أصبح في 
بيوت آل محمد صاع من طعام» وهي يومئذ تسعة أبيات. ولم يكن به شكوى» وللكن 
والله اعتذار منه عليه السلام. 

قوله : « ولا تَجَعَل يَدَكَ مَعلُولََ | إلئ عُنقكَ » أي لا تدع النفقة في حق الله 
فيكون مثلك مثل الذي عَلَْثْ يده | إلى عنقه فلا يستطيع أن يبسطها. 

قال: « وَلا تبسْطهَا كل الْبَطٍ 4 أي : فتنفق في غير حق الله « فَتَفَعُدَ نوما 4 
في عباد الله لا تستطيع أن توسع الناس « مَحْسُوراً # أي : قد ذهب ما في يديك . 
يقول: قد حس 7). 

وقال بعضهم : يقول: لا تمسكها عن طاعة الله ولا عن حقه. ولا تبسطها كل 


(1) قال أبو عبيدة في المجازء ج 1 ص 375: « مَلُوماً مُحْسُوراً) أي : منضى قد أعيا. يقال: 
حسروت البعير. وحسرته بالمسئلة ؛ ؛ والبصر اها إذا رجع كفسو رام 


41 


الاسراء: 30 - 34 تفسير كتاب الله العزيز 


م 11د 1 
البسط أي : لا تنفقها في معصية الله وفيما لا يصلح. وهو الإسراف. قال: ( فَتَقَعدَ 
مَنُوماً ) في عباد الله ( مُحْسُوراً ) أي : على ما سلف من أمره وفرط. 

قوله: « إن رَبِكَ يَبْسُط الرَرْقَ لِمَن يْشَاءُ وَيَقَدرُ 4 أي: ويقتر. وتقتيره على 
المؤمن نظرٌ له. « إنهُ كان بعبّادهِ خبيرا بَصيرا ». 

قوله : < ولا تفتلُوا أَوْلَدَكُم » يعني الموءودة « خشيّة | إمُللى » أي : خشية 
المافة. كان أحدهم يقتل ابنته يدفنها وهي حية حنى تموت مخافة الفاقة. ويغذو 
كلبه . نحن نَردْفُمْ واكم إن قلهُمْ كانَ خطأ كيرأ» أي : ذنبا كبيراً. أي : قتل 
النفس التي حرّم الله من الكبائر. 

قوله : « ولا تقربوا الزنى إِنْهُ كان فَلحسّةً وَسَاءَ سَبيلا » أي : وبئس الطريق . 

قوله : « ولا تَقتلوا النفْسٌ التي حرم اللّهُ إلا بِالْحَقّ © أي : | إلا بالقود؛ أن يقتل 
فتلا فيُقتل بمن قتل. قوله : « وَمَنْ قل مَظْلُوما ََدْ علا وي سُلْطناع أي : القود. 
إلا أن يعفو الولي أو يرضى بالدية إن أُعطيهًا. قوله: « قَلا يُسرف في القتل » أي : لا 
يقتل غير قاتله . < إِنهُ كان مَنصُوراً © أي : ينصره السلطان حتى يقيدّه منه0©. 

وقال بعضهم : ( إِنه كان مَنَصُوراً ) أي : في الآخرة. يعني الذي يُعتدى عليه 
فقّتلء وليس هو قاتل الأول. أي: يُنصر على الذي اعتدى عليه فقتله. 

قوله : : « ولا تَقرَبُوا مَالَ اليتيم, إلا بالتي هي أَحْسَنُ » والتي هي أحسن أن يوفر 


عليه ماله « حَبَّى يِبلُعَ أَشْدهُ 4 © أي : : حتى إذا بلغ أشده دفع إليه ماله إن أونس منه 
و3 , 





(1) قال الفراء في المعانيى ج 2 ص 123: «وقوله : إِنْهُ كان منصُوراً ) يقال: إنولة كان متصورا. 
ويقال: الهاء للدم. إن دم المقتول كان امتسيورا + لأنه ظلم . وقد تكون الهاء للمقتول نفسه. 
وتكون للقتل لأنه فعل فيجري مجرى الدم., والله أعلم بصواب ذلك». 

(2) روى عن ابن عباس أنه قال: «الأشد ما بين ثماني عشرة إلى ثلاثين». 

(3) جاءت العبارة ناقصة في ودىء فأئبت التصحيح من زء ورقة 2184 ومن سعء ورقة 9. 


418 


الجزء الثاني الاسراء: 34 - 37 


قال بعضهم : لما نزلت هذه الآية اشتدّت عليهم فكانوا لا يخالطونهم في المال 
ولا في الماكل فجهدهم ذلك فنسختها هذه الآية ( وَإِنْ تَخَالِطُوهُمٌ فإخوانكُم وَاللّهُ 
يِعلْم المْفْسدَ مِنَ المصلح ) [البقرة: 220]. 

00 « وأوفوا بالعهد 4 يعني ما عاهدتم عليه فيما وافق الحق . « إن العهد 
كان مَسْتُولا » ا مطلوباء يسأل عنه أهله الذين أعطوه. 

قوله: « وَأَوفوا الكيْلَ إِذَا كلتم وزنوا بالقسطاس المُستقيم » والقسطاطس 
العدل بالرومية « ذلك خير » أي: إذا وفيتم الكيل وأقمتم الوزن. « وَأَحْسَنٌ 
تأويلا 4 أي : خير ثواب وكير عائية: 

قوله : « ولا قث تقفٌ ما ليس لَك به عِلْم إن السَمُمٌ وَالبَصَرٌَ وَالفُوَادَ كُل ُلك كان 
عَنْهُ مَسْتُولا # أي : لا تقل رأيت ولم ترء أو سمعت ولم تسمع فإن الله سائلك عن 
ذلك كله9 , 


قال الحسن : لا تقف أخاك المسلم من بعده إذا مر بك فتقول: إني رأيت هذا 
فعل كذا وكداء ورأيت هذا يفعل كذا وكذاء وسمعته يقول كذا وكذا لما لم تر ولم 
تسمع . . (كُلٌ أُونئكَ كان عنهُ مَسْوُولا ) ٠‏ أي لاتقل رأيت وسمعت فإن الله سائلك 
عن ذلك كله. أي : يسأل السمع على حدّة عما سمع. ويسأل البصر على حدة عما 
رأى» ويسأل القلب عما عزم عليه. 


0 وبخمير في الأض مرحأ » أي ان و (في) في هذا 

مثل قوله : ذلك ب بما ىت تقر حون في ٠‏ الأَرْض بغير الحقّ وبما ست 0 

(1) لا تقف من قفوت الأثر إذا تتبعته . قال أبو عبيدة في المجاز ج 1 ص 379: «مجازه: ولا تتبع ما 

لا تعلمه ولا يعنيك. وذكر أن النبي كي قال: «نحن بنو النضر بن كنانة لا نقذف أمُنا ولا تقفو 

امن ا ل 1 من ا و اه 0 
را 007 





419 


الاسراء: 37 - 42 تفسير كتاب الله العزيز 





[غافر: 75] وكقوله : ( وَقَرِحُوا بالْحَيْوةٍ الدّنيًا ) [الرعد: 26] يعني المشركين الذين لا 
يقرون1 بالآخرة. 

قال: هإنك لَنْ تَحْرِقَ الأزْض» أي بقدميك إذا مشيت©) . «ِولَن تَبِلْمْ الجبَالَ 
ولا كلذك كان َيه درك موا > في قراءة من قرأها بالرفع. يقول : سي 
ذلك الفعل. ومن قرأها بالنصب يقول كل ذلك كان سيئةٌ توجب عند ربك مكروهاً. 

١‏ ذَلِكَ مما أَوْحئ إِلَيِكَ رَبْكَ مِنَ الجكمّة ولا تَجَعَلُ مَْ الله إنهاً آخر ُتلق في 
جَهَم لوقا مُدُخوراً » أي : لوقا في نقمة الله فلخورا في عذاب الله . والمدحور 
المطرود المبعد المقصى عن الجنة في النار. 

قوله : « أنََصْمَيكمْ رَبْكُمْ بالبنِينَ وَاتحَدَ مِنَ الملبِكةٍ إننثا #4 على الاستفهام . 
أي لم باعل للقي تقرنويم : إن الملائكة بنات الله . « إِنَكُمْ لَتَقولُونَ قَولا ععظيما ©. 

قوله : «ولقدٌ صَرفنًا في هذا القرَء ان لِيذْكرُوا» أي ضربنا في هذا القران 
الأمثال» ل أنا أهلكنا القرون الأولى ليذكروا _-0-0 لعله 0 00 العا 
0 إلا ىا لأمر الله يعني لس 00 شي ء كقرو ابه وتقروا. 

ذكروا ٠‏ عن الحسن أنه قال: قال رسول الله ييخ : والذي نفسي بيذه لتدخلن 
الجنة إلا أن 7 حزيوا على القاكنا د الجر على أقلذ ثم تلا هذه الآية: ( وَلَْقَدُ 
صرفنًا في هذا القرآن ليذّكُرُوا وما يزيدُهم إلا فور 0 


(1) كذا في د وع: «لا يقرون». وفي ق: «لا يقولون». وفي سع «لا يفرحون» وهذه الأخيرة أنسب. 

(2) وقال أبو عبيدة في المجاز. ج 2 ص 380: «مجازه: لن تقطع الأرض . . . وقال اخرون: إنك لن 
تنقب الأرض» وليس بشيء». ظ 

(3) رواه يحيى بن سلام هكذا: «يحيى عن الحسن بن دينار» عن الجريري عن يعلى بن عطاء 
قال: قال رسول الله كلِ. . . . ولم أعثر عليه فيما بين يدي من المصادر. 


0400 


الجزء الثاني الاسراء: 42 - 45 





قرأها بالياء فهو يقول: إنه قال للنبي: قل لهم: ( لو كان مَعَهُ آله ). ثم أقبل على 
النبي فقال: 00 . ومن قرأها بالتاء فهو يقول: إنه قال للنبي: قل لهم: ( لو 
كَانَ مَعَهُ ألهّة) كما نْ؟ٍ < إذا لابتغوا © يعني الآلهة لو كانت الهة « إلى ذي 
العرش سَبيلا » 6 إذا لطلبوا إليه الوسيلة والقربة. وقال بعضهم : إذاً لعرفوا له 
فضله عليهم ولابتغوا ما يقرّبهم إليه. 
0013103217 0 
كبيرأ » أي : ارتفاعا عظما : 
( تسبح لَه السَّمَلوت السّبْعٌ © أي : ومن فيهن 9 وَالارْض وَمَنْ فيهن 4 أي : 
ل يا ا « إن مْنْ شَيْءِ إلا يُسَبَحُ مده نكن لآ 
تفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ نه 10 
ويسبح الأصل . 0-0 0 لم يسبح وتسبح 0". 
قال ( وَلكن لآ تَفْقَهُو نَّ تَسْبيِحَهُمْ إِنهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً ) كقوله : وَل بُوَاخد 
اي الح وري وي وام 
__القطر فأهلكهم. قال: ( عَفُورا ) لهم أي : إن تابوا. وقال بعضهم: ( حَلِيماً ) أي : 
عن خلقه فلا يعجل كعجلة بعضهم على بعضء. غفورا لهم إذا تابوا وراجعوا الحق . 
قوله: « وَإِذَا قَرَأتَ القرآنَ جَعَلْنا بَينكَ وَبْيْنَ الذينَ لآ يُومنونَ » أي: لا 
يصدّقون 8« بالآخرّة حجَاباً مُسْتوراً » أي : جعل الله الكفر الذي كان منهم حجاباً لهم 
حجبهم به عن الإيمان. 


(1) كذا في ع وق» وفي د : ويسبح الأصل ؛ وما أثبته هر العتواتة. وانظر في معاني الفراء ج 2 ص 
4 - 125 بيانا لغويا شافيا في تذكير قوله تعالى : ( يسبح ) أو تأنيئه» وروى الفراء في اخر كلامه 
قولا لسعيد بن جبير قال: «كل تسبيح في القرآن فهو صلاة» وكل سلطان حجة. هذا لقوله : 
( وإن مُنْ شَيْءٍ إلا يُسَبْحْ بِحَمْدِه )». 


411 


الاسراء: 46 - 47 تفسير كتاب الله العزيز 





١‏ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أكنة أن يُفْمَهُوهُ 4 أي : لثلا يفقهوه ط وَفِي َاذَانِهمْ وفرع 
وهو مثل قوله : ( وتم عَلَى سَمعِه وقلبه وجعل على بصره غشاوة » [الجائية: 23] 

قال بعضهم : ( حجَاباً مُسْتوراً ) وهو أكنة على قلوبهم بأن لا يفقهوه. أي : إنما 
جعل الله الكفر حِجَاباً على أهله لا يفقهون معه الحق ولا يقبلونه لتديّنهم بالكفر 
وتعلقهم به©. 

قوله: « وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبك في القَرْءَانِ وَحْدَهُم أي : إذا قلت لا إلنه إلا الله 
« وَلَوا عَلَى أذبئرهم نفورا * أي : أعرضوا. وقال بعضهم: إن المسلمين لما قالوا لا 
إله إلا الله أنكر ذلك المشركون وكبرت عليهم وضاق بها إبليس وجنوده . وهو كقوله :: 
( أَجَعَل الآلهة إللها واجدا إن هَذًا لَشيَءٌ عُجَابٌ ) [سورة ص: 5]. قوله: ( وَلوا 
عَلَىْ أدبارهم نفورا ) أي : أعرضوا عنه ونفرت منه قلوبهم. وما برحت أبدانهم من 
أماكنهاء وإنما نفروا بقلوبهم بالإعراض والتكذيب. 

قوله: ط نَحْنُ أَعْلّمْ بِمَا يَسْتمِعُونَ به إذ يَسْتمِعُونَ إَِيِكَ وَإِدْ هُمْ جو » أي : 
يتناجون في أمر النبي عليه السلام. 8« إِذْ يُقول الظَلِمُونَ» أي: المشركون « إِنْ 
تتبعُونَ إلا رجلا مُسحورا 4. 

الب ل ا وجري يل بررعاة يود ب 
في رهط من قريش قاموا من المسجد إلى دار في أهل الصفا فيها نبي الله يصلي. 
فاستمعوا. فلما فرغ نبي الله من صلاته قال أبو سفيان لعتبة: يا أبا الوليد. أناشدك الله 
هل تعرف شيئاً مما يقول؟ فقال عتبة: اللهم أعرف بعضاً وأنكر بعضاً. فقال أبو 
جهل : وأنت يا أبا سفيان؟ قال أبو سفيان: اللهم نعم. فقال أبو سفيان لأبي جهل: يا 


(1) هذه الجملة الأخيرة من كلام الشيخ هود الهواري. موجودة في المخطوطات الأربع دوت سع ء 
ور. 

(2) وهذه الجملة أيضا من قوله: إنما جعل الله الكفر. . . » وهي تأكيد للمعنى الأول من زيادات 
الشيخ هود انفردت بها المخطوطات الأربع . 


002 


الجزء الثاني الاسراء: 48 - 49 





أبا الحكم هل تعرف شيئاً مما يقول؟ قال أبو جهل: لا والذي جعلها بَنيّة يعني 
الكعبة» ما أعرف مما يقول قليلا ولا كثيراً وإن يتبعون إلا رجلا مسحوراً. يعني 
المؤمنين أتندوا وجلا تسيكورا . 

وقال بعضهم: [نجواهم أن زعموا أنه]2© مجنون وأنه ساحرء. وقالوا أساطير 
الأولين . 

قال الله : « أنْظر كيت َرَبُوا َكَ الأْقالَ 4 أي : لوم 4 نولم 
ذلك « قلا يَسْتَطيعُونَ سَبيلاً 4 قال مجاهد: مخرجاً [مما قالوا] يعني الوليد بن 
المخيرة واصيحابة .برقال في قوله : ( إِذْ يَسْتَمِعُونَإِلَيكَ ): [هو مثل]9 قول الوليد بن 
المغيرة ومن معه في دار النّدوة©©. 

١‏ وَكَاُوا ذا كنا دما وَرقَأ» أي تراب( فق اتفتمير تاذ «أءنا لمبعُونُونَ 
لقا جَدِيداً 4 على الاستفهام, أي : : لا نبعث. وهو كقوله : ( وَصرّبٌ لَنا مَثلا وَنْسيَ 
َلقهُ َال من يحي العِظَامَ وَِيّ رَمِيم 4 [سورة يس : 8. كان أبي بن خلف أتى 


انبي كل بعظم لخر ففته. ثم قال: يا محمد, أَيُحبِي الله هذا؟ قال الله ( كُلْ يُحْيِيهَا 
الذي أَنشَأهَا أُوْلَ «مَرة» ) [يس: 79]. 


(1) زيادة من سع لتستقيم العبارة . 

(2) هذه الكلمة لم ترد في سع ولا في زء ووردت في المخطوطات الأربع. وهي د 
الشيخ هود. فهل معنى ذلك أن أهل المخطوطات الأربع لم تنقل من نفس المخطوطة التي بين 
أيدينا الآن من تفسير ابن سلام؟ . 

(3) زيادة من تفسير مجاهد.ء ص 396 - 363. 

)4( إشارة إلى معنى قوله تعالى [في صورة ة الأنفال: 310] « وَإِذ يمْكُرٌ بك الذينَ كفْروا يشتوك أو 
يَقتَلوكُ أو يُحْرجَولك كرون 0 الله وَاللهُ خَيْرٌ المْكرِينَ © وقد أيد الطبري تأويل مجاهد 
هذا فقال في تفسيره ج 10 ص 95: «وعني فيما ذكر بالنجوى الذين تشاوروا في أمر رسول الله 


0 في دار الندوة» . 
(5) جاء في معاني القرآن للفراء ج 2 ص 125: «الرّفات: التراب لا واحد لهء بمنزلة الدّقَاقَ 
والخطام» . 


0/03 


الاسراء: 50 - 53 2 تفسير كتاب الله العزيز 





قوله: « قل كونوا حجَارَةٌ أو حديداً » لما قالوا: ( أَإذَا كنا عظاماً وَرقاتاً إنا 
َمَبْعُونُونَ حَلْقاً جَدِيداً ). قال الحسن: فقال الله: ( قُلَ كُونُوا حجَارةَ أو ديد ) « أز 
خَلقاً مُمّا يَكُبْرٌ في صَدُوركُمْ © أي : الموت, أي : إذاً لأماتكم ثم يبعثكم يوم القيامة 
« فَسَيَقُولُونَ من يُعِيدُنَا 4 أي: خلقاً جديداً طقل الذي تطركُمُ أُوْلَ مَرَةِ» 
« فسينغصون ليك رؤوسهم » أي :. فسيحرّكون إليك رؤوسهم تكذيبا واستهزاءً . 
ك0 « وَيَقُولُونَ مَتَىْ هُوَ» يعنون البعث ظ قل » يا محمد 8« عَسَى أن يُكُونَ 
قريبا #. وعسى من الله واجبة؛ وكل ما هوات قريب. 

قال : يوم يَدْعُوكمْ 4 أي : من قبوركم؛ ينادي صاحب الصور أن ينفخ فيه . 
« فتستجيبون بحمده » أي : بمعرفته في تفسير الحسن. وقال بعضهم: بطاعته 
ومعرفته. والاستجابة خروجهم من قبورهم إلى الداعي صاحب الصور إلى بيت 
المقدس. 

قال: « وَبَظُنُونَ 4 أي : في الآخرة « إن لُبتمُ 4 أي : في الدنيا ه إلا ليلا 4 
وهو مثل قوله : ( قَالُوا لَدْنا يما أو بَعْض يَوْم ) [المؤمنون: 113] أي : تصاغرت الدنيا 
عندهم, ومثل قوله: ( وَيَومَ َقَومُ الساعَة يُقَسِمْ المُجَرمُونَ ) أي : المشركون ( ما لَبثوا 
غَيْرَسَاعَةٍ ) قال الله : ( كَذَّلِكَ كَانوا يُوفَكُونَ ) أي : يصدّون عن الهدى. وقال: ( وَقَال 
الذينَ أوتوا العلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَد بم في كِتّاب الله إلَىئ يَوْم البَعْث ) [الروم: 55- 
6 وهي مقدّمة؛ يقول: وقال الذين أوتوا العلم في كتاب الله والإيمان لقد لبتم إلى 
يوم البعث. وقال في الآية الأولى : ( إن لبتم إلا قليلا ) [المؤمنون: 114] أي : إن 
الذي كانوا فيه من الدنيا قليل في الآخرة لأنها لا تنقضي., فعلموا هنالك. أي: في 
الآخرة» أنه كذلك. وقال بعضهم: وذلك مما تحاقرت الدنيا في أنفسهم لما عاينوا 
يوم القيامة . 

قوله : ظ وَقُل لُعبَادِي يَقُولُوا التي هي أَحْسَنٌ # أي : يأمروهم بما أمرهم الله به 


وينهوهم عما نهاهم الله عنه. « إن الشيطن ينرغ بينهم » أي : يفسد بينهم. « إن 
الشْيِطنَ كان للانسان عَدُوَا مبينا # أي : بيّن العداوة. 


4/04 


الجزء الثاني الاسراء: 54 57 





قوله : ربكم عْلَم بكم » أ" بأعمالكم . ٠‏ يعني المشركين + إن يس 
يَرْحَمَكُمُ © أي : : يتوب عليكم فيمنَ عليكم بالإيمان « أو إن يمأ يُعَذَبكُمْ 4 أي : 
بإقامتكم على الشرك ١‏ وما أَزْسَلْتكَ عَلَيْهِم كيلا » أي : حفيظاً لأعمالهم حتى 
تجازيهم بها. 

قوله : « وَرَبِك أَْلَمُ بمَنْ في السْموْتٍِ والازض, وَلَْدْ مَضلْنَا بَعْض النيينَ 
عَلَى بَعْض ». قال الحسن : كلم بعضّهمء واتخذ بعضهم خليلاء وأعطى بعضهم 
إحياءً الموتى . « وءَائَيْنَا دَاوُد زَبُوراً . وهو اسم الكتاب الذي أعطاه الله. قال 
بعضهم : بلغنا أن الزبور دعاء علمه الله داودء» وهو تحميد وتمجيد لله وليس فيه 





حلال ولا حرام ولا فرائلض ولا حدود. 


ذكروا أن رسول الله يكلِ قال: لا تخيّروا بين الأنبياء9». وذكر الحسن قال قال 
رسول الله كله : أنا سيد ولد ادم يوم القيامة© . 


ا « قل ادعُوا الذينَ رَعَمْتَم منْ دُونه 4 يعني الأوثان « قلا يَمِْكُونَ كَشْفَ 
الصرٌ عَدْكُم ولا 4 يملكون « تويلا 4 أي : لما نزل بكم من الضر. أي : أن تحولوا 
ذلك الضر إلى غيره أهون منه. 


قوله : ل اولك الذين يدون عون | إلى ربهم الوسيلة » أي : : القربة « أَيِهُم 


(1) حديث متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب التفسيرء سورة الأعراف؛ باب ولما جاء موسى 
لميقاتنا عن أبي هريرة بلفظ : «لا تخيروني من بين الأنبياء». وفي رواية له أخرى في كتاب 
الأنبياء بلفظ : ولا تخيروني على موسى». وأخرجه مسلم في كتاب الفضائل», باب من فضائل 
موسى عليه السلام (رقم 2373) عن أبي هريرة بلفظ : «لا تخيروني على موسى». وبلفظ : ولا 
تفضلوا بين أنبياء الله». وعن أبي سعيد الخدري (رقم 2374) «بلفظ لا تخيروا ؛ بين الأنبياء» وانظر 
البغوي» شرح السنة ج 13 ص 204 - 207. 

(2) أخرجه مسلم في كتاب الفضائل. بات تفغبيل نبينا 888 على جتميغ الخلائق عن ابي هريرة (رقم 
8) ولفظه : «أنا سيد ولد آدم وأول من ينشق عنه القبر وأنا أول شافع وأول مشفع». وأخرجه 
بهذا اللفظ نفسه أبو داود في كتاب السئة. باب في التخبير بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام 
(رقم 3 . 


0405 


الاسراء: 57 - 59 تفسير كتاب الله العزيز 


َكْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمْتَهُ » أي : الجنة « وَيَحَافُونَ عَذَابَهُ 4 أي : النار ه إِنْ عَذَابٌ رَبك 
كَانّ مَحْذُوراً # أي : يحذره المؤمنون. 

ذكروا عن عبد الله بن مسعود أنه قال: نزلت في نفر من العرب كانوا يعبدون 
نفرا من الجن» فأسلم الجنيون ولم يعلم بذلك النفر من العرب . قال الله : ( أولنعك 
الذينَ يَذُعون) يعني الجنيين الذين يعبدهم هؤلاء (يبتغون إِلَى ربهم الوسيلة. . . ) 
إلى آخر الآية . 

وتفسير الحسن : أنهم الملائكة وعيسى. يقول: أوللفك الذين يعبدهم 
المشركون والصابئون والنصارى. لأن المشركين قد كانوا يعبدون الملائكة والصابئون 


يعبدونهم : 
قال بعضهم : بلغنا أن ال بني مليكة© كانوا تعبدود الملائكة والنصارى تعبد 
عيسى . قال: فالملائكة وعيسى الذين يعبد هؤلاء ( يَبْتَعُونَ إلى بهم الوسيلة أَيهُمٌ 


أقرب ويرجون رحمية افون عَذَابَهُ ). 

قوله : « إن مُنْ قري إلا نْنٌ مُهْلِكُوها قَبِلَ يوم القيلمّة4 أي : تموت بغيز 
عذاب # 97 وها عَذَابا شديداً « أي : يكون موتهم بالعذاب . 

قال بعضهم: قضى الله إما أن يهلكوا بموت أو بعذاب إذا تركوا أمرّه وكذبوا 
رسله. يعني إهلاك الأمم بتكذيبها الرسل. 

« كان ذلك في الكبّتب مُسْطوراً © أي: مكتوباً. وقال في آية أخرى: ( كل 
نفس ذَائِقَهَ المَوت ) [آل عمران: 185]. 

قوله: ط وَمَا مََعَنَا أن نرْسِلَ بالأيّنت إلا أَنْ كَذَّبَ بها الأوُونَ 4 أي : إن القوم 
كانوا إذا سألوا نبيهم الآية فجاءتهم الآية. لم يؤمنوا فيُهلكهم الله. وهو كقوله: 


(1) كذا فى المخطوطات الأربع . «بلغنا أن آل : بني مليكة كانوا يعبدون الملائكة» ولم أعثر على 
انتم عه القبيلة فيما بين يدي من مصادر التاريخ. ولم ترد الكلمة في سع ولا في ز. 


0/6 


الجزء الثاني الاسراء: 59 - 60 





( فَالُوا ) يعني مشركي العرب للنبي : ١‏ فَلْيابَنا بآيةِ كما أَرْسِلَ الوُونَ ) أي : موسى / 
وعيسى والرسل التي جاءت قومها الايات . قال الله : (مَاءَامَنت قَبَلَهُم مَنْ قَرْيَةِ ) أي : : 
من أهل فرية ( أَهْلَكنَاهًا أَفَهُمُ يومنون ) [الأنبياء: 5 - 6] أي : لا يؤمنون بجر 1 
أية. وقد أخر الله عذاب كفار اخر هذه الأمة بالاستئصال إلى النفخة الأولى . قال: 
( وَمَا معنا أن رْسِلَ بالآيَاتِ ) إلى قومك يا محمد ( إل أنْ كدب بها لأونُونَ ) وكنا إذا 
أرسلنا إلى قوم باية فلم يؤمنوا أهلكناهم . فلذلك لم نرسل لهم بالآيات. لأن اخر كفار 
هذه الأمة أخروا إلى النفخة الأولى . 
قال بعضهم: قال أهل مكة للنبي عليه السلام: إن كان ما تقول حقّاء ويَسُرك 
أن نؤمن لك فحول لنا الصفا ذهباء فأتاه جبريل فقال: إن شئت كان الذي سألك 
قومك. ولكن إن هم لم يؤمنوا لم ينظرواء وإن شعح شئت استأنيت بقومك . قال: لاء بل 
أستاني بقومي©. فأنزل الله [( وَمَا مَنَعَنَا أن نُرْسِلَ بالآيّات لآ نْ كَذّبَ بها 


م 68 أمزمرا 


لأولُونَ )]" وأنزل: (مَا آمَنَتْ قَبْلّهُم مُنْ كَريَةِ أمْلكْنَاهَا أََهُمْ يُومِنُونَ ). 

قوله : «وَءَائَيَْا كَمُودُ الناقَة مُبْصِرّة © أي : بيّئة . [وقال مجاهد : آية]© « فَظَلَمُوا 
بهَا » أي : : ظلموا أنفسهم بعقرها ظ وَمَا َرْسِل بِالآينتٍ إلا تخويفاً 4 . أي : يخوفهم 
الله بالآيات فيخبرهم أنهم إذا لم يؤمنوا بعد مجيء الآية عذّبهم. 

قوله : ١‏ وَإِدْ قلنَا لَكَ » أي: أوحينا إليك « إن رَبّكَ أَحَاط بالنّاس » قال: 


(1) رواه ابن سلام بهذا السند: سفيان عن سلمة بن كهيل عن عمران عن ابن عباس. وأخرجه أحمد 
في مسنده والنسائي وغيرهما عن ابن عباس . وأخرجه ابن جرير الطبري من طريق آخر عن ابن 
عباس وعن سعيد بن جبير. 

(2) سقطت هذه الآية من المخطوطات ومن سع كذاء وإيرادها هنا ضروري لأنها محل الشاهد في 
هذا الخبر. وهي مذكروة في تفسير الطبري ج 5 ص 2.108 وفي الجر المتررع 90# . 

)3( زيادة من تفسير مجاهد. ص 364. وقال الفراء في المعاني ج 6 ص 126: «وقوله ( الناقة 
مُبْصِرَة ) جعل الفعل لها. ومن قرأ ( مَبْصَرَة ) أراد مثل قول عنترة : عي 1 
فإذا وضعت مفعلة في معنى فاعل كفت من الجمع والتأنيث» فكانت موحدة مفتوحة العين, لا 
يجوز كسرها. العرب تقول: هذا عشب مَلبئة مُسْمَئة» والولد مَبِخُلة مَجبَنة. . . ». 


0407 


' الاسراء: 60 تفسير كتاب الله العزيز 





عصمك من الناس» أي : منعك منهم فلا يصلون إليك حتى تبلغ عن الله الرسالة . 
كقوله ( وَاللَهُ َعْصِمُكَ مِنَ الثاس ) [المائدة : 67] أي : أن يصلوا إليك حتى تبلغ عن 
الله الرسالة. وكقوله: ( عَالِم العَيْب قَلا يُظهِرٌ عَلَى غَيْيِهِ أحذَا إلا من أَرتضى من 
سول فَإنَهُ َلك مِنْ بين يَدَيْهِ ) أي : من بين يدي ذلك الرسول ( وَمِنْ حَلْفهِ رَصّدا ) 
أي : رصداً من الملائكة ( لِيَعْلَمَ ) أي : ذلك الرسول ( أَنْ كَدُ أَبلَغوا رسّالات ربهم 
وَأَحَاطٌ بم لَدَيْهُم ) [الجن: 28] أي: أحاط الله بما لديهم حتى يبلغوا عن الله 
الرسالة . 
ذكروا أن مجاهداً قال: أحاط بالناس» فهم في قبضته. 


بوم وس واي الب مو يي ا 
زائع كذا وكذا فيه شجرة» فليدع غصاً منها يأته . فانطلق إلى الوادي فا دعا خض 
منها. فجاء يخط في الأرض خطأ حتى انتصب بين يديه. فحبسه ما شاء الله أن 
مخافة على 00). 

قوله : « وما جَعَلنا الرقيا التي رَيْنكَ »م يعني ما أراه الله ليلة أسري ب وليس 
برؤيا المنام. ولكن بالمعاينة « إلا فتنةَ للثاس » يعني مشركي مكة. 

إن النبي عليه السلام لما أخبرهم بمسيره إلى بيت المقدس ورجوعه من ليلته 
كذب بذلك المشركون فافتتنوا بذلك. 

وقال بعضهم : ( وَمَا جَعَلْنَا الرؤيا التي أَرَيْنَاكَ ) أي : ما أراه الله من الآيات 
والعبر في مسيره إلى بيت المقدس ( إلا فتنة للناس ) أي: إلا بلاء للناس. أي : 
المشركيزة. 

وقال الحسن: إن نفراً كانوا أسلموا ثم ارتدوا عند ذلك . 

)1( رواه يحيى بن سلام عن الحسن فرشل : 


408 


الجزء الثاني الاسراء: 60 - 62 


قال : التي المَعُونَةَ في القرء ان» يقول: وناستفلنا أنف] العدية الماعرة 
في القران. يعني شجرة 6 ارقو وهو تفسير مجاهد والحسن,ء إلا فتنة للناس» أي : 
لما نزلت دعا أبو جهل بن هشام لعنه الله بتمر وزبد فقال: تعالوا تزقمواء فما 
نعلم الزقوم إلا هذا. فأنزل الله : ( إِنّا جَعَلْنَاهَا فته لْلظَالِمِينَ » أي : للمشركين ( إِنْهَا 
شَجَرَة تَخْرُحٌ في أَصْلٍ الجججيم . . . ) إلى آخر الآية [الصّافات : 63 - 64] فوصفها 
ووصاف كياب بأكلرنهن فى النان: وقال الحسن : يعني بقوله : الملْعُوَة في الفرآنٍ ) 
اق إن أكَلَبَها ملعونون في القرآن. كقوله: ( واسأل القرية التي كنا فيهًا ) [يوسف: 
2 وإنما يعني أهل القرية. 
قال: « وَنْحَوْفُهُمُ # أي: بشجرة الرُقُوم « فَمَا يِريدُهُمْ #4 أي: تخويفنا 
إياهم بها وبغيرها « إلا طَعْيلنا كبيراً . 
قوله: « وَإِدْ قُلْنَا للْمَلئكَة اسْجَدُوا لآدَم فَسَجَدُوا إلا إبليس قَالَ َأْسَجَدُ لِمَنْ 
خَلَفَتَ طيناً 6 أي : من طين . كقوله : ( هُوْ الذي حَلَقَكُم مّنْ طين ) [الأنعام: 2] وقال 
إبليس : ( خَلقتنِي من ار وَخَلَقتَهُ مِنْ طين ) [سورة صص: 76]» وقول إبليس : 
ل عر الاستفهام. أي: لا أسجد له. 
ثم قال: « قَالَ أرءَْيكَ هنذا الذي كَرّمْتَ عَلَيّ 4 فأمرتتي بالسجود له « لَيْنَ 
رن إن يوم القيَلمَة لاحتنكنٌ ذُرَيْتَهُ إلا قليلا ». فال ماهد لأحتوينهم . وقال 
الكلبي : لأستولين على ذريته.ٍ أي : فأضلهم , 56 وقال الحسن: لاستأصلن 
ذريته. يعني يهلكهم, إلا قليلاء يعني المؤمنين9© 


وهذا القول منه بعد ما أمر بالسجود. وذلك ظنّ منه حيث وسوس إلى آدم فلم 
(1) وقد جمع أبو عبيدة هذه المعاني المتقاربة بتعبير أدق ققال في المجازء ج 1 ص 384: 


«( لأسْستكنٌ دُرَيْنَهُ إلا قليلا ) مجازه: لأستَمِيلانُهُمْ ولاستأصائهم». يقال: احتنك فلان ما عند 
فلان أجمع من مال أو علم أو حديث أو غيره . [أخذه كله واستقصاه])». 


429 


الاسراء : 63 - 64 تفسير كتاب الله العزيز 


له عزماء ا صبراً. فقال: بنو هذا فى الضعف مثلّه. وذكروا أن إبليس كان 

ا قبل أن ينفخ فيه الروح. فلما للم الخبيث أجوف عرف أنه لا يتمالك . 

قوله: ظ قَال آذْهَبٌ فَمَنْ تَبِعَكَ منهُمْ فإن جَهَنمَ جَرَاوْكُمْ جَرَاءُ مُوفورا » قال 
مجاهد : وافراً. 

قوله : « وَاستفزز من استطعت منهُم بصَوتك » يعني بدعائك. أي: 
بوسوستك©. ط وَأَجلِبٌ عَلَيِهِمْ بِخَيْلكَ وَرَجْلِك 4. 

قال مجاهد: كل فارس في معصية الله فهو من خيل إبليس. وكل راجل في 
معصية الله فهو من رَجل إيليس. وقال بعضهم: رجاله الكفار والضلال من الجن 
والإنس . وكان الحسن يقرأها: ( وَرجَالِكَ ) وقال: وإن له خيلاً وإن له رجالا . 

قوله: « وَشَاركهُمْ في الامول وَالاوْلْدِ » قال الحسن: شركته إياهم في 
الأموال أنه أمرهم. أي: وسوس إليهم. فأخذوها من حرام وأنفقوها في غير حقها. 
وشركته إياهم في الأولاد أن الله أعطاهم أولادأ على الفطرة فصبغوهم فودا ونصارى 
أو يونا أو عابدي وثن. 

وقال الكلبي : شركته إياهم في الأموال ما كانوا يحرّمون مما أحل الله لهم. وكل 
ما أصابوا من غير حلّه ووضعوه في غير حقه. وشركته إياهم في الأولاد ما ولد من 
الزنا. 

قوله : « وَعِذْهم » أي : بالأماني , أي : بأنه لا بعث ولا حساب ولا جنة ولا 
نار. وهذا وعيد من الله للشيطان. كقول الرجل : اذهب فاجهد على جهدك. وليس 
على وجه الأمر له 

قال: « وما َعَدُهُمْ الشيطىٌ إلا غُرُوراً ». 


)1( قال أبو عبيدة في المجاز: ( استمُزِر مَنِ اسْتطغت ) أي : استخفف » واستجهل . ( بخيلك 
وَرَجْلِك ) جميع راجل» بمنزلة تاجر والجميع تجر, وصاحب والجميع صحب» . 


0410 


الجزء الثانى الاسراء: 65 - 69 





قال: « إِنْ عِبَادِي لَيِْسَ لَكَ عَلَيهِمْ سُلْطنٌ» يعني المؤمنين. أي : من يلقى 
لله مؤمناً فليس له عليهم سلطان أن يضلهم . « وَكفَى بِرَبّكُ وكيلا 4 أي : "عورا 
ومانعاً لعباده المؤمنين . 


قوله : رَبكُمْ الذي يُرْجِي لَكُمْ القُلكَ في البخر» أي : يجريها في البحر 
« لببتَغوا مِنْ فَضله » أي : طلب التجارة في البحر 8« إِنهُ كَانَ بكُمْ رَجِيماً © فبرأفته 
ورحمته سخر لكم ذلك. والرحمة على الكافر في هذا رحمة الدنيا. 


9 وَإِذًا مَسَكُمْ الرٌ 4 أي : اذهران ١‏ في لبر ضَلُ مَنْ تَدْمُونَ © أي : : ما 
تدعون من دونه ضل عنكم . قال ٠:‏ < إلا إِيَاه 4 تذعويه . كقوله : بل إِيَاهُ تَدْعُونَ ) 
[الأنعام : 41], يعلمون أنه لا ينجيهم من الغرق إلا الله. قال: « فَلَمًا نَجَيِكمُ إِلَى 
البَرَ أَعْرَضْتَمْ 4 عن الذي نجاكم ورجعتم إلى شرككم 9 وَكَانَ الإنْسَانُ كَمُوراً 4 يعني 
المشرك.. 

قال : ل أَفَمتمْ أن يُحْسِف بِكُمْ جَانْبَ البَرم كما خسف بقوم لوط وبقارون. 
أوْيرْسِل عَليكُمْ حَاسِبا > أي الجار المتحاء جع زه كبا قال العو ركد 

بع الدين رجو من القرية فأرسل عليهم الحجارة وخسف بأهل القرية. ثم 
جدُوا لَكُمْ كيلا 4 قال بعضهم: فكيعا وله تضييرا 

< أمْ آمتم أن يُعبدَكُمْ فيه 4 أي : فى البخر ا« تازة أخْرّى > اى : : مرة أخرى 
تايل عل سنا من الع » نامف من اقرز 00 
ل بالعذاب . ملايَحَاتُ 9 التبعة. لخر ليو 7 


بعضهم ' : ولا يخاف أن يتبّع بشيء مما أصابكم. وقال مجاهد: ( تبيعاً ) أن 
ار . 


(1) الثائر هنا هو الذي يطلب دم القاتل حتى يدركه . يقال: ثأر القتيل وبالقتيل إذا قتل قاتله . والثائر: - 


04131 


الاسراء: 70 تفسير كتاب الله العزيز 


قوله : ( وَلْقَدُ كرمنا , در وَحَمْلَنْهُمْ في الْمرْ والبحر وَرَزَقَتهُمْ من مْنّ الطيبّنت 
وَفَصُلْتَهُمْ عل بير ممْنْ حَلَفَاتَْضِيلا ». 

ذكروا أن رسول الله يكِهِ وأصحابه كانوا فى سفر فأتوا على برك من ماء فكرعوا 
فيها© فقال لهم رسول الله يله : اغسلوا أيديكم واشربوا منها © فنزلت هذه الآية عند 
ذلك. 


( وَرَرَقناهُم من ا 0 من الخبز زاللك والعسل 
والسمن وغيره من طيبات الطعام والشراب فجعل رزفهم أفضل من رزق الدواب 
والطي© , 


3 الذي لا يبقى على شيء حتى يدرك ثأره؛ وليس هو اسم فاعل من ثار يثور ثورة وثوراناء إذا هاج 
وغضب. وإنما هو من ثآر يثأرء فالهمزة فى الأول أصلية وفى يي الثاني منقلبة عن أصل واوي. 

(1) كرع في الماء يكرع كروعا وكرّعاً: تناول الماء بفيه من موضعه من غير أن يشرب بكفيه أو بإناء. 
وفي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي يل دخل على رجل من الأنصار ومعه 
صاحب له فقال له النبي كك : إن كان عندك ماء بات هذه الليلة في شنة وإلا كرعنا. قال: 
والرجل يحول الماء في حائطه. . إلى آخر الحديث. أخرجه البخاري في كتاب الأشربة» باب 
شوب اللبن بالماء. وترجم البخاري في كتاب الأشربة» باب الكرع في الحوض . وعبارة سع. 
ورقة 11. وجاءت هكذا: «فمروا 7 فيها ماء فوضع بعضهم رؤوسهم يشربون منها فقال 
رسول الله كل: «اغسلوا أيديكم. . 

)2( أخرجه ابن ماجه في كتاب 0 باب الشرب بالاكف والكرع (رقم 3) عن ابن عمر. 
وأخرجه البيهقي في الشعب عن ابن عمر أيضا ولفظه : «لا تكرعواء ولكن اغسلوا أيديكم. ثم 
اشربوا فيهاء فإنه ليس إناء أطيب من اليد». 

(3) تكريم الله لبني آدم وتفضيله إياهم أعم وأكثر من أن يحصرا في وجه من الوجوه. أو أن يخص 
بهما طيبات الرزق من مأكل ومشرب وملبس ومسكن ومركب أو من خلق الإنسان في أحسن 
تقويم. فحذف المعمول يؤذن بالعموم. ثم إن نعمه علينا لاا تعد ولا تحصى . والاؤه على 
العالمين أجل وأعظم من أن يحيط بها علم. أو يفي بحقها وصف. وإن فيما حققه العلم 
الحديث من معجزات. وما وفرته المدنية من وسائل الرفاهية ولين العيش لأكير شاهد على 
إعجاز هذه الآية وتناولها لكل معاني التكريم والتفضيل. فلا وجه لتخصيص بعض المفسرين - 


402 


الجزء الثاني الاسراء: 71 - 74 





قوله : « يوم نذغو كل أناسٍ بإملمهم م . أي : بكتابهم ‏ أئ: ما نسخت 
عليهم الملائكة من أعمالهم. وقال بعضهم: ( بِإِمَامِهم ) أي : بنبيّهم قال: ( فمن 
أوتي كتلبه بيمينه فأُولَئِكَ ادن كتنبهم 4 وقد فسرناه قبل هلا الموضء”") ج ولا 
يَظلمون قتيلا 4 وقد فسرناه في سورة النساء© , 

9 مه ه اير ده مام اهلع ا 2لأسماى | 6 1 1 

قوله : ومن كان في هذه أعمى فهو في الأخرة أعمى وأضل سَبيلا # قال 
بعضهم: من كان في هذه الدنيا أعمى. أي : عما عاين فيها من نعم الله وخلقه 
وعجائبه فيعلم أن له معاداً وأشباه هذا مما جعله الله تبصرة للعباد فيعلمون أن البعث 
حى فهو فيما بيغيس عنه من أمر الآخرة أعمى وأضل 5-0 أ وأضل طريقا. 

وقال الحسن : من كان في هذه الدنيا أعمى . وهو الكافر عمي عن الهدى. فهو 
في الآخرة أعمى في الحجة. أي : ليست له حجة. كقوله: ( لم حشرتي أَعَمَىئ ) 
رطه: 125]. 

قوله : « وَإِن كَادوا يَفَْنُونَكَ » أي : ليضلونك. وقال بعضهم : ليصدونك 
< عَن الذي أَْحَيْنا إَِيِكَ 4 أي : القرآن « لِتَفْمَريَ عَلَيْنا غيرهُ وإذاً لأنَحَذُوكَ ليلا 4 
أي : لو فعلت. 

وذلك أن المشركين خلوا ب: حا لد الجادم رحد دناليات فقالو ” 
يامحمدء إن الذي جئت به لم يجىء ء به أحد من قومك. ورفقوا به. وقالوا له : كف 
عن شتم الهتنا وذمّها وانظر في هذا الأمرء فإن هذا لو كان حقاً لكان فلان أَحقٌّ به 
منك. وفلان أحق به منك. فأنزل الله : ( وإن كادوا ليفتتونك ا . ) الآية. 


- لبعض منها دون بعض . فاللهم وفقنا إلى شكرك على ما أوليته إيانا من نعم. وعلى ما غمرتنا به 
من إحسان ومن مظاهر التكريم والتفصيل, يا منان يا كريم. يا وهّاب. 

(1) انظر ما مضى قريبا في هذا الجزء ص 411. 412. 

(2) انظر ما مضى في هذا التفسير ج 1 ص 388. 


0413 


الاسراء: 74 - 77 ظ تفسير كتاب الله العزيز 


ٍ تيا أ قليلاً إذا لأذَقْتَكَ لو فعلت « ضِْعْف الحَيّوة # أي: عذاب الدنيا 
ضعف المَمات » أي : عذاب الآخرة « ثُمْ لآ تجدٌ عَلَيْنَا تصيراً #4 أي : مجهي 
00 
قوله : « وَإِنْ كَادُوا ِيُسْتَفِزُونَكَ مِنَّ الأزض, # أي : قد كادوا يستفزونك من 
الأرض.». يعنى أرض مكة(0© « ليُخرجوا كَ منهًا وإذاً ل يَلبُعُونَ خلنفك » أي : بعدك 
إِذْ فيلا سُنهَ مَنْ قد أرْسَلْنَا قبْلّكَ من رُسُلنَا ولا تَجدٌ لِسُنْينَا تخويلاً ». 


قال بعضهم: هم أهل مكة بإخراجه من مكة ولو فعلوا ذلك ما نوظروا؛ ولكن 
اله كهم من [خراببه حتى أمر له بالخروج. ولَقَل مع ذلك ما لبثوا بعد خروجه حتى 

بعث الله عليهم القتل يوم بدر. وهي في هذا التفسير: [قوله في سورة الأنفال [اية : 
قروو نكر يك إلدين كنريا بكترة از بلرة ارب 

وقال الحسن ' ( لَيَستَِزُونَكَ مِنَّ الأزض, ) أي : ليقتلوك. أي : ليخرجوك منها 
بالقتل. ( وإذاً ل يَلْبَتُونَ حَلْفَكَ ) أي : بعدك ( إل ليلا ) حتى نستاصلهم بالعذاب 
فنهلكهم أجمعين لو قتلوك. ( سُنْةَ مَنْ قَدَ أَرْسَلَْا قَبْلَّ من رُسُلِنَا ) أي : إنهم إذا قتلوا 
نبيّهم أهلكهم الله بالعذاب. ( وَلآ تجدُ لِسَنتنا تَخويلا ) أي: إن سنة الرسل والأمم 
كانت قبلك كذلك؛ إذا كذّبوا رسلهم وأخرجوهم لم ينظروا أن يبعث الله عليهم 
عذابا. 


يُخرجوك 2 وقد فسرناه © , 


ذكروا أن عبد الله بن مسعود قال: أَشَّد الناس عذاباً يوم القيامة من قتل نبياً أو 

له 5 أ مصور 4) ْ 

(1) كذا ذ في المخطوطات الأربع» وفي ز ورقة 187 «مكة». وفي سع ورقة 11 ظ: «أرض المدينة». 
وإذا لم تكن هذه الأخيرة متهوا من النساخ فهي تأويل ضعيف أورده الطبري على أن الذين أرادوا 
أن يخرجوه هم اليهود. والذي عليه جمهور المفسرين أن الآية تعني أهل مكة. وأن الأرض هي 
مكة. ا بو ل 

(2) زيادة من سع. ورقة 11 ظ. وجاءت العبارة في المخطوطات مضطربة. 

(3) انظر ما سلف في هذا الجزء ص : 84 - 85. 

(4) هذه بعض ألفاظ حديث أخرجه أحمد في مسئده عن عبد الله بن مسعود يرفعه إلى رسول الله يكل - 


0414 


الجزء الثاني الاسراء : 78 





قوله: ط أقم الصّلَُوةَ لِدُلُوكِ الشمْس 4 أي: لزوال الشمس عن كبد 
السماء. يعني صلاة الظهر والعصر بعدها. 9 إِلَىْ عَْسَّق اليل » أي : بدو © الليل 
واجتماعه وظلمته ؛ صلاة المغرب عند بدو الليل. وصلاة العشاء عند اجتماع الليل 
وظلمته إذا غاب الشفق. 


قومه. خلى عنهم حتى إذا زالت الشمس عن بطن السماء نودي فيهم: الصلاة 
جامعة. ففزعوا لذلك واجتمعواء فصلى بهم الظهر أربع ركعات لا يعلن فيهن 
القراءة. جبريل بين يدي نبي الله ونبي الله بين أيدي الناس. يقتدي الناس بنبيهم , 
نودي فيهم: الصلاة جامعة» فاجتمعواء فصلى بهم العصر أربع ركعات دون صلاة 
الظهر. لا يعلن فيهن القراءة؛ جبريل بين يدي نبي الله ونبي الله بين أيدي الناس. 
يقتدي الناس بنبيهم ١‏ ونبي الله يقتدي بجبريل . ثم خلى عنهم.» حتى إذا غابت 
الشمس نودي فيهم: الصلاة جامعة . فاجتمعوا فصلى بهم المغرب ثلاث ركعات » 
يعلن في الركعتين الأوليين. ولا يعلن في الركعة الآخرة . جبريل بين يدي نبي الله 
ونبي الله بين أيدي الناس. يقتدي الناس بنبيهم.» ويقتدي نبي الله بجبريل . ثم خلى 
عنهم حتى غاب الشفق وانقضى © العشاء نودي فيهم: الصلاة جامعة. فاجتمعوا؛ 
مصور يصور التمائيل». وانظر الألباني» سلسلة الأحاديث الصحيحة (رقم 281) ج 1 ص :163- 
14 . 
(1) في المخطوطات: «بدء الليل»» وأصح منه ما أثبته من سع. ورقة 11 ظ: «بدو الليل» بمعنى 
ظهوره. 
(2) كذا في المخطوطات: «انقضى العشاء» . وجاء في سع ورقة 12 و: وأيتظأ العشاء» . وكتب على 
هامش الورقة : «أيتظأ أظلم» كأنه تفسير للكلمة. ولم أجد في كتب اللغة هذا الفعل: أيتظ. لا 
الصحيح إن شاء الله؛ لأن صلاة العشاء تكون عند العشاء أو بعده. 


015 


الاسراء: 78 تفسير كتاب الله العزيز 





فصلى بهم العشاء أربع ركعات», يعلن في الركعتين الأوليين ولا يعلن في الآخرتين؛ 
جبريل بين يدي نبي الله ونبي الله بين أيدي الناس. يقتدي الناس بنبيهم ويقتدي 
نبي الله بجبريل. ثم بات الناس ولا يدرون أيزدادون على ذلك أم لا. حتى إذا طلع 
الفجر نودي فيهم الصلاة جامعة. فاجتمعوا فصلى بهم الصبح ركعتين أطالهما وأعلن 
فيهما بالقراءة. جبريل بين يدي نبي الله ونبي الله بين أيدي الناس. يقتدي الناس 
بنبيهم ويقتدي نبي الله بجبريل . 

ذكروا ا والذي لا إلله غيره إن هذه الساعة لميقات 
هذه الصلاة» يعنى المغرب. ثم قال: (أقم الصلوة دلُو الشمْسٍ ) يعني 
غروبهاء أي : ارالما خرن تغيب» في قول ابن مسعود. ( إلى غسَق ا ). أي : 

مجيء الليل: والصلاة فيما بينهما. 


وتفسير ابن عباس : [ِدُلُوكهَا]0©: زوالها وميلها. وهذا قول العامة» يعني وقت 
صلاة الظهر. 

وقال بعضهم : لو كانت الصلاة من دلوكها إلى غسق الليل لكانت الصلاة من 
زوال الشمس إل صلاة المغرب . وقول ابن عباس أعجب الينا وهو قول العامة ©), 


قوله : « وَقُرْءَانُ المَجْر © يعني صلاة الصبح ظ إِنْ فُرْءَانَ المَجر كَانَ مَشْهُوداً » 

ا تشهذده ملائكة الليل وملائكة النهار.. يجتمعون عند صلاة الصبح وعند صلاة 

العصر. 

(1) زيادة لإيضاح المعنى . وقال أبو عبيدة في المجازء ج 1 ص 387: «ودلوك الشمس من عند 
زوالها إلى أن تغيب». 

)0( أورد هذا الخبر ابن سلام عن المسعودي. : ثم قال: وقال المسعودي : قال السدي . وكان يعالج 
التفسير. لو كان دلوك الشمس زوالها 5 الصلاة فيما بين زوالها إلى أن تغيب. وكان قول 
ابن عباس أعجب إلى المسعودي» . فأنت ترى أن هذا الترجيح إنما هو للمسعودي رواه عنه ابن 
سلامء ولكن اختصار الشيخ هود الهواري للخير. وحذفه للسند يجعلان المعنى عاما. وربما 


وهم القارىء فظن أن ترجيح قول ابن عباس هو للشيخ هود الهواري أولاً. والحق أنه موافقة له 
وتأبيد . 


436 


الجزء الثاني الاسراء: 79 - 80 





ذكروا أن عبد الله بن مسعود كان يقول: عند صلاة المغرب يجتمع الحرسان 
من ملائكة الليل وملائكة النهار. 

قوله: # ومن الب فتهجِذٌ به تافل لَك »م أي: عطية من الله لك. وقال 
الكلبي : النافلة : الفهي. وقال تعضهم : إن صلاة الليل على النبي فريضة وهي 
للناس تطوع. وقال الحسن: لم يقم النبي أقل من ثلث الليل. 

ذكروا أن رسول الله كَلِدِ إذا شغله شيء عن صلاة الليل صلَّى من النهار اثنتي 
عشرة ركعة. وقال بعضهم : النافلة لا تكون إلا للنبي9". | 

قوله : « عَسَى أن يِبْعَتَكَ رَبْكَ مُقَاماً مُحْمُوداً # وعسى من الله واجبة. يقول: 
سيبعثك ربك مقاماً محموداً؛ يعني الشفاعة للخلق في الحساب بعد طول قيام وحبس 
عاق أرعلهم: 

قال حذيفة بن اليمان: يبعث الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد حفاة عراة 
كما ُلقواء يسمعهم الداعي وينفذهم البصر حتى يلجمهم العرق, ولا تكلّم نفس إلا 
بإذنه. قال: فأول من يدعى محمد يك فيقول: لبيك وسعديكء, والخير في يديك. 
والشر ليس إليك» والمهدي من هديت, عبدك بين يديك. وبك وإليك, لا ملجأ ولا 
منجى منك إلا إليك». تباركت وتعاليت. وعلى عرشك استويت» سبحانك رب 
البيت. ثم يقال له: اشفع. قال: فذلك المقام المحمود الذي وعده الله . 

قوله: « وَقُل رب أَدْخلني مُدْحَلَ صِدْقٍ » يعني مدخله المدينة حين هاجر 
إليها. أمره الله بهذا الدعاء. « وأخرجبي مُحْرَجَ صِدْقٍ © قال الحسن: مخرج 
صدق. أي : إلى قتال أهل بدر؛ وقد كان الله أعلمه أنه سيقاتل المشركين ببدر. ثم 
يظهره الله عليهم . وقال بعضهم : ( أَدْخِلْني مُدْخَلَ صِدْقٍ ): الجنة ( وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ 
صِدّق ) أخرجه الله من مكة إلى الهجرة بالمدينة. 
(1) وقد علّل الفراء ذلك فقال في معاني القرآن ج 2 ص 129: «وقوله : ( نَافِلّة لَك ) ليست لأحد 
نافلة إلا للنبي كِ؛ لأنه ليس من أحد إلا يخاف على نفسه. والنبي يإ قد غفر له ما تقدم من 
ذنبه وما تأخر. فعمله نافلة». 


04137 


الاسراء: 80 - 85 تفسير كتاب الله العزيز 


« وَاجْعَلنِي من لَدُنْكَ سُلْطلناً نصيراً © فأظهره الله عليهم يوم بدر فقتلهم . 

وقال بعضهم : علم نبي الله ألا طاقة له بهذا الأمر إلا بسلطان. فسأل سلطاناً 
نصيراً. أي : لكتاب الله ولحدوده ولفرائضه ولإقامة الدّين. 

وقال مجاهد: ( سلطانا نصيراً ) أي : ةن 

قوله: ط وَقُل جا الحَقّ 4 أي : القرآن. ط وَزَمَقَ البَاطِلُ 4 أي: إبليس « إِنَّ 
البباطل كان زّهوقا » والزهوق: الداحض الذاهب. 

قوله: ط وَنَزُلُ مِنَ الَرْءَانِ» أي : ينزل الله من القرآن « ما هُو شِفَاه ورَحْمه 
للمُرمقين َل يَزيدُ الظُلِمِينَ إل خَسَارَاً 4 أي: كلما جاء من القرآن شيء كذبوا به 
فازدادوا فيه خساراً إلى خسارهم . 

قوله: « وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإنسسن» يعنى المشرك». أعطيناه السعة والعافية. 
< أَعْرَض » عن الله وعن عبادته « وَتَأَى بِجَانِبه 4 أي : تباعد عن الله مستغنياً عنه. 
وقال مجاهد: تباعد منا؛ وهو واحد . « وَإِذَا مَسّهُ الشرٌ » أي : الأمراض والشدائد. 
« كان يتُوساً» . يقول: يئس أن يفرج ذلك عنه لأنه ليست له نية ولا حسبة2© ولا 
رجاء . 

«قُلْ كل يَعْمَلُ عَلَى شَاكلتهِ 4 أي: على ناحيته ونينه؛ أي: المؤمن على 
إيمانه. والكافر على كفره 9 فَرَبْحُمْ أعلَمٌ بِمَنْ هُوْ أَهدَئ سَبيلاً 4 أي : : فهو أعلم بأن 
المؤمن أهدى سبيلاً من الكافر. 

قوله : « وَيسَأَلُوتَكَ تن الرّوح » ذكر مجاهد أن ناساً من اليهود لقوا النبي 
عليه الصلاة باخام وهو على بغلته فسألوه ا الروج فانزل الله :( وَيَسأَلُونَكَ عَن 
الروح ) 8« قل الرُوحٌ مِنَ أمر رَبي وَمَا أوتيثم م مْنَ الْعلّم إلا ليلا 4. 

وفي تفسير الكلبي أن المشركين بعثوا رسلا إلى المدينة فقالوا لهم : سلوا اليهود 
عن محمد وصفوا لهم نعته وقوله. ثم ائتونا فأخبرونا. 
(1) في ق وعء وفي ز ورقة 188: «ولا حسبة. وهو أصح. وفي د وج: «ولا خشية» . 


438 





فانطلقوا حتى قدموا المدينة فوجدوا بها علماء اليهود من كل أرض قد اجتمعوا 
فيها لعيد لهم. فسألوهم عن محمد ووصفوا لهم نعته. فقال لهم حبر من أحبار 
اليهود: إن هذا لنعت النبي الذي نحدَّث أن الله باعثه في هذه الأرض. فقالت له 
رسل قريش: إنه فقير عائل يتيم لم يتبعه من قومه من أهل الرأي أحد ولا من ذوي 
الأستاة .: مفتيحك: التعين وقال + 'كدللف تجده: “فقالت :روسل فريك إنه يقول قولا 
عظيماً: يدعو إلى الرحمن ويقول: إن الذي باليمامة الساحر الكذاب7), يعنون 
مسيلمة. فقالت لهم اليهود: لا تكثروا علينا. اذهبوا فاسألوا صاحبكم عن خلال 
ثلاث. فإن الذي باليمامة قد عجز عنهن. فأما اثنتان فإنهما لا يعلمهما إلا نبي » فإن 
أخبركم بهما فإنه صادق . وأما الثالثة فلا يجترىء عليها أحد. قالت لهم رسل قريش: 
أخبرونا بهن. فقالت لهم اليهود: سلوه عن أصحاب الكهف والرقيم. وقصوا عليهم 
قصتهم, واسألوه عن ذي القرنين» وحدثوهم بأمره. واسألوه عن الروح» فإن أخبركم 
فيه بشيء فهو كاذب . 


فرجعت رسل قريش إليهم فأخبروهم بذلك . فأرسلوا إلى نبي الله فلقيهم فقالوا 
له: يا ابن عبد المطلب, إنا سائلوك عن خلال ثلاث. فإن أخبرتنا عنهن فأنت 
صادق. وإلا فلا تذكر الهتنا بسوء©. فقال لهم رسول الله كك : وما هن؟ قالوا: أخبرنا 
عن أصحاب الكهف. فإنا قد أخبرنا عنهم باية بيّنة» وأخبرنا عن ذي القرنين» فإنا 
أخبرنا عنه بأمر بيْن. وأخبرنا عن الروح . فقال لهم رسول الله يه : أنظروني حتى أنظر 
ما يُحدث إلى فيه بي . قالوا: فإنا ناظروك فيه ثلاثة أيام. فمكث رسول الله يك أياما 
لا يأتيه جبريل . ثم أتاه جبريل. فاستبشر النبي كك وقال: يا جبريل» قد رأيت ما 


(1) كذا وردت العبارة: «يدعو إلى الرحمن ويقول: إن الذي باليمامة الساحر الكذاب» في د. وهي, 
الصحيحة. وفي ق وع.؛ وفي سع ورقة: 13 وء وفي ز ورقة 188: «يدعو إلى االرحمن الذي 
باليمامة الساحر الكذاب» وهو خطأ. 

(2) كذا في المخطوطات الأربع : «فلا تذكر الهتنا بسوء». وهو أصح. وفي ز ورقة 20187 وفي سم 
ورقة 13 و: «فلا تذكرن الهتنا بشيء»2 وله وجه. 


0039 


الاسراء : 85 تفسير كتاب الله العزيز 





سألني عنه قومي. ثم لم تأتني . فقال له جبريل : ( وَمَا تَََزلَ إلا بأمر رَبك لَهُ مَا بينَ 
لبديناونا خلنا نا بين ذلك ونا كان رَبك سيا ) [مريم : 64]. فإذا شاء ربك أرسلني 
0 ثم قال له جبريل : ( وَيسْأَلُونكَ عن الروج قل الروح مِنّ أمر ( رَبي وما دي 

كر إلا قليلاً ). ثم قال: رآ غيت أذ اكات الكهفٍ والرقيم كانوا من 
َابتَنَا عَجَباً) [الكهف : 9 فذكر قصتهم . ثم قال: ( وَيَسْأَلُونكَ عن ذي لين قل 
سَأَتَلُوا عَلْيْكُم مُنْهُ ذكرا ) [الكهف : 53]. فلكر قصته. 

ثم لقي رسول الله يق قريشاً في آخر اليوم الثالث فقالوا: ماذا أحدث لك ربك 
في الذي سألناك عنه. فقصه عليهم. فعجبواء فغلب عليهم الشيطان أن يصدقوه©) 


ذكروا أن ابن عباس فسر الروح مرة واحدة ثم أمسك عن تفسيرها. وفسّرها 

بعض السلف مرة واحدة. ثم كف عن تفسيرها. وأما الحسن فقال الروح: القران. 
قال: ( الرَوحٌ مِنّ أمْر رَبي ) أي : القران من أمر ربي ( وما ويم من العلم إلا 
قليلا ) . 


وذكروا عن بعض التابعين أنه قال: الروح خلق من خلق الله لهم أيد وأرجل © . 
وقال بعضهم : لقيت اليهود نبي الله فتعنتوه (3) وسألوه عن الروح وعن أصحاب 


(1) لم أجد فيما بين يدي من كتب التفسير رواية الكلبي هذه في سبب نزول الآية بهذا التفصيل . 

وفيها أن قريشاً هم الذين سألوا النبي ككل عن الأسئلة الثلاثة . وقد أورد الطبري في تفسيره ج 15 
ص 191 1947 هذه القضة من طريق عكرمة عن ابن عباس أما البخاري ومسلم وأحمد وغيرهم 
فقد رووا عن عبد الله بن مسعود أن نفراً من اليهود هم الذين سألوا رسول الله كك عن الروح 
فنزلت هذه الآية. انظر مشلا صحيح البخاري. كتاب التفسير. سورة بني إسرائيل. وانظر 
الواحدي. أسياب النزول ص 299. 

(2)) من العجيب أن يجرؤ ناس على رواية هذه الأقاويل ونسبتها إلى بعض السلف من الصحابة أو 
التابعين بعد أن نزل في أمر الروح ما نزل. وقد رواها ابن سلام بدون تمحيص . فنعوذ بالله من 
الكلت لما ل العام , وخاصة فيما استأثر الله بعلمه من أمور الغيب. 

(0) كدا كي المخطوظات :نولي اسع ورقة 13 و: «فتعنتوه». وهو الصحيح. قال الجوهري في 
الصحاح : وجاءني فلان متعنتاً إذا جاء يطلب زلتك». . وفي تفسير الطبري ج 15 ص 155: 
«فتغشوه». والقول لقتادة . 


440 


الجزء الثاني الاسراء: 86 - 92 


00 وعن ذي القرنين؛ فانزل الله : الويف قل الروح من أمر رَبي 
موا 000 
شيء ه ثم لآ تجدُ لَك به عَلَيْنَا وَكيلاً © أي: ولا يمنعك من ذلك. 
« إلا رَحْمَة مُن رَبك » فيها إضمار. يقول: وإنما أنزلناه عليك رحمة من ربك 
« إن فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كبيراً » يقول: أعطاك النبوة وأنزل عليك القرآن. 
ذكروا عن عبد الله بن مسعود قال: ليُسْرَيَنُ على القرآن ليلة فلا تبقى منه أية في 
قوله : ل ين ممعت الأ وَالحنُ على أن يُأتوا بمثل هذا القرآن ل 
يأنُونَّ بمِدْله وَلَوْ كَانَّ بَعْضْهُمْ لِبَعْضٍ ظهيرأً 4. أي : عوينا. 
قوله : « وَلَقَدْ صَرفْنَا للئاسٍ في هَنذًا الُْْءَانِ مِنْ كل مَقل, 4 أي : ضربنا للناس 
في هذا القران من كل مثل . « ذَأىٍ أكثر الناد. إلا كفورا ََاُوا أن نوْمِنَلَكَ 4 أي : 
لا رمأ أي: . ما 
أخرى : 0 نط عه كفا لشت زسبا 0 5 
وقال : ( وإن يُرَوَا كسْفاً ) والكسف القطعة ( مُنّ السماء سَافظا يقولوا ساب مركوة ) 
[الطور: 44]. 
وقال الكلبي في قوله: ( أن نومِنَ لَك حتى تفج لَنَا مِنَ الازض ينبُوعا ) قال : 
بلغنا ‏ والله أعلم أن عبد الله بن أبي أمية المخزومي7© هو الذي قال ذلك حين 
(1) هو ابن عمة رسول الله يلِ؛ فإن أمه عاتكةٌ بنت عبد المطلب بن هاشم. وهو أيضاً أخو أم 
سلمةء زوج النبي كل لأبيها. وقد كان عبد الله بن أبي ائنة هذا ويد على المتلفين ته 
هداه الله للاسلام فأسلم قبيل فتح مكة على يد أخته أم سلمة. وحسن إسلامه. وشهد مع - 


441 


الاسراء: 92 - 94 تفسير كتاب الله العزيز 


اجتمع الرهط من قريش بفناء الكعبة. فسألوا : نبي الله أن يبعث لهم بعض موتاهم. أو 
تدر لهم ريع » أن بين له محال فك قلح بقع شي مهاذا رادا فقال عبد الله بن 
أبي أمية عند ذلك: ما تستطيع يا محمد أن تفعل لقومك بعض ما سألوك, فوالذي 
يحلف به عبد الله بن أبي أمية لا أؤمن لك. أي : لا أصدقك. ( حتى تُفَجْرَ نا من 
الأزض, يبُوعاً )» أي : عيونا ( أو تَكُونَ لَكَ جَنْةٌ مُن تخيل, وَعِنبٍ ). . . إلى قوله 
( كسفاً ). أي : تطعا 


: أو تابي بالله وَالمَلئكة قبيلا 4 أي : عياناً عاينهم معاينة9». وقال مجاهد‎ ١ 
نيت أنه عن حننهاء. أ :على نيلك برقال ف انه اخرق 1 از لفان‎ 
.]53 المَلاَكَةُ مُقتَرنِينَ ) [الزخرف:‎ 

( أز يَكُونَ لَك بَبْتْ من يُخرّف » والزخرف: الذهب فيما ذكروا عن ابن 
عباس" « أُو تر في السّمَاءِ © أي : تصعد في السماء « وَلَن نمنَ لرَُيّكَ 4 أي : 
لصعودك « حت تل عَلينا كناب نَْرَوهُ 4 من الله إلى عبد الله ؛ بن أ أستين ادر 
ان آنا ارشلك سيدا وتجيء بأربعة من الملائكة يشهدون أن الله هو الذي كتبه؛ 
نم ولق ما ترق يمه دقعل الس للقي أن دمل متك نال 


فقال الله لنبيه عليه السلام 8« قل سبْحَْنَ رَبِي هَل كنت إل بَسَراً رُسُولاً © . 


- الرسول وةِ حنيناً والطائف». ورمي بسهم يوم الطائف فقتله. أنظر ترجمته في كتب التراجم مثل 
الاستيعاب لابن عبد الْبّره ج 3 ص 868. 

(1) قال أبو عبيدة في المجاز. ج 1 ص 390: « والملائكة قبيلا ) مجازه: مقابلة» أي : معايئة 
وقال: 

نصَالِحكم ختى تبُوؤًا بمثلها كصَرّخة حُبلى بَشْرَتَهًا قَبينْهَا 
أي : قابلتها. فإذا وصفوا بتقدير فعيل من قولهم: قابلت ونحوها جعلوا لفظ صفة الإثنين 

والجميع من المذكر والمؤنث على لفظ واحد. نحو قولك: هي قبيلي. وهما قبيلي2» وهم 
قبيلي , وكذلك هن قبيلي». 


(2) وقال أبو عبيدة : «( بيت من زخرف )») وهو مصدر المرّخرف وهو المزين. 


442 


الجزء الثاني الاسراء: 95 - 97 





وقال مجاهد: ( حى تَنَزّلَ عَلَينَا كتابا نَقَرَوْهُ ) من رب العالمين» كل رجل منا 
تصبح عند رأسه صحيفة موضوعة يقرأها. 

وقال بعضهم: ( حتى تَنَزلَ عَلَينَا كتاباً َْرَوْهُ ) خاصة نؤمر فيه باتباعك. قال: 
( أو يكونَ لَكَ بَيْتَ من رُخْرفٍ ) أي: من ذهب. ( أ تَرَْىْ في السَّمَاءِ وَلن نؤمِنَ 
رْقيّكَ ) أيضاً. فإن السحرة قد تفعل ذلك فتأخذ بأعين الناس. ( حَتّى تُنزّلَ عَلَيْنَا كناب 
نْقَرَوهُ ) إلى كل إنسان منا بعينه من الله إلى فلان بن فلان وفلان بن فلان أن آمن 
بمحمد فإنه رسولي . وأظنه تفسير الحسن. قال: وهو كقوله: : ( بل يُريدُ كل آمُىءٍ 
مُنهُمْ أن يو كنا مشر )1 [المدة : 2] يعني كتاباً من الله . ( فل سْبْحَْنَ رَبِي هَل 
كنت إلا بَشَرأً رُسُولاً ) أي : هل كانت الرسل قبلي تأتي بهذا فيما مضىء أي : تأنتي 
بكتاب من الله إلى كل إنسان بعينه . كلا: لأنتم أهون على الله من أن يفعل بكم هذا. 
فقالوا: لن نؤمن لك أي : لن نصدقك. حتى تأتينا بخصلة من هذه الخصال. 


قوله : : 9 وما مََمَ الناس » يعني المشركين ط أن يُؤْمِنوا إذ جَامَهُمْ الهُدَى إل أن 
قَانُوا أَبَعَتَ الله شَرا رُسُولاً 4 على الاستفهام . وهذا استفهام على إنكار منهم . أ 
لم يبعث الله ملكا رسولاً؛ فلو كان من الملائكة لآمنا به. 

قال الله للنبي عليه السلام: «قُل لو كَانَ في الازض مَلْبِكَة يَْشُونَ 
مُطمئنِينَ 4 أي : مقيمين قد اطمأنت بهم الدارء أي : هي مسكنهم « لتنا عله من 
السماء م مَلَكا رسْولاً ». ولكن فيها بشر فأرسلنا إليهم كرا عتلينم” 

١‏ قُلْ كفَى بالله شَهيداً بي وَبَينَكُمْ 4 [إني رسوله]2 « إِنْهُ كَانَ بعبَاده خبيراً 
بصيرا . 

قوله : « وَمَن يَهَدِ اللَهُ فَهُوَ المُهْتَدي 4 أي: لا يستطيع أحد أن يضلّه « وَمَن 
يُضْلِلٌ فَلَنْ تجدّ لَهُمْ أَوْلِيَا مِنْ دُونهِ 4 أي: يمنعونهم من عذاب الله . 


(1) زيادة من سع . ورقة 13 ظ. 


1443 


الاأسراء: 97 - 99 ١‏ نم 7 كتاب الله العزيز 


قال: « وَنَحَشْرَُهُمْ يومَ القيمَةِ عَلَىْ وُمُوههم عُميا أ وبكماً وْصَمًا 4. قال 
بعضهم : هذا و إلى النار.. قال الحسيق: واعنيا ويكما وَصْعَا مراف النار مين 
دخلوها فلم يبصروا فيها شيئ. وهي سوداء مظلمة لا يضيء لهبها. وَبُكُماً ) أي : 
خرساً انقطع كلامهم حين قال: [الله لهم]© (إِخْسَأُوا فيهًا ولا تُكَلْمُون) 
[المؤمنون: 108]. وقد فسّرناه قبل هذا الموضع©. ( وَصّمَاْ ) أي : ذهب الزفير 
والشهيق بسمعهم فلا يسمعون شيثا . وقال في أية أخرى: ( وهم فيها لا يَسمَعون ) 
[الأنبياء: 100]. 

قوله : « كُلْمَا خبّت زذهُم صغيرا 4 وخبوها أنها تأكل كل شيء: الجلد 
واللحم والعظم., والشعر والبشر والأحشاء حتى تهجم على الفؤاد. فلا يريد الله أن 
تأكل أفئدتهم. فإذا انتهت إلى الفؤاد خبت. أي: سكنت فلم تستعر بهم. وتركت 
فؤادهم ينضج, ثم يجدّد جلدهم فيعود, فتأكلهم , فلا يزالون كذلك . لكر 
( كُلْمَا تَضجَت جُلُودُهُمْ بَدَلنَاهُمْ جلوداً غَيْرَهَا ) . [النساء: 56]. وقال مجاهد : ١‏ كلما 
حت أ كلما طفئت أسعرت . 

قوله: «ِذَّلِكَ جَرَاوُهُمْ بأنّهُمْ كَفْرُوا باينا وَثَانُوا أِذًا كنا عِظَلماً وَرُفَنتاً أءِنا 
لَمَبَعُونُونَ خلقاً جَديدا #4 على الاستفهام . أي إن هذا ليس بكائن ؛ يكذبوث بالبعة: 

قال الله : « أَوَلَمْ يَرّوا أن اللّهَ الذي خا خُلَقَ السّموْتِ وَالأَْضَ » وهم يقّون أنه 
خلق الجمارات والأرضص. وهو قوله: ( وَلتُنْ صالتيه م خلقٌ السمّوات وَالارْض 
مولن الهم [الزمر: 38] فخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس. والله 
خلقهما ؛ ؛ فهو لفَادرٌ عَلَى أن يُخْلقَمثْلهُم 4. يعني البعث . وقال في آية أخرى: (أُوَلَيِسَ 
الذي خلقٌ السموات وَالرْض بقادرٍ عَلَى أن يُحْلقَ مْلّهُمُ ) [سورة يسّ: 81]. 

وقال: « وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لآ رَيْبَ فيه » أي : لا شك فيه. أي : يوم القيامة . 
٠‏ فَأبى الظلِمُونَ إلا كُمُورأ4 أي : بالقيامة. 
(1) زيادة يقتضيها السياق. 
(2) انظر ما مضى في هذا الجزء ص 248 - 249. 


444 


الحزء الثاني الاسراء : 0 - 102 


قوله: « قل لَو نتم ملكو خْرَائنَ رَحَمَة ربي 6 يعي مفانيج الررق ( إذا 
لأمسَكتُم حَشْيّة الإقَاقٍ 4 [أي: + خحشية الفاقة]9» « وَكان الإنسَانٌ قتوراً » أي بخيلا . 
يقتر على نفسه وعلى غيره. يخبر أنهم بخلاء أشحاء. يعني المشركين. وقال 
بعضهم : ( قتوراً ) أي : مسيكا© . 

قوله: « وَلَقَدَ أَنَينَا مُوسَئ تِسْع عَابتِ بِيننتَ»م : : يدهء وعصاهء والطوفان. 
م والقمل. والضفادعء والدم. ( وَلَقَد أَحَذْنَا آل فرَعَون بالسنِينَ ٠‏ وَنَقصٍ من 
الثْمَرّات ). [الأعراف: 130]. 

قوله: « فَاسُئل بَني إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ 4. يقول للنبي عليه السلام : فاسأل 
بني إسرائيل إذ جاءهم موسى « فَقَالَ لَهُ فرْعَوْنُ ني لاظنك يا مُوسَىْ مَسْحُوراً 4. 

َال لَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنْرَلَ مَوْلاءِ 4 أي: الآيات « إلا رب السّموتِ 
َالازْض بَصَائِرٌ 4 أي: حججاً. يقول: لقد علمتٌ يا فرعون» وهذا مقرأ ابن عباس 
والعامة. وقال ابن عباس : مثل قوله : : (وَجَحَدُوا بها واستيقنتها أَنفْسَهُمْ ظلماً وَعُلُوا ) 
[النمل: 14]. 

وقرأة على بن أبي طالب: ( لَقَدْ عَلمْت ). موسى يقوله. أي : لقد علمت ما 
أنزل هؤلاء الآيات إلا ربٌ السماوات والأرض بصائر© . 


قوله : « وإني لأظنكَ يا فَرَعَوْنٌ مَشُوراً » أئ : مسحور|(4) في تفسير مجاهد 


(1) زيادة من سع. ورقة 14 وء. والقول لقتادة كما ذكره ابن سلام وكها أورده الطبري . 

(2) في ق وع ود: «مسكيئا» وهو تصحيف صوابه ما أثبته : «مسيكاء أي : كثير الامساك . 

(3) انظر في معاني الفراء ج 2 ص 132 اختلاف القراء في فتح التاء 00 تعالى : ( لَقَدْ 
عَلِمْتَ ) قال الفراء: «والفتح أحب إليَّ». ' 

(4) كذا وردت الكلمة في المخطوطات الأربع «مسحوراء». ولم أهتد لوجه صحيح لها وفى سع 
ورقة 14 و: «محسوراء ولعلها تصحيف لكلمة: «محسّرء بمعنى مؤذى, محتقرء مطرود كما جاء 
في اللسان: (حسر). وفي زء ورقة 190: «مهلكاء وهذه أصح. وهي موافقة لما جاء في تفسير 
مجاهد. ص 37/1. 


445 


الاسراء : 103 - 106 تفسير كتاب الله العزيز 





وغيره؟ أي : يدعو بالحسرة والثبور في النار. والثبور الدعاء بالويل والهلاك. وقال 
الكلبي : ( متْبُوراً ) أي : 000107 

قوله: « فَرَادَ أن يستفزهم »4 أي: أن يخرجهم «منّ الأزض ». أ 
أرض مصر. وقال الحسن: يقتلهم,» يخرجهم منها بالقتل. 

قال: ف فَاعْرَفنَهُ ومن مُعَهُ جميعا وقلََا من بَعْدِِ لني إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الأزض, 
فإذًا جَاء وعد الآخرة 4 أي : القيامة « جتنا بكُمْ 4 يعني بني إسرائيل وفرعون وقومه 
ط لَفيفاً 4 أي: جميعاً في تفسير مجاهد وغيره. 

قوله : « وَبالحق نْرَلنَهُ» أي : القرآن « وَبِالحَقٌ نَرَلَ وما أَرْسَلْتَكَ إلا مشر » 
بالجنة « وَنذيراً 4 تنذر الناس . 

قوله : « وقرعاناً فرقئله' لتقرأة عَلَى الناسٍ على مكث »4 أنزله الله في ثلاث 
وعشرين سنة. « وَتَزْلََهُ تنزيلا 4. 

فمن قرأها بالتخفيف. قال فرقناه أي: فرق فيه بين الحق والباطل والحلال 
والحرام ©. وكان الحسن يقرأها مثقلة فيقول: وقرانا فَرُقناه. قال: فرّقه الله فأنزله 
يومأً بعد يوم. وشهرا بعل شه وعاماً بعد عام. حتى بلغ به ما أراد. 

وقال مجاهد: ( عَلَئْ مُكثِ ) أي: على ترسل في قريش . 

وذكر الكلبي عن ابن عباس قال: نزل القران إلى السماء الدنيا جملة واحدة ليلة 
القدر» ثم جعل ينزل نجوماً لات اباك رازيع اباخن أو ارين وإلأر أكث, ثم تلا 
هذه الآية: ( قلا أَقسمُ بمواقع | الوم ) [الواقعة: 75]. ظ 
)1( وهنالك معنى آخر ذكره الفراء في المعاني ج 2 ص 132 حيث قال: «وقوله: (يَا فَرَعَونُ 

مَشبُوراً ) : ممنوعا من الخير, والعرب تقول: ما ثبرك عن ذاء أي : ما منعك منه وصرفك عنه» . 
وأرى أن المعنى السجيع المناسب هو معنى الهلاك؛ وبذلك فسره أبو عبيدة وابن قتيبة فقد 


قالا : « مَْبُوراً ) أي : مهلكا . 
2) أما الفراء في المعاني ج 2 ص 133 فقال: دوأما ( فَرَقناهُ ) بالتخفيف فقد قرأه أصحاب عبد الله 


والمعنى أحكمناه وفصلناء؛ كما قال: ( فيا يُفْرَقُ كل آر كيم ) [الدخان : 4] أي : يفصل». 
446 


الجزء الثاني الاسراء : 107 - 110 


قوله: ط قُلَ ءَامِنُوا بهم يعني القرآن. يقول: قل للمشركين آمنوا به « أو لآ 
تؤمئوا إن الذين أوتوا العلم 2 0 6 من قبل هذا القران» يعني المؤمنين من 
أهل الكتاب « إدَا يُتلَى عَلَيْهِمْ 4 أي: القرآن « يَجِرُونَ لِلاذقَانِ 4 أي: للوجوه 
« سجدا وَيقولُونَ سبْحنَ رَبْنا إِنْ كان وَعَدُ رَبْنا لْمَفْعُولا #4 أي: لقد كان وغد ربنا 
مفعولا. ١م‏ رَيَجْرُونَ لِلادْقَانِ 4 أي: للوجوه « يَبْحُونَ وَيَِيدُهُمْ 4 أي: القرآن 
خشوعا 4. والخشوع الخوف الثابت في القلب. 

قوله: ظ قل ادْعُوا الله أو ادْعُوا الْرَحُمِنَ 4 وذلك أن المشركين قالوا: أما الله 
فنعرفه, وأما الرحمئن فلا نعرفه» فقال الله : ( قل ادْعُوا الله أو ادْعُوا الرَّحْمِنَ » أي : 
إنه هو الله وهو الرحملن. 

< آنا ما نَدْعُوا © يقول أي الاسمين دعوتموه به « فَلَهُ الأسْمَاءُ الحَسْنَئ » 
وقال: ( وَهُمْ يَكُفْرُونَ بالرخمن قل هُوَ رَبّي ) [الرعد: 30]. 

ذكروا عن الحسن أنه قال: الله والرحمئلن اسمان ممنوعان لا يستطيع أحد من 
الخلق أن ينتحلهما. 

قوله: « وَل تَجهَرُ بصَلاتِكَ وَل تَحَافت بها وابتغ بَيْنَ ذْلِكَ سَبيلا 4. 

قال الكلبي : إن رسول الله يكل وهو بمكة. كان يجتمع إليه أصحابه. فإذا 
صلى بهم ورفع صوته سمع المشركون صوته فأذوه. وإن خفض صوته لم يسمع من 
خلفه؛ فأمره الله أن يبتغي بين ذلك سبيلا. 

وقال مجاهد: حتى لا يسمعك المشركون فيسبوك. 


وقال بعضهم : كان نبي الله وهو بمكة. إذا سصمع المشركون صوته رموه بكل 
خحسث. فأمره الله أن بغض (1) من صوته وأن يفتصد في صلاته . 


(1) في المخطوطات الأربع : «يخفض من صوته». وأثبت ما في سع. فهو أفصح لورود الكلمة في 
سورة ة لقمان» آية : 9 ولموافقته لما جاء في تفسير الطبري ج 15 ص 186. والقول لقتادة .. 


آ041 


الاسراء: 111 تفسير كتاب الله العزيز 


وكان يقال: ما أسمعت أذنيك فليس بتخافت9© ., 

وذكر بعضهم قال: ( ولا نَجْهْرٌ بِصَلاتكَ وَل تَحَافتٌ بهًا) أي: في الدعاء 
والمسألة . 

وذكروا عن ابن عباس أنه قال: إن من الصلاة ا وإن منها جهراء فلا تجهر 
فيما تسرٌ فيه. ولا تسر فيما تجهر فيه. وابتغ بين ذلك سبيلا. 


ذكروا أن رسول الله كل سمع أبا بكر وهو يصلي من الليل وهو يخفي صوته. 
وسمع عمر وهو يجهر بصوته.) وسمع بلالا وهو يقرأ من هذه السورة ومن هذه السورة 
فقال لأبي بكر: لم تخفي صوتك؟ قال: إن الذي أناجي ليس ببعيد. قال: صدقت. 
فقال لعمر: لم تجهر بصوتك؟ قال: أرضي الرحمئن وأرغم الشيطان وأوقظ الوسنان. 
قال: صدقت. وقال لبلال: لم تقرأ من هذه السورة ومن هذه السورة؟ قال: أخلط 
طيباً بطيب. قال: صدقت. فأمر أبا بكر أن يرفع من صوته. وأمر عمر أن يخفض 
من صوتهء وأمر بلالا إذا أخذ في سورة أن يفرغ منها. فأنزل الله: ( ولا تجهر 

قوله: « وَقْل الحَمْدُ لله الذي لَمْ يَتَحِلْ ولّدأْ 4 يتكثر به من القلة. « وَلَمْ يكن 
هُ شرك في المُلكِ » أي : خلق معه شيئاً. < وَل يَكنْ لد ون بن اذل > أي : 
يتعزز به « وكبره تكبيراً » أي : وقطية تَفظيما . 


(1) في ج ود: ما أسمعت أذنيك فلست بمخافت». وفي سع : دما أسمعت أذنيك فليس تخافت» 
. (كذا) والصحيح ما أثبته» وفي الطبري ج 15 ص 186: دما سمعته أذنك فليس بمخافته» والعبارة 
من تمام قول قتادة. [ 

(2) أورده يحيى بن سلام بسند مختصر هكذا : «عثمان عن زيد بن أسلم أن رسول الله يخ في سع 
إذا صلى فقرأ خفض صوته, وأن عمر كان يرفع صوته قال فقيل لأبي بكر لم تصنع هذا؟ فقال 
أناجي ربي . . الخ. . وانظر الواحدي», أسباب النزول ص 303 - 305 ففيه مختلف الأقوال في 
سبب نزول الآية. 


448 


الجزء الثاني الاسراء: 111 





ذكروا أن نبي الله عليه الصلاة والسلام كان يعلّمها الصغير والكبير من أهله. 

وذكروا 0 كعب 0 فتحت التوراة وال لله الذي حك السموت 
َالَزْضَ َجَعل ١‏ الظلمَاتِ ت والنود الذينَ كفروا 4 ا . وختمت 
اد وكبره تكبيراً). 

[ذكروا عن عائشة قالت: كان رسول الله عليه السلام إذا صلّى ركعتي الفجر 
قال: اللهم إنا نشهد أنك لست بإلله استحدثناه. ولا برب يَبِيدُ ذكره. ولا مليك معه 

كاء يقضون معه. ولا كان قبلك إلله ندلعوه د ولا أعانك على خلقنا 
94 فنشك فيك. لا إلله إلا أنت. اغفر لي» إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت]© . 


(1) زيادة من سع ورقة 14 ظ. رأيت من الفائدة إثباتها.ء وقد أورد ابن سلام الحديث سند مختصر 
هكذا: الفرات بن سلمان قال: قالت عائشة . . ولم أجده فيما بين يدي من االمصادر. 


04049 


الكهف: 1 - 5 تفسير كتاب الله العزيز 





تفسير سورة الكهف 
وهي مكية كلها . 


ذ بشم الله الرْحُمنٍ الرّجيم » قوله: « الحَمْدٌ لِلّهِ 4 حمد نفسه وهو أهل 
للحمد. « الذي أَنْرَّلَ عَلَئ عَبْدهِ # أي: محمد عليه السلام 8« الكبّابَ »# أي : 
القرآن « وَلْمْ يَجَعل لَهُ عوجاً قيُماً 4. فيها تقديم. يقول: أنزل على عبده الكتاب قيْماً 
ولم يجعل له عوجا. 

ذكروا أن مجاهداً قال: أنزله قيماً لا عوج فيه ولا اختلاف. 

9لينذِرَ يَأسأ شديداً» أي : : عذاياً شديدا «من دنه أي : من عنده. من عند 
الله ويَشْرَ المَوْمِتَينَ الِينَ يَعْمَلُونَ الصْلِحَنتٍ أَنْ لَهُمْ أجرأ سنا أي : : عند الله 
في الجنة . وقال في آية أخرى : ( لكل دَرَجَاتٌ مما عَمِلُوا ) [الأنعام : 2م.]. قوله : 
« مكثينَ فيه © أي: في ذلك الثواب, وهو الجنة. 8 أَبداً ». 

9 وير اين قل 5 5026 > أن لله ولداً ج ود 

حيرت عبد تحرج من ا هي على قراءة النصب عمل في باب 
كان0©. وكان الحسن يقرأها بالرفع ( كَبْرَتَ كَلِمَّة )» أي: كبرت تلك الكلمة أن 
قالوا: إن لله ولداً. قال: « إن يُقَولُونَ إلا كذباً ». 

(1) كذاه فى المخطوطات الأربع وفي اسع :ورقة 14 اط «عمل في باب كان» #كإذا كانت هده العبارة 


عت اناكرلة تعالر + ( كلمة ) جاءت منصوبة على أنها خبر كان» فلست أرى وجها لإعرابها 
كذلك. والصحيح أن الذين قرأوها بالنصب إنما اعتبروها تمييزاً لا غير. قال الفراء في. - 


04150 


الجزء الثاني الكهف: 6 - 9 





قوله: « فَلَعَلكَ بع نْفْسَكَ » أي: قاتل نفسك في تفسير العامة « عَلَىْ 
تاثلرهم» أي: أسفاء أي: حزنا عليهم في تفسير مجاهد. « إن لم يومنوا بهذًا 
الحَديث » أي : القرآن. « أَسَفا 4. قال بعضهم: غضباً. وهي مثل قوله: ( فَلَمَا 
َاسَفُونَا) [الزخرف: 55] أي : أغضبونا. وقال مجاهد: أسفاً: أي : جزعاً0©. 

قوله : ( إنا جَعَلْنَا ما عَلَى الأزض زيئة لَّهَا 4 أي : لأهلها. « لِبَلوَهُمُ م » أي : 


كم و ه 


لنختبرهم « ايِهُمْ أَحْسَنُ عملا © أي : : أيهم أطوع لله . وقد علم ما هم فاعلون. 
قال: « وَإنا لَجَْعِنُونَ ما عَلَيْهَا 4 أي: ما على الارض « صعِيداً جُرُزاً » 
تاياكت وقال بعضهم : التي ليس فيها شسجر ولا نبات . وقال مسجاهد : 
070 ااا الزتر الجرز ) أي : 


0 وانخييت ]1 الل ل قل 
كان في اياتنا ما هو أعجب منهم. 


وقال مجاهد: هم عجب. [قال بعضهم] يقول: ليس هم أعجب اياتنا©. 
والكهف كهف الجبل. والرقيم الوادي الذي فيه الكهف©. 


-- المعانيو جع 2 فين 134 «فمن نصب أضمر في (كَبْرَت) : كبرت تلك الكلمة كلمة. . ومن رفع 
لم يضمر شيئاء كها فو عظم قولك وكبر كلامك». وقال الزمخشري في الكشاف ج 2 ص 
7 : «قرىء كلمة وَكلعة بالنصب على التمييز» وبالرفع على الفاعلية» والنصب أقوى وأبلغ , 
وفيه معنى التعجب, كأنه قيل : ما أكبرها كلمة». ومعنى التعجب هذا هو ما بينه الشيخ الطاهر 
ابن عاشور في التحرير والتنوير» ج 15 ص 252 فقال: «ودل على قصد التعجيب منها انتصاب 
(كلمة) على التمييز إذ لا يحتمل التمييز هنا معنى غير أنه تمييز نسبة التعجيب. . .» 

(1) وقال أبو عيدة في المجاز: «(أسفا) أي : ندماً وتلهفاً وأسى». انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة ج 1 
ص 393. 

(2) جاءت العبارة مضطربة في بعض المخطوطات فأثبت التصحيح من سع. ورقة 14 ظ. والقول 
لقتادة . 

(3) هذا وجه من وجوه تفسير الرقيم. وقيل هو اللوح المرقوم. جاء في صحيح البخاري في تفسير ‏ 


451 


الكهف: 10 - 15 تفسير كتاب الله العزيز 





قوله : « إذ أَوَى اليه إِلَى الْكَهْفٍ فَقَالُوا رَبْنا َاتن/» أي : أعطنا « من لُدُنكَ » 
أي : من عندك « رَحْمَةَ 4 أي: رزقاً « وَعَيَءْ لَنا مِنَ أَمْرنَا رَشَدا به كانوا قوماً قد 
آمنوا ففروا بدينهم من قومهم. وكان قومهم على الكفر وخشوا على أنفسهم القتل . 

قال : ف« فضرينر عَلَىئ ءَاذانهم في الكَهْفٍ سِبِينَ عَدَدا ثم بَعَنْكَهُمْ لتَعْلّم أي 
الجزبين أخصى لما لبوا أَمَداْ » أي : المنتهى الذي بعثوا فيه. أي: لم كوالراعه 

من الفريقين علم. لا لمؤمنهم ولا لكافرهم. وقال مجاهد: ( أَمَدا) أي : عدداًء 
أي: لم يكن لهم علم بما لبئوا"". 

قوله: نحن نقص عَلَيْك تبَأَهُمْ بالحَق» أي : خبرهم بالحق 8ِْإِنْهُمْ فتيةٌ #امنوا 
برَبهِمْ وَزْدتَهُمْ هُدَى » أي: إيماناً. 

« وَرَبَطنا عَلَى لوبهم 4 أي : بالإيمان « إِذْ قَامُوا فََالُوا ربنَا رب السَمُوتٍ 
وَالأرْض أن نُدْعُوَ منْ دُونه إِلَنهاً لَقَدْ كُلْنَا إذاً شَططاً #4 أي : جوراً وكذباً©. 

قوله : هؤلاء قومنا الحذوا سر دول َالهَهَ لُولآه أي : هلا « يأنونَ عَلَيْهم 

ا د ن عباس في هذا الحرف في القران كله: حجة بيّئنة. وقال 
ال سيا اي وو 
أمرهم بعبادتهم . 

قال: <ة فَمَنَ أَظْلَمُ ممّن اقْبَرَى عَلَى الله كذباً » أي : لا أحد أظلم منه. 


6 اكوك ان قت الككات :بد تر بكتري نمع نرقو قال لقا داقن السطان جلا نين 
1 «والرقيم لوح رصاص كتبت فيه أنسابهمٍ ودينهم ومم هربوأ». 

(1) قال الفراء في المعانيى ج 2 ص 136: «وقوله (أي الحزبين) فيقال إن طائفتين من المسلمين في 
دهر أصحاب الكهف اختلفوا فى عددهم . ويقال: اختلف الكفار والمسلمون. وأما ( أخصَئ ) 
فيقال: أصوب. أي : أيهم قال بالصواب». 

(2) قال أبو عبيدة في المجاز. ج 1 ص 394: «أي: جوراً وغلوأ». وهو أنسب وأدق معنى . 


452 


الجزء الثاني الكهف: 16 - 18 





قولها: « وإذ اْتَرلْتمُوهُمْ وما يعْبُدُونَ إلا الله 4 يقوله : بعضهم لبعض ( وما 
يَعبدُونْ ِّ اللّهَ ) أي : وما يعبدون من دون الله أي : وما يعبدون سوى الله. وفي 
مصحف عبد الله بن مسعود: وما يعبدون من دون الله ب تفسيرها « فأووا إلى 
الْكَهْفٍ » [أي : فانتهوا إلى. الكهف]0 « ينشر لكم رَبُكم من رَحْمَته 4 أي: من 
زرقه « وَيْهَيَءْ لكم مَنْ مركم مرققا» . 

وله لز ررس الختب :| ذا طلَعت تََوَرُ عَنْ َهْفمْ 4 أي : تعدل عن كهفهم 
وقال بعضهم : : تميل عن كهفهم © ذات اليَمِين وَإِذا غرَبَت » أي : غابت # تقر 3 ضَهُمُ 
ذذات الشمّال © أي : تتركهم ذات الشمال. وقال الحسن : لا تدخل 0 
على كل حال. 

« وَهُمْ في فَحْوَةٍ مُنهُ 4 أي : في فضاء من الكهف . وتلك اية. وقال بعضهم : 
( في فججوة منه ) أي : في عزلة منه. 

ذَلِكَ مِنَ ءَايتَاللّه من يُهْدِ الله فهو المُهَْد(© وَمَن يُضَلِلُ فلن تجدّ لَه وَلِيَا 
مرَشِداً 4. 

قال : « وتحسبهم أيَقَاملًا وهم رَقودٌ » أي : فقفة أعينهم وهم موتى . 
0 ونَْلَبهُمْ ذات اليمين وذات الشمال 4 قال بعضهم : : وذلك في رفدتهم الأولى قبل 
أن يموتوا. وقال بعضهم : : لهم في كل عام تقلييتان . 

كليم بسِط ذَِاعَيه بالوصيد » أي : : بقناء الكهف© « لو اطْلَعْتَ عَلَيْهِم 


6م م بره 


وَلْيْتَ مِنْهُمْ فرَارا وَلَمُلْنْتَ منّْهُمْ رُعْباً 4 أي : لحالهم©. 


(1) زيادة من سع ورقة 15 وء وز ورقة 192. 

(2) قال محمد بن أبي زمنين في زء ورقة 192: (المهتد) وقعت في المصحف في هذا الموضع بغير 
ياءء ووقعت في الأعراف. اية 178 بالياء. وحذف الياء جائز في الأسماء ولا يجوز في الأفعال» . 

() قال أبو عبيدة في المجازء ج 1 ص (39: « بالوَصِيدٍ ) على الباب وبفناء الباب جميعاً. لأن 
الباب يوصد. أي : يغلق. والجميع وصائد ووصد». 

(4) قال الفراء في المعانيى. ج 2 ص 137: «وهذا خوطب به محمد 45». 


433 


3 ٠ 4 


الكهف : 19 - 21 تفسير كتاب الله العزيز 





- - - 


< وَكَذْلِكَ » أي : بهيئاتهم < بَعَثَْهُمْ لِيتسَاءَنُوا ينهم قَالَ قَائلٌ مُنْهُمْ كُمْ لبثتم 
قَالُوا لَبثنا يوم أو بَعْض يَوْم 4. وكانوا دخلوا الكهف في أول النهار. قال: فنظروا فإذا 
هو قد بقي من لعن بقيةء فقالوا : يعسن يوم . ثم إنهم شكواء فردٌوا علم ذلك 
إلى الله ف « فَالُوا بكم أعْلَمُ ما لبتم 4 يقوله بعضهم لبعض. 

قال : ١‏ فَابِعَُوا أحَدَكُمْ وَرَِكمْ مَذِهِ 4 أي : بدراهمكم هذه « إلى المَدِينةٍ 4 
وكانت معهم دراهم « فَلينظر أَيهَا أَزكَى طَعَاماً © قال بغضهم : أحل طعاما. 5 
من طعام قومهم ما لا يستحلود أكله قط( . وقال بعضهم : أكى أي : 
١‏ لايم برزْقٍ مُنْهُ ولْيتلَطف ولا يُشْعِرَنَ » أي : لا يعلمنٌ « بِكُمْ أحدا 6 
يظهَرُوا عَليكُمْ 4 أي : يطلعوا عليكم « يَرْجُمُوكُمْ 4 أي: يقتلوكم 5 
يُعِيدُوكُمْ في مِلْتِهمْ 4 أي : في الكفر « وَلْنْ تَفْلحُوا إذا أبَدأ » أي : إن فعلتم ذلك 

قال: « وكذلك أَعْدْرْنا عَلَيهِمم 4 أي : أطلعنا عليهم . أي : على أصحاب 
الكهف. أي : أطلعنا أهل ذلك الزمان الذي أحياهم الله فيه. وليس بحياة النشور. 

قال: ظليَعْلَمُوا أَنّ وَعْدَ اللّه حَقّ وَأَنْ السَاعَةَ ءَاتيةَ ل رَيْبَ فيه إِذ يتنَارَعُونَ بينهُمُ 
أَمْرَهُمْ ». ظ 

وكانت تلك الأمة الذين هربوا منهم قد بادت. وخلفت من بعدهم أمة أخرى. 
وكانوا على الإسلام. ثم إنهم اختلفوا في البعث؛ فقال بعضهم: يبعث الناس في 
أجسادهم. وهؤلاء المؤمنون, وكان الملك منهم. وقال بعضهم : تبعث الأرواح بغير 
أجساد. فكفروا. وهذا قول أهل الكتاب اليوم ؛ فاختلفوا. فبعث الله اصعات الكهف 
أية ليعلمهم أن الناس يبعثون في أجسادهم . وقال في آية عر ( يوم قوم الروحٌ ) 
[النبأ: 38] أي: روح كل شيء في جسلهء. وهو قوله: ( يوم قوم الناسس لِرَبُّ 
العَالَمِينَ ) [المطففين: 6]. 

فلما بعث أصحابٌ الكهف صاحبّهم بالدراهم ليشتري بها طعاماء وهم يرون 
01 وقال الفراء: «يقال أحل ذبيحة لأنهم كانوا مجوساء . 


0454 


الجزء الثاني الكهف: 21 





أنها تلك الأمّة المشركة الذين فرٌوا منهم. أمروا صاحبهم أن يتلطف ولا يشعرنٌ بهم 
أحداً. 

فلما دخل المدذينة. وهي مذينة بالروم يقال لها فسوسر 29 وكان ملكهم يقال له 
دقيانوس . فأخرج الدراهم ليشتري بها الطعام استذكرت الدراهم. فأخذ وذهيدا به إلى 
ملك المدينة. فإذا الدراهم دراهم الملك الذي فروا منهء فقالوا: هذا رجل وجد 
كنزاً. فلما خاف على نفسه أن يعذَّبٍ أطلع على أصحابه. فقال لهم الملك: إن الله 
قد بين لكم ما اختلفتم فيه. فأعلمكم أن الناس يبعثون في أجسادهم . 

فركب الملك والناس معه حتى انتهوا إلى الكهف . وتقدمهم الرجل . حتى إذا دخل 
على أصحابه فراهم ورأوه ماتواء لأنهم قد كانت أتت عليهم اجالهم . 

فقال القوم كتفع بهؤلاء ف طفَقَالُوا أبنوا عَلَْهمْ : 7 سارنه عْلَم بهم قال 
الذين لبوا عَلى رهم 4 وهم رؤساؤهم وأشرافهم. وقال بعضهم : مؤمنوهم 
١‏ لتتَجِدَنْ عَلَيهم مُسجداً © . 

0 عكرمة أنهم كانوا ب بني الأكفاء والرقباء ملوك الروم 2 1" رزقهم الله الإسلام 
ففروا بدينهم. واعتزلوا قومهم حتى انتهوا إلى الكهف فضرب الله على أصمخته.0© 


(1) كذا فى الميخطوطات : «فسوس» وفي سع ورقة 16 ظ . وقيل هي : «وأبسس» بفتح الهمزة وسكون 
الموحدة وضم السين بعدها سين أخرى مهملة. وكان بلدا من غور طرسوس بين حلب وبلاد 
أرمينية وأنطاكية» انظر ابن عاشور,ء التحرير والتنوير» ج 15 ص 261. أما ياقوت الحموي فإنه لم 
يجزم في الأمرء فقد أورد في ج 1 ص 231 من معجم البلدان كلمة «أفسوس» قال : لابضم 
الفدزة وييكون: القاء واليتان .مهملان :: والواى شياقنة : يلد عقون ظرسوين د يقال إند: يلد 
أصحاب الكهف». 

(2) كذا في المخطوطات وفي سع ورقة 16 ط: «بنى الأكفاء والرقباء ملوك الروم». وفي 0 
المنثور, ج 4 ص 214: وأبناء الملوك). وفيه عن مجاهد : «كان أصحاب الكهف أبناء عظما 
أهل مدينتهم وأهل شرفهم . 

(3) كذا في ق وع: «أصمختهم» ومفرده صماخ, وهو الخرق الباطن المفضي إلى الدماغ. وفي 
صع : «(أسمختهم» وهو لغة في أصمختهم . وفي ج ود: وأسماعهم». 

4535 


الكهف: 22 تفسير كتاب الله العزيز 


فلبثوا دهراً طويلاً حتى هلكت أمتهم. وجاءت أمة مسلمة. وكان ملكهم مسلماًء 
فاختلفوا في الروح والجسد. فقال قائلون: يبعث الروح والحسد عا ..:زقال كاكلون؛: 
تبعث الأرواح أما الأجساد فتأكلها الأرض فلا تكون شيئا . 


فشق على ملكهم اختلافهم؛ فانطلق فلبس المسوح, وقعد على الرماد. ثم 
دعا الله فقال: إنك ترى اختلاف هؤلاء. فابعث لهم اية تبيّن لهم بها. فبعث الله لهم 
أصحاب الكهف. فبعثوا أحدهم ليشتري لهم من الطعام. فجعل ينكر الوجوه ويعرف 
الطرق» ورأى الإيمان في المدينة ظاهرا. فانطلق» وهو مستخف, حتى انتهى إلى 
أليس ملككم فلانا؟ قال الرجل: بل ملكنا فلان. فلم يزل ذلك بينهما حتى رفعه إلى 
الملك . 
فأخبره صاحب الكهف بسحديثه وأمره . فبعث الملك في الناس فجمعهم فقال: 
انطلقوا إلى أصحابي. فركب الملك وركب الناس حتى انتهوا إلى الكهف. فقال 
الرجل : دعوني حتى أدخل إلى أصحابي . فلما أبصرهم وأبصروه صرب الله على 
أصمختهم . [فلما استبطأوه] (2) دخل الملك ودخل الناس معهء فإذا أجساد لا ينكرون 
منها شيئاً. غير أنه لا أرواح فيها. فقال الملك: هذه آية بعثها الله لكم . ( قَالَ الذينَ 
غَلَبُوا عَلَى أَمْرهم ). وهم ملوكهم وأشرافهم ( لنتخذّن عَلَيهم مسجدا ). 
قال الله: « سَيَّقَولُونَ 4 أي: سيقول أهل الكتاب « تَلْثَةَ رَابعُهُمْ كلْبْهُمُ 
وَيَقُونُونَ حَمْسَةَ سَادِسُهُمْ كَلْبهُمْ رَجْما بالعَيّب »© أي : قذفاً بالغيب « وَيَعُولُونَ سبِعَة 
(1) في المخطوطات الأربع : «قال له الرجل: أليس ملككم فلاناً؟ قال بلى ملكنا فلان» وفيه خطأ. ' 
وفي سع ورقة 16 ظ :. «قال له الرجل : أليس ملككم فلان؟ قال: لا بل ملكنا فلان. وهو 
صحيح . وأولى بالصحة والصواب والإيضاح ما أثبته من الدر المنثور ج 4 ص 4 . 
(2) زيادة من الدر المتثور يقتضيها سياق الكلام. 


456 


الجزء الثاني الكهف: 22 - 24 





م 6 ثقير قزر 


وَنَامنهُمْ كلَبهُمْ قل رَبي أَعْلَمْ بعدّتهم ما يَعْلَمُهُمُ إلا قَلِيلٌ 4 أي : إلا قليل من الناس . 

ذكروا أن ابن عباس كان يقول: أنا من أولنئك القليل الذين استثنى الله ؛ كانوا 
سبعة وثامنهم كلبهم . 

قال: « قلا تَمَارٍ فِيهمُ إلا مِرَاءٌ ظَاهراً © يقول الله للنبي عليه السلام : لا تمار, 
أي : لا تجادل أهل الكتاب في أصحاب الكهف إلا مراءً ظاهراً أي : إلا بما أخبرتك . 
وحسبك ما قصصت عليك من أمرهم . « ولا تشتفت فيهم » أي: ففي أصحاب 
الكهف « مِنْهُمْ أَحَدَأ 4 أي: من أهل اليهود. يقول: لا تسأل عنهم من اليهود 
أحداء وهم الذين سألوه عنهم ليعنتوه بذلك29 , 

قال: «ولا تقولنٌ لِسَأَيءٍ إني فَاعِلٌ ذَلِكَ عدا إل أنْ يُمَاءَ الله يقول: إلا أن 
تستثنى. بلغنا أن اليهود لما سألت رسول الله يخِ عن أصحاب الكهف قال لهم 
رسول الله : أخبركم عنهم عدا ولم يستكن . فأنزل الله هذه الآية. 

قال: « واذكر رك إِذا نَسِيتَ » [أي : إذا نسيت الاستثناء]© « وَقُلْ عَسَىْ أن 
يهدني ري لاقرب عن هنذا رقدا اب :وس هااذكر النائ حلف فليقل إن شاه الل 
لأن الله أمره أن يقول: إن شاء الله . 
فله ثنياه» ولا كفمارة 0 28 كان ليذو 98 9 بعل اليمين قبل العا 5 


(0) فياخ ود «ليفتنوه بذلك» ؛ وفيه تصحيف صوابه ما أثبته من ق وع: «ليعنتوه» . ل: «أعتته 
وتعنته تعنتاً أي : سأله عن شيء أراد اللبس عليه والمشقة». انظر اللسان (عنت). 

)2( زيادة من سع ورقة 16 ظ. لا بد من إثباتها. وهذا على مذهب من رأى أن الذكر هنا خاص» 
ل إذا نسيت الاستثناء فاستثن. وهذا ما ذهب إليه جلة من العلماء. منهم ابن عباس. ذكر 
ذلك الفراء في المعاني ج 2 ص 137 فقال: «قال ابن عباس: إذا حلفت فنسيت أن تستثني 
فاستئن متى ذكرت ما لم تحنث». ومنهم من قال: إن الذكر هنا عام ؛ والمعنى أذكر ربك إذا 
نسيت ذكره, وهوما اختاره الطبري في تفسيره. ج 15 ص 229. وانظر وجوهاً أخرى في تأويل 

الآية أوردها القرطبي في تفسيرهء» ج 10 ص 385 - 386. 


437 


الكهف: 25 -26 2002 تفسير كتاب الله العزيز 





متى ما استثنى » فالكفارة لازمة له. وسقط عنه المأثم حيث استثنى . لأنه كان قد ركب 
ما نهى عنه من تركه ما أمر به من الاستثناء. أي : لا يقول: إني أفعل حتى يقول إن 
شاء الله ولا يقول: لا أفعل حتى يقول إن شاء الله . 

ذكر ابن عمر أنه قال قال رسول الله عليه : إذا استثئنى فله او , 


وقال بعضهم : ليس الاستثناء بشيء حتى يجهر به كما يجهر باليمين . اق إن 
الاستثناء في قلبه ليس بشيء حتى يتكلم به لسانه . 

ذكروا عن الحسن أنه قال: من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها فليأت 
الذي هو خير وليكفر عن يمينه إلا طلاق أو عتاق. 

قوله: « وَلَبثُوا في كَهْفِهِمْ تَلْتَ مائَةٍ به ثم أخبر ما تلك الثلاثمائة فقال: 
« سنِينَ وَارْدَادُوا تسعا © أي: تسع سنين. 

قال بعضهم : هذا من قول أهل الكتاب. أي: إنه رجع إلى أول الكادم 
( سَيَقَولُونَ كَلامة َابُهُم كَلبُم) وَيقُوُونَ حَمْسَةٌ سَادِسَهُمْ كلَبْهُمْ رما اليب وَيَقولُونَ 
سَبْعَة ونَاُمْ كلَمهُم ويقولون : ( لبوا في كَهفِهمْ قلات مال سِنِينَ وَازْدَادُوا تسْعاً) . 
فرذ الله على نبيه فقال: 

< ثُل اللَهُ أَغلَمُ بم لَبنُوا لَهُ غَيْبُ السَّمُوْت وَالأْض أَبْصِرْ به وَأسْممْ 4 
يقول: ما أبصره وما أسمعه كقول الرجل للرجل : أفقه به وأشباه ذلك. فلا أحد 
أبصر من اللهء ولا أسمع من الله ©. 


(1) أخرجه أبو داود في كتاب الأيمان والنذور. باب الاستثناء في اليمين (رقم 3261) عن ابن عمر. 
ولفظه: من حلف على يمين فقال إن شاء الله فقد استثنى. وانظر ما سلف. ج 1 ص 495. 
(2) قال الفراء في المعاني ج 2 ص 139: «يريد الله سبحانه وتعالى كقولك في الكلام : 
بعبد الله معنا ما أكرم عبد اللهء وكذلك قوله: ( أُسْمع بهم م وأنصرٌ ) : ما أسمعهم. ما 
ا وكل ما كان فيه معن من المدح أو الذم فإنك تقول فيه : أظرف به وأكرم بهء» ومن 
الياء والواو: أطيب به ظغاماء وأجود به با د 


438 


الجزء الثاني الكهف: 26 - 28 





ما لهم من كُونه بن ولي » أي: لو يعوو لد 
0 لك اود سدق ال اي 
بالياء فهو يقول: ولا يشرك الله في حكمه أحداً. 

قوله : « دَائْلُ ما أوجيَ إلتِكَ مِنْ كنتب رَبك لآ مَُدْلَ كمه 4 أي لايحكم 

في الآخرة بخلاف ما قال في الدنيا. وهو كقوله : (مَا يُبَدّل القول لَدَيّ ) [سور دَقٌ: 

29 

قوله : « وَلَنْ تجدّ مِنْ دونه مُلْتَحَداً » أي : وليا ولا موئلة 0). 

قوله: « وَاصَبرْ نَفْسَك مَعْ الذينَ يَدْعُونَ رَبْهُمْ بالْعْدَوة وَالْعَشِي يُريدُونَ وَجَهَهُ 4 
وهما الصلاتان : صلاة الصبح وصلاة العصر. وإنما فرضت الصلوات الخمس قبل 
خروج النبي عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة سمنة . ثم نزلت هذه الآية فى 
سلمان الفارسي » وبلال» وصهيب » وخباب بن الأرت» وسالم. مولى أبي حذيفة . 

قال المشركون للنبي: إن أردت أن نجالسك فاطرد عنا هؤلاء القوم. فأنزل 
الله: ( ولا تطرد الذِين يَدْعُونَ رَبْهُمْ بالعَدَاة وَالعَشيّ ). [الأنعام: 52]. 

قال: « ولا تعد عَيْناك عَنْهُمْ © مَحْقَرّة لهم إلى غيرهم © « تريدُ زِينَةَ الحَيّوة 
الدنْيَا 4 [قال بعضهم : ذكروا عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله كَلِيْهِ : لذكر الله 
بالغداة والعشي أفضل من حطم السيوف في سبيل الله ومن إعطاء المال سححاع©, 


(1) كذا في ق وع ود: دولياً ولا موئلا» . وفي تفسير الطبري . خ 15 هن 233 عن قتادة : يدانا 
موثلا . وقال أبو عبيدة في المجاز ج 1 ص 398: «أي : يذل واللحد منه والإلحاد». 

(2) أي : لا تنصرف عيناك عنهم» كما ذكره الفراء. 

(3) زيادة من زء ورقة 194, ومن سع ورقة 17 و حيث ورد الحديث بالسئد التالى : ويحيى عن أشعث 
عن يعلى بن عطاء عن عمرو بن عاصم عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله 85 . . 
أورد ابن سلام أحاديث في فضل الذكر ومجالسته الذاكرين الله. وانظر الدر المنثور ج 4 ص 
9 - 220, 


0439 


الكهف: 28 - 29 تفسير كتاب الله العزيز 
امحجا رسيي ا يس كرتي 
شيعا ذه 


م2 ه 


قال: ظط وقل الحَق من رَبْكُمْ 4 يعني القرآن ط فَمَنْ شَاءَ فَلْيُومِنَ وَمَنْ شَاء 
فيكف » وهذا وعيد هو له شديد. أي : من امن دخل الجنة. ومن كفر دخل النار. 

قال: « إِنا أَعْتَدْنَا لِلظَلمينَ» أي : للمشركين والمنافقين 8 ثاراً أَحَاطٌ بهم 
سُرَادفَهَا 4 أي عورا وها عمد فإذا مدت تلك العمد أطبقت على أهلها. وذلك 
حين يقول: ( اسَأوا فيها ولا كمون [المؤمنون: 108]. فإذا قال ذلك أطبقت 
عليهم ؛ وهو قوله: ( إِنهًا عَلَيْهم مُوصّدّة ) أي : مطبقة ( في عَمَدٍ مُمَدَّدَةِ ) [الهمزة : 
8]. 

قوله: ط وَإن يُستَغِيكُوا يُعَانُوا بمَاءٍ كالمل ». 

دذكروا عن عبد الله بن مسعود أنه أهديت له سقاية ذهب وفضة . فأمر بخدود 
فخت في الأآرض. ثم قذف فيها من جزل الحطب. ثم قذف فيها تلك السقاية 
حتى إذا أزبدت وماعت قال لغلامه: ادع من بحضرتنا من أهل الكوفة. فدعا رهطا. 
فلما دخلوا عليه قال: أترون هذا؟ قالوا: نعم. قال: ما رأينا في الدنيا شبهاً للمهل 
أدنى من هذا الذهب وهذه الفضة حين أزيد وماع. 


وقال بعضهم: المهل كعكر الزيت. وقال مجاهد: المهل: القيح والدم . 


قوله : « يشوى الوجوة 4 أي : يحرق الوجوه إذا أهوق ليشر به . بئس 
الشْرَابٌ وَسَاءَتْ مرتفْقاً.» أي مزلا وماوع: وقال اهن ( وَسَاءَتَ مُرْتَفََا) أي : 


(1) قيل معناه: من جعلنا قلبه غافلاً عن ذكرنا: وقيل معناه: وجدناه غافلً كما قال عمرو بن 
معد يكرب لبني الحارث بن كعب: «والله لقد سألناكم فما أبخلناكم, وقاتلناكم فلما أجبئاكم» 
وهاجيناكم فما أفحمناكم». أي: ما وجدناكم بخلاء ولا جبناء ولا مُفحمين. انظر تفسير 
القرطبي ج 10 ص 392. وتفسيرالكشاف ج 2 ص 718. 


0000 


الجزء الثاني الكهف: 30 - 31 





مجتمعا. وقوله: وساءت أي : بئس المنزل والمأوى هي جهلم . وهذا وعيد هوله 
شديد لمن كفر. 

ثم أخبر بوعده لمن امن فقال : إن الذِينَ انو وَعَمِلُوا الصَّلِحَنتِإِنا ل ْضِيعٌ 
ا تجري من نَحْتهم الانْهَرٌ 4 . قد فسرناه 
في غير هذا الموضع 7" 

قوله: « يُحَلُونَ فيها منّ أَسَاورَ مِنْ ذَمَبِ » ذكروا أن رسول الله يكل قال: إن 
الرجل من أهل الجنة لو بدا سواره لغلب على ضوء الشمس ©. 

ذكروا أنه ليس من أهل الجنة أحد إلا وفي يده ثلاثة أسورة : ارون وها 
وسوار من فضةء وسوار من لؤْلوْ . اوهو قوله : يُحَلونَ فيهًا مِنْ أسَاورَ مِنْ ذهب 

وَلولؤاً ) للح 5 ا ( ُو ده فضة ) 5-0 1“ ]. 

لسندس فالخز الذي يقال له الرقيم. وأما الإستبرق فالديباج الغليظ . وبعض الكوفيين 

يقول : هي بالفارسية : استبره . 

١‏ > دس انمه كر 
قوله ط« متكثِين فيها على الارائك » أي : على السرر [في الحجال] ذكر ابن 
عباس في قوله: ( عَلَى سَرًرٍ موضونةٍ ) [الواقعة: 14] قال: مرمولة بالذهب ©. وقال 

الحسن : مرمولة بالدر والياقوت . 

(1) انظر ما مضى في الجزء الأول ص 90. 

(2) هذا حديث رواه ابن سلام عن ابن لهيعة. وهو ممن لا يحتج بهم . فقد ضعفه كثيرون . وإن وثقه 
البعض . وروأه السيوطي في الدر المنثور. ج 4 ص 221 بدون سند عن ابن مردويه عن سعد عن 
النبي كه ولفظه : لو أن رجلا من أهل اأجنة اطلع فبدت أساوره لطمس ضوءه ضوء الشمس كما 
يطمس ضوء النجوم . وأصح منه ما رواه الشيخان عن أبي هريرة قال: سمعت خليلي يقول: 
تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء . واللفظ لمسلم. » أخرجه في كتاب 0 باب 
تبلغ الحلية حيث يبلغ الوضوء. (رقم 0). 


)3( زيادة من د ورقة ة 17 ظ 
(4) مرمولة: أي نسجت نسجاً رقيقاً . 


4061 


الكهف : 31 - 34 تفسير كتاب الله العزيز 





وقال بعضهم : يعائق الرجل زوحته قدر عمر الدنياء لا تمله ولا نعلها: 

ذكروا عن معاذ بن جبل أنه قال: قال رسول الله كل : إن الرجل من أهل الجنة 
ليتنعم في تكأة واحدة سبعين عام ©, 

ذكر ابن عباس قال: إن الرجل من أهل الجنة ليتكىء على أحد شقيه فينظر إلى 
حمراء. من ياقوتة حمراء. ولها ألف باب. وله فيها سبعمائة امرأة . 

قوله: « نِعُمَ النْوَابُ وَحَسَنْتٌ مُرْتَفْقاً 4 أي : منزلاً ومأوى. يعني الجنة. 

قوله : و اشر لهم تعن جنا لأخيجنا م بن تب زعققان 
0 وَجَعَلن ينهها روعأ كلْنا الجنتين نت كلها أي : : أطعمت ثمرتها «ولم 
َظْلِم مُنْهُ شَيْئاً 4 أي: ولم تنقص منه شيئاً ‏ وَفَجَرْنَا خللَهُمَا نَهَراً 4 أي: بينهما 
وَكَانَ لَهُ ثُمْرَ 4. وهي تقرأ على وجهين: تمر وهو الأصل. قال بعضهم: من كل 
المال. وَثَمَره وهي الثمَرّة©. وقال مجاهد: يعني ذهباً وفضة. 

فَقَالَ لصَحبه» بلغنا أنهما كانا أخوين من بني إسرائيل ورثا عن أبيهما مالا 
فاقتسماه. فأخذ كل واحد منهما أربعة ألاف دينار. فأما أحدهماء فكان مؤمناًء فأنفقه 
في طاعة الله وقدّمه لنفسه. وأما الآخرء فكان كافراًء فاتخذ بها الأرضين والجنان 
والدور والرقيق وتزوج . 

واحتاج المؤمن فلم يبق فى يده شيء. فجاء إلى أخيه يزوره ويتعرض 
لمعروفه . فقال له أخوه : فأين ما ورثت يأ أخي ؟ فقال له: أقرضته ربي وقدّمته 


(1) رواه يحيى بن سلام عن ابان بن أبي عياش عن شهر بن حوشب عن معاذ بلفظ بلغني . . 
الحديث . 

(2) قال الفراء ذ في المعانق ج 2اضن 144 (: . . عن مجاهد قال: ما كان ذ ف القرات فق م بالضم . 
فهو مال. وما كان من تمر مفتوح » فهو من الثمار. وانظر ابن خالويه الحجة. ص 122 وص 
8 . وانظر اللسان: (ثمر). 


4062 


الجزء الثاني الكهف: 34 - 38 


لنفسي . فقال له أخوه: لكنني اتخذت به لنفسي ولولدي ما قد رأيت. 

قال الله : ( فقال لصَاحبه ) ظ وهو يحاوره » أي : يراجعه الكلام « أن أككرٌ 
منك مالا وَأَعَرْ تَمْراً # أي : أكثر رجالا وناصراً. 

قال الله: « وَدَحْلَ جَنتَهُ وَهْوَ ظَالِمُ لُنَفْسِه » يعني بشركه « قَالَ: ما أَظنُ » 
أي : ما أوقن « أن 6 هلذه أبدأ » أي : أن تفنى هده ندا أي : إنها لا تفنى 
فتذهب . ولكن ظن أن يعيش فيها حتى يأكلها خرانف. كقوله : و يخست أن مَالَهُ 
أَخْلَدَهُ ) [الهمَزة : 3] أي : 0 ماله حتى يأكله . 


وه سام كو 


البعث 9 تأين يدث إن ني أذ اهما 4 أي : من جتي مقا 4 أي : 


في الآخرة إن كانت اخرة. كقوله : ( وَلَئِن رَجِعْتٌ إلى رَبيَ إن لي عِندَهُ لَلْحُسْنئ ) 
[فصلت: 50] أي : الجنة إن كانت جنة . 7 ولكن ا مرد . 


0 م 


موضع جنةء وفي موضع جنتان . قال : قز جَننَهُ) وقال: جنا دجما جلي 
مِنَّ تاب ) كانت جنة فيها نهر, فصارت جنتين» فهي جنة وهي جنتان . 


« قال َهُ صَاحِبهُ 4 المؤمن « وَهُو يُحَاورَهُ أكفْرت بالذي حَلَقَكَ مِنْ ترَابٍ » ش 
يعني أول خلق الإإنسان» بعني أدم . « نّم من نطفَة ثُمْ سَوْيكَ رجلا لكنا0© هو اللَّهُ 


رس لسارت 5م # اليم له 


(1) قال الفراء في المعاني ج 2 ص 144: «(لكنا هُوْ الله َب ) معناه: لكن أنا هو الله ربي . ترك 
همزة الألف من أناء وكثر بها الكلام. فأدغمت النون من ( أن ) مع النون من ( لَكِنْ ). ومن 
العرب من يقول: أنا قلت ذاكء, بتمام الألف. فقرئت لكنا على تلك اللغة. وأثبتوا الألف في 
اللغتين في المصحف. . . ومن العرب من يقول إذا وقف: أَنْهُ وهي في لغة جيدة. وهي في 
عليا تميم وسفلى فيس . وأنشدني أبو ثروان : 

وترمينني بِالطرْفٍ أي أنْتَ مُذْنْبٌ وَتَقَلِيئي لكِنْ إِنَاكِ لا أَلِي 
ردك لك أنا إياك لا أقلي. فترك الهمز فصار كالحرف الواحد. . .» 


003 


الكهف: 39 - 44 تفسير كتاب الله العزيز 


ولولاً » أي : فهلا « إذ دٌَحَلْتَ جَنتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لآ قُوَة إلا باللّه © ثم 
قال: « إِنْ تَرَنِ أنَا أقل منك مالا وَولّدا فَعَسَى رَبِيَ أن يوتيني » في الآخرة 8 خيراً مَنْ 
جَنتك وَيرْسلٌ عَلَيْهَا حسْبَاناً من السّمَاءِ © أي : ناراً من السماءء يقول: عذاباً من 
السماء. وهي النار 8« فَتَصْبِحَ صَعيداً رلا 4 أي: لا نبات فيها. والصعيد الزلق 
يا وال معي دحتي ا بها دا 202 100 

شيء. 8 أو يُصْبحَ مَاوُهَا غَوْرأ 4 أي : ذاهباً قد غار في الأرض© « فَلَنْ تَسْتطيع لَهُ 
4 وقال الكلبي : الغور: الذي لا تناله الدلاء. 

قال الله : « وأحيط بِتُمُرِهِ © أي : من الليل « فَأَصْبَحَ © من الغد قائماً عليها 
َيُقَْ كلد » أي: ل ا 0 
عن ًا 4 قال الحسن: 00 التراب» قد ذهب ما فيها من النبات9©. 
[وبعضهم يقول: مقلوبة على رؤوسها]© . « وَيُقول » أي : في الآخرة « يا ليتني لم 
أشرك بِرَبي » أي: في الدنيا « أَحَدَا ». 

قال الله: « وَلَمْ تكن لَهُ فت 4 أي: عشيرة 8« ينصرونه من دُونٍ الله وَمَا كان 
منتضرا © أى: ممتنعا في تفسير بعضهم . 

قوله: « مُتَالِكَ الوَلَيّهُ لله الحَنَّ 4 أي: في الآخرة. هنالك يتولّى الله كل 
عبد. أي: لا يبقى أحد يومئذ إلا تولى الله. ولا يقبل ذلك من المشرك . 


)1( قال أبو عبيدة في المجازج 1 ص 403: «الضعيد ونجة الأرض» والزلق الذي لا يثٌ يثبت فيها القدم». 
)2( وقال أبو عبيلة : «( أو يُصبحٌ مَاوهَا غوْرا ) أي : غائراًء والعرب قد تصمف الفاعل بمصدره. 
وكذلك الزثنين والجميع على لفظ المصدر. إل ا 


نظل جياده لدعا عَليِه مَقَلْدَةٌ أعشتهًا صفوا ٠‏ أي : نائحات». 
)03( كذا ْ في المخطوطات وصع.ء . وأصح من ذلك ما قاله أبو عبيدة : وخالية على بيوتهاأ» . دأو خراب 
على سقوفهاء. 


(4) ما بين المعقوفين زيادة من سع . ورقة 18 و. 


464 


الجزء الثاني الكهف: 44 - 47 





وهي تقرأ على وجهين: أحدهما برفع الحق والآخر بجره. فمن قرأها بالرفع 
يقول: هنالك الولاية الحقٌء فيها تقديم؛ أي: هنالك الولاية الحقٌ لله. ومن قرأها 
بالجر فهو يقول: هنالك الولاية لله الحقٌّ. والحق اسم من أسماء الله 0©. 
3 ظهُوْخيْر نابا 4 أي: خير من أثاب. وهو خير ثواباً للمؤمنين من الأوثان لمن 
عبدها. « وَخَيْرٌ عُقباً #4 أي : خير عاقبة. 

ا ( وَاضربٌ لهم مَثْلل الحيوة الدنيًا كمَاء انْرَلْتَهُ من السماء فقاختلط به 
نات الأزض. # وقد فسرناه في غير هذا الموضع 2 « فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوءُ الرَيَاحُ » 
أي : هشمته الرياح فأذهبته. فأخبر أن الدنيا ذاهبة زائلة كما ذهب ذلك النبات بعد 

قوله: « المَال والبنونَ زيئة الحَيّوة الدّنيًا وَالبَقِيتُ الصلِحَتٌ خَيْر عِنْدَ رَبْكَ 
نَوَاباً # قال الحسن : الفرائفض 

ذكروا عن علي أنه قال: الباقيات الصالحات هن سبحان الله والحمد لله ولا إله 
إلا الله والله أكبر. وكان ابن عباس يجمعهما جميعا فيقول: الصلوات الخمس 
وسبحان الله والحمد لله ولا إلّه إلا الله والله أكبر. ( خير عند رَبك نابا » أي : عاقبة . 
« وَخير أَمَلا » أي : وخير مأ يأمل العباد في الدنيا أن يثابوه 29 فو في الآخرة. 

قوله : « وَيَومَ نسيْرٌ الجبَالَ وَتَرى لاض بَارزّة © أي : مستوية ليس عليها بناء 
ولا شجر. [وقال مجاهد: ليس عليها خمر ولا غياية]9». طِوَحَسَرْنَهُمْ» أي : 


(1) الولآية بالكسرء الملك والسلطان. والولاية بالفتح: النصرة والموالاة. وقد قرىء بهما جميعاً. 
والقراءة ؛؛ بفتح الواو أنسب للمقام لما ذكر قبله من النصرة. أما الطبري فقد رجح في تفسيره ج 15 
ص 201 القراءة بكسر الواو. وانظر تفسير القاسمي ج 11 ص 48. 

(2) انظر ما سلف في هذا الجزء ص 189. 

(3) كذا في ج ودء وفي سع ورقة 18 و: «أن يثابوه». وفي فى وع: وأن ينالوه» . 

(4) زيادة من سع ورقة 18 و, ومن تفسير مجاهد ص 37. والحْمّرء بالتحريك. ما واراك من الشجر 
والجبال أو غيرهما. والغيّاية . بياءين. لا بياء وباء كما جاءت خطأ في سع وفي تفسير الطبري - - 


405 


الكهف: 47 - 48 تفسير كتاب الله العزيز 





وجمعناهم « فَلَم َعَادِرُ منْهُمُ أحدا » أي: أحضروا فلم يغب منهم أحد. 

« وَعُرضوا عَلَى رَبْكَ صَفَاْ 4 أي: صفوفا. 

ذكروا أن رسول الله يي قال لأصحابه ذات يوم : أيسركم أن تكونوا ثلث أهل 
الجنة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: أيسركم أن تكونوا شطر أهل الجنة؟ قالوا: الله 
ورسوله أعلم. قال: الناس يوم القيامة عشرون ومائة صف. وأنتم منهم ثمانون 
صفاً©. 


بت هيت 


م ا ل ال 


وه 


عذب )2( 1 


قوله : لدب جمُونا كَمَا حَلفنكم أوْلَ : مَرَةَِ » أي : حفاة عراة غرلاً « بل 
افلم > يترا درن زد آل لتقل لف عدا 4 يعني أن لن تبعثوا. 

وبلغنا عن الحسن أن عائشة قالت: يا رسول الله. أما يحتشم الناس يومئذ 
بعضهم من بعض؟ قال : هم أشغل من أن ينظر بعضهم إلى بعض © أي : إلى عورة 
بعض . 


- هي كل ما أظلك من سحاب أو غبّرة أو ظل. ومنه الحديث: «تجيء البقرة وآل عمران يوم 
القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان». 

(1) أخرجه ابن ماجه في كتاب الزهد. باب صفة أمة محمد يك من حديث أطول عن عبد الله (رقم 
03) وأخرجه آخر الحديث من حديث آخر في الباب عن سليمان بن بريدة عن أبيه عن النبي. 
كا (رقم 4289) بلفظ : «أهل الجنة عشرون ومائة صف. ثمانون من هذه الأمة. وأربعون من 
سائر الأمم». 

(2) حديث متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب التفسيرء سورة الانشقاق. وأخرجه مسلم في 
كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلهاء باب إثبات الحساب. (رقم 2876) كلاهما يرويه من حديث 
عائشة. وفي بعض ألفاظه: «من نوقش الحساب هلك». 

)3( أخرجه ابن أبي حاتم وصححه الحاكم عن عائشة قالت: واسوأتاه! إن الرجال والنساء 


006 


الجزء الثاني الكهف: 49 - 51 





قال: « وَوْضِعَ الكتلبٌ» أي: ما كانت تكتب عليهم ا الدنيا من 
أعمالهم. « فترى المَجَرمِينَ 4 أي: المشركين والمنافقين « مُشْفقِينَ 4 أي: 
خائفين « ممًا فيه ويقولونَ يويْلَتَنَا مَال هَنذَا الكتاب لآ يُعَادِرُ صَغيرَة 22 كبيرَة إلا 
أحصيها وَوَجَدُوا ما عَملُوا اضرا » أي : في كتبهم « ولا يَظْلِمُ رَبِكَ أحذاً 4. 

قوله : « وَإِدْ قَلْنا لِلْمَلئْكة اسْجدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إلا أبليس كَانَ مِنّ الجن © . 
قال الحسن: هو أول الجن كما أن آدم من الإنس وهو أول الإنس. 

وقال بعضهم: كان من الجن, وهم قبيل من الملائكة يقال لهم الجن. وكان 
ابن عباس يقول: لو لم يكن من الملائكة لم يؤمر بالسجود. وكان على خزانة السماء 
الدنيا فى قول بعضهم ؛ قال: جن عن طاعة ربه. وكان الحسن يقول: ألجأه© الله 
إلى نسبه. 
تفسير مجاهد. اتشعرة ' وَدْرَيته 3 يعني الشياطين الذي دعوهم إلى 0 
< أَولِاء مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُو بيس لِلظلِمِينَ بدلا 4 أي : ما استبدلوا بعبادة ربهم 
إذ أطاعوا إبليس. فبئس ذلك بدلا لهم. 

قوله: « ما أَشْهْدتَهُمْ حَلْقَ السَّمُوت وَالأْض ولا حَلْقَ أنْمسِهِمْ 4 وذلك أن 
المشركين قالوا: إن الملائكة بنات الله. وقال في أية أخرى: ( وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الذينَ 
هُمْ عِنْدَ الرّحُمن إناثاً أَسْهِدُوا حَلْقَهُمْ ) [الزخرف: 19] أي: ما أشهدتهم شيا من 
ذلك. فمن أين ادعوا أن الملائكة بنات الله . 


- سيحشرون جميعاً ينظر بعضهم إلى سوأة بعض؟ وفي رواية: واسوأتاه لك يا ابنة أبي بكر! فقال 
رسول الله ك: ( لِكُلَ آمرىء مُنْهُمْ يَومَئِذٍ شَأنَ يُْنِيهِ) [عبس: 27]. لا ينظر الرجال إلى 
النساء. ولا النساء إلى الرجال» شغل بعضهم عن بعض . 

(1) كذا في ق وع: : «الجأه الله إلى نسبه». وهو موافق لما جاء في تفسير الطبري. ج 15 ص 260. 
وفي سع ورقة 18 ظ: أنجاه الله. وفي ج «أنجاه الله وكأن في العبارة تصحيفاً. ولم أهتد 
لمعنى مناسب أطمئن إليه . 


467 


الكهف: 51 - 55 تفسير كتاب الله العزيز 





قال: «ومًا كُنْتُ مُتَحذٌ المُضِلْينَ عَضْداً 4 أي: أعواناً. وقال بعضهم : 
المضلين: الشياطين . 

قوله: « وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا سرَكَاِيَ الذِينَ رُعَمْتمْ َدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجربُوا لهم 
وَجَعَلنا ينهم مُوبقأ © . والموبق واد في جهنم . 

وبعضهم يقول : ( موبقا ) أي : مهلكاً. يقول: وجعلنا بينهم أي : وصلهم الذي 
كان في الدنيا مهلكاً. وقال بعضهم : هو وادٍ يفرق به يوم القيامة بين أهل الهدى وأهل 
الضلالة . وقال بعضهم : يقول : أوبقناهم . أي : أدخلناهم في النار بفعلهم فأوبقوا 
فيه . 

قوله : ١‏ تَدَأى المجرمون النار ‏ أي : المخركود والمنافقون فَظَنوا 4 أي : 
فعلموا < أَنَهُم مُوَاقَعُوهًَا وَل يَجِدٌوا عَنْهَا مضرفاً 4 أي : فدلا إلى غيرها. 

0 « ولْقد صَرفنا في هَْذًا الَرَآنِ للناس مِنْ كل مُكل 0 ( وقد 


ريا للناس في هذا القرآن ف كل مث ) [الزمر: 27] #8 وكان الإنسَانْ أكتر شي 
جرلا 4 أي : الكافر يجادل فى الله ©. 


قوله : « وَمَامَ: م الم أن ومنو إذ باصم اذى ويَستففروا بوم 4 في : . من 


(1) قال الفراء في ي المعاني ج 1472: «( وَجَعَلْنا بَيْنْهُمْ موقا ) يقال جعلنا تواصلهم في الدنيا ( مَوْيقاً ) 
يقول مهلكاً لهم في الآخرة. : » وقال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن ص 269 9( موبقً ) أي : 
مهلكا بينهم وبين ألهتهم في جهنم». وأصل الفعل وبقء ببق وبْقا ووبوقاً: هلك., وأوبقه 
أهلكه. ومنه الموبقات من الذنوب, أي : المهلكات. انظر اللسان (وبق). 

(2) الحق أن هذه طبيعة ابن آدم. أيا كان. وليست خاصة بالكافر. فقد ترجم البخاري في كتاب 
التفسيرء وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً. فروى حديثاً عن علي بن أبي طالب «أن رسول الله 3 
طرقه وفاطمة وقال ألا تصليان؟. . . وفي رواية لمسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرهاء باب 
ما روى فيمن نام الليل أجمع حتى أصبح (رقم 775): «ألا تصلون؟ فقلت: يا رسول الله : إنما 
أنفسنا بيد الله, فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا . فانصرف رسول الله كه حين قلت له ذلك. ثم سمعته 
وهو مدبر يضرب فخذه ويقول: ( وَكَانَ الإِنْسَانْ أَكثْرَ شَيْءٍ جَدَلا ). 


408 


الجزء الثاني الكهف: 55 - 59 


شركهم 9 إلا أن تَتِيهُمْ سُنْةُ الأوْلِينَ © أي : ما عذب الله به الأمم السالفة « أو يَتِيهُمُ 
العَذَابُ قبلا © أي : عياناً. وقال مجاهد: فجأة. 


تم ها م 


قوله: ط وَمَا نُرْسِلُ المُرْسَلِينَ إل مُبَشْرِينَ 4 أي : بالجنة « وَمنِْرِينَ 4 أي : 
من النار. ويبشرونهم أيضا بالرزق في الدنيا قبل دخول الجنة إن امنوا. وقد فسّرناه قبل 
هذا الموضع©©. وينذرونهم العذاب في الدنيا قبل عذاب الآخرة إن لم يؤمنوا. 

قوله: ط وَيُجدل الذينَ كفْرُوا بالطل لِيدُحضوا » أي : ليذهبوا « به الح » 
فيما يظنون؛ ولا يقدرون على ذلك. قال: طوَاتحذوا ءَايَائي وما أنذروا هُرُوا». 

قال: 8« وَمَنَ أظَلَّمْ ممن ذكرٌ بئايت رَبْهِ ‏ يقوله على الاستفهام . وهذا استفهام 
على معرفة « فأعرض عنها » أي : لم يؤمن بها. « ونسي ما قدّمت يَدَاه » أي : ما 
سلف منه. قال الحسن: عمله السوء. أي : لا أحد أظلم منه . 

قوله: « إنا جَعَلْنا عَلَى قلوبهم أكنة » أي : غلفا « أن يفقهوه » أي : لثلا 
يفقهوه . <رَفِي عَاذَانِهِم وقرأ» وهو الصمم عن الهدى. « وَإنْ نَدْعُهُمُ إلى الهُدَى فلن 
ِهِتدُوا إذا أبدا » يعني الذين يموتون على كفرهم. 


« وَرَبِكَ العَفورٌ ذُو الرّحْمَة # أي: لمن آمن. ولا يغفر أن يشرك به « لو 


2 فير ضن 


يُوَاجِذَُهُمْ بِمَا كَسَبُوا # أي : بما عملوا « لَعَجُلَ لَهُمْ العَذَابَ بل لهم مُوَعِدٌ لنْ يجِدُوا 
من دونه مولا #4 قال الحسن : ملحا ©, 
م محر ,) ا #وسيه- مره 1م م 
قوله: « وتلك القرى اهلكتئهم لما ظلموا » أي: لما أشركوا وجحدوا 

رسلهم . « وَجَعَلَنَا لمُهُلكهم مُوْعِدأً 4 أي: الوقت الذي جاءهم فيه العذاب. وقال 
مجاهد: موعداً: أجل ©. 
(1) انظر ما سلف. ج 1 ص 527. 
(2) قال الفراء في المعاني ج 2 ص 148: (الموثل) المنجي . وهو الملجأ في المعنى واحد. والعرب 

تقول: إنه ليوائل إلى مؤضعه. يريدون: يذهب إلى موضعه وحرزه». وانظر اللسان: (وأل). 
(3) اقرأ تحقيقا عزيزا في اللغة قلما تظفر بمثله حول وزن مفعل ووجوه صرفه قدّمه لنا الفراء في 

المعاني ج 2 ص 148 - 153. 


4609 


الكهيف: 60 تفسير كتاب الله العزيز 


قوله: ط وَإِذْ قَالَ مُوسَئ لِفَتَيُ 4 وهو يوشع بن نونء وهو اليسع « لا أَبْرَحٌ 4 
أي : لا أزال أمضي قدماً « حتى أَبِلْعْ مجْمَعَ البَحْرَيْنَ # بحر فارس والروم حيث 
التقياء وهما ميحطان بالخلق2. 

وبعضهم يقول: الرس والكرء وهما بالرومية©». والعامة على أنهما بحر فارس 
والروم. وبحر الروم نحو المغرب. وبحر فارس نحو المشرق. 

« أو أئضيَ حقباً 4 أي: سبعين سنة في تفسير مجاهد. وبعضهم يقول: 
الحقية تمانو مينة . 

وذلك أن موسى عليه السلام قام في بني إسرائيل مقاما فقال: ما بقي اليوم أحد 
أعطاه الله مثل ما أعطاكم : أنجاكم من آل فرعون. وقطع بكم البحرء وأنزل عليكم 
التوراة. ورأى في نفسه حين فعل الله ذلك به وعلمه أنه لم يبِقّ أحد أعلم منه. فأوحى 
الله إليه: إن لي عبداً أعلم منك يقال له الخضرء فاطلبه. فقال له موسى : رب كيف 
لي بلقائه. فأوحى الله إليه أن يجعل حوتاً في متاعه. ويمضي حتى يبلغ مجمع 
البحرين. بحر فارس والروم. وجعل العلم على لقائه أن يفتقد الحوت. فإذا فقدت 
الحوت فاطلب صاحبك عند ذلك . 

فانطلق هو وفتاه» وهو يوشع بن نون. وحملا معهما مكتلا فيه حوت مملوح. 
قال: فسايرا البحر زماناء ثم أويا إلى صخرة على ساحل البحر الذي عند مجمع 
البحرين؛ عندها عين ماء. فباتا بها. وأكلا نصف الحوت. وبقي نصفه. فانسرب 
الحوت في العين. وقال بعضهم: أدنى فتاه المكتل من العين فأصابه الماء فعاش 


(1) كذا في ق وع., وفي سع 19 و: «محيطان بالخلق». وفي ج ود: «مختلطان بالحخلو. كذا 
ضبطت العبارة . 

(2) كذا في فق وع ودء «وهما بالرومية». وفي تفسير القرطبي» ج 1ص 9: «وقال السدي الكر 
والرس بأرميئية». وهو أصح فقد قال ياقوت: الرس وادٍ بأذربيجان. والكر والرس نهران وليسا 


040 


الجزء الثاني الكهف: 61 - 63 





الحوت فدخل في البحر. [وذلك قوله : 8 فَلَمًا بَلَمَامَجْمَعٌ بَيْنِمَا نَسِيًا حُوتهُمَا فَاتَخَذَ 
سَبِيلَهُ في الْبْحر سَرَبا 0]4. 

وارتحل موسى وفتاه فسايرا البحر حتى أصبحا. « فَلْمًا جَاوَرًا قال لفتيهُ عَاتَنا 
عَدَاءَنَا لَقَدْ لّقينا منْ سَفْرنَا هَذًا نَصَبا # أي : شدة. يعني نصب السفر. 

< َال » فناه: < أَرَءَيْتِذْأويْنَا إِلَى الصَكْرَة فَإنّي نُسيثٌ الحوت وَمَا الْسَلنِيه 
إلا الشَيْطنٌ أن اذكرة # وفي بعض القراءات ( أن أذركَهُ ) . 

وقال بعضهم : إن موسى لما قطع البحر. وأنجاه الله من آل فرعون جمع بني 
إسرائيل فخطبهم فقال: أنتم اليوم خير أهل الأرض وأعلمهم . قد أهلك الله عدوكم . 
وأقطعكم البحرء وأنزل عليكم التوراة. قال: فقيل له: إن هاهنا رجلا هو أعلم 
منك . فانطلق هو وفتاه يوضع بن نول يطليانه . وتزودا بحوت مملوح في مكتل لهما. 
وقيل لهما: إذا نسيتما بعض ما معكما لقيتما رجلاً عالماً يقال له: خضر. فلما أتيا 
ذلك المكان رد الله إلى الحوت روحه فسرب لهما من المكتل © حتى أفضى إلى 
البحرء ثم سلك فيه. فجعل لا يسلك فيه طريقاً إلا صار الماء جامدا . 

ومضى موسى وفتاه. فلما جاوزا قال لفتاه: آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا 
نصباً. قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرةء يعني إذ انتهينا إلى الصخرة فإني نسيت 
الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره. وفي مصحف عبد الله بن مسعود: أن 
أدركه. فرجعا عودهما على بدئهما فارتدا على آثارهما قصصاً. فلقيا الخضر. 

وذكر لنا أن نبي الله يل قال: إنما سمي الخضر خضراً لأنه جلس على قردد © 


(1) زيادة لا بد منها لم ترد في المخطوطات . 

(2) كذاه في المخطوطات الأربع : «فسرب لهما من المكتل». وفي سع ورقة 19 و: «وفسرب له من 
- وفي اللسان: (الجد بالضم شاطىء ء النهرء والجدّة ايسا وبه سميت المدينة التي عند 
مكة جدة». 

(3) وردت الكلمة هكذا: «قردد» في المخطوطات الأربع وفي سع ورقة 9 وء وهي المكان الغليظ 
المرتفع من الأرض كما شرحه صاحب اللسان (قرد). وجاءت الكلمة في صحيح البخاري.. - 





4/1 


الكهف: 63 - 64 - 65 تفسير كتاب الله العزيز 





بيضاء افترت | به - 00 ل 
البحر عجاً©. 0 
« قَالَ ذَلِكَ مَا كنا تبغ © أي : قال: قيل لي : إذا فقدت الحوت فيحنئذٍ تلقى 
قال: «فارتدًا عَلَىْ ءَانَارهمَا قَصّصاً » أي : عودهما على بدئهما راجعين حتى 
أتيا الصخرة . فاتبعا أثر الحوت فى البحر. وكان الحوت حيث مر ببدنه ييبس .2 فصار 
كهيئة الطريق في البحر. فاتبعا آثاره حتى خرجا إلى جزيرة» فإذا هما بالخضر في 
روصة يصلي . فأتياه من خلفه. فسلم عليه موسى . فأنكر الخضر السلام 9" في ذلك 
الموضع . فرفع رأسه فإذا بموسى. فعرفه فقال: وعليك السلام يا يا نبي بني إسرائيل . 
قوله: ظفْوَجَدَا عَبْدا مُنْ عِبَادِنَا ءَانَيْنَهُ رَحْمَةَ مّنْ عِنْدنًا وَعَلّمْتَهُ من 
- وفي تفسير الطبري ج 15 ص 2282 وفي تفسير ابن كثير ج 4 ص 417 هكذا: «فروة بيضاءة . 
وقال ابن كثير: «والمراد بالفروة ها هنا الحشيش اليابس» » وهو الهشيم من النبات. قاله 
عبد الرزاق. وقيل المراد بذلك وجه الأرض» . فلفظ القردد إذأ يؤيد هذا المعنى . ففي اللسان: 
والقردد كالقردودة وهى المتن المشرف على الأرض» . . . ولا ينبت إلا قليلا» . وهوما دل عليه 
لفظ بيضاء. أي : لا تنبتء قلما تعن يقلها الحم امترف نح راد. 
(1) حديث صحيبح أخرجه أحمد في مسئدهة وأخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق . في حديثك 
لدرخ ري عليهما 6 ولفظه : «إنما سمي الخضرّ أنه جلس على فروة بيضاء فإذا 
2( كذا : فى المخطوطات. وفي صع : اموسى يعجب من أثر الحوت في البحر» . وهذا على قراءة 
من جعل الكلام يتم عند قوله ( عجَباً ). وجعل هذه الكلمة الأخيرة مفعولاً ثانيا ( انَحَذٌ ) . . ومن 
المفسرين من جعل تمام الكلام علد قوله : : ( في البحر ). وما بعذله اسكنافاء فتكون كلمة 
( عَجَباً ) حكاية لقول يوشع . والوفف في قراءة ورش يدل على هذا التأويل الأخير. انظر تفصيل 
ذلك في تفسير القرطبي. ؛» ج 11 ص 14. 
(3) كذا في المخطوطات الأربع: «السلام؛ وفي ز ورقة 2197 وفي سع ورقة 19 ط: «أنكر الخضبٌ 
التسليم». 


02 


الحزء الثاني الكهف: 5 - 78 





ْنَا ْمأ قَالَ لَهُ مُوسَى هَل العْكَ عَلَى أن ُعلمِي مما عُلْتَ رُعْدا»م أي: أن 
ترشدني ٠‏ كذ لك ان تلن بي ساقت قطي ع تال بط قا 
سَتَحِدُنِيّ إن شَاء اللُّ صَابا وَل أصِي لَكَ أمرأ قال فَنِ لبي َي فلا تسالني عَنْ شَيْءٍ 
َم أخدت لَك مه ذكرا فَانْطلَاحئ إذَا ركبا في السفِينة حرا َال حرفا لق 
أَهْلَهًا لَقَدْ - جئت شَيئا إمْرأ # أي : أتيت شيئاً عظيماً. وقال مجاهد: منكرً©, 


د قَالَ آلم أَُلْ إِنْكَ لَنْ تَسَْطِيعَ مَعِي صَبْراً 4 وكان موسى ينكر الظلم. 
ف قَالَ »م له موسى «لا تُوَاحَْنِي بمَا نَسِيتُ وَل ُرْفنِي من أمري عُسْراً 4. 


قال: ف فَانطلََا حَتئ إذَا لَِيَا غلم فَقَلَهُ قال أَقَتَلتَ نفساً زَكيّةَ 4 أي : لم 
اا ا و ا 


00 لت من لدي شرم 0 ا ا 


« فانطلقا حَتَئ إِذَا أَنَيَا أَهْلَ كَرَيَةٍ اسْنَظعَمَا أَهْلَهَا فَابوا ان يُضَيْفُوهُمَا © وزعموا 
أنها أنطاكية©©. ١‏ فَوَجَدَا فيهًا جدارا يُريدُ أن يُنْقَص فَأقَامَهُ 4 أي : : رفعه بيده « قَالَ » 
له موسى « لَوْ شدْت لتحَذْت عَلَيّْه رأ » أي : : ما يكفينا اليوم . 


« قَالَ ذًا فِرَاقُ بي وَبَبَْكَ سَأنبئكَ 4 أي : سأخبرك « بتأويل مَا لم تستطع 

عَلَيْه صَبْراً #4 9©. 

(1) في مجاز القران لأبي عبيدة ج 1 ص 409 : «أي : داهية نكرأ عظيمأ». وفي آية أخرى: ( شَيئا 
دا ). قروم 907] قال ٍ ٍ 

قد لقى الأقَرَانٌ م نكرا ذاهيّة دذهيّةًَ إِذا إمراء 

(2) وقال أوعية نن المجاز ج 1 ص 410: «أي : مطهرة» . 

(3) روى أبو داود في سننه. كتاب الحروف والقراءات (رقم 2 وعن سعيد بن جبير» عن ابن 
عباس عن أبي بن كعب عن النبي و أنه قرأها ( قَدْ بَلَْتَ مِن لُدُنِي عُذْراً ) وثقلهاء. وقراءة 
ورش عن نافع ( من لَدُنِي ) بالتخفيف. 

(4) وقيل هي 5 وقيل هي بجزيرة الأندلس. وقيل هي برقة, والله أعلم بها 

(5) روى أبو داود في سننه كتاب الحروف والقراءات (رقم 3984) عن أبي بن 5 قال: كان - 


0/3 


الكهف: 79 - 82 تفسير كتاب الله العزيز 





« أما السفيئة فَكَانَتْ لمْسَكينَ يَعْمَلُونَ في الْبَْحر ارقت أن أعيبَهًا » قال 
مجاهد: أن أخرقها. « وَكَانَ وَرَاءَهُم » يقول: بين أيديهم”9 « ملك يَاحُذُ كل سَفِي 
عَصباً #4 وفي بعض القراءة : ( وكان وَرَاءَهُم مُلِك يَاخدٌ كل سَفِيئَةٍ صَالِحَةٍ غَصْبا ). 
قال بعضهم: ولعمري لو عم السفن ما انفلتت» ولكن كان يأخذ خيار السفن. 

- غلم فَكانَ أَبواه مومنين » قال بعضهم: في بعض القراءة: كان أبواه 

د ال ذكر بعضهم قال: في مصحف 
فكره 5 ل قوله 97 رولك 7 الله لهم ) [الترية: 5 وتفسير 

كره : ره : ». « فأردنا أن دلي ك0 مُنْهُ ركو أئ : في التقوى 

« وأَقَرَبَ 582 3 0 د 0 90 58 8 2 537 
الحسن : مال» وقال 5259 5 


وقال الكلبى : بلغنا أنه كان لوحا من ذهب فيه حكمة: ثلاث كلمات فقط: 





- رسول الله إذا دعا بدأ بنفسه. وقال: رحمة الله علينا وعلى موسى. لو صبر لرأى من صاحبه 
العجب. . . » وروي عنه عليه السلام بلفظ آخر: يرحم الله موسى. لوددت أنه كان صبر حتى 
يقص علينا من أخبارهما» . 

)1( قال الو ميد في المعارع 1 عن 12 « وَكانَ وَرَاءَهُم لِك ) أي : بين أيديهم وأمامهم . قال : 

أَتَرْجُو بسو مَرْوَانَ سَمْعِي وَطَاعَتِي ‏ وَقَوْمِي تَمِيمٌ وَالقلاة وَرَائِيًَا 
أي : : أمامي . 

(2) هذا وجه من وجوه التأويل» وللفراء في المعاني ج 2 ص 1]7 رأى آخر. قال: «وقوله : 
( فخشينا ): فعلمنا وهي في قراءة أبي : ( فَحَافَ رَبْكَ أن يُرْهِقَهُمَا )» على معنى 0 
وهو مثل قوله : ( إلا أن يُحَاقًا ) [البقرة : : 229] قال: إلا أن يعلما ويظنا. والخوف والظن يذهب 
بهما مذهب العلم». 

(3) وقيل معناه: «أقرب أن يرحما به وهو مصدر رحمت». 


0/14 


الجزء الثاني الكهف: 82 - 86 





عجباً لمن أيقن بالموت كيف يضحك» وعجباً لمن أيقن بالرزق كيف يتعب. وعجباً 
لمن أيقن بالدنيا وتقلبها كيف يطمئن إليها. « وكان أَبُوهُمًا صَلحاً ©. 

« فَأرَادَ ربك أن يبلَغا أَشدِّهُمَا ويَسْتَحرجًا كَْرَهُمَا رَحْمَةَ مُن رُيّكَ © لهما ط وَمَا 
فَعَلْتَهُ 4 أي : وما فعلت ما فعلت 8 عَنَ أَمْري » أي : إنما فعلته عن أمر الله . 

١‏ ذَلِكَ تأويل ما لَمْ نَسْطع عُلَيْه صَبْراً © قال الكلبي : بلغنا أنهم لم يفترقوا حتى 
بعث الله طائراء فطار إلى المشرق» ثم طار إلى المغربء, ثم طار نحو السماء؛ ثم 
هبط إلى البحرى فتناول من ماء البحر بمنقاره. وهما ينظران. فقال الخضر لموسى : 
أتعلم ما يقول هذا الطير؟ قال موسى : وما يقول؟ قال: يقول: ورب المشرق». ورب 
المغرب. ورب السماء السابعة» ورب الأرض السابعة.» ما علمك يا خضر وعلم 
موسى في علم الله إلا فدر هذا الماء الذي تناولته من الببحر في البحر. 

قوله : « مَيسْألُونكَ عَنْ ذي القرنيين » فإنما سألته اليهود . « فل سَائَلُوا عَلَيْكُم 
0 يا 
بعضهم : ا اه ا 0 مرضي الأرض 55 

د فانم سسب أي: طرق الأرض ومنازلها. وقال بعضهم: منازل الأرض 
ومعالمها. « حَتى إِذَا بَلْعْ مَغْربَ الشّمسٍ وَجَدَهًا تَعْربُ في عَيْن حَمِنَةٍ 4 وهي تقرأ 
على وجهين: حمئة وحامية . 

ذكر عطاء قال: اختلف ابن عباس وعمرو بن العاص في عين حمئة؛ فقال 
عمرو: حامية. وقال ابن عباس حمئة. فجعلا بينهما كعباً"» فقال كعب: نجدها في 
التوراة تغرب في ماء وطين كما قال ابن عباس. وإنما يعني بالحمأة الطين المنتن. 
ومن قرأها حامية يقول: حارة. 

(1) هو كعب الأحبارء كان على دين اليهود ومن علمائهم. وكان ينزل اليمن. وبها أسلم. ودخل 
المدينة على عهد عمر رضي الله عنه. 


0/15 


الكهف : 86 - 90 تفسير كتاب الله العزيز 


قال: « وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْما قُلنَا يا ذا الْقرْنيْن إِما أَنْ نُعَذْبَ » قال الحسن: يعني 
القتل؛ وذلك حكم الله فيمن أظهر الشرك إلا من حكم عليه بالجزية من أهل الكتاب 
إذا لم يسلم وأقر بالجزية» ومن تقبل منه الجزية اليوم . « وَإِما أنْ تند فيه خسنا > 
يعني العفو. قال: فحكموه. فحكم بينهم. فوافق حكمّه حكمٌ الله. 

« قَالَ أما من ظَلَمْ 4 يعني من أشرك ونافق”" «( فَسَوْفَ عَذّيُهُ 4 يعني القتل 
ذنُم يرَدُ إلى رَيْهِ فيُعَذْبُهُ عَذَاباً كرأ » أي: عظيماً في الآخرة. 

هوأمًا من ءَامَنَ وَعَمل صلحاً فْلَهُ جَرَاءٌ الحسنئ » أي : الجنة. يقول: فله 
ثواب الجنة, والحسنئ هي الجنة©. « وَسَنْقُولٌ لَهُ مِنَ أَمْنَا 4 أي : ما صحبناء في 
الذا وا 0 يعني المعارف. وقال مجاهد: ( مِنَ أَمرنا يسرا) أي : 
فغروفا: وهو واحد. 

قال: ثم اتبّمَ سَبْباً # أي : طرق الأرض ومعالمها لحاجته على ما وصفت من 
تفسيرهم فيها. ط حَتَى ذا بََمْ ملع الشّْمْس وَجَدَهَا تَطلُمُ عَلَىْ قَوْم لُمْ نَجَعَل لَهُم 
مِنْ دُونِهَا سترأ . 

قال بعضهم: ذكر لنا أنهم كانوا في مكان لا يستقر عليه البناء» وأنهم يكونون 
في أسراب لهم. حتى إذا زالت الشمس عنهم خرجوا في معايشهم وحروثهم . وقال 
الحسن : إذا طلعت الشمس انسربوا فى البحرء فكانوا فى البحرء فكانوا فيه حتى 
تغيب الشمس . فإذا غابت الشمس د وتسوقوا (3) انوا في أسواقهم وقضوا 
حوائجهم بالليل . 
(1) كلمة وزنافق» عير ؤاردة ل تع :نونو :فر ارافان القرية قو لزهلا بانو: والمنافق لا يقتل لنفاقه . 
(2) قال الفراء في المعاني ج 2 ص 19: «وقوله: ( فله جزاءً الحسنئ ) نصبت الجزاءة على 

التفسير. . . وقوله : 6 الحسنى ) مضاف. وقد تكون الحسنى حسناته فهو جزاؤها. وتكون 


ابعش الجئة. د تضيف الجزاء إليها. وهي 0 كما قال: ( حَقٌ اليقين ) [الواقعة: 95]. 
و(دينٌ الْمَيمَة ) [البيئة : 5] و( لَذَار الآخرة خير) [يوسف: 109]. 


)3( قال الزمخشري في أساس البلاغة : «تسوق القوم : اتخذوا سوقاء . وفي اللسان : تسوق القوم إذا 
باعوا واشترو ْ 


46 


الجزء الثاني الكهف: 91 - 96 


قوله : « كَذَّلِكَ وَقَدَ أحطنا بما لَدَيْهِ خبراً » أي : هكذا كان ما قص من أمر ذي 
القرنين. 

قال: « نّم ابم سَبْبا 4 أي : طرق الأرض ومعالمها لحاجته « حَتَئ إِذَا بََْ ين 
السَرَّيْن 2# أي : بين الجبلين ه وَجَدَ مِنْ دُونهمًا قَوْما ل يَكَادُونَ يَممَهُونَ قَوْلا 4 أي : 
لا يفقهون كلام غيرهم . وهي تقرأ على وجه آخر: (لآ يَكَادُونَ يُفْقَهُونَ قَوْلا » أي 0 
يفقه أحد كلامهم . 

« قَالُوا ينذا القرنين إِنْ 0 وَمَأْجَوجَ مفسدُونَ في الأض, » أي : قاتلون 
الناس في الأرض « فَهَلْ نَجَعَلُ لَكَ خَرْجاً 4 اي : جُعلا « عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنا وَبَيَْهُمْ 
سَدَا ». 

< فَالَ ما مكني فيه رَبي خَيْرَ 4 أي: من جُعلكم ط فأِينوني بقوَةٍ 4 أي : 


رو“ وه امه 


بعدد. عدد من الرجال « أجعل 0 وبينهم ا ب . 

«اتوني » أي : أعطوني « زَيرَ الحديد ل » أي : قطع الحديد في تفسير مجاهد 
ختى | إذا سَاوى , ين الصدّفين » أي : رأس الجبلين» ساوى ما بينهما فسده. ١‏ قال 
افوا 4 أي : : على الحديد ط حَنَْ إِذَا جَعَلَُ نار 4 يعني أحماه بالنار ه َال اتوني 
فرع عَلَيْه قطراً 4 فيها تقديم ؛ أي : أعطوني قطرأً أفرغ عليه. والقطر النحاس؛ فجعل 
أساسه الحديد. وجعل ملاطه0 النحاس ليلزمه . 


(1) قال أبوعبيدة في مجاز القرآن ج 1 ص 414: «( بين السَدّين ) مضموم إذا جعلوه مخلوقاً من فعل 
الله وإن كان من فعل الآدميين فهو سّدء مفتوح». وقد أنكر الطبري هذا الفرق بينهما في 
تفسيره ج 16 ص 15. 

(2) أصل الردم هو سد الثلمة أو المدخل أو نحوهما. «وقيل: الردم أكثر من السد لآن الردم ما جعل 
بعضه على بعض». انظر اللسان (ردم). 

(3) يقال: ملط الحائط. أي : :طلاه. والملاط : «الطين الذي يجعل بين سافي (أي: : صفي اللبن) 
في البناء,» ويملط به الحائط» . وفي بعض المخطوطات : «وجعل خلاطه النحاس». والمعنى 
قريب من الآول. 


477 


الكهف: 97 تفسير كتاب الله العزيز 


قال بعضهم: ذكر لنا أن رجلا قال: يا رسول الله قد رأيت سد ياجوج 
وماجوج. قال: أنعته لي . قال: هو كالبرد المحَبّرء طريقة سوداء وطريقة حمراء. 
قال : قد رأيته(1) 


62 لي بي 


قال: « فَمَا اسطاعوا أن يُظهَرُوهُ » أي : أن يظهروا عليه من فوقه. « وما 
اسْنَطاعُوا لَّهُ تقبأ » أي : من أسفله. 


ذكروا أن رسول الله كلخ قال: أن يأجوج ومأجوج يخرقونه كل يوم. حتى إذا 
كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم: ارجعوا فستخرقونه غدا. فيعيده الله 
كأشد ما كان . حتى إذا بلغت مدتهم. وأراد الله أن يبعثهم على الناس. حفرواء حتى 
إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم : ارجعوا فستخرقونه غدا إن شاء الله 
فيغدون إليه وهو كهيئته حين تركوه فيخرقونه. فيخرجون على الناس» فينشفون المياه.. 
ويتحصن الناس منهم في حصونهم. فيرمون سهامهم”ا إلى ١‏ اماف فترجع وليها 
كهيئة الدماء. فيقولون قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء. فيبعث الله نغفاً©) في 
أقفائهم فيقتلهم بها. فقال رسول الله كك : والذي نفسي بيده إن دواب الأرض لتسمن 
وإنها لتشكر © من لحومهم شكرًا©. 


(1) رواه ابن سلام عن قتادة مرسلا. وكذلك أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ج 16 ص 23 عن 
قتادة مرسلا أيضا. وأورده البخاري في كتاب بدء اللخلق. باب قصة ياجوج وماجوج . عن قتادة 
أيضاً ولفظه : «قال رجل للنبي 6: رأيت السد مثل البرد المحبّرء قال: رأيته». 

(2) في المخطوطات: «فيرمون بنشابهم إلى السماء» جمع نشابة» وهي السهام. وأثبت ما جاء في 

ورقة 20 و. والمعنى واحد. 

(3) النغف. واحدتها نَغْفّة: نوع من الدود يكون في أنوف الإبل والغنم. «وقيل هو أيضا الدود 
الأبيض الذي يكون في النوى إذا أنقع». انظر الجوهري: الصحاح (نغف). 

(4) شكرت الحلوبة شّكراً إذا سمنت وامتلاً ضرعها لبنا. وقيل الشكرّة والمشكار من الحلوبات التي 
تغزر على قلة الحظ من المرعى . 

(5) حديث صحيح رواه ابن سلام ورقة 20 و. وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ج 16 ص 21 
بنفس السند وأخرجه أحمد وأبو داود والحاكم وغيرهم من طريق سعيد عن قتادة عن أبي رافع 
عن أبي هريرة عن النبي كَل . 


4/8 


الحزء الثاني الكهف: 98 





قوله: ط قَالَ هَنذًا رَحْمَةَ من رَبِي إذَا جَاءَ وَعْدُ ري » يعني خروجهم « جَعَلَهُ 
دكأ 4 أي : الجبلين» أي : السد. وهي تقرأ على وجه آخر: 5 مملودة أي : 
أرضاً مستوية . « وكان وَعُدُ رَبِي حَقا © . 

ذكروا عن عقبة بن عامر الجهني قال: كان يومي الذي كنت أخدم فيه النبي 
يللهِ. فخرجت من عنده فإذا أنا برجال من أهل الكتاب معهم مصاحف أو كتب 
فقالوا: استأذن لنا على رسول الله. فانصرفت إليه. فأخبرته بمكانهم. فقال: مالي 
ولهم يسألونني عما لا أدري. وإنما أنا عبد لا أعلم إلا ما علمني الله . ثم قال : آيتوني 
وَضوءاً. فأتيته بوَضوء. فتوضاء ثم قام إلى المسجد فركم ركعتين. فما انصرف حتى 
بدا لي السرور في وجهه. فقال: اذهب فأدخلهم وأدخل من وجدت بالباب من 
أصحابي . 

فلما وقفوا عليه قال: إن شئتم أخبرتكم بما أردتم أن تسألوني عنه قبل أن 
تتكلموا. وإن شئتم سألتم وأخبرتكم . قالوا: بل أخبرنا بما جثنا له قبل أن نتكلم . 
قال: جثتم تسالونني عن ذي القرنين. وسأخبركم عما تجدونه مكتوبا في كتبكم : 

إن أول أمره أنه كان غلاماً من الروم» وأعطي ملكا. فسار حتى انتهى إلى أرض 
مصرء فبنى عندها مديئة يقال لها الإسكندرية. فلما انتهى من بنائها أتاه ملك فعرج به 
حتى استقله فرفعه ثم قال له: انظر ما تحتك. فقال: أرى مدينتي وأرى مدائن 
أخرى . ثم عرج به فقال: انظرء فقال: قد اختلطت مدينتي مع المدائن. ثم زاد 
فقال: انظرء فقال: أرى مدينتي وحدها لا أرى غيرها. فقال له الملك: إنما تلك 
الأرض كلهاء وهذا السواد البحر. وإنما أراد الله أن يريك الأرض» وقد جعل لك 
سلطاناً فيها. فسر في الأرضء فعلّم الجاهل» وثِيّت العالم. فسار حتى بلغ مغرب 
الشمس. ثم سار حتى بلغ مطلع الشمس» ٠‏ ثم أتى السَدّينء وهما جبلان لينان .يزلق 
عنهما كل شيء» فبنى فبنى السد. فوجد ياجوج وماجوج يقاتلون قوما وجوههم كوجوه 
الكلاب. ثم قطعهم فوجد أمة قصاراً يقاتلون الذين وجوههم كوجوه الكلاب. ثم 
مضى فوجد أمة من الغرانيق يقاتلون القوم القصار. ثم مضى فوجد أمة من الحيات 

019 


الكهف: 98 ْ تفسير كتاب الله العزيز 





تلتقم الحية منها الصخرة العظيمة. ثم أفضى إلى البحر المدير بالأرض. 

فقالوا: نحن نشهد أن أمره كان هكذاء وإنا نجده في كتابنا هكذا" . 
عدتهم إلا الله]©: تارس وتاويل وميسك . 

ذكروا عن علي بن أبي طالب أنه سئل عن ذي القرنين فقال: لم يكن ملكا ولا 
نبياء ولكنه كان عبداً صالحاً. ناصحاً لله فنصحه©. دعا قومه إلى الإيمان فلم 
يجيبوه . فضر بوه على قرنه فقتلوه. فأحياه الله . كم دعأ قومه أيضا فضر بوه على قرنه 
فقتلوه فأحياه الله فسميّ ذا القرنين. 
الأشبار؟ فقال: ما أجد من ولد ادم بأعظم منهم ولا أطول . ولا يموت الميت منهم 
حتى يولد له ألف ولد فصاعداً. قال: قلت فما طعامهم؟ قال: هم في شجر ما 
هضمواء. وفي ماء ما شربوا. وفي نساء مأ نكحوا . ذكر بعضهم قال ٠‏ إن هؤلاء الترك: 
ممن سقط دون الردم من ولد يأجوج ومأجو جح" . 

ذكروا عن عبد الله بن مسعود أنه قال ٠:‏ يخرج ياجوج وماجوج يموجول في 
الأرض فيفسدون فيها. ثم قرأ عبد الله : ( وَهُمُ مَنْ كل حَدَبِ ينسِلُونَ ) [الأنبياء : 16 
ثم يبعث عليهم دابة مثل النغف. فتلج في أسماعهم ومناخرهم فيموتون منها. قال: 
فتنتن الأرض منهم. فتجأر إلى الله فيرسل الله عليهم ماء فيطهر الأرض منهم . 


(1) رواه يحيى بن سلام بسند في ورقة 20 و. وظ. 

(2) زيادة من سع ورقة 20 ظ. 

(3) كذا في المخطوطات. وفي سع ورقة 20 ظ: «ناصح الله فتصحه». 

(4) مثل هذه الآثار لا يمكن أن يستسيغها عاقل. ولم يثبت في بعض تفاصيلها حديث يوثق بصحته. 
وفي بعضها أغراض شعوبية لا تمت إلى الدين ولا إلى الحقيقة التاريخية بصلة. وقد تناقلها 
المفسرون بدون تمحيص . 


460 


وذكروا عن كعب قال: إن ياجوج وماجوج ينقرون كل يوم بمناقرهم في السدّ. 
فيسرعون فيه. فإذا أمسوا قالوا: نرجع غدا فنفرغ منه؛؟ فيصبحون وقد عاد كما كان. 
فإذا أراد الله خروجهم قذف على ألسن بعضهم الاستثناء» فيقولون نرجع غداً إن شاء 
الله فنفرغ منهء فيصبحون وهو كما تركوه فينقبونه» ويخرجون على الناس. فلا يأتون 
على شيء إلا أفسدوه. فيمر أولهم على البحيرة فيشربون ماءهاء ويمر أوسطهم 
فيلحسون طينهاء ويمر اخرهم عليها فيقولون: قد كان هاهنا مرة ماءء فيقهرون 
الناس» ويفر الناس منهم في - والجبال. فيقولون: قهرنا أهل الأرض فهلموا إلى 
أهل السماء. فيرمون نشابهم!) نحو السماء فترجع تقطر دماء فيقولون: قد فرغنا من 
أهل الأرض وأهل السماء. فيبعث الله عليهم أضعف خلقه: النغف: دودة دة تأخذهم 
في رقابهم فتقتلهم حتى تنتن الأرض من جيفهم. ويرسل الله الطير فتلقي جيفهم إلى 
البحر. ثم يرسل الله السماء فتطهر الأرض. وتخرج الأرض زهرتها وبركتهاء ويتراجع 
الناس حتى إن الرمانة لتشبع أهل البيت. [وتكون سلوة من عيش . و الات كدر 
إذ جاءهم خبر ان ذا السويقتين قد غزا البيت]) في فييعث المسلمون جيشاً فلا يصلون 
إليهم. ولا يرجعون إلى أصحابهم. حتى يبعث الله ريحاً طيبة يمانية من تحت 
العرش» فتكفت روح كل مؤمن. ثم لا أجد مثل الساعة إلا كرجل أنتج مهرأ له فهو 
بتتظر متى يركبه. فمن تكلّف من أمر الساعة ما وراء هذا فهو متكلف. 


ذكروا أن عيسى عليه السلام يقتل الدجال [بباب لد أو عندها]© فبينما هم 
كذلك إذ أوحى لله إلى عيسى أني قد أخرجت عباداً لي لا ندين لاحد بقتالهم فحرّز 
عبادي في الطور. ويبعث الله ياجوج وماجوج.» وهم كما قص ( من كل حدذب 
لوم [الأنبياء: 96]. فيمر أولهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيهاء ويمر 
آخرهم فيقولون: قد كان هاهنا ماء مرة. فيسيرون حتى ينتهوا إلى الجبل الأحمر لا 


)1( كذا في ج ود وق: «نشابهم». وفي مدخ «نبالهم». 
(2) زيادة من سع 0 ظ. و ولدء أو «اللَدّه بلدة بالشام من أرض فلسطين . 


4681 


الكهف : 99 - 100 ظ تفسير كتاب الله العزيز 





يعدونه. فيقول بعضهم لبعض : قد قتلنا من في الأرض [إلا من دان لنا]9 فهلموا 
فلنقتل من في السماء. فيرمون بسهامهم نحو السماء فيردها الله مخضوبة دما. 
ويحصرون نبي الله عيسى وأصحابه. فبينما هم كذلك إذ رغبوا إلى الله فأرسل الله 
عليهم نغفا في رقابهم فيصبحون فرسي © كموت نفس واحدة. فيهبط نبي الله عيسى 
وأصحابه فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم ودماؤهم . فيرغعب 
عيسى ومن معه إلى الله فيرسل الله عليهم كأعناق البخت فتلقيهم في البحر. 

ذكروا أن رسول الله 45 قال: لَيحَجِنْ ليت وَلَيُعْتَمَرَنْ بعد خروج ياجوج 
وماجوج7). 

قوله : « وتركنا بَعْضَهُمْ يَوْمئِذِ يَمُوجّ في بَعْضٍ 4 يعني يوم يخرجون من السد . 

قال: « وَنفخَ في الصور فَجَمَعْتهُمْ جَمْعا © وقد فسّرنا الصور في غير هذا 
الموضع . 


خالدين :5 


ذكروا عن عبد الله بن مسعود أنه قال: ليس أحد من الخلق كان يعبد من دون 
الله شيعا إلا وهو مرفوع له بنعته #) فيقال لليهود : من تعيدون؟ فيقولون : لغيه عير 
فيقال لهم : هل يسركم الماء؟ فيقولون: نعم. فيرون جهنم وهي كهيئة السراب. ثم 


تعبدون؟ فيقولون: المسيح. فيقال لهم: هل يسركم الماء؟ فيقولون: نعم. فيرون 


(1) زيادة من سع ورقة 21 و. 

(2) «فرسي» كذا وردت في المخطوطات وهي جمع فريس, ومنه فريسة الأسد. أي : قتلى» وزنا 
ومعنى . 

(3) أخرجه أحمد في مسنده. وأخرجه البخاري في كتاب الحجء باب جعل الله الكعبة البيت الحرام 
قياماً للناس عن أبي سعيد الخدري عن النبي 6 . 

40( كذا في المخطوطات : «وهو مرفوع له بنعته)2 وفي سع ورقة 1 و: «إلا وهو مرفوع له يتبعه) . 


0402 


الجزء الثاني الكهف: 101 - 109 





جهنم وهي كهيئة السراب. ثم كذلك بمن كان يعبد من دون الله شيئاً. ثم قرأ: 
( وقفوهم إنهم مسؤُولون ) [الصافات: 24]. 

قوله: « الذين كانتت ينهم في غطاءٍ ءِ عن ذكري »أي : كانت على أعينهم 

غشاوة الكفر. كقوله: لذ كنْتَ في عَفْلٍَ من هنذا فكَشفْنا عنْكَ عطاك ) أي : : غطاء 
الكفر ( فبصرك اليُومّ حديدٌ ) [سورة ق: 23] أي: أبصر حين لا ينفعه البصر. 
9 وكانوا لآ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً 4 أي: لا يسمعون الهدى بقلوبهم. وقال مجاهد: لا 
يعقلون . 

قوله: ط أَفَحَسِبَ الذِينَ كَمَرُوا أن يتجذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوِْيَاَ 4 يعني من 
عبد الملائكة ؛ أي أفحسبوا أن تتولااهم الملائكة على ذلك 5 لا يتولونهم . وليس 
بهذا ا 0 ددا أن يعبدوني ولا يشركوأ بي شيئاً. « إنا أَعْتَدْنَا » أي : 


قوله : ١ق‏ عل يتم بترن أفتلا لبن ضلُ ست في اهز ال 


عدار و - 


وهم يحون نهم حسون صُنْعا » وسم اهل الكتاب. صل أوائلهم فاتبعهم 


تر صم و© م 


أواخرهم على ضلالتهم. ٠‏ (وهم يحسبون نهم يحسنون صنعا ). 


قوله : < أُولئِكَ الذينَ كَفْرُوا بثايت بهم ولَِائهِ ف َحبِطتَ أَعْمَلُهُمْ فلا ؛ نقيم لَهم 
وم , القيَمّة وَزْناً 4. وهي مثل قوله: ( وَمَن حََفْتُ ماي َأُولَئِتَ الذين خسِروا 
َنفسَهُمْ في جهنم خَالِدُونَ ) [المؤمنون : 3] قال: « ذلك جَرَاوُهُمْ جهنم يما كفروا 
وَاتسَذُواءَايْلتي وَرَسلي هُرُوا 4. 

قوله: ظإِنْ الذينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَلِحَنت كانت لَهُمْ جَنْتٌ الفردؤس نُرُلَا » 
ذكروا عن أبي هريرة قال: الفردوس جبل في الجنة تتفجر منه أنهار الجنة . « خَللدينَ 
فيها لآ يَبُعْونَ عَنْهَا حولاً 4 أي : مُتَحَولاً في تفسير مجاهد. 

قوله: « قل لُوْ كَانَ البَحْرُ مِدَاداً 4 أي: مداداً للقلم يستمد منه للكتاب 
١‏ لَكَلِمت رَبي لَنَفدَ البْحْرٌ قبْلَ أَنْ تنقَدَ كَلِمَات رَبّي وَلَوْجِتْنا بمئله مَدَداً 4 أي : آخر 


413 


الكهف: 110 تفسير كتاب الله العزيز 





مثله من باب المدد. وهي تقرأ على وجه آخر: ( وَلَوْ جتنا بمثله مدادا) يُسْتَمَدُ منه 
ِلْقَلّم . لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي, أي: علمه الذي خلق الأشياء كلها. 


تب اس #* م قي ص 


قوله : ( قل إنمَا آنا بَعَرَ ملم يُوحئ إليّ » وذلك أن المشركين قالوا له: ( ما 
أنتَ لو : 5 بسر ملام 000 [الشعراء: 154] فقال الله له: قل إنْما أنا بَشْرٌ متلكم) ولكن 
يوحى إليء وأنتم لا يوحى إليكم . د أنْمَا إِنهكُم لَه وَاجِدٌ 4 وهو الله. لا إنه إلا 
هو ولا معبود سواه. ١‏ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لقا رَبْهِ فَليَعمَلُ عَمَاا صَلِحا ولا يُشْرِكُ بعِبَادة 
رَبّه أَحَدَاْ » أي : يخلص له العمل. فإنه لا يقبل إلا ما أخلص له. 

ذكروا أن رجلا قال: يا رسول الله إني أقف المواقف أريد وجه اللهء وأحب أن 
يُرَى مكاني. فسكت النبي عليه السلام [ولم يرد عنه شيئاً]© فأنزل الله هذه الآية : 
( فَمَنْ كانَ يَرْجُو لِقَاء رَبْهِ َلَيَعْمَلُ عَمَلا صَالِحاً ولا يَشْرِكُ بعبادة رَبْهِ أَحَدَأ ). 


(1) إذا كان قصد المؤلف أن هذه الجملة : ( ما أنت إلا بشر مثلناً ) نهى ما خاطبّ به المشركون نبيّنا 
محمد ككل وبهذا اللفظ عينه. فإنه لا يوجد هذا فى القرآن موجها إليه . وإنما ورد هذا في سورة 
الشعراء فيما حكاه الله عما قالته ثمود للنبي صالح وما قاله أصحاب ليكة للنبي شعيب عليهما 
السلام . أما بالنسبة لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام فقد ورد هذا المعنى بألفاظ أخرى, منها: 
هَل هنذا إلا بمَر منْلكُمْ ) فيما أسرٌ المشركون من نجواهم وأخبر الله به في سورة الأنبياء: 3 
أو بصفة أعم فيما خاطب به المشركون رسَلهم بقولهم : ( إِنَ نتم إلا بَمْرَ مُْلَنَا) كما قصه الله 
في سورة إبراهيم: 10. 

(2) زيادة من سع ورقة 21 و. 


هه © اله ل ه ل# ا ان الس له لهو هله 0 0# #6 لش له اله اله اله هله 0 #له « ل هله له #0 #0 #0 له #0 #0 #0 0< # #0 #0 هن 0# # ه ههه 0000# هه هاه » 


(1) هذا ما جاء في آخر ورقة من مخطوطة جربة التي رمزت لها بحرف ج. والتيى هي محفوظة في 
خزانة الشيخ الوقور سالم بن يعقوب في غيزن, أمد الله في أنفاسه. 
«تم والحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وصلى الله على سيدنا 
محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما. وقع الفراغ من نسخ هذا الكتاب يوم الثلاثة (كذا) عند 
صلاة الظهر, وهو اليوم الرابع من شهر الله المبارك من شهور سنة ستة (كذا) وثمانين وألف بعد 
هجرة سيدنا محمد المصطفى., على يد العبد الذليل الحقير الفقير المحتاج إلى عفو ربه 
ومغفرته ورحمته ‏ إنه ولي ذلك والقادر عليه. وهو حسبي ونعم الوكيل». ونعم المولى ونعم 
النصيرء وهو صالح بن قاسم بن محمد بن سعيد بن إبراهيم بن بونوح بن صالح البلاز. غفر الله 
له ولهم ولوالديهم ولمن نظر في هذا الكتاب. ولمن دعا لهم بالمغفرة ولجميع المؤمنين 
والمؤمنات والمسلمين والمسلمات أجمعين والحمد لله رب العالمين». 
(2) وهذا ما جاء في مخطوطة القرارة التي رمزت لها بحرف ق. والتيى هي محفوظة في خزانة 
المرحوم الشيخ بالحاج : 
«تم النصف الأول من تفسير القران العظيم بحمد الله وحسن عونه وتأييده ونصره على يد 
العبد الفقير الحقير الذليل الراجي عفو مولاه. الغني عن من سواه (كذا) أبي القاسم بن موسى 
ابن الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن يحيى . سألتك بالله العظيم يا من ينظر فيه أن تبسط لي 
عذراً لأني نسخته من نسخة ركيكة وفي زمان التشويشن:. وأنا لم آل فيه جهدا . نسأل الله العفو 
والعافية لنا ولكم معشر المسلمين. وكان الفراغ منه ضحوة يوم الأحد يوم الأخير (كذا) من شهر 
الله ربيع الأول عام الثامن عشر مائة (كذا) وألف من هجرة النبي عم والصلاة والسلام على سيد 
المرسلين وإمام المتقين والحمد لله رب العالمين». 
(3) وهذا ما جاء في آخر مخطوطة العطف التي رمزت لها بحرف ع., والتيى هي محفوظة بخزانة 
الشيخ المرحوم الحاج داود بن يوسف: 
وكمل بحمد الله وحسن [عونه] والصلاة التامة الشاملة على من لا نبي بعده. والله يعين 
ناسخه بحوله وقوته إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير واخر دعوانا أن الحمد لله رب 
العالمين». (هكذا بدون ذكر لاسم الناسخ ولا تاريخ النسخ). 
(4) وهذا ما جاء في آخر مخطوطة جربة التي رمزت لها بحرف د والتي هي محفوظة في خزانة ال 
الجادوي : 
«تم وكمل النصف الأول من تفسير القران على يد كاتبه علي بن سليمان بن بيان للموصوف 
بأكمل الخصال الحسان: العلم والحلم والتقى والورع الجم والإحسان. من هو القدوة 
المرتضى في هذا الأوان.» ذلك شيخنا وإمامنا أبو الربيع بن عبد الله بن أبي زيد سليمان. جازاه - 


485 


وله اه هم ههه ههه هه هه ووه ه ا هاه ا واوا و ولو سه وله .له و هاه هه هاه وه ه .ه واه ٠‏ ع٠‏ هم اه ٠١ ٠ ٠» ٠‏ * 


- الله عن الإإسلام يرا وأسكنه فسيح الجنان مع الحور والولدان» متكثاً على رفرف خضر وعبقري 
حسان . فيشاورا للنبي المصطفى من ال عدنان . صلى الله عليه وعلى اله ما لمع برق ودام 
الجديدان, وأن يفعل ذلك بي ويجميع المسلمين. إنه هو العزيز الغفور, الفرد الصمد, الواحد 
الدَيّانْء ولا سيما شيخنا وحيد الدهر وفريد العصر أبو عبد الله (كذا) محمد بن عمرو بن أبي 
ستة. أسكنه الله فراديس الجنة» وجمعنا في دار تبقى فيه الصحبة, وأظلنا في ظل عرشه.ء يوم لا 
يجد أحد ظلاً إلا ظله. ووقانا في دنيانا الشرٌ والحسد والفتنة» وأماتنا على منهاج صالحي أهل 
الدعوة. إنه هو الغفور ذو الرحمة . وقد أحضرت لكتابة هذه النسخة في الأول نسختين, وللثاني 
ثلاث نسخ, وأظن أنها كلها منسوخة من أصل واحد هو كثير الفساد. وفيه بياض في بعض 
المواضع . وفيه ما كتب طلسما من غير بياد» فنقلته كما هو . 
وفي الورقة الأخيرة من الورقات المكتوبة ما يلي : «الحمد لله رب العالمين. ويعد فقد وقع 
بيدي هذا الكتاب فيه تفسير النصف الأول من القران الشريف بيدي الفقيه شعبان بن يعقوب 
التندميرتي النفوسي بجامع بني لاكين عمره الله بقوات (كذا) العلم امين والله أعلم بما تعلمون 
(كذا) خبير سبحانه وتعالى عما يشركون». 
وهذه الجمل الأخيرة مكتوبة بخط مخالف لخط الناسخ الأول. ويبدو أنها زيادة من أحد 


406 


رقم السورة 


11 
12 


صفحاتها 
5 - 70 
1 -110 
1 - 179 
0 - 211 
2 - 255 
6 - 291 


1477 


اسمها 


الرعد 
إبراهيم 
العتيجر 
النحل 


صفحاتها 
2 - 317 
8 - 338 


358 - 9 
396 - 09 


بني إسرائيل(الإسراء)397 - 449 


الكهيف 


484 - 0